د. شاكر النابلسي Ýí 2010-10-28
كان الجميع يتوقع أن تصبح أمريكا هي المتعهد الإعماري لإعادة إعمار العراق بعد عام 2003. فهي التي حاربت بعد أن ولَّى الأدبار الجميع. وهي التي تكلمت بعد أن صمت الجميع. وهي التي وقفت أمام جبروت صدام حسين حتى النهاية بعدما استنكف الجميع، فكانت هي الأولى بأن تنال القسط الأكبر من "الكعكة" العراقية، إذا كان هناك ثمة "كعكة"، وإذا كان هناك ثمة من سيتقاسمون هذه "الكعكة".
وكان هذا المنطق، هو منطق التاريخ الصحيح، فيما شهدنا من أ&IacuAtilde;حداث ماضية. فعندما ساعدت أمريكا على تحرير أوروبا من النازية، في الحرب العالمية الثانية، كان لأمريكا الأولوية في إعمار أوروبا من خلال مشروع "مارشال" الشهير للإعمار . وكانت نتيجة ذلك، إن ازدهرت الصناعة الأمريكية والاقتصاد الأمريكي، الذي كان المغذي الرئيسي للحرب العالمية الثانية، ولمرحلة ما بعد الحرب.
وعندما كان للمساهمة المصرية العسكرية والسياسية والدبلوماسية الباع الأكبر في تحرير واستقلال الجزائر، دخلت الشركات المصرية على اختلاف نشاطاتها السوق الجزائرية وتولَّت عملية بناء وإعمار الجزائر من جديد بعد حرب التحرير الطويلة والمدمرة. كذلك كان الوضع في اليمن بعد 1962.
والأمثلة كثيرة من التاريخ البعيد والقريب، وفي الغرب والشرق.
-2-
دهشتُ لتصريح نوري المالكي أثناء زيارته الأخيرة لإيران واجتماعه بمرشدها الأعلى علي خامئني، ودعوة بلاده للقيام بإعمار العراق المهدم. ولعل هذه الدعوة رشوة مكشوفة – كما قيل – مقابل تأييد إيران لتكليف المالكي بولاية ثانية لرئاسة الوزراء في الخمس سنوات القادمة.
فماذا قدمت إيران للعراق من تضحيات ومساعدات لتخليصها من حكم الطاغية السابق، لكي تُكافَأ بهذه المكافأة الثمينة، وهي القيام بإعمار العراق، بعدما سيطرت إيران على التجارة مع العراق، وبلغت صادراتها في 2009 ستة مليارات دولار. وهو أكبر من أي رقم حققته إيران طيلة علاقاتها التجارية مع العراق، كما صرح الملحق التجاري الإيراني في السفارة الإيرانية في بغداد. ومن المنتظر – كما قال الملحق أيضاً – أن يرتفع هذا الرقم إلى تسعة مليارات دولار هذا العام 2010.
ولو وضعنا كل هذا جانباً، والتفتنا إلى الاختراق السياسي والأمني الإيراني للعراق لوجدنا أن هذا الجانب كبير وخطير. ولعل الدليل القوي والبسيط والمباشر لهذا الاختراق، حرص معظم الزعماء العراقيين على نيل رضا إيران ومباركتها لأية خطوة سياسية عراقية، ومنها تأليف الحكومة العراقية المتعثرة حتى الآن، رغم مضي سبعة أشهر على الانتخابات التشريعية العراقية في مارس الماضي.
فلا شك أن إيران سياسياً وتجارياً وعسكرياً وأمنياً واستخباراتياً.. الخ. أقوى بكثير من أية دولة غربية أو إقليمية في العراق. وأمريكا بغبائها السياسي، قدمت العراق بعد 2003 لقمة سائغة وهنيّة، وعلى طبق من ذهب لإيران. ولا أبالغ في القول، بأن الصلافة الإيرانية النووية الحالية، والتقدم النووي الإيراني غير المبالي بالعقوبات الدولية، سببه ما تمَّ في العراق منذ 2003 إلى الآن. فلا شك، أن الحالة العراقية المتردية، هي التي جاءت بأحمدي نجاد في ولايته الأولى والثانية لرئاسة الجمهورية. ولا شك، أن غرق أمريكا في المستنقع العراقي ثم الأفغاني، هو الذي صرفها وحدَّ من شراستها وعزمها تجاه الملف النووي الإيراني. وفي ظني، أنه لولا تورط أمريكا في العراق وأفغانستان على النحو الذي تمَّ، وانتهى إليه، لما أوغلت إيران في تقدمها النووي، وأصبحت على مرمى حصاة من امتلاك قنبلتها النووية، التي هي بمثابة "المهدي المنتظر"، كما سبق وقلنا.
-3-
لو سألنا أنفسنا الآن: ماذا قدمت إيران من مساهمات ايجابية لبناء العراق بعد عام 2003، لوجدنا أنها لم تقدم غير الرشا السياسية لكل من طلب ذلك من السياسيين العراقيين اللاعبين على الساحة. وهي غضَّت النظر، وأعمت البصر، عن كل ما من شأنه إلحاق مزيد من الدمار والخراب في العراق بعد 2003. وهناك تقارير سياسية وإعلامية لا حصر لها، صدرت بعد 2003 ، تشير إلى مدى الدمار والأذى الذي لحق بالعراق من إيران. وتُلِّخص هذه التقارير هذا الدمار، وهذا الأذى بالمظاهر التالية:
هل أصبحت مصر دولة "مدنية" لأول مرة ؟
هل مستقبل مصر السياسى فى ( الشوقراطية )
دعوة للتبرع
رؤية: والدي رحمه الله إنه كانا رجلا مؤمنا متصدق ا ...
أهلا وسهلا به ومرحبا: بالني ابه عن اهل القرا ن في بلدتي ــ والذي ن ...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : ما حكم مشاهد ة الأفل ام ...
ادراك علمهم : مامعن ى إدّار ك علمهم بالآخ رة فى الآية 66 من...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : هل كان أهل الكهف يعرفو ن ...
more