أسئلة للإخوان المسلمين (1)
منذ ظهور الأخوان المسلمين عام 1928 وحتى كتابة هذه السطور تم تناولهم فى عشرات الكتب ومئات المقالات ونوقشت أفكارهم في عشرات البرامج والندوات واللقاءات والرسائل العلمية، ومع كثرة ما كتب عنهم إلا إنها في معظمها تناولتهم بشكل تاريخي مركزة على حسن البنا وافكاره والتنظيم السري وجرائمه وصدام الأخوان مع الثورة ونتائجها عليهم وعلى مصر من خلال تفريخهم لتيارات العنف. ولكن قليلة هي الكتابات التي تناولت سلوك الأخوان في العقود الثلاثة الأخيرة منذ ان أطلق الرئيس السادات لهم حرية الدعوة والعمل السياسي العلني بضمانات شخصية منه. ثمانون عاما وهم يمارسون الدعوة والسياسة والعنف والعمل السري، وأكثر من ثلاثة عقود وهم يمارسون الدعوة والعمل السياسي العلني وبدعم من رئيس الدولة شخصيا، حوالي ربع قرن منذ أن دخلوا المجلس المصري تحت راية حزب العمل 1984.
ماذا فعل الاخوان بالمجتمع المصرى في هذه العقود الثلاثة الأخيرة التي مارسوا فيها العمل العام بحرية؟، هل كانت تجربتهم في الحياة السياسية المصرية تستحق الاشادة وفتح الطريق أمامهم لحكم مصر؟ وهل فعلا أثروا الحياة السياسية والمشاركة أم أخذوا المجتمع قرونا إلى الوراء؟.
ليس للأخوان المسلمين عذر في العقود الثلاثة الأخيرة فقد مارسوا العمل العام العلني على أوسع نطاق رغم أنهم قانونا جماعة محظورة، واستفادوا من كل التناقضات بما في ذلك تناقض النظام مع نفسه وتناقض مواد الدستور وتقلبات المنطقة فماذا قدموا لمصر؟.
في هذه الدراسة سوف أركز على الأخوان في العقود الثلاثة الأخيرة سلوكهم السياسي، إتصالاتهم وتحالفاتهم المحلية والاقليمية والدولية، وعلاقاتهم بجماعات التكفير، اموالهم ومصادرها، استثماراتهم الدولية، سطوتهم الاعلامية، أدوات أختراقهم وتسللهم لكل أجزاء المجتمع المصري، نظرتهم للدولة المدنية وللأقباط وللمرأة وللسلام والحرية والأبداع والعنف.. باختصار مجمل تجربتهم على كافة مناحي الحياة في مصر والمنطقة والعالم.
هناك العشرات من الأسئلة الجادة التي تبحث عن أجابات صادقة ودقيقة حقيقة ومحددة تحتاج أن نوجهها إلى الأخوان المسلمين، والمهم أن نسمع إجابة واحدة عليها، فقد سئم المجتمع المصري من اللغة المزدوجة والاطروحات المتناقضة والايهام في القول وتوزيع الأدوار وفبركة المواقف والتقية السياسية والدينية والتضليل المقنن والمشرعن.
ماذا عند الأخوان من أجابات للإسئلة الكثيرة التي يطرحها الشارع المصري الحائر والمثقف المصري المتوجس وقطاع لا بأس به من الرأي العام العالمي؟... نختار من هذه الأسئلة ما يلي:
1 – ماهي رؤيتكم لهوية مصر؟ هل هي هوية مصرية أم دولة دينية إسلامية؟.
2 – هل معيار الأخوة والمفاضلة لديكم هو الانتماء الوطني أم الانتماء الديني؟ وهل هذا المعيار هو الذي جعلكم تنشطون لجمع التبرعات وترسلون المتطوعين إلى البوسنة وافغانستان والشيشان وتعرضون إرسال عشرة آلاف مقاتل لمساندة حزب الله؟.
3- هل ستكون مهمة حكومتكم الدفاع عن الدولة المصرية أم الدفاع عن الإسلام والمسلمين حول العالم؟.
4- في ظل حكمكم، إذا حدث لا قدر الله، هل ستسمحون بوجود أحزاب علمانية تؤمن بالفصل التام بين الدين والدولة، وأحزاب لا دينية لا تؤمن بالأديان؟.
5- في حالة تشكيلكم لحزب سياسي هل ستحلون الجماعة، وتتخلون عن اسمها وتفككون الخلايا السرية العنقودية والتنظيمات التحتية ونظام الأسر وتوقفون الدعوة؟.
6- هل تؤمنون بحتمية نهاية إسرائيل بوعد ديني؟ وهل قضية فلسطين سياسية أم دينية؟ وما رأيكم في مقولة حسن البنا "ستقوم إسرائيل وستظل قائمة إلى أن يبطلها الإسلام كما أبطل ما قبلها؟" ما هي رؤيتكم بالضبط بالنسبة لدولة إسرائيل هل تعترفون بها كدولة في الشرق الأوسط؟.
7-هل تؤمنون وتسعون لعودة الخلافة الإسلامية؟.
8- في حالة فوزكم هل ستستمر حكومتكم في مساعدة والتنسيق والتشاور مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين؟.
9- هل تعتبرون العمليات الانتحارية ضد المدنيين عمليات إستشهادية أم إرهابية؟.
10- من وجهة نظركم هل بن لادن والظواهري والزرقاوي وخالد الاسلامبولي ومحمد عطا ومن على شاكلتهم إرهابيون أم مناضلون؟.
11- وأيضا هل سيد قطب وبن تميمة وأبو الاعلي المودودي دعاة إرهاب أم دعاة حق وإصلاح؟.
12- هل تدينون ما يحدث من أعمال إرهابية في العراق ضد الأمريكيين والعراقيين أم تعتبرونه مقاومة مشروعة؟.
13- في حالة تشكيلكم للحكومة هل ستعتبرون المنظمات المصنفة إرهابية فى العالم الإسلامى إرهابية أم ستتجاهلون تضنيفات الامم المتحدة والمجتمع الدولي في هذا الخصوص؟.
14- هل حروب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق هي حروب دينية أم سياسية؟.
15- من هم أعداء الإسلام في نظركم؟ وهل الغرب عدو الإسلام والمسلمين أم صديق يساعد الدول الإسلامية؟ وهل الغرب كافر أم مؤمن؟ وهل تقبل التبرعات والمعونات من الأعداء والكفار؟.
16- هل ستفرضون الشريعة إذا حكمتم بما في ذلك الحدود المحظورة دوليا والقاسية إنسانيا؟.
17- هل توافقون على الاتفاقيات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة التي وقعتها مصر بما في ذلك المختلفة مع الشريعة؟.
18- أعلن المرشد العام محمد مهدي عاكف استعداده لإرسال عشرة الاف مقاتل للقتال بجانب حزب الله، هل هو جاد فيما يقول؟ هل لديه عشرة ألاف مقاتل مستعدون ومدربون لمثل هذا القتال؟ أو إذا فرضنا أن ذلك حدث فمعناه اندلاع فوري لحرب مصرية إسرائيلية فهل لدي الأخوان استعداد لمثل هذه الحرب؟ وأي نموذج من الصمود تفضلونه، نموذج طالبان، أم نموذج المحاكم الصومالية،أم نموذج تخريب جنوب لبنان؟ باختصار شديد هل لديكم مشروع آخر غير المزايدات؟.
19- هناك قاعدة اقتصادية معروفة "لا يوجد اقتصاد بدون سعر "وفي مقدمة الأسعار سعر الفائدة، فهل تعتبرون سعر الفائدة ربا بما يعنى تدمير القاعدة الأساسية لعلم الأقتصاد وللاقتصاد الحر؟ وكيف ستتصرفون في النظام المصرفي المصرى القائم على سعر الفائدة؟ وهل ستواصلون التعاون مع المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وبنك التسويات الدولية رغم أنها تعمل وفقا لقواعد الاقتصاد الحر وليس الإسلامي وعلى أساس سعر الفائدة وليس نظام المضاربات والمشاركة والمرابحة الإسلامية التي لا يعترف بها النظام الاقتصادي العالمي؟ وماذا عن الديون التي أقترضتها مصر وملتزمة بسعر فائدة محدد والكثير منها سعر فائدة مركب ومغالي فيه ويعتبر استغلالا وفقا لنظرياتكم الإسلامية فهل ستمتنعون عن تسديد هذه القروض؟ وماذا عن أموالكم التي يديرها يوسف ندا ورفاقه في سويسرا وفي جزر البهاما ووفقا للنظام العالمي في سعر الفائدة فهل سنري نظاما اقتصاديا إسلاميا متخلفا في الداخل وعالميا تداربه أموالكم فى الخارج؟.
20- وماذا ستتصرفون تجاه النظام السياحي، هل ستمتنعون عن تقديم الخمور في الأماكن السياحية أم ستستوردون عمال اجانب لتقديم خمور للأجانب فقط؟ وهل ستغلقون محلات بيع الخمور وترسلون مليشياتكم لتدميرها وتخريبها كما حدث في البصرة في العراق؟ وهل ستغلقون مصانع الخمور والبيرة والنبيذ في مصر؟ وهل ستوقفون استيراد هذه الخمور؟ وماذا عن الرقص الشرقي هل سيكون مسموحا به أم فقط خلال النقاب؟ أنتم تقولون أنكم ستعالجون كل القضايا من منظور إسلامي فما هو المنظور الإسلامي تجاه مثل هذه القضايا الحياتية والتي يعتمد عليها الاقتصاد المصري وتمثل الدخل الرئيسى من العملات الصعبة؟.
21- إذا كنتم تؤمنون بالمواطنة وتحترمون الأديان وشركاء الوطن كما تزعمون فلماذا لم تدينوا الهجوم على الأديان الأخرى في حين تحشدون انصاركم لأثارة الشغب في كل مرة ترون فيها هجوم على الإسلام من وجهة نظركم؟، ولماذا لم تدينوا الشعرواي وزغلول النجار ومحمد عمارة وغيرهم الكثيرين الذين يهاجمون الأديان بفجاجة وتعصب ويعملون على تدمير المواطنة بكتاباتهم؟.
22- إذا وصلتم إلى الحكم هل ستعممون الحجاب كمعيار للفضيلة كما تفعلون الآن؟ وهل ستسمحون لامراة غير محجبة بتولي مناصب سياسية كبيرة؟ وهل سترشحون نساء غير محجبات على قوائمكم الانتخابية؟ وهل توافقون على ترشيح امرأة لمنصب رئاسة الجمهورية؟ وما رأيكم في تولي المرأة للقضاء؟ ببساطة قولوا لنا أي نموذج للتعامل مع المرأة ترونه أقرب لنموذجكم سواء من التاريخ الإسلامي أم من تجارب الدول الإسلامية المعاصرة؟ ولماذا لم ترشحوا امرأة محجبة حتى الآن على قوائمكم الانتخابية؟، ولم تقبلوا امرأة غير محجبة في عضوية تنظيمكم خلال ثمانين عاما؟ فهل ستنقلبون على كل تاريخكم فيما يتعلق بفقه المرأة؟.
23- هل ستؤيدون خضوع بناء الكنائس لنفس قواعد البناء التي تخضع لها المساجد بدون اي قيود أضافية؟ وهل ستوافقون على دخول الأقباط المخابرات العامة وأمن الدولة ورئاسة الجمهورية بما في ذلك الترشيح لمنصب الرئيس؟ وهل ستسمحون بالتمثيل النسبي للأقباط في الوظائف القيادية والعامة والمجالس المنتخبة؟ وماذا يقصد السيد مهدي عاكف بكلامه الذي كرره أكثر من مرة وفي أكثر من لقاء إذا كان الأقباط عايزين يسيبوا البلد ويهاجروا أهلا وسهلا؟ وهل ستسمحون لسيدات قبطيات غير محجبات بتولي مناصب عامة أم في نيتكم تحجيب النساء القبطيات أيضا؟.
24- هل الاجتهادات الجديدة التي تقدمها بعض الأصوات الأخوانية تنسخ ما قبلها؟ هل سيعلن الأخوان تخليهم عن تراثهم وفقههم المعادى للمرأة والأقباط والمواطنة والدولة الحديثة وهل سيتخلون عن رسائل حسن البنا وكتابات سيد قطب ومحمد الغزالي وعبد الله الخطيب وصلاح أبو اسماعيل وغيرهم الكثيرين من الكتابات المعادية لشركاء الوطن وللعالم المعاصر؟.
25- هل تعتبرون تجربتكم في النقابات المهنية تجربة ناجحة وهي نموذج لحكم مصر تحت إدارتكم؟.
26- هل ترون الإسلام السياسي فشل أم نجح عالميا؟ وما هو النموذج الذي ترونه جديرا بالاتباع من هذه التجارب؟ وهل تعتبرون حماس نجحت في الحكم؟ وهل تؤيدون الدولة داخل الدولة التي تقوم به حماس بما في ذلك اعمال العنف الموجهة من التنظيم إلى الداخل الفلسطيني؟ وهل تؤيدون تحالف حماس مع إيران؟ وهل تباركون دعمها ومساندتها من نظام استبدادي هو النظام السوري المعادي للأخوان المسلمين؟ وما رأيكم في أعمال البلطجة والعنف التي تقوم به حماس ضد فتح؟.
27- هل تؤيدون امتلاك إيران أسلحة نووية؟ ولماذا لم تطالبوا إيران باسترجاع الجذر الامارتية طنب الصغري وطن الكبري وأبو موسي؟ وهل تعتبرون هذه الجزر محتلة أم لا؟ وما رأيكم في الدور الذي تقوم به إيران في العراق؟ ومحاولاتها المستمرة بالعبث بالنموذج والتوازن اللبناني؟.
28- هل ستسمحون عملا بمبدأ التضامن الإسلامي السماح للمتطوعين والانتحاريين بعبور الحدود المصرية للقتال ضد إسرائيل في فلسطين والأمريكيين في العراق والروس في الشيشان ولمساعدة مسلمى تايلاند ومسلمى كشمير ومسلمى الفلبين كما تفعلون من تخصيص أموال النقابات لحركة التضامن الإسلامي العالمي؟.
29-باعتباركم تؤمنون أن الإسلام وطن، فهل توافقون على توطين الفلسطينيين فى سيناء وفتح ابواب مصر على مصرعيها للاخوة المأزومين فى فلسطين والعراق والصومال وافغانستان والشيشان والفلبين؟ وما علاقة ذلك بالحفاظ على الأمن القومى المصرى؟ ببساطة ما هو مفهومكم للأمن القومى المصرى؟.
30- هل ترون الديموقراطية مجرد صندوق انتخابات والحريات مجرد الافراج عن المعتقلين السياسيين وإلغاء المحاكم العسكرية؟ وماذا عن حرية الاعتقاد وحرية الايمان والالحاد؟ وما حكم ترك الإسلام لديكم؟ وما رأيكم في البهائيين المصريين؟ وماذا عن الحريات الشخصية وحريات الفكر والأبداع؟.
هذه الأسئلة وغيرها العشرات ننتظر إجابات معلنة عليها، وفي نفس الوقت ومن تحليل سلوك الأخوان وتصريحات قاداتهم وكتابات منظريهم في العقود الأخيرة سوف نجد اجابات حقيقية تعكس حقيقة الوضع بدون تجميل أو تزوير.
من خلال استعراض رؤية الأخوان في كثير من القضايا المعاصرة سنجد اجابات على هذه الاسئلة وغيرها في هذه الدراسة، وفي انتظار اجابات مختلفة من الأخوان يعلنون من خلالها تخليهم عن كل تراثهم السابق إذا كانوا يريدون عقدا جديدا مع الشعب المصري الذي ذاق الكثير على أيديهم خلال العقود الثمانية الأخيرة.
magdi.khalil@yahoo.com
اجمالي القراءات
29165
الأستاذ الفاضل مجدي خليل حفظك الله من كل سوء
إسمح لي أن أجيبك عن الإخوان :
( نحن لن نقيم دولة مدينية عصرية ، ولن نرضى إلا بدولة دينية تمارس القمع والإرهاب الفكري والتكفير والقتل ، ولكل ما سبق نبشركم أن تجاربنا حتى وإن وصلنا للحكم عن طريق صندوق الإقتراع أو بالبلطجة كما حدث في غزة ،فإننا سنفشل فشلا ذريعا نبرره فيما بعد بنظرية المؤامرة على الإسلام والحروب الصليبية .
نحن كالطفل الذي يلعب (بالليغو )، نربي جيلاً كل عشرين سنة ونهدمه ونبدأ من جديد لأننا لا نفهم في السياسة )
تحياتي