الارتباك المصطنع:
نو التكامل الإسلامي " 7 "

احمد شعبان Ýí 2009-04-18


لقد انتهى الأستاذ الهميسع في التعليق على ما كتبت إلى القول :
فهدفنا وغايتنا وجوهر حوارنا أسمي من أن نحرج بعضنا البعض ... !!!
وإنما لنتعاون معاً ويد وبيد متكاتفين متضامنين لإظهار الحق الذي يريده الله عز وجل في محكم تنزيله
وهذا ما أصبو إليه تماما ( هو ذاك الهدف ) " التعاون في إظهار الحق "


ومن هنا سأبدأ حديثي .
1. من يعيش في مصر أو يقوم بزيارتها ناهيك عن أي بلد إسلامي آخر يجد مقامات أهل البيت تعج بالزائرين المصريين بكل فئاتهم وثقافاتهم ومواطن إقامتهم مما يعني أن لأفئدة المصريين تهموا إلي آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتحدثون عن آل البيت سرا وعلانية بكامل الاحترام والتقديس وعلوهم عليهم جميعا وبالطبع أنا أولهم ، ولا ينطق اسم أحد منهم إلا يسبقه سيدنا أو سيدتنا .
***من هنا لا أجد فارقا بين سني وشيعي بالنسبة لمنزلة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن درجة المغالاة تتفاوت بين الجماعات ، وهذا ما عاب الله سبحانه وتعالى عليه أهل الكتاب ، وأمرهم ألا يغلوا في دينهم .
· هذا هو الوصف الدقيق للحالة الدينية في مصر .
كذلك حين الحج والعمرة تجد كافة الحجيج لا تقل لهفتهم على زيارة قبر رسول الله عن زيارتهم لبيت الله الحرام .
**** من هنا أيضا يتأكد الاتفاق التام بين جميع المسلمين حول علاقتهم بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهنا يطرح علينا سؤال ما سبب هذا الارتباك الذي تعيشه أمتنا ؟ !!!!!.
السبب الرئيسي الأول والأوحد هو البغي .
نعم البغي ولا شيء غيره ، والذي جعل الشعوب الإسلامية وخصوصا في منطقتنا العربية تعيش تحت طغيان القهر من تسلط كل من السلطتين السياسية والدينية طوال تاريخها .
ولا يعنيني ولا أبحث من أي طرف أتي هذا البغي لأن جميع أسلافنا قد ماتوا ولا أريد أن أنظر خلفي ، بقدر ما يعنيني أننا كأمة في بداية الألفية الثالثة نريد أن نعيش ونساهم في تقدم ورقي البشرية جنبا إلى جنب مع العالم المتقدم الذي نعيش فيه بقيامنا بتبليغ رسالة الإسلام كما أرادها الله سبحانه وتعالى .
2. حينما بدأت العمل بالسياسة ، وكان هذا متزامنا مع ثورة الإمام الخميني ،
· وضعنا في برنامج الحزب وجوب اختيار إمام للمسلمين ناهيك عن باقي بنود برنامج الحزب وتطبيق الشريعة الإسلامية .
· كما توجد الآن كتابات تصلني مما يسمى حزب التحرير ( مجموعة الخلافة ) .
· كما يوجد أئمة معاصرين لدى الشيعة .
· كما يوجد لدى أهل السنة أئمة مثل شيخ الأزهر مثلا ، وفي باقي الطوائف كذلك .
والمشكلة فيما بينهم جميعا من من هؤلاء الأئمة يمكن أن يكون مرجعا لدين الله في ظل الاختلافات القائمة ، وهذا ما يعنيه ويحاول علاجه أخي الهميسع .

ولكن يقابل هذا الارتباك الدعوة بالدولة العلمانية ، والتي نعيشها فعلا في ظل مقاومة دينية مما حدي بالعلمانيين أن يستميتوا في محاولاتهم لإقصاء الدين عن الحكم والسياسة والدولة ، ومحاولات الإقصاء من الدينيين للعلمانيين لإقامة دولة الخلافة ، إقصاء متبادل من كلا طرفي المعادلة ،ونحن نرى عالمنا العربي معسكرين الآن " موالاة ، ومقاومة " هل هنا توجد معادلة أصلا ، لا يوجد غير الارتباك والتخبط .
وفي ظل هذا المناخ تزداد مشكلاتنا تعقيدا
**** أخلص من هذا أن موضوع الإمامة مطالب من قبل الجميع ، والسؤال كيف يتم ذلك وسط هذا التعقيد ؟

