المشيئة والتمنى

الأحد ٠٥ - يونيو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
يعجبنى قول المتنبى : ( مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ ) فهل يتفق هذا مع القرآن الكريم ؟
آحمد صبحي منصور :

1 ـ فى متاع الحياة الدنيا لا تحصل على كل ما تتمناه ، فهناك حتميات لا مفر منها ، وهى التى تختص بالميلاد والموت وما بينهما فى الرزق والمصائب من خير أو شرّ . وقد شرحنا هذا كثيرا . فى يوم القيامة لن يحاسبك الرحمن على هذه الحتميات ، وإنما يحاسبك على تصرفاتك التى تفعلها بحريتك فى الدنيا  من إيمان أو كفر ، طاعة أو معصية . ومقابل حريتك فى أن تشاء يكون جزاؤك يوم القيامة ، قال جل وعلا : ( وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (31) الكهف).

2 ـ هناك الذى يشاء الدنيا ولا يشاء سواها ويبذل حياته ليحقق أمانيه فى الحصول على أكبر من متاعها . هذا لا ينال منها إلا المكتوب له ثم ينتظره الخلود فى الجحيم . وهناك من يسعى فى الدنيا مؤمنا وبالعمل الصالح ، وهذا ينال المكتوب له فى الدنيا ثم نعيم الآخرة . قال جل وعلا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (20) انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21) الاسراء ).

3 ـ فى الدنيا لا يمكن أن تتحقق كل ما تتمنى ، أما إذا شئت الجنة وعملت لها بالتقوى فى حياتك فسيكون لك فى الجنة كل ما تشاء . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) النحل ).

3 / 2 : ( قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيراً (15) لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْئُولاً (16) الفرقان ).

3 / 3 : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) الزمر )

3 / 4 : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ (22) الشورى )

3 / 5 : ( وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) ق )



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2505
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5201
اجمالي القراءات : 59,912,294
تعليقات له : 5,492
تعليقات عليه : 14,891
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


ألأديان التوحيدية ؟!: اعجبت بشجاع ة ومنطق التحل يل الموض وعي ...

البشر والناس: ما الفرق بين الناس . والبش ر ؟...

تبّرنا تتبيرا : مامعن ى قول الله جل وعلا ( وَكُل ًّا ...

سؤالان : السؤا ل الأول : ما هو الفرق بين ( جبار ) و (...

شُكرا ..وعُذرا : تحية لكم وتقدي ر على ماتقو مون به من جهد...

مسألة ميراث : توفيت إمرأة و لها : و لها ( أخ و أختين أشقاء ) و...

القمار و اليانصيب: ما هو الميس ر المحر م في القرا ن ؟ وهل...

ضد داعش: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبح 40; ...

مدين / مديون : كلمة ( مديون ) هل جاءت فى القرآ ن الكري م عن...

إضافة من زكريا : عن لحظات قرآني ة 78 ....لا زلت أتساء ل كيف علموا...

يوم الفرقان: يقول تعالى في سورة الأنف ال:(اذ انتم...

د. عدنان والجابرى و: ريد أن أعرف رأيكم في الدكت ور عدنان...

Democracy and submis: Dear Dr Mansour, I view myself -as a 'free-thin ker' also. But, I'm surprised to...

كواعب أترابا : ما معنى ( وكواع ب أتراب ا )...

Abraham and Mecca: The last article by you which I read is the article, or booklet, on Salat, most precisely...

more