حذر عدد من خبراء المناعة والسموم من تكرار انقطاع التيار الكهربائى عن ثلاجات الأطعمة، مما يتسبب فى تحلل المجمدات والأطعمة وانتشار عدد من البكتيريا والفيروسات بداخلها، ويؤدى إلى إصابة المواطنين بأمراض فيروسية وبكتيرية أهمها فيروس «A» والحمى التيفودية، وأكدوا ضرورة تشديد رقابة مديريات الصحة على الأطعمة المباعة فى محال السوبر ماركت التى تتعرض ثلاجاتها لتكرار انقطاع التيار الكهربائى عنها.

وقال الدكتور عبدالهادى مصباح، أستاذ المناعة والأمراض الوقائية، زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، إن انقطاع الكهرباء فترات طويلة عن الثلاجات يتسبب فى تسييح المجمدات وإذابة الثلج عن المواد المحفوظة سواء لحوم أو دواجن أو آيس كريم وعصائر، وفى حالة إعادة تجميدها مرة أخرى يتسبب ذلك فى انتشار بعض أنواع من البكتيريا مثل «السالمونيلا» والبكتيريا «العضوية» و«السباحية»، والتى تؤدى إلى الإصابة باضطرابات فى الجهاز الهضمى ونوبات من الإسهال الحاد والإصابة بالحمى التيفودية فى بعض الأحيان.

وأضاف مصباح: «من الممكن أن يتعرض الإنسان أيضاً إلى الإصابة بتسمم غذائى غير معروف السبب، لأن الطبيب فى الغالب يطلب من المريض إجراء تحليل «براز» فقط، وهذا التحليل لا يبين نوع البكتيريا الذى أصيب به المريض، فيتم تشخيصها وعلاجها بصورة خاطئة قد تودى بحياة المريض، لذلك أنصح بعمل مزرعة تحليلات كاملة من أجل الكشف الدقيق عن الميكروب».

وأضاف: «بالنسبة للحوم والطيور فطبيعة حفظها هى التجميد، ولا يجب تسييحها وإذابة الثلج منها إلا فى حالة إعدادها للطهى، فبعد أن تفقد هذا الثلج ويسيل منها بعض الدماء لابد أن تعرض لدرجة الحرارة العالية مباشرة حتى لا نعطى فرصة لانتشار البكتيريا المعدية فيها».

وأكد مصباح أن هذه البكتيريا سريعة العدوى والانتشار، حيث إنها من الممكن أن تنتقل إلى السكين التى يتم تقطيع اللحم بها، وإذا تم استخدام السكين فى تقطيع الخضروات أو السلطة فستنتقل العدوى إليها بالتبعية، كما أن مطاعم الوجبات السريعة اعتادت تجميد السلطات، وبالتالى يؤدى انقطاع الكهرباء إلى تحلل السلطات وانتشار البكتيريا بداخلها فيصاب من يتناولها بالتهاب الكبد الوبائى «A».

فيما شبه الدكتور محمود عمرو، أستاذ الأمراض المهنية ومؤسس المركز القومى للسموم بقصر العينى، عمليات تجميد اللحوم والمأكولات المجمدة بحصان السبق، وقال: «عملية تجميد اللحوم تمر بعدة مراحل بدءاً من بلد التصدير ثم طريقة النقل وميناء البضائع ثم أماكن التجميع وبعدها التوزيع حتى تصل إلى محال التجزئة ثم المنازل وأى خلل فى درجات حرارة التجميد فى أى مرحلة من هذه المراحل قد يؤدى إلى انتشار البكتيريا فيها ويصل إلى تلفها ونسبة إصابة الإنسان منها تكون أكيدة،

 خاصة أن هذه البكتيريا تنمو بصورة سريعة جداً خلال ساعة أو ساعتين بعد التسييح أو ينتج تحلل ذاتى للمواد البروتينية، وتلك المواد تظل مصاحبة للحوم حتى بعد تعرضها للطهى، خاصة إذا كانت تلك اللحوم والدواجن طهيت بطريقة «الشوى».

وأضاف: «يجب على أى شخص سواء فى السوبر ماركت أو محال التجزئة تتعرض محاله إلى انقطاع مستمر للتيار الكهربائى أن يبلغ مديريات الصحة والتجارة، التى من اختصاصها الكشف عن تلك المأكولات، حيث إن ٣ ساعات فى اليوم من انقطاع التيار الكهربائى عن الثلاجات لمدة ٣ أيام كافية لتلف اللحوم والمجمدات الموجودة بها».