سمير غطاس: الإخوان حاولوا الاستيلاء على المخابرات..

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٢ - يوليو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الوطن


سمير غطاس: الإخوان حاولوا الاستيلاء على المخابرات..

 

سمير غطاس

تمر مصر بعد ثورة يونيو بحالة من القلق الأمنى، بعد تهديدات قادة تنظيم الإخوان، والجماعات الجهادية الموالية لها، بدخول البلاد فى فوضى، إذا لم ينفذ شرطها بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى، مما أثار التساؤلات فى مدى قدرة تلك التنظيمات على زعزعة الاستقرار، ويتداخل فى هذا السياق دور حركة «حماس» وهى إحدى التنظيمات المسلحة، التابعة بشكل مباشر لتنظيم الإخوان فى مصر، فى الصراع الدائر الآن فى الداخل المصرى، ومدى قدرتها على إحداث إرباك فى المشهد السياسى والأمنى، وقدرة الأجهزة الأمنية، على التصدى لها وإفشال مخططاتها، كما تثار تساؤلات عن قدرة تنظيم الإخوان على اختراق المؤسسات الأمنية على مدار عام كامل من اعتلائه سدة الحكم، وعن طبيعة علاقة الإخوان بالولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها الدولة الإسرائيلية.. «سمير غطاس» الخبير فى الشئون الفلسطينية، والمحلل السياسى، يجيب فى هذا الحوار على هذه التساؤلات.

 

* ما مستقبل «حماس» بعد نجاح ثورة 30 يونيو وسقوط مشروع الإخوان.. وما يمكنها فعله فى المرحلة المقبلة؟

- حماس تعانى من ارتباك داخلى، والدلالة على ذلك أن خالد مشعل ذهب وحيداً لاتفاق الدوحة وانتقد بعنف، وكنت شاهدا على جلسة بين خالد مشعل وأبومازن، وطلب منه إقناع المكتب السياسى باتفاق الدوحة، ونتيجة ظهور محور آخر، يؤكد على ضرورة استمرار الدور الإيرانى، نتيجة تمويل يقرب من 400 مليون دولار، فضلا عن العتاد والسلاح والأفراد والخبرات، واستطاع الإيرانيون أن يستقطبوا «الجعبرى» الذى تم اغتياله بتواطؤ من قادة حماس، بعد لقاء سرى أجراه مع حسن نصر الله، زعيم حزب الله، والجعبرى كان أحد الوسطاء فى قضية شاليط، وقبل اغتياله أرسل رسالة للإسرائيليين أنه لا إطلاق نار عليهم، وباتفاق بين الإخوان وقطر تم إزاحة الجعبرى، وبعدها تعطل انتخاب المكتب السياسى إلى أن تدخل مكتب الإرشاد وأجريت الانتخابات فى مصر، وأعطى امتيازات لإسماعيل هنية، والتصريحات تخرج من خلاله وهذه الصفقة التى تمت، والخلافات سابقة عن سقوط الإخوان، ومرسى والإخوان استدعوا المكتب السياسى لحماس قبل شهر بدون مناسبة، فى تلويح منهم لاستخدام القوة، وتعمدوا إدخال عناصر متورطة فى قضايا أمن داخلى مصرى، بأوامر وتسهيلات من الشاطر، ولبحث دور حماس خلال المظاهرات، والآن هناك تياران داخل الحركة، أولهما أن أى رد فعل سيضر الحركة، وحماس دائماً لها علاقات طيبة مع كل الأنظمة فى مصر، لكن الدخول فى عملية مكشوفة قد يؤدى لعواقب، الثانى هو الخروج بقوة لنصر الإخوان فى مصر، المؤكد أنه توجد فى مصر خلايا نائمة تضم العشرات أو المئات من كوادر حماس والقسام دخلت إلى مصر تحت مسميات مختلفة، وعدد من الخلايا النائمة فى سيناء وهى خلايا لا تستطيع أن تعمل دون أوامر واضحة، ولا يزال القرار مرتبكا داخل حماس، خاصة أن الجيش أخذ إجراءات احترازية كثيرة، وتم ضبط عناصر من «القسام» تستحوذ على ماكينة بطاقات رقم قومى، والجيش قال إنه ضبط 3 فلسطينيين يقومون بأعمال عدائية، وعلى العموم لا توجد لسجلات حماس معركة واحدة خاضوها وأتحدى أن يرفعوا رأسهم بشهيد قتل بعد معارك، وبالتالى تضخيم دور حماس أمر مبالغ فيه والجماعات الإرهابية الموجودة فى سيناء أخطر من حماس.

الجماعات الإرهابية تخطط لاستهداف المجرى الملاحى لقناة السويس عبر تقنية صاروخية مستوردة من «حماس»

* ما الفاتورة الذى سيدفعها الإخوان إذا قبلوا المصالحة أو إذا رفضوا؟

- الإخوان لن يقوموا بالأعمال الإرهابية مباشرة لأننا اكتشفنا أنهم لا يملكون ميليشيات مسلحة، إنما يستعينون بالقسام وأعضاء حركة حماس، والجماعات التى تستخدم العنف أكثر جاهزية الآن ولديها خبرات وأسلحة اكتسبتها من الشيشان، وأفغانستان ولديها ظهيران هما الحدود البرية مع ليبيا والسودان، ومركز الثقل لتهريب الأسلحة ما زال على الحدود الليبية بشكل كبير، لأن السلاح موجود هناك، المتوقع أن يتوارى الإخوان للخلف ويدعموا الجماعات الإرهابية المسلحة، وأعتقد أن مصر ستتعرض لموجة جديدة من الإرهاب تضرب المنشآت والسياحة وتحاول شل الدولة كلية، والجماعات الإرهابية لديها خطوط هروب عبر الحدود، وإرهاب سيناء سيتراجع بشكل كبير، لكن بقية المناطق ستشهد توتراً والعمليات المحتملة هى المساس بالمجرى الملاحى لقناة السويس، وهذا ليس أمراً صعباً لأنه يكفى صاروخ 107 أو قاذف «آر بى جى» على منصة ويتم تفجيره عن بعد من خلال ريموت كنترول أو ساعة، وهذا تكتيك معروف اكتسبوه من حماس والجماعات فى غزة، والصواريخ التى تطلق على إسرائيل وإيلات يتم إطلاقها بهذه الطريقة، وهذا ممكن جدا ووارد حدوثه، وتطلق على سفن عابرة، تؤدى لتعطيل الملاحة ومن ثم تدخل دولى نتيجة العجز عن الحماية ومن ثم فرض شروط على النظام الجديد، الأمر الثانى انتشار العربات المفخخة وضرب المنشآت، خاصة العسكرية، إن الوضع الدولى لن يقبل برجوع الإرهاب مرة أخرى رغم قدرة الجماعات على ذلك، رغم أنهم يملكون القدرة على التجنيد، لكن إذا تم عزل هؤلاء، أعتقد أن موجة الإرهاب ستصيب مصر بأضرار كبرى، لكن يمكن التعافى منها.

* وماذا عن العلاقات بين أمريكا والإخوان؟

- لم يكن مفاجئا لنا علاقة أمريكا مع الإخوان، وتم الكشف الآن عن علاقات مع الإخوان استمرت لفترة طويلة، والدور الذى لعبه الدكتور سعد الدين إبراهيم والاتصالات بين السفارة والإخوان والدور الذى لعبه ماكين وكيرى، وكل ذلك أدى لإنضاج العلاقة بينهما، ووصل الأمر إلى أن تطلب أمريكا منهم الاعتراف بكامب ديفيد وضمان أمن إسرائيل، وهذا حدث بالفعل كشرط للاستيلاء على حكم مصر، أعتقد أن العلاقات بينهما هى التى سمحت بترتيب الأوضاع لما قبل صعود الإخوان للحكم رسمياً، ومن ثم الوصول للحكم بجميع الوسائل منها التزوير والحشد والتخويف والدعم الأمريكى.

سمير غطاس يتحدث لـ"الوطن"

* وماذا عن ارتباك الإدارة الأمريكية نتيجة ثورة 30 يونيو؟

- الإدارة الأمريكية انتدبت الإخوان للقيام بعدة مهام، والإطاحة بهم له بعد إقليمى مهم، وهو ترتيب أمريكا للشرق الأوسط الجديد، وكان يهم أمريكا أمن إسرائيل وقد حافظ عليه الإخوان، وكانت تريد تحويل الصراع العربى الإسرائيلى لصراع سنى شيعى، ولأول مرة بتاريخ الرئيس المعزول أنه عند زيارته لإيران قال وافتتح خطابه بالصلاة على النبى والخلفاء الأربعة، وهو ما يعنى أنه يقدم أوراق اعتماده لأمريكا كقائد وزعيم للسنة، ولم يذكر هذا فى خطاب آخر له، ليعلن أنه سيدخل هذا الصراع المذهبى مندوباً عن الولايات المتحدة.

