سامر إسلامبولي Ýí 2010-06-18
مفهوم
الرجال والنساء في القرآن
القرآن كلام الله الذي نزل باللسان العربي المبين، والفرق بين كلام الله، وكلام الناس كالفرق بين المُتَكَلِّمَين، فالنص القرآني له صفاته وقواعده الخاصة التي على موجبها يتم دراسته وفهمه.
ومن أخطر الأمور التي سببت تخلف المسلمين، وحالت بينهم وبين نهضتهم ورُقيِّهم؛ تَب&auتَبنيهم مقولة إمكانية وجود لفظين مختلفين لهما ذات المعنى، التي اشتهرت خطأً في كتب النحو باسم الترادف، مثل قعد وجلس، سنة وحديث، أراد وشاء، نزل وهبط، بشر وإنسان، قام ووقف، والد وأب،...الخ، وأصابت هذه المقولة النص القرآني مقتلاً من حيث الفهم والدراسة، لأن الكلمات صارت تحل بدل بعضها بعضاً ، وضاع المفهوم القرآني!.
وهذه المقولة باطلة على صعيد الواقع الكوني، والنص القرآني، والصواب هو: قاعدة (إذا اختلف المبنى اختلف المعنى) التي تدل على أن كل لفظ له مفهوم خاص به مثل بصمة أصبع الإنسان، وهذا المفهوم للفظ هو ثابت من حيث الجذر، ولكنه يتحرك من حيث المعنى وَفق مقصد المتكلم ، مثل:
كلمة كتب: التي تدل على قيام الإنسان بجمع شيء متجانس. وهذا المفهوم ثابت لساناً ومتحرك من حيث المعنى الذي يريده المتكلم. لنرى أمثلة على ذلك في الواقع لنضع يدنا على المفهوم الثابت، والمعنى المتحرك.
- كتاب: اسم للشيء الذي يتم فيه جمع الأمر المتجانس، ولا يُشترط أن يكون مادياً مثل الكتب الورقية المعروفة، بل يمكن أن يكون معنوياً مثل إتمام عقد النكاح بين طرفين نقول: كتبنا كتابه.
ويمكن في الكتاب الواحد أن يتضمن عدة كتب، مثل كتاب الفقه يحتوي كتاب الصلاة ، وكتاب الزكاة، وكتاب الصيام.
- مكتبة: كلمة تدل على الشيء الذي يضم ويحتوي على مجموعة من الكتب.
- كتيبة: كلمة تدل على مجموعة من الناس اجتمعوا على أمر معين.
- مكتب: كلمة تدل على مكان يحتوي على أدوات لصنع شيء، أو إدارته، مثل مكتب محاماة أو مكتب تجاري.
هل لاحظتم مفهوم كتب الذي يدل على الجمع المتجانس كيف هو ثابت في كل الاستخدامات، وكيف معناه متحرك حسب المعنى الذي يقصده المتكلم من حيث اختلاف الزمان نحو: كتب- يكتب- اكتب، أو اختلاف المكان أو الوظيفة نحو مكتب -كتيبة -كتاب؟.
وهذا يوصلنا إلى قاعدة ( ثبات المفهوم اللساني وتحرك المعنى حسب السياق) وهي أصل لقاعدة (إذا اختلف المبنى اختلف المعنى)، فهاتان القاعدتان ينبغي أن ندرس النص القرآني على موجبهما.
لنأخذ أمثلة على اختلاف مفهوم الكلمات إذا اختلف مبناها:
- والد أو والدة: تدل على الجهة التي تقوم بعملية الولادة المعروفة، وهي خروج شيء من شيء.
- أب: كلمة تدل على الجهة التي تقوم بالتربية والعناية بالشيء.
- أم: كلمة تدل على المركزية والأصل والتجمع المتصل، مثل المرأة التي تقوم بضم ولد لها والحفاظ عليه وحمايته.
- ولد : هو الذي خرج من شيء آخر فيكون هذا الأخير والداً له.
- ابن : هو الذي تم صنعه وصياغته بشكل معين، فيكون الذي صنعه أباً له أو أمّاً.
انظروا للفروق بين الكلمات، وللعلاقات بينها أيضاً؟
فالوالد يمكن أن يضيف لنفسه صفة الأب، ويصير والداً وأباً في وقت واحد إذا قام بتربية ولده، فيصير له ابناً. ويمكن أن يموت الوالد أو يوقف عملية تربية ولده لظرف ما، فيكون ولده ولكن ليس ابنه!، وإنما ابن لمن قام بتربيته؛ سواء أكان عمَّه أم خاله أم غيره من الناس، فالوالد هو صاحب النطفة، والأب الذي يقوم بالتربية والعناية.
وبمعنى آخر؛ الوالد وظيفة فيزيولوجية موجودة في كل الكائنات الحية، والأب وظيفة ثقافية.
والآن انظروا لأنفسكم هل أنتم مجرد والدين لأولادكم ؟ أم مارستم صفة الأبوة على أولادكم فصرتم لهم آباء، وصاروا لكم أبناء؟ فكم من أولاد يتامى رغم حياة والدهم!، لأن والدهم لا يمارس صفة الأبوة عليهم! لأن اليتم هو فقدان الأب الوالد!.
إذاً؛ ليس كل والد أب بالضرورة لأنه يمكن أن يفقد الإنسان والده لسبب ما، ويتبناه آخر يكون أباً له، ويمكن أن يكون الوالد هو نفسه أباً، فمقام الوالد لا يتعدد، بينما مقام الأب يمكن أن يتعدد، فيصير للولد أباً في التربية والتعليم، وأباً آخر في العناية والمعيشة.
وما ذكرته من فروقات وعلاقات للوالد والأب ينطبق أيضاً على الوالدة والأم، فيمكن أن تكون المرأة والدةً وأمّاً في وقت واحد، ويمكن أن تكون والدةً فقط، ويكون للولد أمّاً أخرى مثل خالته أو عمته، أو امرأة أشرفت على تربيته والعناية به مثل أم الرضاعة، أو معلمته دراسة وتعليماً وثقافة.
فلينظرن الوالدات هل هن أمهات لأولادهن؟ أم هن مجرد والدات فقط؟ وتركن مقام الأمومة لغيرهن؟! وصار الأولاد لطماء رغم وجود والدتهن!، لأن اللطم هو فقدان الأم الوالدة!.
فإياكم أيها الوالدون والوالدات أن يكون أولادُكم؛ أبناء لغيركم!.
أيها السادة الكرام
إن الجنس الإنساني له صورتين أو نوعين في الوجود، أحدهما ذكر، والآخر أنثى، لنرى تعريف كل منهما:
- كلمة (ذَكر) تدل على دفع فعل بشكل شديد ملتصق مع ضغط خفيف منته بتكرار، وظهر هذا المفهوم بالوظيفة الجنسية التي يقوم بها هذا الكائن فَسُمِّي ذكراً سواء أكان عاقلاً أم بهيمة، وهي تسمية نَوعية ووظيفية فاعلة ليس إلاّ.
- كلمة (أنثى) تدل على ظهور خفيف متوقف وستر واختباء مدفوع بشكل ملتصق خفيف منته بإثارة وامتداد زماني ومكاني معاً. وظهر ذلك المفهوم بوظيفة النوع الذي يحتضن نتيجة الدفع الشديد للذكر فسمي أنثى سواء أكان عاقلاً أم بهيمة، فهي تسمية نَوعية ووظيفية منفعلة ليس إلاّ.
والعلاقة بينهما علاقة زوجية تكاملية في الوظيفة والحياة؛ لا علاقة تفاضل بينهما، فليس الذكر أفضل من الأنثى، ولا الأنثى أفضل من الذكر، ومثلهما كمثل فَلقتي حبة الفول، فالواحدة منهما لا تسمى حبة فول، ولا يمكن أن تستمر في الحياة وحدها، ولا يصح السؤال أيهما أفضل؟ لأن لكليهما ذات القيمة والأهمية، وكذلك لا يصح السؤال أي منهما وُجد قبل الآخر؟ لأن كليهما وُجدا معاً في وقت واحد.
ومثلهما أيضاً كمثل علاقة اليدين معاً، فاليد اليمنى هي زوج لليد الشمال، والعكس صواب، والعلاقة بينهما علاقة تكامل في الوظيفة لا علاقة تفاضل، والتفاضل بينهما لم يأت من صفة اليمين أو الشمال، وإنما أتى من حالة التفعيل والفاعلية، فمن يعتمد في حركته وعمله على اليد اليمنى تكون بالنسبة إليه هي الأفضل، ومن يعتمد على اليد الشمال تكون هي الأفضل بالنسبة إليه، فالأمر يتعلق بالفاعلية وليس بالنوعية، رغم أن الأفضل أن يكون الإنسان بنوعيه (ذكر وأنثى) كلاهما فاعل في الحياة الاجتماعية مثل فلقتي حبة الفول.
- بعد هذا المدخل نستطيع أن ندرس مفهوم الرجال والنساء في القرآن من منطلق أن كليهما إنسان، و مستخدمين القاعدتين المذكورتين وهما:
أ- ثبات المفهوم لساناً وتحرك المعنى.
ب- إذا اختلف المبنى اختلف المعنى.
كلمة (رَجَل) في اللسان العربي تدل على فعل يصدر من الكائن الذي يتحرك بصورة مستمرة مع بذل الجهد بصورة لازمة. ومن هذا الوجه يقال للراكب : تَرجَّل. بمعنى النزول عن مركوبه والسير على قدميه. وسُمِّيَت الأرجل من هذا الباب، ولا يصح تسمية قوائم الطاولة أرجلاً!.
انظروا قوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا }الأعراف195، {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ }النور45
ويقال للإنسان ( ذكراً أو أنثى) رَجُل، إذا كان في شؤون حياته يعتمد على نفسه، فالأنثى العاملة والمنتجة هي رجل في معيشتها، ويقال لها الرَّجُلة في لسان العرب. و لا تنسوا أن النحلة الأنثى هي العاملة في الخلية وهي التي تنتج العسل، بينما النحلة الذكر وظيفتها اللقاح فقط، وكلاهما لابد منهما.
إذاً؛ كلمة (رجل) لا علاقة لها بنوع الإنسان ذكراً أو أنثى!، وإنما علاقتها بالفاعلية منهما.
لنرى استخدام القرآن لكلمة (رجل):
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }الأحزاب40
{إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ }الأعراف81
لو كان القصد إتيان الذكور فقط لأتت كلمة (ذكور) أو الأولاد الذكور!،ولكن بمجيء كلمة (رجال) أفادت الذكور البالغين العاملين، وخرج من مفهومها الإناث البالغات بدلالة مجيء كلمة (نساء) التي دلت على المتأخرين من نوع الإناث البالغات حسب السياق المتعلق بالممارسة الجنسية.
- أتت كلمة (رجل) تشمل الذكور البالغين العاملين و الإناث البالغات العاملات معاً:
{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ }الأحزاب4
{ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108
{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }الجن6
{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }الحج27
- أتت كلمة (رجل) بمعنى الترجل:
{فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ }البقرة239
إذاً؛ كلمة (رجل) لها ثلاث حالات:
1- الذكور البالغين العاملين فقط.
2- الذكور البالغين العاملين و الإناث البالغات العاملات، مجتمعين أو متفرقين.
3- صفة الترجل لكلا النوعين ذكراً أو أنثى.
ومعرفة دلالة كلمة (رجل) أمر يتعلق بسياق النص ومحل الخطاب من الواقع، لأن ليس كل ذَكر رجل، ولا كل رجل ذَكر.
أيها السادة الكرام
وصلنا الآن إلى كلمة النساء، فعلى ماذا تدل ؟
كلمة النساء جمع، ومفردها كلمة نسيء. وهي تدل على التأخر أو الإضافة.
وأصاب ابن منظور في لسان العرب عندما قال:( يُقال: امرأة نسيء، ونسوة نساء). وذلك إذا كانوا مظنة الحمل. وتم استخدام كلمة (نساء) جمع لكلمة (امرأة) لتحقق فيها غالباً صفة التأخر في الحروب والأخطار، وعدم السعي في الحياة لتأمين لقمة العيش للأسرة بسبب طبيعتها الوظيفية الأنثوية من حيث الولادة والضعف الجسمي، وصلتها المباشرة مع أولادها، وأهمية وجودها في الأسرة كأم تمارس الإشراف والتربية للأولاد، فالواقع المعيشي هو الذي وضع المرأة في بيتها لتمارس دورها العظيم، وتحفظ البيت من أن ينهار، وترجع إلى الخط الثاني لتمد الأول بالمعونة، فهي مركز إمداد أسري.
إذاً؛ كلمة المرأة جُمعت بكلمة النساء من غير جنسها كونها أحد عناصر دلالة كلمة النساء في الواقع، وذلك ليس إنقاصاً منها، وإنما تعبير عن أهميتها ولحمايتها من مصاعب المعيشة وأهوالها، وتقدم الذَّكرُ الرجل إلى الأهوال والمصاعب تضحية وحباً لها، فهي والدته، وأخته، وابنته، وزوجته، وخالته وعمته...الخ.
فكلمة نساء جمع لكلمة نسيء أصلاً، وهي صفة لا علاقة لها بالنوع الإنساني ذكراً أو أنثى، وإنما علاقتها بفعل التأخر لكل منهما.
لنرى استخدام القرآن لكلمة (نساء):
- أتت كلمة (نساء) بمعنى التأخر والإضافة فقط.
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14
كلمة (زُين للناس) خطاب للناس عموماً ذكوراً وإناثاً ، مؤمنون وكافرون، وكلمة (حب الشهوات) رغبة الناس لإشباع شهواتهم وميولهم ، وكلمة (من النساء) لا يمكن أن تأتي كجمع للإناث البالغات، لأن الإناث مشمولين في الخطاب بكلمة (زين للناس) ، ولو حصل ذلك لصار الذكور يشتهون الإناث، وهذا شيء طبيعي، والإناث يشتهون الإناث وهذا شيء غير طبيعي!، وهذا فاحشة حرام في الدين، فماذا فعل بعض المفسرين للهروب من هذا المأزق!؟ قالوا: إن كلمة (الناس) في صدر النص لا تشمل الإناث!، وإنما تخص الذكور فقط، فوقعوا في مأزق آخر بسبب هذا التفسير!، وهو نفي الزينة وحب الشهوات عن الإناث! ، وفاتهم أن كلمة (الناس) في القرءان تشمل ضرورة الذكور والإناث، والمؤمنون والكفار، والجن والإنس، انظروا إلى قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } {مَلِكِ النَّاسِ } {إِلَهِ النَّاسِ }الناس1-3
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً }الأعراف158
ولو أنهم أرجعوا دلالة كلمة (نساء) لمفردها (نسيء) لوصلوا إلى الصواب وعرفوا تفسيرها دون أن يتدخلوا في بنية النص القرآني قصاً وحذفاً وتحريفاً!، فالنص صريح في أن الناس كلهم بأنواعهم زُيِّن لهم حب الشهوات وهذا شيء طبيعي كإنسان، ومن الشهوات التي زُيِّنت لهم من النساء هي شهوة الامتلاك أو الحصول على آخر الأشياء ظهوراً وأحدثها، وهذا قانون اقتصادي يقوم عليه التجارة والتسويق، ولولا ذلك لكفى المدينة الكبيرة معمل واحد من القمصان مثلاً، أو السيارات، أو الأسواق...الخ. فالذي يجعل الناس يتنافسون ويتدافعون بتنوع البضائع والصناعات هو قانون حب الشهوات من النساء!.
أيها السادة الكرام
في نهاية المطاف وصلنا إلى دراسة النص الذي هو عنوان المحاضرة، ولابد من استحضار كل المعطيات التي ذكرتها آنفاً.
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }النساء34
ذكر النص الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء، ولم يذكر الذكور قوامون على الإناث، ولو حصل ذلك لانتهى النقاش وظهر لنا المعنى تماماً!.
فمن خلال استحضار احتمالات معاني كلمة الرجال والنساء التي مرت آنفاً، ينبغي أن نبحث عن قرينة في النص لتحديد المقصد منهما؟
يوجد في النص جملة (بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)، والتفضيل لا يمكن أن يكون خلقاً كما ذكرت سابقاً من حيث أن الذكر والأنثى كلاهما إنسان لا تفاضل بينهما قط، مما يدل على أن التفضيل اكتسابي من خلال المجتمع، وذلك يتعلق بما اكتسب الإنسان في حياته من الثقافة والوعي، وذلك تحت متناول يد الإنسان سواء أكان ذكراً أم أنثى. { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر9
ونلاحظ وجود جملة (وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، والأموال لا تأتي مع الإنسان ولادة، وإنما تأتي اكتساباً من العمل والجهد أو الوراثة، فالإنسان في الأسرة (ذكراً أو أنثى) الذي يملك المال إضافة للوعي يملك القرار والقيادة.
فمن خلال القرينتين – الوعي والمال- يكون دلالة كلمة الرجال والنساء من نوع المقامات الاجتماعية، بمعنى أن الرجال هم الفئة من الناس ذكوراً كانوا أو إناثاً، جناًًّ أو إنساً إذا امتلكوا الوعي والمال صار بيدهم زمام الأمور، واكتسبوا مقام القوامة على الصنف الآخر الذي هو من فئة النساء بعمومها المتأخرين سواء بالوعي أم بالمال، أم بسبب ظروف فرضت عليهم التأخر عن القيام بشؤون أنفسهم.
فيمكن للمرأة أن تصيرَ رجلَ البيت إذا امتلكت الوعي والمال، ويصيرَ الزوجُ من النساء لاعتماده في معيشته وقيادة أسرته على امرأته، ويمكن أن يتقاسم الزوجان- الذكر والأنثى- قوامة البيت إذا اكتسب كل منهما الوعي والمال، ويتفقان على دور القيادة والإدارة، مع العلم أن مقام القيادة غالباً حسب فرز المجتمع للرجل الذكر، والإدارة للرجل الأنثى، وقد يجتمع المقامين في واحد منهما لغياب الآخر لظرف ما.
والقوامة من قَوم وقام ويقوم قياماً، وهي غير وقف التي تدل على تسكين الحركة وانقطاعها على الحد الأدنى، بينما قام تدل على حمل الأمر وانجازه بوعي مستمر، والمسؤولية والعناية مقام متحرك بين الذكور والإناث حسب اكتسابهما له، وهو مقام مسؤولية، وليس مقام تشريف أو تعالي على الآخر أبداً.
وشكراً لحسن استماعكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سامر إسلامبولي
المركز الثقافي في درعا
مدينة الكرك- الخميس 1542010
islambouli@gmail.com
mob:oo963- 945990653
الأخ زهير المحترم
شكراُ على تعليقك وتفاعلك، أحاول أن أعرض عدة مواضيع كنماذج لتقريب المنهج للمسلمين وتشجيعهم على التفاعل مع القرءان مباشرة، وليعلموا ان هذا الكتاب للدراسة والتدبر لا للتلاوة فقط!!
ودمت بخير
الرجال قوامون على النساء ، وليس الذكور قوامون على الإناث!
الأخ عبد القادر المحترم
تحية طيبة وبعد
شكراً على تفاعلك مع المقال وتعقيبك.
نقاش النقطة الأولى التي ذكرتها:
-الأمر الأول:
1- الموضوع ليس يمكن أو لا يمكن، الموضوع أن القرءان هو الذي يحكم على القضية ويفصل بها، ولقد بينت في المقال إن كلمة (الرجال أو النساء) هما صفات وليسا أجناس وذكرت الأمثلة من القرءان ذاته. أن تأخذ نصاً واحداً وتترك الباقي! فقولك :( لا يمكن اعتبار الأنثى رجلا في الذكر الحكيم) قول غريب ألم يقل الله: {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ }البقرة239
2- {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ }الأعراف46
3- {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108
هل كلمة الرجال في هذه النصوص جمع ذكور فقط؟
-الأمر الثاني قولك:( لأن الرجل منه خرجت المرأة وهو الأصل (آدم عليه السلام)).
هذا المفهوم الذكوري أتى من ثقافة أهل الكتاب وبالذات من اليهود، أما مفهوم القرءان والعلم فليس كذلك إطلاقاً، فلا يوجد أسبقية في الخلق بين الذكر والأنثى، فلا الذكر هو أصل الخلق ، ولا الأنثى هي أصل الخلق، وكلاهما وُجدا معاً، والموضوع بحاجة إلى نقاش وتوضيح ليس مكانه هذا المقال.
الأمر الثالث:
استدلالك بالنص: :"إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون" هو انتقاء لما يخدم فكرتك، والأصل كما ذكرت لك هو جمع النصوص كلها وإثبات المفهوم للرجال والنساء على أنهما صفات وليسا أجناس، والنص الذي ذكرته يوجد فيه قرينة على أن دلالة كلمة الرجال يُقصد بها الذكور البالغين وليس الأطفال! ولذا؛ أتت كلمة الرجال بدل الذكور، لأنه ليس كل ذكر رجل، وإنما الرجل هو الذكر البالغ في النص، وفي الإطلاق هو الإنسان الراشد المسؤول بصرف النظر عن نوعه ذكراً أو أنثى.
- الأمر الرابع:
إن كلمة جنس يقصد بها الإنسان ، وكلمة النوع يقصد بها الذكر أو الأنثى، فالجنس الإنساني يحتوي على نوعين ( ذكر وأنثى). والتفضيل لم يأت لأحد النوعين، وإنما أتى للإنسان ( بنوعيه) الذي يتصف بمقام الرجال، ويدل على الفاعلية والرشد والوعي والمسؤولية وامتلاك المال.
فالقوامة متعلقة بالرشد والفاعلية والمسؤولية وامتلاك المال وهذا ن الأمران اكتسابيان يمكن أن ا النوع الذكوري، ويمكن أن يكتسبهما النوع الأنثوي، ولا يلدا مع الإنسان!
النقطة الثانية:
1- انظر إلى قولك:( لا يمكن للمرأة أن تقوم على الرجل مهما أنفقت)! لماذا يا أخي هذا الفهم الذكوري المستبد ؟ ألا يوجد زوج عاطل عن العمل وهو كَلٌّ على زوجته وإضافة لذلك ضعيف الرأي وفاقد الرشد وعديم العلم والثقافة؟ هل هذا النوع يصلح لأن يكون بيده القوامة؟ أليس في واقع حال الأسرة هذه أن المرأة هي التي تمسك القوامة وهي صاحبة القرار في قيادة وإدارة البيت؟ والواقع أكبر برهان على ذلك.
2- انظر قولك:( وما ذكر النفقة هنا إلا للتوضيح أنه ولو أنفقت المرأة فلا حق لها في القيادة ودليل ذلك تتمة الآية "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " يعني المرأة الصالحة لا تجهربنفقتها على بيتها صونا لما طلبه وحفظه الله منها وإن خالفت هذا القانون تسمى ناشزاً خالفت الأوامر الإلهية).
أولاً: الفاء في كلمة (فالصالحات...) هي استئنافية وليست عطف، وأين في النص أن المرأة إن أنفقت لا تجهر في ذلك ؟ وهل الزوج الذكري يجهر في نفقته؟ ومن وضع ذلك قانوناً؟ ومن وصفها بالناشز؟ وإن فعلت ذلك تكون خالفت أوامر الله أم خالفت أوامرك وفهمك؟
ألا ترى أن كل ذلك من عندك بسبب المفهوم الذكوري للقرءان!
ودمت بخير وكما قُلتَ: والخلاف لا يُفسد للودّ قضية.
الأخ عبد القادر المحترم
تحية طيبة وبعد
أرحب بك بالنيابة عن الأخوة القائمين على الموقع، وشكراً لشعورك تجاه مقالاتي، وأهلاً بك مناقشاً ومحاوراً عزيزاً.
أخي العزيز إن تدبر النص القرءاني بحاجة إلى أدوات معرفية ولسانية، انظر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1
أول قاعدة لسانية هي: (إذا اختلف المبنى اختلف المعنى ضرورة).
والقاعدة الثانية:( العطف يقتضي التغاير).
الثالثة:(كلام الله حق وصدق لا يوجد فيه مجاز).
الرابعة:( كل كلمة مستخدمة في القرءان لحكمة ومقصد، ولايصلح غيرها في مكانها).
الخامسة: القرءان خطاب إنساني وليس ذكورياً.
السادسة":القرءان خطاب علمي اجتماعي، وبالتالي فالتطابق بينه وبين العلم والواقع ضرورة علمية وإيمانية.
السابعة:دراسة القرءان تكون بصحبة العلم والواقع آفاق وأنفس.
الثامنة: دراسة مفهوم قرءاني معين ينبغي أن يكون من خلال ترتيل الآيات المعنية بالموضوع، ثم ترتيبها حسب أولوياتها، وتشكيل فهم واحد كلي يحكم معاني الكلمة أينما وجدت في النصوص.
التاسعة: مفهوم النص يحكم على المعاجم وأفهام الناس.
العاشرة:مفهوم الكلمة محكوم بالجذر اللساني لها.
الإحدى عشر:عدم التأثر أثناء دراسة الخطاب القرءاني بالشائع من المفاهيم والمعاني على ألسنة الناس.
هذه من أهم القواعد التي ينبغي الانتباه إليها أثناء الدراسة.
وعود على النص.
1-كلمة "النفس" في النص لا تدل على ذكر أو أنثى، لأن النفس لا نوع لها، والنوع يأتي من نوعية الجسم( ذكر أو أنثى).
2- كلمة "زوج" في النص تطلق على الطرفين بالمستوى ذاته، فالذكر زوج الأنثى ، والأنثى زوج الذكر، وكلاهما زوجان.
3- كلمة "بث" تدل على النشر المتصل. نحو البث التلفزيوني.
4-كلمة" رجال" صفة لا علاقة لها بالنوع وتدل على فئة من الناس تحقق بهم صفة الفاعلية والإيجابية في حركتهم بالمجتمع.
5-- كلمة"نساء" صفة لا علاقة لها بالنوع وتدل على فئة من الناس تحقق بهم صفة التأخر الاجتماعي من حيث فقدانهم لصفة التفاعل واعتمادهم في حياتهم على فئة الرجال.
بعد هذا التحليل اللساني انظر: أين كلمة الذكر أو الأنثى في النص؟
أين الكلام عن أن أصل الخلق كان من الذكر الأول "آدم"؟
أما سؤالك أو اعتراضك بقولك: (ولكن اختلافنا هو،هل يخاطب الرجال بكلمة نساء؟)
أنت انطلقت من كون أن الرجال ذكور، والنساء إناث، فتساءلت سؤالك،و الصواب كما ذكرت أن الرجال والنساء صفتان وليستا نوعاً، وكون الأمر كذلك بطل سؤالك من أصله! فالرجال رجال، قد يكونون من الذكور والإناث معاً، وقد ينفرد بالصفة الذكور البالغين،وقد ينفرد بالصفة المرأة البالغة، والشرط هو الفاعلية والإيجابية والوعي والرشد والنفقة، وهذا يتحقق بالإنسان أي كان نوعه، وكذلك كلمة النساء قد يكونون ذكوراً وإناثاً، وقد يكونون ذكوراً ، وقد يكُنَّ إناثاً.
وبالتالي يمكن أن يجتمع في النص الواحد كلمتي الرجال والنساء معاً، وسياق النص هو الذي يحدد المقصد من استخدام الكلمتين.
الله أعطى للإنسان حقوقه وكرَّمه، فلا يحق لفرد أن يقول أعطيت زيداً حق الحرية أو غيرها! كما ذكرت حضرتك! لقد خلق الله الإنسان حراً أصلاً،
أما إن صار الزوجان في مرتبة الرجال فيتقاسما القوامة القيادة للرجل الذكري، والإدارة للرجل الأنثوي، ولاعلاقة لفرق النسبة المالية بينهما! وإنما تصير العلاقة بينهما قائمة على الاستشارة والرأي والرأي الآخر، ويتفقان أن القرار في النهاية يكون للرجل الذكري على الغالب.
ولايوجد غالب أو مغلوب ، وإنما يوجد تفاهم ومسايرة، أو يجب على الرجل الذكري أن يرفع مستواه العلمي والمادي ليحافظ على القوامة له،أو يتعلم كيف تكون إدارة الاختلاف والأزمات، أو لا يتزوج أصلاً من امرأة بلغت مبلغ الرجال!
ودمت بخير
الأخ عبد القادر المحترم
تحية طيبة وبعد
النقاش والحوار ليس من الضرورة أن ينتهي بقناعة أحد الطرفين، فالحوار هو لتلاقح الأفكار وتبادلها والاطلاع على رأي الآخر، والقناعة تأتي متأخرة نتيجة معاناة، وهي موقف شخصي لا يستطيع أحد أن يلزم الآخر بها.
أخي الكريم
لقد أجبتك على سؤالك وواضح أن كلمة الرجال لايمكن أن تأتي بمعنى النساء لأنها ضدها، كما أن كلمة الذكر لا تأت بمعنى الأنثى! وهذا لا يعني أن لا تأت كلمة رجال وتحتوي في مضمونها الإناث، وذلك مثل كلمة إنسان فهي تعني الذكور والإناث أو أحدهما.
وانتبه أخي إلى الفرق بين الكلمات واستخدامها انظر على سبيل المثال:
ليس كل أنثى امرأة، والعكس صواب. لأن المرأة هي الأنثى البالغة.
وليس كل ذكر أو أنثى رجل، لأن كلمة الرجل تطلق على الإنسان بنوعيه إذا امتلك الوعي والرشد والسعي في الحياة.
فكلمة النساء والرجال في اللسان العربي والاستخدام القرءاني هما صفات وليستا أجناس أو أنواع، هذه النقطة ينبغي الاتفاق عليها أولاً، والأصل هو المفهوم اللساني إلا إن أتت قرينة تحدد المفهوم بنوع دون الآخر.
أما قولك :( دعنا نمر على جميع الآيات التي تتضمن كلمة نساء(33) ونبين أن النساء هن الإناث فقط).
انظر قوله تعالى:
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
ماذا تقول بدلالة كلمة ( أو نسائهن)؟
- إن قلت إن معناها المرأة فهذا يدل على أن المرأة لها نساء خاصة بها يجوز أن تُظهر أمامهن الزينة، ويوجد نساء أخرى لا يجوز أن تظهر أمامهن الزينة! وهرباً من هذا المفهوم قال الفقهاء: يقصد بالنساء نساء أهل الكتاب!
- وما حكم ظهور زينة المرأة أمام الأخوة من الرضاعة؟ و الصهر زوج البنت بالنسبة لأمها( الحماية)؟ والربيبة بنت الزوجة التي في حجر الزوج ؟
وهذا انطلاق من أن النص القرءاني نص أتى بسياق المستثنى المسبوق بالنفي(وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا) الذي يفيد الحصرلما يأت بعده كما قال أهل العربية، وبالتالي ما ينبغي إدخال أحد في النص لم يذكره!
وانظر أيضاً:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14
كلمة الناس يقصد بها الذكور والإناث معاً في الاستخدام القرءاني، انظر قوله تعالى( رب الناس ، ملك الناس..)، فالذكور والإناث لهما حب شهوة النساء! فلو قلنا: إن كلمة النساء بمعنى الإناث لصار معنا الذكور يشتهون الإناث، والإناث يشتهين الإناث!وبالتالي فالنص يقرر إباحة فاحشة السحاق!
فماذا تعني كلمة النساء؟
وانظر قوله تعالى:
{لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً }النساء7
هل كلمة الرجال أو النساء في النص تشمل الأولاد الصغار ذكوراً أو إناثاً؟
هل يصح استخدام كلمة (رجال) على الأولاد؟ وكذلك هل يصح استخدام كلمة (نساء) على البنات؟
انظر إلى دقة النص القرءاني (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين..)
وبعد ذلك كيف تتجرأ على النص القرءاني وتغير كلماته بقولك: فالله فضل الذكور في القوامة!!!!!! الله يقول: ( الرجال قوامون على النساء) ولم يقل الذكور قوامون على الإناث!!!!!!
وللموضع بقية حسب ما يستجد معك
ودمت بخير
تحياتي لك .وشكراً على جهدك القيم.
أود أن أسألك سؤلاً ,يختص في الموضوع السابق ,"السنة والحديث في القرآن" وذلك حول موضوع الصلاة وعدد ركعاتها. أعذرني فأنا أطبع المقالات وأرتب مواعيد قراءاتها بالتسلسل.
ذكرت أن الصلاة "فرضت " ركعتين ركعتين ....ومن ثم تمت الزيادة عليها من قبل الرسول(ص)
هل أستطيع أن أفهم من كلامك أن الأصل أو الفرض هو ركعتين لكل صلاة ....وزاد النبي من عنده كسنة عملية ,وصلت إلينا بالتواتر .
وهل يمكن أن يصلي المؤمن ركعتين فقط ؟
الأخ عبد القادر
تحية طيبة وبعد
1- النص القرءاني خطاب للمؤمنات يبين لهن المباح إظهاره من الزينة في الوسط الاجتماعي اللاتي يعشن فيه من الذكور ابتداء ببعولتهن...، و لا علاقة لنوع الإناث في النص قط، ولو افترضنا صواب كلامك أن النص يشمل الإناث أيضاً لبقي السؤال موجود ما حكم إظهار الزينة أمام النساء الأجانب كون النص يتكلم عن النساء المحارم؟
2- ودلالة الزينة إن كانت التفاعل الكلامي فما هي حدود لباس المرأة عن الرجال الأجانب أو المحارم من القرءان فقط؟
3- هل الصهر زوج البنت من ملك اليمين؟
4- إذا كان ملك اليمين هو الزواج الدائم فكيف نفهم النص القرءاني التالي:( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) ومن دلالة (أو) التخيير، غير أنها تفيد التغاير ؟
5- هل الجماع والأكل خاص للنساء؟
6- هل كلمة "الناس" في قوله تعالى( زين للناس حب الشهوات من النساء) هم الذكور فقط؟
7- النص الذي تكلم عن الأطفال هو خاص لليتامى ، ولا علاقة له بموضوع النص الآخر!
8- نص ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان...) لاعلاقة له بنص اليتامى، فهو يتكلم عن موضوع آخر يتعلق بالتركة!
عذراً ؛ لم يحالفك الصواب في كل ما قلت!
ودمت بخير
الأخ زهير المحترم
تحية طيبة وبعد
ينبغي ان تفرق بين ركن الإسلام الذي هو إقامة الصلاة، وأداء الصلاة التي هي واجب متعلق بالشعيرة التعبدية، والذي يبدو لي من خلال القرءان أن الصلاة التعبدية كحد ادنى هي ركعتين في الوقت الواحد، والزيادة عليها سنة نبوية متواترة.
والأمر ليس على هذه الدرجة من الخطورة، فلا حاجة لتهويل الموضوع واعطاءه أكبر من حجمه!
ولقد جعل الله الإنسان خليفة، وهذا لا يمكن ان يتحقق إلا إذا غادر الإنسان سجادة صلاته وسار في الارض ينظر كيف بدأ الخلق!
فالإنسان كائن اجتماعي وليس راهباً في صومعة!
لذا؛ كانت إقامة الصلاة هي الركن الإسلامي وليس أداء الصلاة! وللاسف جعل المسلمون اداء الصلاة هي الركن!
أداء الصلاة لك شخصياً، وإقامة الصلاة للمجتمع! ولكل أهميته ، فأعط كل ذي حق حقه.
ودمت بخير
أشكرك أخي سامر على هذا التوضيح. وأتفق معك ,وهذا رأي بالموضوع ,لكني طرحته للتأكد من رأيكم ولتعم الفائدة. الإيمان ليس بعد الصلوات والركعات ,هناك من يصلي مئة ركعة ,وقلبه خال من الإيمان ,وهناك من يصلي ركعة أو ركعتين أو يدعو الله عز وجل وقلبه خاشع لجلال وعظمة الخالق.
ودمت يا أخي بخير وصحة لتعطي من فكرك النير الكثير الكثير.
تساؤلات من القرآن لأهل القرآن -11
الحجاب ليس فريضة الحجاب رمز تكفيري سياسي
الإعجاز العلمى ومعجزات داود وسليمان عليهما السلام
دعوة للتبرع
النظر لكعوب النساء: هل يعد النظر الى أقدام النسا ء من زنا النظر ؟ ...
هذا حرام قطعيا: احيا نا الناس في وصفها لأشخا ص عندهم مواهب...
شباب أهل القرآن: أتعجب من أن الآرا ء الأول ى التى كنت أرسله ا ...
الامامة فى قريش: نحن نسمع احادي ث للعرب مع الاسف يلصقو ن صفة...
أساور من ذهب: ما معنى يحلون فيها بأساو ر من ذهب ..فطال ما ...
more
تحياتي العاطرة بكل الحب والاحترام والتقدير.
مقالاتك الأخيرة فتحت أمامنا أبواباً من الشك واليقين .وصار المتلقي, شاء أم أبى في حيرة من أمره ,ما بين تراث غطى مساحات الفكر في عقلية المسلم المثقف ,وبين طروحات جديدة ,فيها تدبر لآيات القرآن الكريم ,تهدم ثقافة السلف ,وتبني على أنقاضها ثقافة جديدة ,تستخدم عمق اللغة ومدلولاتها ,إلى جانب السياق المعرفي الذي يتناغم ولغة التطور والعصر.
رأي الشخصي فيها ,وكوني أملك خلفية ثقافية يمكن تسميتها بالتقدمية (سياسياً) .أقول ,أنها البداية الصحيحة لتقديم الفكر الديني في مضمونه العالمي الذي يخاطب كل الناس بلغة قرآنية جاءت من خالق شاءت إرادته ومشيئته التدرج المعرفي للوصول بالبشر إلى المطلق النسبي .حيث أن المطلق الكامل هو وحده.وما تطرحه يا أخي من تدبر يصب في هذا السبيل .رغم قناعتي أنه فكر يسبق عصره ,مثل فكر الدكتور أحمد أيضاً وغيره من المتنورين .ومع ذلك سيبقى هذا الفكر يتفاعل مع البنى التحتية للمجتمع ,حتى يحدث فعل التغير قريباً إن شاء الله.
شكراً لك