آية الله منتظري.. الخميني خدع الإيرانيين بوعود لم تتحقق
قال آية الله حسين علي منتظري، النائب السابق لآية الله الخميني، الذي يعيش تحت الإقامة الجبرية بمنزله بمدينة قم، في كلمة له إن الوعود التي قطعها الخميني للإيرانيين الذين دفعوا ثمنا باهظا لها لم تتحقق، وأعرب عن قلقه إزاء المخالفات التي ترتكب في إيران باسم الإسلام وإمكانية إلقاء اللوم على الإسلام نتيجة لذلك.
وجاءت كلمة منتظري الأسبوع الماضي خلال استقباله في منزله بقم العاصمة الدينية لإيران، أعضاء مجلس إدارة صحيفة "نامه" التي تم إغلاقها مؤخرا ووفد من أعضاء مجلس الائتلاف الوطني الديني الإيراني الذي يترأسه المهندس عزت الله سحابي ويضم هذا الائتلاف حركة حرية إيران بزعامة أول وزير خارجية لإيران بعد الثورة الدكتور إبراهيم يزدي.
وقال منتظري إنه "من دواعي الأسف ان آية الله الخميني قطع وعودا (للشعب) فقمنا نحن بإبلاغها، ونزل الناس إلى شوارع متوهمين أن تلك الوعود ستطبق فقاموا بالثورة دافعين ثمنا باهظا لذلك إلا أن تلك الوعود لم تتحقق".
ومنتظري كان قاب قوسين أو أدنى من خلافة آية الله الخميني، خاصة وأن آية الله مطهري رئيس مجلس قيادة الثورة اغتيل في الأسابيع الأولى من انتصار الثورة على يد المتشددين الدينيين في أبريل/نيسان 1979، لكن انتقاداته لولاية الفقيه التي يستمد منها النظام الحاكم في إيران شرعيته، وموقفه الذي وصفه المحافظون باللين فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان، كانت مبررا لأن يجرده آية الله الخميني من مناصبه ثم يعزله عام 1988، وقد اضطهد أتباعه وأقاربه وتعرض العديد منهم للاغتيالات.
وأضاف منتظري في كلمته "أتلقى الكثير من الرسائل الالكترونية يوميا ويعتبرني أصحابها ضالعا في إعطاء تلك الوعود التي لم تتحقق وأنا أقول إنهم على حق، فنحن وعدنا الناس بالحرية ونبذ الاستبداد واحترام آراء الشعب ولكن لم يتحقق شيء من ذلك".
وفي معرض إشارته إلى المادة 99 من الدستور الإيراني التي تمنع الحكومة من التدخل في الانتخابات قال "للأسف لم يتحقق ما كنا نصبوا إليه وإن مجلس صيانة الدستور الذي كان من المفروض أن يصون الانتخابات الحرة بات عمليا ينتزع الحريات من الشعب ليرغم الشعب أن يصوت للمرشحين الذين يوافقون عليهم المجلس أولا، إلا أن الناس ليسوا بقصيري العقل والادراك".
واعرب منتظري عن قلقه إزاء ما يحدث من تصرفات في إيران وإمكانية إلقاء اللوم على الإسلام نتيجة لذلك، وقال "إني قلق ومنزعج إزاء المخالفات التي ترتكب باسم الإسلام بحيث يتعرض الناس للاهانات باسم الإسلام.
وتلصق تهمة معاداة الدين باسم الإسلام ويتم مقاطعة المخلصين والمتدينين باسم الإسلام مشيرا إلى اعتقال حجة الإسلام هادي قابل الذي انتقد مرشد النظام في إيران فحكم عليه بالسجن 40 شهرا".
وأضاف يقول إن "النظام الذي لا يطيق شخصية مثل حجة الإسلام قابل بالرغم من تاريخه المليء بالخدمات التي قدمها للإسلام والثورة، فيقوم بزجه في السجن باتهمامات واهية، كيف يمكن اعتباره نظاما إسلاميا. فهو ليس معاديا للنظام أو الدين بل هذا الرجل خدم البلاد إلا أن أقواله وآراؤه تختلف ووجهات نظر البعض".
واختتم منتظري حديثه بالقول: "عندما كان النظام السابق (الملكي) يرتكب مخالفة ما لم يتم توجيه اللوم إلى الإسلام، في حين يتم اليوم إلقاء كافة المخالفات على كاهل الإسلام".
ويعيش آية الله منتظري تحت الإقامة الجبرية في منزله، وأصبح مجرد ذكر اسمه ضمن مقالة أو صحيفة مدعاة للعقوبة، وقام آية الله منتظري بنشر مذكراته التي تتضمن كشفا للاتصالات السرية بين رموز المحافظين الإيرانيين وكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بغرض شراء الأسلحة في حربهم مع العراق، ويوجه انتقاداته لنظام الحكم في إيران وبالأخص لمسألة حقوق الإنسان.
صدر حكم بالإعدام على آية الله منتظري عام 1975 لكنه لم ينفذ، بل وأطلق سراحه بعد ذلك بثلاثة أعوام، وأصبح عضوا في المجلس الثوري.
يعتبر آية الله منتظري واحدا من أكبر المرجعيات الدينية للشيعة وقد أكسبته مواقفه السياسية المستقلة شعبية في إيران.
اجمالي القراءات
8576