متى يتم تطوير مناهج الأزهر؟
«الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع».. عفوا هذه ليست فزورة.. وإنما هو عنوان كتاب الفقه الذي يدرسه طلاب الثانوية الأزهرية، والذي وضعه، كما هو مكتوب علي غلافه أحد علماء القرن العاشر الهجري!
فالحقيقة أن طلاب الثانوية الأزهرية يدرسون هذا الكتاب الذي يشرح بداخله كتابا آخر تم تأليفه، كما هو مكتوب علي غلافه أيضاً بين عامي 533 و593 من الهجرة!
لذلك فلا عجب أن يحتوي الكتاب علي باب كامل يدرس الرق وأحكام العبيد والعتق وأن يحتوي علي أحكام في باب الطلاق مثل «يملك الحر ثلاث تطليقات والعبد تطليقتين» أو سؤال يقول: «ما الحكم لو قال رجل لزوجته أنت طالق ثلاثا إلا نصفاً؟» أو أن تكون العملة الرسمية في باب الزكاة هي الدينار والدرهم!
ليكون الكتاب أقرب إلي كتاب تاريخ يحكي كيف كان يتعامل المسلمون الأوائل منه إلي كتاب يشرح كيف يجب أن يتعامل المسلمون الآن.
والغريب أن هذا الكتاب علي المذهب الشافعي مقرر علي البنين بينما تدرس البنات كتابا آخر علي المذهب الحنفي اسمه «الاختيار لتعليل المختار» ومحتواه لا يختلف كثيرا عن محتوي كتاب البنين.
والسؤال متي يتم تطوير هذه المناهج وتجديدها، كما حدث في مناهج المرحلة الإعدادية التي وضع الدكتور محمد سيد طنطاوي مناهجها وكما تم تطوير مناهج المواد العلمية خاصة أن المرحلة الثانوية والسنة الأخيرة منها تحديدا هي التي تحدد مصير الطالب حسب مجموعه خاصة أن المواد الشرعية غالبا ما تسبب نزيفا لدرجات الطلاب في الثانوية الأزهرية؟
من جانبه يري المفكر الإسلامي الدكتور جمال البنا أن مناهج الأزهر تحتاج إلي ثورة تجديد شاملة وليس مجرد تعديل أو تنقيح مضيفا قوله: من غير المعقول أن يدرس طلاب في يومنا هذا كتبا تم تأليفها منذ ألف سنة وهو ما يحدث في مقررات الأزهر خاصة مادة الفقه الإسلامي حيث يدرسون الدراهم والدنانير وحساب مقدار الزكاة بالشاه والبعير وكأنهم في عالم آخر مما يتسبب في تغييب عقول الطلاب وجعلهم يعيشون في الماضي ولا يستفيدون من دراستهم للفقه في حياتهم ويتسبب في غبائهم.
وعمن يتحمل مسئولية تجديد المناهج يقول البنا: علماء الأزهر لا يستطيعون القيام بهذه المهمة لأنهم تعلموا القديم وظلوا يعلمونه وليست لديهم القدرة علي التجديد الحقيقي لذلك فهذه المهمة يجب أن يقوم بها مفكرون إسلاميون يدعون لتجديد حقيقي بعيدا عن التقييد بالمناصب أو بالمناهج القديمة ولن تتطور المناهج إلا عندما يحدث ذلك. وكان لابد من معرفة رأي علماء الأزهر لذلك تحدثنا مع الدكتور حسن يونس الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر الذي يقول: الفقه الإسلامي قسمان قسم ثابت لا يحتاج إلي تجديد أو تطوير وهو المتعلق بأمور ثابتة كالصلاة وقسم آخر يحتاج للتغيير بتغير الزمان ومتطلبات العصر وهو ما يمكن أن نطلق عليه اسم فقه القضايا المعاصرة وهو الجزء الذي يحتاج للاجتهاد من أجل التجديد ليتناسب مع طبيعة العصر وهذا ما نفتقده في الأهر.
اجمالي القراءات
5564