مسيرات قبطية في أوروبا وأمريكا بدعوى حماية الأقلية المسيحية بمصر
أعلنت هيئات أقباط المهجر في أوروبا وأمريكا عن إطلاق مسيرات في عدد من المدن والعواصم احتجاجا على ما يصفونه "بالتمييز العنصري ضد الأقلية المسيحية في مصر" ومقتل عدد منهم في حوادث متفرقة مؤخرا، بدعوى حماية أمنهم عبر ايصال قضيتهم إلى المنظمات الحقوقية الدولية وأقسام حقوق الإنسان في وزارات الخارجية والبرلمانات.
وتبدأ هذه المسيرات وفقا لبهاء رمزي رئيس الهيئة القبطية الهولندية يوم السبت 21-6-2008 وتستمر حتى الخامس من يوليو/تموز القادم. وقال لـ"العربية.نت" إن هناك تنسيقا جرى بين هذه الهيئات، على أن يترك لكل منها تحديد الموعد الذي يناسبها وفقا لظروف الدولة الموجودة فيها.
وأضاف أن "المسيرات لن تقتصر على أوروبا وأمريكا، بل سنعمل على توسيع رقعتهاالجغرافية للفت نظر منظمات حقوق الإنسان في العالم إلى قضية أقباط مصر". مؤكدا أن ذلك ليس معناه استعداء الخارج أو طلب التدخل من الحكومات للضغط على الحكومة المصرية.
وتمتنع الرئاسة الدينية للمسيحيين في مصر عن الافصاح عن عددهم في حين تشير الإحصاءات الرسمية إلى أنهم يترواحون بين 7 و10 ملايين من اجمالي 75 مليون نسمة.
اتحاد لأقباط أوروبا
وأشار رمزي إلى أن مباحثات جرت بين الهيئات القبطية في أوروبا في الفترة الأخيرة لانضوائها تحت كيان واحد باسم "الاتحاد الأوروبي للهيئات القبطية" تقوم مهمته الرئيسية على العمل لحل مشاكل الأقباط في مصر وتوصيلها للمنظمات الحقوقية الدولية.
تشترك في هذه المسيرات هيئات أقباط المهجر في كل من هولندا وفرنسا وايطاليا والنمسا وكاليفورنيا ونيوجيرسي في الولايات المتحدة وكندا، وتأتي احتجاجا على احداث دير "أبو فانا" بملوى بمحافظة المنيا التي نشأت بسبب خلاف مع البدو الرحل في المنطقة على أراض تقول السلطات المصرية إنها تابعة للدولة.
وأصيب في هذه الأحداث حسب رواية الكنيسة القبطية التي يرأسها البابا شنودة 7 من الرهبان، قيل إن بعضهم تعرض للاختطاف والتعذيب قبل اطلاق سراحهم، فيما تقول الرواية الرسمية إن شخصا من المسلمين لقي مصرعه في اطلاق نار متبادل مع رهبان داخل الدير.
كما تحتج هذه المسيرات أيضا على مقتل 4 مسيحيين في حادث اعتداء على محل للذهب يملكه قبطي في ضاحية الزيتون بمصر في الشهر الماضي، وهو ما فسرته وزارة الداخلية المصرية بأنه غير طائفي ولم يثبت أن لمنفذيه الاثنين اللذين تمكنا من الهرب أي علاقة بجماعات اسلامية.
وقال د. سليم نجيب رئيس الهيئة القبطية الكندية التي ستنطلق مسيرتها السبت 5 يوليو/تموز القادم إن 15 شخصا قتلوا في اسبوع واحد خلال حوادث موجهة ضد الأقباط بدءا من حادث الزيتون في مدينة القاهرة، ثم سرقة محل للذهب في مدينة الاسكندرية الساحلية، وحادث اتوبيس في محافظة بني سويف (200 كم من القاهرة) والذي وصفه بأنه وقع في ظروف غامضة وقتل فيه 12 قبطيا.
وأوضح أن المسيرة ستنطلق من مونتريال وتورنتو في العاصمة الكندية "اوتاوا" نحو السفارة المصرية والبرلمان الكندي.
مسيرة في هولندا
وقال ايهاب رمزي رئيس الهيئة القبطية الهولندية إن مسيرة أقباط المهجر المقيمين في هولندا في منتصف نهار السبت القادم من العاصمة امستردام، وسيشترك فيها اعضاء في مجلس الشعب الهولندي (البرلمان) ويلقون كلمات خلالها، وستحفل بتغطية الصحافة ووسائل الإعلام.
وأضاف أن المسيرة ستتجمع في أشهر ميدانين في العاصمة وهما ليدرز ودام الذي يوجد فيه قصر ملكة هولندا، وبعد ذلك يستقلون باصات إلى "لاهاي" العاصمة السياسية لتسليم خطاب احتجاج عنيف اللهجة إلى السفارة المصرية.
واستطرد: لا نطالب بأي شئ سوى معاملتنا كمواطنين مصريين عاديين يتمتعون بحقوق المواطنة دون تمييز، لا فرق بيننا وبين المسلمين فكلنا اخوة وطن واحد، وبعد ذلك سنتوجه لوزارة الخارجية الهولندية لمخاطبة قسم حقوق الانسان فيها، ثم إلى مجلس الشعب لتسليم خطاب احتجاج لمندوب من قسم حقوق الانسان.
وقال أشرف رملة رئيس الهيئة القبطية الايطالية لـ"العربية.نت" إن مسيرتهم ستنطلق في الساعة 11 صباح غد الجمعة بحشد أمام السفارة المصرية في روما، مشيرا إلى أن الاحتجاج ليس دينيا أو طائفيا بل ضد كل أشكال التمييز بين الناس "لي أصدقاء مسلمون، ندعو جميعا لحرية التعبير والدين ونقف ضد القمع والعنصرية".
وأضاف أن الجانب الآخر من الاحتجاج هو اخبار العالم بما يحدث للأقلية المسيحية في مصر، حيث قتل البعض منهم مؤخرا في محلاتهم رغم وجود قانون للطوارئ هدفه حماية كل الناس وضمان أمنهم.
خلافات غير طائفية
وتنفي الحكومة المصرية أي تمييز ضد الأقباط وتؤكد أن حادثي محلي الذهب في القاهرة والاسكندرية عاديان ربما لخلافات شخصية أو بغرض السرقة ولا علاقة لهما بأي أجندة طائفية.
وقال محافظ المنيا أحمد ضياء الدين إن سبب الهجوم الذي تعرض له دير أبو فانا الأثري من قبل مسلحين أعراب "البدو الرحل في المنطقة" سببه بناء سور في منطقة قريبة من الدير ونزاع على أراض مملوكة للدولة.
وكان البابا شنودة الثالث قبل نقله للعلاج في أمريكا قد انتقد بشدة الهجوم الذي تعرض له الدير وقال إن كل مصري مسلما كان أو مسيحيا يجب أن تمتع بالأمان في منطقته، وأن "اختطاف وتعذيب الرهبان سابقة أولى من نوعها" مطالبا ببناء سور الدير تحت حراسة مشددة من الشرطة.
اجمالي القراءات
1867