وسائل الإعلام الأمريكية تتصارع مع مأزق قصة حرق القرآن

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٢ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


 "أحرق أو لا أحرق؟".. تلك هي المشكلة التي واجهت القس المسيحي المغمور تيري جونز، يوم الجمعة الماضي، حيث اقترب موعد المهلة النهائية التي حددها لنفسه لتدنيس القرآن، ولكن بالنسبة إلى وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وحول العالم كانت المشكلة مختلفة. وهي كيف تغطى إخباريا أفعال استفزازية مقصودة لشخصية متطرفة دون أن تبرز ردود الأفعال الإسلامية العنيفة، وهي هدفه!



ويقول روبرت طومسون، أستاذ التليفزيون والثقافة الشعبية في جامعة سيراكيوز، إنه للأسف في عصر التغطية الإخبارية المعتمدة على الإثارة ووسائل الإعلام الاجتماعية ووسائل الإعلام العالمية، فإنه لا يمكن القيام بذلك. ومن ثم فإن تأثير الشخصيات المتطرفة المستفزة تتجه فقط إلى الزيادة كما يتنبأ بذلك.

وقال: "إنها أكبر قصة لهذا اليوم". وأضاف :"إن كل المؤشرات تشير إلى أنها سوف تحدث مرارا وتكرارا".

وتأتي إحدى مؤشرات الاهتمام الكبير بالموضوع من جوجل نيوز، حيث اقتراح حرق القرآن أوجد حوالي 13 ألف قصة مستقلة مقارنة بـ8 آلاف عن أول مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ أربعة شهور، ونحو 3000 لانفجار غازي مميت دمر ضاحية بأكملها في سان فرانسيسكو.

ويعتقد طومسون أنه في أيام ما قبل الإنترنت وما قبل عصر الأخبار عبر نظام الكابل، فإن السلوك الشاذ الملتوي لرجل مثل جونز، وهو قس لا يتعدى عدد أفراد كنيسته50 شخصا، "لم يكن ليرتقي حتى ليكون خبرا محليا"، وقال طومسون: "إنه لا يمثل أي شيء؛¬ إنه رجل مجنون".

ويبدو أن جونز أحدث تأثيره الأولي على موقع الفيس بوك ثم اهتمت الصحافة الإسلامية بنشر تغطيات إخبارية عنه. وبمجرد وصوله إلى هذه النقطة فإن وسائل الإعلام الأخرى والمؤسسة السياسية لم تستطع تجاهله.

غير أن الصحفيين والسياسيين قد يفعلون أشياء بشكل مختلف. وقال طومسون إنه لا يجب أن يكون هناك أبدا أي علاقة بين خطة حرق القرآن وبين اقتراح إقامة مركز ثقافي إسلامي في مانهاتن قرب موقع هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في عام 2001 .

إمام مسجد نيويورك ينفي التحدث مع القس

وقد وضعت هذه العلاقة يوم الخميس الماضي بعدما أعلن جونز أنه ألغى خطط حرق نسخ من القرآن مقابل ما زعم أنه التزامات من إمام مسجد نيويورك فيصل عبد الرؤوف لتغيير موقع بناء المسجد. وأوضح الإمام أنه لم يتحدث قط مع جونز، كما أنه لم يقطع على نفسه أي التزامات.

وأضاف طومسون أنه كان يجب أن يكون هناك تأكيد أكبر على هامشية جونز والاختبار الدقيق لرود الفعل الإسلامية المتطرفة تجاه خطط الاستفزاز.

نهاية العالم

وقال طومسون: "إنه تجديف ضد الدين وضد كل المقدسات. ولكن هذا الشخص لم يسمع عنه أحد". وأضاف: "إذا كان ذلك يمكن أن يهدد كل توازن النظام العالمي، فإن كل ما تحتاجه هو 50 شخصا لوضع العالم في معضلة".

وأعرب كاتب العمود مايك توماس بصحيفة أورلاندو سينتينال عن نفس المشاعر ولكن بشكل مختلف، وكتب يقول: "لأنه (جونز) أصبح ظاهرة عالمية، يجب أن يكون ذلك علامة على قرب نهاية العالم".

أوباما يؤكد أن الإسلام ليس عدو الولايات المتحدة


من جانبه أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس السبت، أن الإسلام ليس عدو الولايات المتحدة التي أحيت ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في أجواء من التوتر.

ففي خطاب ألقاه في البنتاجون تطرق أوباما إلى الجدل السياسي المتفجر الدائر حاليا في الولايات المتحدة وأثار غضب المسلمين في الخارج، حيث قال: "كأمريكيين لسنا ولن نكون أبدا في حرب ضد الإسلام. من هاجمنا في ذلك اليوم من سبتمبر لم يكن الديانة، بل القاعدة، أي عصابة من الرجال الذين حرفوا الدين".

كما دعا أوباما الأمريكيين إلى عدم الاستسلام "للكراهية". وقال: "كما ندين التعصب والتطرف في الخارج؛ سنبقى أوفياء لتقاليدنا هنا كأمة متنوعة ومتسامحة".

ويذكر أن القس المتشدد تيري جونز قد هدد بإحراق مئتي نسخة من القرآن، السبت الماضي، أمام كنيسته في جينسفيل في فلوريدا (جنوب شرق)، ما أثار موجات استنكار عارمة في العالم وتحذيرات من القيام بهذه الخطوة، لكن القس الأمريكي تراجع، السبت الماضي، نهائيا عن هذه الدعوة قائلا في مقابلة تلفزيونية إنه لن يقوم "أبدا" بإحراق مصاحف.

اجمالي القراءات 2114
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق