أخطاء اليوم السابع:
أخطاء اليوم السابع

مدحت قلادة Ýí 2009-01-08


أخطاء اليوم السابع

 

 

 

خرجت صحيفة اليوم السابع للنور فتفائلت ببزوغ شمسها معتقداً بها سوف تعيد للكلمة قوتها، وللصحافة شرفها.. لذا كتبت مقال بعنوان "سطوح شمس جديدة" لإحساسي الجم تجاه المولود الجديد بالتفاؤل "اليوم السابع" وعندما رأيت الإعلان عن الجريدة بالتلفاز أعجبت تماماً بتلك الفكرة المفرحة المعبرة "اليوم السابع كلام يجيب البلد لقدام"، ولكن الصدمة باتت كبيرة وماتت التجربة وأصبح الكلام لا يجيب البلد لقدام بل يقهقرها للخلف، وسقطت اليوم السابع في الامتحان لكونها تٌصنف الآن كجريدة طائفية تسلك نفس مسلك الصحف الصفراء في عناوينها ومعالجاتها  وبعد العديد من كُتَّابها عن الحقيقة ولانقيادهم للشارع المغيَّب أيديولوجياً من الإخوان وجماعات الظلام وإليك غيض من فيض لأسباب السقوط.

 

 

 

أولاً: استنساخ جمال أسعد وصموئيل سويحة

 

نجحت اليوم السابع في استنساخ أقباط مثل جمال أسعد وصموئيل سويحة، وهي صورة قبيحة للإعلام المتطرف فعلى سبيل المثال بمقالات "سبع صحف تزرع الفتنة، و10 أخطاء للكنيسة تشعل الفتنة" تؤكد أنها بصدد استنساخ الأستاذ جمال جرجس ليصبح صورة مستنسخة لأسعد وسويحة بغض النظر عن الكلمات الغير صادقة، وضعف الحجة، وتحليلها الهش، وبعدها عن الواقع.

 

 

 

ثانياً: التغيير الأيديولوجي للكُتَّاب

 

عرفتها عن قرب الأستاذة أميرة عبد السلام مذ كانت في صحيفة الأهالي فهي متفتحة الآفاق، رقيقة المشاعر، محبة للجميع، كتاباتها وطنية محايدة تنشر الحب والخير بين بعضنا البعض، وقد فوجئت بتغيير أيديولوجي بعد قراءة مقالها "مدارس الأحد بوابة الكنيسة لزرع بذور التعصب" واندهشت ليس فقط، من التغيير الأيديولوجي للكاتبة بل أيضاً من العنوان الأصفر الصارخ، والبعيد عن الواقع، والحقيقة لأنني تشرفت بالخدمة في الكنيسة على ما يقرب من العشرين عاماً كخادم في مدارس الأحد، وأعرف تعاليمها لكل المراحل من الطفولة للشباب فهي تعمق ثقافة حب الآخر، والتسامح، كما أنها تؤيد البعد عن التعصب والكراهية، فتوقعت أنه ربما يكون تشابه أسماء ولذ اتصلت بها للتأكد من صحة الاسم فإذ بها تبلغني بأنها الكاتبة الفعلية للمقال، وقد نجح اليوم السابع في تغيير أيديولوجية بعض الكُتَّاب من التسامح والصدق للنقيض.

 

 

 

ثالثاً: الهجوم على الشرفاء من أقباط المهجر

 

ملف كامل على مدى أسبوعين للهجوم على الأقباط  الشرفاء المهتمين بمصر ومستقبلها، والذين ليس لهم انتماء إلا لمصر وثقافتهم النيلية المسالمة فقد حملوا مع هجرتهم حب مصر داخل قلوبهم، وأصبح شغلهم الشاغل هو النهوض بها وإقامتها من كبوتها الحالية وغسل ثوبها من وصم التطرف والتعصب البغيض .

 

 

 

رابعاً: الهجوم على رموز الكنيسة

 

الهجوم السافر من بعض الكُتَّاب على الكنيسة أصبح وسيلة فعالة للشهرة فأضحى الهجوم على قداسة البابا في أعرافهم عملاً وطنياً، ومحاولة النيل من تسامحه وحبه لمصر عمل شريفاً!! وانطبق عليهم قول كارنيجي "الناس ذو النفوس الدنيئة تجد اللذة في انتقاد العظماء"

 

 

 

خامساً قلب الحقائق:

 

جميع مقالات الكُتَّاب خلال العددين السابقين كانت قلب للحقائق ليصبح الجاني مجني عليه والعكس صحيح...

 

تلك هي أساليب الصحف الصفراء فالهجوم على رجال الأعمال الأقباط  للنيل من نجاحهم في أعمالهم الخاصة بعد حرمان مصر من كفاءاتهم الذهنية وحرمانهم من الوظائف القيادية بمصر نتيجة للتطرف والتعصب السائد في مصر.

 

 

 

سادساً: تأليب الدولة

 

ونظراً للنقص الشديد لدى الأقباط في الهموم والآلام!! فتجد جميع المقالات تصب في خانة تأليب الدولة على الأقباط ، بجعل حكمة قداسة البابا وصمته عن الظلم  والاضطهاد في محاولة جادة لاخماد نيران الفتنة الطائفية وتحويل رؤيته بالتجائه لله في الصلاة ما هو إلا إشارة للمتطرفين الأقباط  للاستمرار في ثورتهم؟!!.

 

واليوم المطلوب من قداسته إزاء الاضطهادات المستمرة المتزايدة عدم اللجوء للصلاة لحل مشاكل أبنائه وسط بيئة طاردة للآخر مستحلة شرفه ودمه وعرضه وماله.

 

 

 

تحليلي المتواضع لسقطات اليوم السابع خلال الفترة الأخيرة  له عدة أسباب:

 

أولاً: الرغبة في الانتشار وزيادة التوزيع والمبيعات فملف الأقباط  ملف محوري وساخن لغالبية صحف المحروسة، وبما أن الأقباط هم (الحيطة المايلة) فالبطبع لابد أن يقع عليهم كل اللوم والمسؤولية وهو وسيلة جيدة للوصول للغاية النزيهة النبيلة وهي زيادة مبيعات الصحف.

 

ثانياً: الرغبة في مواكبة العصر فالهجوم على الأقباط  والنيل منهم الشغل الشاغل للإسلاميين وجماعات  التطرف والتنكيل بهم هو هواية الكثيرين فأمسى تعبير "اللي مش لاقي حاجة تشغله يجيب قبطي ويسحله" شعار رجال الأمن والمتطرفين معاً.

 

ثالثاً: المحاولات الخاطئة لعمل التوازنات السياسية بالقاهرة بالهجوم على الإسلاميين والمتطرفين "جماعات الإسلام السياسي" بالإضافة للهجوم على الأقباط المسالمين، وهومفهوم خاطئ لعمل توازن خاطئ بالتبعية بين قوي متجبر مسلّح وبين رجل بسيط مسالم يريد العيش بكرامة في وطنه، كما تفعل الدولة الهجوم على الأقباط لعمل توازن مع الهجوم على الإخوان وجماعات الجهاد الإسلامي المتطرفة.

 

 

 

أخيراً ومما لا شك فيه هو أن الهجوم على الأقباط  بالعناوين الساخنة والمقالات المغرضة خلال الفترة الأخيرة ساعد في انتشار الصحيفة وزيادة مبيعاتها زيادة كبيرة، ولكن بلا شك فقدان الجريدة الحيادية في  معالجة قضايا الأقباط ببعدها عن الحقائق ونهجها  غير الوطني بهذا الأسلوب المتطرف وصبغ الجريدة بلون جديد وهو الأصفر، ونوال الكثير من الكُتَّاب ألقاب مثل جمال أسعد وصموئيل سويحة.

 

والآن كلمتي للكُتَّاب الأقباط  في اليوم السابع: "ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه"!!

 

أما الصحيفة نفسها فأقول لها: "أذكر من أين سقطت" وكلماتي تلك من منطق "صديقك من صدقك لا من صدقك".

 

مدحت قلادة

Medhat00_klada@hotmail.com

اجمالي القراءات 12409

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-10-02
مقالات منشورة : 121
اجمالي القراءات : 1,294,075
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 139
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt