شهدت الأردن مؤخرا افتتاح معلم جديد يرمز إلى التعايش بين الأديان وهو مسجد أطلق عليه اسم مسجد "المسيح عيسى بن مريم". وأعرب زعماء كل من المسلمين والمسيحيين عن سعادتهم بافتتاح مسجد "المسيح عيسى مريم" قبل عدة شهور في مدينة مأدبا (30 كلم جنوب العاصمة عمان).
وقال إمام المسجد بلال الحنيني إن المسجد رسالة للعالم توضح أن المسلمين يعتبرون المسيح رسولا لهم لأنه رسول البشرية قبل مقدم النبي محمد، وأضاف أن المسجد يؤكد على أن الإسلام هو دين التسامح ولا علاقة له بالتطرف.
وأوضح الحنيني وعدد آخر من المصلين من رواد المسجد أن المسلمين والمسيحيين يعيشون في هذه المنطقة من المملكة الهاشمية منذ وقت طويل وفي سلام وإخوة.
وذكر أن المسيحيين يمثلون 10% من سكان مأدبا فيما يمثلون 5% من سكان المملكة البالغ تعدادهم 5 ملايين ونصف المليون نسمة.
وقال عبد الهوروط بعد الانتهاء من صلاة العصر: "نعيش في سلام منذ قرون مع إخواننا المسيحيين ونستشعر الآن أن هذا المسجد رمز لاخوتنا"، وأضاف أن "قرآننا يأمرنا بألا نفرق بين الرسل. ولهذا فإننا نعتبر المسيح عيسى بن مريم أخا لرسولنا محمد"، وأشار الهوروط إلى أن عددا من الأعمال التي زينت بها حوائط المسجد نقشت عليها آيات من القرآن تتعلق بالسيد المسيح وأمه السيدة مريم.
يذكر أن عائلة العتيبي ذات التاريخ الحافل في منطقة مأدبا والباع الطويل في تحسين العلاقات مع الطائفة المسيحية هي التي أسست المسجد.
وأكد مروان العتيبي أن عائلته كانت تسعى إلى ضرب مثال لتعايش الاديان، وأوضح أن اختيار هذا الاسم للمسجد يهدف إلى جعل المجتمع بأسره يفهم أن الاسلام هو دين التسامح ويدعو إلى التواصل مع الأديان الأخرى.
كما لقيت تسمية المسجد بهذا الاسم ترحيبا واسعا من القيادات المسيحية في الأردن حيث اعتبرته بادرة جديدة لحسن النية من جانب الأغلبية المسلمة.
وأعرب الأب نبيل حداد وهو من قساوسة كنيسة الروم الكاثوليك عن سعادته البالغة بهذه الخطوة، موضحا علمه بأن هناك سورة في القرآن تحمل اسم السيدة مريم مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي في وقت يسعى فيه الاردنيون لتقديم بلادهم كنموذج للتعايش بين الأديان.
وقال سمير القضاة المسؤول عن إدارة المساجد في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في عمان إن هذه البادرة تتماشى مع سياسة الاردن المتمثلة في تشجيع الحوار بين الاديان والحضارات.
|