فى تحليل حريق مجلس الشعب :رأى العقيد عمر عفيفى

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٠ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: خاص لموقع (أهل القرآن )


فضيحة جديدة للعادلي ورجاله الأشاوس وهم يشرفون على احتراق مجلس الشورى وعاجزين عن فعل أي شيء.
الخيبة بالويبة وحاجة تكسف لما كل الدفاع المدني بضباطه بعساكره، بسياراته، بسلالمه، واقفين يتفرجون على النار.
هذا هو حال الداخلية لا تستطيع حتى أن تحمي مبنى من أهم مباني القاهرة لا يبعد سوى خطوات عن الحصن الحصين لوزارة العادلي (الداخلية سابقا).

مقالات متعلقة :

نعم هذا ما وصل إليه الحال في هذا الجهاز الذي دمره العادلي عندما تفرغ فقط لملاحقة ومراقبة الناس والقبض عليهم واعتقالهم وتعذيبهم في الأقسام والسجون، وترك أمن مصر معرضا لكل تلك المخاطر والمهازل.
فشل أشاوسة الحماية المدنية (الدفاع المدني سابقا) فشلا ذريعا أمام أعين العالم ووقفوا متفرجين على المهزلة وكل ما صرحوا به ما هو إلا هرتلات بعيدة عن أي أصول علمية أو خبرة فعلية في مجال الحماية المدنية.
ليس فقط لفشلهم في الإطفاء على مدار أكثر من 16 ساعة، ولكن لفشلهم في الوقاية من الأساس، لأنك لو كنت تعلم أيها العادلي أنم الوقاية خيرا من المكافحة لأدركت أنك ارتكبت جريمة في تقصيرك أنت ورجالك الأشاوس في وضع اشتراطات الوقاية من الحريق لهذا المبنى الهام والذي احترق به جزء هام من تاريخ مصر.
فالمعروف أن المباني الهامة وحتى متوسطة الأهمية أوجب الكود المصري للبناء أن تكون مؤمنة ذاتيا بوسائل الإطفاء التلقائي مثل الرشاشات وتجهيزات عديدة ليس مجال شرحها هنا، لأنك تعلم أنك فوق أي حساب وأنك ستتستر على من أهملوا في ضياع تاريخنا وأموالنا طالما تقوم بدورك الهام في ملاحقة الأبرياء وأصحاب الفكر والقلم وحتى لم يسلم منك شبابنا الذين خرجوا للغناء في حب مصر.
هذا هو ما تعتقد أنه عملك .. أن تؤمن الكراسي والمواكب وتلاحق المعارضين والصحفيين وحتى الضباط اللذين لم يهن عليهم كرامة أبناء بلدهم تهدر بهذا الشكل كراماتهم وثرواتهم وتنهب وتنتهك أعراضهم بأيدي من يجب أن يحموهم.
نعم لقد دمرت الشرطة المصرية يا عادلي عندما تخلصت من معظم الشرفاء ذوي الكفاءات وأبقيت على رجالك اللذين لا ينطقون إلا بكلمة واحدة.. تمام يا أفندم!!.

أعلم أن هؤلاء هم نفس العجزة والعاهات اللذين وقفوا لا حول لهم ولا قوة أمام النيران لأنك علمتهم الجبن والخوف ولم يقتحم واحد منهم النيران وظلوا مجرد ديكور من الخارج لرش المياه.
نعم لأنهم جبنوا على مواجهة النيران لأنهم غير مؤهلين لذلك ولم تبق عندهم روح الإقدام والشجاعة والتضحية التي كانت موجودة في هذا الجهاز قبل قضائك عليه لأنهم يعمون أنهم سيكون مصيرهم الشارع والضياع ولهم ولأسرهم لو استشهدوا أو قتلوا أو أصيبوا في الحريق.
نعم فشلوا كما فشل زملائهم حتى في تنظيم المرور لأنك زرعت فيهم الخوف وأصبح عملهم مجرد (شو) أثناء مرور موكبك وبعد ذلك يختبئون من حرارة الشمس داخل الأكشاك والمحلات وينظم المرور مجرد العسكري الذي لا يكتب ولا يقرأ.
اعترف يا رجل مرة بخطئك بعدما وصلت من العمر أرذله وأنت في السبعين من عمرك، فالخطأ ليس عيبا إنما العيب أن تستمر في مكانك وأنت عاجز عن أداء دورك في حماية أمن الشعب المصري.
أنا لست متحاملا عليك ولا أهاجمك بلا مبرر ولكن فضيحتك كانت بجلاجل وعلى عينك يا تاجر أمام كل المصريين، ورجالك عاجزين خائفين ومجرد متفرجين على احتراق المبنى المكون من ثلاث طوابق فقط !!.. فماذا كانوا فاعلين لو كان مبنى مكون من ثلاثين طابقا؟؟؟
إن ما يدفعه الشعب المصري من دمه وقوته وقوت أولاده من ضرائب لابد أن يوجه حقا لمكانه الصحيح من شراء معدات وتدريب وتحسين لأحوال الضباط والجنود وتزويدهم بوسائل الوقاية حتى يكونوا جاهزين لاقتحام النيران لا مجرد متفرجين من الخارج.
نعم لابد أن تذهب أموالنا إلى ما يحمينا ويحمي أرواحنا وثرواتنا وتاريخنا وتراثنا، لا أن يذهب لشراء واستيراد قنابلك المسيلة للدموع لإرهاب الشعب المصري وضربه عندما يحاول أن يعبر عن أوجاعه وجوعه ويطالب بحقوقه المهضومة.

انسحب يا عادلي فهذا ليس ميدانك وعليك أن تقرأ ما يدور حولك فقد تغير العالم وأصبحت يد العدالة العالمية تطول كل من انتهك حقوق الناس وأعراضهم، وأن أشاوسك لن يحموك من طائلة القانون التي ستقف يوما أمامه ليحاسبك عما اقترفته في حق هذا الشعب.
أما الحقيقة المرة أن مصر ورغم كل الكوارث المتوالية فإننا منذ أن تولى السيد حسني مبارك رئاسة الجمهورية ونحن بلا مجلس أعلى للدفاع المدني، والمنشأ بالفعل بالقرار رقم 280 لسنة 1970 .بقرار لرئيس الجمهورية العربية المتحدة والمنوط به في مادته الثانية وضع السياسة العامة للدفاع المدني.
ولكن الكارثة أو أم الكوارث أن المجلس لم ينعقد منذ عام 1981 لسبب لن يصدقه أحد.. لأن رئيس هذا المجلس هو نائب رئيس الجمهورية طبقا لنص المادة الأولى من ذلك القانون الذي لم يتغير!!!.
ولأننا منذ عام 1981 حتى هذه اللحظة محرومون من وجود نائب للرئيس فبالتالي جرى تعطيل انعقاد المجلس المنوط به وضع الخطة الوطنية للدفاع المدني لمواجهة الحالات الطارئة والكوارث..
فهل يعقل هذا يا ناس؟؟؟ هل يعقل أن تتوالى الكوارث والمصائب على رؤؤسنا جميعا ونظل هكذا بلا إستراتيجية أو خطة وطنية لمواجهة الكوارث ولنحترق أو نموت أو حتى نروح في ستين داهية، هذا لا يهم أحد .. وكأننا أعداء لهذه الحكومة أو حشرات لا قيمة لها .. لأننا بلا صاحب ولا أحد يسأل علينا.
وعندما نضج ونصرخ وننادي العالم لإنقاذنا مما نحن فيه نصبح خونة وعملاء ومستقوين بالأعداء والأمريكان.. و... يطلع عليك شحيط ومحيط ونطاط الحيط يدعون لسحب جنسيتك وهم اللذين يتمرغون في أحضانهم ويطلبون رضائهم ومساعدتهم ومعونتهم التي أذلتنا وكسرت أنوفنا.
(البغل في الإبريق) سنقولها ولن نخاف ثانية وسنطالب بحقوقنا وحقوق شعبنا وأخوتنا في كل مكان طالما عجزت هذه الحكومة عن حماية أرواحنا وثرواتنا وتاريخنا وأهدرت كرامتنا وانتهكت أعراضنا وكممت صحافتنا وأخرست إعلامنا وصادرت أفكارنا وحريتنا.


العقيد عمر عفيفي خبير الحماية المدنية وإدارة الكوارث بالشرطة سابقا . محامى و ناشط فى حقوق الانسان والديمقراطية حاليا، ومؤلف كتاب ( عشان ما تنضربش على قفاك )

اجمالي القراءات 1871
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق