ما أشبه الليلة بالبارحة».. كأن الإخوان لم يغيبوا عن المشهد، على الرغم من عزلهم من الحكم، فحضر السلفيون بنفس ممارسات الإخوان، للمنافسة فى الانتخابات البرلمانية المرتقبة. وبعدما كان السلفيون والإخوان، يستخدمون الأساليب نفسها فى الدعاية لجلب أصوات انتخابية، أصبحت الساحة مفتوحة أمام السلفيين، ليظهروا كل ما كان لديهم وكل ما تعلموه من ممارسات إخوانية، لكسب الأصوات، فى الانتخابات المقبلة. ويستخدم حزب النور نفس الدعاية التى كان يستخدمها تنظيم الإخوان، فى الترويج لنفسه فى الانتخابات، ومن بين ما يستخدمه حزب النور «زجاجات الزيت وأكياس السكر وشوادر اللحم وتوفير علاج سوفالدى». واتبع حزب النور، وسائل حزب الحرية والعدالة المنحلّ بالكامل، سواء فى الدعايات الانتخابية أو قبلها، تمثلت هذه الوسائل فى استخدام السلع الغذائية كالزيت والسكر لجذب المواطنين للحزب، وللتواصل معهم والتعريف بهم، إضافة إلى استغلال ذلك فى الدعاية الانتخابية.

أنشطة أطلق عليها الحزب صفة «خيرية»، وقال إن الهدف منها رفع العبء عن المواطنين، تمثلت فى أسواق سلعية، خاصة بمناسبة معيَّنة، مثل أسواق المواد الاستهلاكية ومستلزمات شهر رمضان تزامناً مع شهر رمضان المبارك، أو شوادر لحوم ومواد غذائية تزامناً مع عيد الأضحى، أو أسواق للمواد الدراسية، مع اقتراب المدارس، أو أخرى بأسعار مخفضة أقل من سعر الجملة للمواطنين فى أماكن مختلفة بالمحافظات، حسب تصريحات مسئولى الحزب.

وتزامناً مع الامتحانات لا سيما الثانوية العامة، فإن الحزب يعلن عن دروس خصوصية مجانية بمحافظات مختلفة لطلبة الثانوية العامة، الأمر الذى كان يمارسه الإخوان قبل ذلك وبرع فيه.

خدمات «النور» الشبيهة بالخدمات الإخوانية، التى كان يمارسها على استحياء فى عهد الإخوان وانتشرت بعد عزلهم من الحكم، لم تقتصر على الأسواق السلعية والاستهلاكية والمواد الدراسية بأسعار مخفضة وزهيدة، بل اشتملت على قوافل طبية، متخصصة فى القرى النائية، بجميع المحافظات دون استثناء، ولم تكتفِ بالقوافل الطبية البشرية، وتوفير العلاج فيها للمواطنين، بل توسعت إلى القوافل الطبية البيطرية، لرعاية وعلاج الحيوانات المنزلية، التى يمتلكها الفلاح، وتساعده فى عمله فى الحقل.

على سبيل المثال، فإن حزب النور نظّم فى الإسكندرية أسواقاً خيرية لمستلزمات المدارس، فى منطقة حجر النواتية بالمحافظة، أمام كوبرى حجر النواتية، وأمام مسجد أبوهريرة، وأمام مسجد أولياء الرحمن. الأسواق الثلاث دشَّنها الحزب لمستلزمات المدارس، وقال فى إعلانها الذى حصلت عليه «الوطن»، إنه نظّم الأسواق الثلاث، خيرياً، لمستلزمات المدارس بأسعار لا تقبل المنافسة، تخفيفاً عن أولياء الأمور. كما نظمت أمانة حزب النور بمينا البصل بغرب الإسكندرية عدة أسواق فى المنطقة للمستلزمات المدرسية بأسعار مخفضة، كما أعلن أمين حزب النور بقرية مينا البصل بغرب الإسكندرية.

ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك واحتياج المواطنين إلى اللحوم بدأ الحزب فى عمل شوادر لبيع اللحوم بأسعار مخفضة، ففى قرية كفر سعد افتتح هانى رمزى أمين الحزب بالقرية، سوق النور لبيع السلع المخفضة، بالقرية، وقرى كفر المنازلة، وبمركز كفر سعد، تضمنت توفير لحوم للمواطنين بأسعار رخيصة، استعداداً لعيد الأضحى. ونظم الحزب 3 شوادر لبيع اللحوم بأسعار مخفضة، فى طنطا بمناطق القرشى وقحافة ومساكن التجنيد، مساهمة من الحزب فى تقليل الأعباء على المواطنين، ومحاربة للغلاء.

ومن أمثلة القوافل الطبية لحزب النور، قافلة نظمها الحزب فى شهر سبتمبر الحالى بمحافظة قنا لعمل تحاليل طبية للكشف المبكّر عن الفيروسات الكبدية «بى» و«سى» بقرية نجع ركب بمركز نجع حمادى، وقال الدكتور حسين طه مسئول اللجنة الطبية للحزب بقنا، إن تلك القافلة تأتى ضمن الفعاليات الأسبوعية التى تقوم بها اللجنة الطبية بمراكز وقرى المحافظة.

ومن الأنشطة التى أعلن عنها حزب النور، توفيره عقار «سوفالدى» لعلاج فيروس سى فى الإسكندرية، وهو ما أوقفته مديرية الشئون الصحية بالإسكندرية، الأمر الذى أكده الدكتور مجدى حجازى وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، فى تصريحات صحفية، بأنه فور قيام أحد الأحزاب السياسية بالإعلان عن توافر عقار «سوفالدى» لعلاج فيروس «سى»، ودعوة المرضى للتقدم للحصول على العلاج بالمجان، توجهت لجنة من وزارة الصحة إلى مقرّ الحزب بالإسكندرية ولم تجد عقار «سوفالدى» ورفعت الإعلان وأخذت تعهُّداً كتابياً على أمين الحزب بعدم تكرار تلك الحملات إلا بعد موافقة وزارة الصحة.

ومن القوافل التى أطلقها الحزب، قافلة بيطرية أطلقها فى شهر أغسطس الماضى بقرية تندة بمركز ملوى محافظة المنوفية، تحت إشراف طه محمد، أمين مركز ملوى، والدكتور محمود عطية أمين اللجنة البيطرية بالمحافظة، وعدد من الأهالى بالقرية، كما نظمت اللجنة الطبية لحزب النور بالبحيرة قافلة بيطرية مجانية بقرية عمارة والنجوع المجاورة لها بمركز حوش عيسى، شملت إعطاء تحصينات لـ100 رأس من الأغنام والماعز و150 من المواشى والجاموس، بالمجان.

من جانبه قال الدكتور شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، إن الحزب لا يسير على خطى الإخوان فى استغلال مشكلات الناس أو استخدامها فى دعاية حزبية أو انتخابية، بل إن الحزب يشعر بمعاناة المواطنين ويحاول تخفيف تلك الأعباء، وذلك من مسئولية وجوده فى الشارع إلى جوارهم.

فى المقابل أكد الشيخ محمد الأباصيرى، الداعية السلفى، أن حزب النور والدعوة السلفية لا يختلفان عن الإخوان المسلمين تنظيمياً أو حركياً أو حزبياً، لا فى الفكر ولا فى الأعمال والتصرفات والسياسات.