آحمد صبحي منصور Ýí 2010-12-22
مقدمة:
المقصود بمحاكم التفتيش هى محاكمة الفكر ، خصوصا الفكر الدينى ، وغالبا ما يكون ذلك لأغراض سياسية ،أى ارتبطت محاكم التفتيش للمفكرين بحقيقتين ، الأولى ـ أنها محاكمات في الفكر الديني وليس في الدين نفسه ،لأن الدين إيمان وعمل صالح ، والحكم فيه لله تعالى يوم القيامة ، وليس لأحد غيره ، الثانية ـ أنها محاكمات لتصفية حسابات سياسية ولتحقيق أهداف سياسية .
واشتهرت أوربا العصور الوسطى بمحاكم التفتيش التي حملت لواءها الكنيسة ، وبدأت محاكم &Cce; التفتيش فى تاريخ المسلمين فى القرن الأول الهجرى مع بداية الاستبداد والانحراف .
وأفلح الغرب حين أوقف سلطان الكنيسة وفضح مظالم محاكم التفتيش ، ولهذا تطور وتقدم بينما لاتزال محاكم التفتيش تمارس عملها فى بلاد المسلمين ، حيث توجد مئات النصوص القانونية السامة التى تعرقل الاجتهاد وترعب المفكرين و المثقفين والمبدعين ، وكلها تعمل لصالح الاستبداد و الفساد و الكهنوت الدينى. لذلك يعيش الغرب الآن عصر ثورة المعلومات والتفكير ، بينما لا زلنا نعيش عصر عذاب القبر ورضاعة الكبير و التداوى بالبول ..
كيف بدأت محاكم التفتيش في تاريخ المسلمين ؟.
* إنها تستلزم تيارات سياسية ومذاهب دينية، والتيار الديني الحاكم هو الذي يقوم بمحاكمة خصومه وتكفيره والتخلص منه با سم الدين .. وهذه المعطيات استقرت في القرن الثاني الهجري خصوصاً في بداية العصر العباسي الذي شهد موجة من محاكم التفتيش تحت اسم حركات الزندقة. ولكن قبلها كانت هناك محطات هامة نتوقف عندها ، فى هذا المقال.
* أخطر هذه المحطات هى النهاية الغامضة للصحابي سعد بن عبادة زعيم الأنصار . المقتول في بلدة حوارين بالشام . وقد كان سعد بن عبادة مرشح الأنصار للخلافة في بيعة السقيفة . ولكن انتهت الأحداث ببيعة أبي بكر ، ورفض سعد بن عبادة مبايعته ، ورى الطبري في تاريخه أن عمر هدد سعد بن عبادة (تاريخ الطبري 3/522 ) وتولى عمر الخلافة ورفض سعد أيضاً مبايعته، وذكر المؤرخ ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/145) تهديد عمر لسعد إلى درجة أن سعد خاف على حياته في المدينة مسقط رأسه ، لذلك ترك أهله وهاجر إلى الشام ، وتكملة القصة نعرفها من المؤرخ البلاذري (أنساب الأشراف1/589) الذي يذكر مقتل سعد ابن عبادة في حوارين بالشام لأنه صمم على رفض البيعة لأي قرشي ، وأشيع أن الجن هى التي قتلت سعداً ، وقالت في اغتياله شعراً .
هنا لا نجد محاكمة سياسية أو فكرية ، بل نرى مصلحة سياسية تحتم التخلص من زعيم الأنصار لتوطيد الخلافة القرشية ،هذاـ بالطبع ـ إذا صدقنا تلك الروايات التراثية الي لا نجد روايات أخرى تنفيها أوتنقضها ، ولكنها البداية الأولى في التخلص من الخصوم السياسيين، بدون محاكمة سياسية ، أو محاكمة فكرية تكفيرية للتمويه على الغرض السياسيى.
وقبل أن نترك هذه المحطة نذكر بعض ملحقاتها التى أسالت الدماء دون قتل النفس ، أنفس المعارضين السياسيين ، وذلك ما حدث لمعارضى سياسة الخليفة عثمان بن عفان فوقع فريسة للإضطهاد بعض السابقين فى الأسلام مثل عمار بن ياسر وعبدالله بن مسعود وأبى ذر الغفارى وذلك الأضطهاد لم تصحبه محاكمات سياسية أو فكرية .
* وأول محاكمة سياسية صورية للمعارضة السياسية أجراها الوالي الأموي زياد ابن ابيه، والي معاوية على العراق ، وكان المتهم فيها حجر بن عدي وأصحابه، والسبب الحقيقي هو اعتراض حجر بن عدي وأصحابه على قيام الأمويين بسب الأمام (علي) على المنابر في المساجد ، وكان والي الكوفة المغيرة بن شعبة يتسامح مع حجر بن عدي إذا اعترض عليه في المسجد حين يبدأ في سب الإمام (علي) . فلما تولى بعده زياد ابن أبيه لم يحتمل اعتراضه على سب الإمام علي ، فاعتقله واستحضر شهودا مزورين ادعوا عليه انه قد خلع البيعة وأنه يعد للثورة على معاوية ، وبعث الوالي بحجر بن عدى ورفاقه وشهود الزور الى دمشق حيث أمر معاوية بقتلهم 41 هـ .
وكان حجر بن عدي ورفاقه أول ضحايا المحاكمات السياسية (الصورية) في تاريخ المسلمين ، وكان الوالي زياد ابن أبيه هو اول من بدأ هذه الوصمة ، وجاء بعده ابنه عبيد الله بن زياد والي الكوفة فكان يقتل خصومه السياسيين دون محاكمة صورية أو حقيقة ، وكان يمارس ذلك في سادية غريبة ، إذ يروى أن عروة بن حيدر التميمي جاء إليه في حلبة رهان على الخيل فوعظه فقرأ أمامه قوله تعالى " أتبنون بكل ريع آية تعبثون ، وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ، وإذا بطشتم بطشتم جبارين" فاخذه عبيد الله بن زياد فقطع يديه ورجليه ، ثم قال له كيف ترى ؟ فقال له عروة : أرى أنك أفسدت دنياي وأفسدت آخرتك !! فقتله ثم أرسل إلى ابنته فقتلها أيضاً .
وعبيد الله بن زياد هذا هو الذي أرسل جيشاً لقتل الحسين بن علي وآله في كربلاء .. تلك المذبحة التي تشكل أحد الكوارث الثلاث في خلافة يزيد بن معاوية.
* واستخلاف يزيد بعهد من أبيه كانت اعلاناً صريحاً بتحول الخلافة الشورية إلى سلطان مستبد بالوراثة وحكم القوة ، وذلك التحول أدى إلى ثورة الحسين ومصرعه في كربلاء ، ومصرع الحسين أدى بدوره إلى ثورة المدينة وخلعها طاعة يزيد ، وبالتالي قيام معركة الحرة بين أهل المدينة وجيش الأمويين ، وانتهاك حرمة المدينة المنورة بعد هزيمة أهلها ، وما حدث للمدينة أدى إلى الكارثة الثالثة وهى انتهاك حرمة الكعبة وقتال أهل مكة وزعيمها عبدالله بن الزبير الذي أعلن الخلافة ، وهذه الكوارث الثلاث حدثت بالترتيب خلال السنوات التي حكم فيها يزيد (60 :64 هـ) وقد أدت هذه الكوارث إلى خروج الحكم من الفرع السفياني الأموي وإعادة تأسيس الدولة الأموية على يد مروان بن الحكم وابنه عبدالملك بن مروان ، كما وصلت فيه القسوة الأموية إلى مداها في التعامل مع المخالين في الرأى ، وبلغ الضحايا مئات الألوف ، وهذا المسرح الدامي جعل الدولة تواجه دعاية ضخمة من خصومها وضحاياها ، فاحتاجت إلى تبرير ديني يسوغ لها ما ترتكبه من مذابح ، وهنا بدأ التمهيد لاستغلال الفكر الديني في أغراض السياسة وذلك قبل اخترع حد الردة في العصر العباسي .
* لقد استأثرت مأساة الحسبن وآله في كربلاء باهتمام المؤرخين خصوصاً الشيعة ، حتى لقد غطت هذه المأساة على مأساة المدينة المنورة حبن اقتحمها جيش الأمويين بقيادة مسلم بن عقبة في 26 ذي الحجة سنة 63 هـ ، ويروي الزهري أن الجيش الأموي استباح المدينة المنورة ثلاث أيام بلياليها ، فقتل سبعة آلاف من الأشراف والصحابة وعشرة آلاف من بقية أهلها ، هذا بالإضافة إلى اغتصاب الحرائر من نسائها ، وذلك ما رددته كتب التاريخ كالطبري (4/372) وابن الأثير (3/10) ويقول المؤرخ ابن كثير أنه " حبلت ألف إمرأة في تلك الأيام من غير زواج" تاريخ ابن كثير(8/372 ، 219).
وبعد مذبحة أهل المدينة توجه الجيش الأموي إلى مكة حيث حاصر الحرم بالمجانيق التي تقذف بالنار فأحرقت الكعبة ، ولم ينقذ أهل مكة مؤقتاً إلا وصول الخبر بموت الخليفة يزيد بن معاوية واختلاف الأمويين على أنفسهم ، وبعد أن اتفقوا في مؤتمر الجابية على تولية مروان بن الحكم للخلافة أرسل الأمويين جيشاً آخر حاصر ابن الزبير وقتله سنة 73 هـ وكان قائد الأمويين هو الحجاج بن يوسف.
* وهذه القسوة المفرطة في سفك الدماء أوصلت الخلفاء الأمويين إلى غطرسة القوى التي تصادر الرأى السلمي ، وكان بعض الناس يجترئ على الخلفاء محتمياً بفضيلة الأمر بالتقوى فيقول للخليفة "اتق الله" وكان الخليفة ينصاع للقول حتى لاينطبق عليه قول الله تعالى " وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد: البقرة 206" واستنكف الخليفة عبدالملك بن مروان أن يقال له " اتق الله" فأعلن في المدينة سنة 75هـ ومن فوق منبر النبي تهديداً حاسماً لمن ينصحه بالتقوى ، وأنه لايعرف إلا لغة السيف فقال، "إني لن ُأداوي أمراض هذه الأمة بغير السيف .. والله لا يأمرني أحد بعد مقامي هذا بتقوى الله إلا ضربت عنقه" .
أما ابنه الخليفة الوليد بن عبدالملك فقد خطب الجمعة وأطال في الخطبة حتى اصفرت الشمس فقام إليه رجل وقال له : إن الوقت لاينتظرك وإن الرب لا يعذرك"!! فقال له الوليد "صدقت ومن قال مثل مقالتك فلا ينبغي له أن يقوم من مقامك ." وفهم الحرس مقصد الخليفة فقتلوا الرجل.!!
وكان سعيد بن المسيب أكبر فقيه في العصر الأموي وشيخ التابعين في المدينة ، وقد أدرك مذبحة الحرة ونجا من القتل بمعجزة ، إذ ظل مختفياً في المسجد ، وكانت تجربة فظيعة أثرت في شخصيته وفي آرائه الفقهية ورواياته الحديثية ، وبرغم نسبه القرشي ومكانته العلمية فقد صاحبه الاضطهاد الأموي ، وكانت حياته معلقة على كلمة ينطق بها الخليفة إذا أراد، هذا مع اعتزاله السياسة وأهل الدولة . وقد ذكر ابن سعد في تاريخه الطبقات الكبرى (5/94ـ) كيف تعرض للضرب بالسياط ، وكيف كاد الخليفة الوليد أن يقتله لأنه استدعاه من المسجد فرفض المثول أمامه . وإذا كان هذا ما يحدث بشيخ قريش وأكبر علماء التابعين في زمنه فكيف بالآخرين.؟
* في ذلك الوقت "خلافة عبدالملك وابنه الوليد" لقى مئات الألوف من المسلمين حتفهم على يد الحجاج بن يوسف ، الذي كان يقتل الأبرياء بمجرد التهمة والظن، وكان يستبيح قتل الأسرى المسلمين الخارجين عليه ، وأكثر ضحاياه كانوا من الأبرياء المسالمين المتهمين ظلماً ، بدليل أنه عندما مات الحجاج سنة 95هـ وجدوا في سجونه ثلاثة وثلاثين ألف متهمين بلا جريمة وكان السجين منهم يظل في السجن إلى أن يموت، وقد مات منهم في السجن خمسون ألف رجل وثلاثين ألف إمرأة ، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد، ولم يكن السجن إلا مجرد مقبرة ، الداخل فيه لايخرج منه إلا جثة هامدة .
ولأن دخول السجن والموت فيه أو الموت خارجه يحدث بسهولة لكل من يجرؤ على النقد لذلك احتبست الآراء في الصدور وانزوى كل صاحب رأى في قعر بيته يخشى على حياته من إرهاب الحجاج .
ولنأخذ مثلا على ذلك مما ذكره المؤرخ ابن سعد في الطبقات الكبرى في ترجمة فقيه الكوفة في عهد الحجاج ، وهو ابراهيم النخعي الذي عاش حياته في رعب من الحجاج حتى مات دون الخمسين سنة 96هـ ، بعد وفاة الحجاج ببضعة أشهر .
لقد أرسل الحجاج شرطياً للقبض على ابراهيم النخعي ، وكان عنده في البيت صديقه ابراهيم التيمى، وقرع الشرطي الباب وهو يقول : أريد ابراهيم ، فأسرع ابراهيم التميمي يقول للشرطي أنا ابراهيم ، وسار مع الشرطي للسجن وهو يعلم أن المقصود هو رفيقه ابراهيم النخعي، ولكن أراد أن يفدي بنفسه صديقه ، وظل ابراهيم التيمي في سجن الحجاج بدون محاكمة يقاسي العذاب ، وكان يعاني من ثقل السلاسل والجوع ، وحين جاءته أمه لتراه لم تستطع أن تتعرف عليه حتى خاطبها ، وظل في السجن إلى أن استراح بالموت .!! .
* وأثرت تلك الحادثة على سلوك الفقيه العبقري الشاب ابراهيم النخعي فسيطر عليه الرعب من الحجاج واستخفى في بيت صديقه أبي معشر تطارده مخاوفه ووساوسه من زبانية الأمويين . وحين اعتقد أن الحجاج قد تناساه ظهر وأخذ يقرئ دروسه في مسجد الكوفة إلا أن حذره لم يفارقه ، وقد قال له بعض أصدقائه يحذره من دخول المسجد " أتذهب إلى المسجد فيجلس إليك العريف والشرطي ؟" . فقال له النخعي " بل نجلس في المسجد فيجلس إلينا العريف والشرطي أحب من أن نعتزل فيرمينا الناس بالتهمة " أى كان يخلف من الأنزواء ويخاف أيضا من اظهار آرائه. ولم يتخلص النخعي من الرعب إلا حين بشروه بموت الحجاج ، فسجد لله شكراً وبكى من الفرح .!! .
* ولم يكن الصحابة وذرية (على) وأهل مكة والمدينة فقط من ضحايا الأمويين ، بل انضم إليهم الأقباط والموالي في مصر والعراق وفارس، ولم تقتصر مظالم الأمويين على سفك الدماء بل شملت اضطهاد غير العرب وأكل أموالهم . ومن الطبيعي أن تتعاظم النقمة عليهم من خصومهم الكثيرين ، خصوصاً الشيعة والخوارج ، وقد تزعموا المقاومة العلنية والسرية ، وتحصنوا بمقولات دينية ، وكان لابد للأمويين أن يردوا عليهم بثقافة دينية مضادة.
في ذلك الوقت كانت الحركة الفكرية بسيطة وساذجة وأكثرها لم يعرف التدوين المنظم ، لذلك قبعت تلك المعارك الفكرية بين سطور التاريخ وعلى هامش المعارك الحربية بين الأمويين وأعدائهم حيث حجبها عن الأنظار ضجيج الصدام الحربي .
ـ وتلك المعارك الفكرية بين الأمويين وخصومهم دارت حول قضية أساسية وبسيطة ، هى الجبر والاختيار ، والقضاء والقدر ، تلك المشكلة الفكرية التي تلازم الفكر الانساني في كل العصور ، والتي يجد فيها الظالم تبريراً مناسباً لظلمه .. وكذلك فعل الأمويون ، إذ قامت دعايتهم على أساس أن الله تعالى هو الذي شاء أن يموت الحسين وآله قتلى في كربلاء ، وأن الله تعالى هو الذي شاء أن يقتل أهل المدينة في موقعة الحرة ، وأن مشيئته تعالى اقتضت أن تنتهك حرمة البيت الحرام ، وأن الاعتراض على ذلك إنما هو اعتراض مشيئة الرحمن وخروج على إرادته ، ومعناه أنه يحدث في ملك الله تعالى ما لايشاء وقوعه ، ومن يعتقد أن هناك ما يخرج عن قدر الله ومشيئته فقد خرج عن الإسلام واستحق القتل.
ـ وبدأت هذه الدعاية الأموية مبكراً وبعد كوارث قتل الحسين وانتهاك حرمة المدينة وحرمة البيت الحرام ، وبدأت أيضاً مقاومة هذه الدعاية الأموية في حينها ، وإن كنا لا نعرف الكثير عن هذا الصراع الفكري إلا من خلال ما نتج عنه من آثار خطيرة كادت تودي بالدولة الأموية بعد موت الخليفة يزيد بن معاوية .
ذلك أن عمرو المقصوص كان معلماً لمعاوية بن يزيد بن معاوية ولى العهد ، وقد تأثر هذا الشاب (معاوية بن يزيد) بشخصية عمرو المقصوص وأفكاره عن الحرية والمسئولية ، ومسئولية الانسان على ما يفعله . وبالتالي مسئولية الأمويين عن أعمالهم ، وقد استطاع عمرو المقصوص أن يصل بتأثيره على معاوية بن يزيد بن معاوية إلى درجة أنه اعتزل الخلافة بعد شهرين من موت والده يزيد ، وقال في خطاب اعتزاله ما يؤكد مسئولية أبيه يويد وجده معاوية عن الفظائع التي حاقت بالمسلمين ، ويذكر المقدسي صاحب كتاب "البدء والتاريخ "(6/17) أن عمراً المقصوص هو الذي نصح الخليفة الشاب قائلاً :"إما أن تعتدل وإما أن تعتزل" ولما تيقن الخليفة الجديد من عجزه عن الاصلاح بادر بالاعتزال بعد أن أعلن رأيه في مسئولية أبيه وجده ، ولم يتمسح مثل أهله بالقدر الإلهي . وأدى هذا الموقف إلى أن قام الأمويون بقتل الخليفة المعتزل معاوية بن يزيد ، ثم طاردوا عمراً المقصوص حتى عثروا عليه فدفنوه حياً وقالوا له : " أنت أفسدته وعلمته" .!!
* وهذه هى النهاية المفجعة لعمرو المقصوص داعية الإرادة الحرة ضد مذهب الجبرية للدولة الأموية ، وقد أثرت على داعية آخر مشهور وهو الحسن البصري (22ـ 110 هـ) الذي كان يؤمن بالإرادة الحرة ، ولكنه كان يخشى من الجبروت الأموى خصوصاً وهو يعيش إلى جوار الحجاج ابن يوسف جبار بني أمية. والحسن البصري كفقيه واعظ أدرك المساوئ الخلقية الذي أدى إليه مذهب الجبرية فى الانحلال الخلقى لأهل البصرة والكوفة ، إذ رأى بعضهم في التمسح بالمشيئة الإلهية والجبرية رخصة في ممارسة الفجور ، لذلك كان الحسن البصري يتشجع أحيانا ً فيعلن مسئولية الانسان عن أعماله ويحذر من نسبة الشر إلى الله تعالى ويستدل بقوله تعالى " ولايرضى لعباده الكفر" إلا ان الحسن البصري كان يغلف آراءه بالوعظ الخلقي للناس ، ويحذر من التصريح بالانكار السياسي على الأمويين.
* ولكن فقيها جريئاً نهض لما تقاعس عنه الحسن البصري ، وهو معبد بن خالد الجهني الذي أعلن كلمته المأثورة "لا قدر،والأمر أنف" .
فقد أشاع الأمويون ودعاتهم في المساجد أن معاصيهم وأعمالهم " تسير بقدر الله" فأعلن معبد أنه " لاقدر" أي لا دخل لقدر الله بهذه المعاصي ، وان أمور الأمويين تجري بالظلم والاكراه برغم أنوف المسلمين ، أى " والأمر أنف" .
ـ وانتقل معبد إلى البصرة وقابل شيخها الحسن البصري وقال له : " يا أبا سعيد ، هؤلاء الملوك يسفكون دماء المؤمنين ويأخذون اموالهم ويوقولون إنما تجري أعمالنا على قدر الله." فتشجع الحسن البصري وقال مؤيداً له : كذب أعداء الله.
وكي يثبت معبد رأيه في الإرادة الحرة فقد شارك مع المثقفين أو(القرّاء ) في ثورة محمد بن الأشعث ، وفشلت ثورة ابن الأشعث ، وانهزم في موقعة دير الجماجم ، وأسرف الحجاج في قتل الأسرى ، واستبقى منهم معبد بن خالد ليتلذذ بتعذيبه والسخرية من آرائه ، إذ كان يؤتى به إليه مقيداً بعد وجبة التعذيب ، فيضحك الحجاج ويقول له: يا معبد ، كيف ترى ما قدره الله لك ؟ ما تقول فيما قسم الله لك ؟ فيقول له معبد : "يا حجاج خلِّ بيني وبين قسم الله وقدره ، فإن لم يكن لي قدر إلا هذا القيد رضيت به" أي أن إرادة الحجاج هى التي جعلته في القيود وليست إرادة الله .
ـ وفي مرة أخرى قال له : يا معبد ، أليس قيدك بقضاء الله ؟ فقال له معبد: "يا حجاج، ما رأيت أحداً قيدني غيرك فاطلق قيدي فإن أدخله قضاء الله رضيت به". ولما عجز الحجاج عن الرد عليه أمر بتعذيبه ، فظل تحت العذاب إلى أن مات سنة 83 هـ .
* وكالعادة أدى عنف الدولة إلى انتشار مذهب معبد الجهني بعد مقتله ، فتكاثر أصحاب مذهب "القدرية" نسبة لقول معبد "لاقدر والأمرأنف " وظهر زعيم آخر لهم داخل دمشق نفسها هو غيلان الدمشقى" الذي استفاد من الحكم العادل للخليفة عمر بن عبدالعزيز ، وكانت لهما مناقشات في موضوع حرية الإرادة والقضاء والقدر، وساند غيلان الخليفة عمر بن عبدالعزيز في رد المظالم ، وكان يقف في سوق دمشق يبيع ما يصادره عمر بن عبدالعزيز من أموال وخزائن وأثاث نهبها الأمويون ، كان يبيعها لصالح بيت المال ، وهو ينادي في الناس "تعالوا إلى متاع الخونة ،تعالوا إلى متاع الظلمة ، تعالوا إلى متاع ما خلف الرسول في أمته بغير سنته وسيرته" وقد مر هشام بن عبدالملك به وهو ينادي هذا النداء وسمع ما يسوؤه فنذر إن تولى الخلافة ليقطعن يدي غيلان ورجليه .
وعندما تولى هشام الخلافة هرب غيلان وصاحبه صالح إلى أرمينيا ، ودعا إلى الثورة على هشام وظلمه ، فاعتقله أعوان الأمويين ، وجئ به إلى هشام بدمشق ، فقال له هشام : "زعمت أن ما في الدنيا ليس هو عطاء من الله لنا " فقال غيلان:"أعوذ بجلال اله أن يأتمن الخونة أو أن يستخلف الفجار خلفاء" أن هشام يعتقد أن استيلائه على الملك والأموال إنما هو بقدر الله وعطائه ، أما غيلان فيرى أنه حاش لله أن يجعل الخونة أمناء له أو يجعل الفجار خلفاءه ، وإنما هى السطوة والقهر وإرادة البشر بالرضى بالظلم والخنوع له أو بالتخلص منه .
وأراد هشام أن يفعل بغيلان مثلما كان يفعل الحجاج بمعبد الجهني ، إذ أمر بحبسه ليتسلى بحبسه ، ثم يقتله في النهاية بعد أن يسلط عليه أحد علماء الدولة ليرد عليه بفكر ديني مضاد . وكان الأمام الأوزاعي هو ذلك الفقيه الذي يتكلم باسم الأمويين ، وقد تناقش مع غيلان في السجن ، ولم يستمر النقاش طويلاً ، إذ سرعان ما أفتى الأوزاعي للخليفة بتعذيب غيلان وقتله هو وصاحبه صالح. فأمر هشام باخراجهما من السجن وقطع أيديهما وأرجلهما وجئ بهما إليه ليشفي غليله ، فقال لغيلان :"كيف ترى ما صنع بك ربك؟!!" يعني أن قضاء الله هو المسئول عما حلَ به ، فقال له غيلان :"لعن الله من فعل هذا بي !!" يعني لعن الخليفة لأنه المسئول عما حدث وليس الله تعالى!!.
ـ وأراد هشام أن يستبقيه في السجن حياً ليكون عبرة للناس ، بينما يجلس الأوزاعي في المسجد الأموي يقص الأحاديث التي تلعن القدرية وتحكم بقتلهم ، وكان النتيجة أن أصبح الناس يتوافدون على غيلان الدمشقي في السجن يستمعون إليه ، وكان فصيحاً مفوهاً صاحب تأثير هائل في الناس ، فأخذ يعظ الناس ويهاجم الأمويين ، فانقلبت الآية على هشام ، فقيل له :"قطعت يدي غيلان ورجليه وأطلقت لسانه فأبكى الناس ونبههم إلى ما كانوا عنه غافلين." فأسرع هشام فأرسل إليه من يقطع لسانه ، فقيل له :"أخرج لسانك." فقال :" كلا ، لاأعينكم على نفسي" فكسروا فكيه واستخرجوا لسانه فقطعوه .. فمات .. رحمه الله تعالى!! ( التفاصيل في كتاب القاضي عبدالجبار:طبقات المعتزلة 330: 334 .)
* وقد انتشر مذهب غيلان في الحرية والثورة ضد الظًلمة ودحض مقولتهم في التمسح بالمشيئة الإلهية وأصبح هذا خطراً على الدولة العباسية التي دمرت الدولة الأموية ، ومن عجائب التاريخ أن الوالي العباسي عبدالله بن علي الذي هزم الأمويين في موقعة االزاب والذي أبادهم في الشام استخرج جثة الخليفة الأموي هشام وضربها بالسياط ثم أحرقها ونثرها في الهواء ، ومع ذلك فإن ذلك الوالي العباسى نفسه هو الذي احتفى يالإمام الأوزاعي حين سارع الأوزاعي بتقديم خدماته للدولة الجديدة وتنكر لسادته الأمويين،فأفتى للعباسيين بشرعية قتل الأمويين ونهب أموالهم ..
ومن العجائب أيضاً أن الأوزاعي ظل متمتعاً بالجاه في الدولة الجديدة ، يروي لها الأحاديث ويصنع لها الفتاوي التي تلعن "القدرية" أي مذهب الحرية الفردية ومسئولية الحاكم على ظلمه .. ولهذا انتشرت الأحاديث المصنوعة التي تلعن غيلان الدمشقي ، ومنها حديث : " يكون في أمتي رجلان أحدهما وهب الله له الحكمة، والآخر "غيلان" فتنة على هذه الأمة أشد من فتنة الشيطان" وقد أورد الملطي هذا الحديث في كتابه "التنبيه والرد" .
وهو حديث عجيب ، إذ يمدح اليهودي وهب بن منبه أكبر مصدر للإسرائيليات في تراث المسلمين ويذم غيلان الدمشقي أكبر داعية للحرية العقلية والسياسية في تراث المسلمين .
والسبب واضح ، إن تركيع الناس للاستبداد الديني والسياسي يبدأ بتعليب العقل وتحييده عن طريق الفكر الديني الذي يسلب الدين أعظم ما فيه وهو التعقل والتبصر والتفكر .
وهكذا فعل الأمويون والعباسيون مع دعاة التفكير العقلي ..
وهكذا تفعل الوهابية فى عصرنا الراهن ..
خاتمة
هل هذا التاريخ الماضى إندثر أم تم إحياؤه بعد 13 قرنا فى عصرنا ـ عصر حقوق الانسان والحرية والديمقراطية ؟
إلعنوا معى الوهابية التى استرجعت أحطّ فكر اخترعه الانسان وجعلته دينا تحارب به الحرية و العدل والاحسان والسلام ثم تنسبه الى الاسلام زورا وظلما وعدوانا .
إلعنوا الوهابية التى جعلت الاسلام متهما بالتطرف و الارهاب والتخلف و التزمت ..
ألا لعنة الله على القوم الظالمين ..
لقد استأثرت مأساة الحسبن وآله في كربلاء باهتمام المؤرخين خصوصاً الشيعة ، حتى لقد غطت هذه المأساة على مأساة المدينة المنورة حبن اقتحمها جيش الأمويين بقيادة مسلم بن عقبة في 26 ذي الحجة سنة 63 هـ ، ويروي الزهري أن الجيش الأموي استباح المدينة المنورة ثلاث أيام بلياليها ، فقتل سبعة آلاف من الأشراف والصحابة وعشرة آلاف من بقية أهلها ، هذا بالإضافة إلى اغتصاب الحرائر من نسائها ، وذلك ما رددته كتب التاريخ كالطبري (4/372) وابن الأثير (3/10) ويقول المؤرخ ابن كثير أنه " حبلت ألف إمرأة في تلك الأيام من غير زواج" تاريخ ابن كثير(8/372 ، 219).
عندما قرأت هذا المقطع من المقال قارنت بين ثلاث مواقف في اوقات مختلفة ..
هذا الموقف الذي ذكره الدكتور أحمد صبحي في مقاله الذي أرتكبه الأمويين ضد ابناء عمومتهم في المدينة .. حيث قتل 7 آلاف من الأشراف .. و 10 آلاف من غيرهم وفي خلال ثلاثة أيام من الأغتصاب للحرائر المسلمات حملت 1000 امرأة منهن .. ا
السسؤال 1000 امرأة حملت فكم أمراة أغتصبت ..
الأجابة كل نساء المدينة أغتصبن ..
الموقف الثاني وهو الصراع العربي الإسرائيلي .. أجد أن الممارسات الإسرائيلية لم تصل عشر معشار ما فعله الأمويين .. ضف على ذلك أن الأمويين للأسف مسلمين ومن فعلوا بهم هذا هم أهل بيت النبي ..
الموقف الثالث هو المذابح التي أرتكبت في البلقان ضد المسلمين من الصرب .. ورغم البشاعة ووجود مذابح جماعية .. إلا ان هذا الفعل تم من اناس غير مسلمين ضد مسلمين .. وهناك بعد آخر أن ما يحدث في البلقان له جذور تاريخية حيث كان ردا على مذابح سابقة قام بها المسلمين الاتراك في الماضي .. بالطبع ليس هذا تبريرا ..
المقارنة بين الثلاث مواقف يتضح منها أن بني أمية يتفوقون على الجميع في الخسة والبطش والأغتصاب والتطهير العرقي وكراهية المسلمين الآخرين كبيرة جدا .. والقتل بدم بارد ..هؤلاء الحقراء كان ابوهرية وزير اعلامهم ..
أول ضحية للمعارضة ظهر مبكرا في تاريخ المسلمين بعد وفاة النبي مباشرة وقبل تولي أبي بكر مقاليد الخلافة ،أو الحكم إنه سعد بن عبادة زعيم الأنصار والذي قالوا عنه ان الجان قد قتلته استخفافا بعقول الناس ، ونسى أهل الثقيفة ما قام به سعد بن عبادة والأنصار من نصرة وتأييد شديدين للمسلمين المهاجرين!! فقط أرادوا الاستحواذ على الخلافة ، أو ملك الخلافة وتدمير كل ما يقف أمامهم ،لأنهم ورثة هذا الملك دون غيرهم كما رفضوا أي تفاوض يتقسيم الإمارة بينهم ، إذن بدات باكرا والسبب الذي أدى إلى ذلك ويؤدي دائما إلى كل فساد وقتل وتدمير هو خلط الدين بالسياسة تسييس الدين وهذا هو ما ابتلينا به كأمة إسلامية وهو ما يجعل الفجوة تتسع بين الإسلام كقاعدة وبين المنفذين لها المسلمين .. وفعلا أفلح الغرب حين أوقف سلطان الكنيسة وفضح مظالم محاكم التفتيش ، ولهذا تطور وتقدم بينما لاتزال محاكم التفتيش تمارس عملها فى بلاد المسلمين ، حيث توجد مئات النصوص القانونية السامة التى تعرقل الاجتهاد وترعب المفكرين و المثقفين والمبدعين ، وكلها تعمل لصالح الاستبداد و الفساد و الكهنوت الدينى. فهل سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه محاكم التفتيش أم اننا ابتلينا بداء لا دواء له ؟!!
هناك الكثير من علامات الأستفهام تحوم حول قتل سعد بن عبادة
أهم علامات الأستفهام هذه هي ربط قتله بإن الجن هم من قتلوه ..؟؟
فهل يقتل الجن احدا من لأنس ..
أم ان أشاعة هذه الأشاعة تأتي في أطار ( تقييد القضية ضد مجهول ) أي انهاء البحث فيها وتركها على الرف ..
السؤال من هو قاتل سعد بن عبادة ..
الأجابة أتوقع ان يكون القاتل هم بنو أمية الذين يريدون أن تاتي الخلافة أولا في فريش حتى عن طريق ابوبكر وعمر فإذا جاءت لعثمان بن عفان أستولوا عليه وعليها .. وهذا ما حدث ..
اتهام الجن بقتل سعد ابن عبادة يذكرني بقضية الفساد التي تحدثت عنها الصحافة السعودية منذ أسابيع مضت والتي كان بطلها قاضي سعودي يعمل في احدى محاكم المدينة المنورة متهم بالتدبير للاستيلاء على عقارات وأموال ضخمة عبر استلامه رشاوى والذي اتهم بدورة الجني الذي كان يتلبسه (حسب قوله وقول الراقي الذي كان يرقيه) ان هذا الجني هو الذي كان يأخذ الرشاوي وليس القاضي وتفاصيل الخبر تجدها على الرابط التالي
ejabat.google.com/ejabat/thread
حدث في زمن صدام موقف كالذي حدث زمن الحجاج مع الفقيه النخعي وموقف آخر في حكم الخليفة الوليد بن عبد الملك وكان مع سعيد بن المسيب"وكانت الحوادث متشابهة في الحكم على الآف بالسجن وبالقتل دون محاكمة وإذا حدثت محاكمات فإنها تكون محاكمات صورية
وأثرت تلك الحادثة على سلوك الفقيه العبقري الشاب ابراهيم النخعي فسيطر عليه الرعب من الحجاج واستخفى في بيت صديقه أبي معشر تطارده مخاوفه ووساوسه من زبانية الأمويين . وحين اعتقد أن الحجاج قد تناساه ظهر وأخذ يقرئ دروسه في مسجد الكوفة إلا أن حذره لم يفارقه ، وقد قال له بعض أصدقائه يحذره من دخول المسجد " أتذهب إلى المسجد فيجلس إليك العريف والشرطي ؟" . فقال له النخعي " بل نجلس في المسجد فيجلس إلينا العريف والشرطي أحب من أن نعتزل فيرمينا الناس بالتهمة " أى كان يخلف من الأنزواء ويخاف أيضا من اظهار آرائه. ولم يتخلص النخعي من الرعب إلا حين بشروه بموت الحجاج ، فسجد لله شكراً وبكى من الفرح .!! .
وحادثة أخرى مع " سعيد بن المسيب أكبر فقيه في العصر الأموي وشيخ التابعين في المدينة ، وقد أدرك مذبحة الحرة ونجا من القتل بمعجزة ، إذ ظل مختفياً في المسجد ، وكانت تجربة فظيعة أثرت في شخصيته وفي آرائه الفقهية ورواياته الحديثية ، .؟ انتهى النقل
أما الموقف المشابه لهذا كان أيام صدام فقد ظل رجل يعيش في خندق خوفا من صدام ، فقد بنى لنفسه خندق وظل يعيش فيه ولا يخرج منه لمدة سنوات طويلة يعيش في خوف وزعر شديد من هول ما رأى من حكم صدام وخوفا من البطش والتنكيل والقتل إلى أن مات صدام ولم يصدق هذا الرجل المسكين خبر موت صدام إلا بعد فترة وخرج بعدها للنور والحياة
دور المرأة الحاضر الغائب يتضح في المعارضة السسياسية للسياسة والاستبداد الأموي ، فدورها حاضر بين سطور التاريخ القليلة جدا لكنه غائب في عقول وقلوب المسلمين ، وادعوا ظلما أن المرأة كانت على هامش الحياة السياسية والاجتماعية وأنها مجرد مصنع لانجاب الأطفال ولكن ما نقرأه بين السطور يغير هذا المفهوم ففي هذه الجزئية من المقال ما يجعلنا نقف قليلا ونتسائل
" في ذلك الوقت "خلافة عبدالملك وابنه الوليد" لقى مئات الألوف من المسلمين حتفهم على يد الحجاج بن يوسف ، الذي كان يقتل الأبرياء بمجرد التهمة والظن، وكان يستبيح قتل الأسرى المسلمين الخارجين عليه ، وأكثر ضحاياه كانوا من الأبرياء المسالمين المتهمين ظلماً ، بدليل أنه عندما مات الحجاج سنة 95هـ وجدوا في سجونه ثلاثة وثلاثين ألف متهمين بلا جريمة وكان السجين منهم يظل في السجن إلى أن يموت، وقد مات منهم في السجن خمسون ألف رجل وثلاثين ألف إمرأة ، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد، ولم يكن السجن إلا مجرد مقبرة ، الداخل فيه لايخرج منه إلا جثة هامدة" .
والسؤال ألا يدل رقم ثلاثين ألف سيدة في السجن لاقت حتفها على مشاركتها في الحياة السياسية وممارسة حقها في الاعتراض عن ما نجده في عصرنا الحاضر ؟؟
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5113 |
اجمالي القراءات | : | 56,724,729 |
تعليقات له | : | 5,447 |
تعليقات عليه | : | 14,822 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
موجز لنفى حكم الرجم: اريد موجزا افهم منه باختص ار انه لا يوجد حد...
سؤالان : السؤ ال الأول اقرا كتير لحضرت ك واعرف...
العزوبية: العزو بة كا اختيا ر شخصي، هل هو جائز؟ ؟؟ا ...
استمتع بعضنا ببعض: قال جل وعلا : ( وَيَو ْمَ يَحْش ُرُهُ مْ ...
قيام الليل من تانى: هل صحيح كما قرأنا في الكتب ان النبي محمد عليه...
more
دائما ما يسارع كل مدافع عن الوهابية فيقول إن الكنيسة فى العصور الوسطى كانت تمارس محاكم التفتيش والقتل والظلم والاضطهاد في العصور الوسطى في أوروبا وكانت تسيطر وتحكم القبضة على الناس بصورة متطرفة ومتعصبة
وبهذا يظن هذا المدافع او ذاك أنه قد انتصر بهذا الكلام وأنه قد وجد مسوغا للوهابية تفعل كما كانت تفعل الكنسية فى العصور الوسطى
ولكن يجب أن يعلم هؤلاء المغفلون الغافلون أن أوروبا قامت ولم تقعد حتى قضت على محاكم التفتيش وانتهى الظلم والقهر والتعذيب والاضطهاد الديني وحل محلهم العدل التسامح وحقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير وحرية الفكر والمعتقد ، وبينما أصلحت أوروبا ما أفسدته الكنيسة في العصور الوسطى وقامت لها قائمة وأصبحت أوروبا اليوم بلاد تتطبق الإسلام في المعاملات والسلوكيات لكن بلا مسلمين ولا زلنا نحن نسير في نفق مظلم أكثر ظلامية من العصور الوسطى وسيطرة الكنيسة ليس هذا فحسب لا نريد أن نعترف بالخطأ ولا نريد أو نفكر في إصلاح أنفسنا والأدهى من هذا هو اضطهاد وظلم وتكفير كل إنسان مجتهد مفكر يريد إصلاح ما خربه السابقون لاصلاح حال هذه الأمة ، ويصر الوهابييون حفاظا على وضعهم السياسي على نشر ثقافة الماضي واستحضار تاريخ السلف لتطبيقه اليوم ...