وبعيدا عن المسألة السياسية
من العجيب أن نجد حوارا بين الأديان ، ولا نجد حوارا بين المسلمين ، لكي تكون لديهم رؤية موحدة تعبر عنهم حين حوارهم حول الأديان .
من هنا كان حواري مع أخي الهميسع أكثر من هام ، وكانت البداية دون اختيار مني حول مفهوم الشرك ، حيث تبلور الحوار فيه إلى تعريف كل من كلمتي الرحمن والعهد .
وقد أوضحت رؤيتي ورغم قول آخى الهميسع : أن ما توصلت أليه صحيح وأوافقك عليه تماماً وليس عندي اعتراض على أي شيء جاء في بحثكم عن لفظتي الرحمن والعهد في كتاب الله . ولكن أجابتكم هذه جاءت وصفية في وصف الرحمن و وصف العهد و افتقرت كلياً إلى الشيء العملي و الدليل وتبيان كيفية اتخاذ العهد عند الرحمن لنيل الشفاعة ...!!
أي أن سؤال الهميسع مازال مطروحاً بدون جواب
وتطرق سيادته إلى تعريف الشرك بالظلم كما عرف الأمانة التي حملها الإنسان وانتهى إلى القول :
أذاً نصل إلى نتيجة أن هذه الأمانة التي حملها الإنسان ... لها أصحاب نحن اغتصبنا حقهم بها وجلسنا مكانهم ونحن جاهلين بها وعلومنا نجسه لإتباعنا الظن وعلوهم صافية نقية عذبه معصومة لأنهم مصطفين على العالمين بإرادة إلهية خاصة بخالق الخلق علام الغيوب .
وانتهى من وصف العهد مع الرحمن إلى القول : لا يمكن أن يتم اتخاذ العهد مع الرحمن كما آمرنا الله عز وجل إلا وفقط و حصرياً عن طريق المبايعة يد بيد ...!!
يوجد أذاً مصافحة فهناك يدنا نضعها بيد من يريد آخذ عهد الله علينا ...!!!
وانتهى من تعليقه النهائي بالقول : والسؤال الجديد الذي اختم به جوابي إلى الأستاذ احمد شعبان المحترم هو : كيف تعمل وتطبق الآية الكريمة السابقة ...!! ومن الذي تبايعه أنت الآن في القرن الواحد والعشرين
ويقصد بالآية السابقة قول الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } الفتح10

وبعد أن وصل حوارنا إلى هذه المرحلة والتي ما زلت أرى فيها بعض الثغرات ، والتي تنم عن القفز إلى النتائج .
لذا فقد وجدت نفسي أمام سؤال أكثر محورية ، بالاتفاق حوله تتلاشى كل الفروق بين كافة الفرق الإسلامية رغم كل ما قيل أعلاه ، وبعدم اتفاقنا حول الإجابة سنظل على أحوالنا من تدهور مستمر .

والسؤال المحوري لهذا الموضوع هو : الكمال / العصمة ، هل هي لأحد غير الله .
فليتفضل الأستاذ الفاضل الهميسع بعرض رؤيته ، ليس في إطار منازلة ، بل في إطار الرغبة الحقيقية كما ذكر سيادته سابقا نحو التكامل الإسلامي .
لأن لدي أسبابي في الاعتقاد بأن الكمال والعصمة لله وحده لا شريك له ، ولذلك جاء سؤالي الأول في بداية حوارنا حول الآية الكريمة " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ....

رغم أن الإمامة -- وهذا ما كنت أود الحديث عنه في مقالة أخرى -- شيء جميل وراقي ولابد منها ، وتعتبر قيمة عليا يجب أن يلتف حولها الشعب المؤمن في إطار مدني ملتزم بلوائح ودساتير الدول المتعددة المتواجدين فيها ، والتي يتم التعبير فيها عن الإرادة الحقيقية لمواطنيها . وكمثال فلننظر إلى الزعامات الروحية على مستوى العالم مع الأخذ في الاعتبار عدم المغالاة في الدين ولا نقول إلا الحق .

وحتى في حالة أن تكون هذه العصمة والكمال قد وهبها الله سبحانه وتعالى للإمام ، ولكننا كجموع للمسلمين لا نرى وليس في مقدورنا الاقتناع ، والتي تقف حائلا أمام توحد المسلمين . والذي لم ينزل القرآن الكريم إلا لتلافي سبب عدم هذه الوحدة " الاختلاف " ، وأمام تحقيق هذا الهدف الأسمى فلم لا يتنازل الإمام عن هذه العصمة طواعية ويجعلها علاقة بينه وبين ربه ، ولأنه من نسل الرسول الكريم وجميع المسلمين تهفوا أفئدتهم لآل البيت فسيتم اختياره ، وبذلك سيكون إماما للمسلمين بعامة بدلا من إمام لطائفة .
وبالنسبة لوجود أكثر من إمام معاصرين ، فاقتراحي لم لا يتشكل مجلس أو ما شابه بين الأئمة المهديين المتنازلين طواعية عن الكمال / العصمة مع العلماء الأفاضل لتكون الرؤيا جماعية ، ومن ينتخب إمام يكون هو الممثل لهذه الهيئة التي تمثل كافة المسلمين وننتهي من الطائفية ، والتي نرى عوارها صباح مساء متمثلة في الإفساد وسفك الدماء .

ولكن الذي يقف حائلا أمامنا هو استمرار طغيان التسلط والفساد " البغي " في هذه الحالة ليبقى ما نقوله فكرا يتم الترويج له حتى يتهيأ المناخ لتحقيه .
وفقنا الله سبحانه وتعالى جميعا لما يحبه ويرضاه .

اجمالي القراءات 12021

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   مهندس نورالدين محمد     في   السبت ١٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37278]

أهل الاختصاص

الأخ الفاضل الاستاذ أحمد


1-أنا من الذين يتابعون مقالاتك ويستفيدون منهاويشعرون بأن صاحبها صادق وطاهر


2-عند ي سؤال :اذا احس انسان ما بألم شديد في بطنه فهل يذهب الى طبيب أخصائي هضميه أم الى شاعر كبير يتحفه بقصيدة عصماء عن ضرورة الصمود وتحمل الألم ؟؟وهل يحق لطبيب الهضميه أن يقول له :ماليش دعوى ؟؟؟!!


                                                    مع عاطر التحيات


2   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   السبت ١٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37285]

أخي الفاضل الأستاذ / نور الدين محمد

تحية مباركة طيبة وبعد


أخي الكريم شكرا لك على ثنائك لي ، وأرجو أن أكون دائما عند حسن ظنك بي .


ولكن حقيقة لم أتعرف على مغزى سؤال حضرتك ، لذا رجاء الإيضاح .


دمت أخي بكل خير .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


3   تعليق بواسطة   إبراهيم إبراهيم     في   الإثنين ٢٠ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37347]

هذا سبيلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ أحمد شعبان

الأستاذ رياض علي زهرة

المحترمين : تحية طيبة

بمتابعتي لموقع الأخوة الإسماعيليين لاحظت وجود طلب من الأستاذ أحمد شعبان بإغلاق نافذة الحوار في موقعهم والتي قد فتحها الأستاذ رياض بيني وبينه مع ملاحظة رغبة الأستاذ رياض في متابعة الحوار الدائر بيننا بكل الود والاحترام .

مع أن رغبتي بأن يتم الحوار في موقع أهل القرآن وذلك للفائدة التي نرجوها للجميع . وبما أني مصنف في موقع أهل القرآن كمعلق وهذا التصنيف لا يسمح لي بنقل الحوار لهذا الموقع لذا يبقى الأمر معلق بموافقة الأستاذ أحمد شعبان وموافقة موقع أهل القرآن لنقل هذا الحوار إن رغبوا مشكورين

وسأحتفظ بحقي في وضع التعليق على المقالة الموضوعة من قبل الأستاذ أحمد شعبان في موقع أهل القرآن إن سمحتم .

وسأقسِم المقالة لقسمين

الأول : وهو رد الأستاذ رياض على الأخ مصطفى فهمي وسوف أترك التعليق له دون تدخل

الثاني : ما أورده الأستاذ أحمد من رد الأستاذ رياض عليه فيما قاله بتفسير وتوضيح معنى لفظتي الرحمن والعهد من كتاب الله

وهو الذي سأعلق عليه

نبدأ من المقالة ( 6 )

قال الأستاذ رياض علي زهرة

(((ونحن في منتدانا للحوار الإسماعيلي المتحضر لا نسعى إلى تكفير أحد ولا إلى إحراج أحد . )))

وهذا كلام جميل يدفعنا لمتابعة الحوار حيث أننا أيضا لا نسعى لهذا

(((وهكذا فقط وبالتعاون المشترك بأهداف نبيلة ونية صافية لنصرة الحق الذي أبانه الله عز وجل في محكم تنزيله بغض النظر عن محاولة تطويع آيات الله عز وجل ولوي أعناقها لتوافق مذاهبنا الشخصية التي ورثناها عن إباءنا وأجدانا نصل بعونه وتعالى وتوفيقه إلى الهداية لنوره الكريم وصراطه المستقيم وعروته الوثقى التي لا انفصام لها )))

وهذا كلام أجمل يتضمن المبادئ لاستمرارية الحوار قال الله تعالى :

{كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف3

{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35


4   تعليق بواسطة   إبراهيم إبراهيم     في   الإثنين ٢٠ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37348]

تابع هذا سبيلي

قال الأستاذ رياض في تعريفة لمعنى كلمة ( الظلم ) ومفهومه لها وكما يقول باستمرار ( تفسير النص بالنص )وبعد أن أورد قوله تعالى :

{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13

((( الظلم :

هو اغتصاب حق من صاحبه وإعطاءه لغير المستحق له .

أي وضع الحق في غير موضعه ...!!!

و بشكل أدق هو تقلد منصب ومكانة من اصطفاهم الله عز وجل على العالمين للإفتاء بدين الله لعباد الله بوحي وآمر من الله عز وجل ...!!!

وبشكل أوضح الظلم هو اخذ الأمانة من أصحابها والاحتفاظ بها أو إعطاءها لغير المستحقين لها ))))

والسؤال الذي يخطر ببالنا كيف استنبط الأخ رياض هذه المفاهيم من النص السابق إذ أن النص السابق يحدد فقط بأن الإشراك بالله هو ((( ظلم )))

فمن أين أتى بقضية اغتصاب حق من صاحبة ؟؟؟

ومن أين أتى بقضية تقلد منصب ؟؟؟

ومن أين أتى أخذ أمانة من أصحابها ؟؟؟

فلا أرى أي رابط بين ما أورد الأستاذ رياض من مفاهيم تخصه لمعنى هذه الكلمة ((( الظلم ))) وبين قوله تعالى (((لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )))

فإذا أردنا أن نضع تفسير ومفهوم لمعنى كلمة يجب علينا أن نستحضر جميع النصوص التي وردت فيها هذه الكلمة ونضع لهذه الكلمة معنى افتراضي ونسقطه في جميع النصوص فإن لم يغير هذا المفهوم من السياق العام للنص وأبدى هذا المفهوم عدم تعارض مع أي نص , يكون هو الأقرب للصحيح

وهنا نرى الأستاذ رياض قد أورد نصا مفردا وبين معنى هذه الكلمة من خلال هذا النص متناسيا باقي النصوص التي ورد فيها هذا اللفظ . أي أن الأستاذ رياض أتى بتصور مسبق لمعنى الكلمة وأسقطه في سياق كلامه معتقدا أن كل من يقرأ هذا الكلام عنده ذات التصور بأن معنى كلمة ((( ظلم ))) كما يتصوره هو ويأتي محصورا في تلك المفاهيم


5   تعليق بواسطة   إبراهيم إبراهيم     في   الإثنين ٢٠ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37349]

تابع هذا سبيلي

هذا الأمر يدفعنا لعدة تساؤلات

- أليس هذا المفهوم المكرس لمعنى هذه الكلمة عندكم أستاذ رياض هو ناتج موروث تاريخي وهو ما ورثته عن آبائك وأجدادك

- أليس هذا نوع من لي عنق الآيات لمحاولة تطويعها لما تهوى نفس من يقول هذا الكلام

واستتبع الأستاذ رياض بالاستدلال بقوله تعالى :

((( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } الأحزاب72 )))

وقال (((أذاً هناك محاكمة عقلية وتفكير وتدبر حول هذا العرض الإلهي ومراجعة للحسابات الشخصية حول هذا الشيء المعروض وهي الأمانة ... أن كان المعروض عليه قادر على الأداء بمقتضياتها أو لا قدرة عليه لذلك لكي يتم الرفض . )))

((( وكما عرفنا الظلم بأنه هو أخذ حق من صاحب حق و وضع حق في غير موضعه المخصص له .

وهذا الظلم هو الشرك بعينه . ))))

(((أذاً نصل إلى نتيجة أن هذه الأمانة التي حملها الإنسان ... لها أصحاب نحن اغتصبنا حقهم بها وجلسنا مكانهم ونحن جاهلين بها وعلومنا نجسه )))

((( و بالتزامنا بتنفيذ الآمر الإلهي بهذا الإرجاع نرفع الظلم عن أنفسنا ونصل الى التكامل الإسلامي المنشود ... وبتمسكنا بها نوقع أنفسنا ضمن سجل الظالمين لأصحابها ونرفض الآمر الإلهي الواضح في محكم تنزيله بقوله )))

وهنا لا أدري كيف يقوم الأستاذ رياض بالقفز فوق المعاني والمفاهيم العامة للنصوص ليصل إلى ما وصل إليه من نتائج دون أن يكون لمحاوره رأي في أي منها إذ أننا لم نصل بعد لتحديد معنى و مفهوم كلمة واحدة حتى الآن

الأخ رياض : إن أردت أن نتمم الحوار أرجو منك أن تضع كل مفاهيمك عن الدين الذي ورثته عن آبائك وأجدادك جانباً ونبدأ حوارا جديدا فأنا في كل كلامي لا أستخدم أي دليل من ما ورثته عن آبائي وأجدادي عن الدين وإذا شعرت بهذا عليك رد كلامي

وبشكل أبسط دعنا نشبه الحوار الذي سيدور بيننا و كأن الرسالة التي أنزلت على سيدنا محمد انتهى إنزالها قبل عدة أيام وأُرسل لنا نسخة من هذا القرآن وسيدور حوار بينيا فيما فهمناه من هذا القرآن بعد قراءته

أو لِنَقُل ( بشكل آخر وأبسط ) أن الحوار سيدور بينك وبين شخص من أهل الكتاب شعر بأن ما يدين به من دين فيه خلل ويبحث عن حقيقة أقوى يتمسك فيها فكيف ستهديه وترشده للحق

وأعود لأذكر الأخ رياض بقوله تعالى :

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64

إذ أن هذا النص هو النص الذي يبدأ منه كل حوار لا يبغي الوصول منه للتكفير والبغي وعليه ومنه ( النص ) ننطلق في متابعة الحوار إن أردت الحوار والنقاش

وإن شاء الله لن أحيد عن هذا المبدأ , كما أرجو منكم أن لا تحيدوا عنه

والحمد لله رب العالمين


6   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الإثنين ٢٠ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37357]

أخي الحبيب الأستاذ / إبراهيم إبراهيم

تحية مباركة طيبة وبعد


أشكرك أخي على هذه المشاركة الموضوعية ، وقد كانت تفصيلا حول جوهر القضية التي نحن بصددها ، والتي عبرت عنها في القول : " وإنها تنم عن القفز إلى النتائج " ، وفي الحقيقة كتبت هذه المقولة وأنا غاية في التحفظ ، حيث الإشارة اعلى المقالة حول الهدف من الحوار ، ولكنها جاءت تعبيرا عما فهمته .


لذا فقد قمت ببلورة الحوار حول العصمة / الكمال ، والتي منها يخرج كل هذا المعتقد .


وبعد الحوار حول هذه النقطة يمكننا الانطلاق إلى كل ما يود قوله .


وانا كلي ثقة من إخلاص الأستاذ الفاضل رياض " الهميسع " ، ولدى أسبابي لهذه الثقة .


وفقنا الله سبحانه وتعالى إلى ما يحبه ويرضاه .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


7   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   السبت ٢٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37582]

حوار هادئ وهادف ..

الأخ الفاضل أحمد شعبان شكرا على مقالاتك والتي تهدف إلى النقاش بين المذاهب المختلفة ، وأريد أن أقول لك إن الفائدة من مقالاتك هي قطعا طويلة الأجل أي أن الأستفادة منها ليست اليوم وغدا بل تتعدى السنوات وربما عشرات السنوات ..


8   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   السبت ٢٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37591]

الأستاذة الفاضلة / ميرفت عبد الله

تحية مباركة طيبة وبعد


شكرا أختي الكريمة على مرورك الصادق ، لأنك صدقتي فيما قلتي ، ولكن مشوار الألف الميل يبدأ بخطوة ، لابد وأن نخطيها إذا أردنا المسير ، والعاقبة لله وحده لا شريك له .


تقبلي خالص إمتناني وتحياتي .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


9   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الإثنين ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37710]

وصلني ما يلي من الأستاذ الهميسع

السلام عليكم جميعاً



لقد بدأت بالكتابة إلى الأستاذ الفاضل أحمد شعبان المحترم



وبدأت ردي بالتعقيب على أحدى مشاركاته في منتدانا



وذلك لعلاقتها الوثيقة بما نحن به من بحث في إطار الوصول



إلى أنجع السبل وأفضل الطرق إلى التكامل الإسلامي المنشود



وسوف يتم الإرسال غداً أن شاء الله عند الانتهاء





الهميسع


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-09-27
مقالات منشورة : 144
اجمالي القراءات : 2,312,960
تعليقات له : 1,291
تعليقات عليه : 915
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt