رضا البطاوى البطاوى Ýí 2009-09-11
البرزخ
الموت هو انتقال الإنسان من الحياة الدنيا لحياة أخرى هى حياة البرزخ وهى حياة مستمرة حتى يوم البعث وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون "وحياة البرزخ إما عذاب ممثل فى دخول النار كما حدث مع آل فرعون مصداق لقوله تعالى بسورة غافر "وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "وإما متاع ممثل فى رزق الجنة كما حدث مع الشهداء وهم المقتولين فى سبيل الله مصداق لقوله تعالى بسورة آل عمران "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون "فالاستبشار بمن لم يلحقوا بهم يدل على أنهم فى الجنة والذين لم يلحقوا بهم فى الدنيا ومكان البرزخ هو السماء مصداق لقوله تعالى بسورة الذاريات"وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالذى نوعد هو الجنة أو النار ومصداق لقوله تعالى بسورة النجم "ولقد رآه نزله أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى " فالنبى(ص)رأى جبريل(ص)فى السماء عند الجنة وهذا معناه أن جنة البرزخ فى السماء وهذا يعنى أن حياة البرزخ لا تتم من خلال الأجسام المدفونة فى القبور والتى تتحلل وإنما من خلال أجسام أخرى تركب فيها النفوس وهذه الأجسام الله أعلم بماهيتها والسبب فى القول بوجود الأجسام هو أن المتعة والعذاب لا يتمان إلا من خلال الأجسام فالآكل الشارب المجامع للحور العين لابد له من أعضاء يفعل بها هذا ومثلا المكوى بالنار لابد له من جلد وشارب الحميم لابد له من فم وهكذا حتى يشعر بالألم
وقد استثنى الله صنفين من الناس:
1- الشهداء الذين قُتلوا فى سبيل الله: فهو يُنعمهم فى الجنة أحياء (ولم يُخبرنا الله كيف. فهل يعطيهم أجسادا أم أحياء بنفوسهم وأرواحهم، فهذا من علم الغيب.)
يقول تعالى:
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }البقرة154
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169
2- أشد الكفار كفرًا ومُعاندة كآل فرعون فهم يُعرضون على النار غدوا وعشيا. ولاحظ أنهم يُعرضون على النار ولم يذكر القرآن الكريم أنهم يُعذبون فيها، فالعذاب يأتى بعد الحساب.
{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }غافر46
وبما أن الجنة والنار متجاورتان ويفصلهما الأعراف، فربما (ولاحظ أنى أقول: رُبما) كان مكانهما الأعراف، أو مكان قريب من جهنم حتى يُمكن أن يُعرض آل فرعون على النار فتُعذب نفوسهم بما يتوقعونه من عذاب حقيقى بعد الحساب.
يقول تعالى:
وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ{44} الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ{45} وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ{46} وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{47} الأعراف
ولاحظ أن الآية:
{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }غافر46
يستشهد بها أصحاب عذاب القبر، ولكن لو كان هذا فى القبر لقال الله "تُعرض عليهم النار غدوا وعشيا"
ولكنه سبحانه قال: :يُعرضون على النار" أى فى مكانهم بجوار النار.
إلا لو كانوا يعتقدون أيضا أن النار تُنقل إلى كل كافر فى قبره لِيُعْرَض عليها، أو أن هناك شاشة تلفزيونية تعرض عليهم مشاهد النار فيرونها رغم أنهم أجساد ورمم لا حياة فيها ولا تُسمع أو تُبصر!!!
هذا ما أراه من استعراض آيات الله فى البرزخ
وما لم يذكره الله فى كتابه فهو من غيبه سبحانه {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً }الجن26
أخيك عزالدين
12/9/2009
الاولى بك ان تكتب في اخر مقالك -والله تعالى اعلم -لانه اجتهاد منك -
فلا يعلم تاويله الا الله تعالى فما بالك بحياة البرزخ
هذا المقال يخدم اصحاب الثعبان الاقرع وكل تلك الروايات عن عذاب الانسان بعد موته في قبره
وانت مثلهم تناسيت ايات الكتاب المبين
قالوا لبثنا يوم او بعض يوم- هل انساهم الله تعالى عذاب البرزخ او نعيمه
الايات التي تؤكد ان الانسان يوم البعث سيشعر انه لبث عشية او ضحاها كثيرة
وشكرا
اخواني ... ان البرزخ كما اتفق عليه كل الاحية اعلاه هو منطقة نورانية تشعر فيها الانفس بما حولها ولها نوعية من الاتصال مع عوالم النار والجنة كما ذكرتم في العديد من الآيات التي لن اعيدها هنا لمعرفتنا جميعا بها سواء من فرعون وقومه او من الذين قتلوا في سبيل الله بينما الشهداء هم الرسل والملائكة كما قال سبحانه وتعالى .
ومن آية فريدة نستنتج ان ما وراء البرزخ هو الموت للنفس والزمن كما يقول الكفار والمؤمنون معا في قوله تعالى {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ }يس52 فهذا كلام كلا الفئتين على هذه المفاجأة المصيبة على الكفار والمفرحة للمؤمنين {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }الأنبياء103
والآية الفريدة التي استدل بها هي :- لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }المؤمنون10
اي انهم يذهبون الى ما وراء البرزخ موتا للزمن والنفس .
الأخ عز الدين السلام عليكم وبعد:
أولا لا يوجد استثناءات وما قلته من وجود استثناءين يناقض القرآن فقد ورد أن مؤمن يس دخل الجنة بعد قتله أو موته وفى هذا قال تعالى بسورة يس" قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين "
كما أن الله ذكر دخول الجنة للمسلمين وهم الطيبين بعد الوفاة أو الموت ودخول الكفار النار بعد الموت فقال فى سورة النحل "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعلمون " و"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعما من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فاخلوا أبواب جهنم خالدين فيها "
ثانيا ليس فى كلامى حديث عن القبر وإنما قلت الجنة والنار حاليا فى السماء طبقا لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "والموعود هو النار للكفار والجنة للمؤمنين
الأخت سارة السلام عليكم وبعد :
لم أتحدث عن عذاب القبر وكل ما تحدثت عنه هو الحياة البرزخية فى الجنة والنار السماوية والله أعلم بكل شىء لكنه هنا أعطانا النصوص على ما أتكلم فيه ومن ثم فهو ليس اجتهاد
عودى لأدلة المقال حتى تعلمى أنى لم أقل شىء من عندى
وأما قولك أن الإنسان يقول لبثنا عشية أو ضحاها فهذا قول الكافر فى الأخر وأما المسلم فيقول لقد لبثتم إلى يوم القيامة او البعث وقول الكافر لا يؤخذ دليل على صحة قول ؟لأن الكافر معروف بأنه يكذب والدليل يكون قول الله وليس قول الإنسان
الحياة البرزخية
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
إن الإنسان يعيش فى الدنيا حياتين :
الأولى هى حياتنا الحالية على الأرض
الثانية هى الحياة الثانية بعد الموت وهى ما يسمى حياة البرزخ وهذه الحياة تكون إما فى الجنة وإما فى النار
ومن الأدلة على وجود هذه الحياة فى القرآن ما يلى :
1- قوله تعالى بسورة البقرة "كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون "
هنا حياتين كل منهما بعد موت ثم رجوع إلى الله وهو حياة الخلود فى القيامة ولذا قال الكفار فى القيامة فى سورة غافر "ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين"
2- قال تعالى فى سورة النحل "
"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
هنا الملائكة بعد أن تتوفى الظالمين وهم الكفار تكلمهم ثم تأمرهم بدخول جهنم وقطعا الوفاة هنا فى الدنيا ومن ثم يكون حياة فى جهنم للكفار فى الدنيا
2- قوله تعالى فى سورة النساء :
"إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا"
هنا الملائكة بعد أن تتوفى الكفار تكلمهم والكلام معهم ورد الكفار هو دليل على حياتهم فى البرزخ ودخوله جهنم فيه
-4قال تعالى فى سورة الأنفال :
"ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد"
هنا الملائكة بعد الوفاة تضرب الكفار وتذيقهم العذاب ومن ثم فهم يعذبون فى حياة البرزخ لأنهم يضربونهم وهم يتوفونهم
5-- قال تعالى فى سورة محمد :
"<إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم فى بعض الأمر والله يعلم إسرارهم فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم"
هنا الملائكة تضرب المرتدين على الوجوه والأدبار عند الوفاة وبعدها وهذا دليل على وجود عذاب فى البرزخ
6-قال تعالى فى سورة النحل :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
هنا الطيبين وهم المسلمين تكلمهم الملائكة عند الوفاة وتطلب منهم دخول الجنة وهذا معناه وجود حياة برزخية فى الجنة
7-قال تعالى فى سورة الفجر :
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى"
نفس الدليل السابق فهنا نفس المسلم يخاطبها الله فيطلب منها دخول الجنة عند الموت
8-قال تعالى فى سورة الأعراف :
"فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا وكذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين قال ادخلوا فى أمم من قبلكم من الجن والإنس فى النار"
هنا عند الوفاة رسل الموت يسألون الكفار ثم يطلبون منهم دخول النار مع السابقين وهذا دليل على وجود حياة برزخية فى النار
9-قال تعالى فى سورة النور:
" والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب"
هنا الظمآن إذا لم يجد الماء مات فوجد الله فوفاه حسابه بسرعة وهذا يعنى وجود حياة ثانية فى الدنيا
كان ما سبق هو أدلة عامة على وجود حياة ثانية فى الدنيا فى الجنة أو النار هى حياة البرزخ وأما بقية الأدلة فهى أدلة خاصة بأشخاص أو أقوام أو جماعات وهى :
10-قال تعالى فى سورةيس:
"قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين"
هنا مؤمن يس دخل الجنة فتمنى لو علم قومه بهذا وهذا التمنى يعنى أنهم كانوا فى الدنيا
12-قال تعالى بسورة نوح :
"مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا"
هنا قوم نوح(ص) بعد الغرق مباشرة دخلوا النار
13-قال تعالى فى سورة البقرة :
"ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون"
هنا الشهداء أحياء فى البرزخ
14- قال تعالى فى سورة آل عمران :
"ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
هنا الشهداء أحياء فى الجنة يطلبون بالبشرى فى أصحابهم المؤمنين الذين لم يموتوا
15- قال تعالى فى سورة الأعراف :
"وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يهتدون"فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون "فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم"
هنا العذاب مسلط على أصحاب السبت حتى يوم القيامة وهذا دليل على وجودهم فى النار
16- قال تعالى فى سورة غافر :
"فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب"
هنا آل فرعون فى النار يعذبون وفى القيامة أيضا يعذبون
ومن هذه الأدلة يتبين وجود حياة ثانية فى الدنيا بعد الموت هى حياة البرزخ وهى حياة فى جنة أو نار السماء لقوله تعالى بسورة الذاريات :
"وفى السماء رزقكم وما توعدون "
فالموعود هو الجنة والنار فقد وعد الله المؤمنين والمؤمنات الجنة فقال فى سورة التوبة :
" وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات"
ووعد الكافرين والمنافقين النار فقال فى نفس السورة :
" وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم "
موضوعك هذا فعلا هام وابرزت فيه العديد من النقاط المثيرة وهو طرح جديد يستحق التامل والنقاش ، وحتى نصل الى الحقيقة اسمح لي ببعض النقاط اود ان استوضحها وارى رايك فيها في ضوء طرحك لهذا الموضوع وهي تنحصر في الاتي :
1- نود ان نعرف رايك او تفسيرك للاية التي طرحها احد الاخوة اعلاه وهي : أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }النحل21
2- كذلك ما تفسيرك للاية التي اوردها الاخ احمد المندني وهي : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ }يس52 ، حيث تشير الى ان البعث يعقب عملية رقود وليست حياة برزخية ؟
3-نتفق ان الذي يدخل النار فلن يخرج منها ، وطرحك يشير الى دخول الكافرين النار في الحياة البرزخية ويتلو ذلك النفخة الاولى مما يستوجب توقف العذاب لفترة ما ، والمولى عز وجل اكد بانه لن يخفف عنهم العذاب حتى لو طلبوا يوما واحدا ،
- وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة39
- وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة80
- كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ }البقرة167
للحديث بقية ...
- وهذه اية اخرى تشير اى ان توفية الاجور (اي العقاب والثواب ) يتم يوم القيامة وليس في البرزخ : كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185
- وهذه اية اخرى تدل على ان عذاب الهون انما يكون يوم القيامة وليس في البرزخ : وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ }الأحقاف20
- كذلك كيف ان تكون الحياة البرزخية ضمن الحياة الدنيا وقد اجل المولى عز وجل التعذيب بالنار ليهود بني قريضة الى الاخرة النار : لوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ }الحشر3 ، فاذا كانت حياةىالبرزخ تشتمل على عذاب النار لم لا يعذبهم الله بها بدلا من تاجيل ذلك الى الاخرة ؟
مع خالص الود والتقدير
(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)آل عمران- بدأت العبارة القرآنية(كل نفس ذائقة الموت)ثم (وإنما توفون أجوركم يوم القيامة)ولم ترد"وإنما توفى أجرها يوم القيامة"..لأن(أجوركم) مقصود بها النفس+الجسد ... أما النفس فقط دون الجسد فنجد هذه الآية (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)الأنعام ...فكلمة(اليوم) في سورة الأنعام تدلل على يوم مماتهم وليس يوم القيامة فلا تعارض بين وجود عذاب الهون في البرزخ في الأنعام ووجود عذاب الهون يوم القيامة في الأحقاف
أما استشهادك بآية الحشر فإن عالم البرزخ غير عالم الدنيا(لوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ)ففي هذه الآية نفي عن العذاب على هؤلاء في الدنيا وليس نفيا عن البرزخ وتأكيد لعذاب الآخرة
الحقيقة بدات اميل الى رايك في هذا الموضوع ولكن حبذا لو تفضلت بازالة الابهام عن طريق شرح بقية الايات في المداخلة لان بقاء اية واحدة تشير الى معنى مخالف يبقي على الاحتمال الاخر قائما ، كذلك بقيت نقطة اخرى لم افهمها جيدا فهل عنيت بان الجزاء في البرزخ للنفس فقط بدون الجسد ؟ في حين ان الجزاء يوم القيامة يكون للجسد والنفس ؟ فاذا كان الامر كذلك فهناك العديد من الايات تشير بان الحساب يكون للنفس يوم القيامة دون الاشارة الى الجسد كما في الايات التالية :
َكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }آل عمران25
وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }آل عمران161
فارجو منك شاكرا توضيح جميع هذه الملابسات لدي ...وجزاك الله كل خير
اخي سلطان..النفس هي المحرك للجسد وأفعال الجسد من سيئات وحسنات ما هي إلا استجابة لأوامر النفس(إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي)...أما(فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)هذا لا شك عن يوم القيلمة(ليوم لا ريب فيه) ولكن هل هذه الآية توحي بأن الحديث عن النفس فقط ؟ يتضح لنا من الكثير من الآيات التي نفهم منها حديثا عن الدنيا أن الخطاب بشكل كبير يخص النفس مع أن طبيعتنا في الحياة الدنيا هي نفس وجسد,على سبيل المثال
(ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه)فكما أن كسب الإثم يكون على النفس في الدنيا ولكن الأداة هي الجسد( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين)فيشترك الإثنين في الفعل النفس والجسد فإن النفس بما تكسب من إثم توفى ما كسبت يوم القيامة( ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)والجزاء على الإثنين معا فنجد في أول الآية(جمعناهم)وفي آخر الآية(وهم لا يظلمون)فكل نفس توفى ما كسبت في الدنيا ويعود الثواب أو العقاب على النفس والجسد معا..مثال آخر(كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة)نفس السياق(توفون أجوركم)=(وهم لا يظلمون)أي الجزاء يعود على الإثنين معا ...فالخطاب للنفس في القرآن الكريم سواء في الدنيا أو الأخرة لا يعني انفصالا عن الجسد وإنما إشارة لمسئولية النفس عن أفعال الجسد في الدنيا والجزاء في الأخرة(وإذا النفوس زوجت)..وما جعلني أذهب إلى أن سياق سورة الأنعام عن البرزخ هي عبارة(فرادى كما خلقناكم أول مرة),فكانت بالنسبة لي هي الفصل في موضوع المرحلة البرزخية,فكلمة (فرادى)تعني النفس فقط دون الجسد وعبارة(كما خلقناكم أول مرة)تؤكد هذا المعنى(ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم)فالخلق الأول كان خلقا للنفس فقط عند الشهادة لله تعالى وقبل سجود الملائكة لآدم,فالسجود لآدم حدث بمجرد أن خلق من طين ونفخ فيه الله من روحه(وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) أما عند الخطاب للنفس في الدنيا أو الأخرة فهذا لا يعني انفصالا عن الجسد..والله المستعان
اشكرك اخي مصطفى على تجاوبك معي في تساؤلاتي الخاصة بهذا الموضوع
الرد على منشور علم الله وعلم الناس
قراءة في كتاب الدليل العقلي على امامة علي
دعوة للتبرع
مفيش فايدة ..؟؟: كلما تكلمت بالقر آن أنتقد البخا رى اجد...
العدة والاحتداد: توفى زوجى ودخلت فى فترة العدة المقر رة شرعا ،...
القرآن والانسان : هل هذه المعا دلة بالأح رى المقا رنة و...
سؤالان : السؤا ل الأول : قال تعالى : ( نَحْن ُ ...
صافات : ما معنى( صافات ) فى سورة الملك 19 ) ...
more
البرزخ
وردت كلمة البرزخ ثلاث مرات فى القرآن الكريم وكلها بمعنى الحاجز أو الحائل الذى يحجز ويحول بين شيئين.
قال تعالى:
{لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }المؤمنون100
{وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً }الفرقان53
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ{19} بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ{20} الرحمن
فعند الموت تنفصل النفوس أو الأرواح (الجزء العاقل) عن الأجساد (الوعاء الحاوى الذى لا يعقل ولا يُحس بمفرده)
وعند الموت يطلب الكافر أن يعود إلى الحياة
ولكن عند انفصال الجسد (الذى يبقى فى هذه الدنيا ليتحلل) عن النفس أو الروح التى تذهب إلى حيث يشاء الله مما لا نعلمه، ولا تُحس بشئ وإلا لقالوا يوم البعث: "يا له من زمن مر علينا!"
ولكنه تعالى يقول:
{قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ }المؤمنون113
ويمنع النفس أو الروح من الرجوع إلى الدنيا حاجز هو البرزخ.
أما الأجساد فهم أموات فى هذه الدنيا لأنهم بلا نفوس أو أروح تعقل أو تُحس.
قال تعالى:
{أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }النحل21
ولو كانت الأنفس أو الأرواح تبقى فى البرزخ، لقال تعالى "وهم فى برزخ إلى يوم يُبعثون"
ولكنه سبحانه قال: (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يُُبعثون)
أى أنهم قد تعدوا البرزخ الذى يمنعهم من العودة.
ولم يذكر الله شيئا اسمه الحياة البرزخية، فالحياة البرزخية ذكرها أصحاب عذاب القبر والثعبان الأقرع.
(يتبع)