حضارة سليمان عليه السلام بين الوهم و الخيال:
بساط سليمان السحري ( المقال الأول )

محمد البرقاوي Ýí 2008-04-27


بسم الله الرحمان الرحيم.

الأحد 27 أبريل 2008.

السلام عليكم.

في البداية أتوجه بالتحية للدكتور أحمد صبحي منصور الذي كتب مقالة جيدة بعنوان ( الإعجاز العلمي و معجزات داوود و سليمان عليهما السلام ) على الرابط التالي http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2542. إذ كانت المقالة فرصة جريئة لإعادة التفكير بإخلاص حول ما حيك من قصص و خرافات حول نبي الله سليمان عليه السلام الذي جعلته تفاسير السابقين كمخلوق أو بطل من أبطال مخيلة ألف ليلة و ليلة و حاشى أنبياء الله جميعا عليهم السلام أن كانوا يعيشون في الوهم و الخيال بل كانوا رواد العلم و العقل الذي كرمنا به الله تعالى و له الحمد و الفضل على ذلك. و منذ قراءتي لتلك المقالة لم أنس الحديث عن الإعجاز العلمي لنبيي الله تعالى تعالى داوود و سليمان إلى أن صادفني إجتهاد جميل سمعته من بعض المجتهدين و استحسنت نشره لنناقشه جميعا, نحن أحباء أهل القرآن و مرحبا بالجميع قراء و معلقين.

- تعرضت في مقالتي السابقة ( النبي سليمان و الشياطين و نظام الإصلاحية ) إلى كون الشياطين التي كانت تعمل لدى سليمان عليه السلام كانت من جنس البشر اللذين يفسدون في الأرض و لا يصلحون, و بالتالي قام النبي سليمان عليه السلام بما يشبه نظام الإصلاحية بإعادة تأهيل المجرمين و إعادة إدماجهم في المجتمع من بعد تعليمهم صنعة يتكسبون منها و الله أعلم. و سأقوم في هذه المقالة بالتعرض للمزيد من الخزعبلات التي حيكت حول النبي سليمان بالإعتماد على القرآن الكريم وحده مع السعي إلى التفسير العقلي الذي يتماشى مع عقلانية النص القرآني, و بالله تعالى التوفيق.
1- تعلمنا في صغرنا أن النبي سليمان عليه السلام كان يمتلك بساط الريح السحري الذي يجوب من خلاله العالم في لحظات, كما لا ننكر أننا استمتعنا بتلك القصة و أشربناها في قلوبنا و صارت مهيمنة على عقولنا البسيطة آنذاك. و مع محاولتي البحث عن الحقيقة تعرضت لتفسير جميل للبساط السحري للنبي سليمان عليه السلام. يقول الله تعالى في سورة الأنبياء ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ – 84 ) و كذلك في سورة سبأ ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ – 12 ). المفهوم من هذه الآيات أن الريح كانت مسخرة لسيلمان. و بالتدبر قد نستطيع استنباط كيفية التسخير, و هو أن النظام البحري لقيادة السفن آنذاك كان يعتمد على سواعد صناديد الرجال لتجدف سويا السفينة لتنطلق راكبة البحر بدلال. و قد يكون الله تعالى أرشد نبيه سليمان لإختراع نظام الأشرعة التي تعمل بالطاقة الهوائية أو الريح كما ذكر في القرآن الكريم و معلوم أن أسفل الشراع يكون على هيئة صليب مقلوب يتحكم من خلاله الربان في اتجاه الريح لتجري على هواه أو حسب التعبير القرآني تجري بأمره حيث يشاء بفضل الله تعالى. و الشاهد على كلامي أن الريح هي دلالة على إختراع الشراع هو تحديد الله تعالى للمدة الزمنية التي يستغرقها النبي سليمان للتنقل و هي شهر للذهاب و شهر للعودة و لو كان المراد بالريح كونها البساط السحري لكانت المدة المذكورة أقل من ذلك بكثير. فنحن نعلم أن سرعة الريح قد تصل إلى سبعين أو أكثر من مائة كيلومتر في الساعة و هي سرعة لم يتوصل الإنسان لإستغلالها إلى في عصر الحضارة و المواصلات السريعة من خلال مراكب متعددة تطوي الأرض طيا و قد يكون النبي سليمان قد حقق سبقا علميا آنذاك و تغلب على بقية الحضارات و منافسيه آنذاك. و الله تعالى أعلم.
2- اختلف المفسرون كثيرا حول معنى قوله تعالى في سورة النمل ( قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (3) قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) ). فقالوا أن النبي سليمان عليه طلب من ملئه أن يأتوه بعرش ملكة سبإ قبل أن تأتيه و قومها مسلمين, فتطوع أحدهم يعلم إسم الله الأعظم فدعا ربه تعالى بإسمه الأعظم فجاء العرش لتوه و انهزم العفريت الأول و فرح سليمان فشكر ربه. و حسب رأيي أن هذا التفسير فيه من المغالطات الشيء الكثير, إذ أن طلب الإتيان بعرش ملكة سبإ بدون علمها يعتبر من قبيل السرقة و حاشى نبي الله سليمان أن يكون سارقا, كما نلاحظ وجود تخاريف على شاكلة أن لله تعالى إسما أعظما لا يعلمه إلا القليل من عباده و في ذلك الكلام إفتراء على المولى تعالى الذي يقول (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ – الأعراف -180) و لم يستثن الله تعالى في تلك الآية إسما أعظما و لا هم يحزنون. و لنقوم بتفسير الآيات فلابد أن نركز على الفعل المحوري في القصة و هو ( أتى ) الذي سنحاول إيجاد تعريف له في القرآن الكريم. يقول الله تعالى في سورة الإسراء (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا – 88 ), و من الآية الكريمة نفهم أن فعل أتى يعني القيام بشيء مماثل لأمر ما سواء أن كان معنويا أو فكريا, فتحدى الله تعالى عباده إنسهم و جنهم أن يجتمعوا جميعا و يأتوا بكتاب معجز مثل القرآن الكريم. و لو أردنا قياس فعل أتى في سورة الإسراء على فعل أتى في سورة النمل فسنخرج بنتيجة أن الملك سليمان عليه السلام كان في استقبال ملكة أخرى, و لتكريم الملكة طلب من خدمه أن يصنعوا له عرشا مماثلا للعرش الذي وصفه الهدهد في قوله ( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ – 23 ) فقال عفريت من الجن متقن لصنعته أنه سيأتيه بالعرش في غضون المدة التي سيقضيها النبي سليمان عليه السلام متفقدا لرعيته أو حاكما بينهم, إلا أن هنالك من أصنع و أعلم من ذلك العفريت فقال أنه قادر على صناعة العرش في مدة قدرها قبل أن يرتد طرف سليمان, و بقراءتنا للتاريخ القديم نرى أن نظام المخابرات كان يسمى بعيون الملك و آذانه أي هنالك أناس منتشرون في الأرض يعلمون الحاكم بكل صغيرة و كبيرة تحدث داخل و خارج المملكة. و بالتالي قد يكون معنى ( قبل أن يرتد إليك طرفك ) أي قبل أن يعود إليك الرقباء اللذين يراقبون مقدم الملكة و قومها و الرقيب يكون بمثابة عين أو طرف الملك مجازا, فحمد النبي سليمان عليه السلام ربه الذي سخر له أناسا لهم من العلم و الصنعة الشيء الكثير. و قد يتساءل سائل ما معنى قوله تعالى في سورة النمل ( فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ – 40) فأقول والله تعالى الأعلم أن ملكة سبأ لم تظن يوما أن هنالك حضارة أرقى من حضارتها و أسبق منها علما و إبداعا بحيث تكون تلك الحضارة قادرة على أن تصنع عرشا أعظم من عرش ملكة سبأ فقال لسان غرورها و تكبرها ( كأنه هو ) أي قللت من قيمة ذلك العرش الذي كان مهيئا لاستقبال الملكة المغرورة و قد أدعم رأيي بقول النبي سليمان عليه السلام في سورة النمل (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ – 41 ) أي إجعلوا عرشها الذي في سبأ نكرة أمام جمال العرش الذي صنعه قوم سليمان صناع الحضارة و لو قلنا أن معنى كلمة ( نكروا ) تفيد تغيير شكل العرش القديم فإننا سنقضي على قوة المعجزة بفرض حدوثها لأنه لو كان إتيان العرش معجزة لكان أفضل له أن يكون على مرأى و مسمع ملكة سبأ لا قبل قدومها كما أنه لا فائدة ترتجى من تغيير أو تشويه شكل المعجزة, فالنبي موسى عليه السلام مثلا لم يذهب إلى الصحراء أو الغابة ليأتي بحية تأكل ما يأفك السحرة بل كانت معجزة تحول العصا إلى حية تسعى أمام أعين الناس.
أخيرا يقول القائل ما الفائدة في سرد هذا الإجتهاد الذي يخالف السائد المعهود لدينا, فأقول إن التفسير العلمي المنهجي للقرآن الكريم خير من التفسير الأسطوري للقرآن الكريم الذي حولته التفاسير إلى كتاب فصص خيالي و حكايات أمنا الغولة التي هدمها الله تعالى من أولى بدايات القرآن الكريم بكلمة إقرأ أي أنه بداية من عصر الإسلام لن يكون للخرافة مكان بيننا و لكن الخرافة ترجع من جديد في شكل ثوب ديني وجد ما يعضده من أقاويل إفتراها الأفاقون على لسان النبي محمد عليه السلام و من صدق من صحابته الكرام. و إلى اللقاء في الحلقة القادمة أن شاء الله تعالى.

اجمالي القراءات 25190

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (7)
1   تعليق بواسطة   محمد البرقاوي     في   الأحد ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[20477]

رجاء للإخوة القائمين على الموقع الكريم.

السلام عليكم.


قام الأستاذ زهير قوطرش بنشر مقالة قبلي بعنوان ( لماذا يفكر الدكتور أحمد ) ثم نشرت مقالتي هذه و يبدو أن خطئا تقنيا قد حدث و لم تظهر المقالتان الجديدتان. فأرجو من الإخوة الكرام القائمين على الموقع النظر في ذلك قصد إحتمال وجود أي خطإ تقني و ما شابه ذلك. و لكم مني كل الحب و الإحترام.


2   تعليق بواسطة   Inactive User     في   الأحد ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[20489]

حضرة المحترم الأستاذ محمد البرقاوى

تحية طيبة


إن ما حدث مع نبى الله تعالى كان مجرد معجزات ربانية لا دخل لسليمان بها فقد دعا ربه أن يؤتيه ملكاً لا ينبغى لأحد من بعده فاستجاب الله لدعائه وسخر له الريح تجرى بأمره رخاءاً حيث أصاب وسخر له الشياطين كل بناء وغواص  وعلمه لغة الطيور والكائنات ومنهم الهدهد الذى اكتشف ملكة سبأ وفضح شركهم بالله ورجع وقص قصتهم لنبى الله سليمان  .. ثم طلب سليمان ممن حوله أن يحضروا عرش الملكة إليه وقال عفريت من الجن أنه سيأتى له بهذا العرش قبل أن يقوم من مجلسه ثم قال الذى عنده علم من الكتاب أنه سيأتى له بعرش ملكة سبأ قبل أن يرتد إليه طرفه فلما رآه مستقراً أمامه حمد الله على هذه الآيات والنعم التى فوق مستوى التفكير والعقل البشرى .


أخى برقاوى :


مع كامل إحترامى لك فإن الإجتهاد الذى أعجبك قد أضحكنى ليس لأننى اسخر من الإجتهاد ولكن لما فيه من مضحكات وعجائب أولها أن المجتهد نفسه لا يريد أن يؤمن أن كل ماحدث من معجزات مع سليمان وغيره من الرسل والأنبياء كانت بقوة الله الذى يقول للشىء كن فيكون , فلماذا نستكثر أن يسخر الله لسليمان الريح والجن والشياطين والعفاريت وغيرهم وأن يفهمه لقغ الطيور والكائنات ؟


إنه ملك الله تعالى يؤتيه من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويؤتى الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء سبحانه وتعالى


فهل نستكثر على عيسى عليه السلام أنه كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله ؟


وهل نستكثر على موسى عليه السلام أنه كان يحيل العصا حية تسعى ويضرب بعصاه البحر فيصبح فيه جسراً هائلاً يعبرون عليه هرباً من الفرعون وغير ذلك من الآيات التسعة ؟


وهل نستكثر على أهل الكهف نومهم 309 سنة ؟


وهل نستكثر على الرجل الذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها فقال أنى يحى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه ؟


وهل نستكثر على رسول الله الخاتم ص أن الله قد اصطفاه ليكون خاتم النبيين وينزل عليه كتاباً معجزأ إلى يوم القيامة يهيمن على ما سبقه من كتب سماوبة ؟


أخى برقاوى :


لم أقتنع بكلمة واحدة من إجتهاد صاحبك الذى أعجبك


ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم


3   تعليق بواسطة   محمد البرقاوي     في   الأحد ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[20490]

أخي الفاضل دكتور حسن احمد عمر

السلام عليكم.


تخياتي الأحوية للدكتور حسن أحمد عمر و أما بعد.


ليست الغاية من هذا المقال الذي نقلته عن صاحبه تجريد النبي سليمان عليه السلام من المعجزات أو نفي معجزات الأنبياء السابقين. لم يذكر في القرآن الكريم حسب علمي أن النبي سليمان عليه السلام قد تم اضطهاده أو تكفيره من قومه بل كان ملكا على قومه و نبيا و من لم يؤمن به عن قناعة فسيؤمن به خوفا حسب ظني و لكن لم بكن سليمان عليه السلام متكبرا أو جبارا في الأرض. بخصوص الأنبياء الآخرين كموسى و عيسى و صالح عليهم السلام كانت لهم آيات خارقة للعادة لإقناع قومهم بصدقهم و كانت آياتهم من جنس ما برع فيه قومهم. بخصوص أن أحدا أوتي مثا ملك سليمان من بعده و كذلك منطق الطير فإن شاء الله تعالى سيكون موضوع المقالة القادمة و أخيرا تبقى هذه المقالة مجرد وجهة نظر لنناقشها و الله أعلم بصحتها.


4   تعليق بواسطة   محمد مهند مراد ايهم     في   الأحد ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[20491]

إما أن نخوض في بحر الخرافة أو أن نطير في في سماء العقل بلا جناح

لو بحثنا في آيات الله الكونية لرأينا فيها ما هو أكبر وأعظم من تلك الآيات التي أيد الله بها المرسلين


آيات ذكرها الله في صريح كتابه من أمر الله للنار بأن كوني بردا وسلاما على ابراهيم مرورا بالمعجزات التي أيد الله بها نبيه موسى من العصا التي أضحت ثعبانا الى ابيضاض يده السمراء الى الضفادع والقمل والجراد والدم وانفلاق البحر ورفع الجبل فوق رؤوس بني اسرائيل الى داوود وسليمان والريح التي تجري بأمره والشياطين المسخرة ألى عرش تلك الملكة التي أوردها الله في قصة سليمان إلى تعلمه منطق الطير وسماعه النملة وحتى المعجزات التي أيد الله نبيه عيسى بها من إحياء الموتى إلى تبنبيئهم بما يأكلون ويدخرون وسبق ذلك أن كلم الناس في المهد وكثير مما ذكر في القرآن


كانت تلك المعجزات تتناسب وكل عصر إلى أن بعث الله نبيه بالحق وأنزل القرآن ولم يكن هنالك من معجزة سوى القرآن وقد ذكر الله في محكم آياته ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ) لكن الآيات التي تتكلم عنها الآية هي تلك الآيات التي تكون أشبه بالسحر بيد أن القرآن قد صرح علانية بأن الله قد أرسل مثل تلك الآيات إلى أقوام سبقونا وقد أتت بشكل صريح والله قد سخر شياطين الجن لسليمان ولك أن تقرأ ( ولقد آتبنا داوود منا فضلا يجبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد* أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صلحا إني بما تعملون عليم *ولسليمن الريح غدوه شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير *يعملون له ما يشاء من محريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيت  اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور *فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )لك أن تلاحظ أخي الكريم كيف أن الله ذكر الجن مسخرين وليس الشياطين كما ذهب صاحبك


الإيمان بدايته العقل ونهايته العقل ولكن إن آمنا بالله وكتابه فدع عقلي وعقلك فيما نبأنا الله عنه من آياته جانبا فالله على كل شيء قدير ولن يقدر أن يحيط بقدرة الله وكل آياته


العلم والعقل لازالا  عاجزين أمام كثير من الظواهر الكونية  من المؤكد أننا لن نؤمن بخرافات المتصوفة من كرامات تأتيهم وكأن الله رهن إشارتهم يؤتيهم كرامتهم متى شاؤوا( تقولها تعي يا كرامة تجيلك الكرامة على طول )كما اننا لن نكذب بما نبأنا الله به فنلجأ إلى تحريف الكلم عن مواضعه ليتماشى مع عصرنا هذا إن كنا آمنا بالله وماأنزل الله على رسوله


 في الختام أسأل الله الهدية والسداد


 


إ


5   تعليق بواسطة   محمد البرقاوي     في   الأحد ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[20493]

يبدو أن المقالة لم تفهم جيدا

السلام عليكم.


شكرا أستاذ محمد مهند مراد أيهم على تعليقك الكريم.


ما رأيته في هذا الإجتهاد أن النبي يوسف عليه السلام تفوق بفضل الله تعالى على قومه اللذين انشغلوا في البحث عن تأويل الأحلام و موسى عليه السلام تفوق على أناس امتهنوا السحر و سحروا أعين الناس بضلالهم و عيسى عليه اسلام تفوق على قوم اشتغلوا و اهتموا بالعلم و الطب و لكن ما رأيته في المقالة أن لسليمان عليه السلام معجزات كذلك و هي أنه حسب رأيي تواجد في عصر يؤمن بالجانب المعماري و الحضري للملكة فكان سليمان عليه السلام أسبقهم علما و حضارة بفضل الله تعالى و كرمه فكما كان القرآن الآية العقلية و البيانية الدالة على أن محمد عليه السلام تعلم القرآن من لدن خبير عليم فالعلم المادي الذي توصل إليه سليمان عليه السلام هو أيضا دلالة على نبوته و كونه تعلم ذلك العلم من لدن خبير عليم. و الله أعلم.


6   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[20498]

اخى برقاوى ::

اخى برقاوى .اشكرك على إجتهاداتك فى نشر ما تراه جيد وصالح للتفكر والنشر (من وجهة نظرك ) وإن إختلف حوله المعقبين ...ولكن ما اريد ان اقوله لحضرتك .انه احيانا بل استطيع ان اقول انه دائما ما يوجد الشىء ونقيضه بمعنى .انه كما وجد المفسرون المخرفون اصحاب حكاوى الف ليله وليله ونقلها إلى تبيين ايات القرآن من وجهة نظرهم فهناك ايضا المتطرفون فى رفض هذه الحكاوى بل يصلوا فى تطرفهم الفكرى إلى نكران حقائق قرآنية دون ان يدروا بحجة انهم يجتهدون فى فهم الايات الكريمات بشكل عصرى مطابق لادوات العلم الحالى .وأعتقد ان صاحبك هذا من هذا الصنف ...ومن وجهة نظرى ان كلام الدكتور حسن والأستاذ - مهند مراد - صحيح مائة بالمائه فى فهم ما تعلق بنبى الله سليمان من خلال ايات القرآن الكريم .وأعود واركز ما قالوه فى عناوين فقط للتذكره ( وانت تعلم اننا نصدقك ونصدق القاراء القول فيما نفهم او نعتقد) .فنبر الله سليمان وريث لملك ابيه نبى الله داوود الذى حصل عليه من حرب طاحنة بينه وبين طالوت فى ذاك الزمان .ثم دعى الله ان يأتيه ملكا لا ينبغى لأحد من بعده .وقد اتاه الله الملك وتمثل جزء منه فى فهم لغات متعددة لمخلوقات اخرى منها الطير والجن والشياطين ثم علم بفضل من الله كيف يفك شفرات التعامل مع هذه المخلوقات وتسخيرها لخدمته ومعها الرياح ايضا ..ومدى علمى ان كتاب الله (الزبور ) كان كتاب فى العلم وقوانينه ولوغريتماته ولم يكن كتابا قاصرا على الهداية فقط . واعتقد ان ذى القرنين ايضا كان ممن اعطاهم الله علما لكى يسخر الرياح ويختزل الجاذبية الارضية حتى انه كان يتجول بين مشرق الارض ومغربها . وانه انشأ سدا وردما بين الإنس وياجوج ومأجوج لن يفتح إلا قبيل قيام الساعه .وفى النهايه نرجو ان نفهم القرآن من القرآن وكما هو ولا نحمله ضعف النظريات العلمية او قوتها فى الماضى او الحاضر او المستقبل ....ولك خالص التحيه والتقدير ( واوصيك الا تقرأ كثيرا لمثل هؤلاء الناس ههههههههههههههه)


7   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الإثنين ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[20505]

شكرا للأستاذ محمد البرقاوي على المقال ولو كان فيه ما يقال.

شكرا للأستاذ محمد البرقاوي على المقال ولو كان فيه ما يقال.

أخي الأستاذ محمد تحية طيبة،

شكرا على الجهد الذي بذلته من أجل هذا المقال المطروح للنقاش، سواء كان نقلا عن غيرك أو مما جادت به قريحتك، فهذا لا يمنع أن نصيب ونخطئ في فهمنا أحيانا لبعض الآيات ما دام المقال موجه للنقاش، ونحن هنا في جامعة أهل القرآن نحتكم إلى كتاب الله تعالى وحده لا شريك له، ومن الطبيعي أن نختلف في فهم الآيات وتأويلها، وبالمناقشة المحترمة والهادئة نتعلم من بعضنا البعض، إلا أنني أنصكم ونفسي أن لا نتعصب لرأيينا إذا ما وجدت أدلة من القرآن تؤكد عكس ما فهمنا في البداية، فنستزيد الفهم والبحث بنية وإخلاص لله تعالى وحده، وهو القادر على أن يهدينا سبله.

فشكرا لك مرة أخرى على المقال، وإن كنت لم أقتنع بعد بما أتيت به من جديد التأويل.

دمت وفيا للتدبر في كتاب الله والله المستعان.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-02-13
مقالات منشورة : 27
اجمالي القراءات : 556,106
تعليقات له : 438
تعليقات عليه : 228
بلد الميلاد : Tunisia
بلد الاقامة : Tunis