الإرهاب والعنصرية في أمريكا بعد مرور خمسة أعوام على تأسيس وزارة الأمن الداخلي
قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل تشيرتوف إن المتطرفين الإسلاميين يستهدفون أوروبا بدلا من الولايات المتّحدة لأن إدارة بوش جعلت من الصعب عليهم شن هجوم داخل أمريكا من خلال التحسينات المستمرة في اجراءات فحص المسافرين وتأمين الحدود.
وقد جاء تصريح الوزير تشيرتوف في خطاب ألقاه أمام الرئيس الأمريكي بوش في اجتماع ضمهما لإحياء الذكرى الخامسة لتشكيل وزارة الأمن الداخلي.
حصيلة السنوات الخمس الماضية
فما هي حصيلة السنوات الخمسة على مستوى مكافحة الأرهاب في أمريكا؟ بحسب احصائيات نشرتها الواشنطن بوست مؤخرا (الجمعه 7 مارس 2008م) ازداد عدد موظفي وزارة الأمن الداخلي من 170 ألف يوم تشكيلها في مارس 2003م الى 208 الف اليوم.
كما ازداد عدد المهاجرين غير الشرعيين من 8.5 مليون في عام 2003م الى 11.6 مليون اليوم. وبلغ عدد المسجلين في سجلات الحكومه باعتبارهم "ارهابيون تحت الشكوك" من 160 الف في 2003م الى 725 الف اليوم.
كما ازدادت حالات القبض على المهاجرين غير الشرعيين في مواقع العمل من 517 حالة في 2003م الى 4940 حالة اليوم. وبلغ عدد حالات الترحيل القسري للمهاجرين غير الشرعيين اليوم 303430 حاله مقابل 162865 في عام 2003م .
وصعد رقم من تقدموا للحصول على الجنسيه في أمريكا من 700 الف في 2003م الى 1383000 اليوم.
تجديد العمل بقانون التنصت
في خطابه بمناسبة ذكرى مرور خمسة أعوام على تأسيس وزارة الأمن الداخلي جدد بوش التأكيد على ضرورة حماية شركات الإتصالات من الدعاوي القضائيه بسبب تسليمها الحكومة الفيدرالية معلومات عن عملائهم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية ودعا الى تمديد العمل بقانون التنصت على الأتصالات لفترة جديدة، لأن ذلك القانون قد ساهم الى حد كبير في وقف "الهجمات الجديدة على أمريكا" ولأنه أصبح من الضروري في خضم مكافحة الأرهاب معرفة مع من يتكلم الأرهابيون وماذا يقولون ويخططون، على حد تعبيره.
وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها وزارة تشيرتوف، الا أن الرجلين تشيرتوف ورئيسه لم يترددا عن الأفصاح عن مشاعر الحذر من المحاولات المستميته لتنظيم القاعده في ضرب الأهداف الأمريكية.
جماعات "الكراهية" في أمريكا
وعلى الرغم من نجاحات وزارة الأمن الداخلي في اتقاء أي هجمات إرهابيه داخل أمريكا طيلة الأعوام الخمسة الماضية، الأ أن الملفت للنظر – كما يشير مارك بوتوك، مدير مشروع الأستخبارات التابع لمركز قانون الفقر الجنوبي في مونتجمري بولاية اوكلاهوما (Southern Poverty Law Center)، في مقال نشرته الواشنطن بوست يوم الأحد 9 مارس 2008م – أزدياد نشاط مجوعات "الكراهية" و "التمييز العنصري" داخل أمريكا.
يقول بوتوك "إن عدد مجموعات الكراهية التي تعمل داخل أمريكا قد أرتفع بنسبة 48% منذ عام 2000م، وأن عدد كبير من تلك المجموعات يعمل في الولايات المحاذية للمكسيك مثل كاليفورنيا وأريزونا وتكساس".
وبحسب المقال فقد أزداد عدد مجموعات "الكراهية" من 602 مجموعه في العام 2000م الى 888 مجموعه في العام 2007م ، وأن أبرز هذه المجموعات هي:
1- مجموعة كيو كلكس كلان (Ku Klux Klan)التي تأسست في العام 1865م وكان عدد أعضائها في العام 1920م حوالي أربعة ملايين عضو (عددهم اليوم لا يزيد عن 6000 عضو)، ويقطن معظمهم ولايات مثل تكساس والمسيسيبي وتينيسي بالأضافه الى كاليفورنيا واوكلاهوما وجورجيا وميسوري وأوهايو.
2- أما المجموعة الأخرى فهي "النازيون الجدد" Neo-Nazis التي تكن عداء ضد السود والملونين واليهود بصفة خاصة ويقطنون ولايات مثل كاليفورنيا (13 مجموعة) وتكساس (12) وميتشغن (11).
3- القوميون البيض White Nationalists : الذين يؤمنون بأيدلوجية علو الجنس الأبيض عن غيره من الأجناس البشرية ولهم بعض التأثير في الأوساط الأكاديمية ويوجد غالبيتهم (11 مجموعة) في ولاية مسيسيبي الجنوبية.
4. العنصريون حليقي الرأس Racist Skinhead وقد ظهروا لأول مرة في بدايات الثمانينيات من القرن الفائت وهي مجموعات تؤمن بالعنف وتقترب كثيرا من النازيين الجدد، ويقطن 21 مجموعة منها في كاليفورنيا و 11 في بينسيلفينيا.
5- الكونفيدراليون الجدد Neo-Confederates وهي مجموعات تحاول استعادة المبادىء العنصرية التي كانت سائدة في الولايات الجنوبية قبل الحرب الأهلية، وهم يدافعون عن العبودية وانفصال الولايات الجنوبية عن الإتحاد الأمريكي. ويتركزون في ولايات مثل فلوريدا (14 مجموعة) وساوث كالوراينا (29) بالأضافة الى تكساس وجورجيا وفيرجينيا وألباما وميسوري وشمال كالوراينا.
6- الانفصاليون السود Black Separatists وهي مجموعات السود التي تنظر الى البيض من منظار عنصري وتسعى لخلق دولة مستقلة للسود الأمريكيين باعتبارهم "شعب الله المختار" الحقيقيين.
اجمالي القراءات
3677