المخابرات السوفيتية والسورية والعراقية: السادات عميل إمبريالي.. اقتلوه!

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٣ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


المخابرات السوفيتية والسورية والعراقية: السادات عميل إمبريالي.. اقتلوه!

 

المخابرات السوفيتية والسورية والعراقية: السادات عميل إمبريالي.. اقتلوه!

احمد فايق

سيظل اسم "كارلوس " مثيرا للتساؤلات في كتب التاريخ، البعض يعتبره ارهابيا، واخرون يلقبونه بالارهابي الثوري، وفريق ثالث يعتبره ثوريا مثله مثل "تشي جيفارا"، وفريق رابع يعتبره مجاهدا مسلما...!

هذه الحيرة نابعة من العمليات التي قام بها، فبعضها يحمل الصبغة الثورية وعمليات ثانية تندرج تحت بند الارهاب، "كارلوس " نعتبره مجازا إرهابيا متعاطفا مع القضية الفلسطينية في مهرجان "كان " أثير جدل كبير حول عرض فيلم "كارلوس " خارج المسابقة الرسمية، والذي تصل مدته إلي 5 ساعات و37 دقيقة، وإخراج "أوليفييه أساييس" وأنتجته "كانال بلوس " الفرنسية، في جزءين باعتباره فيلما تليفزيونيا، وهو ما اعتبره النقاد غزواً تليفزيونياً لمهرجان كان، ولكن بعد عرضه في المسرح الكبير "جراند لوميير " أصيب الجميع بالدهشة، لانه فيلم سينما مصنوع بشكل جيد، وليس تليفزيونيا عقيما، ونجح المخرج في خلق ايقاع متلاهث استمده من حياة كارلوس الثرية، التي لم ينجح فيلم بهذا الحجم في أن يغطيها كاملة، وغابت الكثير من الحقائق بداخله، في تتر البداية أكد المخرج أن الفيلم جاء نتيجة مجهود بحثي ضخم، وهذا ما يؤكد دقة المعلومات من وجهة نظر المخرج، سأبدأ من أكثر المشاهد إثارة بالنسبة لنا كمصريين في هذا الفيلم، من خلال مشهد جمع رئيس المخابرات السوفيتية "كي جي بي " وعميل مخابرات سوري وآخر عراقي بالاضافة إلي "كارلوس " بعد اتفاقية كامب ديفيد، قال رئيس المخابرات السوفيتية: لقد أصبح السادات عميلا إمبرياليا ويجب أن ننتقم منه، وطلب من المجموعة تصفية الرئيس الراحل أنور السادات، وبعده بمشهدين عرضت لقطات لاغتيال السادات، ومن بعدها جاء أحد مساعدي كارلوس قائلا له: لقد قتل "الرأس الكبيرة " ولا نعرف من قتله...!

وللأسف لم يكمل الفيلم هذا الخط الدرامي، وفجر هذه المعلومة دون أن يجيب عن عشرات التساؤلات حولها، الغريب أن بعض عملاء المخابرات السوريين والعراقيين في الفيلم وقبل "كامب ديفيد " كانوا يقولون لـ"كارلوس ": الرأس الكبيرة سعيدة بما تفعله، ولم يستخدم مصطلح الرأس الكبيرة طوال الفيلم سوي مع اسم السادات، فهل هذا يعني أن السادات مول عمليات كارلوس قبل كامب ديفيد وهل كان وراء بعضها ؟

هذا يندرج تحت عيوب الجزء الثاني من الفيلم بوجود الكثير من الخطوط الدرامية المشتتة دون أن يوضحها السيناريو، وكأن تشعب الشخصيات والعلاقات سبب أزمة لدي الكتاب ودخلوا في متاهة لم يستطيعوا الخروج منها......

من هو "كارلوس " ؟

هو السؤال الاهم الذي يحاول الفيلم الاجابة عنه.. لكنه لم يتعمق أكثر في بداياته.. فكارلوس " من مواليد 12 أكتوبر 1949 واسمه الحقيقي "أييتش راميريز سانشيز "،من عائلة فنزويلية ثرية، سافر إلي لندن وتعلم 7 لغات حية "الانجليزية والفرنسية والعربية والايطالية والروسية والارمينية والاسبانية "، وفي موسكو درس في جامعة "باتريس لومومبا " وتعرف هناك علي الشاب الجزائري محمد بوضيا، وآمن بأفكاره الثورية وتدرب علي يد جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليسارية.

هذه البدايات تعرض لها الفيلم بشكل عابر في جملة حوار أو موقف بسيط، لكن الفيلم بدأ بالعلاقة بين "كارلوس " و" وديع حداد "، الثاني قدمه الفيلم علي أنه ارهابي وهذا غير حقيقي لانه ثوري قومي عربي، وكان الرجل الثاني في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، العلاقة بين كارلوس ووديع حداد كانت مثل الجندي والقائد، ولكن "كارلوس " لم يكن جنديا عاديا، فقد كان يفعل ما يراه صوابا، وهذا ما كان يثير جنون وديع حداد.. فهو كان الشخصية الوحيدة في الفيلم التي تصرخ في كارلوس وتعامله بشكل دوني دون أن يعترض.. فقد قال له وديع في أحد المشاهد: من أنت ؟ أنت مجرد جندي تنفذ التعليمات وليس من حقك أن تناقش أو تعترض..

قال له هذا الكلام بعدما قتل "كارلوس " أحد رجال "حداد "، وكان مبرره أنه اعترف عليه في الشرطة الفرنسية، وتسبب في كشفه بعدما قتل اثنين من الضباط الفرنسيين، لم يتعرض الفيلم لعملية كارلوس في التخطيط لاغتيال 11 لاعباً اسرائيلياً في الدورة الاوليمبية.

لكنه تعرض بالتفصيل لاكبر عملية اختطاف منظمة في التاريخ، والتي تمت في "فيينا " ونجح كارلوس بمساعديه في خطف 11 وزير نفط من العالم في اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط، وطبقا لسيناريو الفيلم فقد طلب منه هذه العملية وديع حداد لصالح العراق من أجل تأديب السعودية وايران بقتل وزيريهما، وليس من أجل القضية الفلسطينية....!

فقد قال له وديع: غطاء العملية سيكون من أجل الثورة العربية ولكن المطلوب قتل وزيري النفط السعودي والايراني، وفي ديسمبر 1975 نجح فريق كارلوس المشكل من الالمانية "جابريلي تيد مان " وجوزيف وخالد ويوسف في احتجاز 11 وزيرا كرهينة في مقر الاجتماع، وكتب ورقة: نحن نحتجز وزراء الاوبك ونطالب بإذاعة بياننا في تليفزيون وراديو النمسا كل ساعتين.. ابتداء من ساعتين من الآن، ونطلب تجهيز حافلة كبيرة للركاب، وتغطية نوافذها بالستائر لنقلنا إلي مطار فيينا غدا صباحا الساعة السابعة، ويتم تجهيز طائرة ممتلئة بالوقود مع طاقم مكون من 3 أشخاص مستعدة لنقلنا مع الرهائن إلي وجهتنا.. أي تأخير مقصود أو غير مقصود ستنتج عنه نتائج غير مرغوبة تهدد حياة رهائننا.. التوقيع يد الثورة العربية..فيينا 1975.

وبالفعل ذهب كارلوس مع رهائنه إلي الجزائر ثم إلي ليبيا وعاد ثانية إلي الجزائر بعد رفض السلطات التونسية السماح له بالهبوط، وفي جلسة مفاوضات قصيرة مع عبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية الجزائري وقتها، رضخ لتهديد بوتفليقة، ووافق علي ترك الرهائن مقابل 20 مليون دولار لصالح يد الثورة العربية، وداخل الطائرة حدث خلاف ضخم بينه وبين الالمانية "جابريلي تيدمان "، التي رفضت هذا الاتفاق واتهمته ببيع القضية من أجل الاموال، وبعد العملية نجد مشهدا يجمع بينه وبين وديع حداد، الذي جن جنونه عليه....

كارلوس: هذه الاموال نحتاجها من أجل تنظيم العمليات الثورية

وديع: من أنت حتي تقول هذا الكلام أنت مجرد جندي.. ولا تعلم كم دفع العراقيون من أجل تنفيذ العملية الحقيقية.

وبعد انتهاء هذه المشادة، يقرر وديع الاستغناء عن خدمات كارلوس لانه أصبح خطرا ومعروفاً للجميع، كما أنه لا يسمع التعليمات، وفي المقابل نفي "كارلوس " الحقيقي والمسجون حاليا بأحد السجون الفرنسية بأن صدام حسين هو الذي حرضه للقيام بهذه العملية، مؤكدا عن طريق محاميته أن الرئيس الليبي القذافي هو المحرض الرئيسي لهذه العملية.

كارلوس خلال هذه الفترة نجح في تجميع منظمات يسارية من جميع أنحاء العالم وكان من بينها الجيش الاحمر الياباني ومنظمة "بادرمانيهوف " الالمانية، وجيش تحرير الشعب التركي والالوية الحمراء والخلايا الثورية ومنظمة العمل المباشر الفرنسية وأعضاء من الجيش الجمهوري الايرلندي ومنظمة اينا والباسك الايطالية.

يعود وديع حداد مرة أخري إلي كارلوس مؤكدا له أنه أعاده لان صدام حسين سعيد بما يفعله، ويعيد تدريبه في اليمن، ومعظم الفترات العسكرية التي قضاها كارلوس كانت في اليمن، ويتحول كارلوس من المخابرات العراقية إلي السورية، ويمارس الكثير من العمليات الانتقامية تجاه الحكومة الفرنسية التي اعتقلت أحد افراد مجموعته، في هذه الفترة يصل كارلوس إلي قمة مجده الارهابي، ولكن تبدأ الاسطورة في الانهيار بعد تحطم سور برلين، ومقابلة له مع عميل المخابرات السوري الذي يقول له: لقد تغير العالم ووجودك بيننا خطر.. وسوريا تستعد للدخول إلي العالم الجديد.

هنا يطرد كارلوس من سوريا، ويهرب إلي السودان ويعيش هناك في حماية الرئيس السوداني حسن الترابي، ويتحول كارلوس في أفكاره ومبادئه من الثورة اليسارية والشيوعية في العالم، إلي الثورة الاسلامية، ويشهر إسلامه، وبمساعد المخابرات المصرية ينجح جهاز المخابرات الفرنسي في اعتقال "كارلوس " من منزل غير بعيد عن منزل "حسن الترابي ".

ربط المخرج طوال الاحداث صعود وهبوط كارلوس بقدرته الجنسية، لذا في عنفوان شبابه عرض لقطات لكارلوس سعيدا بعضوه الذكري أمام المرآة، وعلاقته بالنساء المتنوعة ما بين حب حقيقي وعلاقات من أجل الجنس فقط وخيانة وحب عابر، لكنه في نهاية الأحداث تحدث له مشاكل جنسية، وتقل قدراته الجنسية، لان كارلوس انتهي ولن تقوم له قائمة أخري..!

اجمالي القراءات 4970
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق