اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٦ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: CNN
كريستيان أمانبور: دروس حرب البوسنة لجزار سوريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قبل 20 عاماً، وتحديداً في الخامس من أبريل/ نيسان عام 1992، تعرضت كلاً من سعادة ديلبيروفيتش، وأولغا سوسيتش، لإطلاق نار أودى بحياتهما في سراييفو، وهي الطلقات التي تردد صداها في مختلف أنحاء العالم، وأشعلت شرارة حرب البوسنة.
لقد شاركت في تغطية هذه الحرب، ويحتشد العديد من الزملاء في سراييفو في الوقت الراهن، لإحياء ذكرى الحرب التي حصدت مئات الآلاف من الأرواح، وخلفت عدداً أكبر من الجرحى، وأدت إلى تشريد الملايين.. فقد قدمت لنا هذه الحرب مصطلح "التطهير العرقي."
فقد كانت القوة المهيمنة في منطقة البلقان، في ذلك الوقت، وهي صربيا، تحاول أن تحافظ على تماسك يوغوسلافيا، وإذا ما تعذر ذلك، فيكون البديل إقامة مناطق نقية عرقياً في الولايات الانفصالية، بهدف إقامة صربيا الكبرى.
ومن خلال هذه الفكرة الخيالية الرهيبة، بدأ التفكير في تدمير مجتمع يضم عرقيات مختلفة، عاشت معاً في سلام لسنوات، في البوسنة.
لقد كانت هذه الحرب حاسمة بالنسبة للمنطقة، وبالنسبة للعالم، وكذلك لنا نحن الذين شاركنا بتغطيتها.
لقد شهدنا المقاومة البطولية لشعب تحت الحصار والقصف والقنص لما يقرب من أربع سنوات.. تعلمنا الألم من مشاهدة الرجال والنساء والأطفال يذبحون بوحشية.
هؤلاء الضحايا كانوا من غير المقاتلين، استهدفتهم رصاصات القناصة، أو قذائف الهاون، عندما ذهبوا لجمع الماء والخبز والوقود، أو حتى أثناء توجههم إلى المدرسة.
تعلمنا السخرية المريرة من المجتمع الدولي، بعد أن رفض التدخل لبعض الوقت، بينما كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها تعمل على إيجاد كل طريقة ممكنة، بما في ذلك رفض استخدام كلمة إبادة جماعية، لتجنب الوقوف على هامش الأحداث.
لن أنسى أبداً الذهاب إلى الجنازات، واحدة منها لفتاة صغيرة تدعى "الميدينا"، وكانت سراييفو تعاني من نقص في كل شيء، حتى في حرف "A"، لذلك فإن الاسم المنقوش على قبر "الميدينا" لم تتم كتابته بطريقة صحيحة.
كما لن أنسى الأمهات والآباء، الذين كانوا يحاولون بكل شجاعة كسر الحصار حول مطار سراييفو، ومحاولة التدفق إلى إحدى القرى على الجانب الآخر من المدينة، لشراء أو استجداء بعض الفواكه الطازجة أو الخضروات، مما يعينهم على الحياة لعدم كفاية الحصص الهزيلة من المواد الغذائية المجففة، التي كان جسر جوي للمساعدات الإنسانية يجلبها إليهم.
وفي إحدى الليالي، بينما كنت في الخارج هناك، حاول أحد الآباء أن يحصل على إحدى التفاحات ليقدمها إلى طفله، ومن أجل ذلك، فقد خاطر بحياته.
ويوم الجمعة، يُقام احتفال صامت لإحياء ذكرى ضحايا حرب سراييفو، حيث تم تجهيز أكثر من 11 ألف مقعد شاغر، لهذه المناسبة.
وإلى جانب مواطني سراييفو، والمدن والبلدات البوسنية المحاصرة الأخرى، فقد سقط العديد من زملائنا بين قتيل وجريح.
ومن يمكنه أن ينسى معسكرات الموت، ومشاهد الهياكل العظمية للسجناء الذين قُتلوا في جرائم رهيبة أثناء الحرب العالمية الثانية؟.. ولكن هذه المشاهد كانت في أواخر القرن العشرين.. كان هذا عصر الأقمار الصناعية.. كنا هناك نكتب قصصنا من يوم إلى يوم، وأسبوع بعد أسبوع، وشهر.. ومن عام بعد عام.
كان هذا عصر "لن يحدث مرة أخرى أبداً"، ولكن مجدداً، يحدث التطهير العرقي والإبادة الجماعية هنا في ساحتنا الخلفية، وعلى مرأى من أعيننا.. مرة أخرى، نحارب بكل ما تمتلكه وسيلتنا الإعلامية من قوة.
بالنسبة لي، كانت البوسنة حيث المكان الذي تعلمت فيه عن الحقيقة.. ومن المريع أنني، بينما كان التوجه العام يقترح عدم فعل شيء، كنت أتخذ كلا الجانبين، وإلا فقدت موضوعيتي، وكنت مضطرة إلى مواجهة هذه التهمة، واختبار القاعدة الذهبية لدينا.
هنا في البوسنة، قررت أن في أخوض مواجهة الجرائم التي لا توصف، وأخطر انتهاكات النظام الإنساني الدولي، لا يوجد تكافؤ أخلاقي، أي عدم وضوح الخط الفاصل بين الضحية والمعتدي.
الموضوعية تعني منح كل الأطراف فرصة عادلة لسماعه.. وهذا لا يعني رسم معادلة خاطئة أخلاقياً.. في هذه الحالة ليس مجال للخيار بين المتاح في كلتا اليدين.. وأي شخص يسعى إلى الاختباء تحت هذا الافتراء، ليس مجرد كذاب، ولكن "شريك"، في هذه الحالة إلى حد الإبادة الجماعية.
ولكنني رفضت.. كان هذا هو أكثر الدروس المستفادة في حياتي.
كما نعلم جميعاً، سقط عشرات الآلاف من القتلى في وقت لاحق في سربرينيتشا، في صيف عام 1995، في أسوأ مجزرة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأخيراً تدخلت الولايات المتحدة مع حلفائها بحلف شمال الأطلسي، لتنهي الحرب وتبدأ عملية السلام الذي ما زال قائما إلى يومنا هذا.
لا يوجد بلد، يواجه نفس الأزمة.. بالطبع سوريا ليست البوسنة، كما أنها ليست ليبيا أيضاً، ولكن في سوريا اليوم تقوم قوات عسكرية مدججة بالسلاح بمحاصرة وذبح المدنيين العاديين، إضافة إلى المتمردين المسلحين، بينما يواصل النظام جهوده لسحق الانتفاضة المناوئة له.
ومثلما هو الحال في البوسنة، عندما قالت الولايات المتحدة وحلفاؤها إنها لا تستطيع التدخل، باعتبار "أنها حرب أهلية، وجميع الأطراف مذنبون بنفس القدر،" (على الرغم من ذلك لم يكن صحيحاً كما كان هناك معتد واضح) في سوريا اليوم، يقولون إنهم "لا يعرفون من يقدمون له المساعدة، ومن يزودونه بالأسلحة، المعارضة مقسمة."
الدرس المستفاد من البوسنة يكمن في أن عالمنا الديمقراطي والحر، الذي يسعى إلى الحفاظ على القيم العليا للبشرية، لم يعد يمكنه أن يشاهد مزيداً من أعمال ذبح المدنيين العاديين.
إنه الدرس الذي استغرق وقتاً طويلاً لتنفيذه، والسلام ليس هو الفكرة المثالية، ولكن على الأقل يجب أن يتوقف القتل.
المجتمع الدولي يغض الطرف وصامت عما يحدث في سوريا!!
فماذا فعل كوفي عنان ؟!!
لما هذا التباطؤ وعدم الرغبة في التدخل لانقاذ السوريين من الأسد ونظامه المجرم القاتل لشعبه
دعوة للتبرع
وصية النبى : يقول جل وعلا : ( كُتِب َ عَلَي ْكُمْ إِذَا...
تَنكِحُواْ ) (تُنكِحُواْ ) : ما معنى (تَنك حُوا ) (تُنك حُوا ) فى...
العقل والتحريم: لقد مدح الله العقل و دعا الانس ان إلى إعمال...
هذا حرام قطعيا: احيا نا الناس في وصفها لأشخا ص عندهم مواهب...
شاكر وشكور: سؤالا ن : 1 ـ هل الله يشكر عباده ؟؟؟ 2 ـ هل ( شاكر...
more
بعد تحقيق"دير شبيغل" عن "سياّفي بابا عمرو" ، تحقيق جديد عن "مشفى جلاديهم" في طرابلس ـ لبنان
05 نيسان 2012 02:04 عدد القراءات 3488
6
سفّاحو ومجرمو الحرب في "بابا عمرو" ضيوف الدولة اللبنانية : نستخدم السكاكين في ذبح "كلاب الأسد" لأن الرصاص خسارة فيهم !؟
"جلادو بابا عمرو". هكذا عنونت مجلة درشبيغل الألمانية تحقيقاً نشرته قبل أيام، أجرت فيه مقابلات مع جلّادَين، اعترفا بارتكابهما المذابح، يخضعان للاستشفاء في مستشفيات طرابلس، على اسم «أطفال الثورة ونسائها». في البلد المضياف لبنان، يعالج مجرم الحرب. يأخذ استراحته هنا ويغادر لاستئناف نشاطه في الذبح لاحقاً
زياد الزعتري
كلامهم لا يخلو من "قطع رأس أو نحر رقبة". تسأل عن سبب اختيار الذبح وسيلة للقتل، فيأتيك الجواب بأن «الرصاصة خسارة في الكلاب الشاردة». هكذا هم دوماً، يتحدثون عن الآخر بشبق الدم. يفاخر أحدهم بذبح من هو من طائفة أخرى وعن غارات ليلية ينفّذونها دورياً للخطف، فضلاً عن الحواجز التي تفصل بين القرى لاصطياد «الدخيل».
في محلة أبو سمرا في طرابلس، ثمة مستشفى يشغله بأكمله جرحى سوريون، يُحضرون إلى لبنان بطرق غير شرعية. معظمهم مقاتلون أصيبوا في معارك مع الجيش السوري. يُنقلون إلى هنا حيث الأمن والأمان، فالمستشفى يحظى بحماية أمنية معلنة. يتولّاها أربعة مسلّحين، بورديتين صباحية ومسائية. لا يقاس الزمن بالأيام هنا، بل بأعداد الجرحى الذين يُدخَلون. لا يكاد يمر يوم من دون إدخال 4 أو 5 جرحى. أحياناً يصل الرقم إلى 25 جريحاً. المستشفى المذكور ليس الوحيد الذي يستقبل الجرحى السوريين، لكنه الوحيد الذي يحظى بـ"سيطرة" الجيش السوري الحر.