الولايات المتحدة ومصر لمناورات "النجم الساطع"
تصر الولايات المتحدة على إجراء مناورات "النجم الساطع" مع الجيش المصري، فيما تحافظ واشنطن على اتصالات منتظمة وأحيانًا مكثفة مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية.
رغم الموقف الرسمي الأميركي بشأن توصيف التحولات المصرية والإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، والذي ما زال يشوبه الغموض ما إذا كان انقلاباً عسكرياً أو خلافه، فإن الاتصالات بين واشنطن والقاهرة على الواجهة العسكرية والدفاعية لم تنقطع منذ مطلع يوليو/ تموز الماضي.
ولعل أبرز تحرك عملي تجاه مصر قبل تحديد الموقف الأميركي هو إعلان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل يوم الاربعاء أن الولايات المتحدة مازالت تعتزم اجراء مناورات (النجم الساطع) العسكرية المشتركة في مصر في منتصف سبتمبر/ ايلول حتى بعد إطاحة الجيش المصري برئيس البلاد والعنف الذي اعقب ذلك.
وقال هاغل خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون: "نحن نخطط للمضي قدمًا في اجرائها". وقال مسؤول عسكري اميركي إن الولايات المتحدة تواصل اجراء اتصالات مع مسؤولين مصريين بشأن مناورات النجم الساطع قبل موعد اجرائها.
وقالت مصادر البنتاغون إن هاغل ظل على إتصال منتظم بالفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية منذ أن عزل الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي. والمناورات المشتركة التي تعرف باسم (النجم الساطع) ترجع الى عام 1981 وينظر اليها على أنها حجر زاوية في العلاقات العسكرية الاميركية - المصرية.
وهذه المناورات تعتبر أكبر تدريب متعدد الجنسيات في العالم، وتقام في مصر كل عامين، حيث يشارك فيها كل عام قرابة 43 ألف جندي مصري. وكانت مناورات (النجم الساطع) بدأت كعملية تدريب ثنائية بين الولايات المتحدة الأميركية والجيش المصري بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد المصرية ـ الإسرائيلية في 1979.
وتضخمت هذه المناورة وشملت عدة دول، بالإضافة إلى مصر والولايات المتحدة، وشاركت قوات الأمن من ثلاث دول عربية أخرى، ومن دول حلف الناتو، بمن فيهم ألمانيا. كما دُعيت ثلاث وثلاثون دولة بمن فيهم الصين وأوزبكستان وكازاخستان وروسيا والهند وباكستان وفرنسا وبريطانيا واليونان وتركيا وألمانيا وإيطاليا والكويت واليمن والأردن وسوريا وتسع دول أفريقية لإرسال مراقبين.
وفي 2011 ألغيت المناورات التي تجرى كل عامين بسبب الاضطرابات السياسية في مصر، التي اعقبت الاطاحة بالرئيس حسني مبارك الذي كان حليفًا للولايات المتحدة. وهناك مناورات عسكرية مماثلة تجري على الأراضي الأردنية منذ ثلاثة أعوام هي مناورات (الأسد المتأهب)، حيث المشاركة الأبرز فيها للقوات الأميركية والقوات الأردنية وجرت لمرة ثانية قبل شهرين بمشاركة قوات من 19 دولة عربية وعالمية.
اتصالات مستمرة بين الجيشين
ويشار الى أن وزير الدفاع الأميركي أجرى ما لا يقل عن خمسة اتصالات هاتفية مطولة مع نظيره المصري والرجل القوي حاليًا الفريق اول عبدالفتاح السيسي، وكان آخر اتصال جرى قبل يومين، حيث دعا فيه هاغل الجيش المصري إلى ضبط النفس أثناء التعامل مع الاحتجاجات التي تشهدها مصر.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل إن "هاغل تحدث مع السيسي لبحث الوضع الأمني في مصر، وحث قوات الأمن المصرية على ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات المستمرة". وأضاف أن: "المسؤولين بحثا زيارة آشتون، وضرورة إجراء عملية مصالحة شاملة". وبحسب ليتل، جدد وزير الدفاع المصري دعمه لخارطة الطريق السياسية التي حددتها الحكومة الانتقالية الموقتة في مصر.
وكان هاغل، أبدى يوم الأحد الماضي "قلقه البالغ"، إزاء الوضع الأمني وأعمال العنف الأخيرة في مصر، وحث، خلال محادثة هاتفية مع السيسي، على ضبط النفس خلال هذه الفترة الصعبة التي تمر بها مصر."
وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية قال في تصريحات سابقة إن الاتصالات التي تجري مع الجانب المصري "مطولة وصريحة"، ولدى سؤاله عن سبب مواصلة المسؤولين العسكريين الأميركيين الاتصال بنظرائهم في مصر بهذه الوتيرة، قال ليتل إن الوضع في مصر "متحرك وغير ثابت."
وأضاف ليتل: "إذا كانت هناك اتصالات أكثر من المعتاد فهذا يعود إلى الوضع الراهن، نواصل الدعوة إلى الحد من الاستقطاب في مصر، وكذلك العنف".
ورفض ليتل وصف الوضع الجاري في مصر بأنه "انقلاب" قائلاً إن تقييم الولايات المتحدة ما زال مستمرًا، ولكنه أقر بأن الجيش الأميركي لم يتصل خلال الفترة الماضية بجماعة الإخوان المسلمين، مضيفاً أن اتصالات القوات المسلحة الأميركية هو مع نظيرتها المصرية.
وختم ليتل: "اتصالنا الرئيسي هو مع الجيش المصري، من المهم أن نحافظ على الحوار، خط الاتصال هذا مهم للغاية وخاصة في أوقات الأزمات."
اجمالي القراءات
2373