الإطاحة بمرسى والإخوان شكلت ضربة لأمريكا التى كانت تراهن عليهم وأن يستكملوا مهامهم، لأن مرسى نفذ حرفياً ما كان مطلوبا منه ونال مديحا شديدا من الولايات المتحدة وإسرائيل، بدءاً من ليبرمان ونتنياهو، ورئيس الأركان، ووزير الدفاع، وقالوا إنهم فوجئوا بقبول مرسى ما رفضه مبارك بوضع مجسات على طول الحدود مع مصر.

* لكن الإسلاميين يرددون أن لهم مشروعا أمميا يتصادم مع المشروع الأمريكى الغربى؟

- مشروع الإخوان ليس إسلاميا، بل رأسمالى، والثابت لأمريكا فى المنطقة هو أمن إسرائيل، ولا يوجد أفضل من الإخوان المسلمين لتحقيق أمن إسرائيل، وذلك لأنه لم يكن من الممكن لغير الإخوان إجبار حماس على ما يمكن أن تقبله، ودليل ذلك ما حدث فى الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل، تم إسقاط كلمة مقاومة، ونص اتفاق الهدنة على وقف الأعمال العدائية من الجانب الفلسطينى على إسرائيل، وهذا لم يرد على الإطلاق فى اتفاق سابق، وهناك كان ترويج لدخول حماس للعملية السياسية بديلا لحركة فتح، ولا يمكن لأى نظام تصفية القضية الفلسطينية مثلما كان سيفعل الإخوان وهو قطع قطاع غزة نهائياً عن الضفة الغربية إما بتوسيع قطاع غزة، كما هو معروف كمشروع لجيورا إيلاند، مستشارة شارون، والإخوان شرعوا فى تنفيذه بإقامة منطقة حرة مساحتها مساوية لما ذكر فى مشروع جيورا، وهذا يعنى فصل قطاع غزة وإنهاء المشروع الفلسطينى، وكانت أمريكا تعتمد على الإخوان فى إقامة نظام دينى يبرر إقامة نظام دينى يهودى فى إسرائيل، وتنفيذ مخطط أمريكا بإقامة دويلات دينية.

والمشروع الإسلامى الذى ادعى الإخوان تبنيه ليس متعارضاً مع الغرب وأمريكا، وتركيا التى يحكمها الإخوان، وحقق معدلات اقتصادية عديدة، ثم توجه للاتحاد الأوروبى، وليس لإقامة مشروع إسلامى، رغم أنه آخر حاكم للولاية العثمانية، واتجه للخلافة الأوروبية، ومحاولة إظهار تناقض بين الغرب والإخوان كان دعاية هدفها حشد المسلمين وراء الإخوان.

«الإخوان» خططت لتصفية القضية الفلسطينية عن طريق مشروع «لجيورا» وخططت لتفكيك الجيش

* وكيف تقرأ تحركات الإخوان الآن؟

- يخوضون معركة حياة أو موت، وكان لديهم خياران قبل 30 يونيو، إما التضحية بمرسى والقبول بانتخابات رئاسية مبكرة يخوضها هو أو غيره ليحافظوا على التنظيم، لكن تغلب الرأى المتشدد الذى ينادى بالوقوف خلف مرسى حتى النهاية، لأن تقديراتهم أن أمريكا لن تفرط فيهم، وأن الشارع لن ينفجر كما انفجر فى ثورة يناير، وأنهم سيظلون مستمرين حتى النهاية ملوحين باستخدام العنف، وراهن الإخوان أن مستقبلهم مرتبط بمرسى، وبعد خروج الملايين بقى الرهان على الضغط الدولى وتدخله والضغط على القوات المسلحة، ورسالة عصام الحداد لواشنطن بقطع المساعدات للجيش، إلى أن تغير الوضع الأمريكى نتيجة موقف الجيش، وعلاقاته بالولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذا الجيش ليس عميلا، وقيادة الجيش كانت تدرك أنه سيتم الإطاحة بها، وكانت الإطاحة بطنطاوى وعنان درسا قاسيا لقيادات الجيش رغم تقديمهما خدمات جليلة للإخوان، ومع ذلك تم الإطاحة بهما بشكل مهين ومذل، وكانت القيادة الجديدة تراقب تحركات الرئيس إما لأخونة الجيش أو الإطاحة بهم، والأمثلة أن مرسى عطل كل عمليات الإخوان فى سيناء منذ مقتل 16 جنديا فى رفح، وياسر على، المتحدث باسم الرئاسة حينها قال إنه لا قرار بغلق الأنفاق، وأرسل وفودا للتفاوض مع الجماعات الإرهابية بسيناء، والجيش حين استشعر إهانة القيادة السابقة له، عمل محور طنطاوى وأخرج بيان قال فيه إنهم يحترمون قادتهم، ورداً على مخاطر حكم الإخوان، قال الجيش إنه كما تسلم سيناء سيسلمها للأجيال القادمة، وأصدر الجيش قرارا بمنع البيع والشراء فى مساحة معينة بسيناء، كل هذا فضلا عن التوكيلات التى استخرجها المواطنون فى بورسعيد لتفويضه للحكم، وكلام البلتاجى، وابوإسماعيل، وهما من تطاولا كثيراً على الجيش، وهذا يبرهن أن الجيش كان نداً لمؤسسة الرئاسة، وكان هناك نوع من التجاذبات بينهما، رأى الإخوان أن سياسة الصدام تقوى الجيش واستبدلوها بسياسة الاحتواء والاحتضان، ومثل قول مرسى: «دول رجالة من دهب»، ومدحه للسيسى بأنه «رجل هندسى عظيم»، كان هذا كله يعنى أن الصدام قادم لا محالة وأن مصيره على المحك.

* هل حاول الإخوان اختراق الأجهزة الأمنية ومنها المخابرات؟

- الإخوان حاولوا الاستيلاء على المخابرات العامة، وكلام أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، بأن المخابرات تمتلك 300 ألف بلطجى، فى محاولة منه لتشويه الجهاز، والاضطرابات والاعتصامات خلال عام كانت كلها تنبئ بحالة غليان فى الشارع، والجيش لديه أجهزة رأى عام، وكان هذا ينبئ بحالة صعود شعبى له ولقائده، وكان الجيش يدرك أن موقفه ربما يتعارض مع الموقف الأمريكى لكنه اختار الانحياز للشعب، لأنه لو لم يفعل ذلك سيسقط شعبياً وسيعزل قادته، وكانت هذه المهمة الرابعة، وهى تفكيك الجيش، حيث كان أمن إسرائيل والدخول فى صراع مذهبى وبيع أصول الدولة منها سيناء وقناة السويس، ضمن أول 3 مهمات أساسية لنظام الإخوان.

* فى رأيك.. ما مصير الإخوان بعد نجاح 30 يونيو؟

- الجماعات التى تحارب الآن فى سيناء من أجل مرسى هى التى اتهمته بأنه مرتد وخائن ولم يطبق الشريعة وهى تقاتل الآن لاستعادته مرة أخرى لأنها تعرف حجم الإخوان وعلاقتها الدولية، وذلك كله طبقاً لمبدأ السياسة الوحدة والصراع، ولأول مرة يسيطر الاتجاه القطبى على الإخوان، حتى عصام العريان الذى لم يكن ينتمى لهذا التيار، حدثت صفقه معه لبيع عبدالمنعم أبوالفتوح، مقابل دخوله مكتب الإرشاد، وحين دخل صار أكثر تطرفاً من بقية الأعضاء ليثبت أنه أكثر ولاءً لهذا التيار، والتيار القطبى مغلق ولم يكن به العريان، السؤال الآن هل سيستمر هذا التيار الذى ألحق بالإخوان أكبر هزيمة فى تاريخهم.. وسوف يأخذ التنظيم سنوات عديدة لإصلاح الضرر الذى نتج عنه انهيار صورة المرشد، وهذه الهالة التى حرص الإخوان أن يسبغوها على مرشدهم انهارت فى عام واحد، وأنا أستبعد أن يراجع الإخوان أنفسهم ويعملوا مراجعة نقدية وهذا لم يحدث، دائماً يقولون إن هذا مؤامرة خارجية أو امتحان من الله، وإحالة الفشل لعامل خارجى بدلا من محاكمة الذات على فشلهم، وأتوقع أن يستمر التنظيم القطبى فى قيادة الإخوان ومن خلفه التنظيم العالمى ما لم يحدث تغيير فى التنظيم العالمى نفسه، يدفعهم إلى إعادة النظر فى هذه القيادة، وكل القواعد التى عاشت 25 يناير سترفض استمرار هذه القيادة، حتى أبوالفتوح الذى خرج تنظيمياً لكنه ما زال سياسياً يتبع الجماعة، وهذه القواعد لن تسمح باستمرار القيادة الحالية، بعد هذا المأزق خلال عام من الحكم نتيجة أخطاء وليس مؤامرات، وستكتشف القواعد أنها أخطاء قيادات، وليس الإطاحة بالديمقراطية والشرعية، لأنهم تربوا على أنها بدعة غربية وسيجدون خطاب قادتهم مموّها وغير حقيقى، وأنهم يدافعون عن الانقلاب على الديمقراطية التى لم يتربوا عليها أصلا، والذى أوصل الجماعة لهذا المأزق، رئيس لم يكن بقدر منصبه وله أخطاء عديدة، وقادة يخطئون ولهم حسابات خاطئة، ولهذا أتوقع أن يتعرض الإخوان لعديد من الانشقاقات وجزء من الشباب سوف تجرفه الحركات الإسلامية العنيفة ما يسمى بالإسلام الجهادى وربما يذهب بعضهم لحزب أبوالفتوح باعتباره تجربة حداثية، أو ينضم للسلفيين، وجزء سيبقى داخل الإخوان ويدافع عن المشروع وجزء سيسعى للتصحيح.

* وهل تتوقع انتقام الجماعات الجهادية من الإخوان حال دخول التنظيم فى أى صفقة، وهل تتوقع تورط حماس فيما يجرى؟

- الإخوان لن يمارسوا العمل العنيف أو الإرهاب الداخلى بشكل مكشوف، لأن هذا هو تاريخهم، كانوا يدفعون عناصر أخرى والمثال الأبرز هو تنظيم الفنية العسكرية، وثبت بعد ذلك أن صالح سرية قابل زينب الغزالى، هم فى تاريخهم السابق مارسوا الاغتيال السياسى، لكن حسن البنا تبرأ منهم وقال إنهم لا إخوان ولا مسلمين، وأعتقد أنه جرى التخلص منه فى أعقاب هذه التصريحات من تنظيمه الخاص الذى أنشأه ليصنعوا منه شهيداً، بعد أن أخرجهم من الإسلام، وخوفاً من هذا المنهج الجديد يسرى بيع التنظيم، وأذكر أنه فى عام 1946، قام القائم بالأعمال الأمريكى باترسون، قال إن لديهم 30 ألف من الجوالة ومنظمون عسكرياً ومستعدون للقتال، وكلامه موجود فى كتاب مع الشهيد حسن البنا، لمؤلفه محمود عساف سكرتير الإمام حسن البنا، وبالتالى كان يقدم نفسه لعمالة الأمريكان وقال إنه لديه تنظيم مسلح، وحين تبرأ منه، تخلص منه التنظيم الذى تبرأ منه.

* هل لديك معلومات حول استمرار التنظيم والجهاز الخاص للإخوان؟

- نعم ما زال موجوداً، والشاطر كان يقوده ويتنصت على الجميع، وأنا نصحت قبل 30 يونيو بأن هاتفى مراقب، وانتهت مراقبة تليفونى بانهيار أجهزة تنصتهم، وبالتأكيد هم أنشأوا دولة داخل الدولة، وحين قال العريان إن لديهم تسجيلات لمن كان فى الرئاسة، أو أن الشاطر يقول إن لديه قاعدة بيانات الناخبين، هذا التنظيم لديه قدرة على اختراق أجهزة الدولة، وقضية الشاطر المعروفة بسلسبيل، كان الهدف منها التجسس، وأعتقد أن الإخوان لن يتورطوا فى عنف مباشر، لو اتجهوا للعنف الظاهر سيخسرون حليفهم الأمريكى، والمقصد الأساسى لرفع أيدى الأمريكان عنهم، هو إدراكهم أن الملايين ضد الإخوان، وموقف الجيش الذى أذهل الأمريكان ولم يتغير، وكان هناك ضغط على السيسى، لكنه ثبت على موقفه، بالإضافة إلى أن أمريكا غير مستعدة لخسارة دولة بحجم مصر، وأمريكا تحاول الآن فصل علاقة الجيش بها عن اللعبة السياسية، ولا يمكن لأمريكا أن تؤيد الإخوان وهم يعلنون علاقتهم بالإرهاب فى سيناء.

«حماس» لا تجرؤ على الدخول فى حرب مكشوفة مع الجيش المصرى.. واستطاعت أن تدخل خلايا نائمة إلى مصر

* ما الفارق بين الإخوان فى ثورة يناير وثورة يونيو؟

- فى ثورة يناير، كانوا يرصدون حركة الشارع بانتظار تطور هذه الحركة، فإذا علا المد الثورى كان موقفهم هو المشاركة، وإذا تراجع فسيكملون ما بدأوه حيث الصفقة مع نظام مبارك بشأن الانتخابات وكان واضحا أنه منذ اليوم الأول كانت مشاركتهم محدودة، إلى أن انهارت الشرطة بالكامل، فقرر الإخوان الدخول بقوة، واستعانوا بفرع الإخوان المسلمين فى غزة المعروف باسم حماس وبجماعات السلفية الجهادية، الموجودة فى سيناء والتى تحركت وفق تنسيق بين الإخوان وحماس، وتم الإجهاز على أقسام الشرطة والسجون ومنها سجن وادى النطرون، الذى كان به محمد مرسى وعدد من قيادات الإخوان، وسجون أخرى كان بها قيادات من حزب الله وحركة حماس، الفارق هنا أنه فى 25 يناير كان هناك انهيار لأجهزة الدولة وكانت هناك رغبة من الجيش فى منع التوريث، فانضم إلى حركة الثورة، لكن الشرطة كانت قد انهارت تماماً، مما أتاح للإخوان الحرية فى الحركة لاستكمال انهيار الشرطة وتم الهجوم على الأمن الوطنى وتم إحراق الملفات الأساسية والمحاكم التى كان بها قضايا قيادات الإخوان، وهم لعبوا دوراً فى تلك الفترة بالتحالف مع المجلس العسكرى، وكان منذ اليوم الأول بالتنسيق مع أمريكا، التى رأت أن نظام مبارك، قد استنفد مهامه ولا بد من عزله وتغييره خاصة أنه ارتكب العديد من الأخطاء، وهى عمليات النهب فى مصر، وحصر النشاط الرأسمالى فى مصر لمجموعة صغيرة من العائلات، وتأخر مبارك فى الوفاء لأمريكا خاصة فيما يتعلق باستكمال تسوية القضية الفلسطينية، والمساهمة فى الاستراتيجية الجديدة فى المنطقة، نظام مبارك كان يحاول أن يعطل التسوية، خلافاً لكل ما يقال، لأنه كان يشعر أن التسوية ستسمح لإسرائيل بإقامة علاقات مع كل الدول العربية، وفى أعقاب اتفاق أوسلو، تمكنت إسرائيل من فتح 7 مكاتب لها فى الدول العربية خاصة دول الخليج، وهذا أزعج نظام مبارك الذى كان ينافس إسرائيل فى المنطقة ولا يستطيع أن يجاريها، لذلك عرقل تسوية القضية الفلسطينية، وتحالف مع حماس وفتح الأنفاق، وهناك تصريح لنائب رئيس المكتب السياسى لحماس الذى يقيم بمصر وهو موسى أبومرزوق حين قال: «إن عمر سليمان رجل دولة من الطراز الأول وإنه كان نصيراً لحركة حماس، وكان كل ذلك تعبيرا عن أن سليمان كان يتبنى هذه الاستراتيجية، بأن تحدث اشتباكات موسمية مع إسرائيل وتقوم بالرد، هذه السياسة أدت لإغلاق كل المقرات التى فتحتها إسرائيل فى الدول العربية عدا قطر، وبالتالى نظام مبارك لم يعد يلبى احتياجات أمريكا فى المنطقة خاصة أنها كانت تشرع فى الانسحاب التدريجى وتعطى مهامها لوكلاء جدد وتتجه نحو الشرق والصين، وكانت تريد أن تكون مصر لاعبا رئيسيا خاصة أنها كانت تريد إنهاء الملف الفلسطينى وفتح الصراع السنى الشيعى، وكل هذا أدى لقرار أمريكى بإزاحة نظام مبارك.

اجمالي القراءات 4216
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق