السّم الهارى فى تنقية البخارى

آحمد صبحي منصور Ýí 2010-07-01


مقدمة :
1 ـ الحق ثابت وراسخ . أما الكذب فيحتاج دائما لحجج وأسانيد كما يحتاج الى القوة لفرضه على الناس .
2 ـ ينطبق هذا على ما يعرف بالسّنة وأحاديثها فى البخارى وغيره ، وهى دين السّنة الأرضى الذى ابتدعه المسلمون لتسويغ خروجهم عن الاسلام والقرآن . وهى تتناقض مع (السّنة القرآنية ) التى نؤمن بها ، فهى التشريع القرآنى ، لأن معنى ( السنة ) فى القرآن يعنى الشرع الالهى ، كما يعنى منهج الله جل وعلا فى التعامل مع المشركين وعقابهم .


3 ـ وللتفريق بين السنة الحقيقية فى القرآن الكريم والسّنة البشرية المكتوبة فى العصر العباسى فإننا نطلق على الأخيرة مصطلح ( السنة البخارية ) لأن كتاب البخارى هو أكثرها تقديسا لدى رعاع المسلمين وأئمتهم ، وهم يقدسونها دون قراءة لها أو قراءة عنها ، هو مجرد عبادة ما وجدنا عليه آباءنا ، وتلك دائما حجتهم علينا : كيف نخرج على المألوف ونتهم الأسلاف بالغفلة والضلال ؟.. نفس حجج المشركين من قوم نوح الى قريش ، وفق ما ذكره رب العزة فى القرآن الكريم .
أولا : الكذب ليست له رجلان :
1 / 1 : ـ تلك السّنة البخارية لا تستطيع النهوض بنفسها فالكذب ليست له رجلان كما يقول المثل ، فالمدافعون عن الكذب البخارى يلجأون الى القوة والعنف والترهيب أو الارهاب فى فرض أكاذيبهم على الناس ، وفى ملاحقة من ينتقدها ، وقد اخترعوا للدفاع عنها قديما عقوبة القتل ( حدّ الردة )، ولأنه لا يوجد فى القانون المصرى حدّ للردّة فقد قاموا بتجريم من ينتقد الصحابة وعلماء الحديث ومن يناقش كتب الحديث المقدسة ، بتهمة إزدراء الدين ، معترفين بأن البخارى المتوفى عام 256 هو أساس دينهم ، وليس القرآن، وأن من يناقش البخارى فقد احتقره وازدراه. ولأن البخارى هوالاههم فالتعامل معه لا يحتمل إلا واحدا من إثنين (إما وإما ) ؛ إما أن تؤمن وتسلم به غيبيا وقلبيا ، وإما أن تتشكك فيه وتناقشه فتكون كافرا به مزدريا ومحتقرا له . وهذا هو التعامل مع الآلهة المقدسة لدى أصحاب الديانات الأرضية ، فلا يجوز أن تتعامل مع آلهتهم بنفس تعاملك مع البشر ، مع أن تلك الالهة هى مجرد بشر.
1 / 2 : لا يشفع لك هنا أنك تستشهد بالقرآن الكريم ، فلا قيمة للقرآن الكريم عندهم . القرآن الكريم عندهم كالصبى غير الراشد ، يحتاج الى ولى أمر أو الى وصى يتكلم عنه ، والبخارى وسنته عندهم هو الوصى على القرآن ، وبه عندهم يمكن فهم القرآن ، ولو تعارض حديث للبخارى ( كحديث الشفاعة ) مع 150 آية قرآنية ، تمسكوا بحديث البخارى ولم يأبهوا بالقرآن كله .
1 / 3 : ولذا فإن الاستشهاد بالقرآن ضد البخارى جريمة ، ولا بد من التسليم بما هذى به الشافعى من أن السّنة تنسخ أى تبطل ما يعارضها من آيات القرآن الكريم ، ولا بد أن تسلّم بما قال به بعض الحيوانات الأليفة المنتسبة للأزهر بأن القرآن يحتاج الى السّنة ( البخارية ) بينما لا تحتاج السنة البخارية للقرآن ، أو بمعنى آخر فان الله جل وعلا ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ يحتاج الى البخارى كى يشرح ما فى القرآن الكريم من غموض وإبهام ولوغاريتمات ، بينما لا يحتاج البخارى لله جل وعلا. ومعناه أيضا تكذيب الله جل وعلا فى تأكيداته بأن القرآن كتاب مبين وأنه ميسر للذكر وأن آياته بينات . يكفرون بكل تلك الآيات القرآنية تقربا للبخارى .!!
هذا يا أخى مع أنهم لم يقرأوا البخارى ولا يعرفون شيئا عن محتوياته. فهل رأيت ـ أكرمك اهوظ جل وعلا ـ أجهل وأغبى من مخلوق يحمل كتابا يدافع عنه ويحارب رب العزة فى سبيله ، وهو لا يعرف شيئا عن مضمون هذا الكتاب ؟
2 ـ بالاضافة للارهاب والتخويف والعنف فهم منذ القدم انشغل بعضهم برد (الشبهات) عن الحديث والسنة ، والدليل هو تكرار هذه المصطلحات بما يؤكد أن تلك السّنة البخارية ( دين مشبوه ) من بدايته ، وقد تعرض ولا يزال يتعرض للانتقاد ، وانهمك أتباعه ولا يزالون فى رد تلك الشبهات .
3 ـ من ناحية أخرى فلأن أكاذيبهم لا تستطيع الوقوف والصمود فقد اخترعوا لها ( إسنادا ) يصلها بالنبى عليه السلام عبر رواة ماتوا من قبل دون أن يعرفوا شيئا عن ذلك الاسناد او تلك الروايات أو من هو البخارى ومن هو الشافعى ومن هو مالك ومن هو ابن حنبل أو ابن حنظل.
هذا ( الاسناد ) فى حد ذاته يعنى احتياجهم الى حائط يستندون عليه،وأن أكاذيبهم ساقطة لا بد أن تتكىء على بينيان يحميها من السقوط . ولقد عرضنا لمنهجهم فى الاسناد بالنقد والتحليل مثبتين تناقضه مع المنهج القرآنى والمنهج العلمى والقانونى والتاريخى :
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=20

ـ وبعضهم كالامام مسلم كتب مقدمة لكتابه ( صحيح مسلم ) يدافع فيها عن الحديث والسّنة البخارية ، فجاء كلامه إنكارا لها ،وهذا ما أثبتناه فى سلسلة مقالات بحثية بعنوان ( إنكار السّنة فى مقدمة صحيح مسلم ):
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2899

ـ وبعضهم كالامام الذهبى ت 718 انهمك فى بحث حال الرواة للأحاديث فى موسوعته الضخمة ( ميزان الاعتدال) فوصل الى نتيجة أن علماء هذا الشأن لم يتفقوا على توثيق راو او تضعيفه ، فما يوثقه ويثق فيه الشيعة ينكره ويضعّفه السنيون ،بل يختلف السنيون أنفسهم فى الحكم على رواتهم ، وهذا ما يتأكد من دراسة تاريخ المنتظم لصاحبه ابن الجوزى ، وهو من أشهر المؤرخين والفقهاء والمحدثين فى العصر العباسى ، وكان حنبليا ،اى متشددا فى الأخذ بالحديث .
ـ بل إن ابن حنبل نفسه ألغى فى جملة واحدة ثلاثة أبواب كاملة من المرويات ، حين قال : ( ثلاثة لا أصل لها : التفسير والملاحم والمغازى ).
4 ـ هذا بالنسبة للاسناد أو العنعنة ، أى روى فلان عن فلان عن فلان .. فماذا عن متن الحديث نفسه ؟ هناك تضارب واختلاف فى نصوص الحديث ، وقد تصدى مبكرا لترميم هذا التصدع ودفع هذه الشبهة ابن قتيبة فى ( مشكل الحديث ) و( تأويل مختلف الأحاديث )، كان يحاول ما استطاع التوفيق بين التعارض والاختلاف فى الأحاديث المروية فى عصره . وهو جهد لا طائل من ورائه للأسباب التالية :
4 / 1 : فهناك تعارض لا لسبيل الى حلّ معه مهما حاولت ، ففى موطأ مالك رواية الشيبانى أحاديث تؤكد أن لمس العضو الذكرى للرجل ينقض الوضوء ، وأحاديث أخرى تنفى ذلك بالتحديد والتأكيد . فهنا موضوع واحد فى كتاب واحد ومؤلف واحد ، وأحاديث منسوبة للنبى فى موضوع محددوتتناقض مع بعضها . وأمثلة كثيرة من هذا النوع فى الأحاديث المدونة فى القرن الثالث الهجرى .
4 / 2 : السبب الثانى ، هو التوسع فى صناعة الحديث بعد القرن الثالث الهجرى باضطراد زمنى ، فموطأ مالك أول كتاب تم جمعه وتدوينه بروايات مختلفة عن مالك لم يزد كثيرا عن ألف حديث فقط ، وتوفى مالك عام 179 ، ثم جاء الشافعى ( ت 204 ) فملأ موسوعته الفقهية ( الأم ) بآلاف الأحاديث حسبما رواها ودونها عنه تلميذه المزنى ، ثم تكاثرت الأحاديث أكثر فى المصنفات التالية لابن حنبل المتوفى 241، وهكذا . وحاول ابن قتيبة المتوفى عام 276 ، اصلاح الاختلاف والتناقض فى تلك الأحاديث المدونة حتى عصره ، وكان سهلا عليه أن يجمعها فقد كانت عدة آلاف ، إذ لم تكن مصانع الأحاديث قد تكاثرت ووصل انتاجها من أكاذيب الأحاديث الى ملايين كما حدث فى القرون التالية ، لذا فترت الهمم عن متابعة جهد ابن قتيبة ، فقد اتسع الخرق على الراقع ، وامتلأ ثوب الحديث المهلهل بالثقوب والفتوق والمنافذ والفتحات ، مثل بدلة الرقص الشرقى للمحترفات المائلات المميلات .!
4 / 3 : السبب الثالث : أن العصور التالية شهدت سيطرة الحنابلة بالعنف على الشارع العباسى ، ومعروف ما قاساه منهم الامام الطبرى ت 310 حين حاصروه فى داره سنوات ، ثم هدموا داره فوقه فمات ومنعوا دفنه ، لمجرد اختلافه معهم فى موضوع الاستواء على العرش وعدم تقديسه لامامهم ابن حنبل . أى منعوا الاجتهاد بالارهاب ، وبعدها دخل المسلمون فى تسويغ شرعى لقفل باب الاجتهاد بمقولة الغزالى ( ت 505 ) انه ليس فى الامكان أبدع مما كان .
ومن هنا عمّت صناعة الحديث وتم تحريم مناقشة الأئمة الكبار الذين تحولوا الى أئمة مذاهب ، وأضيف اليهم أئمة الحديث كالبخارى ومسلم . وفى العصر المملوكى ( 648 : 921 ) أصبحوا آلهة للمسلمين ممنوع الاقتراب منهم بالنقاش بل بالحمد والتقديس .
ثانيا : البخارى فى عصرنا نقطة صدام بين القرآنيين والوهابيين
1 ـ ثم دخلت مصر فى نفق الجمود والتخلف فى العصر العثمانى وصحت منه على مدافع نابليون ، ثم بدأ محمد على النهضة العسكرية معتمدا على فرنسا لتحقيق طموحه السياسى فنتج عنها نهضة ثقافية تأثرت بالغرب ما لبث أن تحولت الى اجتهاد دينى فى مدرسة الامام محمد عبده ( 1849 : 1905 ميلادية ).
ولكن قيام الدولة السعودية الثالثة الراهنة اجهض مشروع الامام محمد عبده لأن تلميذه رشيد رضا خان أستاذه الامام وأصبح عميلا لعبد العزيز مؤسس الدولة السعودية ، ورشيد رضا هو المهندس الحقيقى فى نشر الوهابية فى مصر وهو المنشىء الحقيقى للاخوان المسلمين وهو استاذ حسن البنا .
وبقطار النفط السريع ووسط ظروف محلية واقليمية ودولية مواتية سيطرت الوهابية على مصر ومعظم العالم العربى ن وقد أحيت أسوأ ما فى تراث المسلمين الفقهى و السنى ، وهو الحنبلية التى قدموها باسم الاسلام ، وفى إطارها عادت للبخارى قدسيته التى كانت فى العصرين المملوكى و العثمانى..
2 ـ ولأن مصر هى منبع التنوير والتى ظهر فيها أئمة التنوير حتى فى العصور الوسطى من الامام الليث ابن سعد الى الامام محمد عبده فقد أنجبت مصر حركة القرآنيين رد فعل ايجابيا ضد الوهابية وسّنتها البخارية . وعلى هامش الجهاد القرآنى بالهدم والبناء اتضح عداء البخارى للاسلام وتناقض الدين السنى وغيره مع القرآن الكريم .وفى مواجهة أهل القرآن استعمل السنيون العنف والاضطهاد والتكفير والافتاء بالقتل، ورددوا نفس الدفاع الهزيل المتوارث عن أسلافهم فى دفع الشبهات أو ( كشف الشبهات ). ولكنهم خسروا المعركة من البداية .
ثالثا : القرآنيون وإعادة تشكيل العقل المسلم
1 ـ قبل ظهور القرآنيين كانت هناك دعوات خجولة لمناقشة بعض أحاديث البخارى مثل حديث الذبابة وحديث اليهودى الذى سحر النبى بزعمهم ، وكان سهلا كتم وكبت تلك الدعوات حتى يظل البخارى فى عليائه بدون تشكيك أو بلبلة .
2 ـ بعد ظهور القرآنيين تغير الوضع فأرسوا وقائع جديدة فى الحياة الثقافية الدينية منذ الثمانينيات وحتى الآن ، منها :
2 / 1 : لم تعد القضية صحة أو كذب حديث الذبابة أو غيره فى البخارى ، أو حتى صحة كتاب البخارى نفسه، بل تعدى الموضوع الى إثبات وتأكيد أن دين السّنة بأكمله بكل تراثه وبكل أئمته فى صف العداء للاسلام ، بل تعدى هذا الى التأكيد على أن بقية أديان المسلمين الأرضية الأخرى من تشيع وتصوف تتناقض مع الاسلام فى عقيدته وشريعته واخلاقياته .وأصبح شيوخ السنة مطالبين بالدفاع عنها بعد أن ثبت أن آلهتهم أوهام وخرافات واشاعات وحجارة صماء مثل آلهة قوم ابراهيم سرعان ما تتداعى وتسقط ، بعد أن سقط كبيرهم البخارى .
2 / 2 : لم يعد الخلاف محصورا بين دوائر العلماء المتخصصين لأنه لا يوجد فى الأصل علماء فى (الوسط السّنى) ، بل إن معرفتهم بتراثهم السّنى لا تزيد كثيرا عن معرفة (الوسط الفنى ) بها ، هم موظفون ووعاظ ومغامرون سياسيون ومرتزقة بالدين ودعاة من فئة مسجل خطر ، لا يعرفون عن البخارى وغيره الا مجرد السماع والتقديس المشاع .
وبدخول أجهزة الاعلام تسجل ما يحدث من عذابات القرآنيين وسجنهم وترويج الاتهامات ضدهم كان لا بد من تسويغ ذلك بعرض بعض ما يقولون بغرض التشنيع عليهم ،او الرد على ما يقولون ، فنشر الخصوم بعض فكر اهل القرآن فتكاثر عدد المقتنعين بمنهجهم ، وأن منعهم الخوف والارهاب والاضطهاد من اعلان ما يؤمنون به . كما أن الفضول الصحفى والمعرفى والسأم من اعادة اجترار مقولات الفكر السنى وعجزه عن مواكبة العصر أدى الى الالتفات للفكر القرآنى الذى يؤكد الانسجام بين الاسلام والديمقراطية وحقوق الانسان والحرية الدينية والعلمانية المؤمنة ، ويقدم حلولا اسلامية تواكب مستجدات العصر.
2 / 3 : لم يكن التأثر بالصحوة القرآنية على درجة واحدة ، فهناك من وقف فى منتصف الطريق ، ومنهم من عاد الى منهج الامام محمد عبده الذى تجاوزه أهل القرآن . يجمع هؤلاء مثلا : التسليم بالسنة ولكن مع اجراء عمليات تجميل لها؛ أى ـ تقريبا ـ نفس ما كان يفعله السابقون فى الدفاع عن المبدأ مع التضحية ببعض الرواة وبعض الروايات .
3 ـ أى إكتملت لدينا اتجاهات ثلاث :
3 / 1 : القرآنيون الذين يرفضون نسبة تلك الأحاديث للنبى عليه السلام مؤكدين على أن الاسلام اكتمل باكتمال القرآن نزولا ( المائدة 3 ) ، وأنه عليه السلام قد بلّغ الرسالة كاملة والدين كاملا، ولم يترك جزءا منه ليكمله البخارى وغيره فى العصر العباسى ، وأنه لا وحى بعد موت خاتم المرسلين ، ولا وحى بعد القرآن الكريم ، وأن اسناد تلك الأحاديث للنبى عليه السلام هو أشد انواع الظلم كما أكّد رب العزة فى القرآن الكريم ، وأن المنهج العلمى والاسلامى هو نفى الاسناد للنبى وأن ننسب ماقاله البخارى للبخارى وما قاله الشافعى للشافعى وهكذا ، فلاشأن للاسلام دين الله عز وجل بما يكتبه المسلمون أو المنتسبون للاسلام .
3 / 2 : ثم أهل التلفيق والترقيع ، وهم المنادون بتنقية التراث وتنقية البخارى، أى إمكانية التضحية بالبخارى فى سبيل الابقاء على تقديس كائن هلامى اسمه ( السّنة ).وقد يتجرؤ بعضهم فيجهر بتكذيب أى حديث يخالف القرآن . ( وهذه مرحلة تجاوزناها منذ ربع قرن).
3 / 3 : ثم شيوخ الجهل والضلال عابدو البخارى، وهم فى ورطتهم وقلة حيلتهم يقفون عاجزين عن مناقشة أهل القرآن ، وعاجزين أيضا عن التنقية التى ينادى بها أهل الترقيع . لذا يخفون عجزهم ويدافعون عن جهلهم بسب هذا ولعن ذاك وارهاب هذا وذاك .
رابعا : لا يصح علميا تحقيق نسخ البخارى .
من الأدلة الدامغة على جهل قيادات الأزهر الحالية ما نقل على لسانهم أنهم بصدد جمع نسخ البخارى وتحقيقها . المساكين لا يعلمون أنه لا يصح علميا أو عمليا تحقيق البخارى، ونضطر للشرح :
1 ـ معنى التحقيق العلمى .
