مصطلح البخل يعنى الكفر فى القرآن ويناقض الجهاد والعطاء فى الاسلام :
(4 )من أنواع الكفر السلوكى التى يقع فيها المسلمون اليوم : (البخل ) :

آحمد صبحي منصور Ýí 2009-04-13


مقدمة
بعض المسلمين يرتكب الكفر السلوكى ويعيش به محافظا عليه الى ان يموت به فيكون مصيره الخلود فى النار مع أنه ـ نظريا ـ كان فى حياته الدنيا يؤمن ايمانا قلبيا بأنه لا اله إلا الله جل وعلا.
الكفر السلوكى ليس فقط بارتكاب جريمة ولكن أيضا بالامتناع عن عمل الخير وفعل الفضيلة .

المزيد مثل هذا المقال :

فبعض المسلمين يرتكبون جرائم تؤدى بهم للخلود فى النار لو ماتوا وهم مستمرون عليها دون توبة حقيقية ، وعندها لن يجدى شيئا ايمانهم القلبى . وبعض المسلمين قد لا يرتكب هذه الجرائم الشريرة ، ولكنه أيضا لا يفعل الخير ، أى يبخل و يشحّ ويمنع ، فيرتكب دون أن يدرى سلوكا من السلوكيات الكافرة يستحق بها الخلود فى النار . أى ليس مطلوبا فقط الابتعاد عن المعاصى بل أيضا فعل الخير، وهذا كله تحقيق للايمان العملى بالله تعالى وباليوم الآخر.
إن الاسلام قائم على العطاء لتهذيب النفس البشرية وعلاجها من البخل والشح والأنانية ،فالمسلم الذى لم ينجح ايمانه فى تزكيته وترقيته وشفائه من الشح والأنانية ينتهى به البخل والشح والمنع الى الخلود فى النار .
واليكم التفصيل..

اولا : ارتباط البخل بالكفر والعذاب فى الآخرة بالخلود فى النار :

1 ـ البخل ليس مجرد البخل بالمال ، ولكن بأى نعمة أعطاها الله تعالى للانسان ، من صحة وعلم و طاقة ومقدرة جسدية وعقلية ونفوذ . البخل بهذا قرين الكفر السلوكى ، نفهم هذا من قوله جل وعلا : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ) ( النساء 37 ). فمعنى البخل شرحته نفس الاية فى سياقها ، حيث يأتى الشرح فى القرآن باستعمال (واو ) العطف ، فالبخل هنا يعنى أن تكتم وتمنع ما آتاه الله تعالى لك من فضله ، والمال ليس هو كل ما آتاك الله تعالى من فضله . الجزاء هو عذاب ينتظرك فى الاخرة لو انتهت حياتك بهذا البخل .
ويلاحظ أن الله جل وعلا لم يقل ( واعتدنا للباخلين عذابا مهينا ) ولكن استعمل وصف الكفر ليدل على أن البخل يعنى الكفر ، ليس فى العقيدة ولكن فى السلوك والعمل والتصرفات. والبخيل هنا لم يكتف بالبخل بل هو ايضا يدعو الناس للبخل.
وأيضا يقول جل وعلا :(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) (الحديد 24 ) أى فالذى يبخل ويأمر غيره بالبخل إنما تولى عن ربه وأعرض عنه ، أى صار من الكافرين ، وهنا إشارة الى ان الكفر السلوكى بالبخل يؤدى الى الكفر العقيدى بالاعراض عن رب العزة : (وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) .

2 ـ وخلافا للشائع فإن من مرادفات البخل وصف (الهمزة اللمزة ) ، وفيه نزلت سورة الهمزة (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ). هنا يتوعد الله جل وعلا كل شخص يموت موصوفا بانه (همزة لمزة ) بعذاب أبدى فى النار ، وكالعادة يأتى شرح مصطلح ( الهمز اللمزة ) بأنه الذى قضى كل حياته حتى الموت فى جمع المال وتعداده معتقدا أن المال سبيله للخلود ، وهى صفة كل بخيل حريص على الدنيا والاستغراق فى جمع المال ، ومراجعة رصيده ه(جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ ) مثل هذا الشخص يعتقد إنه لن يموت ، ولو آمن بأن الموت ينتظره لأختلفت تصرفاه وعمل للآخرة . ويرد الله جل وعلا على تصور هذا البخيل بالتأكيد أنه سيلقى به فى الجحيم ، تحت اسم (الحطمة ) حيث نار الله تعالى الموقدة الى تصعد الى فؤاد البخيل ، ويبقى فيها موصدة ابوابها عليه أبد الآبدين . ومن يدخل النار لن يخرج منها مطلقا .

3 ـ وللتأكيد على أن مصير البخيل هو النار ، يقص الله جل وعلا قصة أصحاب الحديقة أو الجنة الذين بخلوا بثمارها فعاقبهم الله تعالى فى الدنيا بحرق الحديقة علاوة على ما ينتظرهم من عذاب الاخرة :( القلم 17 : 33 )
وقصّ الله تعالى حكاية ذلك الصحابى الفقير الذى عاهد الله جل وعلا إن أغناه الله تعالى وأعطاه من فضله ليقدمن الصدقة وليكونن من الصالحين ، وحقق له الله تعالى أمنيته فاصبح غنيا ، ولكنه عندما جاءه المال بخل به ، وتولى عن الحق واعرض عنه وتحول من الايمان الى النفاق ، أى أدى كفره السلوكى الى كفر عقيدى ، وأكد الله تعالى إنه سيظل منافقا الى ان يلقى الله تعالى بهذا القلب المنافق فى الآخرة ، حيث ينتظره عذاب الآخرة لأنه أخلف وعده مع الله وكذب عليه جل وعلا . يقول تعالى : (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ) ( التوبة 75 ـ )
ويوجّه رب العزة إنذارا لكل من يبخل بفضل آتاه الله تعالى له بأن عذابهم يوم القيامة من جنس العمل ، وعليه فلا يحسبون أن البخل خير لهم بل هو عذاب ينتظرهم (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ٌ)(آل عمران 180 ) والملاحظ هنا أن البخل ليس بالمال فقط بل بكل ما آتاهم الله تعالى من فضله .
ثانيا : ارتباط البخل بالعذاب فى الدنيا : (وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ )
1 ـ ويوجّه رب العزة إنذارا للصحابة البخلاء فى عهد النبى محمد عليه السلام ، يهددهم بأن يستبدل قوما غيرهم ،أى ان يهلكهم ويأتى بقوم آخرين ، وسبب التهديد إصرارهم على البخل مع كثرة الدعوات لهم بالانفاق فى سبيل الله جل وعلا . يقول لهم رب العزة ولنا ولكل المؤمنين بالقرآن الكريم : (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )( محمد: 38 ).
ونتوقف هنا مع قوله تعالى (وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ).
2 ـ سبق فى حديث القرآن الكريم عن عذاب البخيل فى النار أنه يعذب بما كان يبخل به:( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ٌ)(آل عمران 180 ) .ويتأكد نفس المعنى فى حديث القرآن الكريم عن البخلاء الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله ، وأن مصيرهم أن يحمى على الذهب و الفضة فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وظهورهم ويقال لهم : هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون . ( التوبة 34 : 35 ). هذا فى عذاب الآخرة .
نفس الحال فى عذاب البخيل فى الدنيا ؛ سيكون أعز ما يحرص عليه هو سبب شقائه فى الدنيا ، ولقد كان المنافقون بالمدينة هم أثرى أهل وأغناهم ، وبسبب ثرائهم وممتلكاتهم فى المدينة لم يريدوا تركها حفاظا على أموالهم وعائلاتهم ، ونافقوا لكى يحافظوا على وضعهم الاجتماعى والاقتصادى. ولقد نهى الله جل وعلا النبى محمدا عليه السلام مرتين عن أن يعجب بما لأولئك المنافقين من أموال وأولاد ، وأكّد رب العزة إنه سيجعل عذابهم فى الدنيا عن طريق هذه الأموال وأولئك الأولاد ، ثم ينتظرهم العذاب الكبير فى الآخرة : (فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) (وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) ( التوبة 55 ، 85 ).
وتلك اللعنة لا تزال تلازم كل بخيل يجمع الأموال فتكون سبب شقائه وأمراضه ، ويحرص على الاستكثار من الأولاد فيكون أولاده سبب شقائه . القصص كثيرة فى التاريخ وفى الحياة المعاصرة و حتى فى الدراما . وذلك تأكيد لقوله تعالى (وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ).
ويؤكد الله تعالى نفس المعنى فى قوله تعالى للصحابة ولنا : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (التغابن 16 ) فالله جل وعلا يعتبر البخل أو الشح مرضا يجب توقيه والوقاية منه، كما يعتبر الانفاق فى سبيل الله تعالى هو الخير.
وقوله تعالى ( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) يعنى إنه لكى تفلح وتنجو من الخسارة يوم الدين عليك بأن تحارب الأنانية و الشح فى نفسك ، فهو مرض يؤدى بصاحبه الى الجحيم.
3 ـ البخيل لا يفهم أن المال هو مال الله تعالى ، وكذلك كل النعم التى تفضل بها عليه ، ولا يفهم البخيل أن الرزق بيد الله جل وعلا ، وأنه جل وعلا يختبر هذا فيعطيه رزقا أوفر ويختبر ذاك فيقتر عليه فى الرزق ، وأنه جل وعلا هو الذى يجعل الثروة تدور وتتنقل من هذا الى ذاك ليكون مليونير اليوم هو مديونير الغد ، وأنه برغم تكالب البشر على الثروة وتقاتلهم عليها فلا يستطيع كل منهم أن يكون مليونيرا أو أن يظل مليونيرا ، فذلك بيد الله جل وعلا وحده . والأزمة الاقتصادية التى هزّت أمريكا وتناثرت توابعها فى العالم بدأت من لاشىء ، ونتج عنها أن فقد أثرياء العرب بلايين وبلايين ، وهم الذين يبخلون ببضع آلاف فى سبيل الله تعالى ، فى لحظة وجدوا أنفسهم وقد فقدوا البلايين ، وتراجعت مراكز بعضهم فى قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم .
الدرس الذى لم يتعلموه أن الضمان الوحيد لأموالهم ليس البنوك التى تفلس والشركات التى تخسر وليس العقارات التى ينهار سعرها ، ولكن الضمان الوحيد فى (البنك الالهى ) بأن تعطى من هذا المال الذى أعطاه الله تعالى لك جزءا يسيرا منه ، هو حق الله جل وعلا ، وتنفقه فى سبيله ابتغاء مرضاته .
4 ـ ففى مقابل القاعدة القرآنية عن البخيل : (وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ) توجد قاعدة قرآنية مناقضة تؤكد فى أكثر من آية قرآنية أن البنك الالهى يعطى أرباحا مضاعفة هائلة (من يقرض) الله جل وعلا ( قرضا حسنا )، وهذا القرض الحسن هو جزء يسير جدا مما تكسب ومما تملك ، ربما أقل مما تنفقه فى اللهو واللعب و المعاصى ، يقول تعالى ( مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ )(الحديد : 11، )ويؤكد نفس الحقيقة فى نفس السورة (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) (الحديد 18 ) وفى غيرها :( إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ) (التغابن : 17 ) ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (البقرة 245 ).
وتأمل الاسلوب القرآنى فى (الإقراض ) لله جل وعلا ، وما فيه من روعة إيمانية و لمحات إقتصادية ، فالله جل وعلا جبار السماوات والأرض الغنى عن العالمين مالك الملكوت يستعمل هذا الاسلوب ليحث المؤمنين على الانفاق فى سبيل الله جل وعلا ،اى فى الخير والنفع العام للبشر ، وليس له جل وعلا ، وتاتى الدعوة موجهة لكل الناس ، وبسؤال يدعو الجميع للتنافس فى أن يقدموا لله جل وعلا (قرضا حسنا ) وتكون فوائده مضاعفة . واللمحة الاقتصادية هنا فى استعمال لفظ (الاقراض ) أى بدلا من أن تقرض بربا أو أن تبحث عن استثمار لأموالك هنا وهناك فالأفضل لك أن تقرض منها جزءا يسيرا لله جل وعلا ، وبهذا الجزء القليل تأخذ أرباحا مضاعفة وتحصل على أمن إقتصادى مضمون فى الدنيا وفى الآخرة ، أما إذا بخلت فقد بخلت على نفسك .
ويعطى رب العزة مثلا لهذا الأجر العظيم المضاعف فى قوله تعالى :(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )( البقرة 261 ـ ) فنسبة الأرباح هنا سبعمائة ضعف . أى لو تبرعت لله جل وعلا بألف دولار فالأرباح عليها = الف دولار فى 700 أى مايعادل 700 ألف دولار. ولا يلزم أن تكون نقدا ومالا منظورا، وتلك قضية أخرى .
5 ـ البخيل لا يفهم أسرار الرزق ـ وهو موضوع طويل نقتصر منه على ما يرتبط بموضوعنا ـ البخيل لا يرى سوى الرزق المنظور ،وهو حسابه فى البنوك وثرواته العقارية ،ويظل (يجاهد ) ويقاتل و يكافح ليرتفع رصيده ولتزيد ممتلكاته الى أن يأتيه الموت فيترك كل شىء ويحصل على صفر كبير. هذا الرزق المنظور ليس سوى وهم كبير، مجرد أرقام ترتفع صعودا أوتتهاوى هبوطا ، ومجرد اراضى وعقارات لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ، آلت اليك من مالكين سابقين تركوها بالموت أو تركتهم بالخسارة ، وستئول بعدك الى غيرك ،سواء تركتها أنت بالموت أو تركتك هى بالخسارة. أى هى مجرد أوراق وصكوك ملكية وأرقام. وعلاقتك بالرزق المنظور ـ نقديا وعينيا ـ وقتية مرحلية ، ولا تأخذ منه إلا الرزق الحقيقى الذى يدخل جسدك و تعيش به مثل بقية الناس . هذا الرزق الحقيقى غير الرزق الوهمى المنظور . لا تأخذ من الرزق المنظور وكل ما تملكه من أموال وعقارات وشركات سوى ما يملأ معدتك ، وما يملأ رئتيك ، وما يغطى جسدك والمساحة التى تكفى جسدك عند النوم والراحة . وهذا الذى يملك البلايين والقصور والشاليهات و الأطيان لا يستطيع أن يأكل إلا ما يملأ معدته ـ بل يجيع نفسه لكى يحافظ على ريجيم غذائى ، ومهما تعددت قصوره وغرف نومه فلا يحتاج الى مساحة أكثر من حجم جسده ..
وأهم أنواع الرزق الحقيقى هو ما لا نشعر به ، مثل منع المصائب والكوارث ، والتمتع بالصحة وراحة البال وقرة العين بالزوجة الصالحة والأبناء الناجحين المستقيمين ، وبدونها لا تكون هناك سعادة أو متعة . نفترض أنك كسبت بليون دولار ومعه مرض السرطان أوالايدز ، أو حدثت لك حادث سيارة فقدت فيه أطرافك وأعز الناس عليك . وتخيل بليونيرا تزدحم مائدته بكل ما لذّ وطاب وهو لا يستطيع أن يمد يده الى شىء منها ، ينظر فقط اليها بحسرة .!! تخيله يأكل منها ما شاء ولكن لا يحس بمتعة الأكل فقد تعود علي تلك الأصناف الفاخرة وفقد لذة التمتع بها ، عكس الفقير المحتاج الذى يهنأ بلقمة خبز يحمد الله جل وعلا عليها ، وبينما ينام الثرى المترف فى فراش فخم ضخم ويتقلب طيلة الليل فى قلق لا تجدى معه حبوب المنوم أو حبوب المهدىء ترى الفقير المؤمن ينام قريرالعين بعد يوم طويل من الكدح فى سبيل لقمة عيش هنية مرية.
هنا الفرق بين الرزق المنظور و الرزق الحقيقى الخفى الذى لا يقدره الناس حق قدره. ، وتلك أمثلة تقرب معنى الرزق المنظور الوهمى والرزق غير المنظور الخفى . وهذا ما لايفهمه البخيل الذى يضيع صحته وراحة باله ويملأ جسده بالأمراض ويعبىء نفسه بالقلق جريا وراء الرزق المنظورالذى لا يدخل منه شىء الى جوفه ، وحتى لو وصل الى جوفه فلا يستمتع به ، ثم فى النهاية يكون بخله بهذا الرزق المنظور وحرصه عليه سببا لخسارته فى الدنيا وفى الآخرة . خسارته فى الدنيا ليس فقط بالموت أو معاناة القلق و الصراع حول الثروة و السلطة ولكن لما يترتب على هذا الصراع من محن ومصادرة للمال وسجن وقتل .
هذا بعض التدبر فى القاعدة القرآنية (وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ )
ثالثا : دعوة المؤمنين الى الانفاق فى سبيل الله ، ونهيهم عن البخل:
لا زلنا مع قوله جل وعلا:(هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) ( محمد: 38 ).
1 ـ وفعلا فقد نزلت آيات القرآن الكريم بأوامر متكررة بالانفاق فى سبيل الله تعالى وعدم الوقوع فى البخل . منها قوله تعالى : (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) أى أن ما لديكم من مال أو غيره هو من عند الله جل وعلا ، وقد جعلكم مستخلفين فيه ، ثم تشرح الآية درجات الصحابة المؤمنين حسب الانفاق ووقت الهجرة والجهاد ، وتكرر لهم الأمر بالايمان والأمر بالانفاق الى أن يقول رب العزة : (مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ )(الحديد 7 : 11، ) وتلك أقوى دعوة للانفاق فى سبيل الله جل وعلا ، وقد تكررت فى القرآن الكريم كما سبق بيانه.
2 ـ وفى إطار الدعوة الى الانفاق يذكّر الله جل وعلا المؤمنين بلحظة فارقة ، لحظة الاحتضار ، حين يرى المحتضر يقين الموت ، وأنه ترك خلفه الدنيا بكل ما ناضل من أجله ووضح أنه هباء ،بل الأفظع أنه لا يمكن أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء ، ولا يمكن أن يأخذ فرصة أخرى ليصلح فيها ما أفسده ، ولينفق فيها فى سبيل الله بعض ذلك المال الذى أنفق حياته فى جمعه و المحافظة عليه ، ثم هو الان يتركه مفلسا من العمل الصالح الباقى الذى كان يمكن أن ينفعه يوم لقاء ربه جل وعلا. عن لحظة الاحتضار ، لحظة الندم ، لحظة تمنى فرصة أخرى مستحيلة ، يقول جل وعلا محذرا مقدما : (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ( المنافقون 10 : 11 ).
3 ـ ونزلت تشريعات الصدقة وآدابها فى إطار الانفاق فى سبيل الله جل وعلا (البقرة 261 : 274 )
4 ـ وفى مقابل الصحابة الباخلين المنافقين كان هناك صحابة من الأنصار بلغوا درجة الإيثار على النفس وترفع عن مرض الشح نفسه ، يقول جل وعلا : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )( الحشر 9 ) .
وكان من الصحابة المؤمنين من لزم النبى محمدا عليه السلام فى مكة ثم فى المدينة يصلى معه ويقوم معه الليل يقرأالقرآن الكريم ، مع واجبات جديدة طرأت فى المدينة تتمثل فى القتال فى سبيل الله جل وعلا ، والسعى فى الرزق لتنمية موارد الدولة الاسلامية الناشئة ، ومنها السمو الخلقى باقامة الصلاة وايتاء الزكاة ، والانفاق فى سبيل الله تعالى باقراض الله تعالى قرضا حسنا ، ولذلك نزلت الاية الأخيرة من سورة المزمل بالتخفيف عنهم فيما يخص قيام الليل مراعاة للظروف الجديدة فى المدينة ، يقول تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (المزمل 20).
5 ـ ولهذا انقسم مجتمع المدينة فى عهد النبى محمد عليه السلام الى قسمين ، أحدهما منافق يبخل ويقبض يده عن العطاء وفعل الخير،اى بلغ به البخل الى درجة التأثير فى عقيدته فاصبح منافقا ، يقول جل وعلا عن المنافقين : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ) ( التوبة 67 ).
والنوع الاخر يتزعمه النبى محمد عليه السلام ، كان يعطى ويناضل ويجاهد فى سبيل الله تعالى بالنفس والمال، يقول جل وعلا:(لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )(التوبة 88 )
6 ـ ولهذا فان الناس يوم القيامة قسمان : قسم يعطى ويتقى سيدخل الجنة ، وقسم يمنع ويبخل فيقع فى الكفر العقيدى بالتكذيب لآيات الله ، ومصيره الجحيم ، يقول تعالى :(إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى )
وعن هذا الصنف البخيل يسأل رب العزة ، هل سينفعه ماله من الهلاك (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) ؟ . الى أن يقول جل وعلا فى نهاية السورة (فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى)( الليل 4 : 21 ) .فالأتقى هو الذى يتزكى و يسمو ويتطهر بالانفاق فى سبيل الله جل وعلا ، وهو حين يقدم ماله فى سبيل وجه الله جل وعلا لا يشعر أنه يعطى جميلا لأحد ، أو يتفضل عليه ، بل كل ما يهمه هو أن يرضى عنه ربه جل وعلا ، وسيرضى عنه ربه بأن ينجيه من النار التى ستكون نزلا للأشقى البخيل المانع للخير.

رابعا : الجهاد فى سبيل الله تعالى هو نقيض البخل :
1 ـ لو كان البخل بالمال فقط لأصبح الكرم نقيض البخل ، ولكن مصطلح البخل فى القرآن يشمل منع كل تحرك فى الخير ، والبخل بكل ما أعطاه الله تعالى لك من نعمة ، ولذا فان الجهاد هو نقيض البخل ، وليس الكرم.
2 ـ و(الجهاد) يأتى من بذل الجهد والطاقة ، يقول جل وعلا عن موقف المنافقين الذين كانوا يسخرون من فقراء المؤمنين الذين كانوا يتبرعون بقدر طاقتهم وبقدر ( جهدهم ): (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( التوبة 79 ) والجهاد فى سبيل الله هو بذل الجهد والطاقة والحياة نفسها والمال نضالا فى سبيل الله جل وعلا ، فالجهاد أعم من القتال ، فيشمل الجهاد الدعوة الاصلاحية السلمية بالقرآن الكريم وجهاد المشركين به جهادا كبيرا (فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) ( الفرقان 52 ) ، ويشمل الجهاد الاسلامى أيضا القتال فى سبيل الله ، وبذل المال الذى يتقاتل الناس من أجله ويموتون من أجله ، ولكن المؤمن يبذله فى سبيل الله جل وعلا.
3 ـ وبهذا العطاء أو ذلك الجهاد يتحدد الايمان الصادق من الايمان الزائف اوالمنافق ، يقول جل وعلا : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) ( الحجرات 15 ).
4 ـ وبالتقاعس عنه يظهر النفاق ، فالجهاد أو العطاء موقف تظهر فيه درجة الايمان ،هل هو إيمان عميق خالص صادق أم إيمان قليل لا يجدى ولا ينفع يوم القيامة ، ومن سمة المنافق التردد والشك والريب ، ويظهر هذا خصوصا فى مواقف الشدة ، وهى عند المنافق ذلك الموقف الذى يتحتم عليه فيه بذل الجهد والتعرض لفقدان المال أوالنفس ،اى الجهاد والقتال فى سبيل الله جل وعلا، ويقص الله جل وعلا موقف بعضهم حين رفض الدفاع عن المدينة زاعما أنه لا يعرف القتال ، يقول تعالى : (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ) (آل عمران 167 ) أى تقلبوا بين الكفر والايمان فى ذلك الموقف ، وذلك الوقت .
5 ـ وقد تكررت الدعوة للجهاد فى سبيل الله تعالى بالنفس والمال ، يقول تعالى : (انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ( التوبة 41 ).
وكما دعا الله جل وعلا الى أن يقرضه المؤمنون قرضا حسنا فان الدعوة الى الجهاد تاتى ايضا مرتبطة بالتجارة الرابحة مع الله عز وجل ، كقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ) ( الصف 10 ، 11 )( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( التوبة 111 ) .
6 ـ وعلى أساس الجهاد أو بذل الجهد فى سبيل الله تعالى كان يتفاضل المؤمنون بمدى ما يقدمونه ، فالقاعد صاحب العذر الذى لا يبذل جهدا ليس كالمجاهد : (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ) ( النساء 95 ).
7 ـ وفى نفس الوقت الذى بخل فيه المنافقون عن الجهاد وتقاعسوا عنه تسابق المؤمنون عليه مع النبى محمد عليه السلام :( وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )( التوبة 86 : 88)
8 ـ ومن مستلزمات الجهاد تحريم التحالف مع العدو المعتدى مع مسالمة العدو الذى لم يعتد على المؤمنين ( الممتحنة 1: 9 )،(المجادلة 22 ) (التوبة 23 : 24 ).
9 ـ وقبل الجهاد فالهجرة واجبة على المستطيع ، والمؤمن الذى يمكنه الهجرة ويتكاسل عنها فمصيره الخلود فى النار: (النساء 97 ـ 99 .)

خامسا : البخل المتعدى :

1 ـ ومن البخل نوع باغ طاغ سام يتعدى من منع الخير الى سلب حقوق الغير بطرق شتى وكلها محرمة ، ومن أسباب الخلود فى النار ، لو وقع فيها المؤمن .
ومن أمثلة هذا البخل الباغى البخس والتطفيف فى الكيل والميزان:(المطففين 1: 7، 10 : 14 ) وأكل حقوق المستحقين فى الميراث : ( النساء13 : 14 )

2 ـ وهذا البخيل لا يدرك ـ فى الأصل ـ أنه هناك حقوقا فى ماله للسائل والمحروم ( الذاريات 19 )( المعارج 24 ـ ) وحقوقا لذوى القربى والمساكين وابن السبيل ( الاسراء 26 )( الروم 38 : 39 )
وأن هذا الحق يجب إخراجه من الرزق الذى يتفضل به الله جل وعلا بمجرد مجىء ذلك الرزق : ( الأنعام 141 ).
3 ـ ومن البخل الباغى تضييع حقوق الزوجة والمطلقة قبل تسريحها ( البقرة 229 : 232 ) ( الطلاق 1 : 5 ) وأكل أموال الناس بالباطل ورشوة الحكام واستخدام النفوذ السياسى فى جمع ثروة غير مشروعة :( البقرة 188 ) ( النساء 29 ) وأكل أموال اليتامى ظلما ( النساء 2 ، 10 ) والاحتراف الدينى وتكوين كهنوت يأكل أموال الناس ويشترى بآيات الله تعالى ثمنا قليلا ( التوبة 34 : 35 )، وإعطاء الفقير الجائع قرضا بربا ( البقرة278 : 279 ) وأكل الربا بفوائد مضاعفة استغلالا للمحتاجين ( آل عمران 130 : 131)
ختاما :
ليس الايمان أو الاسلام مجرد تأديى حركات للعبادة أو تدين سطحى ، ولكنه أيمان حقيقى ينتج عنه عمل صالح ، ومن هذا العمل الصالح أن يحب المؤمن العطاء مع إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والوفاء بالعهد والصبر و الصدق ، يقول جل وعلا : ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ( البقرة 177 ).
ودائما : صدق الله العظيم .

اجمالي القراءات 63649

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (51)
1   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37037]

أول تعليق يحضرني بعد القراءة الأولية لهذا البحث التأصيلي هو الحديث الذي يتهمون فيه النبي بأنه

أول تعليق يحضرني بعد القراءة الأولية لهذا البحث التأصيلي هو الحديث الذي يتهمون فيه النبي بأنه مات ودرعه مرهون عند يهودي مقابل صاع من القمح لأهله ، والمفارقة العجيبة جدا هنا بعد هذا التوضيح والتفصيل التأصيلي لإحدى معاني الكفر السلوكي ومن خلال هذا العرض الذي تفضلت به أستاذ أحمد أرى أن الأغنياء من الصحابة قد وقعوا في هذا النوع من البخل أو الكفر السلوكي على حد تعبيركم حتى تركوا الرسول عليه الصلاة والسلام يموت ودرعه مرهون عند يهودي مقابل صاع من القمح لأهل بيته وهذا الحديث مصدق عند اهل السنة والجماعة وغير قابل للتكذيب عندهم على الاطلاق ، فإذا كان هذا الحديث صحيح فقد وقع جميع الأغنياء من الصحابة في البخل أو الكفر السلوكي بأقصى درجاته حيث وقفوا وقفة المتفرج وهم يرون رسول الله الذي يدعون حبه يموت ودرعه مرهون عند يهودي ولم يفكر احدهم بتسليف الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الصاع من القمح بدلا من أن يلجأ لليهودي ، وهذا الرأي أقوله بناء على ما فصلته آيات القرآن الكريم في توضيح معنى البخل بأنه كفر سلوكي لمن يقع فيه لكن المصيبة الكبرى هنا هى ان البخل هنا لم يقع على فقراء المسلمين فقط أو على عامة الناس من الفقراء ولكن وصل البخل أعلى درجاته حيث تأثر به رسول الله عليه الصلاة والسلام واضطر أن يلجأ لشخص يهودي يرهن درعه عنده وظل درع الرسول عند اليهودي حتى مات ، وهنا يتضح بخل الصحابة الشديد في حالة واحدة فقط وهي أن يكون هذا الحديث المفترى على الرسول الخاتم صحيح ولكن لأن هذا الحديث غير صحيح وعارى تماما من الصحة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام كان غنيا بفضل الله جل وعلا كما وضحت سورة الضحى بأن الله أغناه لكثرة مسؤلياته وكما أوضحت آيات سورة الأحزاب أن بيت النبي كان مفتوحا للمسلمين يأكلون ويشربون ويطلبون متاعا من العيش كلما احتاج احدهم ..


هذا من ناحية ومن ناحية أخرى حديث أخر يتم النبي بأنه كان يمر أربعين يوما ولا يوقد في بيته نار وهذا ظلم واضح للرسول وللصحابة أيضا حيث فيه اتهام ضمنى للصحابة بأنهم تركوا رسول الله هكذا بلا طعام ولا شراب ولا نار توقد في بيته طوال أربعين يوما وأخيرا أقول إن آيات القرآن الكريم توضح تناقض الأحاديث مع نفسها ومع أحداث عصرها والأحاديث نفسها تطعن في إخلاص الصحابة بل وتطعن في رسول الله ورغم ذلك يدافعون عنها بكل استماته ويهجرون كتاب الله المبين


2   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37038]

من ناحية أخرى هذا البحث التأصيلي يوضح تناقض مشايخ اليوم مع انفسهم

من ناحية أخرى أرى أن هذا البحث التأصيلي لمعنى البخل بأنه كفر سلوكي يوضح ويبين تناقض مشايخ الحديث مع انفسهم حيث نراهم دائما يذكرون الناس بالبذل والعطاء في سبيل الله لأقصى درجة ويأمرون الناس بإخراج الزكاة والتصدق على الفقراء مستخدمين نفس الأحاديث أن الرسول مات ودرعه مرهون عند يهودي ، وحديث ان بيت النبي كان يمر عليه أربعين يوما دون أن يوقد نار فيه ، وذلك لإقناع العامة والبسطاء بما هم فيه من ذل وقهر وفقر وهوان ورغم ذلك يحتفظون لأنفسهم برغد العيش وطيب المأكل والمشر والمسكن والملبس ويركبون سيارات مكيفة ولديهم أرصدة في البنوك ، وهم دائما يعون الناس لاتخاذ خاتم النبيين قدوة في كل شيء فإذا كان خاتم النبيين قد مات وهو مدين ليهودي وأنتم يا معشر المشايخ تدافعون عن هذا الحديث فلماذا تحتفظون بأرصدة البنوك والفيلات والقصور والسيارات المكيفة وتتركون فقراء المسلمين يموتون جوعا هل دينكم الذي تعون الناس لاتباعه ووالعمل به واجب التطبيق على فقراء وعامة المسلمين فقط وأنتم خفوق مستوى البشر ..؟؟ يا مشايخ اليوم وكل يوم كفاكم استزاء بعقول الناس وكفاكم متاجرة بدين الله لحسابكم وحساب كل حاكم مستبد ستسألون جميعا أمام الله جل وعلا ؟؟


3   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37040]

بارك الله فيك دكتور ولكن

يا اخينا احمد انت تعرف كما ان الكل  يعرف ان صفة البخل عند بعض الاشخاص هي طبع متاصل ولا نعرف اسبابه


4   تعليق بواسطة   خالد حسن     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37042]

السلام عليكم

جزاك الله خيرا يا دكتور أحمد على هذا المقال


أرجو أن توضح لنا الفرق بين الصدقة التي أمرنا بها الله تعالى وبين الزكاة 2,5 % ؟ وهل هذه الزكاة مخترعة من قبل الدين الارضي عبر آحاديث البخاري وهل هي واجبة أم مرفوضة وما هي الصدقة الواجبة ؟


شكرا


5   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37052]

بحث هادف ومفيد . ولي سؤال .

الأستاذ الدكتور / أحمد صبحي منصور تحية لك على هذه الأبحاث التي تفيدنا وتحثنا على الإنفاق وعلى محاسبة أنفسنا قبل فوات الأوان جزاك الله عنا خير الجزاء.



ولكن الشيءالجديد والذي استوقفني فترة هو كون البخل يؤدى إلى الكفرأو نتيجة مترتبة عليه ولكن بعد الآيات الكريمات التي سقتها لنا لا يجد المؤمن بالله حق الإيمان والذي لا يكابر أمام آيات القرآن إلا أن يذعن لها وللخالق عز وجل.



أستاذنا الفاضل هناك استفسار ، بالنسبة للسيدات التي لا تعمل ولا يوجد لها دخل من عملها تنفق منه ،الذى فهمته من المقال أن هناك وسائل أخرى غير المال ممكن أن يدخل فى دائرة الإنفاق، فهل فهمي صحيح لهذه النقطة ،حيث أراحتني كثيراً هذه النقطة لأنه كان لدى شعور بالذنب حيث أنني لا يوجد لدى مال أكسبه من عمل يدي وأنفقه. وشكراً لك مرة أخرى.


6   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37053]

انا مع راي اخونا عمرو اسماعيل

بصراحة يا اخي احمد انت كل يوم مقالاتك تزداد تشددا --وكلما قرات لك جديدا يصيبني الرعب 


وشكرا على ما تبذله من جهد


 


7   تعليق بواسطة   احمد ابوالسعود     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37059]

أنا مع رأى أخونا عمرو وأختنا سارة

لعل مقال الاستاذ/أحمد به مبالغة ،وأنا أقول ولو أن البخل عادة ذميمة وخلق مكروه من المسلم،الا أن وصفه الكفر السلوكى،يذكرنى بتلك القصة التى تقول-مع الفارق فى التشبيه-أن رجلا قتل 99 نفسا ثم ذهب الى فقيه يسأله هل له من توبة ؟فقال له الفقيه إاليك عنى،فقتله أكمل مائة نفس،فذهب الى فقيه اخر فنصحه أن يترك الصحبة التى هو فيها ويقصد ناسا اخرين ،ثم وهو فى طريقه توفى فتنازعه ملائك الرحمة وملائكة العذاب ،ثم اتفقوا على أن يقيسوا المسافة بينه وبين البلدة التى كان يقصدها للتوبة ،فوجدوا أنها أقصر من مسافة البلد التى خرج منها ،فكتبوه من أهل الجنة،والله سبحانه وتعالى من وراء القصد وهو سبحانه يهدى الى سواء السبيل.


8   تعليق بواسطة   Awni Ahmad     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37062]

...


9   تعليق بواسطة   Awni Ahmad     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37063]

...


10   تعليق بواسطة   Awni Ahmad     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37064]

...


11   تعليق بواسطة   عمار نجم     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37066]

هذه المرة أنا مع الأستاذ منصور

نعم الدكتور محق تماما فالمؤمن لا يمكن أن يكون بخيلا       ولكن هناك نقطة صغيرة أحب أن أثيرها وهي درجة الوعي والفطنة      هناك بخلاء يتصفون بالسذاجة والغباء والبساطة وقلة العلم (محدودي الوعي والإدراك) فهؤلاء لا يمكن إعتبار بخلهم علامة على الكفر والنفاق      أما البخلاء من أهل العلم والعقل والفطنة والذكاء فهؤلاء منافقون ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم      كيف يكون المرء مؤمنا بأن المال مال الله وأن الرزق على الله وأن من عمل خيرا لقي خيرا منه ثم يبخل بماله ويكنزه ويعدده    أليس المؤمن هو الإنسان الذي يضحي بنفسه وماله وعياله في سبيل مرضاة الله     فكيف يهبه الله المال الوفير ويفتح له به بابا واسعا لعمل الخير وإكتساب الحسنات ثم يسده بيده      البخيل من بخل على نفسه ولم يعمل خيرا ينقذها به من النار    والبخيل مشرك لأنه يعبد الذهب من دون الله     تماما كما عبد بنو إسرائيل ذهبا من عجل (أو عجلا من ذهب   زي بعضها وما تفرقش أوي) فإن البخيل يعبد الأصفر الرنان ويدعي أنه يعبد الله    الفرق هو أن بني إسرائيل كانوا أكثر صدقا مع أنفسهم وعبدوا الذهب جهارا نهارا أما هو فيعبد الله جهرا والذهب سرا         السلام عليكم


12   تعليق بواسطة   Awni Ahmad     في   الثلاثاء ١٤ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37067]

ان أريد الا الاصلاح ما استطعت..

(ان أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب)


13   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37080]

تحية من عند الله مباركة لأخي الحبيب الدكتور أحمد صبحي منصور

عزمت بسم الله،

تحية من عند الله مباركة لأخي الحبيب الدكتور أحمد صبحي منصور على هذا التأصيل القرآني، الذي يكسر أقفال القلوب ليدّبر المؤمنون أحسن الحديث.

لقد لاحظت أن أغلب الناس تعجبوا ومنهم من استنكر (تكفير البخيل) الذي يبخل بما أنعم الله عليه، لقد أشار الدكتور أحمد فقال: بعض المسلمين يرتكب الكفر السلوكي ويعيش به محافظا عليه إلى أن يموت به فيكون مصيره الخلود في النار مع أنه ـ نظريا ـ كان في حياته الدنيا يؤمن إيمانا قلبيا بأنه لا اله إلا الله جل وعلا. الكفر السلوكي ليس فقط بارتكاب جريمة ولكن أيضا بالامتناع عن عمل الخير وفعل الفضيلة.أهـ



نعم الكفر السلوكي يشمل جميع أنعم الله تعالى التي أنعمها وكرّم بها بني آدم، ومن بين نعم الله تعالى أنه أنزل الكتاب والحكمة يعظنا به، لكن مع الأسف ولّينا ظهورنا عنه واتبعنا ما تتلوا الشياطين. (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ(72)). النحل. (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(231). البقرة. فالذي يتبع غيره فقد كفر بنعمة من أنعم الله تعالى، ويستحق الكافر بأنعم الله سبحانه العذاب، (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(112). النحل.

أليست أغلب بلاد المسلمين تعيش الخوف والجوع لأنها كفرت بأنعم الله، (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الْكَافِرُونَ(83)). النحل. فلا ينفق أهلها في سبيل الله، وتجد الفارق كبيرا جدا بين المترفين والفقراء؟ ألا يعتبر ذلك من عذاب الله في الدنيا ويوم الدين سوف يصلون سعيرا.( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلًا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا(4)) الإنسان. ويقول الودود: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ(42)قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(43)وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ(44)وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ(45)وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ(46)حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ(47)فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ(48)فَمَا لَهُمْ عَنْ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ(49).المدثر.



يقول معروف الرصافي:



أيها الأغنياء كم قد ظَلَمْتم * نِعَم الله حيث ما إن رحِمْتم

سهِر البائسون جوعاً ونِمتم * بهناءٍ من بعد ما قد طَعِمْتم

               من طعام مُنَّوع وشراب

كم بذلتم أموالكم في الملاهي * وركبتم بها مُتون السَفاه

وبخِلتم منها بحق الله * أيها المُوسِرون بعض انتباه

              أفتدرون أنكم في تَباب



يقول ملك يوم الدين: وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ(34). إبراهيم.



تحياتي الخالصة لكم جميعا.


14   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37081]

دائما لغة الصدمة تؤدي أفضل النتائج يا دكتور عمرو

السيد المحترم دكتور عمرو اسماعيل تعليقا على ما تفضلت به سيادتكم بخصوص استخدام كلمة الكفر بكثرة أقول وجهة نظري بكل حيادية إن وصف القرآن للبخلاء جاء هكذا كما يصف رب العزة كل إنسان يقصر في شيء معين بأنه كافر لكن هناك خط فاصل كبير جدا بين التذكير بآيات الله وحقائق القرآن الكريم وبين التكفير المباشر لشخص بعينه أو جماعة بعينها او مجتمع بعينه نتيجة رأي معين او اتجاه فكري معين فهنا يعرض الدكتور منصور وجهة نظره مستعينا بآات الذكر الحكيم وهو يضع هذا البحث بين يدي القاريء الذي من حقه أن يوافق او يرفض كما يشاء وسيحاسب كل من الدكتور احمد والقاريء امام الله جل وعلا على معرفة حقيقة قرآنية معينة ومعرفة وجهة نظر معينة وتطبيقها من عدمه لكن لم نقرأ حتى فيما بين السطور ان قام الدكتور منصور بتكفير أحدا بعينه ، وكما قلت في بداية التعقيب أن لغة الصدمة تختصر كثير من الوقت والجهد وتحدث نتائج سريعة إلى حد ما وهذا هو منهج الدكتور منصور دائما منذ بدأ يكتب فى الفكر القرآني حيث بدأ بهدم أسطورة البخاري الذي كان يعبد مع الله جل وعلا بطريقة غير مباشرة من معظم المسلمين أما الآن فنجد كثير من العلماء لا يتحرجون في نقد البخاري والمطالبة بإعادة قراءة صحيح البخارى مرة أخرى وهذه نقلة نوعية كبيرة جدا في نظرة المسلمين للبخاري وفي تقديسهم له ومن هؤلاء العلماء بعض علماء الأزهر الذي كانوا في وقت من الأوقات يتهمون الدكتور منصور بالكفر والردة والخروج عن الملة فهم الآن لا يجدون حرجا في أنفسهم في إعادة كلامه لكن بكل تحفذ وبشىء من التحفظ عندما يطالبون بإعادة قراءة صحيح البخاري مرة أخرى ، ولولا لغة ومنهج الصدمة الكهربية الذي يستخدمه الدكتور منصور في نشر وعرض فكره ووجهة نظره لما وصل لما هو عليه الآن ولما حدث هذا التغيير في تفكير كثير من المسلمين وكثير من علماء الاسلام الذين كانوا يضعون صحيح البخاري في قداسة تامة لدرجة ترفعة فوق كتاب الله جل وعلا ، وهنا الفرق وااضح جدا بين ما يكتبه الدكتور منصور هو العرض المباشر للموضوع مهما كانت النتائج ومهما كانت ردود الأفعال العكسية المضادة لكن رويدا رويدا يبدأ الناس في تقبل الفكرة وتقبل وجهة النظر وكثير من العلماء والدعاة يقتبسون وينهلون من فكر ومنهج وكلام الدكتور منصور ولكن بأسلوب مغلف بالتحفظات وهذا واضح جدا جدا في مئات الفتاوى التي تبين التغيير النوعى ولو بسيط جدا في تفكيرهم المهم ما أقصده أن منهج الدكتور منصور كما قرآت له من قبل يضع يده على الجرح مباشرة لذلك قد يصرخ المريض ويتألم أما غيره قد يلجأ لأسلوب مريح لا ينزعج منه المريض ولا من حوله ولكن هذا الأسلوب المريح يحتاج لأعمار أضعاف أضعاف اعمارنا لكي يؤتي ثماره والعمر قصير جدا ولا وقت فيه ولا فرصة فيه لضياع الوقت

أ



15   تعليق بواسطة   Awni Ahmad     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37085]

...


16   تعليق بواسطة   زهير الجوهر     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37090]

شيء مؤسف الحقيقة

تحية طيبة


أتفق مع الدكتور عمرو أسماعيل تماما حول تعليقه الأخير, وقد سبق لي وأن نبهت في مقالات سابقة على هذا وثارت ثائرة الجميع.


في الحقيقة انا تجنبت ان أكتب تعليقا على هذا المقال الضعيف جدا وذلك أحتراما منى لأصحاب هذا الموقع, وبالذات للدكتور أحمد صبحي منصور الذي أحترمه كثيرا وأعتبره بمثابة أخي الأكبر.


لا أعرف في الحقيقة ماذا علي فعله, فصاحب الموقع له حق علينا ان لانزعجه في موقعه, فهو صاحب الفضل الأول في أنه سمح لنا أن نكتب فيه.


من ناحية أخرى يؤرقنى ضميري ان أرى أخي في الأنسانية وفي المعتقد العام يذهب الى هذا الحد من التكفير للآخرين. وأشعر بأن السكوت عن ذلك سوف يضر به أكثر مما ينفعه.


أما كفانا تكفيرا للآخرين. الم يرى القرآنيون ما حصل في العراق جراء التكفير وغيره. أما آن الأوان لأن نهجر تلك النبرة المدمرة.


ما دمر كل الأديان غير فكرة التكفير والزندقة والردة ومن هذا القبيل.


يقول القرآنيون بأنهم يكفرون أفكارا أو توجهات أو أعمال لكنهم لايكفرون أصحابها, وهذا لعمري أدعاء غريب, وهل يمكن الفصل بهذه السهولة.


بدل من أن نتدبر في الآيات القرآنية ونفسرها بتأني نرى في هذا المقال استعجال في تفسير الآيات بصورة ظاهرية بل نصوصية من دون تعمق وتدبر.


لقد حذرت من النصوصية والمقصود من النصوصية التفسير السطحي للآيات القرآنية .وهنا مثال جيد على هذه النصوصية.


أن تفسير النص القرآني من دون الأخذ بنظر الأعتبار القيم والروح القرآنية العامة التي تقودنا اليها الآيات المحكمات وهي الآيات الدستورية في القرآن, لهو تفسير خطير جدا وله تبعات فقط الله يعلم ما هي.


والله أعلم


مع كل التقدير


 


17   تعليق بواسطة   Awni Ahmad     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37092]

...


18   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37093]

أحبتى .. قبل أن أقرأ تعليقاتكم .ز اسمحوا لى أن أقول :

1 ـ يعلم الله جل وعلا ـ وكفى به عليما ـ أن ما جاء فى هذا المقال من ربط الكفر بالبخل وتحديد معناه وأنه مناقض للجهاد ، كل هذا لم يكن لى به علم من قبل . هذا ما اكتشفته من خلال البحث ، وكان مفاجأة . وهو كما ترون بحث منهجى يسير وراء الايات مهتديا بها ، بطريقة هندسية.


2 ـ وكما أؤكد دائما ـ فاننى أبدأ اى بحث بدون أى رأى مسبق ، وأترك عقلى يسير مهتديا بالآيات القرآنية متتبعا لها الى أن يكتمل ، وفى العادة فان آخر ما أكتبه هو مقدمة البحث لأنها النتيجة التى اتوصل اليها.


ومعروف أن بحث الكفر السلوكى و الكفر العقيدى وتناقضهما مع الاسلام والعمل الصالح هو سلسلة من المقالات البحثية سبق نشر بعضها ولا يزال الباقى فى طور البحث ، ولكى أكمل واحدا منها لا بد من التفرغ له عدة أيام . ولذلك فان البحوث المختلفة تاتى متفرقة ومتباعدة حسب ظروفى الصعبة. وفى هذا المقال البحثى كنت فى محور يبحث عن بعض الأعمال السيئة التى يرتكبها المسلمون وتؤدى بهم للخلود فى النار ، وسبق أن نشرت واحدا منها عن المطففين ، وبقيت موضوعات أخرى يفرضها سياق القرآن الكريم فى حديثه عن الكفر و الخلود فى النار، وباستقصاء بقية الايات ظهر موضوع الارتباط بين البخل والكفر ، وفى بداية  البحث كنت أعتقد أنه هامشى ، ولكن مع التعمق  وتحليل الايات المتعلقة بالموضوع كانت المفاجأة لى قبل الجميع ، فاضطررت الى التوقف واعادة التفكير والتحليل للآيات ، فظهر البحث كما ترون .


3 ـ ولهذا فاننى مقدما ـ وقبل أن أقرأ تعليقاتكم ـ أحييى من استوعب المقال ، وأعذر وأعتذر لمن آلمه المقال. وأرجو من رب العزة أن يهدينا جميعا الى سواء السبيل.


19   تعليق بواسطة   عبد السلام علي     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37095]

الاخ المحترم د/ عمرو "لاتخلط الامور "

الاخ الكريم



هل لو قلت اشهد ان لا اله الا الله واديت الشعائر ثم فعلت فى خلق الله ما اريده من ظلم وفساد مثل الرشاوى واخذ حق الغير بالنصب وعدم الامتثال لاى قانون وخاصة قانون المرور فى بلادنا الغراء مما ينتج عنه ازهاق ارواح الابرياء مما لا يحصى عددهم وغيره وغيره من الاعمال السيئة التى تتخيلها وسوف اصلى واصوم واطول ذقنى واقصر الجلباب ...الخ هل بهذا اكون المسلم الذى تريد



نعم يا اخى الكريم الاسلام سلوكيات وعمل وقيم واخلاق ...الخ من القيم العملية العليا التى تصب فى مصلحة الناس وليس مصلحة الشخص الذاتية فقط وليس الاسلام مجرد الاعتراف بوجود الله والعبادات والشعائر ثم اعمل كل ماهو سئ وضار بالناس



اما عن الايات التى تدل على الاسلام السلوكى فهى كل ايات القران تقريبا فكلها تقريبا لا تذكر الذين امنوا الا مقرونة ب " وعملوا الصالحات "



انا لست معك ان الدكتور احمد مثل السلفيين الذين يكفرون الناس على الذقن والنقاب وتقصير الجلباب ...الخ من مظاهر التدين فهو بهذه الاشياء مسلم وان زنى وان سرق --- يارجل هل تساوى هذا الفكر بفكر الدكتور احمد والذى ممكن ان اختلف معه فى تعريف البخل والبخيل



ارجو ان تقرأ تعليقى على تأملات بين الكفر والايمان للدكتور حسن عمر على الموقع وشكرا والسلام


20   تعليق بواسطة   عبد السلام علي     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37097]

الاخ زهير الجوهر " لست معك فى نقدك للمقال "

 الاخ المحترم زهير


روح القران التى تتحدث عنها تؤيد ما جاء بالمقال فالبخل باختصار هو الانانية هو حب الذات والنفس هو ان يتخذ الانسان الهه هواه وهو بذلك يكون نقيض الاسلام " الشرك والكفر " فاذا كنا ننتمى الى الحق " الله" فيجب عدم الحرج من تلك الحقيقة التى عليها اغلب الناس الان


شكرا والسلام


21   تعليق بواسطة   احمد ابوالسعود     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37100]

أعجبتنى هذه الفقرة

من مقال الأخ زهير


(لقد حذرت من النصوصية والمقصود من النصوصية التفسير السطحي للآيات القرآنية .وهنا مثال جيد على هذه النصوصية.







أن تفسير النص القرآني من دون الأخذ بنظر الأعتبار القيم والروح القرآنية العامة التي تقودنا اليها الآيات المحكمات وهي الآيات الدستورية في القرآن, لهو تفسير خطير جدا وله تبعات فقط الله يعلم ما هي. )


22   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37101]

الفرق بين أحمد منصور وابن تيمية

بداية أود الإشارة الى امر هام ألا وهو عودة الدكتور عمرو اسماعيل والاستاذ زهير جوهر لنفس الدائرة المغلقة التي دخلا فيها فدائما ما يوجهان النقد بلا أدلة مضادة أو شرح وافي لوجهة نظرهم فيما ينقدونه من أفكار وكتابات أخذت من أصحابها عرق وجهد سنين طوال ، الأهم من هذا أنهما دائما ما يلتقيان على نفس النغمة ونفس الخط وهذه حريتهما بالطبع لكن ما يجب أن أقوله في تشبيه أحدهما للدكتور منصور بن تيمية لهو ظلم بين للدكتور منصور ولا يختلف عليه أي إنسان عاقل على الاطلاق الدكتور منصور كتب بحثا قرآنيا خالصا معتمدا فيه على آيات الله جل وعلا بلا شريك ولم يوجه تهمة الكفر لأي شخص بعينه على الاطلاق كما انه لم يطالب بقتل او تغريب او تعذير أو اتخاذ اي تصرف مع أي غنسان ممن وصفهم القرآن بالبخل الذي معناه الكفر السلوكي فهذه صفات وصفها رب العزة لهؤلاء البشر وتفضل الدكتور منصور وشرح ذلك مستعينا بآاتن الله لكي يحنو هؤلاء البخلاء على فقراء العالم لكنه لم يفكر على الاطلاق في البحث عن بخيل واحد لمحاسبته فهذا حق الله وحكم الله وليس له فيه أي دخل فهو يتبعه منهج فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ليس إلا أم بن تيمية ومن على شاكلته يكفرون أشخاص بعينهم ويدعون لقتلهم وتشريدهم وتعذيبهم ونفيهم من الأرض بكل فخر وبكل بساطة معتقدين بما يفعلون أنهم يجاهدون في سبيل الله جل وعلا بقتل هؤلاء الكفار على حد فهمهم ، لكن الدكتور منصور يكتب منا باب التذكير فهنا ظلم كبير جدا عندما نقارن أو نشبه الدكتور منصور بابن تيمية ، ليس ظلما للدكتور منصور ولكنه يعد نوع من الجهل بمنهج كل منهما ..


23   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37103]

رفقا بنا اخينا احمد والاخوة الكتاب جميعا

اقرا المقال ينشرح صدري ثم اقرا التعليقات -------كل شيئ يصبح مشوش عندي


يا شماتة ابلا طازه فيا ومعاها السلفية


فرفقا بنا نحن عامة المسلمين البسطاء فنحن لسنا في مستوى مفكرين كبار مثلكم


لقد ضحكت لما كتبه اخينا عمرو اسماعيل--مطب تكفير خلق الله عمال على بطال--


اخينا الدكتور لدي تقريبا سنة وانا اقرا لحظرتكم ولحظرة باقي الاخوة الكتاب ولكم فضل على وعلى غيري من بسطاء المسلمين


لكن يجب ان تضعوا في الحسبان انكم بما تكتبون تتسببون في ثورة فكرية لدينا هل تعلم اخي احمد ما معنى ان نلغي كل ما حفظناه


منذ نشاتنا--فها نحن الان امام القران الكريم بجانب ما يكتبه المفكرين في الحوار المتمدن --على سبيل االمثال لا الحصر-ساذكر لك صديقك سيد القمني هذا المفكر احب ان اقرا له


انا اتابع ما يكتب لن اقول لك وفاء سلطان وامثالها والكل ياتي بادلة من التراث ويشرح الايات على هواه


انا مرات احتار حيرة لا يعلمها الا الله تعالى واقول لنفسي سوف اكتب لاخينا احمد على البريد الاكتروني واقول له---يا اخي احمد ما هذه الدوامة التي نحن فيها وسببها الدين اليس هناك من مخرج---خاصة ان في هذه الالفية لا تجد سوى تياران


واحد يكفر والثاني يقول --الدين هو سبب ما نحن فيه ---وتجد الذي يكفر الاخر مبسوط والثاني الذي ترك الدين كذالك مبسوط لانه يرى انه ليس هناك حل لمشكلة الاديان كما يقول ولو ان الدين واحد


لو طبقنا الدين سنكون ملائكة نمشي على الارض --وهذا لم يتحقق من ادم حتى محمد عليهما السلام


استغفر الله العظيم


عفوا ان اسات التعبير


24   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37109]

يا دكتور عمرو أنا أدافع عن الحق لا أدافع عن أشخاص

حضرتك ترفض فكرة القرآن وكفي وتشبه الدكتور منصور بابن تيمية وتعتبر أن البخل ليس من الكفر السلوكي لو رجعت للبحث وقرأته بهدوء وبدون اصرار على استخراج أشياء أنت ترفضها أصلا قبل ان تقرأها وقرأت بحيادية تامة أعتقد انك ستجد ضالتك وأعتقد ان حضرتك أقدر مني على القراءة بالطريقة المناسبة لما تريده أنت فهناك من يقرأ بهدف استخراج سلبيات هو يؤمن بها أصلا ويريد فرضها على ما يقرأه وهذا ما يفعله معظم المسلمون حينما يقرأون آيات الله جل وعلا وهي أصدق الحديث ورغم ذلك يفرضون عليها أي على آيات الله كلام البشر وأقوال ظنية فمهما كانت كثرة الآيات والأدلة القرآنية والبراهين الربانية لكن القاريء من داخله يريد ان ينتصر لشيء هو مؤمن به مسبقا ويريد فرضه على آيات الله فهذا ما حدث مع حضرتك ويحدث دائما معك ومع معظم المسلمين حين يقرأون القرآن وهم يؤمنون بأشياء مسبقة إيمانا قطعيا ويريدون فرض ما يؤمنون به على كتاب الله جل وعلا فلا مانع هنا ان تتفضل حضرتك أو غيرك بتوجيه مثل هذا النقد لكلام واجتهاد الدكتور احمد الذي لم يفرضه على أحد ولم يدعى انه يتكلم باسم السماء ولم يدعى أنه يمتلك الحقيقة المطلقة فدائما ما يقول ان رأيه خطأ يقبل الصواب وهو على استعداد أن يتنازل عن وجهة نظره إذا قرأ ما يقنعه لكن بشرط أن يكون النقد علميا منهجيا يستحجق عناء القراءة أما نقد مثل هذا البحث وهذا الجهد بكلمات ضعيفة وهزيلة بهذه الطريقة أعتقد انه لا يرتقي لمناقشة هذا الفكر واعذرني يا دكتور عمرو فيما أكتب لكن حضرتك كاتب كبير ولا يليق بحضرتك وبتاريخك ككاتب ان ينتهي بك الحال لتتفرغ للتعليق بهذه الصورة على كل ما يكتبه الدكتور منصور بهدف وبدون هدف فلا يليق بالدكتور عمرو اسماعيل أن ينهي حياته الفكرية هكذا انت أكبر وأرقى من ذلك .. وبالنسبة لإصرار حضرتك ومقارنة حضرتك بين ما يشير إليه الدكتور منصور عن البخل واعتباره كفر سلوكي وتشبيهه بما يفعله السلف فليس هناك أية شبة بين هذا وذاك على الاطلاق لأنه كما قلت مسبقا أن ما يقوله الدكتور منصور وما يكتبه دائما هو قابل للنقاش وللتصحيح إن وجد الأصح وهو لا يفرض فكره ورأيه على أحد ويسمح للجميع بمناقشته ومعارضته وهنا أسأل حضرتك سؤال هام جدا هل تستطيع حضرتك أثناء تواجدك في أي مكان يخطب فيه خطيب من أهل السنة أن تناقشه في أي كلمة يقولها هل تستطيع ان ترفض أي فتوى لشيخ الاسلام ابن تيمية أمام أي شاب في سن المراهقة من شاب السلفيين هل تستطيع أن تناقش أصغر أستاذ أزهرى في رأي ديني قاله او كتبه هناك أسئلة بالملايين على نفس المنوال يمكن أطرحها على حضرتك ولكن دائما يبدو لى أن حضرتك تقرأ عن السلفيين والتراثيين ولم تتشرف بالتعامل معهم على الاطلاق حتى تستطيع التفريق بين أحمد صبحي منصور وابن تيمية الذي تسبب في خلق أجيال تكفر الرمل والزلط الموجود في الشوارع



25   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37112]

ليس البر

الخطر الذي يواجه الإنسان هذه الأيام هو سيطرة التدين السطحي والاكتفاء به بديلا عن السلوك وهو ما يحدث هذه الفجوة في مجتمعاتنا الآن الأمر الذي يتطلب وقفة مع النفس للمحاسبة وليس الاستكبار على آيات الله ومحاولة التبرير لكل ما لا يتفق مع كل الرغبات البشرية من حبها الجم للمال مم يدعوها للبخل به وقد ضرب لنا القرآن مثلا للبر نراه جامعا بين العقيدة والسلوك معا ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ( البقرة 177 ).

ودائما : صدق الله العظيم .




26   تعليق بواسطة   مهندس نورالدين محمد     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37116]

فكر يبني الانسان

1-مقال الدكتور أحمد مقال متماسك وأكثر من رائع وأفكاره تبني المجتمعات الانسانيه وتصون كرامة الانسان


2-لو طبقت البشريه أفكار القرآن التي يعرضها المقال لما حدثت الأزمه الاقتصاديه العالميه الأخيرة


3-لو لم يستند الدكتور أحمد في اثبات آرائه الا للآيتين الكريمتين 34-35 من سورة التوبة لكان ذلك كافيا ؟؟


4-ما عدد البشر الذين يتضررون من تطبيق أفكار المقال؟ هل يتجاوزون5بالألف ؟؟!


5-المقال لايتعارض على الاطلاق مع المبدأ القرآني العظيم : من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؟؟


27   تعليق بواسطة   رجاء العلمي     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37117]

لَقَدْ جَآءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ

 


اجد نفسي بلا حرج  مع رأي الدكتور احمد وفهمه لكتاب الله ، فقد اصاب كبد الحقيقه ، هذه هي الحقيقه شاء من شاء وابى من ابى ، ويحضرني هنا بداية سورة الأعراف  ( المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)  الحديث هنا عن كتاب يحمل احراج للقارىء الذي يفهم ماهية هذا الكتاب فهي تخبرة ان يتجاوز الحرج وينذر به .  


واسوقفني قوله تعالى (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ( المنافقون 10 : 11 ).


فنرى هنا ان الذي يحتضر وبدأ يتكشف له من الله ما آل اليه مصيره ، يطلب من الله ان يؤخره اجلا لا ليصلي ولا ليصوم ولا ليحج ولا ليجاهد ولا ليقاتل في سبيل الله ، بل ليصدّق فقط هذه امنيته ليصدّق ( فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ) اي انه اذا تصدق سيكون من الصالحين ، الصالحين لدخول الجنه ، وكأن الآيه تؤكد ان البخيل الشحيح لن يكون من الصالحين لدخول الجنه ، فهذه الآيه حقيقة تكفيني ان اكون مع ما يراه الدكتور احمد من القرأن ان البخل سينتهي بصاحبه الى النار ، وانا شخصيا لا استطيع ان اتصور بخيلا شحيحا لم يرحم ويوسع على فقيرا او محتاجا وينال رحمة الله يوم اللقاء ، ومن الصعب جدا ان اتخيل جنه يرتع فيها البخلاء .


28   تعليق بواسطة   جاكوب القصاب     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37128]

القران وكفى

اخواني الاعزاء


الحق والحق يقال علينا كلنا التزام بالقران ودعونا من الاحاديث والروايات وقال هذا وقال ذاك وروى الشيخ فلان عن فلان


لقد اعطانا اللة نعمة العقل الذي به فرقنا عن الحيوان وبهذا العقل علينا ان نفهم القران والانسان الذي يقول بانني لا افهم القران فرائي انا بانه ليس لديه الحق بان يقول بانه انسان لان اللة لم انزل القران لم ينزله للعلماء فقط او للشيوخ فقط وانما نزل القران مخاطبا جميع العقول 


فاقول وارجع واقول علينا بالقران فقط ولو اننا كلنا التزمنا بالقران فقط لما كان هذه التفرقة الذي يبكي لها القلوب موجودة الان والحمد اللة


افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها


29   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37129]

يا دكتور عمرو أنا لم أطلب من حضرتك الامتناع عن التعليق

السيد المحترم الدكتور عمرو اسماعيل أنا لم اطلب من حضرتك الامتناع عن التعليق هنا او هناك لن هذا ليس من حقي أصلا ، كما اننى لا أدعى اننى املك الحقيقة المطلقة ولكن كلامي عن الدفاع عن الحق هو مقصود به الدفاع عن آيات الله جل وعلا وعن معظم المسلمين الذين يقراون القرىن وبداخلهم استعداد مسبق لفرض أراءهم على آيات الله جل ووعلا وهنا الخطر الكبير الذي يقع فيه معظم المسلمين من علماء وعامة على السواء فدائما ما يقرأ القرآن وبداخل كل منهم رأي يريد فرضه على القرآن وهذا ما حدث مع حضرتك بالفعل ويحدث كثيرا هو قرائتك لما يذهب اليه الدكتور منصور وبداخلك رأي تريد فرضه فعلا حتى لو تعارض رأيك مع بحث منهجي علمي يعتمد على آيات الله فلو كان كلامي خطأ كان يجب على حضرتك تصحيح ما تقول بأمر واحد وهو الرد بالمثل بمقال تأصيلي يفنهد كل كلمة وكل جملة ذهب إليها الدكتور منصور ولو أصبت كبد الحقيقة وأقنعتنا بالفعل سنوافقك الرأي ونشكرك على تصحيح اخطاءنا على الفور وندعو الله جل وعلا ان يزيدك علما أما تعليقات حضرتك معذرة لا يفهم منها إلا كما قلت من قبل هي جاءت وبداخلها اعتراض مسبق على فكرة البحث وعلى آيات القرآن وهذا كما قلت من قبل ما يقع فيه معظم المسلمين عند تعاملهم مع آيات الله سبحانه وتعالى فأنا لم أطلب من حضرتك عدم التعليق ولم ولن يحدث ذلك مني لني ضيف مثل حضرتك على الموقع ، أما بالنسبة للسلفيين والأزهريين الذين تقول انك تعرترض عليهم وتنقد كلامهم وتنقد كلام ابن تيمية فهذا شيء جميل لكن الأجمل أن تكون حضرتك صادق مع نفسك وتكتب ردود أفعال هؤلاء جميعا على كلامك ونقدك لمذهبهم وفكرهم وهنا ستجد الفجوة الكبيرة جدا بين فكر ومنهج ومدرسة الدكتور منصور وبين مذهب اهل السنة والجماعة والسلف بوجه عام ، والدكتور منصور لم يتحدث مطلقا عن انه صاحب مذهب او جماعة او فرقة ناجية على الاطلاق ولو تحدث عن نفسه انه أمير جماعة أو صاحب مذهب او فرقة أو ادعى انه يملك الحقيقة المطلقة او ادعى أنه ومن معه فرقة ناجية سأكون اول من يكتب ضده على صفحات هذا الموقع



30   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37140]

اهلا بكم . واسمحوا لى بالرد بعد القراءة

فى البداية أشكر الذين تفضلوا بالرد عنى ، ولم يصدمهم المقال ، أشكر الاستاذ القادم الجديد للموقع خالد سالم ، وألاحظ نشاطه فى التعليق ، وأدعو الله جل وعلا له وللجميع بالتوفيق.

وأشكر الأساتذة خالد حسن وعمار نجم وعبد السلام على وعونى أحمد ونور الدين محمد ورجاء العلمى وجاكوب القصاب ، والأخ الحبيب ابراهيم دادى ، وأشكر الأقلام النسائية لايناس عثمان ونورا الحسينى ..وعذرا لو نسيت بعض الأسماء. وأقدم شكرى أيضا لمن انتقد المقال ، وأتمنى ألا يغضبوا من تعليقى وردودى .. وأعتبر نقدهم ضروريا لأنه مفيد لى قبل كل شىء ، أتبين منه وجه الخطأ لو كان ثمة خطأ فيما أكتب ، ويحفزنى على تصحيح الخطأ لو كان فى نقدهم خطأ .

بعد تقديم الشكر للجميع والاعتذار مقدما على ما قد يكون فى ردى من شدة ، أبدأ فى الرد ، ومستعينا بالله جل وعلا .

1 ـ تقول الاستاذة سارة ان البخل صفة متأصلة فينا ، وهى على حق ، ولكن ليس معنى ذلك ان نرضى به . إن الله تعالى يقول عن الشح وهو البخل ( وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ ) ( النساء 128) أى ان الشح حاضر مع النفس ، وهو مما ألهمت به النفس ضمن صفات فجور اخرى ، لذا فالمؤمن يزكى نفسه ويرتفع بها ،فان فعل فقد أفلح ، وان لم يفعل فقد خسر ، يقول تعالى : ( (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) ( الشمس 7: 10 ). وبالنسبة للشح بالذات فالله تعالى يعتبره مرضا داخل النفس ، ويؤكد فى آيتين قرآنيتين أن من يقم بعلاج نفسه ووقايتها من الشح الداخل فيها يكون مفلحا (الحشر 9 ) ( التغابن 16 ). وبالتالى فان من يركن الى الشح ويعيش به حتى الموت لن يكون مفلحا يوم القيامة . ومعروف ان التقوى والتزكية هى أن تنهى النفس عن الهوى ،وتلك صفات المفلحين من أهل الجنة (النازعات 40ـ )


31   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37141]

تابع

استاذ خالد حسن :

قلنا فى كتاب الصلاة إن مصطلح (إقامة الصلاة وإيتاء الزكاه ) هو تزكية النفس بالطاعات والابتعاد عن المعاصى ، اى ليس مجرد تادية الصلاة ثم العصيان أو مجرد إعطاء زكاة المال ثم ادمان المعصية ، فالصدقة والانفاق فى سبيل الله تعالى هى تزكية المال وبها تتزكى النفس طالما تقدم المال ابتغاء وجه ربه الأعلى ، وهذا ما جاء فى المقال بالاستشهاد بسورة الليل (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ) ، كما جاء فى المقال أيضا آيتان فيهما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، مع الانفاق فى سبيل الله جل وعلا ( المزمل 20 ) ( البقرة 177 ) ولم أعلّق عليهما كثيرا خشية الإطالة ، وأتمنى أن تتدبرهما لتعرف أن أعطاء الصدقة ليست هى كل إيتاء الزكاة . وأعتقد أننى قمت بشرح مفهوم الزكاة فى الفتاوى ، وعلى كل حال هناك بحث قادم فى التاصيل عن موضوع الزكاة والصدقة.


32   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37143]

تابع

استاذة نورا الحسينى

الذى لا يجد المال الذى يقدمه صدقة أو جهادا فى سبيل يعتبره رب العزة محسنا بريئا من الشح لو علم أنه يتمنى فى قلبه أن يكون معه مال ليتبرع به لوجه الله تعالى . أى لو علم الله جل وعلا سريرة المؤمن الفقير وشوقه للعطاء لاعتبره محسنا حسب الاخلاص الموجود فى قلب ذلك المؤمن . نفهم هذا من قوله جل وعلا : (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ) ( التوبة 91 ، 92 ). الحديث هنا عن غزوة ذات العسرة ، حين تقاعس المنافقون عن الخروج وعن التبرع ، فى وقت كان شديدا. عندها جاء الضعفاء والمرضى والفقراء الذين لا يجدون ما ينفقون يتمنون المساهمة ، ولكن لا يستطيعون ، وبعض الفقراء جاء ليجاهد ولكن لا يجد ناقة أو جملا أو فرسا يحمله ، ولم يكن لدى النبى محمد علي السلام فائض له ، فاعتذر لهم وقال : لا أجد ما أحملكم عليه ، فساروا الى بيوتهم تفيض أعينهم من الدمع حزنا على فقرهم وقلة حيلتهم . أولئك إعتبرهم رب العزة محسنين ، وليس عليهم مؤاخذة فقال (مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ). وجعل السبيل و المؤاخذة على الذين جاءوا يعتذرون عن الجهاد بالنفس والمال وهم أغنياء وقادرون على العطاء ، ولكن بخلوا بهذا وذاك ، يقول جل وعلا (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) ( التوبة 93 )


33   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37146]

تابع

الأخ الحبيب ابراهيم دادى

ما تفضلت به رائع ، وهو موضوع مقال بحثى قادم فى نفس السلسلة بعنوان ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ) وفيه سأتعرض للشكر و الكفر والنعم ، من النواحى السلوكية و العقيدية .

وطالما نحن على خط واحد فى تدبر القرآن الكريم بعيدا عن الهوى فالنتائج التى نتوصل اليها واحدة.

وبالمناسبة فان من بدايات التاثر بالهوى أن يقرأ القارىء مقالا من هذه السلسلة ثم ينظر الى بعض من يعرفهم من أحبابه الموتى والأحياء،والمقال يدينهم ، لذا يرفض القارىء المقال لأن هواه مع من يحب ، ولأنه لا يرضى لهم بما جاء فى المقال . هذه الذاتية بداية الهوى ، والهوى نقيض الاسلام ، ولو اتبع العالم هواه فقد ضل سواء السبيل واستحق أحقر الأوصاف الى جاءت عنه فى القرآن الكريم ( الأعراف 175 : 177 ) ( الجاثية 23 ). والله تعالى يوجز عقائد المشركين فى وصف واحد هو عبادة الهوى ،يقول جل وعلا (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا ) ( الفرقان 43 : 44) أى جعل هواه الاها ، وهذا ينطبق على كل من يهوى تقديس البشر من أنبياء وصالحين ومجرمين وزعماء و سلاطين وأصنام وشهوات ومال وبنون ، ومن أجلها يعرض عن رب العزة و قرآنه وأوامره . وهذا ما نعظ به أنفسنا وأحباءنا .


34   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37147]

تابع

والبخل أصيل فى عبادة الهوى . البخل هو عبادة للمال والذات بالأنانية المفرطة ، والبخيل تركز هواه ومعبوده فى ذاته وماله ، ومن أجل ذلك الهوى يرفض التبرع والعطاء فى سبيل الله جل وعلا.

ولنتذكر قصة صاحب الجنتين فى سورة الكهف( 32 : 44 ) أنعم الله تعالى عليه بالجنتين فوقع فى هواهما حتى كفر ، يقول تعالى عنه: (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ) الشاهد هنا أنه كان يؤمن بالله جل وعلا ،إذ يقول (وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا) أى يؤمن بالله تعالى ربا له ، وأنه لو عاد الى يوم القيامة سيعطيه الله خيرا من تلك الجنة . ومع ذلك فهو (كافر ) أو (ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ) وسبب كفره هو ذلك الهوى والولع بالحديقتين الى درجة أن يعتقد انهما لن تزولا ، والى درجة أن يتشكك فى الساعة الى تعنى تدمير العالم بما فيها جنتيه ، وعلى فرض حدوث ذلك فانه يمنى نفسه بأن يهبه الله تعالى فى الاخرة خيرا منها . ويرد عليه صاحبه المؤمن يتهمه بالكفر (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا) ويقول له (لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ) أى أن صاحب الجنتين قد جعل تلك الجنتين الاها مع الله فوقع فى الشرك ، وقلنا من قبل أن الشرك والكفر قرينان .وعوقب البخيل بتدمير حديقتيه فى الدنيا ، فطفق يبكى نادما معترفا بكفره : (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)


35   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37148]

تابع

ومن المضحك ما يقال فى انتقادنا أننا (نصوصيون ) أو حسب قول القائل ( لقد حذرت من النصوصية والمقصود من النصوصية التفسير السطحي للآيات القرآنية .وهنا مثال جيد على هذه النصوصية. ) . المضحك هنا أننا لا بد أن نعتمد على النّص القرآنى فى التأصيل القرآنى ، ثم أن لنا منهجا طالما أعلناه ونتبعه فى تدبر القرآن الكريم ، وبهذا ننجو من الهوى ، ومن تحريف معنى الآيات القرآنية لتتواءم مع معتقدات وعادات ورغبات السادة و السيدات من العمات والخالات والأقارب و الجيران الذين أعمالهم تخالف القرآن.


ومن المضحك ايضا اتهامنا بالمبالغة فى التكفير وتكرار كلمات الكفر . هو قول مضحك لأن العنوان هو عن (الكفر السلوكى و الكفر العقيدى ) . ولا يصح أن يكون العنوان عن الكفر وملامحه ثم أتحدث عن العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وأثر تلك العلاقات فى هزيمة فريق الزمالك أمام فريق بلدة بنى عبيد بمحافظة الدقهلية ..!! طالما أن العنوان عن الكفر وملامحه كما جاء فى القرآن الكريم فلا بد علميا من الالتزام بالعنوان، وتتبع كل الايات المتعلقة بالكفر وتحليلها فى سياقها وما يتعلق بها. وليس علينا أن يتأوه البعض أو يتالم أو يتجشأ ، فلا نقول سوى كلام رب العزة ..


ومن المضحك ايضا أن يستشهد بعضهم بقوله جل وعلا ( إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا ) ( النساء 31 ) ناسيا أن الكفر هو أكبر الكبائر المنهى عنها ، وأن الأمر بالاجتناب هو تغليظ فى التحريم ، وأن السيئات التى لا يخلو من ارتكابها بشر تقع ضمن المغفور عنه طالما ابتعد المرء عن الكفر، وينسى أخيرا أننا نعظ الأحياء حرصا عليهم بتوضيح ملامح الكفر ليجتنبوه فيغفر لهم ولنا ربنا ما نقع فيه من سيئات .


ولكن فى المقابل نوضع فى نفس الخانة مع السلفيين .. مع الفارق الهائل بين من يعظ مستشهدا بكلام الله جل وعلا متحدثا عن صفات وليس أشخاص دون إكراه فى الدين بل احترام حق كل انسان فى القبول والرفض وبين السلفيين ، وهم على النقيض.


36   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37149]

تابع

وفى النهاية : نحن لا نأتى بشىء من عندنا ، هو آيات القرآن الكريم فى الكفر و الشرك ، ولقد قسمناه الى كفر عقيدى وكفر سلوكى ، وسبقت مقالات فى التفرقة بينهما ، وستاتى مقالات أخرى فى كيفية التعرف على الكفر السلوكى من الكفر العقيدى ، ومنهجية ذلك التعرف ، بل سنستعرض سورة التوبة بأكملها لتوضيح التفرقة بين هذا وذاك .


ويتبع النهاية أن نقررعن طبيعة القرآن الكريم وطبيعة البشر .


فالله تعالى ـ وهو الخالق للبشر والأعلم بما خلق وهو اللطيف الخبير ـ هو الذى يصف الانسان بالكفر و ليس نحن . إقرأ قوله تعالى : (قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ) (عبس 17 ـ ) (  إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) ( ابراهيم 34 ) (  وَكَانَ الإِنسَانُ كَفُورًا )(وَكَانَ الإِنسَانُ قَتُورًا )( الاسراء 67 ، 100 ) (  إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ ) ( الحج 66 ) ( وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا  ) ( الأحزاب 72 ) ( فَإِنَّ الإِنسَانَ كَفُورٌ  )( الشورى 48 ) (  إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ ) ( الزخرف 15 ) ( إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) ( العاديات 6 ) . هذه صفات الانسان فى القرآن الكريم ، ويؤكدها وصف الأغلبية العظمى من البشر أنه لا تؤمن ولا تعقل و أن أكثر من فى الأرض مضلون ، وليسوا فقط ضالين ، وأن النبى محمدا نفسه لوأطاعهم فسيضلونه عن سبيل الله ( الأنعام  116 ).


هذا من حيث طبيعة البشر .أما من حيث طبيعة القرآن فهو بلاغ للناس للانذار ( ابراهيم 52 ) . وبالتالى فلكى ينجو الانسان مما هو فيه فعليه بالعلاج القرآنى . ونحن لا نفرضه على أحد .


37   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37157]

البخل بالمال والمشاعر..

البخيل هو من يبخل بالمال أو بالمشاعر أو بالحب لكل المحيطين له ، ومن الممكن أن تربط بين تقدم الأمم والشعوب وبين البخل والشح ، وأنظر إلى المجتمعات الغربية التي تقدس قيم العطاء والتبرع بالمال أو بالوقت ، وأنظر إلى جمعيات المجتمع المدني والتي تساعد المظلومين حول العالم ، كل هذا ما هو إلا تنفيذا لأوامر الله سبحانه وتعالى بعدم البخل وجعل البخل قرينا للكفروالنفاق ..  ولهذا نفهم موقف الإسلام من خلال كتابه الكريم القرآن الكريم من ذم البخل وجعله في منزلة الكفر والنفاق ..  فلماذا هذا الغضب والصدمة من آيات الله سبحانه وتعالى ..


38   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37162]

ومن زاوية أخرى

ومن ناحية أخرى يقع كثيرا منا في خطأ يبدو بسيطا ولكنه عظيما في آيات القرآن الكريم ، وهو الأمنيات الحسنة والتي لا تنفذ ، فمثلا معطمنا يقول أن الله سبحانه وتعالى إذا أعطاني كذا أو ممكنني في كذا أو أعتليت منصبا أو  ، أو  ، أو ، فإنني سأفعل كذا وكذا وكذا ، ويشاء الحظ العاثر أن يحقق الله سبحانه وتعالى له ما طلب وما أراد صدفة وبدون حساب ، وبالتالي سيكون عليه تنفيذ الجزء الثاني من التعاقد وهو عمل ما وعد به بينه وبين نفسه ، فيجد أن هذا صعب عليه فتجد من يقول له أولادك أولى من الغريب ، أتق شر من أحسنت إليه ، محدش يستاهل ، ألخ من .. وبذلك ينطبق عليه آيات القرآن الكريم الآتية ...


 وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ{75} فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ{76} فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ{77} سورة التوبة ..   هذه هي آيات القرآن الكريم التي يجب أن نتذكر بها ونتحاشى الوقوع فيما يغضب الله سبحانه وتعالى ... لماذا الغضب من عرض مثل هذه الآيات؟؟ أليس من الأحرى البعد عما يغضب الله ..!! بدلا من تسويغ البخل وتهوين هذا الذنب الذي حذرنا رب العزة من الوقوع فيه ..!!


39   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37164]

القرآن مع العطاء وضد البخل ..

قيمة العطاء مخالفة لقية البخل ،، بإختصار شديد أن القرآن الكريم مع العطاء ، وضد البخل كما هو الحال في العلمانية التي تقدس قيمة العطاء وتعتبره معيارا من معايير التصنيف بين المواطنيين ، والقرآن الكريم أعتبر أن البخل يؤدي إلى الخلود في النار وبذلك يساويه مع جزاء الكافر والمنافق ، وذلك لكي نتعظ ونبعد عن هذه الخصلة المزمومة قرآنيا ومدنيا ، وعرفيا .. فلماذا الغضب ..؟؟ هدانا الله جميعا لكتاب الله سبحانه وتعالى وأبعدنا عن ما يغضبه ، وجعلنا من الذين لا يبخلون عن قول الحق وشهادة الحق..!!


40   تعليق بواسطة   Awni Ahmad     في   الخميس ١٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37165]

أستاذي منصور

لا أرى خطأ فيما قلت. ولعل أقوى دليل على ذلك هو قوله تعالى:

(وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )  المنافقون 10 : 11


و قد ذكره أحد الاخوه هنا. 



أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولمن اتهمني بالنفاق لك, ثم رأى وقرأ بأم عينه الشتائم التي انهالت علي مؤخرا من بعض الموتورين لانني قلت ما أملاه علي ضميري ورأيته صائبا..


(ملاحظه:  لا أنكر اني سليط اللسان وبأني رددت الشتائم بأقذع منها....)


وأنت تعلم  , كذلك الاخ عثمان ما كان موقفي منك الى عهد قريب.

والسلام على الجميع...


41   تعليق بواسطة   محمد الشامي     في   الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37181]

فمن ثقلت موازينه .. ومن خفّت موازينه

حضرة الأستاذ الفاضل الدكتور أحمد منصور،



لاأستطيع إلا أن أعبر عن عظيم الشكر لجهودكم الطيبة وأدعو لكم بالخير والبركة في عمركم لتستمر في تنوير إخوانك للهداية والعلم بالقرآن العزيز. وفي موضوع الكفر السلوكي وبالتحديد موضوع البخل فإني أستطيع أن أضيف التحليل الآتي:



إنكم عندما استعرضتم موضوع البخل وكيف يؤدي بصاحبه للخلود في النار ولو قال لا إله إلا الله فإنكم بطريقة غير مباشرة افترضتم أن ذلك المسلم يمارس البخل (أو أي نوع من الكفر السلوكي) في جميع مراحل حياته وأنه لن يعمل أي نوع من أنواع الخير الذي يزكي به نفسه في أي وقت من أوقات حياته وسيموت على ذلك. وعلى النقيض فقد استهجن الإخوة الأكارم ذهابكم في اتجاه السلفية القرآنية بتكفيركم المسلم لسبب البخل الذي رأوه صفة ذميمة يجب البعد عنها ولكن لايستحق صاحبها الخلود في النار ولم يستطع بعضهم تصور أخيه أو أمه خالدين في النار بسبب البخل والذي في الغالب يعني الامتناع عن فعل الخير.



إنني هنا أريد أن أذكركم وأذكر إخوتي بالآيات الكريمة (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ). وكذلك الآيات (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). هذه الآيات تختصر كل الخلاف الحاصل في شأن الكفر السلوكي. فالإنسان الذي أسلم لله ونطق بالشهادة أمامه شوط طويل من العمل الذي ينبغي من خلاله أن يبني كمّاً عظيماً من الثواب ليثقل موازينه يوم القيامة وينجو من عذاب النار ويفوز بالجنة ، ومع أنه يكون قد عمل قدراً من السيئات إلا أنه يفوز لأن العمل الصالح كان أعظم. وعلى النقيض قد يسلم المرء وينطق بالشهادة ولكن يعيش حياته يرتكب المعاصي (ومن بينها البخل أو الامتناع عن عمل الخير) وبالتالي يأتي يوم القيامة بدون عمل كافٍ لتثقل موازينه بينما تكون سيئاته هي الغالبة فيكون من أصحاب النار.



في الواقع، إن معظم المسلمين الملتزمين بتقوى الله وعبادته يندرجون تحت هؤلاء الذين يخلطون العمل الصالح بالعمل السيء ولكنهم يعيشون على أمل المغفرة التي يعتقدون أنها ستأتي بالشفاعة ولكنها لن تأتي إلا من خلال ميزان العدل الذي سيمنحه الله تعالى لمن يشاء وفقاً لمعاييرالحق والتي لايحق لأحد من البشر أن يناقشها.



أما الآيات التي استشهد بها الدكتور أحمد فقد ورد معظمها في سياق الحديث عن المنافقين (آل عمران 180، التوبة 34،35،75) والمستكبرين (النساء 37، الحديد 24) وهؤلاء حالة خاصة.



وختاماً أقدم للدكتور أحمد منصور فائق الاحترام والدعاء أن يجزيه الله كل الخير عن تنويره بصائرنا بالقرآن العظيم.


42   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37189]

تحية شكر وتقدير لاخينا الدكتور احمد منصور

شرف لي ان تقرا تعليقا من انسانة بسيطة مثلي


اتمنى لك التوفيق لما يحبه الله تعالى ويرضاه


ويبقى الانسان جهولا والى ان يموت لا يعرف من العلم الا قليلا


اخينا احمد لدينا مثلا في تونس يقول ---الي يحبك يدلل عليك---


تحدثت هذه الايام مع اخوة شيعة جيرانا لي في لندن عن اختلاف مذاهب المسلمين فاكتشفني رجل البيت وقال لي


انت قرانية----فقلت له ما معنى قرانية وعملت نفسي لا اعلم---قال لي --لا تعترفين بالسنة النبوية


قلت له ان السنة هي سبب البلاء واول الضحايا انتم الشيعة فقال لي هذا صحيح ولكن السنة الصحيحة هي احاديث ائمة اهل البيت الاطهار


المعصومين --فصمت لانني لو اعترفت له انني مؤمنة بما يكتبه اهل القران فلن يتقبلونني صديقة فما فهمته ان اهل القران هم يكفرون بنكرانهم للسنة وهناك سنتان نبويتان سنة شيعية لاهل البيت وسنة سنية لصحابة الرسول الكريم--- وصمتي لا يعني النفاق للاحتفاظ بهم اصدقاء


اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين بل لانني سافتح على نفسي باب --وانا المقيمة الجديدة في لندن ولست في حاجة لهم الحاجة للله تعالى


وحتى لو كانو سنة سيصدمون ايضا يا عيني على جيراني السلفية وام السلفية في لندن ---


قال لي زوجي---ارجوك اتخذي حذرك ولا تعبري عن افكارك لاحد وهو الذي يعرفني جيدا رغم انه علماني وهذا لن يضرني في شيئ---


وهو من دلني على كتابات اخي احمد وقال لي انه دكتور ازهري كبير


 وتستطيعين ان تجدي اجوبة لتساؤلاتك لان اول صدمة لي احدثها زوجي عندما انتقد ابا هريرة


قال لي -انا عشت سنين طويلة لا احفظ جملة واحدة قالها ابي في حياته فكيف لابي هريرة ان يحفظ كل هذه الاحاديث وكانت تلك البداية


الم اقل لكم انني كنت ارى ان اسلامي ناقص مادمت لم اشتري كتاب البخاري ومسلم--وارجع واقول ان المسلمين يعيشون


 دورة تخلف سببها الدين الارضي وهي ستستمر ربما لقرون طويلة هذا اكيد لان هذه العقائد هي عبارة عن ختم على عقل المسلم


انا لا استطيع الا نصح اهلي واقولها صراحة والله تعالى شهيد علي لانه هناك فرق بين ان تكتب افكارك في موقع الكتروني وبين ان تاتي وتتحدث مباشرة مع الناس---


وشكرا


 


43   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37190]

الى اخي awni ahmed

لقد قرات تعليقك اليوم لا تاءس اخي عوني


ياما ظلمنا ظلما مباشر-------لو احكي لكم يلزمني سنة لاكتب ربع ما ظلمت في ما عشته من سنين مضت


شعار المسلم هو ظلم اخيه المسلم هذا لا جدال فيه ويقول لك الاسلام دين محبة وتسامح ولا يطبق


هذه الازدواجية المقيتة فينا


انت اخي عوني لماذا لم تسالني عن هويتي ان شككت في باسلوب المسلم كما وصفه الله تعالى في القران الكريم


لقد قلت- انت تعملين حالك ساذجة ولستك بساجة


انا ممن لا يسيؤون للاخرين انا اسيئ لنفسي فقط وان كنت سعيدة في حياتي فانني سعيدة فقط بما اودعني الله تعالى بصفة


التسامح وعدم الاسائة والذين قال فيهم جل وعلى--والكاظمين الغيظ---


اما عن السعادة المادية الدنياوية فانا فرزت وفرزت ---فلم يبقى لي الا الاحساس بالامومة والحنين للاهل المخلصين


يعني صلة الرحم اما الباقي فلا يعني لي شيئا


لا تتعجب اخي عوني ---ان الله لا يحب الفرحين---انا ممن تذكرهم لحظات السعادة بانتهاءها مهما طالت


انا في انتظار مساعدتك لي لان افتح صفحتي بالموقع هذا اذا رغبت او اي احد من الاخوة يتطوع لمساعدتي


تحياتي اخي عوني وغفر الله تعالى لنا جميعا


مع فائق الاحترام للجميع


44   تعليق بواسطة   Awni Ahmad     في   الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37194]

السيده المحترمه ألاخت ساره

بالنسبه لتعليقاتي السابقه فقد شطبتها فانا (بعكسك) لااعرف كيف الغيها نهائيا... وارجو منك ان تنسي امرها.

بالنسبه للتسجيل ككاتب اذهبي الى تسجيل واملأي الاستماره. اعتقد انك ستحتاجين الى عمل تعديل طفيف في اسمك لان الاسم الذي سجلت فيه كمستخدم محجوز, فبدلا من ساره اكتبي سارا أو (هاجر) ان شئت.... واستعملي كلمة عبور جديده.


 ثم انتظرى يوم او يومين حتى تتم تفعيل صفحتك,ولكني لست متأكدا تماما مما اوضحت لك وآمل من ادارة الموقع تأكيده..

تحياتي


45   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37196]

تعليق أخير

شكرا لابنتى سارة حامد ، وأنا حريص على متابعة تعليقاتها ، وأراها إضافة للموقع ، وأتمنى أن تكتب لنا ملاحظاتها على بلاد المهجر ، وانطباعاتها فى موطنها الجديد ، فالعادة أن المهاجر دائما يحمل وطنه الأصلى فى داخله ، و هو يقارن بوعى أو بلا وعى بين وطنه الأصلى   ووطنه الجديد.


بالنسبة للاستاذ محمد الشامى ـ والذى اعتز بتعليقه ـ  فاقول إننى قلت فى المقال وكررتها ـ فيما أعتقد ـ ان الذى يظل متمسكا بالبخل ويعيش به الى الموت هو المقصود بالكفر السلوكى، وأؤكد أن الكفر السلوكى و العقيدى لا يتحقق لأى إنسان إلا إذا ظل عليه متمسكا به حتى موته فيكون من الذين يموتون وهم كفار ،أو يظل متمسكا بعصيانه الى قبيل لحظة الموت دون توبة حسبما جاء فى سورة النساء ( 17 : 18 ). ولهذا نكتب فى ملامح الكفر السلوكى والكفر العقيدى أملا فى أن يقلع عنهما المسلمون ، قبل ان يأتى أحدهم الموت.


46   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37214]

شكرا للدكتور احمد منصور واحيي فيك تواضعك

اخي احمد يسعدني جدا ان تعيرني اهتمامك ´´


انشاء الله تعالى سوف اشارك في هذا الموقع بالفكرة المفيدة والنقد البناء والكلمة الطيبة


شكرا لاخي صائب مراد --انا احترم الموقع ومؤسسه اخي احمد منصور ولهذا حاولت ان اوضح هويتي


اخي عوني احمد سامحنا الله تعالى جميعا


 


47   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37228]

أعزك الله وأكرمك أستاذى الفاضل وأعانك على المشاغبين من تلاميذك

أستاذى الحبيب


 أطيب التحية وخالص الأمانى


 أعزك الله وأكرمك بما أفاض عليك من نور وهدى كتابه الحكيم  فلم تبخل بعلمك حتى على من يناصبوك العداء ويبذلون كل ما فى وسعهم لتشتيت المتابعون للموقع   وإهدار وقتهم فى قرا ئة تلك السفسطات  وهؤلاء هم أعداء كتاب الله  والمعاجزين فى آياته فحسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من يريد بهذا الصرح الكريم (موقع أهل القرآن) أى إساءة


وأعانك الله على تلاميذك المشاغبين الذين تفوفوا بجدارة على ( مدرسة مشاغبين عادل إمام )


جزاك الله خيرا


 تحياتى القلبية والأمانى الطيبة للجميع


48   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   السبت ١٨ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37264]

سؤال أخير عن موضوع البخل والآنفاق

الأستاذ الفاضل الدكتور منصور : سؤال يخص موضوع البخل : هناك فئة كبيرة من الناس يعتبرون دخولهم كافية لاختياجاتهم فقط ويظنون انهم لا يجب عليهم اخراج الزكاة علي سبيل المثال لو هناك موظف راتبه 500 جنيه وتكفيه تماما هو وأسرته هل يجب عليه اخراج جزء من هذا المبلغ كصدقة ، ولو ان هناك موظف أخر راتبه 1000 جنيه أيضا ويكفيه هو وأفراد اسرته هل يجب عليه التصدق .؟ ما أريد توضيحه في اعتقادي الشخصي ان أي دخل أو أي رزق يبعثه الله جل وعلا للإنسان يجب عليه أن يخرج منه صدقه لله جل وعلا أو زكاة وذلك لأن هناك تباين في دخول وفي ظروف الناس في المجتمع الواحد بل وفي القرية الواحدة فينما يوجد موظف راتبه 500 جنيه توجد أسرة بلا دخل أصلا فمن وجهة نظري ان أي إنسان مهما كان دخله بسيط او رزقه بسيط فهو مطالب بإخراج جزء ولو يسير من هذا الرزق لوجه الله جل وعلا هذا رأي شخصي وأريد تصحيحه لو كان خطأ وأبني رأيي هذا على حالات أراها بعيني تحتاج لجنيه واحد لشراء خبز لأفراد الأسرة وهنا يتبين قيمة الجنيه الواحد عند أسرة مكونة مثلا من أرربعة أفرد ولكم جزيل الشكر..


49   تعليق بواسطة   معتصم فاضل     في   الثلاثاء ١٠ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43533]

قهرت المشايخ

الاستاذ الوحيد لهذا الدين جزاك الله كل الخير حيث انني ناظرت بعض ما يسمون انفسهم رجال الدين في بلدي وقد تغلبت عليهم بفارق كبير بخصوص هذا الموضوع ( البخل)


الله يزيدك من الصحة ويثبت اقدامك في بلد الغربة


50   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   السبت ٣٠ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82635]

ارتباط البخل بالكفر والعذاب فى الآخرة بالخلود فى النار



البخل ليس مجرد البخل بالمال ، ولكن بأى نعمة أعطاها الله تعالى للانسان ، من صحة وعلم و طاقة ومقدرة جسدية وعقلية ونفوذ . البخل بهذا قرين الكفر السلوكى ، نفهم هذا من قوله جل وعلا : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ) ( النساء 37 ). فمعنى البخل شرحته نفس الاية فى سياقها ، حيث يأتى الشرح فى القرآن باستعمال (واو ) العطف ، فالبخل هنا يعنى أن تكتم وتمنع ما آتاه الله تعالى لك من فضله ، والمال ليس هو كل ما آتاك الله تعالى من فضله . الجزاء هو عذاب ينتظرك فى الاخرة لو انتهت حياتك بهذا البخل . 

ويلاحظ أن الله جل وعلا لم يقل ( واعتدنا للباخلين عذابا مهينا ) ولكن استعمل وصف الكفر ليدل على أن البخل يعنى الكفر ، ليس فى العقيدة ولكن فى السلوك والعمل والتصرفات. والبخيل هنا لم يكتف بالبخل بل هو ايضا يدعو الناس للبخل. وأيضا يقول جل وعلا :(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) (الحديد 24 ) أى فالذى يبخل ويأمر غيره بالبخل إنما تولى عن ربه وأعرض عنه ، أى صار من الكافرين ، وهنا إشارة الى ان الكفر السلوكى بالبخل يؤدى الى الكفر العقيدى بالاعراض عن رب العزة : (وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) . 



51   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   السبت ٣٠ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82636]

مرادفات البخل وصف (الهمزة اللمزة ) وعقابه في الآخرة


وخلافا للشائع فإن من مرادفات البخل وصف (الهمزة اللمزة ) ، وفيه نزلت سورة الهمزة (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ). هنا يتوعد الله جل وعلا كل شخص يموت موصوفا بانه (همزة لمزة ) بعذاب أبدى فى النار ، وكالعادة يأتى شرح مصطلح ( الهمز اللمزة ) بأنه الذى قضى كل حياته حتى الموت فى جمع المال وتعداده معتقدا أن المال سبيله للخلود ، وهى صفة كل بخيل حريص على الدنيا والاستغراق فى جمع المال ، ومراجعة رصيده ه(جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ ) مثل هذا الشخص يعتقد إنه لن يموت ، ولو آمن بأن الموت ينتظره لأختلفت تصرفاه وعمل للآخرة . ويرد الله جل وعلا على تصور هذا البخيل بالتأكيد أنه سيلقى به فى الجحيم ، تحت اسم (الحطمة ) حيث نار الله تعالى الموقدة الى تصعد الى فؤاد البخيل ، ويبقى فيها موصدة ابوابها عليه أبد الآبدين . ومن يدخل النار لن يخرج منها مطلقا . 3 ـ وللتأكيد على أن مصير البخيل هو النار ، يقص الله جل وعلا قصة أصحاب الحديقة أو الجنة الذين بخلوا بثمارها فعاقبهم الله تعالى فى الدنيا بحرق الحديقة علاوة على ما ينتظرهم من عذاب الاخرة :( القلم 17 : 33 ) وقصّ الله تعالى حكاية ذلك الصحابى الفقير الذى عاهد الله جل وعلا إن أغناه الله تعالى وأعطاه من فضله ليقدمن الصدقة وليكونن من الصالحين ، وحقق له الله تعالى أمنيته فاصبح غنيا ، ولكنه عندما جاءه المال بخل به ، وتولى عن الحق واعرض عنه وتحول من الايمان الى النفاق ، أى أدى كفره السلوكى الى كفر عقيدى ، وأكد الله تعالى إنه سيظل منافقا الى ان يلقى الله تعالى بهذا القلب المنافق فى الآخرة ، حيث ينتظره عذاب الآخرة لأنه أخلف وعده مع الله وكذب عليه جل وعلا . يقول تعالى : (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ) ( التوبة 75 ـ ) ويوجّه رب العزة إنذارا لكل من يبخل بفضل آتاه الله تعالى له بأن عذابهم يوم القيامة من جنس العمل ، وعليه فلا يحسبون أن البخل خير لهم بل هو عذاب ينتظرهم (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ٌ)(آل عمران 180 ) والملاحظ هنا أن البخل ليس بالمال فقط بل بكل ما آتاهم الله تعالى من فضله .سبق فى حديث القرآن الكريم عن عذاب البخيل فى النار أنه يعذب بما كان يبخل به:( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ٌ)(آل عمران 180 ) .ويتأكد نفس المعنى فى حديث القرآن الكريم عن البخلاء الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله ، وأن مصيرهم أن يحمى على الذهب و الفضة فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وظهورهم ويقال لهم : هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون . ( التوبة 34 : 35 ). هذا فى عذاب الآخرة .  



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,364,068
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي