فوزى فراج Ýí 2007-11-21
جاءنى السؤال التالى من احدى قارئات الموقع لعرضه فى سلسلة التساؤلات, وهو سؤال جدير بالتفكير والتدبر حقا, ولذلك سوف ارجئ موضوع التساؤلات الذى كنت سأطرحه اليوم لوقت أخر.
فى سورة البقرة, آية 178 , 179 يقول عز وجل
يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم , ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون – صدق الله العظيم.
والسؤال كما عرضته القارئه الكريمه هو, ما معنى الحر بالحر و العبد بالعبد والأنثي بالأنثي : هل تعني اذا قتل القاتل انثى مثلا فالقصاص يكون على انثى بريئة من اسرته؟ فإن كان ذلك هو المقصود , الم يقل سبحانه وتعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى عدة مرات, فكيف يمكن ان تدفع تلك الإنثى حياتها او اى شخص اخر حرا او عبدا حياته فى تلك الحسبه من القصاص, وان لم يمكن ذلك هو المقصود, فما هو المقصود بالقصاص فى تلك الآيه. كذلك ماذا تعنى لكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب, بل ربما يكون السؤال , ما هو مفهوم القصاص فى حد ذاته ؟
مع وافر الشكر للجميع
بسم الله الرحمان الرحيم
إخوتي في الله من محبي كلام الله
لابد لنا أن ندرك أولا بأننا نحاول فهم كلام الله سبحانه وتعالى والذي لاتحده وجهة نظر واحدة أو أكثر كما هي الحال مع البشر .
فالقرأن الكريم كتاب حكمة شاملة للأولين والأخرين .... أي أنه يحدث عن البشرية برمتها منذ بدئها وحتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .
وإستفسار الأخت الكريمة طارحة السؤال كان حول الأية الكريمة التي تقول :
((( يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم ))) البقرة 178
وعليه فأنت تلاحظي معي أختي الكريمة كيف إبتداء الله سبحانه وتعالى خطابه في الأية الكريمة مخاطب المؤمنين ...
إذا فسؤالنا الأول سيكون هنا : من هم المؤمنون ؟؟؟
هل هم أمة محمد وحدها ومن تنزل عليهم القرأن الكريم أم هناك غيرهم ؟؟؟
وهل يوجد على الأرض كافرين بمنعى الكفر المطلق ؟؟؟
وإذا وجد كفر مطلق ألآ تكون بذالك هذه الأية الكريمة التالية دخيلة على القرأن الكريم مما يثبت تحريفه معاذ الله :
((( تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا ))) الإسراء 44
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يؤكد أن كل شيئ يسبح بحمده في السماوات والأرض ومابينهما مما يدل على أن البشرية برمتها تندرج تحت قائمة التسبيح هذه - وإن كانت لاتفهم بعضها بعضا في تسبيحها لعدم إقتناع أحدها بوجهة نظر الأخر من أنه على طريق صحيح ليكون بذالك مسبح بحمد الله شأنه - ألآ يكون بذالك كل البشر المؤمنون وإن إختلفوا بالرئي ؟؟؟؟
إن القرأن الكريم إخوتي وأخواتي الأفاضل كتاب رحمة مابعدها رحمة , وكتاب علم مابعده علم , وكتاب قصص ما بعدها قصص لمخاطبته لنا ومن خلال وجهة نظر أصحاب الحادثة على أعلى درجة من درجات الإبداع القصصي لمن وعاه كما هوا الحال في قصة مغرب الشمس لذي القرنين ....
ولا يكون لنا أن نقنط من رحمة الله بعدم فهمنا لأياته لأن الله سبحانه وتعالى يجليه ويوضح أياته الكريمة وقتما شاء وحثما شاء ... .... وأظن بماأتيني الله من فضل لافضل لي به أن زمن القرأن الكريم وزمن أهله قد حان بعون الله .
ماأريد قوله إخوتي الكرام بأنه لايوجود كافرون بالمعنى المطلق للكلمة ......
فأنا مؤمن بفكرة ما غير أنني كافر بما يؤمن به غيري مما يجعلني مؤمن وكافر في الوقت ذاته ... وغيري كذالك أيضا هوا مؤمن بفكرة ليكفر بفكري مما يجعله مؤمن وكافر في ذات الوقت .
وهنا فقط تتضح عظمة هذه الأية الكريمة ونفهم من هوا المقصود بها ...
فالمؤمنون على الأرض وقبل نزول القرأن من الأعراب وغيرهم من الكافرين بما جاء به القرأن الكريم كانت لديهم سنة الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى .... وجاء القرأن الكريم هنا ليقول لهم (( فمن عفى له من أخيه شيئ )) أي أن العفوا في هذه الحالات التي كانت موجودة ومازالت إلى يومنا هذا في صعيد مصر واليمن وغيره هوا الأقرب للتقوى والفلاح وطريق الحق الذي سيوصلنا لله سبحانه وتعالى رب السلام من جائت رسالته السماوية حاملة لهذا المعنى من السلام المنشود على الأرض وفي السماء .
أرجوا من الله سبحانه وتعالى أن أكون أجبتك على سؤالك أختي الكريمة , كما أرجوا منه سبحانه وتعالى أن يكون القرأن الكريم ربيع حياتكم ونور من نور المولى سبحانه وتعالى ينير به ظلمة الحياة .
أخوكم بالله محمد فادي .
الشفافية مطلوبة فى موقع شفاف الشرق الأوسط
الأصلاح الديني مابين الشيخ محمد عبده والدكتور أحمد منصور
دعوة للتبرع
لم أخذلك .!: ارسلت لك اكثر من مرة ان تساعد نى لانى قرآنى...
ليس صحيحا: بعد الصلا ة على الميت وخروج الجنا زة طلب شيخ...
مسألة ميراث: السل ام عليكم ورحمه الله وبركا ته بارك...
الفطرة: اذ كانت فطرة الانس ان هي الاسل ام ، لماذا تجد...
القوامة للزوج: قال تعالى في سوره النسا ء بسم الله الرحم ن ...
more
ولكن كان لزوجي رأي آخر عرضه علي في أول حياتنا الزوجية أي منذ حوالي سبع سنوات عاد وذكره لي بعد أن عرضت عليه سؤال الأستاذ فوزي، ورأيه اتفق كثيرا مع رأي الطبري... بالرغم من أن زوجي لم يطلع على الطبري ولم يطلع على أي كتاب لأنه يكره القراءة. ورأيه كالتالي:
لقد فرض الله علينا القصاص في قوله تعالى "كتب عليكم القصاص"، وهو فرض يتساوى مع الفرائض الأخرى كالصلاة والزكاة والصيام، ولكنه فرض مرفوع التأدية بوجود العفو "فمن عفي له من أخيه شيء". أي في حين أن الصلاة – مثلا – واجبة على المسلمين ولا يحل محلها شيء، فإن القصاص مكتوب على المسلمين يستغنى عنه بالعفو.
ثم هدانا الله لتنظيم عملية القصاص حتى لا تصبح عملية عشوائية تطير فيها الأرواح بلا ذنب يقترف. وبهذا التنظيم الإلهي يكون الله حفظ لنا حياة أرواح "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ" كانت تضيع هباء من جراء عمليات الانتقام العشوائية. وهذا هو معني "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" أي إن الله فرض علينا القصاص وبديله ليحفظ لنا حياة كانت تضيع بلا ذنب.
كيف يحفظ القصاص الحياة ويحافظ عليها؟
تجد الإجابة في قوله تعالى: "الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى". للأسف فسر الكثيرون هذه الآية خطأ. وفي الحقيقة أن عشوائية الانتقام والتي نرى مثيلتها في صعيد مصر هي ما تقصده هذه الآية. وللتوضيح أكثر، لنتخيل أن هناك عشيرتين تتكون من أسياد ونساء وعبيد وأطفال، يأتي عبدا من العشيرة الأولى ويقتل رجلا حرا من العشيرة الثانية لأي سبب إن كان. فيذهب رجال العشيرة الثانية غاضبون إلى العشيرة الأولى ويحدثون قتلا عشوائيا انتقاميا فيقتلون رجلا حرا لأنهم يرون أن العبد لا قيمة له أما رجلهم الحر الذي سالت دماءه، فيظل العبد القاتل حرا طليقا بالرغم من إنه هو المطلوب للقصاص "العبد بالعبد" وتزهق بدلا منه روح بريئة حما الله مثيلتها بفرض القصاص "لكم في القصاص حياة". وبقتل إنسان برئ تستمر سلسلة الانتقام وهنا تتجلى عظمة القصاص التي نظمها القرآن في قول الله العدل "الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى".
مثال آخر لزيادة التوضيح، لو أن أنثى ذهبت إلى دار جارتها وقتلت زوج الجارة، وفي حالة هياج جاهلي قامت زوجة القتيل بالانتقام بحرق قلب القاتلة وقتل زوجها في مقابل الزوج المقتول، فهنا ضاع الحق وبدلا من القصاص من الأنثى التي هي القاتلة "الأنثى بالأنثى" تم قتل حياة بريئة لا ذنب لها. وهذا هو قول الله تعالى الحق : الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى" أي الحر الذي قتل هو نفسه الحر الذي يقتص منه ولا تأخذكم به شفقة أو رحمة كونه حرا أو من الأسياد "الحر بالحر"، والعبد الذي يقترف جريمة القتل يقتص منه ولو قتل حرا ولا تقتلون حرا بدلا منه بحجة أن العبد لا دية له ولا قيمة له وأن الغل سيشفى بقتل حر "العبد بالعبد" أي العبد بنفسه. والأنثى التي تقتل وإن قتلت ذكرا فيجب القصاص منها ولا تأخذكم بها شفقة أو رحمة ولا تدعوا أن قيمتها أقل من قيمة الذكر وأنه يجب قتل ذكر بدلا منها لتطييب قلب أولياء القتيل "الأنثى بالأنثى" أي الأنثى القاتلة بنفسها ولا تبدلوها.
هكذا كتب الله لنا من خلال القصاص حياة ناجية من القتل العشوائي الانتقامي وذلك بالقصاص من القاتل نفسه ولو كان عبدا أو أنثى أو حرا. وبالعفو تسمو الأخلاق على ألا يعود الإنسان لهمجيته، ما أسمى هذا الدين وما أرقاه.
هذا هو التفسير المنطقي والعقلي الوحيد للآية والذي يشهد بعظمة القرآن وعدل الله تعالى ورحمته بالبشر، ورفعه الظلم عنهم إلا من عشقوا الظلم ولم يستطيعوا التخلي عنه.