تعليق: 2 | تعليق: مرحبا دكتور محمد العودات . | تعليق: التحقيق في أقدم بناء عبادي | تعليق: جزيل الشكر لكم دكتور محمد العودات على الإضافة المهمة، | تعليق: ... | تعليق: السيسى بيبع كل حاجة تخدم فقراء مصر . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول | تعليق: لمحة رائعة و استدلال مفحم حول زواج المنافقين من بقية الناس في المدينة . | تعليق: الخليج وإيران وأمريكا: غزة خارج الحسابات | تعليق: دماء على الأسفلت . | خبر: حملة دولية تضامناً مع ليلى سويف ومناشدات للإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح | خبر: ألمانيا تسعى لحكم أوروبي بشأن إعادة المهاجرين عند الحدود | خبر: العاهل المغربي يعفو عن 1526 محكوماً بمناسبة عيد الاضحى سعد اليعقوبي | خبر: في ذكرى النكسة... هزائم بلا حساب وتاريخ يُعاد بلغة الإنكار | خبر: واشنطن تفرض عقوبات على 4 قضاة في المحكمة الجنائية الدولية | خبر: منتخب الأردن يحقق إنجازا تاريخيا ويتأهل إلى كأس العالم لأول مرة | خبر: تعرف على كلفة الحج في الدول العربية | خبر: ترامب يحظر دخول مواطني 12 دولة منها إيران وليبيا والسودان واليمن | خبر: مصر..لجنة حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن 22 صحفيا محبوسًا | خبر: التضخم السنوي في المدن المصرية يقفز إلى 16.8% في مايو | خبر: لماذا تتصدّر الدول الأفريقية قائمة الأزمات الأكثر إهمالا في العالم؟ | خبر: توقعات محققة وغرق محتمل للإسكندرية والدلتا بسبب التغيرات المناخية بحلول 2100 | خبر: أبحاث جديدة تكشف نتائج واعدة بشأن علاج سرطان القولون والمستقيم | خبر: في أول انتقاد علني، ماسك يصف مشروع قانون ترامب الضريبي بـبشع والمثير للاشمئزاز | خبر: اللاجئون الفلسطينيون في العراق يطالبون بوقف الإجراءات التمييزية ضدّهم |
أدلة التنوير للخروج من "اللعنة"

د. شاكر النابلسي Ýí 2010-03-13


 

 

-1-

قلنا في الأسبوع الماضي، من أن المفكر التنويري والشاعر والأكاديمي التونسي/ الفرنسي المتميز عبد الوهاب المؤدب، قال في كتابه "مواعظ مضادة"، عن ظاهرة الفتاوى التكفيرية الدينية، التي انتشرت في الثمانينات وما بعدها من القرن الماضي في العالم العربي والإسلامي، وخاصة بعد حرب الخليج الثانية 1991، وكذلك بعد كارثة 11 سبتمبر 2001، بأنها "مرض التكفير" في الإسلام. وهو مرض شاع – وما زال - في الأوساط الأصولية داخل العالم الإسلامي، وخارجه على &Cceالمستوى الشخصي والمستوى العام، ووصل إلى حد التنابز بالألقاب. وقال المؤدب أيضاً، في كتابه "مواعظ مضادة"، أن الشيء المرعب هو أن ينتشر هذا "المرض" في أنحاء متفرقة من العالم الإسلامي، وكذلك في الغرب. وفي هذا المعنى يعتبر المؤدب أن دعاة الإسلامي السياسي، كجماعة الإخوان المسلمين، هم على رأس من نشروا "مرض التكفير"، وجاءوا بنموذج "للهذيان المعادي للغرب"، عبر خطاب بدائي ساذج. ومحاربة فيروس "مرض التكفير"، هو أول الخطوات التنويرية للخروج من اللعنة التي تحدث عنها المؤدب في كتابه "الخروج من اللعنة Sortir de la malediction"

-2-

لقد نتجت أوهاماً كثيرة ، نتيجة لانتشار "مرض التكفير" في العالمين العربي والإسلام. ورصد المؤدب هذه الأوهام في كتابه "أوهام الإسلام السياسي، 2001"، حيث قال: "الوضعية الراهنة للعالم العربي هي الأسوأ في تاريخه . رغم عدد سكانه واتساع أرضه، وتعدد دوله وتنوعها، ورغم اقتسامه لغة مشتركة تختزن ما لا يُحصى من الكنوز. وأخيراً رغم تاريخ مجيد، والعديد  من الامتيازات والإيجابيات، وهبات الطبيعة والتاريخ، أصبح من الأكيد أن وضعية هذه البلدان اليوم، هي من ضمن الوضعيات التي لا يُحسَدُ عليها في عصرنا.

 فهناك طغيان يسود معظم العواصم العربية، ومعه بؤس وجهل مُتوائمان. والأرقام الملخصة لهذه الوضعية، هي الواردة في التحقيقات والتقارير التي قامت بها مؤسسات دولية." ويخلص المؤدب إلى القول، أن الإسلام ليس أصل الداء وليس أصل المصيبة، وإنما المصيبة هي ما فعله بعض المسلمين أنفسهم بالإسلام. وأن الدواء يكمن فينا نحن المسلمين أنفسنا، عملاً بالحكمة: "ودواني بالتي كانت هي الداء". والعمل على استنفاد سلبية الشقاء الذي نحن فيه. وكما قال الفيلسوف الهولندي باروخ اسبينوزا، فإن "عافية الوطن" تكمن في حرية التفكير، واحترام الرأي والرأي الآخر. وهذا هو الدواء الناجع لدائنا الآن.

-3-

وفي كتاب المؤدب الجديد "الخروج من اللعنة، 2008" ، يرشدنا المؤدب الى دليل آخر من أدلة التنوير للخروج من اللعنة، وهو دليل وضع الأمة أمام خيارين، لا ثالث لهما: إما، سلوك طريق الحضارة والتقدم. وإما الانكفاء على أنفسنا، والغرق حتى الموت والاندثار في أحضان مرض عبّر عنه المؤدب بـ "الورم السرطاني"، وهو التخلف عن العالم، والخوف من العالم، علماً بأننا جزء – لا سبيل إلى إنكاره - من هذا العالم، كما أكد خادم الحرمين الشريفين، في خطابه أمام مجلس الشورى بالأمس القريب. ولا سبيل إلى التقدم إلا باستئصال هذا "الورم السرطاني".

-4-

ويشير المؤدب إلى دليل آخر من أدلته التنويرية، وهو عدم "تسييس الدين"، والمحافظة على قداسة الدين بعيداً عن الفساد والنجاسة السياسية. ومن هنا، فإن المؤدب يرفض "ولاية الفقيه". ويعتبر أن ظهور الخميني في إيران 1979 والحكم بشرعية "ولاية الفقيه"، التي بعثها الخميني من زوايا التاريخ، لكي يحكم بها إيران، قد أعاد إيران عدة قرون إلى الوراء. كما كانت الخمينية سبباً في حرب الخليج الأولى 1980-1988 التي دمرت اقتصاد الدول العربية والإسلامية. كذلك، كان لحكم "ولاية الفقيه" في إيران، الإساءة لسمعة الإسلام الذي أغرقته الخمينية حتى أذنيه في وحول السياسة، وتراجع دور إيران الحضاري في العالم، ومعاداة معظم دول العالم لحكم الملالي. كذلك، فإن من أسوأ الكوارث التي سسببتها الخمينية، اشتداد الصراع بين السنة والشيعة، واشتداد ساعد الأحزاب الدينية السياسية في مصر، والجزائر، والمغرب، والعراق، وتونس، ولبنان، والأردن، وبعض دول الخليج، وغزة. مما زاد من نشاط المنظمات الدينية الإرهابية في معظم أنحاء العالم. ومن هنا، فإن الخطر الأعظم يتأتى من رجال الدين المُسيّسين، الذين يتحولون الى ديكتاتوريين استبداديين، يريدون التحكُّم بكل شيء.

-5-

أما الدليل التنويري الآخر، الذي يريدنا المؤدب أن نأخذ به، ونمسك بيده، لنصل إلى شاطئ أمان المعاصرة، فهو القراءة الانفتاحية الحديثة للنصوص التراثية. فعلوم الاجتماع، والتاريخ، واللغويات Linguisticsومناهج النقد الحديث المختلفة، وغيرها من العلوم المهمة لتفسير النصوص، لم تكن متوفرة في القرون الماضية، كما هي الآن. لذلك لم يُستعن بها في الماضي في قراءة النصوص التراثية. وبذا، تمَّت قراءة وتفسير النصوص التراثية تفسيراً حرفياً، وهو ما كان متوفراً – دون غيره – في الماضي. أما اليوم، ونحن نعيش في قلب ثورة علمية ومعلوماتية، فقد توفرت لنا كل هذه العلوم والأدوات، لإعادة قراءة نصوص التراث على ضوء هذه العلوم، لكي نفهم تراثنا بشكل عصري أفضل، ولكن بشرط أن يتمَّ ذلك من داخل التراث، كما يدعو المؤدب إلى ذلك، وكما يفعل هو نفسه، في مختلف كتبه وأبحاثه.

فلقد خلَّف لنا كل عصر قشوره، وعلينا أن نُركِّز على الجوهر الأول، وندع تلك القشور جانباً.

 

اجمالي القراءات 9292

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,826,718
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة