حمدى البصير Ýí 2012-05-20
خلال الشهور الماضية ، خاصة بعد سقوط النظام الليبى ، تم تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة المتنوعة إلى مصر ، على إعتبار إن بلادنا أصبحت سوقا رائجا للسلاح والمخدرات ، بسبب حالة الإنفلات الأمنى التى سادت مصر المحروسة بعد الثورة ، ولكن تراجع هذا الإنفلات الأن بشدة ، وإن كنا لم نتعاف أمنيا كما ينبغى ، رغم عودة معظم قوات الشرطة إلى العمل ، بدليل حالات الضبط المتواصلة لشحنات مخدرات وأسلحة خلال الفترة الماضية ، وضبط العديد من كبار مهربى وتجار الأسلحة والمخدرات ، بصفة مستمرة وحتى أمس الأحد 20 مايو.
فقد ضبطت إدارة مكافحة المخدرات بالتعاون مع قوات الأمن المركزى أمس ، تشكيلا عصابيا خطيرا تمكن من تهريب شحنة أسلحة متطورة إلى مصر ، بعد مطاردة وعدة أكمنة على طريق بورسعيد – الأسكندرية الدولى ، وقد تم ضبط كمية مهولة من الأسلحة ، ضمت – لأول مرة - صواريخ جيراد ومدافع م . ط المضادة للطائرات ، وأخرى مضادة للدروع والأفراد ، بالإضافة إلى مدافع أر . بى . جى الفتاكة ، وألاف الطلقات والذخائر .
ومنذ خمسة أيام ، وتحديدا يوم الأربعاء الماضى ، تم ضبط شحنة مماثلة من الأسلحة والذخيرة ، ولكن بدون صواريخ ، ولكنها حوت مدافع جيرينوف سريعة الطلقات ، وغيرها من الأسلحة " الثقيلة " ، بالإضافة إلى قذائف خارقة حارقة .
وهناك عشرات من شحنات الأسلحنة التى تضبط شهريا بواسطة قوات حرس الحدود ، وبالتعاون مع قوات أخرى ، وهذا ليس بجديد أو غير متوقع ، ولكن الجديد هو ضخامة كميات الأسلحة التى يتم ضبطها على فترات قصيرة ، ونوعية تلك الأسلحة ، وتطورها ، وإغراق السوق المحلى بها ، وعرضها للبيع على المواطنين – المجرمين – أو إمداد جماعات معينة بها من اعداء الوطن ، ولاسيما إن تلك الأسلحة يتم تسليح الجيوش بها وليس الافراد العاديين ، إلا إذا كانوا من عتاة الإجرام أو مخربين أو متأمرين يستهدفون هذا الوطن ويسعون إلى النيل من إستقراره ، وتقويض تجربته الديمقراطية الجديدة .
قد يكون منطقيا أن يتم تهريب تلك الأسلحة بواسطة كبار تجار المخدرات ، على إعتبار سابق خبرتهم فى تهريب المخدرات عبر الدروب الوعرة والطرق الصحراوية السرية ، ولكن ماذا سيفعل هؤلاء التجار بصواريخ جيراد والمدافع المضادة للطائرات ومدافع الأربيجيه ، والطلقات الخارقة للدروع والتحصينات ؟
لوكان هناك تطورا نوعيا فى أساليب تهريب المخدرات ، لدرجة تصل إستعمال تجار الأسلحة والمخدرات لأسلحة متطورة وثقيلة – قياسا بكونها تستخدم ضد الشرطة والمدنيين، وليس ضد الجنود فى ساحة الحرب – فلابد أن يتصدى لهم الجيش للقبض عليهم ، ومحاكمتهم عسكريا ، أو تصفيتهم ، لأنهم يمثلون خطرا شديدا على الأمن القومى المصرى .
ولكن لوكانت شحنات الأسلحة المتطورة تلك ، قد دخلت مصر فى هذا التوقيت ، بواسطة هؤلاء التجار ولمصلحة اخرين مجهولين ، سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو منظمات أو حركات أو إئتلافات ، فلابد من الكشف عنهم فورا ، وتسليط الضؤ عليهم ، والتحقيق معهم ، ومحاكمتهم محاكمة فورية لكشف أبعاد مخططاتهم ، وهل يسعون إلى تحويل مصر إلى ليبيا أو سوريا أخرى ؟ .
ام إن تلك الأسلحة هى للإستهلاك المحلى فقط ، خاصة بعد إستفحال جرائم المخدرات والبلطجة فى الفترة الأخيرة ؟ مما يتطلب خططا أمنية غير تقليدية وتسليح شرطى غير عادى ، ومعدات وإمكانيات أمنية غير مسبوقة ، لمواجهة المجرمين الجدد ، المسلحين بالجيريوف والأربيجية والصواريخ جيراد .
أخشى أن تسفر النتائج الرئاسية عن رئيس جمهورية منتخب ، لايعجب البعض ، وتعود مليونيات التحريرمرة أخرى ، للمطالبة بسقوط الرئيس " المنتخب " قبل توليه السلطة ، ويضطر الجيش للتدخل بعنف أحيانا لحماية الشرعية ، ويلعب " اللهو الخفى " دوره المعتاد ن وتحدث الوقيعة بين الجيش والشعب – لاقدر الله - .
فهل الأسلحة المتطورة التى تم ضبطها ، وغيرها المخبئة التى لم يتم ضبطها ، تم تهريبها إلى مصر ، كى تستخدم ضد الجيش المصرى ؟ وهل اللعبة الاخيرة " للهو الخفى " هى الرهان على حرب أهلية يتورط فيها الجيش ؟ إن مخاوفى هى مجرد مخاوف مشروعة ، أو " أضغاث أحلام " ؟!
حمدى البصير
Elbasser2@yahoo.com
القوة الإقتصادية الكامنة فى مصر " تتوهج " العام المقبل
حفلات " بول بارتى " خليعة للمراهقين ... والتذكرة بـ500 جنيه !
دعوة للتبرع
التبرع بالاعضاء: هل حرام التبر ع بالاع ضاء ؟ ولماذ ا ؟...
الاجابة مرة أخرى: انا طبيب عرفت الاسل ام منذ اكثر من 30 سنة وكنت...
كتبنا متاحة مجانا: ارجو مساعد تي لكوني طالب ماجست ر ومحتا ج ...
الغراب وابن آدم : فى قصة ابنى آدم الذى قتل أحدهم ا أخاه فأرسل...
استاذ مصطفى غفارى : أكرمك الله تعالى أستاذ ي وحفظك ورعاك لاحظت...
more
الاستاذ الفاضل / حمدي البصير .. دائما أنت مهموم بقضايا الوطن وسلامة شعبه وأرضه.. وهذه التساؤلات التي طرحها مقالك الطيب هى تساؤلات مشروعة .. جدا ومن حقنا جميعا أن نسألها معك,, كما من حقنا أن نبحث عن إجابتها ونستخلصها من واقع الأحداث..
ولكن الأكثر مشروعية هو إعمال العقل المصري الجمعي في فهم حقائق الأمور ومعرفة العدو الحقيقي الداخلي وكيفية مواجهته مواجهة سلمية فعالة موجعة تجعله يخسر كل مكاسبه في الفترة التي كان خادما فيها للرئيس المخلوع..
نحن لاندعوا إلى حرب اهلية ..
ولكن المعادل الموضوعي الطبيعي لتقصير الشرطة والداخلية في عملهم وتقاعسهم عن اداء مهام وظيفتهم وهى خيانة وطنية لجميع أبناء مصر بأوامر من وزير الداخلية الأسبق وهو في السجن .. وتواطؤ المجلس العسكري في عدم جديته في اقرار الأمن في مصر حتى يضغط المجلس العسكري والداخلية على المصريين وتركيعهم لكي يخضعوا لنفوذهم وأغراضهم .. كل ذلك جعل المواطن المصري يؤمن بأنه لابد أن يحمي نفسه بنفسه فلا الداخلية قامت بحماية ممتلكاته ولا أولاده.. والمجلس العسكري يبارك ما ترتكبه الداخلية من جرائم في حق المصريين. حتى يعودوا أسياداً كما كانوا أيام المجرم مبارك .
لذلك فالمصريين الأحرار آمنوا بأنهم لابد أن يحموا أولادهم وممتلكاتهم بانفسهم .. وشراء أقوى انواع الأسلحة المتاحة لميزانياتهم .. والسلاح يباع على أرصفة الدول المصنعة للسلاح..
ولذا فالسلاح وتجارته وتهريبه اكثر ربحا من كل أنواع تجارة المخدرات..
ورب ضارة نافعة فالمصري قد تعلم أن يحمي نفسه حتى من الجيش والشرطة والبلطجية أعوان الداخلية والمجلس العسكري.