سامر إسلامبولي Ýí 2007-01-15
إباحة اللقاح دون نكاح
لقد حرم الشارع عملية الفاحشة ، التي هي علاقة نكاح بين رجل وامرأة بصورة غير شرعية . والسؤال المعروض هل عملية اللقاح لامرأة عازبة تريد طفلاً لتمارس أمومتها ، ويكون مساعداً لها في حياتها الاجتماعية ، وتحقق توازنها النفسي ، وغير ذلك من الأمور . أو كانت المرأة متزوجة ولكن زوجها عقيم ، أو كانت المرأة نفسها عقيم ، فهل جلب نطفة رجل غريب أو بويضة امرأة غريبة, وإتمام اللقاح, ووضع الجنين في رحم المرأة ( الزوجة ) يحرم شرعاً ؟!
أول أمر ينبغي معرفته هو التفريق بين النكاح واللقاح ، فمن المعلوم أن اللقاح ممكن أن يتم دون نكاح للمرأة ، مثل طفل الأنابيب, واستئجار رحم المرأة, وغير ذلك من وسائل يتم من خلالها عملية اللقاح لبويضة المرأة دون حصول عملية النكاح لها من قبل الرجل ، ومسألة أخذ بويضة الزوجة وتلقيحها بنطفة الزوج ، وإرجاعها إلى رحم الزوجة أو امرأة أخرى أو وضعها في أنبوب فهذه الصورة مباحة لا خلاف عليها . والجديد في المسألة هو أخذ نطفة من رجل غريب وتلقيح بويضة الزوجة بها .فهل تلك العملية حرام أم حلال ؟! أو أخذ نطفة وبويضة غريبة ووضعها في رحم الزوجة وحمل هذا الجنين في رحم الزوجة وولادته منها ؟!
ابتداءً ، نفي عن هذه العملية اسم الفاحشة ، لانتفاء وجود عملية النكاح فيها . وبالتالي نص تحريم الفاحشة لا يتناولها ، أما القول بأن علة الفاحشة هي اختلاط الأنساب فهو قول مردود لأن الفاحشة ممكن أن تنضبط ممارسة بحيث لا يتم عملية اختلاط الأنساب ، فضلاً عن أن ذلك ليس علة شرعية للتحريم لانتفاء وجود النص عليها كما هو معلوم في الأصول ، ولو كان ذلك أحد احتمالات مقاصد تحريم الفاحشة ، فإن ذلك لا يصح استخدامه علة للتحريم ، وما ينطبق على تلك المسألة يَنطبق على كل احتمال يتم وضعه كمقصد للتحريم ، فنهاية الأمر هو أمر عقلي يتم البحث فيه ودراسته ، والنتيجة غير ملزمة لأحد إلاَّ إذا تبناها القانون . وينبغي العلم أن المنطلق والأساس للبحث هو الأصل في الأشياء الإباحة إلا النص . فمن يقول بالتحريم ينبغي أن يأتي هو بالبرهان على ذلك لأن الحرام مقيد بالنص ، والحلال مطلق . وهذه المسائل ليست أصلاً في المجتمع ، وإنما هي أمور استثنائية ظرفية وعلاج لمشاكل أسروية . وينبغي أن تخضع لنظام المجتمع ويقنن قوانين تنظمها ليحمي الأولالنظام المجتمع ويقنن قوانين تنظمها ليحمي الأولاد اجتماعياً . مع العلم أن هؤلاء الأولاد هم بمثابة أولاد الزوجة بالنسبة للرجل فلا ير ثونه ، ولكن ينبغي التوصية لهم بالميراث . أما الخوف من عملية أن يكبر الولد ويقوم بالزواج من أخته دون علمه ، وما شابه ذلك من أمور ممكن أن تتحقق في الواقع ، فالأمر على درجة من السهولة ، ويكون بأخذ نطفة أو بويضة من بلد غير بلد الإنسان المقيم فيها ، عندئذ يتم استبعاد حصول هذه العلاقة إلى درجة بعيدة جداً ، ومع افتراض حصولها حقيقة دون علم أحد إطلاقاً ، فالزواج صحيح ولا يؤثر عليه مثله مثل أي زواج ، لأن من المعلوم أن العلاقات الأسروية هي علاقات ثقافية واعية ، وإذا انتفت هذه المفاهيم فالذكر والأنثى محل اشتهاء لبعضهما . وبذلك الأمر يباح للرجل أن ينجب طفلاً بواسطة اللقاح دون نكاح ، ويصير عنده ولد . وتصير الأسرة مؤلفة من والد وولد فقط . وكذلك المرأة يباح لها أن تلقح بويضتها دون نكاح ، ويصير عندها ولد وتصير أسرتها مؤلفة من والدة وولد فقط . وهذا الولد يرث والدته أو والده ، ويحمل اسمهما . وهذا العمل يشترط أن يتم وفق نظام المجتمع ليحمي الوالدة والولد . وهذه المسائل هي حلول استثنائية ظرفية لمن لا يستطيع الزواج لسبب ما ، ويريد أن يكوّن أسرة ويمارس أبوته ، أو تمارس أمومتها ، ويكون الولد عوناً لأبيه أو أمه في شيخوختهما .
أما قوله تعالى : [ ما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ، ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ...] الأحزاب 4-5
ينبغي الانتباه إلى دلالة كلمة ( آباء ) فلم يستخدم الشارع كلمة ( والدين ) للفرق بين دلالة كل من الكلمتين . فليس بالضرورة أن يكون الوالد أباً في الحياة الاجتماعية ، فقد يموت الوالد قبل ولادة الطفل ، ويقوم العم أخو الوالد بتربية الطفل فيصير أباً له . فالنص يدل على أن الأولاد المدعين من قبل رجل ما ، هم في الأصل قد ولدوا لوالد وتربوا عنده ، وصار لهم أبا ، وأدركوا هذه العلاقة الأبوية, ويكون ذلك عادة في سن السنتين من العمر فصاعداً التي هي حد أقصى لأحكام الرضاعة . فهذا الولد ذو السنتين من العمر وصاعداً يدرك أبويه ويميزهما عن غيرهما . فالنص يتكلم عن هذه الحالة لذلك تم استخدام كلمة [ آبائهم ] عوضاً عن كلمة [ والديهم ] .
لكل نفس بشرية جسدان (3 ):التداخل بين عالمى الشهادة وعوالم البرزخ
مفهوم الرسول والرسالة في القرءان
* محاولة تحقيق ما يسمى بـ:" ا قـيام لليل" من كتاب الله *
* محاولة إفتاء - من كتاب الله - في الزنى *
دعوة للتبرع
باب للزواج: نريد فى الموق ع بابا يختص باعلا نات الزوا ج ...
نحتاجك فى الدعوة : أنا من سلطنة عمان تربيت من صغري على أن هناك...
بين الاخلاص والنية: يا شيحنا أنت هاجمت حديث إنما الأعم ال ...
كلمات الله جل وعلا: الايت ين ,,قُلْ لَوْ كَانَ الْبَ حْرُ ...
القاتل هل سيُقتل : هناك مقولة ان القات ل يُقتل ولو بعد حين . هل...
more
كلام رائع يحتاج إلى إثراء ونقاش حتى يعطى الموضوع حقه. وخاصة استدلال حضرتكم بالآية الكريمة. والتي هي دلالة على جواز التبني للأطفال خلافاً لما هو متداول بين الناس من أنه محرم.
أرجوا أن أرى أراء أخرى حول هذا الموضوع للإستفادة.