قديماً حاول الإنسان فهم سلوك من حوله من البشر، فوجد في عالم الحيوانات مرآة تعكس بعض صفاتهم، فشُبه الذكي بالثعلب، والشجاع بالأسد، والماكر بالثعبان، والجبان بالخروف، ولا عجب في ذلك، فالكائنات جميعاً تتقاسم سمات سلوكية، وغرائزية، يمكن أن نجد لها نظائر في النفس البشرية.

وفي هذا المقال، سنستعرض أبرز الشخصيات البشرية التي تتشابه صفاتها مع صفات عدد من الحيوانات، ونقرأ أبرز السمات المشتركة بينها :

أولاً/ الإنسان ذو صفات الذئب : 

إن الذئب حيوان ذكي، وحذر، ولا يثق بسهولة، ويحب العزلة أحياناً، والإنسان الذي يشبه الذئب غالباً ما يكون قوي الملاحظة، ولا يُخدع بسهولة، ويخطط قبل أن يُقدم على أي خطوة، وهو ليس عدواني، لكنه إذا هُوجم، يرد بقوة، ودهاء.

ثانياً/ الإنسان ذو صفات الأسد : 

يتميز هذا الشخص بالشجاعة، والهيبة، والقيادة، والإنسان الذي يشبه الأسد هو صاحب شخصية قوية، لا يخشى مواجهة التحديات، ويسعى دائماً للسيطرة، وتحقيق المجد، إنه قائد بالفطرة، ويفرض احترامه على الآخرين، وفي الغالب يكون ملهم لمن حوله.

ثالثاً/ الإنسان ذو صفات الخروف :

إن الخروف رمز للبراءة، لكنه أيضاً رمز للضعف، والإنقياد، والإنسان الذي يتصف بصفات الخروف غالباً ما يكون طيب القلب، ومسالم، لكنه لا يمتلك إرادة قوية، ويُقاد بسهولة من قِبل الآخرين، إنه يفضّل السلام على المواجهة، ويضحي بنفسه أحياناً لتفادي الصراع.

رابعاً/ الإنسان ذو صفات القوارض مثل (الفأر) : 

إن القوارض مخلوقات خفية، ونشيطة، لكنها تعيش على هامش الحياة، فتتسلل، وتخرب من دون أن تُرى، والإنسان الذي يشبه القوارض يكون متطفلًا، ويتعامل بخفاء، وقد يستخدم أساليب ملتوية لتحقيق مصالحه، كما أنه يعيش على جهود الآخرين من دون أن يُلاحظوه.

خامساً/ الإنسان ذو صفات الثعبان :

إن الثعبان رمز للخبث، والسُمية، والمكر، والإنسان الذي يحمل صفات الثعبان يتقن فن التمثيل، ويُظهر شيء، ويخفي أشياءُ أخرى، ويلدغ من حيث لا يَتوقع الآخرون، وقد يحمل نية الأذى لمن وثق به، إنه من أكثر الأنماط خطراً، فهو يجيد التلون، وتغيير ماء الوجه.

سادساً/ الإنسان ذو صفات الخنزير :

إن الخنزير يعيش مطأطئ الرأس، كأنما لا يعرف للطموح طريق، ولا للسمو سبيل، وتكرار هذا المشهد، جعله رمز لمن قنع بالحضيض، ورضي بالهوان، والدونية، وتخلى عن الطموح، والعزيمة.

إنه غير مقاوم للإستعباد، فلا ينتفض لظلم وقع عليه، أو يثور لإهانة تعرض لها، ولا يرغب في الحرية. 

ومع أن الخنازير تعيش في جماعات، إلا أنها لا تتعاون أو تتحد أبداً، وكثرتهم لا تُجدي لعدم وجود العقل، والقيادة، ووحدة الهدف، إن الإنسان الذي يشبه الخنزير يعيش لملذاته فقط، ولا يهتم بالكرامة أو الأخلاق، ولا يردعه ضمير، إنه أناني لا يراعي مشاعر الآخرين.  

في النهاية :

هذا التشابه بين صفات الإنسان والحيوان لا يعني أن البشر حيوانات، بل يعكس كيف يمكن للصفات الغريزية أن تَظهر في سلوك الإنسان بطرق مختلفة. 

كما أن هذا التصنيف لا يجب أن يُستخدم للحكم على الناس، بل لفهم الشخصيات وتحليلها، فكل إنسان يحمل في داخله مزيجاً من الصفات، وقد تغلب صفة على أخرى بحسب الظروف، والتربية، والتجارب.

وعلى الله قصد السبيل

شادي طلعت 

#شادي_طلعت 

#قراءة_في_شخصيات_البشر_من_خلال_تشابه_الطباع_مع_الحيوانات