تحقيق التراث من معالم الاجتهاد العلمى الحديث، كأحد مجالات الحصول على الماجيستير والدكتوراة ، فهناك مخطوطات لكتب تراثية لم يتم نشرها بعد ، بعضها يتم نشره جزافيا بغير تحقيق ، وبعضها يتم تحقيقه علميا بخطوات منهجية معروفة ، تبدأ بجمع كل أو معظم النسخ المختلفة المخطوطة للكتاب أو صور منها ، من خارج وداخل مصر ، خصوصا الاستانة وهولندة وغيرها ، ثم اعتماد نسخة تكون هى المرجعية للنسخ الأخرى ، وعادة ما تكون بخط المؤلف أو الأقرب الى عصر المؤرخ ، ثم تسمية النسخ الأخرى (ب ) ( ج ) ( د ) حسب قربها من النسخة الأولى ، ودرجة أصالتها ، وهكذا.
ثم إعادة كتابة الكتاب المخطوط محققا سطرا سطرا بالرجوع للنسخة الأصلية ، والبيان فى الهامش لاختلاف أى كلمة أو سطر فى احدى النسخ عن النسخة الأصلية . وتتسع الهوامش فى كل صفحة لشرح اى مصطلح وللتعريف بأى كلمة ترد فى متن الكتاب تتعلق بشخص او طائفة او مدينة أو وظيفة أو حادثة تاريخية أو آية قرآنية أو حديث منسوب للنبى أو بيت شعرى .
وبهذا يتكون تحقيق الكتاب المخطوط من : متن فيه أصل الكتاب محققا ، ثم هامش يشرح المتن .والعادة فى التحقيق العلمى أن يكون ثلثا الصفحة هوامش والثلث فقط للمتن، ثم تقل الهوامش كلما دخلنا فى الكتاب . وبالاضافة لتحقيق متن الكتاب المخطوط وشرحه جزئيا فى الهوامش فلا بد من بحث إضافى يتم فيه تحليل شخصية المؤلف وعصره ومنهجه فى الكتابة ومن تأثر بهم ومن تأثروا بكتابه ...الخ .
2 ـ التحقيق يستحيل مع كتاب البخارى
واضح أن التحقيق بهذه الصفة لا ينطبق إلا على الكتب المخطوطة التى لم يتم نشرها وتحقيقها علميا ، وواضح أيضا أن هذا لاينطبق على كتاب البخارى ، وأن من قال بالعزم على ( جمع نسخ البخارى وتحقيقها ) لا صلة له بالعلم .
فكتاب البخارى بالذات تكاثرت بالآلاف النسخ المخطوطة عنه قبل سقوط بغداد ، وانتشرت فيما بين سمرقند شرقا الى قرطبة غربا ، وبعد تدمير بغداد وتدمير مكتباتها أعيد نسخ البخارى بمئات الألوف من النسخ المخطوطة فى العصر المملوكى حيث كان يعقد ميعاد سنوى للبخارى فى القلعة يتم فيه ختم البخارى فى شهر رمضان بحضور السلطان المملوكى ، ونفس الحال كان يحدث فى مكة وغيرها .
وعلى أساس شيوع تلك النسخ والتأكد من عدم التحريف فيها قام العلماء بالاستشهاد بالبخارى ونقل جزئى لأحاديثه ، وقام بعضهم فى العصر العباسى بالمقارنة بين البخارى ومسلم كما فعل ( الحاكم ) فى المستدرك . ثم قام ـ بعدها بقرون ـ العينى و ابن حجر والقسطلانى والسندى بشرح البخارى ، ولم يقل أحدهم إن هذا الحديث أو ذاك مدسوس على البخارى.
ونستنج من هذا استحالة جمع كل مخطوطات البخارى ، وأن الاتفاق قائم على أنه لم يحدث تزييف أو دسّ فى أحاديث البخارى، أو كما يقول السنيون ( أجمعت الأمة على تلقيهما ـ البخارى ومسلم ـ بالقبول ) وطالما أجمعت الأمة السنية على تلقى (الصحيحين ) بالقبول فلا مجال للتحقق مما تم التحقق منه من قرون ، ويكفى أن طبعات البخارى فى العصر الحديث روعى فيها أن تكون مصححة بالتشكيل ، وبنفس طريقة تشكيل وطباعة القرآن الكريم .
ونحن نؤكد أن كتاب البخارى الموجود لدينا هو نفسه الكتاب الذى كان متداولا فى العصور الثلاثة : العباسى و المملوكى والعثمانى دون تغيير أو تحريف . ونتفق فى هذا مع إدارات الأزهر المتعاقبة التى كانت ولا تزال تعطى الاذن بطباعة البخارى ، ومثيلها فى السعودية وبقية العالم السّنى .
3 ـ الذى حدث أننا عندما سلطنا الأضواء على طعن البخارى فى النبى محمد عليه السلام التفت اليه كثيرون ، وبدأ التدقيق فى البخارى واتسع النشر لتلك الأحاديث المخزية على الانترنت ، واستغلها أعداء الاسلام فى الطعن فى الاسلام ورسول الاسلام على أساس أن المسلمين يصدقون البخارى ويتفقون على صحته ، وليسوا مثلنا يؤكدون عداء البخارى للاسلام والرسول عليه السلام . اشتعل النقاش وانتقل لمحافل المثقفين الذين عرفوا معنى الحديث الآحاد والمتواتر، وثبت لديهم فداحة ما يكتبه البخارى وغيره ، وكالعادة صحا الشيوخ متأخرين عن النهضة الجارية واليقظة الحالية ، فوقفوا دفاعا عن البخارى ، ليس حبا فى البخارى ولكن حرصا على مناصبهم ودفاعا عن وجودهم ، فقد كانوا ولا يزالون يدافعون عنه ويضطهدوننا من أجله .
خامسا : لماذا لا تجدى تنقية البخارى.؟:
1 ـ ان الكتاب الذى يحوى تنقية للبخارى لن يكون هو البخارى ، بل كتاب الذى قام بتنقية البخارى.
2 ـ لا يوجد أساس علمى راسخ تتم عليه التنقية. هل على أساس السند وصحته ؟ لقد قام بذلك محققون سابقون فى العصر العباسى قالوا بعدم توثيق ثمانين من رواة البخارى. وانتهى الأمر الى لا شىء .
هل يقوم الانتقاء على أساس المتن ؟ .هنا تختلف المعايير ، هل هو الاتفاق او الاختلاف مع القرآن الكريم ؟ فماذا عن موضوعات ليس فيها اتفاق أو اختلاف مع القرآن الكريم ؟ وهى الأكثر شيوعا لأنها تدخل فى المباحات ؟. ومن السهل نفى الأحاديث المخالفة للقرآن والتى تطعن فى رب العزة والاسلام والقرآن والرسول عليه السلام وزوجاته والأنبياء السابقين ؟ ولكن ماذا عن الأحاديث التى تخالف العقل والفطرة وتمتلىء بالخرافات ؟ .
3 ـ ومهما اختلفت المعايير من حيث السند ومن حيث المتن تظل التنقية والانتقاء رؤية شخصية لمن قام بها، وتتدخل فيها الأهواء الشخصية والمذهبية بما يباعد بينها وبين الموضوعية العلمية .
4 ـ أهم من ذلك وأفظع ،إن هذا الانتقاء وتلك التنقية تحاول تبييض وجه البخارى ودفع ( الشبهات ) عن السّنة ، وبالتالى نعتبرها عداءا لله جل وعلا ورسوله .
سادسا : تفعيل مركز السيرة والسّنة للرد على القرآنيين سيكون صفعة للسنيين.
1 - خلال عامى 1985 : 1987، أثناء المحنة الأولى لأهل القرآن والتى انتهت بالقبض عليهم نشرت صحيفة اللواء الاسلامى قرار انشاء مركز للسيرة والسّنة بتبرع خمسة مليون جنيه من السعودية للرد على منكرى السنة ، وأسندوا للدكتور الطيب النجار الاشراف على هذا المركز . وبعد أنتهاء موجة النباح والتحريض والحبس نسى الجميع المركز المسمى بالسيرة والسنة ، ولم يسأل أحد عن مصير الملايين الخمسة التى ضاعت فى جيوب الشيوخ التى لا قاع لها. وأخيرا .. تذكر شيخ الأزهر الجديد ذلك المركز القديم للسيرة و السّنة ليرد به على أهل القرآن ، يريد تفعيله وبعث الحياة فيه ، مع أنه ولد ميتا ، فلم يقم بأى عمل ولم يصدر عنه كتاب أو حتى بيان. .
2ـ المضحك فى الموضوع انهم يبعثون الحياة فى مركز ميت ويجمعون كتب البخارى ومخطوطاته ـ كأنهم لم يعرفوا البخارى ولم يقرأوه ولم يسمعوا به من قبل . والمضحك أكثر أنهم يفعلون ذلك ليس بقصد تحرى الحق وتجلية حقائق الاسلام التى يفرضها قانون الأزهر نفسه . ولكنهم يفعلون ذلك بهدف معلن وهو الدفاع مقدما عن البخارى والوقوف مقدما ضد القرآنيين . أى انه مهما يقوله البخارى فى طعن الاسلام ورسول الاسلام فهم يؤيدونه مقدما ، ومهما يقوله أهل القرآن فى نقد البخارى دفاعا عن الاسلام ورسول الاسلام فهو عندهم باطل ، وهم ضد ذلك مقدما .
3 ـ والنهاية الحتمية :
3 / 1 : إما إن ذلك مجرد تصريح اعلامى يأمل قائلوه مواجهة الضغط الاعلامى على الأزهر بأن يتحرك شيوخه للقيام بدورهم القانونى فى تجلية حقائق الاسلام ، ذلك الدور الذى فشلوا فيه ـ بل عاقبوا ويضطهدون من قام به . أى هو تصريح للاستهلاك المحلى أملا فى أن ينسى الناس بعد حين ،أى يراهن على أن الشعب المصرى ضعيف الذاكرة ، وأن كل شىء فيه ينسى بعد حين كما قال احمد شوقى فى مسرحية كليوباترة .
3 / 2 : وإما أن يكون تصريحا جادا ومسئولا من مسئول يحترم نفسه ومكانته ووظيفته .. وهنا سيقع شيوخ الأزهر فى مأزق .
فأحاديث البخارى التى تطعن فى الاسلام والرسول عليه السلام منشورة ومشهورة ، نشرها واشهرها أهل القرآن ، فإن وافق عليها الشيوخ فهم يؤيدون البخارى فى عدائه لله ورسوله ، ولو انتقدوها وحذفوا تلك الأحاديث طبقا لمنهج التنقية سيكون عليهم الاجابة على اسئلة كثيرة ، منها :
أين كنتم طوال هذه القرون والأعوام ؟ ولماذا تتحركون مؤخرا متخلفين عن حركة الوعى لدى المثقفين المسلمين الذين يضطرون لرفع الدعاوى القضائية عليكم كى تتحركوا لتقوموا بواجبكم القانونى وعملكم الذى تأخذون عليه مرتباتكم الباهظة؟ ولماذا قبل هذا ظللتم تدافعون عن البخارى وتتهمون من ينتقده ؟
هل كنتم تدافعون عن البخارى دون قراءة البخارى ،أى تدافعون عنه جهلا ؟ إذن تستحقون العزل .
أم كنتم تدافعون عنه وانتم تعلمون ما فيه من مخازى وطعن فى الله جل وعلا ورسوله الكريم ، إذن فأنتم أعداء للاسلام . وفى الحالتين فطبقا لقانون الأزهر نفسه يجب عزلكم عن وظائفكم لإنكاركم حقائق الاسلام ولتقاعسكم عن تجلية حقائق الاسلام ، ولارتكابكم ما يزرى بمكانتكم كعلماء فى الأزهر .
والسؤال الأهم : وإذن لماذا اضطهدتم ولا زلتم تضطهدون أهل القرآن ه وتكفرونهم منذ الثمانينيات وحتى الآن ؟ فهل إذا اضطررتم الى الاعتراف بوجود مخازى فى البخارى بعد كل هذا الاضطهاد ألا يجب عليكم الاعتذار لأهل القرآن والاعتراف بفضلهم عليكم ؟
ختاما :
1 ـ نفترض أن شركة علمية محترمة للأدوية أنتجت دواءا ناجحا شافيا ، فأتى محتال وأنتج دواءا نسبه لنفس الشركة ، ونثر فى داخله سموما ضمن مواد أخرى مالئة لا تنفع ولا تضر، مجرد مواد حاضنة للسموم .. هل نكتفى بمحاولة تنقية هذا الدواء من السموم ونستبقى المواد المالئة التى لا تنفع ولا تضر ؟
أم نذهب للأصل مباشرة وهى اتهام المحتال بالكذب والخداع حين نسب دواءه للشركة المحترمة ، ثم بعدها نبحث عن سمومه بعد تحذير المستهلكين منه ومنها .
2 ـ من العجيب أننا حين نشترى سلعة أو دواءا أو حتى قطعة لحم فإننا نتحرى ونستوثق خوفا على صحتنا وأموالنا . أما حين يتعلق الأمر بالآخرة والخلود فى الجنة أو الخلود فى النار فإن الدين عندنا هو ( الحائط المائل ) وهو سوق الأغراض المستعملة التى يتكاثر فيها الحواة والمحتالون والأفاقون ، ويأتى اليه الزبائن فيستسهلون التعامل مع الحواة والمحتالين والأفاقين ، ويرجع كل زبون مقتنعا بأنه يوم الدين سيكون فى أعلى عليين .

اجمالي القراءات 28938

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (11)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الجمعة ٠٢ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48798]

أوصاف حديثة للوعاظ .

الدكتور صبحي أكرمه الله قد أتى ببعض الأوصاف لوعاظ المسلمين من بينها أنهم " موظفون ووعاظ ومغامرون سياسيون ومرتزقة بالدين ودعاة من فئة مسجل خطر ، لا يعرفون عن البخارى وغيره الا مجرد السماع والتقديس المشاع .


وهناك أوصاف قد استحدثت لهم من بينها أنهم عملاء لجهاز الأمن يعملون له ما استطاعو ، إذ تمكنوا من تحويل المساجد إلى مقرات لأمن الدولة حيث يكون مسئولية الواعظ في المسجد هو تصنيف المصلين سواء إخواني أو قرآني سلفي أو شيعي  وهذا في حد زاته تعتبر مزية لهم أضيفت لهم في مقابلها وبسببها يرهبون مجتمعهم ويخوفونهم .


2   تعليق بواسطة   رمضان عبد الرحمن     في   الجمعة ٠٢ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48801]

المشكلة ليست في البخاري

أستاذي الفضل الدكتور احمد صبحي منصور المشكلة ليست في البخاري المشكلة في من صدق البخاري سواء أكان ذلك في الماضي أو الحاضر


3   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الجمعة ٠٢ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48804]

بعد ألف عام يحققون ويختلفون!!

الأستاذ الدكتور / أحمد صبحي أكرمك الله على ما تقوم به من مجهودات لتجلية حقائق الدين التي غابت عن الكثيرين ،


فالأزهر الذي يفخرون به ويقولون عنه أنه منارة الإسلام منذ أكثر من ألف عام والذي جاء بعد كتاب البخاري  وموت صاحبه بحوالى  مائتى عام تقريباً ، صحا الأزهر من نومه فجأة وقرر جمع نسخ كتاب البخاري وتحقيقها هذا مع أن كتاب البخاري عندهم هو العمدة وهو الملاز الأول والأخير ( حيث أن شيوخ الأزهر قاموا بقراءة كتاب البخاري عندما دخل نابليون بونابرت مصر كنوع من أنواع الوقاومة للحملة الفرنسية) ، فمع أنه ملازهم الأول والأخير وعمدتهم لم يقوموا بتحقيقه من ألف عام حتى الآن !!


وكما قات فإن هذه الخطوة لن تفيد لأنها تدخل في إطار الترقيع لثوب مهلهل أشبهته ببدلة الرقص الشرقي للراقصات الماجنات .


ومن الطبيعي أن يتم ترقيع هذه البدلة بثوب كامل جديد لأن هذه البدلة المهلهلة تكشف أكثر مما تستر ، أي أنها عملية رغم أنها لا جدوى منها إلا أنها مفيدة في تركيز الضوء على هذا الكتاب الشيطاني أكثر وأكثر.


 


4   تعليق بواسطة   سامى ناصر     في   الجمعة ٠٢ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48819]

ثلاث .... واحدة هي الناجيه

بسم الله أبدأ


تحية لشيخنا وإمامنا الشيخ الدكتور/أحمد صبحي منصور




علينا نحن أهل القرآن أن ننتبه جيدا لإشارة من الشيخ الدكتور/ أحمد صبحي منصور في مقاله الرائع حول مراجعة "صحيح" البخاري إلي الإتجاهات الثلاث التي نتجت عن جهوده في الدعوة مشكورا لردح من الزمن..... فلأول لنا والثاني والثالث علينا بمعني أنهم في خندق واحد ضدنا وإن أختلفت أساليبهم في ذلك وبما أنه لامساومة في دين الله ولا محاباة، فإن الثاني في التصنيف يبدوا رخوا، متساهلا، قابلا لأنصاف الحلول، مما يعني أن يكون لقمة سائغة للمصنف الثالث، وبالتالي من أزلامه وأذنابه،أما المصنف الثالث وعرفه الشيخ هكذا ثم شيوخ الجهل والضلال عابدو البخارى، وهم فى ورطتهم وقلة حيلتهم يقفون عاجزين عن مناقشة أهل القرآن ، وعاجزين أيضا عن التنقية التى ينادى بها أهل الترقيع . لذا يخفون عجزهم ويدافعون عن جهلهم بسب هذا ولعن ذاك وارهاب هذا وذاك . وقصد الشيخ "بشيوخ " ليس عرفانا منه بمشيختهم ومكانتهم العلميه... بل بنعتهم أنهم من الذين أضلهم الله علي علم ، ودراية ، وهؤلاء يمكن أن يكونوا من الذين سبقت عليهم كلمة من ربنا، والعياذ بالله ، وأمثالهم في القرآن كثيرون / كولد نوح ، وامرأة لوط ، وأبي لهب، وامرأته، وفرعون وملإه ، وميؤوس منهم أصلا.


أما نحن أهل القرآن، فما نستهدف هو ماتعلمناه عن ملهمنا، وهو طاعة ربنا وتقواه، طاعة متبصرة، صحيحة، نقية من الشوائب قائمة علي القرآن وكفي بهديه هدي ونورا.

 


5   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٠٢ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48821]

ربما يستعينون على مقالتكم هذه بسبع رطبات .

دائما نتعلم الجديد والجديد فى طرق التفكير وتحليل القضايا العلمية الهامة من كتاباتكم القيمة استاذى الكبير.. فمقالتكم هذه ذكرتنى ب(إسكيم ) معامل الكيمياء ،وهو عبارة عن دليل أو منهج للتعامل مع المركبات الكيماوية أثناء إجراء تجربة كيماوية ما ،او الكشف عن عناصر مكونات مركب ما .. فهى تعطى الطريقة الناجعة فى كيفية فهم عقلية أولئك الأشياخ ،وتدينهم . ودرسا عمليا آخر فى كيفية تحقيق أى من مصادر التراث القديمة..


وأعتقد أنهم سيحاولون اخذ ترياق  بخارى ضد أقوالكم وكتاباتكم وكتابات أهل القرآن ،وربما لن يخرج   عن (التصبح بسبع بلحات رُطب ) قبل الإفطار ليتفادوا السم الهارى فى تنقية البخارى .أو ربما يستعينوا (بحسنى مبارك ) ليمُج فى وجوههم فضل وضوءه (إن كان يعرف كيفية الوضوء أصلاً)


6   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   السبت ٠٣ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48825]

كذلك كنتم فمن الله عليكم ..

 بهذه القراءة الجدية لعملية تنقية الأحاديث وتمحيصها .. يتضح لنا الآتي .. أن أن من يقول بهذا لم يأتي بجديد .. إذا أن السابقين من قبله كانوا ممن يفعلون نفس الشيئ بداية بالبخاري ونهاية بما نحن فيه .. فالبخاري نفسه كما يقول أنه أنكر مئات الآلاف من الروايات .. وكذلك بفضل علم الجرح والتعديل أن جعل كل الرواة مجروحين ..


لذلك فقول الحق ينبغي أن يكون ناصعا وواضحا وضوح الشمس ( أنه لا كتاب مع كتاب الله ) وأن كل ما يفعلونه هو محاولة ساقطة للتجميل ستنتهي إلى فشل عميق .. ولكن هذه المحاولة الساقطة سوف تأتي بالعكس .. حيث أن  من المعروف أن من يؤمن بكفاية القرآن وتمامه  قد مر بهذه الفترة المضطربة حتى هداه الله ووصل إلى أنه القرآن وكفى .. لذلك لا نستغرب ان ملايين المسلمين الآن يمرون بنفس التجربة .. وبالطبع سينتهي عدد غير قليل منهم بعد أستنفاذ كل الطرق وأساليب التفكير إلى أن القرآن وحده كاف للمسلم .. ولكن هذا سيكون بعد الكثير من التفكير والمداولات .. ولا يستطيع أحد ان يمنع هؤلاء بالعبور من هذا النفق وإختصار الطريق لهم  ، لويجب أن يأخذ في الأعتبار أن ما يفعلونه الآن هو  ما فعلناه سابقا ( وكذلك كنتم فمن الله عليكم ) .. لذلك أدعو بالهدية للجميع ..


7   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الأحد ٠٤ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48849]

ليس بالإمكان أكثر من هذا

الأستاذ الدكتور أحمد صبحي منصور أكرمك الله ورعاك وحفظك من شرور  القوم الظالمين.فلدى مداخلة بسيطة  على هذا الجزء من مقالكم


وفى مواجهة أهل القرآن استعمل السنيون العنف والاضطهاد والتكفير والافتاء بالقتل، ورددوا نفس الدفاع الهزيل المتوارث عن أسلافهم فى دفع الشبهات أو ( كشف الشبهات ). ولكنهم خسروا المعركة من البداية


وهى أن معظم القرآنيين في مصر لا يستطيعون القول بأنهم قرآنيون بنسبة مائة في المائة بسبب ما تعرفه من اضطهاد ومعاناة وسجن وقتل وتشريد، لذلك فإنهم يلجأون إلى حيلة العرض على القرآن لكي يصلوا إلى المطلوب إثباته (القرآن وكفى ) بطريقة أخرى تختلف مع طريقتكم


8   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٠٤ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48863]

شكرا ..أحبتى ..ورجاءا

واجب نصرة الحق والدفاع عن رب العزة ورسوله عليه السلام يقتضى منكم المشاركة بالتعليق فى الموضوعات الخاصة بالبخارى و الاحاديث والسنة فى المواقع الأخرى بهدف تعريف القراء هناك بموقع (أهل القرآن ) وما ينشره من مقالات وابحاث وابواب متخصصة مثل لهو الحديث والتأصيل القرآنى والتاريخ الاسلامى .. وهكذا .


هوواجب التبليغ السلمى ، جزاكم الله تعالى خيرا .


9   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الأحد ٠٤ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48865]

رائع عنوان المقال

السلام عليكم


كم اعجبني اختياركم لهذا العنوان -السم الهاري-----


اعانك الله تعالى واعان كل كتاب الموقع وايظا كل انسان يريد اظهار الحق 


وسلام الله تعالى وعافيته وتوفيقه لي ولكم جميعا


 


10   تعليق بواسطة   عابر سبيل     في   الإثنين ٠٥ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48869]

أرجوكم .. أعتبرونى غبى .. بس أشرحولى تركب إزاى ؟

طوال أول خمسون عاما من عمرى وأنا أسمع من الشيوخ أن آيات القرآن لها أسباب نزول ..


عندى قرآن مفسر أصدرته وزارة الأوقاف المصرية (الطبعه الثانية عشرة .. أكثر من ألف صفحة بالحجم الكبير) أسمه المنتخب .. يقر بأن هناك أسباب نزول لكل آيه .. ويضع لكل آيه اسباب نزولها.. وهو دا اللى المفروض كنت بأفهم منه القرآن (فى أوائل محاولاتى لفهم الدين) .. فهو أكبر وأوفى كتاب مفسر للقرآن أصدرته وزارة الأوقاف فى تاريخها ..


جميل وعظيم لحد هنا ..


يجيى بقى اللى مش جميل .. مره واحدة لقيت الشيوخ بيقولوا أن ليس هناك أسباب نزول !! .. ليه ؟


قالوا .. علشان إذا تم الأقرار بأسباب النزول إذن يصبح القرآن للعصور الأولى فقط وليس لكل العصور !!


ماشى يا شيوخ .. بس ممكن توضحوا مين فيكم اللى صح ومين فيكم اللى غلط .. أحسن العمليه وسعت قوووى ..


وسعت ليه ؟؟


وسعت علشان أنتوا بتقولوا أن البخارى أصح كتاب بعد القرآن ..


والبخارى بيقر بأساب النزول .. ومفيش داعى أنقل لكم الأحاديث التى بالبخارى والتى تقر باسباب النزول لأنها كثييييره قوووى..


المحصله .. ما نسمعة من الشيوخ شرق .. وما هو مكتوب فى البخارى غرب .. وبيقولك البخارى مفيش فيه اخطاء..


اقول إيه بالذمه ؟


سلمولى على التروماى !!


 


11   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الأربعاء ٢١ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89664]

ولكم السبق دائما


من دواعى أسفى أننى لم أقرأ هذا المقال الجامع سوى الآن. أتعجب ممن يقرأ مثل هذا التبيان ويتردد لحظة واحدة فى الكفر بالسنة والروايات والبخارى والشيوخ..حقا(إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) صدق الله العظيم.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5109
اجمالي القراءات : 56,630,897
تعليقات له : 5,442
تعليقات عليه : 14,814
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي