آحمد صبحي منصور Ýí 2025-01-21
( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى ) : الكتاب كاملا
هذا الكتاب
يستعرض المنامات فى دين الحنابلة الشيطانى . المنامات هى الزعم برؤية الله جل وعلا أو رسوله فى المنام . وهى ضمن مزاعم الوحى فى الأديان الأرضية الشيطانية . ويربطها بواقعها التاريخى ، مؤكدا على أنها الأشد كفرا .
فهرس الكتاب
مقدمة
الباب الأول : منامات السنيين فى زعم رؤية الله جل وعلا ورسوله .
الفصل الأول : فى المنامات : إستخفافهم برب العزة جل وعلا
الفصل الثانى : فى مناماتهم يزعمون التحكم فى الغفران الالهى ودخول الجنة
الفصل الثالث : فى مناماتهم الكاذبة عن الرسول محمد عليه السلام
الباب الثانى : الأرضية التاريخية لطوفان المنامات فى ( خلق القرآن )
الفصل الأول : ( خلق القرآن ) الأرضية التاريخية (1 ) ( البداية من المأمون الى المعتصم )
الفصل الثانى : ( خلق القرآن ) الأرضية التاريخية (2 ) التطور فى عصر الخليفة الواثق
الفصل الثالث : ( خلق القرآن ) الأرضية التاريخية ( 3) التطور فى عصر الخليفة المتوكل
الفصل الرابع : ( 4 ) إبن حنبل كان قليل الشأن فى عصره
الباب الثالث : نماذج من طوفان المنامات فى ( خلق القرآن )
الفصل الأول : المنامات جعلت ابن حنبل إلاها
الفصل الثانى : إبن الجوزى وتشويه سيرة الخليفة الواثق أعظم خليفة عباسى
الفصل الثالث : المنامات فى مناقب الخليفة المتوكل ( المتوكل لا يزال بيننا )!!
الفصل الرابع : اثر المنامات الحنبلية فى إغتيال المعتزلة معنويا ثم ماديا
خاتمة كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى ) الحنابلة وابن الجوزى هم الأشدُّ كفرا .!
المقدمة
أولا :
1 ـ المنامات : هى الزعم برؤية الله جل وعلا أو رسوله فى المنام . وهى ضمن مزاعم الوحى فى الأديان الأرضية الشيطانية .
2 ـ الأديان الأرضية يملكها أصحابها ، وينسبونها لله جل وعلا ورسوله كذبا وبهتانا . وتتنوع وسائلهم :
2 / 1 : فى السنة هناك الأحاديث النبوية المنسوبة زورا للرسول محمد ، وهناك الأحاديث القدسية المنسوبة زورا لله جل وعلا . وهم يصنعون إسنادا وعنعنة ( أخبرنا فلان عن فلان ..الخ ). ثم هم يختلفون فى تقييم الرواة ، كانوا ولا يزالون .
2 / 2 : التشيع على نفس المنوال مع إختلاف فى الرواة ، والأخذ عن ( أهل البيت ) عندهم.
2 / 3 : التصوف : تحرّر من الاسناد ، ولم يكونوا أصلا بحاجة الى واسطة وإسناد ، لأن التصوف فى عقائده يُلغى الفروق بين الخالق والمخلوق ، طبقا لعقيدتهم فى ( وحدة الوجود ) ثم هناك زعمهم بالعلم اللدنى الذى يتلقونه من إلاههم بلا واسطة ، وأنهم بقلوبهم فى ( الحضرة الإلهية ) . لذا تنوع الوحى الشيطانى عندهم ليشمل الهاتف والمنامات . وطالما يتمتع الصوفى بإعتقاد الناس فيه فيكفى أن يقول : ( حدثنى قلبى عن ربى ).
2 / 4 : بالمزج بين التصوف والسنّة وظهور وتأسيس التصوف السنى راجت المنامات ، بل وصارت الكرامات تُضاف لغير الصوفية ، خصوصا فى كتب المناقب للأئمة السنيين الأربعة ، والتى تمت كتابتها بعد موتهم بقرون . وإمتلأت كتب المناقب بالكرامات والمنامات والتقديسات . وتبارى الحنابلة ( متطرفو السُّنّة ) مع الصوفية فى إختراع المنامات . وأكبر مثل لهم هو ( عبد الرحمن بن الجوزى ) فى كتابين له وهما ( تاريخ المنتظم : 18 جزءا ) و ( مناقب الإمام أحمد بن حنبل ). ونعتمد عليهما فى كتابنا عن ( المنامات : الكذب الشيطانى الصوفى السنى ).
ثانيا :
1 ـ فى رسالتى للدكتوراة عن التصوف فى مصر المملوكية ـ وهى منشورة كتبها هنا ــ تعرضت للمنامات ، وآثارها السياسية والدينية والاجتماعية ، وكيف تطورت المنامات حتى يزعم السيوطى فى أواخر العصر المملوكى إنه كان يرى الرسول فى اليقظة وليس مجرد المنام ، وأن الرسول يسعى للقائه ويقول له ( هات يا شيخ الحديث ). هذا ما ذكره الشعرانى فى كتابه ( الطبقات الصغرى ).
2 ـ فى عام 1984 قررت الكتب التالية على طلبة قسم التاريخ بجامعة الأزهر :
2 / 1 :( التاريخ والمؤرخون : دراسة فى تاريخ التاريخ ).
2 / 2 :( التاريخ والمؤرخين : دراسة فى المادة التاريخية ومناهج المؤرخين ). وفيها أوضحت مناهج المؤرخين من الطبرى فى العصر العباسى ومن جاء بعده حتى إبن إياس فى العصرين المملوكى والعثمانى .
2 / 3 : .( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية ): وفيه بحث عن ( المناقب ) . وهى روايات مصنوعة فى تقديس وتأليه الشخصيات التاريخية ، وهى على تناقض مع الاسلام ، ليس فقط فى تقديس البشر ، ولكن أيضا فى النهى عن تزكية النفس أو الغير فى قوله جل وعلا :
2 / 3 / 1 :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (50) النساء )،
2 / 3 / 2 : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32) النجم ). . روايات المناقب شأنها شأن المنامات والأحاديث والهاتف والعلم اللدنى ـ كلها أكاذيب من حيث نسبتها لله جل وعلا ورسوله ، ولكنها صادقة فى تعبيرها عن أصحابها فى أديانهم وأحوالهم الثقافية .
ثالثا :
1 ـ ( إبن الجوزى : 510 597 ). اشهر قصّاص وواعظ ومؤرخ فى العصر العباسى الثانى . ترك عشرات المؤلفات ، وأشهرها فى التاريخ ( المنتظم ) فى 18 جزءا . سار فيه على منهج التأريخ الحولى للطبرى ( 224 هـ - 310 )، ومثله بدأ التاريخ نقلا عنه من بدء الخليقة ، والسيرة ، وتابع نقلا عن الطبرى الى أن وصل لعصره فصار يكتب شاهدا على عصره . لكنه كان شاهد زور ، كذّابا أشرا ، خلط رواياته بأكاذيب صنعها ، لم يلتزم بالنقل الأمين ، بل أضاف من عنده روايات صنع لها إسنادا فى المدح وفى الذّمّ ، ومنها أساطير المنامات . ولهذا فقد كان يقسّم التاريخ لكل سنة الى قسمين : الأول للأحدث والآخر لترجمة من مات فى هذا العام . وفى هذا القسم كان يضع أكاذيبه من منامات وغيرها ، وكان يصنع لها أسانيد على أنها أحاديث ( أخبرنا فلان عن فلان ) ، لتحوز على الصُّدقية والقبول. وفعلا حازت على هذا ، بل أكثر منه حازت على الايمان بها .
2 ـ فى آخر عام أرّخ له ابن الجوزى وهو عام 574 . قال فيه :
2 / 1 : ( ثم دخلت سنة أربع وسبعين وخمسمائة :
2 / 1 / 1 : فمن الحوادث فيها ، أنه كان مفتتحها الثلاثاء، فتُقُدّم إلي بالكلام تحت منظرة باب بدر ) أى إستدعاه الخليفة ليخطب ( فتكلمت بكرة ، وحضر أمير المؤمنيـن ، وتكلمت هناك يوم عاشوراء ، حضر أمير المؤمنين ، وقلت : " ولو أني مثلت بين يدي السدة الشريفـة لقلـت يـا أميـر المؤمنيـن كـن للـه سبحانه مع حاجتك إليه كما كان لك مع غناه عنك إنه لم يجعل أحدًا فوقك فلا ترض أن يكون أحد أشكر منك. " فتصدق يومئذ أمير المؤمنين عقيب المجلـس بصدقـات وأطلـق محبوسيـن . ..)
2 / 1 / 2 : ( في أوائل جمادي الأخرة ، تقدم أمير المؤمنين بعمل لوح ينصب على قبر الإمام أحمد بن حنبل ، فعُمل ، ونقضـت الستـرة جميعهـا وبنيـت بآجـر مقطـوع جديـدة ، وبنـي لهـا جانبـان ، ووقـع اللـوح الجديـد وفـي رأسـه مكتـوب : " هـذا أمـر بعملـه سيدنـا ومولانـا المستضـيء بأمـر اللـه أميـر المؤمنين. " وفي وسطه: " هذا قبر تاج السنة وحيد الأمة العالي الهمة العالم العابد الفقيه الزاهد الإمام أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رحمه اللّه" وقد كتب تاريخ وفاته وآية الكرسي حول ذلك . ) . هذا فى تقديس قبر أحمد بن حنبل .
2 / 1 / 3 : ( ووُعـدت بالجلـوس فـي جامـع المنصـور ، فتكلمت يوم الإثنين سادس عشر جمادى الأولى ، فبات في الجامع خلق كثير ، وختمت ختمات ، واجتمع للمجلس بكرة ما حزر بمائة ألف . وتاب خلق كثير . وقطعـت شعـور . ثـم نزلـت فمضيـت إلـى زيـارة قبر أحمد فتبعني من حزر بخمسة آلاف ) . أى إنه خطب وحضر خطبته حوالى 100 ألف !، ومطلوب أن نصدّق هذا ، وتاب بسببه كثيرون ، لم يذكر عددهم .! ثم زار القبر المقدس لابن حنبل ، وتبعه للقبر حوالى 5 آلاف .
2 / 1 / 4 : ( وفي ليلة السبـت حـادي عشريـن جمـادى الأولـى: أطلـق تتامـش إلـى داره ، وتقـدم أمير المؤمنين بعمل دكة بجامع القصـر للشيـخ ابـن المنـى الفقيـه الحنبلـي جلـس فيهـا يـوم الجمعـة ثانـي عشر جمادي الآخرة ، فماتوا أهل المذاهـب ( أى إغتاظ الشافعية والأحناف والمالكية ) مـن عمـل مواضـع للحنابلـة ، ومـا كانـت العـادة قد جرت بذلك ، وجعل الناس يقولون لي : " هذا بسببك فإنه ما ارتفع هذا المذهب عند السلطان حتى مال إلى الحنابلة إلا بسماع كلامك " ، فشكرت الله تعالى على ذلك . ولقد قال لي صاحب المخزن: " ما يخرج إلى شيء من عند السلطان فيه ذكرك إلا يثني عليه " وقـال لـه يومـًا نجاح الخادم: " أنت تتعصب لابن الجوزي" فقال : "والله ما يتعصب له سيدك بقدر ما يتعصـب لـه إلا خمسيـن مـرة وما يعجبه كلام غيره" وكان يقول الوزير ابن رئيس الرؤساء: " ما دخلت قـط علـى الخليفـة إلاَ جـرى ذكر ابـن الجـوزي وصـار لي خمس مدارس. " وهذا شيء ما رآه الحنابلة إلا في زمنـي . ولـي مائـة وثلاثـون مصنفـًا إلـى اليـوم ، وهـي فـي كـل فـن . وقـد تـاب علـى يـدي أكثـر مـن مائـة ألف ، وقطعت أكثر من عشرين ألف طائلة ، ولم يُر لواعظ قط مثل مجلسي ، جمع الخليفة والوزير وصاحب المخزن وكبار العلماء. ).
2 / 1 / 5 : ( وفي يوم الثلاثاء سلخ جمادى الآخرة: تكلمت بباب بدر وأمير المؤمنين حاضر والزحام شديد.)
2 / 1 / 6 : ( وتكلمت يوم الخميس بعد العصر تاسع رجب تحت المنظرة ، وأمير المؤمنيـن حاضـر، والزحـام شديـد ، والبـاب مغلـق لشـدة الزحـام ، وبالغـت فـي وعـظ أميـر المؤمنيـن، فممـا حكيت له: إن الرشيد قال لشيبـان عظنـي فقـال يـا أميـر المؤمنيـن لـأن تصحب من يخوّفك حتى يدركك الأمن خير لك من أن تصحب من يؤمنك حتى يدركك الخوف: قال الرشيد فسر لي هذا قال من يقول لك أنت مسـؤول عن الرعية فاتق الله أنصح لك ممن يقول أنتم أهل بيت مغفور لكم وأنتم قرابة نبيكم فبكى الرشيد حتى رحمه من حوله. وقلـت لـه في كلامي يا أمير المؤمنين : " إن تكلمت خفت منك وإن سكت خفت عليك فأنا أقدم خوفي عليك لمحبتي لك على خوفي منك.")
2 / 1 / 7 : ( وتكلمـت يـوم السبـت مفتتـح رمضان في مدرستي بدرب دينار ، فكان الزحام خارجًا عن الحد ، حتى غلق الأبواب، وقصت ثلاثون طائلة . وتاب خلق من المفسدين.)
2 / 1 / 8 : ثم يقول فى خاتمة الكتاب ( الخاتمة والله تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب والحمدللّه وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليمًا كثيرًا.)
2 / 1 / 9 : كان هذا عام 574 . ومات ابن الجوزى عام 597 . وواضح إنه جعل العام الأخير فى تأريخه حفل تكريم لنفسه ، على طريقة كتب المناقب ، وتزكية النفس .
2 / 1 / 10 : أما عن تزكية شيخه إبن حنبل المتوفى عام 241 ، فقد قال عنه فى وفيات هذا العام بعد أن زاد فى مدحه :( فضائل أحمد رضي الله عنه كثيرة ، وإنما اقتصرنا ها هنا على هذه النبذة ، لأني قد جمعت فضائله في كتاب كبير ، جعلته مائة باب . ثم مثل هذا التاريخ ( أى المنتظم ) لا يحتمل أكثر مما ذكرت والله الموفق .)
2 ـ ونقارن بينه فى لمحة سريعة وبين المؤرخ (إبن الأثير ) ( 555 : 630 ) ، وقد نقل عن السابقين من الطبرى وغيره ، إلا إنه تميّز بمزج الروايات التى رواها الطبرى فى رواية واحدة متماسكة ، وبطريقة سلسلة مفهومة بسيطة ، ثم لم يهتم بالوفيات ، وتحرّى الصّدق فيما يكتب . حين وصل بالتأريخ لعصره كتب بتوسّع شاهدا صادقا على عصره ، وظل يكتب حتى سنتين قبل موته ، أى عام 628 . لم يذكر إبن الأثير مطلقا أى منام من التى إعتاد ابن الجوزى ذكرها فى المنتظم ، بل كان يتحرى فيما ينقله عن ابن الجوزى فى تاريخه المنتظم . بالتالى فإذا كنت تلبس قبعة فلك أن ترفعها تحية لابن الأثير إحتراما ، وأما إبن الجوزى فترفع له حذاءك إحتقارا .
رابعا :
بلغ تأثير المنامات أن صارت مؤثرة تاريخيا . ونعطى أمثلة :
1 ـ فى حوادث 448 هجرية يذكر إبن الجوزى فى ( المنتظم ) : ( وفـي هذه السنة: عم ضرر العسكر بنزولهم في دور الناس وارتكابهم المحظورات ، فأمر الخليفة رئيس الرؤساء باستدعاء الكندري وأن يخاطبه في ذلك ويحذره العقوبة فإن اعتمد السلطان ما أوجبه الله تعالى وإلا فليساعدنا في النزوع عن هذه المنكرات ، فكتب رئيس الرؤساء إلى الكنـدري ، فحضر ، فشرح له ما جرى، فمضى إلى السلطان فشرح له الحال، فقال : " إنني غير قادر علـى تهذيـب العساكـر لكثرتهم " . ثم استدعاه في بعض الليل فقال: " إني نمت في بعض الليل وقد تداخلتني الخشية لله تعالـى ممـا ذكرت لـي فنمـت فرأيـت شخصـًا وقـع في نفسي أنه رسول اللـه صلـى الله وعليه وسلم وكأنه واقف عند باب الكعبة فسلمت عليه ، فلم يلتفت نحوي وقال: يحكمك اللـه فـي بلـاده وعبـاده فلا تراقبه فيهم ولا تستحي من جلاله فامض إلى الديوان وانظر ما يرسمه أمير المؤمنين لأطيع. فأنهى رئيس الرؤساء الحال ، فخرج التوقيع متضمنًا للبشارة برؤية سيدنا رسـول الله صلى الله وعليه وسلم فلما وصل إلى السلطان بكى وأمر بإزالة الترك وإطلاق من وكل به.) . ليست رواية هذا المنام فى تقديس شخص ، بل فى حكاية حادثة كانت تتكرر من شغب الجنود وتعديهم على الناس . وواضح أن زعم هذا المنام أحدث تاثيرا فى السلطان وعسكره فالخليفة العباسى مغلوب على أمره ، فكان اللجوء للمنامات .
2 ـ فى حوادث عام 455 : ( وفي ليلة الأربعاء لثمان بقين من شعبان: رأت امرأة هاشمية في منامها النبي صلى الله عليه وسلـم وعلـي بـن أبـي طالـب فـي مسجـد صغيـر بالمأمونيـة مـن الحريم الشريف ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: " مريهم أن يعمروا هذا المسجد " فقالت: " لا يصدقونني فـي رؤيتـي لكـم " فمـد يـده إلـى حائـط عقـد هنـاك قديم مبني بالجص والآجر وهو من أحد حيطان المسجد وجر آجرة من وسطها حتى برز بثلثها وقال لها: " هذا دليل على صدق قولك وصحة رؤياك ". ) وطبعا حاز هذا المنام المصنوع على التصديق ، مع نسبته لإمرأة مجهولة الاسم مع إنها بزعمهم هاشمية .
3 ـ فى العصر المملوكى تعاظم الإيمان بالمنامات . والدليل هذا الخبر الذى رواه المؤرخ العينى فى عقد الجمان فى حوادث عام 720 ، وفيه أن فقيها شتم النبى لوطا : ( .. فشهد عليه جماعة ، وعقد له مجلس عند ابن الأخنائي المالكي فادعى اختلال عقله ) وهى الحيلة المأثورة في هذا المجال ـ ( فتوقف القاضى المالكي في أمره .فادعى شيخ صوفي أنه رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المنام يأمره أن يقول ( قل للإخنائي يضرب عنقه فإنه سبّ أخي لوطاً ) . فحكم القاضي بضرب عنقه ، وفي صبيحة مقتله رأى صوفي آخر النبي ومعه لوط عليهما السلام في منام يؤكد الدعوة لمقتل إسماعيل الزنديق فتم تنفيذ الحكم في ذلك الفقيه بين القصرين ) . أى تم تنفيذ الحكم بناءا على رؤيا منامية .
4 ـ جاء فى تاريخ السلوك للمقريزى ( 3 / 2 / 817 ) : ( أشيع بالقاهرة سنة 796 أن امرأة أصابها الرمد ، وأيس منها الأطباء ، فرأت الرسول في المنام يأمرها ان تتكحل برماد من سفح جبل المقطم ، وقيل أنها شفيت بذلك . فلم يبق من الناس إلا من أخذ من الحصى الذي بالجبل واكتحل به ، وعُمل منه في الاثمد وغيره ، حتى أفنوا من ذلك ما لا يقدر ).وهذه الاستجابة السريعة من العصر دليل على رسوخ الإيمان بالمنامات حتى لو كانت مجرد شائعة منسوبة لامرأة مجهولة . سارع الناس بالتصديق والتكحل برماد جبل المقطم قرب القاهرة ، حيث القبور المقدسة للأولياء الصوفية .
التعليقات
سعيد على
المنامات و تصديقها!
المنام و الرؤيا جاء ذكرها في القران الكريم لدى إبراهيم عليه السلام و يوسف عليه السلام و خاتم النبيين عليه السلام لكن أن يستغل الصوفية و غيرهم هذه ( الميزة ) هو تزكية لأنفسهم و بالتالي مخالفة للقران الكريم في التزكية . حتى الان لو خرج مثل هؤلاء و قال رأيت في منامي كذا و كذا لصدقه الناس!!
أحمد صبحى منصور
جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:
الرؤى والمنامات مذكورة فى القرآن الكريم وهى جزء من نوم البشر حين تتجول النفس مستريحة من جسدها فترى أضغاث أحلام وغيرها . لكن المنامات فى اديان المحمديين الشيطانية مختلفة ، فهم يدعونها وحيا دينيا مستمرا مستمدا من الله جل وعلا ورسوله ، ويستخدمونه فى أغراض دنيوية . وستأتى أمثلة فى الفصول اللاحقة توضح وقوعهم فى حضيض للكفر لم يصل له المنافقون ولا غيرهم حسب علمنا . وكما قلت فلا تزال المنامات تحظى بتصديق المواشى البشرية حتى عصرنا ( عصر الذكاء الاصطناعى ).!
الفصل الأول : فى المنامات : إستخفافهم برب العزة جل وعلا
الباب الأول : منامات السنيين فى زعم رؤية الله جل وعلا ورسوله . كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى )
أولا :
زعم السنيون إمكانية رؤية الله جل وعلا ، ورددنا عليهم بمقالمنشور هنا عن ( الآيات المحكمات والمتشابهات فى دراسة عملية : (رؤية الله تعالى ). ومما قلناه :
1 ـ الآية المحكمة هنا هى قوله تعالى ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ) ( الأنعام 103) والآية الكريمة هنا تضع فاصلا وفارقا بين الله تعالى وخلقه ، فمن صفات الخالق أنه يدرك الأبصار ، وهذا له وحده ، وبذلك يفترق عما عداه. والآية الكريمة فى إعجازها المذهل لم تقل ( لا تراه الأبصار وهو يرى الأبصار ) ولكن استعمل الله تعالى لفظ (الإدراك ) لأنه الأوقع فى وصف الفارق بين قدرة الخالق وقدرة المخلوق، فالله تعالى لا تدركه الأبصار بمعنى أنها لا تلحقه. وكلمة أدرك الشيء بمعنى لحقه بعد أن أسرع واجتهد فى اللحاق به . وبالتوضيح العلمى ـ وهذا من إعجاز القرآن الكريم فى الزمن و سرعات الضوء ـ أن العين البشرية قد تحدد مداها فى الرؤية بسرعة الضوء ، أى 300 ألف كيلو متر فى الثانية ، فالكائن الذى يتحرك أسرع من هذا لا يمكن أن تلحقه أو تدركه لمح العين البشرية بالبصر أو النظر . وهناك مستويات مخلوقة لا تدركها العين فى عالمنا لأن سرعتها أسرع من سرعة الضوء . وهذا فى المخلوقات فكيف بالخالق جل وعلا . إذن فالله تعالى لا تدركه الأبصار ، أي ليس فقط أبصار البشر ولكن كل من له بصر حتى من الكائنات العلوية ـ كالملائكة ـ التى تتخطى سرعة حركتها تصور عقولنا المحددة بالمادة ، والتى لا نستطيع رؤيتها فى هذا العالم .
2 ـ والله تعالى هو الذى يدرك الأبصار ، ليس فقط يرى المخلوقات صاحبة الأبصار و لكن يدرك أيضا أبصارها وعيونها ، يدركها فى سرعتها ،فالكلام هنا ليس عن مجرد المخلوقات ولكن أبصار تلك المخلوقات ، أى بالنسبة لنا العين البشرية وما تراه وما لا تراه، منه ما يدخل فى مجال رؤيتها مكانيا ولكن لا تراه ، وما يبعد عنه جدا فلا تراه وما يقترب منها جدا فلا تراه ، ومنه ما تراه ماديا بالعين المادية ثم يتحول إلى صورة مقلوبة ثم إلى معنى فى المخ ..ونوعية الألوان وتغيرها كل ذلك فى إطار ما تراه العين البشرية ، وهى ليست أقوى عيون المخلوقات فى القدرة على الرؤية والإبصار ، فهناك من الكائنات الحية حولنا كالحشرات و الحيوانات ما ترى أفضل من الإنسان فى النور والظلمة. ثم هناك ما لا نراه وما لا نعرفه من مستويات أخرى من الخلق مثل الجن والملائكة و الشياطين والقرين ، وكلها حولنا وفى نفس المكان ولكن فى مستويات مختلفة ترى بعيونها ـ ولكنها لا تدرك الله تعالى ، ولكن يدرك الله تعالى أبصارها مهما بلغت السرعة التى تتحرك بها أعين تلك الكائنات العلوية أوالسفلية .
3 ـ يطول الكلام هنا فى قوله تعالى (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ) كآية محكمة تقطع باستحالة أن يرى أي مخلوق الله تعالى ، ولكن يعززها قوله تعالى لموسى عليه السلام حين طلب أن يرى ربه :( قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ) (الأعراف 143) فالنفي هنا (لَن تَرَانِي) قاطع ومستمر إلى المستقبل أي لن يراه فى حياته الدنيوية ولا فى حياته الأخروية ، وانتهت الآية الكريمة بموسى عليه السلام وقد خر صعقا ، وأقر بأنه لم يكن فى أحسن حالاته الإيمانية حين طلب رؤية ربه جل وعلا . ولنتدبر قوله تعالى : (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ). هذه هي الآيات المحكمات فى موضوع رؤية الله تعالى.،والتى أغفلها أساطين الدين السّنى أو تلاعبوا بها .
4 ـ وهناك آيات متشابهات التقط منها أساطين الدين السنى آية وحيدة (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة ) ( إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) ( القيامة 22 : 23 ) وقطعوها عن سياقها و حوروا معناها لتناسب هواهم ،أى ناظرة بمعنى تنظر الى الله جل وعلا ، وكان واجبا طبقا لمنهج التعامل مع المحكمات والمتشابهات أن نعرض الآيات المتشابهات بعد معرفة سياق كل منها ، وأن نخضعها للآيات المحكمات. هذا إذا أردنا معرفة الحق القرآنى طبقا للمنهج الصحيح فى تدبر القرآن الكريم . .
ثانيا :
جاءت منامات السنيين ، وغيرهم ـ فى رؤية الله جل وعلا مستندة على تحريفهم معانى القرآن الكريم . وأكثر ابن الجوزى فى إختلاقها فى تاريخه ( المنتظم ) . وهى على أنواع نبدأ منها بما نعتبره إستخفافا منهم برب العزة جل وعلا . يقول لعنه الله جل وعلا :
ونعطى أمثلة :
1 ـ ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله بن روح الجواليقي قال: حدثني هارون بن رضى مولى محمد بن عبد الرحمن إسحاق القاضي قال: حدثنا أحمد بن سنان قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: رأيت رب العزة تعالى في المنام فقال لي: يا أبا يزيد لا تكتب عن جرير بن عثمان فقلت: يا رب ما علمت منه إلا خيرًا فقال لي: يا أبا يزيد لا تكتب عنه فإنه يسب عليًا . ) يجعلون رب العزة جل وعلا منغمسا فى إختلافاتهم فى الأحاديث .
2 ـ ( أخبرنا محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الوليد بن عتبة بن عبد الملك العثماني قال: حدثنا أبو الطيب عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون المقرئ قال: حدثنا أبو بكر محمد بن نصر بن هارون السامري قال: أخبرنا سليمان بن جبلة قال: أخبرنا ريس بن عبد الكريم الحداد قال: أخبرنا خلف بن هشام البزاز قال: قال لي سليم بن عيسى: دخلت على حمزة بن حبيب الزيات فوجدته يمرغ خديه في الأرض ويبكي فقلت: أعيذك بالله فقال: رأيت البارحة في منامي كأن القيامة قد قامت وقد دعي بقراء القرآن فكنت فيمن حضر فسمعت قائلًا يقول بكلام عذب: لا يدخل علي إلا من عمل بالقرآن فرجعت القهقرى فهتف باسمي: أين حمزة بن حبيب الزيات فقلت: لبيك داعي الله فبدرني ملك فقال قل: لبيك اللهم لبيك فقلت كما قال لي فأدخلني دارًا فيها ضجيج القرآن فوقفت أرعد فسمعت قائلًا يقول: لا بأس عليك اقرأ وأرق فأدرت وجهي فإذا أنا بمنبر من در أبيض دفتاه من ياقوت أصفر مراقيه من زبرجد أخضر فقال لي: اقرأ سورة الأنعام .فقرأت وأنا لا أدري على من أقرأ حتى بلغت الستين آية فلما بلغت: {وهو القاهر فوق عباده} قال لي: يا حمزة ألست القاهر فوق عبادي فقلت: بلى قال: صدقت اقرأ فقرأت حتى أتممتها فقال لي: اقرأ فقرأت الأعراف حتى بلغت آخرها وأومأت إلى الأرض بالسجود فقال لي: حسبك ما مضى لا تسجد يا حمزة من أقرأك هذه القراءة فقلت: سليمان فقال: صدقت من أقرأ سليمان قلت: يحيى قال: صدق يحيى على من قرأ يحيى فقلت: على أبي عبد الرحمن السلمي قال: صدق أبو عبد الرحمن السلمي من أقرأ أبا عبد الرحمن فقلت: ابن عم نبيك علي فقال: صدق علي فمن أقرأ عليًا قلت: نبيك محمد صلى الله عليه وسلم قال: ومن أقرأ نبيي قال: قلت جبريل عليه السلام قال: ومن أقرأ جبريل فسكت فقال لي: يا حمزة قل أنت فقلت: ما أجسر أن أقول أنت فقال: قل أنت فقلت: أنت فقال: صدقت يا حمزة وحق القرآن لأكرمن أهل القرآن لا سيما إذا عملوا بالقرآن حمزة القرآن كلامي وما أحب أحدًا كحبي أهل القرآن ادن يا حمزة فدنوت فضمخني بالغالية وقال: ليس أفعل بك وحدك قد فعلت ذلك بنظرائك بنن فوقك ومن دونك ومن أقرأ القرآن كما أقرأته لم يزد بذلك غيري وما خبأت لك يا حمزة عندي أكثر فأعلم أصحابك مكاني من حبي لأهل القرآن وفعلي بهم فهم المصطفون الأخيار يا حمزة وعزتي وجلالي لا أعذب لسانًا تلى القرآن بالنار ولا قلبًا وعاه ولا أذنًا سمعته ولا عينًا نظرته فقلت: سبحانك سبحانك أي رب فقال: يا حمزة أين نظار المصاحف فقلت: يا رب أفحفاظ هم قال: لا ولكني أحفظه لهم حتى يوم القيامة فإذا لقوني رفعت لهم بكل آية درجة . ) يجعل رب العزة جل وعلا منغمسا فى ( القراءات ) ، وهو زيف فظيع إخترعوه فى العصر العباسى ليشغل الناس عن تدبر القرآن الكريم .
3 ـ عن الشافعى ت 204
قال ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا إسماعيل بن علي الأستراباذي قال: سمعت طاهر بن محمد البكري يقول: حدثنا الحسن بن حبيب الدمشقي قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أبا عبد الله ما صنع الله بك قال: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب .) .. لا تعليق .!
4 ـ عن عطاء السليمى ت 121
( قال جعفر: ولما مات عطاء رأيته في المنام فقلت: ما فعل الله بك قال: رحمني ووبخني وقال لي: يا عطاء ما استحييت مني تخافني ذلك الخوف كله أما علمت أني أرحم الراحمين. )
5 ـ عن بشر الحافى ت 226 : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن علي بن ثابت قال: أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو حفص عمر ابن أخت بشر الحافي قال: حدثتني أمي قالت: جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر: من هذا قال: أريد بشرًا فخرج إليه فقال له: حاجتك ؟ . قال: عافاك الله أنت بشر قال: نعم حاجتك قال: إني رأيت رب العزة تعالى في المنام وهو يقول: اذهب إلى بشر فقل له: يا بشر لو سجدت على الجمر ما أديت شكري فيما قد بثثت لك - أو نشرت لك - في الناس .فقال له: أنت رأيت ذلك قال: نعم رأيته مرتين ليلتين متواليتين . ) .
6 ـ عن يحيى بن معين ت 233 : ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قال: سمعت الأزهري قال: سمعت محمد بن الحسن الصيرفي قال: حدثنا أبو أحمد بن المهتدي بالله قال: حدثني الحسين بن الخصيب قال: حدثني حبيش بن مبشر قال: رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال: أدخلني عليه في داره وزوجني ثلاثمائة حورية ثم قال للملائكة: انظروا إلى عبدي كيف تطرّى وحسن ).
7 ـ ( أخبرنا محمد بن أبي القاسم أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا العباس القاضي يقول: سمعت أبا الحسين يقول: رأيت منصور بن عمار في المنام فقلت له ما فعل الله بك قال: وقفت بين يديه فقال لي: أنت الذي كنت تزهد الناس في الدنيا وترغب عنها قلت: قد كان ذلك ولكن ما اتخذت مجلسًا إلا وبدأت بالثناء عليك وثنيت بالصلاة على نبيك وثلثت بالنصيحة لعبادك . فقال: صدق ضعوا له كرسيًا في سمائي فمجدني في سمائي بين ملائكتي كما مجدتني في أرضي بين عبادي .)
8 ـ أحمد بن حرب ت 234 : ( أخبرنا زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا العباس محمد بن أحمد القاضي يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن جعفر الزاهد يقول: سمعت زكريا بن أبي دلويه يقول: رأيت أحمد بن حرب بعد وفاته بشهر في المنام فقلت: ما فعل بك ربك قال: غفر لي وفوق المغفرة . قلت: وما فوق المغفرة قال: أكرمني بأن يستجيب دعوات المسلمين إذا توسلوا بقبري ) . جعلوا رب العزة يأمر بتقديس قبر إبن حرب .!
9 ـ ( سمعت سريج بن يونس يقول: رأيت فيما يرى النائم أن الناس وقوف بين يدي الله تعالى وأنا في أول صف ونحن ننظر إلى رب العزة تعالى فقال: أي شيء تريدون أن أصنع بكم ؟ فسكت الناس ، فقلت أنا في نفسي: ويحهم قد أعطاهم كل ذا من نفسه وهم سكوت . فقنعت رأسي بملحفتي وأبرزت عينًا وجعلت أمشي وجزت الصف الأول بخطى فقال لي: أي شيء تريد ؟ فقلت: رحمة سر بسر إن أردت أن تعذبنا فلم خلقتنا ؟ قال: " قد خلقتكم ولا أعذبكم أبدًا " ثم غاب في السماء .) . جعلوا رب العزة كالبشر يأتى ويغيب ، ويتراجع عن قوله ، وهو القائل جل وعلا : ( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) ق )
10 ـ ابو زرعة ت 264 . ( أخبرنا عبد الرحمن بنمحمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني أبو الفتح عبد الواحد بن أبي أحمد الاستراباذي أخبرنا أحمد بن إبراهيم الهمذاني أخبرنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي حدثنا الحسن بن عثمان حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد المرادي قال: رأيت أبا زرعة في المنام فقلت: يا أبا زرعة ما فعل الله بك ؟ قال: لقيت ربي تعالى فقال لي: يا أبا زرعة إني أوتى بالطفل فآمر به إلى الجنة فكيف من حفظ السنن على عبادي تبوأ من الجنة حيث شئت . )
11 ـ ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا أبو الفضل الزهري قال: سمعت أبا الطيب المعلم يقول: رأيت رب العزة تعالى في النوم فقال لي: يا فتح! احذر لا آخذك على غرة .)
12 ـ منصور بن عمار ت 225 : ( أخبرنا أبو منصور أخبرنا أبو بكر أخبرنا الأزهري أنبأنا ابن بطة أخبرنا إبراهيم بن جعفر التستري قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن الواعظ يقول: سمعت أبا بكر الصيدلاني يقول: سمعت سليم بن منصور بن عمار يقول: رأيت أبي منصورًا في المنام فقلت: ما فعل بك ربك فقال: إن الرب قربني وأدناني وقال لي: يا شيخ السوء تدري لم غفرت لك قال: فقلت: لا يا إلهي قال: إنك جلست للناس مجلسًا فبكيتهم فبكى فيهم عبد من عبادي لم يبك من خشيتي قط .فغفرت له ووهبت أهل المجلس كلهم له ووهبتك فيمن وهبت له .)
التعليقات
عثمان محمد على
قضية إيمانية خطيرة
الإيمان بإمكانية رؤية المولى جل جلاله في الدنيا من خلال المنامات ،او في الآخرة من خلال التجسيد كما يزعمون في رواية لهم أن أهل الجنة سيرونه سُبحانه وتعالى كأعظم هدية ورضوان منه سبحانه وتعالى عليهم بعد أن يظنوا أنهم قد وصلوا لقمة النعيم ،فسيأتى لهم المولى جل جلاله ويقول لهم هل إكتفيتم فيقولون نعم ،فيقول لهم لا ،ثم يكشف عن وجهه لهم فيرونه. فالإيمان بهذا الموضوع هو كُفر بواح وشرك بالله جل جلاله لأنهم شاركوه سُبجانه وتعالى في إدراكهم لهم بأبصارهم ،سيُحبط أعمالهم يوم القيامة حتى لو جاءوا بأثقال وأعمال صالحة أثقل وزنا من جبال الأرض كُلها .
والغريب أنهم جعلوه سُبحانه وتعالى يأتي مُجسدا في المنام لفلان لكى لا يكتب (ينقل )عن فلان لأنه يسُب على بن أبى طالب !!!!!! ثم يأتي لفلان ويطلب منه أن يقرأ عليه القرءان ،ثم يُدخله الجنة !!!، ثم يأتي لفلان الذى سأل (الشافعى ) عن مكانته في الجنة فأخبره بأنه جلس على كرسى من كذا وكذا ونثر عليه اللؤلؤ. ثم لفلان ووبخه لأنه إستحيا منه قائلا ألا تعلم يا عطاء أنى أرحم الراحمين ؟؟؟، ثم لفلان الذى أدخله الجنة وزوّجه 300 حورية!!!!!. وآخر يقول أنه سبحانه وعده في المنام بأن يغفر للمسلمين لو توسلوا بقبره !!!!!!!!!.ثم فلان آخر يقول رأيت ربى في المنام ويُحذرنى أن يأخذنى على غرة ( يُميته فجأة وبدون علمه !!!!!).
ما هذا وماذا يقولون ،وبماذا يؤمنون ، وكيف يُدافعون عن هذا الكُفر ويأمرون الناس بالإيمان به ؟؟
((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) الزمر 67
أحمد صبحى منصور
شكرا ابنى الحبيب د عثمان ، واقول :
1 ـ وقعت فى حيرة فى إختيار العنوان ، فما يزعمونه عن رب العزة جل وعلا يرجّح عنوانا لا أجرؤ على كتابته ، فإخترت عنوان ( إستخفافهم برب العزة جل وعلا ) . وتركت لمن يقرأ الحكم عليهم بما كتبه أشهر أعلامهم ، وهو ابن الجوزى ، والذى لا يزال مقدسا عند السلفيين حتى اليوم . وهم مواشى لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم ، وإذا فهمت تحاول التبرير والتأويل ، لأن مقام إبن الجوزى عندهم أعظم من مقام رب العزة جل وعلا . وطالما هم هكذا فهم شرُّ أُمّة أُخرجت للناس .
2 ـ هى كما قلت : ( قضية إيمانية خطيرة )
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
الفصل الثانى : فى مناماتهم يزعمون التحكم فى الغفران الالهى ودخول الجنة
الباب الأول : منامات السنيين فى زعم رؤية الله جل وعلا ورسوله . كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى )
أولا :
1 ـ هم يكفرون بما جاء فى القرآن الكريم عن الآخرة وعن الله جل وعلا مالك يوم الدين وإقتصار علم الغيب عليه جل وعلا وحده .
2 ـ وهم أيضا يجهلون :
2 / 1 : أن الغفران موعده يوم الدين لمن تاب وأناب . فمن دعاء ابراهيم عليه السلام :
2 / 1 / 1 ـ ( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) ابراهيم )
2 / 1 / 2 ـ ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) الشعراء )
2 / 2 : فى وقتنا هذا لا يوجد إلا :
2 / 2 / 1 : عذاب البرزخ :
2 / 2 / 1 / 1 : لقوم نوح . قال لهم نوح ردا على سخريتهم : ( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) هود ) وقال عنهم جل وعلا : ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَاراً (25) نوح )
2 / 2 / 1 / 2 : وفرعون وقومه . قال عنهم جل وعلا : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر ).
2 / 2 / 2 : نعيم البرزخ لمن يُقتلون فى سبيل الله جل وعلا . قال جل وعلا :
2 / 2 / 2 / 1 : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) البقرة )
2 / 2 / 2 / 2 : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران ).
3 ـ عذاب الآخرة ونعيم الجنة هما فى الآخرة ، ولا وجود لهما فى هذه الدنيا ، إذ لم يأت وقتهما بعدُ .
ونستشهد ببعض آيات القرآن الكريم . قال جل وعلا عن :
3 / 1 : آخر جيل من البشر يشهد قيام الساعة : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج )
3 / 2 : يوم الدين مجموع الناس : ( ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود )
3 / 3 : عن الكفار الذين لم يقدروا الله جل وعلا : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر )
3 / 4 : عن مجىء الجنة والنار يومئذ :
3 / 4 / 1 : ( وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) ق )
3 / 4 / 2 : ( وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) الشعراء )
3 / 4 / 3 : ( وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) النازعات )
3 / 4 / 4 :( وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14) التكوير )
3 / 4 / 5 : ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) الفجر ).
ثانيا :
كفرا بهذا كله قال ابن الجوزى فى المنتظم :
1 ـ ( أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرىء أخبرنا أبو بكر ابن مقسم حدثنا ابن فضلان حدثنا الكسائي الصغير حدثنا أبو مسحل قال: رأيت الكسائي في النوم كأن وجهه البدر فقلت له: ما فعل الله بك قال: غفر لي بالقرآن فقلت: ما فعل حمزة الزيات .قال: ذاك في عليين ما نراه إلا كما نرى الكوكب الدري .). هنا قرارهم بالغفران للكسائى ، وكان مشهورا بالشذوذ الجنسى .
2 ـ ( ابن الغريق.. وتوفـي وقـت المغـرب مـن يوم الأربعاء سلخ ذي القعدة من هذه السنة . رؤي في المنام فقال: غفر لي بطول تهجدي. .. قال أبو بكر بن الخاضبة: رأيت فـي المنـام كـأن القيامـة قـد قامـت ومنـاد ينـادي: ايـن ابـن الخاضبة فقيل لي: ادخل الجنـة فدخلـت فاستلقيـت فرفعـت رأسـي فرأيـت بغلـة مسروجـة ملجومة في يد غلام فقلت: لمن هذه فقيل: للشريف أبي الحسيـن بـن الغريـق. ) ابن الغريق أدخلوه الجنة راكبا بغلة .!!
3 ـ ( محمد بن رافع بن أبي زيد القشيري النيسابوري . .. ورؤي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك قال: بشرني بالروح والراحة ) .
4 ـ ( يزيد بن هارون : أخبرنا عبد الرحمن من محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله بن أحمد بن أبي علاثة حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: حدَثنا أبو محمد السكري قال: حدَّثنا يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري قال: حدَثني أبو نافع ابن بنت يزيد بن هارون قال: كنت عند أحمد بن حنبل وعنده رجلان فقال أحدهما: يا أبا عبد الله رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له: يا أبا خالد ما فعل الله بك قال: غفر لي وشفعني وعاتبني . ) عاتبه وغفر له وشفّعه .. !
5 ـ (.. فحدثني عمر بن أحمد الزاهد قال سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنه رأى أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها قال: فقلت له: أيها الأستاذ ما فعل الله بك فقال: إن عز وجل أقام أبا الحسن العامري بإزائي وقال هذا فداؤك من النار. ) هذا الراوى المجهول ( الثقة ) جعل ابا الحسن العامرى هو الفداء لابن مهران من النار . حظّك اسود يا أبا الحسن العامرى .!
6 ـ ( أخبرنا ابن منصور قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني قال: حدَّثنا أبو محمد بن حيان قال: حدَّثنا محمد بن يحيى قال: حدَّثنا أزهر بن جميل قال: حدَّثنا ابن عيينة قال: رأيت منصور بن المعتمر في المنام فقلت: ما فعل الله بك قال: كدت أن ألقى الله بعمل نبي. ). ما الذى منعك يا ابن المعتمر ؟
7 ـ ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثني علي بن الحسين العكبري قال: سمعت عبد القادر بن محمد بن يوسف يقول: رأيت أبا الحسن الحمامي المقرئ في المنام فقلت: ما فعل الله بك قال: أنا في الجنة قلت: وأبي قال: وأبوك معنا فقلت: وجدنا يعني أبا الحسين السوسنجردي فقال: في الحظيرة قلت: حظيرة القدس قال: نعم ) . الولد والأب والجد كلهم فى الجنة ..! وماذا عن خالتك وزوج خالتك ؟
8 ـ ( أنبأنا محمد بن أبي طاهر البزاز عن أبي طالب العشاري أخبرنا هبة الله المقرئ أخبرنا هبة الله بن سلامة المفسر قال: كان لنا شيخ نقرأ عليه في باب محول فمات بعض أصحابه فرآه الشيخ في النوم فقال: ما فعل الله بك قال: غفر لي قال: فما حالك مع منكر ونكير قال: يا أستاذ لما أجلساني وقالا من ربك من نبيك ألهمني الله عز وجل أن قلت لهما بحق أبي بكر وعمر دعاني فقال: أحدهما للآخر قد أقسم علينا بعظيم دعه فتركاني وانصرفا. ) هنا ابو بكر وعمر ومنكر ونكير مع الغفران ..
9 ـ ( أنبأنا زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو عثمان الصابوني وأبو بكر البيهقي قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: سمعت الحسن بن يعقوب المعدل يقول: سمعت أبا عمرو أحمد بن المبارك المستملي يقول: رأيت يحيى بن محمد في المنام فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي. )
ثلثا : قرارهم بأن الله جل وعلا لا يعذّب من بلغ الثمانين :
1 ـ ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثني علي بن أبي علي المعدل أخبرنا أبو بكر بن أبي موسى القاضي وأبو إسحق الطبري وغيرهما قالوا سمعنا أبا جعفر عبد الله بن إسماعيل بن بويه يقول: رأيت أبا بكر الآدمي في النوم بعد موته بمديدة فقلت له ما فعل الله بك فقال لي: وقفني بين يديه وقاسيت شدائد وأمورًا صعبة.فقلت له: فتلك الليالي والمواقف والقرآن فقال: ما كان شيء أضر علي منها لأنها كانت للدنيا.فقلت له: فإلى أي شيء انتهى أمرك قال: قال لي الله عز وجل آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء الثمانين. )
2 ـ ( أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر بن ثابت أخبرنا علي بن أبي علي المعدل أخبرنا أبو طاهر المخلص أخبرنا ابو بكر أحمد بن علي الذهبي المعروف: بابن القطان قال: رأيت أبا السائب عتبة بن عبيد الله قاضي القضاة بعد موته فقلت: ما فعل الله بك مع تخليطك بهذا اللفظ فقال: غفر لي فقال: كيف ذلك فقال إن الله تعالى عرض علي أفعالي القبيحة ثم أمر بي إلى الجنة وقال: لولا آليت على نفسي أن لا أعذب من جاوز الثمانين لعذبتك ولكني قد غفرت لك وعفوت عنك اذهبوا به إلى الجنة فأدخلتها. )
3 ـ ( وحدثنا أبو حامد بن جميل قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: سمعت جريرًا عن رقبة قال: رأيت رب العزة في المنام فقال: وعزتي لأكرمن مثوى سليمان يعني التيمي. وبلغنا من طريق آخر قال: رأيت رب العزة في النوم فقال لي: يا رقبة وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي فإنه صلى لي أربعين سنة الغداة على ظهر العتمة. قال: فجئت إلى سليمان فحدثته فقال: أنت رأيت هذا قلت: نعم. قال: لأحدثنك بمائة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جئتني بهذه البشارة. قال: فلما كان بعد مديدة مات فرأيته في المنام. فقلت ما فعل الله بك. قال: غفر لي وأدناني وقربني غلفني بيده. وقال: هكذا أفعل بأبناء ثلاث وثمانين. ).
وعليه فحظُّه اسود من مات دون الثمانين .. آه يا بقر .
متفرقات :
1 ـ ( أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر بن ثابت أخبنا مكي بن علي حدثنا أبو إسحاق المزكي قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن أحمد البلخي يقول: سمعت بعض مشايخنا يقول: قال علي بن الموفق: لما تم لي ستون حجة خرجت من الطواف وجلست بحذاء الميزاب وجعلت أتفكر لا أدري كيف حالي عند الله تعالى وقد كثر ترددي إلى هذا المكان قال: فغلبتني عيني وكان قائلًا يقول: يا علي أتدعو إلى بيتك إلا من تحب فانتبهت وقد سرى عني ما كنت فيه .) ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا علي بن أحمد الرزاز حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن أحمد بن المهدي قال: سمعت علي بن الموفق يقول: خرجت يومًا لأؤذن فأصبت قرطاسًا فأخذته فوضعته في كمي فأقمت وصليت فلما صليت قرأته فإذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم: يا علي بن الموفق تخاف الفقر وأنا ربك .)
2 ـ ( وحدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سالم الفامي قال: حدثنا محمد بن منصور الهروي قال: حدثنا عبد الله بن عروة قال: سمعت يوسف بن موسى القطان يحدث أن الأوزاعي قال: رأيت رب العزة في المنام فقال لي: يا عبد الرحمن أنت الذي تأمر بالمعروف تنهى عن المنكر قلت: بفضلك يا رب فقلت: يا رب أمتني على الإسلام فقال: وعلى السنة .)
3 ـ ( أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب قال: حدثني علي بن الحسين بن جداء العكبري قال: رأيت أبا القاسم الطبري في المنام فقلت له: ما فعل الله بك قال: غفر لي قلت: بماذا فكأنه قال كلمة خفية بالسنة.) عندهم إن الدين ليس الاسلام فقط بل الاسلام والسنة ..
أخيرا :
أحسن الحديث :
قال جل وعلا : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمِونَ (66) النمل )
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
الفصل الثالث : فى مناماتهم الكاذبة عن الرسول محمد عليه السلام
الباب الأول : منامات السنيين فى زعم رؤية الله جل وعلا ورسوله . كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى )
مقدمة :
إفتروا حديثا يقول : ( مَن رَأَني في المنامِ فسيراني في اليَقَظَةِ . أو لكأنما رآني في اليَقَظَةِ ، ولا يَتَمَثْلُ الشيطانُ بي.) . وهذا هو الأساس فى أكاذيب المنامات التى يزعمون فيها رؤية النبى محمد عليه السلام فى المنام . ونعطى تفصيلات مما ذكره ابن الجوزى فى المنتظم .
أولا : عن الحسين بن على :
1 ـ هذا المنام الذى تم صُنعه تعليقا على مقتل الحسين ـ يحظى بموافقة الشيعة والسنة والصوفية ، فهم جميعا يؤلهون الحسين ويقدسونه ، ويحجون الى ( قبوره ) المقدسة . قال ابن الجوزى فى المنتظم تعليقا على مقتل الحسين : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا ابن رزق قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الحافظ قال: حدثنا الفضل بن الحباب قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عامر بن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر بيده قارورة فقلت: ما هذه القارورة قال: " دم الحسين وأصحابه ما زلت ألتقطه منذ اليوم " فنظرنا فإذا هو في ذلك اليوم الذي قتل فيه الحسين.
2 ـ ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن مياح قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: حدثنا محمد بن شداد المسمعي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفًا وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفًا وسبعين ألفًا.)
3 ـ وأحاديث أخرى فى تقديس قبر الحسين : ( وأخبرنا ابن ناصر قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد العتيقي قال: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول: سمعت جعفر الخلدي كان بي جرب عظيم فتمسحت بتراب قبر الحسين فغفوت فانتبهت وليس عليّ منه شيء. وزرت قبر الحسين فغفوت عند القبر غفوة فرأيت كأن القبر قد شقّ وخرج منه إنسان فقلت: إلى أين يا ابن رسول الله فقال: من يد هؤلاء.).
ثانيا : عن دين السُنة :
1 ـ ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفـر يقـول: سمعـت أبـا الحسـن السـراج يقـول: سمعـت الحسيـن بـن أبـي زيـد يقـول: رأيـت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يحييني على الإسلام فقال: إيه والسنة وجمع إبهامه وسبابته وحلق حلقه وقال ثلاث مرات: والسنة والسنة والسنة ) الله جل وعلا يقول : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ )(19) آل عمران ) وهم يقولون السُنة ثلاث مرات ... آه يا بقر .!!
2 ـ ( حكى العلاء بن صاعد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ودخل عليه أبو العباس فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فصافحه وقبل بين عينيه وقال: مرحبًا بالذي يعمل بسنتي وأثري .)
3 ـ عن الشافعى : ( أخبرنا أبو ظفر بإسناد له عن أبي بيان الأصفهاني يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله محمد بن إدريس الشافعي ابن عمك هل نفعته بشيء أو خصصته بشيء قال: نعم سألت الله تعالى أن لا يحاسبه فقلت: بماذا يا رسول الله قال: إنه كان يصلي عليً صلاة لم يصل بمثل تلك الصلاة أحد فقلت: وما تلك الصلاة .قال: كان يصلي علي اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وصل على محمد كلما غفل عنه الغافلون .) .جعلوا الشافعى معافا من الحساب ، وجعلوا الصلاة على النبى عبادة تفوق عبادة الرحمن جل وعلا .
ثالثا : أكاذيب منسوبة عن الشفاء :
1 ـ ( ذكر رجل من أهل سوق يحيى يقال له: أخو جمادى وكانت يده اليسرى قد خبثت وأشرف على قطعها أنه رأى النبي صلى الله ليه وسلم في منامه كأنه يصلـي فـي مسجد بدرب داود فدنا منه وأراه يده عليها فأصبح معافى وانثال الناس لمشاهدتـه وكـان يغمـس يـده فـي المـاء فيقتسمونـه وستأتـي قصتـه مستوفـاة في السنة التي مات فيها إن شاء الله تعالى. ) .
2 ـ في سابع رمضان: رأى إنسان زمن طويل المرض من نهر طابق رسوله الله صلى الله وعليه وسلـم فـي المنـام قائمـًا مـع أسطوانـة وقـد جـاءه ثلاثـة أنفـس فقالـوا له: قم فإن رسول الله صلى الله وعليه وسلم قائم فقال لهم أنا زمن ولا يمكنني الحركة فقالوا: هات يدك.وأقاموه فأصبح معافى يمشي في حوائجه ويتصرف في أموره. ) .
رابعا : منامات فى تكريم الأشخاص :
1 ـ ( أنبأنا زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري قال: سمعت أبا الحسن محمد بن الحسن السراج الزاهد - وكان شديد العبادة - قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه قد أقبل إلى أن وقف على قبر يحيى بن يحيى وتقدم وصف خلفه جماعة من أصحابه فصلى عليه ثم التفت إلى أصحابه فقال: هذا القبر لأمان لأهل هذه المدينة .) . هنا تقديس لقبر هذا الشخص ، جعلوا الرسول يصلى على القبر ومعه الصحابة ، ويجعل القبر أمنا وأمانا لأهل هذه المدينة ن أى يتوسل به الناس .
2 ـ ( الشيرازى : وكان قشف العيش متورعًا ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: ياشيخ فكان يفتخر بهذا ويقول: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخًا. ). الشيرازى يقيم حفل تكريم لنفسه ، الشيرازى يزعم أنه تلقى شهادة علمية بالمشيخة من الرسول .
3 ـ فيلم هندى مُملّ عن إسلام هلال الصابئى ت 448 :
( ذكر سبب إسلامه : أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ حدثنا الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب قال: قال هلال بن المحسن: رأيت في المنام سنة تسع وتسعين وثلثمائة رسول الله صلى الله وعليه وسلـم قد وافى إلى موضع منامي والزمان شتاء والبرد شديد والماء جامد فأقامني فارتعدت حين رأيته فقال:: لا ترع فأني رسول الله وحملني إلى بالوعة في الدار عليها دورق خزف وقال: تؤضأ وضوء الصلاة. فأدخلت يدي في الدورق فإذا الماء جامد فكسرته وتناولت من المـاء مـا أمررتـه علـى وجهـي وذراعـي وقدمي ووقف في صفة وصلى وجذبني إلى جانبه وقرأ الحمد وإذا جاء نصر الله والفتح وركع وسجد وأنا أفعل مثل فعلـه وقـام ثانيـًا وقـرأ الحمـد وسورة لم أعرفها ثم سلم وأقبل علي وقال: انت رجل عاقل محصل والله يريد بك خيرًا فلم تـدع الإسلـام الـذي قامـت عليـه الدلائل والبراهين وتقيم على ما أنت عليه هات يدك وصافحني فأعطيته يدي فقال: قل أسلمت وجهي لله وأشهد أن الله الواحد الصمد الذي لم يكن له صاحبة ولا ولد وأنك يا محمد رسوله إلى عبادة بالبينات والهدى. فقلت ذاك ونهض ونهضـت فرأيـت نفسـي قائمـًا فـي الصفـة فصحت صياح الانزعاج والارتياع فانتبه أهلي وجاءوا وسمـع أبـي فقـال:: مالكـم فصحـت بـه فجـاءوا وأوقدنـا المصبـاح وقصصـت عليهـم قصتـي فوجمـوا إلا أبـي فإنـه تبسـم وقـال: ارجـع إلى فراشك فالحديث يكون عند الصباح وتأملنا الدورق فإذا الجمد الذي فيه متشعث بالكسر وتقدم والدي إلى الجماعة بكتمان ما جرى وقال: يا بني هذا منام صحيح وبشرى محمودة إلا أن إظهار هذا الأمر فجأة والانتقال من شريعة إلى شريعة يحتاج إلى مقدمة وأهبة ولكن اعتقد ما وصيت به فأنني معنقد مثله وتصرف في صلاتك ودعائك على أحكامه ثم شاع الحديث ومضت مدة فرأيت رسول الله صلـى اللـه وعليـه وسلـم ثانيًا على دجلة في مشرعة باب البستان وقد تقدمت إليه وقبلت يده فقال: ما فعلت شيئًا مما وافقتني عليه وقررته معي فقال: لا وأظن أ قد بقيت في نفسك شبهـة تعـال.وحملنـي إلـى بـاب المسجـد الذي في المشرعة وعليه رجل خراساني نائم على قفاه وجوفه كالغرارة المحشوة من الاستسقاء ويداه وقدماه منتفختان فأمر يده على بطنه وقرأ عليه فقام الرجل صحيحًا معافى صلى الله عليك يا رسول الله فما أحسن تصديق أمرك وأعجز فعلك . وانتبهت. فلمـا كـان فـي سنـة ثلـاث وأربعمائـة رأيـت فـي بعـض الليالي كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم راكبًا على باب خيمة كنت فيها فانحنى على سرجه حتى أراني وجهه فقمت إليه وقبلت ركابه ونزل فطرحت له مخدة وجلس وقال: يا هذا كم آمرك بما أريد فيه الخير لك وأنت تتوقف عنه. قلت: يا مولاي أما أنا متصرف عليه قال: بلى ولكن لا يغني الباطن الجميل مع الظاهر القبيح وأن تراعي أمرًا فمراعاتك الله أولى قم الآن وافعل ما يجب ولا تخالـف قلت: ك السمع والطاعة. فانتبهت ودخلت إلى الحمام ومضيت إلى المشهد وصليت فيه وزال عنـي الشـك فبعـث إلـي فخـر الملـك فقـال: مـا الذي بلغني فقلت: ك هذا أمر كنت أعتقده وأكتمه حتى رأيت البارحة في النوم كذا وكذا. فقال: قد كان أصحابنا يحدثون أنك كنت تصلي بصلاتنا وتدعو بدعائنا وحمل إلي دست ثياب ومائتي دينار فرددتها وقلت: ما أحب أن أخلط بفعلي شيئًا من الدنيا فاستحسن ما كان مني وعزمت أن أكتب مصحفًا فرأى بعض الشهـود رسـول اللـه صلـى اللـه وعليـه سلـم فـي المنـام وهـو يقـول له: تقول لهذا المسلم القادم نويت أن تكتب مصحفًا فاكتبه فيه يتم إسلامك. قـال وحدثتنـي امـرأة تزوجتهـا بعـد إسلامـي قالـت: لمـا اتصلـت بـك قيـل لـي انـك علـى دينـك الـأول فعزمت على فراقك فرأيت في المنام رجلًا قيل انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جماعة قيل هم الصحابة ورجل معه سيفان قيل انه علي بن أبي طالب وكأنك قد دخلت فنزع علي أحد السيفين فقلدك إياه وقال: ها هنا ها هنا.وصافحك رسول الله صلى الله وعليـه وسلـم فرفـع أميـر المؤمنيـن رأسه إلي وأنا أنظر من الغرفة فقال: ما ترين إلى هذا هو أكرم عند الله وعند رسوله منك ومن كثير من الناس وما جئناك إلا لنعرفك موضعه ونعلمك أننا زوجناك به تزويجًا فقري عينًا وطيبي نفسًا فما ترين إلا خيرًا فانتبهت وقد زال عني كل شك وشبهة.قال أبـو علـي بـن نبهـان فـي أثـر هـذا الحديـث عـن جـده لأمـه أبـي الحسـن الكاتـب: ان النبـي صلـى اللـه وعليه وسلم قال له في المرة الثالثة: وتحقيق رؤياك إياي أن زوجتك حامل بغلام فإذا وضعته فسمه محمدًا.فكان ذلك كما قال وأنه ولد له ولد فسماه محمدًا وكناه أبا الحسن. ).
هذا الهلال الصابئى لم يدخل الاسلام ولم يعرفه . انتقل من دين الصابئة الى دين التصوف السنى ، وأقام لنفسه حفل تكريم بهذه المنامات .
الفصل الأول : ( خلق القرآن ) الأرضية التاريخية (1 ) ( البداية من المأمون الى المعتصم )
الباب الثانى : طوفان المنامات فى ( خلق القرآن ) كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى ).
أولا : لمحة من كتابات المؤرخين :
تاريخ الطبرى :
قال :
1 ـ ( ثم دخلت سنة اثنتي عشرة ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث: وفيها أظهر المأمون القول بخلق القرآن )
2 ـ ( ثم دخلت سنة ثمان عشرة ومائتين . وفي هذه السنة كتب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم في امتحان القضاة والمحدثين وأمر بإشخاص جماعة منهم إليه إلى الرقة وكان ذلك أول كتاب كتب في ذلك ونسخه كتابه إليه .. )
3 ـ ( وكتب في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة ومائتين .. إلى إسحاق بن إبراهيم في إشخاص سبعة نفر منهم محمد بن سعد كاتب الواقدي وأبو مسلم مستملي يزيد بن هارون ويحيى بن معين وزهير بن حرب أبو خيثمة وإسماعيل بن داود وإسماعيل بن أبي مسعود وأحمد بن الدورقي فأشخصوا إليه فامتحنهم وسألهم عن خلق القرآن فأجابوا جميعا إن القرآن مخلوق فأشخصهم إلى مدينة السلام وأحضرهم إسحاق بن إبراهيم داره فشهر أمرهم وقولهم بحضرة الفقهاء والمشايخ من أهل الحديث فأقروا بمثل ما أجابوا به المأمون فخلى سبيلهم )
4 ـ وأعاد المأمون ضغطه على الباقين للإقرار بأن القرآن مخلوق . يقول الطبرى : ( فأجاب القوم كلهم إلى أن القرآن مخلوق إلا أربعة نفر منهم أحمد بن حنبل وسجادة والقواريري ومحمد بن نوح المضروب فأمر بهم إسحاق بن إبراهيم فشدوا في الحديد فلما كان من الغد دعا بهم جميعا يساقون في الحديد فأعاد عليهم المحنة فأجابه سجادة إلى أن القرآن مخلوق فأمر باطلاق قيده وخلى سبيله وأصر الآخرون على قولهم فلما كان من بعد الغد عاودهم أيضا فأعاد عليهم القول . فأجاب القواريري إلى أن القرآن مخلوق فأمر بإطلاق قيده وخلى سبيله وأصر أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح على قولهما ولم يرجعا فشدا جميعا في الحديد ووجها إلى طرسوس وكتب معهما كتابا بإشخاصهما ). وهم فى الطريق مات المأمون وتولى المعتصم الخلافة ، فأمر برد ابن حنبل وابن نوح الى سجن بغداد ، وفى طريق العودة مات محمد بن نوح عام 218 ، وظل ابن حنبل فى السجن وحده . ولم يلق المأمون . مات الخليفة المأمون وقد أوصى خليفته المعتصم بمتابعة الضغط فى موضوع ( خلق القرآن ) .ونلاحظ أن :
4 / 1 : ابن حنبل لم يكن من بين كبار الفقهاء وأهل الحديث فى عصر المأمون ، إذ أنه بعد (إمتحان ) ( أهل القضاء ) و ( الشهود ) العاملين فى سلك القضاء إلتفت المأمون الى أئمة الفقه والحديث فأمر نائبهأن يرسلهم اليه ، وحدّدهم بالاسم ، ولم يكن من بينهم أحمد بن حنبل ، وهم: (محمدبنسعدكاتبالواقدي، ويحيىبنمعين ، وأبوخيثمة، وأبومسلممستملييزيدبنهارون، وإسماعيلبنداود، وإسماعيلبنأبيمسعود،وأحمدبن إبراهيمالدورقي )، فجمعهم إسحاقبن إبراهيم وأرسلهم الى المأمون ، فامتحنهمبخلقالقرآنفأجابوه، فردهممنالرقةإلىبغداد . و لم يرد ذكر لأحمد بن حنبل ضمن هؤلاء الأئمة . وبعد إقرار أئمة الحديث والفقه للمأمون كتب المأمون الى نائبه بأنيحضر عوام الفقهاءوعوام أهل الحديثويخبرهمبماأجاببههؤلاءالسبعة الكبار ليسيروا على ما وافق عليه شيوخهم ، ففعل إسحاق بن ابراهيم ذلك . وجمعهم ، فأجابهطائفةوامتنعآخرون. ثم كتبالمأمونكتاباًآخرإلىإسحاقوأمرهبإحضارمنامتنعمنهم اليه . وحين علم هؤلاء إستجاب معظمهم ورجع عن قوله متبعا رأى المأمون بخلق القرأن ، ورفض آخرون . فأرسل المأمون رسالة يهاجم فيها المعاندين المعروفين للمأمون بالاسم بالاسم ويفضح المستور من شأنهم ، وهددهم بالقتل ، ولم يذكر المأمون إسم ( أحمد بن حنبل ) . فى هذه الرسالة . ثم جاء ذكره للمأمون ضمن أربعة فقط رفضوا ، وهم (أحمدابنحنبل وسجادةومحمدابننوحوالقواريري)، فأمرإسحاقبارسالهم فى الحديد الي المأمون . فأجابسجادة القواريري. وظل ابن حنبل وابن نوح على الرفض ، فأرسلهما بالقيود الى المأمون. وفى هذه المرحلة فقط يأتى ذكر ( أحمد بن حنبل فى القضية ) . ولولا رفضه ما كان له ذكر فى التاريخ .
4 / 2 : هذا ما نقلناه عن فتنة احمد بن حنبل مع المأمون طبقا لما جاء فى تاريخ الطبري( 8/ 631 : 645 ) . ولقد عاصر الطبرى نفوذ الحنابلة فى القرن الرابع الهجرى وكان من ضحاياهم ، ونقل روايات ما حدث لابن حنبل فى عصر المأمون بعد نصف قرن تقريبا من موت ابن حنبل . وأنهى الطبرى التأريخ حتى سنة 302 ومات الطبرى سنة 310. وقد توقف الطبرى فى موضوع خلق القرآن بموت المأمون دون أن يذكر ما حدث لابن حنبل من ضرب فى حضرة الخليفة المعتصم .
مؤرخون آخرون :
1 ـ لم يهتم المسعودى بمنهجه العقلى بفتنة أحمد بن حنبل ، ويبدو أنه لم يعتبر فتنة احمد بن حنبل خبرا مستحقا للذكر ، فلم يرد ذكر لفتنة ابن حنبل فى تاريخ المسعودى ( مروج الذهب ) والذى أرّخ فيه للدولة العباسية حتى عام 336 هجرية،أى الى خلافة المطيع لله العباسى . ومات المسعودى عام 346 .
2 ـ أما المؤرخ اليعقوبى الذى كتب تاريخه ( تاريخ اليعقوبى ) فى جزئين فقد كان الأقرب لعصر ابن حنبل من الطبرى والمسعودى . وقد خصّص اليعقوبى الجزء الثاني خاصاً بالتاريخ الإسلامي ، وأرّخ فيه حتى أيام المعتمد على الله العباسي، حوادث سنة 259هـ ـ وتوقف قبل وفاته ب(33) سنة . ولأن اليعقوبى كان الأقرب الى عصر ابن حنبل فهو الأصدق فى التأريخ له . ولكن نُفاجأ باليعقوبى يقول فى تاريخه شيئا مختلفا عما قاله الطبرى . يقول : ( وسار المأمون الى دمشق سنة 218 ، وامتحن الناس فى العدل والتوحيد ( أى رأى المعتزلة بالقول فى خلق القرآن ) وكتب فى إشخاص الفقهاء من العراق وغيرها ، وأكفر من إمتنع أن يقول القرآن مخلوق . وكتب الأ تقبل شهادته . فقال كل بذلك إلا نفرا يسيرا .) . هذا هو كل ما قاله اليعقوبى عن فتنة ابن حنبل ، دون ذكر لابن حنبل فيما حدث فى عصر المأمون . وهذا يؤكد ان ابن حنبل كان نسيا منسيا فى عصر المأمون ، ولولا تصميمه على الرفض لرأى المأمون ما عرف به أحد .
ثانيا :
المعتصم وضرب ابن حنبل
1 ـ لم يرد فى تاريخ الطبرى ذكر لمحنة ابن حنبل وضربه بين يدى الخليفة المعتصم .
2 ـ أول من ذكر ذلك ـ حسب علمنا ـ هو اليعقوبى فى تاريخه . قال :( وامتحن المعتصم أحمد بن حنبل فى خلق القرآن ، فقال أحمد : أنا رجل علمت علما ولم أعلم فيه بهذا . فأحضر له الفقهاء ، وناظره عبد الرحمن بن اسحاق وغيره فامتنع أن يقول إن القرآن مخلوق . فضُرب عدة سياط . فقال اسحاق بن ابراهيم : ولّنى يا أمير المؤمنين مناظرته . فقال : شأنك . فقال اسحاق : هذا العلم الذى علمته نزل به عليك ملك أو علمته من الرجال ؟ قال بل علمته من الرجال . قال : شيئا بعد شىء أو جملة ؟ قال : علمته شيئا بعد شىء . قال : فبقى عليك شىء لم تعلمه ؟ قال : بقى علىّ . قال : فهذا مما لم تعلمه ، وقد علمكه أمير المؤمنين . قال : فإنى أقول بقول أمير المؤمنين فى خلق القرآن . فأشهد عليه وخلع عليه ، وأطلقه الى منزله . ) . الجديد هنا أن ابن حنبل بعد تعرضه للضرب وعجزه عن ردّ الحجة وافق المعتصم على القول بخلق القرآن ، فكوفىء بالخلع عليه وبإطلاق سراحه . وهذا يخالف ما زعمه إبن الجوزى الذى صنع مأتما فى موضوع ضرب ابن حنبل .
3 ـ فالمؤرخون الحنابلة صنعوا بعد قرون من موت ابن حنبل تاريخا مزورا لابن حنبل ، ملأوه بالأساطير والكرامات والمناقب،بل والـتأليه، وهذا ما فعله ابن الجوزى المتوفى عام 597 ، فى كتابيه:( مناقب الامام أحمد بن حنبل ) و(المنتظم ) . تأثر المؤرخ إبن الأثير فى تاريخه ( الكامل ) بالدعاية التى نشرها ابن الجوزى فى المنتظم ، وقد ذكر فى احداث عام 219 : ( وفيها أحضر المعتصم أحمد بن حنبل، وامتحنه بالقرآن، فلم يجب إلى القول بخلقه، فأمر به، فجلد جلداً عظيماً حتى غاب عقله، وتقطع جلده، وحبس مقيداً . ).
4 ـ وبإيجاز فقد كلّف الخليفة المعتصم من يجادل أحمد بن حنبل ، فجادلوه بلا فائدة .وتراّف به المعتصم وترجّاه أن يقول بخلق القرآن ، ولم تكن لابن حنبل حّجة إلا قوله الذى يكرره دائما : ( اعطونى شيئا من كتاب الله أو من سنة رسول الله ) . يطلب منهم أن يستشهدوا بآية قرآنية تقول إن القرآن مخلوق أو بحديث يقول هذا . وفى النهاية يأس المعتصم منه فأمر بجلده ، فجلدوه بحضور المعتصم 80 سوطا ، وقيل 36 سوطا . ثم أمر المعتصم بتسليمه حيا لعمه ، وأشهده على أنه معافى صحيح الأعضاء .
5 ـ بعد الافراج عنه إعتزل أحمد بن حنبل فى بيته طيلة حكم المعتصم . وتولى الواثق عام 227 ، فأحيا موضوع ( خلق القرآن ) فهرب أحمد بن حنبل ، وعاش مستخفيا خمس سنوات الى أن مات الواثق عام 232 . وتولى المتوكل بعد الواثق فانحاز لأهل السنة ، ومع ذلك أمر باستدعاء ابن حنبل للتحقيق معه فى وشاية بأنه يأوى بعض الثوار العلويين ، وثبتت براءة أحمد بن حنبل . فلم يتم التحقيق معه .
الفصل الثانى : ( خلق القرآن ) الأرضية التاريخية (2 ) التطور فى عصر الخليفة الواثق
الباب الثانى : الأرضية التاريخية لطوفان المنامات فى ( خلق القرآن ) كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى ).
أولا :
1ـ كان الخليفة هارون الواثق ( ت 237 هجرية ) منحازا للإتّجاه العقلى والعلمى . ويقول المسعودى ( ت 346 ) فى تاريخه ( مروج الذهب ) إن الخليفة الواثق سلك مسلك أبيه المعتصم وعمه المأمون ( من القول بالعدل ) أى مذهب المعتزلة ( العدل والتوحيد ). ( مروج الذهب : 2 / 375 ) . وتحت عنوان ( مجلس الواثق فى الفلسفة والطب ) ذكر المسعودى مجلس علم عقده الواثق وحضره علماء وأطباء . قال المسعودى عنه : ( وكان الواثق بالله محبا للنظر (أى الاتجاه العقلى ) مُكرما لأهله ، مبغضا للتقليد وأهله (أى الفقهاء وأهل الحديث ) ، محبا للإشراف على علوم الناس وآرائهم ممن تقدم وتأخر من الفلاسفة وغيرهم من الشرعيين ) . وفى هذا المجلس سألهم الواثق عن مصدر المعرفة بعلم الطب ، هل بالحسّ ام بالقياس أم بالسّنّة كما يذهب اليه جماعة من اهل الشريعة. وحضر المجلس ابن بختيشوع وابن ماسويه وحنين وسلمويه . وقد قالوا ( إن الطريق الذى يُدرك به الطب هو التجربة فقط ) ، ونقل المسعودى خمس صفحات من النقاش الذى دار فى هذا المجلس ( مروج الذهب : 2 / 375 ، 384 : 388 ).
2 ـ جدير بالذكر ان المؤرخ المسعودى كان قريبا من عصر الواثق ، ولم يصطنع الاسناد فى رواية تاريخه ، أى لم يقل ( أخبرنى فلان عن فلان ) كما كان يفعل المؤرخون من أصحاب الحديث كالطبرى وابن الجوزى.
ثانيا :
1 ـ كانت الفجوة الهائلة بين أصحاب الحديث وأصحاب الاتجاه العقلى والعلمى .
1 /1 :أصحاب الحديث لا علم حقيقيا لديهم ، هى مرويات يخترعونها بينما تجد أصحاب الاتجاه العلمى والعقلى يعولون على المنطق والعقل والتجربة والخطأ والقياس العقلى والبرهان .
1/ 2 :فى الاتجاه العقلى لا يقولون بأن أقوالهم وآراءهم دين ، بينما أصحاب الكهنوت السّنى يعتبرون ما يصنعون دينا بنسبته وحيا لله جل وعلا ورسوله .
1/ 3 : عاش أصحاب الاتجاه العقلى العلمى متفرغين للبحث فى تخصصاتهم وإبتكاراتهم ، أما أصحاب الكهنوت السّنى فقد أنفقوا أعمارهم فى صناعة أسانيد ، عنعنات عن فلان وفلان أقاويل يزعم هذا الفلان أنه سمعها من فلان عن فلان عن فلان . وساد هذا العارالقرون التالية وحتى عصرنا البائس حيث تتخصص كليات ومعاهد ومراكز فى هذا الهراء .
1 / 4 :الفارق الأكبر بين الفريقين هو إنعزال أصحاب الاتجاه العلمى الباحثين فى الطب والعلوم الطبيعية والاتجاه العقلى ( المعتزلة) عن الأغلبية الساحقة من الناس ، فى الوقت الذى كان فيه أصحاب الحديث من العوام أصلا ، ومنهم كثيرون يحملون أسماء الحرف التى كانوا يعملون بها ، ثم تركوها ليكونوا رواة للأحاديث وصُنّاعا لها . ومنهم القصّاصون من إحترف القصص وعظا ، وسرعان ما تتحول أقاصيصهم الى أحاديث . ولكن التأثير الأكبر هو فى صناعة أحاديث تستهوى العوام مثل الشفاعة وتقديس النبى محمد والغيبيات . بهذا كانوا المسيطرين على الشارع وكانوا يصيغون عقليات العوام من بنى جلدتهم ، على أن ما يقولونه هو الدين .
فى النهاية:إنعزل عن الشارع أرباب الاتجاه العقلى العلمى وعاشوا بالقرب من الحكام بينما إلتصق أرباب الكهنوت السُّنى بالناس فى الأسواق والمساجد والشوارع . لذا أصبحوا بمرور الزمن نجوم عصرهم .
ثالثا :
ثورة أحمد بن نصرالخزاعى
1 ــ فى هذا المناخ ـ فى خلافة الواثق ـ كانت حركة إبن نصر الخزاعى ومقتله . وكانت الأرضية التى نبت فيها حديث (من رأى منكم منكرا فليغيره .. )، والذى لا يزال أساس الارهاب حتى الآن .
2 ـ تبدأ الجذورباستيلاء جيش المأمون على بغداد وأصبح المأمون الخليفة بعد قتل أخيه الأمين عام 198 . ولكن ظل المأمون فى فارس ( مرو ) تاركا بغداد تلعق جراحها بعد التدمير والقتل التى حدثت فيها . غياب المأمون أحدث إنفلاتا أمنيا ، إستغلّه زعماء العصابات (الطرارون ، العيارون ، الخ ) فى لعب دور عسكرى وسياسى ، حمل هذا الدور أحيانا شعار ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ). بعد فشل زعيم قطاع الطرق الحسن الهرش إحترف بعض العوام السلب والنهب ، وإنضم اليهم جماعات من الجُند ، فتصدى لهم متدينون من ( العوام ) فظهرت حركة جديد باسم ( المطوّعة ) لها رئيسان ، أحدهما (خالد الدريوش ) بلا هدف سياسى ، والآخر ( سهل بن سلامة ) كانت له أطماع سياسية . وأدى سخط بنى العباس فى بغداد على المأمون الغائب فى مرو الى تشجيع أمير من البيت العباسى على الثورة ، وإتخذ من العوام عسكرا له . هذا الهرج إنتهى بقدوم المأمون بغداد ، وسيطرته على مقاليد الأمور عام 204 .
3 ـ إحتاج العوام ـ ومعظمهم سنيون متشددون / حنابلة ـ الى قائد عسكرى ( حنبلى ) يؤطّر تحركهم بالدين ، بشعار : ( من رأى منكم منكرا ) .
4 ـ ذكر الطبرى أن إبن نصر قد بايع له أهل الجانب الشرقى فى بغداد على الأمر بالمعروف والسمع له فى سنة إحدى ومائتين .. وأنه لم يزل ثابتا على ذلك الى ان قدم المأمون بغداد فى سنة أربع ومائتين . ثم قاد ابن نصر حركة جديدة بعدها بثلاثين عاما تقريبا ،أسفرت عن قتله ، إذ دخلت حركته فى تطورها النهائى فى خلافة الواثق عام 231 . وجاءت التفاصيل فى تاريخ الطبرى ( 9 / 135 : 139 ) وتاريخ بغداد ( 5 / 173 : 180 ) ، ثم نقل عنهما ابن الجوزى فى المنتظم .( 11 / 165 : 170 ).
5 ـ ولم يكن لأحمد بن نصر تميز فى الحديث ، ولكن تميّز بإنتمائه الى أسرة ذات مكانة ونفوذ ممّا شجعه على أن يكون صاحب طموح ونشاط معارض للعباسيين تحت شعار الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . وبسبب خطورته وخطورة حركته بادر الواثق بإخماد حركته ، وعقد له محاكمة سريعة تجنب فيها الواثق التحقيق معه بالتهمة الأصلية وهى الثورة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وحصر المحاكمة فى موضوع خلق القرآن الذى لم يكن ابن نصر رأسا فيه ، ولكنها التهمة التى بها قام الواثق بقتل ابن نصر بيده ، وصلبه، وكتبت بها ورقة كانت معلقة على جثته وهو مصلوب .
6 ـ يقول الطبرى تحت عنوان ( ذكر مقتل أحمد بن نصر الخزاعى على يد الواثق ) : ( وفى هذه السنة تحرّك ببغداد فى ربض عمرو بن عطاء ، فأخذوا على أحمد بن نصر الخزاعى البيعة ) . أى أن بعض أهل بغداد بايعوا أحمد بن نصر على الثورة ضد العباسيين . ومن التفاصيل نفهم مكانة ابن نصر ، فقد كان جده مالك بن الهيثم أحد نقباء بنى العباس ، أى من كبار مؤيديهم . ويقول ابن الجوزى عن مكانة أسرة ابن نصر الخزاعى : ( ومالك بن الهيثم كان أحد نقباء بني العباس في ابتداء دولتهم ، وسويقة نصر ببغداد تنسب إلى أبيه نصر . )أى ظلت سويقة نصر ببغداد حتى عصر ابن الجوزى فى القرن السادس الهجرى.
7 ـ وقد إفتقد قادة أهل الحديث المكانة والنفوذ لأنّ معظمهم من الفقراء والعوام ، ولذا كانوا يلوذون بجاه أحمد بن نصر ضد الدولة العباسية . يقول الطبرى عن أحمد إنه كان يغشاه أهل الحديث كيحيى بن معين وابن الدورى وابن خيثمة، وقد إستمالوه الى معارضة رأى العباسيين فى خلق القرآن ، فأصبح ابن نصر مخاصما لمن يقول بخلق القرآن ، ( هذا مع منزلة أبيه فى الدولة ) كما يقول الطبرى . بل كان ابن نصر ( يبسط لسانه فيمن يقول ذلك ). ولم يأبه ابن نصر بغلظة الواثق واضطهاده من يخالف رأى المعتزلة. وقد شتم أحمد بن نصر الخليفة الواثق علنا بين جماعة من الناس فى بيته ووصفه بالخنزير ورماه بالكفر . وشاع هذا فى بغداد . وتجمع حول ابن نصر أهل الحديث يشجعونه على مواجهة الواثق ، يقول الطبرى : ( وحملوه على الحركة لانكار القول بخلق القرآن ، وقصدوه بذلك دون غيره ، لما كان لأبيه وجده فى دولة بنى العباس من الأثر ، ولما كان له ببغداد ، وأنه كان أحد من بايع له أهل الجانب الشرقى على الأمر بالمعروف والسمع له فى سنة إحدى ومائتين ..فرجو إستجابة العامة له إذا تحرّك . ) .
8 ـ ويروى ابن الجوزى عن شيوخه من أهل الحديث أن أمر أحمد بن نصر ( تحرّك ببغداد في آخر أيام الواثق، فاجتمع إليه خلق من الناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، إلى أن ملكوا بغداد . ) أى إستولوا على بغداد وقت أن كان الواثق يقيم فى مدينة ( سامرا ) بزعم ابن الجوزى . وبدأ أتباع احمد بن نصر فى الإستيلاء على بغداد يقودهم رجلان : ( يقال لأحدهما: طالب في الجانب الغربي ، ويقال للآخر: أبو هارون في الجانب الشرقي . وكانا موسرين . فبذلا مالًا . وعزما على الوثوب ببغداد في آخر أيام الواثق في شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين.) ووصلت الأخبار الى رئيس الشرطة ( إسحاق بن إبراهيم ، فأخذ جماعة، منهم فيهم أحمد بن نصر وصاحباه طالب وأبو هارون . ) وحملهم الى الخليفة الواثق فى سامراء .
9 ـ وحقّق الواثق بنفسه مع ابن نصر فى موضوع خلق القرآن بحضور ابن أبى داود رأس المعتزلة : ( فجلس لهم الواثق . وقال لأحمد بن نصر: دع ما أخذت له . ( يعنى دع موضوع الثورة والحركة لأخذ بغداد ) ما تقول في القرآن ؟ قال: هو كلام الله. قال: أفمخلوق هو؟ قال: هو كلام الله .قال: أفترى ربك في القيامة ؟ قال: كذا جاءت الرواية . قال: ويحك يرى كما يرى ؟ أفمخلوق هو ؟ قال: هو كلام الله. قال: المحدود المجسوم ويحويه مكان ويحصره الناظر؟ أنا أكفر برب هذه صفته.) وسأل الواثق الحاضرين : ( ما تقولون فيه ؟ ) فقال القاضى عبد الرحمن بن إسحاق : هو حلال الدم . وأيده جماعة من الحاضرين ، ولكن حاول ابن أبى داود إنقاذه ، فقال للواثق: " يا أمير المؤمنين شيخ مختل لعل به عاهة أو تغير عقله، يؤخر أمره ويستتاب ." فقال الواثق: ما أراه إلا مؤذنًا بالكفر قائمًا بما يعتقده منه. ودعا الواثق بسيف ( الصمصامة ) ، وقال: ( إذا قمت إليه فلا يقومن أحد معي، فإني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الذي يعبد ربًا لا نعبده ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بها . ) ثم أمر بالنطع فأُجلس عليه وهو مقيد ، وأمر بشد رأسه بحبل ، وأمرهم أن يمدوه . ومشى إليه حتى ضرب عنقه . وأمر بحمل رأسه إلى بغداد فنصبت في الجانب الشرقي أيامًا ، وفي الجانب الغربي أيامًا . وتتبع رؤساء أصحابه فوضعوا في الحبوس . )
وفي رواية أخرى: أنّ الواثق لم يحقق معه فيما قيل عنه في الخروج عليه، لكنه قال: ( ما تقول في القرآن وهل ترى ربك ؟ فذكر نحو ما تقدم إلى أن قال: فدعا الواثق بسيف عمرو بن معد يكرب ، ومشى إليه وضربه ضربة وقعت على حبل العاتق ، ثم ضربه ضربة أخرى على رأسه . ثم انتضى سيما الدمشقي سيفه فضرب عنقه ، وجزّ رأسه . ثم صلب في الحظيرة التي فيها بابك ، وفي رجليه قيود ،وعليه سراويل وقميص . وحمل رأسه إلى مدينة السلام ، فنصب في الجانب الشرقي أيامًا ، وفي الجانب الغربي أيامًا . ثم حول إلى الشرقي . وحظر على الرأس حظيرة . وضرب عليه فسطاط وأقيم عليه الحرس . ) وتقول الرواية ( ضربت عنق أحمد بن نصر . وهذه نسخة الرقعة معلقة في أذنه: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك . دعاه عبد الله الإمام هارون الواثق بالله أمير المؤمنين إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه ، فأبى إلا المعاندة، فعجّله الله إلى ناره. ) .
10 ـ وأدّى حُمق الخليفة الواثق وقتله ابن نصر وصلب جسده فى مكان وتعليق راسه فى مكان آخر الى زيادة شهرته ، فقد أصبح رمزا فى أعين العوام للثورة على العباسيين ، وفى إعتناق التشدّد السنى للمزايدة على الدولة العباسية السّنية . وقد ساعد على هذا أكثر وأكثر تلك الدعاية التى قام بها أهل الحديث ، وهم أرباب القصص والوعظ ، وقد إخترعوا منامات وقصصا راجت عن كرامات لرأس احمد بن نصر، خصوصا فى خلافة المتوكل الذى تولى بعد أخيه الواثق .
الفصل الثالث : ( خلق القرآن ) الأرضية التاريخية ( 3) التطور فى عصر الخليفة المتوكل
الباب الثانى : الأرضية التاريخية لطوفان المنامات فى ( خلق القرآن ) كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى ).
أولا : السبب فى نقمة المتوكل على المعتزلة
1 ـ مات الخليفة الواثق فى العام التالى لمقتل أحمد بن نصر ، اى عام 232 . ويروى الطبرى أنّ الواثق مات بمرض الاستسقاء ( تاريخ الطبرى 9 / 150 ) . واستقراء الأحداث يشير الى أن الواثق مات بمؤامرة دبرها أخوه ولى عهده الذى تولى بعده باسم ( المتوكل ).
2 ـ تركز النفوذ فى خلافة الواثق فى إثنين من قادة المعتزلة ، تنافسا فيما بينهما ، وهما القاضى أحمد بن أبى دواد ، والوزير إبن الزيات، هذا فى الوقت الذى عانى فيه ولى العهد ( المتوكل ) من ابن الزيات . وكان المتوكل مدينا بجميل لأبن أبى داود فثبته فى مكانه ، إلا إن نفوذ الحنابلة حمل المتوكل على الايقاع بإبن أبى داود بعدها بخمس سنوات . نقول ( الحنابلة ) تعبيرا عن التيار السّنى المتشدد والذى حمل لقب الحنابلة بعد عصر المتوكل وموت ابن حنبل .
ثانيا : المتوكل يأمر بتعذيب وقتل ابن الزيات وينتقم من أعمدة دولة الواثق
1 ـ فى خلافة الواثق عمل وزيره ابن الزيات على الوقيعة بين الواثق واخيه (جعفر ) ولى العهد الذى تولى الخلافة بلقب ( المتوكل ). وأوعز إبن الزيات للواثق ان يعزل أخاه المتوكل ويولى إبنه مكانه . وراقت الفكرة للواثق ، وكان من خطط تنفيذها تحقير ولى العهد لتسقط هيبته فى البلاط ولدى الحاشية . وتولى هذا الأمر ابن الزيات بجدارة .أحاط ابن الزيات ولى العهد بالجواسيس يحصون عليه أنفاسه، منهم عمر بن فرج الرخجى . وصار بينهم كالسجين ، وحاول جعفر ( المتوكل ) أن يتصل بأخيه الخليفة الواثق فلم يفده ذلك شيئا ، فاضطر للذهاب صاغرا الى الوزير خصمه اللدود ابن الزيات ، فعامله ابن الزيات باحتقار شديد . دخل عليه يسأله أن يكلم أخاه الخليفة ان يرضى عنه،(..فلما دخل عليه مكث واقفًا بين يديه مليًا ، وابن الزيات متشاغل عنه لا ينظر اليه و لا يكلمه ، ثم أشار إليه أن اقعد فقعد ، فلمافرغ من نظره في الكتب التفت إليه كالمتهدد له، فقال له: ما جاء بك ؟ قال: جئت أسأل أمير المؤمنين الرضا عني ) فنظر ابن الزيات الى الحاضرين فقال ( انظروا إلى هذا .! يُغضب أخاه ويسألني أن أسترضيه! اذهب فإنك إذا صلحت رضي عنك ) . واحتاج ولى العهد (المتوكل) الى راتبه ونفقاته فأتى عمربن فرج الرخجى مسئول الخزانة يسأله أن يختم له صكه ليقبض أرزاقه، فأخذ عمر بن فرج الرخجى الصك فرمى به إلى صحن المسجد . وافتخر ابن الزيات بما فعله بولى العهد ، وكتب بذلك للخليفة الواثق:( أتاني جعفر بن المعتصم يسألني أن أسأل أمير المؤمنين الرضا عنه في زي المخنثين له شعر قفا ) أى قد طال شعره حتى غطى قفاه .( فكتب إليه الواثق: ابعث إليه وأحضره. ومُر من يجز شعره ، واضرب به وجهه . ففعل ذلك .) .
2 ـ وبادر المتوكل بالإنتقام من غريمه ابن الزيات بعد ثلاثة أشهر من توليه الخلافة . فى 7 صفر 232 أمر المتوكل بالقبض على ابن الزيات وتعذيبه حتى الموت فى ( التنُّور )، بنفس الطريقة التى كان بها ابن الزيات يعاقب ضحاياه. بدأ بالقبض عليه ومصادرة أمواله ومتاعه وجواريه وغلمانه وضياعه وضياع أهل بيته . ثم أمر بتعذيبه . تقول الرواية فى الطبرى ( وبعث إلى داره فأخذ جميع ما فيها من متاع وجوار وغلمان ودواب وأمر أحمد بن أبي خالد بقبض ضياعه وضياع أهل بيته.. ثم قُيّد فامتنع عن الطعام ، وكثر بكاؤه ، ثم سوهر ومنع من النوم بمسلة ينخس بها. ثم أمر بتنور من حديد فيه مسامير إلى داخله ، فأدخل فيه ، وهو الذي كان صنعه ليعذب به من يطالب بأمر . فجعل يقول لنفسه: يا محمد بن عبد الملك لم تقنعك النعمة والدواب الفارهة والدار النظيفة وأنت في عافية حتى طلبت الوزارة ذُق ما عملت بنفسك! وكان لا يزيد على التشهد وذكر الله تعالى . ..وكان يقول: الرحمة خور في الطبيعة ما رحمت شيئًا قط . فلما وضع في التنور قال: ارحموني قالوا له: وهل رحمت شيئًا قط . ؟ .) ومات تحت التعذيب ( مات في التنور، .. ولما مات طرح على باب، فغسل عليه وحفر له ، ولم يُعمّق . فذكر أن الكلاب نبشته ، فأكلت لحمه ) ( الطبرى 9 / 156 : 161 )
3 ـ وفى نفس العام تتبع المتوكل أعداءه أصحاب النفوذ فى دولة أخيه ، يصادرهم ويسجنهم . فى شهر رمضان من نفس العام إنتقم المتوكل من صاحب الخزانة ( عمر بن فرج الرخجى ) الذى رمى الصّك فى وجهه من قبل وكان يتجسس عليه لصالح ابن الزيات . فإعتقله ووضعه فى الحديد وصادر أمواله .
وفي نفس العام غضب المتوكل على أبي الوزير أحمد بن أبي خالد ، وأمر بمحاسبته فحمل نحوًا من ستين ومائة ألف دينار وبدرتين دراهم ، وحليًا . وأخذ له من متاع مصر اثنين وستين سفطًا واثنين وثلاثين غلاما وفرشا كثيرا . وأخذ أصحابه فصالحوا على سبعين ألف دينار .وأمر المتوكل بسليمان بن إبراهيم بن الجنيد فضرب بالأعمدة حتى أقر بتسعين ألف دينار، فوجّه معه مباركًا المغربي إلى بغداد، حتى استخرجها من منزله . وجيء به فحبس .( الطبرى 9 / 161 : 162 ).
4 ـ بعد قتل ابن الزيات وفى عام 234 أعلن المتوكل إنحيازه لمنهج أهل الحديث المتشدّد ، وهو الذى صار معروفا بعدها بالحنبلية. كما شهد عام 236 هدم قبر الحسين . يقول الطبرى : ( أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي ، وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه . ) ( الطبرى 9 / 185 ).
ثالثا : موقع المتوكل فى العصر العباسى
1 ـ المتوكل (232 : 247 هجرية ) ( 847 ـ 861 م) وهو الذى يبدأ به العصر العباسى الثانى، ( 847 ـ 1258 م ) عصر ضعف الدولة العباسية كنظام سياسى ولكن تبدأ قوة الخلافة العباسية الروحية ، لذا إحتاجت لكهنوت دينى قوى تعزّز به ضعف الخلفاء سياسيا ، فكانت الحنبلية هى ذلك الكهنوت المناسب ، وبه سيطر الحنابلة على الشارع العباسى . وإستفاد الحنابلة من ضعف الخلفاء العباسيين وحاجتهم الى كهنوت قوى فأصبح لهم نفوذ قوى فى الشارع العباسى . وكان المتوكل بسياسته فى التعصب ( الحنبلى ) قائدا لهم . والعباسيون والحنابلة صنعوا لهم ضحايا فى الداخل يوجهون نحوهم سخط العوام ، ليتسلّى عوام الحنابلة باضطهادهم ، لذا بدأ المتوكل بإضطهاد المعتزلة والنصارى واليهود ، بل وشيوخ التصوف فى بداية ظهور دين التصوف .
2 ـ ولأن الصراع الحربى كان مستعرا بين العباسيين والبيزنطيين فقد تم تكثيف الصبغة الدينية على هذا الصراع ( الدنيوى ) فأصبح بالحنبلية يعنى صراعا بين ( أمة محمد ) و ( أمة المسيح ) . وعكست هذا أحاديث الشفاعة وغيرها من أحاديث تنشر مصطلح ( امة محمد ) التى سيشفع فيها ( محمد )، مع أحاديث أخرى تشرّع إضطهاد ( أهل الكتاب ). وتركز فى الفقه السّنى تقسيم العالم الى معسكرين : معسكر الاسلام والسلام ، ومعسكر الحرب ، أو ( دار السلام ) و( دار الحرب ) ، وأصبح من مصطلحات الفقه السّنى ( الحربى ) أى الذى ينتمى الى المعسكر الآخر ، تمييزا له عن ( الذمى ) أى المسيحى أو اليهودى من السكان داخل معسكر الاسلام والسلام بزعمهم . بهذا يتميز العصر العباسى الثانى عن الأول ، وكان المتوكل هو رأس هذا العصر الثانى .
3 ـ والمتوكل أول خليفة يقتله قوّاده الأتراك ، وبعدها أصبحت عادة سيئة للقواد التراك فى التحكم فى الخلافاء العباسيين وعزلهم وقتلهم . وهو أول خليفة يسرف فى إقتناء الجوارى،وكان أكثرهم اسرافا فى الجنس. قال عنه المسعودى فى ( مروج الذهب ) ( إنه كان له أربعة آلاف سرية ( أى عشيقة محظية مملوكة ) وطئهن كلهن ) ( تاريخ المسعودى 2 / 418 ) . هذا مع اشتهاره بتفضيل إثنتين من جواريه أولهما ( قبيحة ) اجمل نساء عصرها ـ وهى أم ابنه الخليفة المعتز ـ و ( محبوبة ) المغنية.
4 ـ لقد تميز المتوكل بالتعصب على كل المستويات . فهو الذى تعصب للحنابلة ضد المعتزلة وهو الذى إضطهد من أجل الحنابلة أهل الكتاب ، فأرغم النصارى و اليهود على لبس زى معين للتحقير ، ومن أجل الحنابلة اضطهد الشيعة وهدم قبر الحسين ، وهو الذى سلّط الحنابلة على الجميع .
وأدمن التعصب حتى فى سياسته ، فتعصب ضد الفرس والعرب وأقصاهم من الجندية وأحل محلهم الأتراك . بل تعصب لابنه الأصغر المعتز ضد ابنه الأكبر ( المنتصر ) ولى العهد بسبب حظوة جاريته (قبيحة) أم المعتز عنده ، فحاول نزع ولاية العهد من ابنه الأكبر ( المنتصر ) ليولى ابنه المعتز بن قبيحة، فتآمر ابنه المنتصر عليه و قتله ليلة الأربعاء الرابع من شوال عام 247 ، بمساعدة بعض القادة الأتراك ، وقتلوا معه وزيره الفتح بن خاقان ـ وكانا يشربان الخمر معا.
رابعا : بعد مقتل المتوكل
1 ـ وتولى الابن القاتل ( المنتصر) الخلافة ، وسرعان ما مات مسموما بيد الأتراك بعد ستة أشهر من خلافته ، عام 248 .وولى القادة الأتراك مكانه ( المستعين ) عام 248 ، وبتآمر قبيحة أرغم القادة الأتراك المستعين على التنازل عام 252 ، وولوا الخليفة المعتز . وكانت ( قبيحة ) هى المتحكمة فى خلافة ابنها المعتز ، و قتل القادة الأتراك الخليفة المستقيل المستعين فى نفس العام ، ثم خلعوا الخليفة المعتز وقتلوه عام 255، وصادروا جواهرقبيحة ام المعتز ، وكانت تملأ سردابا ، وسجنوها ، واغتصبها القائد التركى صالح بن وصيف . وهربت الى مكة تستجير بالكعبة ..!! يقول الطبرى عن الفصل الأخير فى محنة قبيحة بعد قتل ابنها الخليفة المعتز بيد الأتراك :( ولم تزل قبيحة مقيمة إلى أن شخص الناس إلى مكة في هذه السنة فسيرت إليها مع رجاء الربابي ووحش مولى المهتدي. فذكر عمن سمعها في طريقها وهي تدعو الله على صالح بن وصيف بصوت عال وتقول : اللهم أخز صالح بن وصيف كما هتك ستري وقتل ولدي وبدد شملي وأخذ مالي وغربني عن بلدي وركب الفاحشة مني ) .. وولى القادة الأتراك الخليفة المهتدى الذى حاول أن يسير بالعدل فقتلوه سريعا بعد خلافة لم تكمل عاما واحدا ، قتلوه عام 256 ، وهو العام الذى مات فيه البخارى .وهذا هو مصير ورثة المتوكل وضحايا سياسته فى تجنيد وتجييش الأتراك ، قتلوه وقتلوا الخلفاء من بعده . وفى هذا العصرالفاسد المنحل تأسّس الدين السنى الحنبلى وتسيّد ، وعاش أئمة أهل السنة من البخارى ومسلم وابن حنبل وابن راهويه ..ووو..
خامسا : ونتتبع إضطهاد المتوكل لأهل الكتب مما جاء فى تاريخ الطبرى :
1 ـ فى عام 235 : يقول الطبرى : ( وفي هذه السنة أمر المتوكل بأخذ النصارى وأهل الذمة كلهم بلبس الطيالسة العسلية والزنانير وركوب السروج بركب الخشب، وبتصيير كرتين على مؤخر السروج وبتصيير زرين على قلانس من لبس منهم قلنسوة مخالفة لون القلنسوة التي يلبسها المسلمون ، وبتصيير رقعتين على ما ظهر من لباس مماليكهم مخالف لونهما لون الثوب الظاهر الذي عليه ، وان تكون إحدى الرقعتين بين يديه عند صدره والاخرى منهما خلف ظهره ، وتكون كل واحدة من الرقعتين قدر اربع أصابع ولونهما عسليا . ومن لبس منهم عمامة فكذلك يكون لونها لون العسلي . ومن خرج من نسائهم فبرزت فلا تبرز إلا في إزار عسلي. وأمر بأخذ مماليكهم بلبس الزنانير ، وبمنعهم لبس المناطق. وامر بهدم بيعهم المحدثة ، وبأخذ العشر من منازلهم . وإذا كان الموضع واسعا صُّير مسجدا . وإن كان لا يصلح أن يكون مسجدا صير فضاء . وامر أن يجعل على أبواب دورهم صور شياطين من خشب مسمورة تفريقا بين منازلهم وبين منازل المسلمين . ونهى ان يستعان بهم في الدواوين وأعمال السلطان التي يجري أحكامهم فيها على المسلمين . ونهى أن يتعلم أولادهم في كتاتيب المسلمين، ولا يعلمهم مسلم . ونهى أن يظهروا في شعانينهم صليبا وان يشمعلوا في الطريق ، وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض لئلا تشبه قبور المسلمين . ).
2 ـ وفى عام 239 ( أمر المتوكل بأخذ أهل الذمة بلبس دراعتين عسليتين على الأقبية والدراريع في المحرم منها ثم أمره في صفر بالاقتصار في مراكبهم على ركوب البغال والحمر دون الخيل والبراذين . )
3 ـ وفى عام 242 : ( قتل المتوكل عطاردا رجلا كان نصرانيا فأسلم فمكث مسلما سنين كثيرة ثم ارتد فاستتيب فأبى الرجوع الى الإسلام فضربت عنقه لليلتين خلتا من شوال وأحرق بباب العامة . ).
ولكن رسمت المنامات للخليفة المتوكل صورة أخرى .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
الفصل الرابع : ( 4 ) إبن حنبل كان قليل الشأن فى عصره
الباب الثانى : الأرضية التاريخية لطوفان المنامات فى ( خلق القرآن ) كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى ).
أولا :
لم يكن أبن حنبل من قادة الكهنوت السّنى فى عصره
1 ـ لم يكن ابن حنبل ــ فى حياته ــ يصلح لأن يكون من قادة الكهنوت السّنى ، ليس فقط لأنه لا يمكن أن يتأقلم مع البروتوكول العباسى ومكائده ، كما كان بضيق أفقه وتمسكه بنصوص الأحاديث التى يحفظها لا يصلح للتعامل السياسى مع خليفة ماجن سكير كالخليفة المتوكل ، ولا يستطيع التعامل مثلا مع محظية المتوكل ( قبيحة ) أم المعتز ولىّ العهد وصاحبة النفوذ فى عصر المتوكل ، ولا يستطيع التعامل مع قادة العسكر الأتراك المتحكمين فى خلافة المتوكل . كما لم يكن من قادة أهل الحديث الذين يتخصصون فى تأليف وصناعة الأحاديث ، بل كان من عوام المحدثين ينقل عن القادة مخترعى الحديث مصدقا لهم ، وأنهم فعلا ( سمعوها من فلان عن فلان ) .
2 ـ فأهل الحديث كانوا نوعين : قادة يصنعون الأحاديث ويجعلون لها إسنادا كاذبا ، ثم عوام أهل الحديث الناشرين لهذا الافك بين الناس . اولئك القادة كانوا ممن وافقوا من قبل على القول بخلق القرآن وتجنبوا مصير ابن حنبل لأنهم كانوا أصحاب مهنة وأحرزا مكانة بهذه المهنة ، ولا بد أن يحافظوا عليها . والفارق هائل بين الأئمة ممن يصنع الحديث وينشره والعوام ممن يجمع الحديث مؤمنا به .
ثانيا :
الدليل على أن إبن حنبل كان من عوام أهل الحديث
1 ـ أنه لم يرد له ذكر فى فتنة خلق القرآن فى الصّف الأول من القضاة وكبار المحدثين ، بل جاء ذكره مؤخرا بين عوام المحدثين ، وفوجىء الجميع برفضه وإصراره على الرفض بعد أن أسرع الكبار بالموافقة فتعرض للضرب ، وبالضرب أصبح له ذكر فى التاريخ وشهرة فى العصر فاقت فيما بعد قادة أهل الحديث .
2 ـ أنه فى التحقيق معه بحضور الخليفة المعتصم لم تكن له حُجّة إلا قول واحد يكرره أمامهم بلا تغيير : (أعطونى شيئا من كتاب الله أو من سنة رسول الله ) . يطلب منهم أن يستشهدوا بآية قرآنية تقول بالنّص إن القرآن مخلوق أو بحديث يقول هذا النّص . أى كان يمكن إقناعه بسهولة لو تطوّع أحد المعتزلة وإفترى له حديثا وجعل له إسنادا كأن يقول مثلا ( حدثنى فلان عن فلان عن فلان عن فلان ان الرسول قال : القرآن مخلوق ) .إذا قيل هذا الحديث لانتهت مشكلة ابن حنبل لأنه كان سيصدق به . فابن حنبل كان يؤمن إيمانا مطلقا بالحديث على انه سُنّة رسول الله .
3 ـ بل إنّ إبن حنبل كان يؤمن أن الاسلام لا يكفى وحده دينا ، بل لا بد أن تكون معه ( السُّنّة )، أى يبلغ إيمانه بتلك الأحاديث أكثر من إيمانه بالقرآن والاسلام . وهذا ما جاء فى مناقبه التى حكاها ابن الجوزى ومنها أنه قيل له ( أحياك الله على الاسلام ، فقال : وعلى السّنة ) ( ب 21 ص 177 ) ، ويعتبر من ينتقد الحديث زنديقا ، ويعتبر أهل الحديث أحبار رسول الله ،ويعتبر عوام المحدثين ( سُرُج الاسلام ) أى مصابيح الاسلام ، وبدونهم لا يكون للاسلام مصابيح !. وقد كانوا فى عهده يملأون الشوارع يحملون المحابر التى يكتبون بها الحديث. ويرى أنّ من عظّمهم تعظّم فى عين رسول الله ، ومن مات على الاسلام والسّنّة مات على الخير كله . ( ب 22 ص 179 : 180 ). وفى باب 23 يذكر ابن الجوزى إعراضه عن ( أهل البدع ) ونهيه عن كلامهم وقدحه فيهم .
4 ـ إنّ الذى يخترع الأحاديث ويصنعها لا يمكن أن يؤمن بها ، لأنه ببساطة هو أول من يعرف أنها كاذبة وأنه المخترع لها والصانع لها. أمّا الذى يرويها عن مخترعها مصدقا لها فهو الذى يجعلها دينا ، بل يرتفع بها فوق الدين الحق كما كان يفعل ابن حنبل .
ثالثا :
ابن حنبل لم يكن ضمن من أرسلهم المتوكل لنشر الأحاديث
1 ـ إلا إن الدليل الأكبر على ان ابن حنبل لم يكن من قادة أهل الحديث هو أن الخليفة المتوكل لم يستعن به فى نشر الحديث فى آفاق دولته ، بل أوكل المهمة للقادة المعتبرين . فبعد إستخلافه بعامين جعل الخليفة المتوكل الأحاديث والسّنة الدين الرسمى للدولة ، وأرسل قادة أهل الحديث الى الآفاق يبشرون بالأحاديث وينشرونها . يقول ابن الجوزى فى المنتظم فى احداث عام 234 : ( وفي هذه السنة أظهر المتوكل السنة ونشر الحديث ..وفيها: أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين . وكان فيهم مصعب الزبيري وإسحاق بن أبي إسرائيل وإبراهيم بن عبد الله الهروي وعبد الله وعثمان ابنا محمد بن أبي شيبة وكانا من حفاظ الناس ، فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس،وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية ، ( أى رؤية الله فى يوم القيامة خلافا لرأى المعتزلة ) . فجلس عثمان بن أبي شيبة في مدينة المنصور ، ووضع له منبر ، فاجتمع عليه نحوا من ثلاثين ألفًا . وجلس أبو بكر بن أبي شيبة فى مجلس الرصافة فاجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا .) ويقول ابن الجوزى أيضا : ( في سنة أربع وثلاثين ومائتين نهى المتوكل عن الكلام في القرآن ، وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سامراء منهم: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وابنا أبي شيبة ، ومصعب الزبيري . وأمرهم أن يحدثوا . ووصلهم . ) أى أعطاهم الأموال .
2 ـ نلاحظ هنا أن ابن حنبل لم يكن بينهم ، مع إنه كان وقتها مطلق السراح متمتعا بالشهرة والاحترام بعد الاضطهاد الذى عاناه من قبل . ولكن ظل بعيدا عن حاشية المتوكل الى أن مات فى عهد المتوكل عام 241 .
3 ـ ونلاحظ ان أهل الحديث هنا ينقسمون الى نوعين : قادة يخترعون الحديث ، وعوام أهل الحديث الذين يستمعون اليهم بالآلاف . وكان يُنصب للقائد منبر ، ويجتمع حوله عوام أهل الحديث بعشرات الألوف يكتبون عنه ما يقول كما لو كان ينطق بوحى السماء !.
4 ـ ونلاحظ أخيرا أن أولئك الأئمة الذين بعث بهم الخليفة المتوكل لم يتعرضوا الى أى إضطهاد فى عصر المأمون والمعتصم والواثق . أى إنهم سارعوا بتأييد الخلفاء والسمع والطاعة ولم يُظهروا أى خلاف أو أى إمتعاض ، لذا إحتفظوا بمكانتهم لأنهم أحنوا رءوسهم للعاصفة ، ثم كانوا جاهزين لخدمة المتوكل حين غيّر رأيه وإنحاز للسّنّة ضد المعتزلة .
5 ـ ونتصور أنهم بعودتهم للأضواء والنفوذ فى خلافة المتوكل كانوا يخشون من الدعاية التى حظى بها ابن حنبل والمكانة التى وصل اليها بسبب ما حدث له حين تمسّك ( بالسّنة ) بينما ( خانوها ) هم . ونتصور خشيتهم من أن يصبح ابن حنبل منافسا قويا لهم فى العهد الجديد . وبالتالى نتصور أن يحيكوا الدسائس عند المتوكل حتى يُبعدوه عن قصر الخلافة . وهذا التوقع المنطقى حدث فعلا . فقد أتّهم ابن حنبل لدى الخليفة المتوكل بأنه يأوى أحد العلويين المطلوبين ، فأرسل المتوكل باعتقال ابن حنبل ، فحملوه اليه وفتشوا بيته فتبينت براءته ، وأفرج المتوكل عنه . وبهذا تأكّد لقادة الكهنوت السّنى أن ابن حنبل هو الذى سيؤثر الابتعاد عن الخليفة والمشاكل حسب طبيعته المعروفة .
6 ـ ونلاحظ أن آل شيبة ـ أحفاد القاضى العباسى أبى شيبة ـ كانوا قادة أهل الحديث فى هذا الوقت . وأصلهم فارسى من ( خوست ) وكانوا أبرز من عهد اليهم المتوكل بنشر ( الٍسُّنّة ) ، ومن ضمنها بالطبع أحاديث تصب فى صالح العباسيين سياسيا ، وليس مجرد حرب المعتزلة وتأييد منهج السنيين . ومنهم ( عثمان بن أبى شيبة : ت 239 ) وهو شيخ البخارى ومسلم وأبى داود وابن ماجة وكثيرين . أما أبو بكر ابن أبى شيبة ( ت 235 ) فقد كان شيخا لابن حنبل مع انه كان من أقران ابن حنبل فى السّن والمولد. ومن تلامذته البخارى ومسلم وأبو داود ، وابن ماجه ، والنسائي و محمد بن سعد الكاتب. هذا نموذج لعائلات إحترفت الكهنوت وحقّقت به مكانة وحافظت على هذه المكانة . وليس مثل ابن حنبل الذى كان والده شخصا مجهولا من منطقة الرى الفارسية ، جاء الى بغداد بزوجته الحامل فولدت له ابنه ( أحمد بن حنبل ) فى وسط فقير من أحياء بغداد وقتئذ .
رابعا : ابن حنبل لم يكن فقيها .
1 ـ ونلاحظ ايضا أن البخارى الذى ذاع صيته فيما بعد لأسباب مختلفة لم يرد ذكره فى فتنة القول بخلق القرآن من عصر المأمون الى عصر الواثق ، ولم يحظ بالشهرة فى عصر المتوكل الذى سيطر عليه الكهنوت السّنى . وقد تميّز البخارى بسبك الحديث أى صناعته ، كما تخصص بكتابته ونشره . فتفوق على ابن حنبل الذى لم يكتب شيئا ، ولم يكن له رأى ، وحتى كتاب ( المسند ) الذى كتبه ابنه عبد الله ونسبه اليه ، هذا الكتاب لا يمتّ للفقه بأى صلة .
2 ـ وقد تميز ( صحيح البخارى ) و ( صحيح مسلم ) على ( مُسند أحمد ) بأنهما تم تقسيمهما على حساب الموضوع ، أى أحاديث باب الطهارة ، وباب العبادات والمعاملات وهكذا . وقد سبق بهذا من دوّن ( موطأ ) مالك . فجاء تقسيم أحاديث الموطّا حسب الموضوعات . وبعده كان يجب أن يأتى ( مسند أحمد ) أكثر تطورا ، ولكنه جاء أكثر تخلفا إذ إكتفى بجمع عشوائى للأحاديث حسب الراوى الصحابى ، دون نظر لموضوع الحديث نفسه . أى مجرد جمع بلا علم وبلا فقه .
3 ـ وبمناسبة الفقه ، فهو يعنى قرآنيا ( الفهم والتعقل والاعتبار والنّظر ) و ( تفقهون ) يعنى تفهمون وتعقلون . وبالتالى فعلم ( الفقه ) ينبغى أن يعنى النظر فى آيات التشريع القرآنية واستخلاص الأحكام منها . وبدأ مالك بتجاهل القرآن الكريم فى الموطأ ، إذ قصره على الأحاديث، وكان يقسّمها حسب الموضوعات فجمع بين الأحاديث والفقه ، وكان رائدا فيهما . ثم جاء الشافعى فكان هو المؤسس الحقيقى للدين السّنّى الأرضى الوضعى . فقد أملى كتابه الضخم ( الأم ) فى سبعة أجزاء ، وسار على منهج الموطأ ، ولكن توسع فى الاسناد وفى اختراع آلاف الأحاديث ، والاستشهاد بآيات قرآنية ينتقيها ويجعلها تتفق مع هواه . وتميز الشافعى فى ( الأم ) بالتفريع والتأصيل والشرح والتعليل . ثم وضع دستور وتقعيد وتنظير ( أصول الفقه ) فى ( الرسالة ). وكتب آخرون فى موضوعات فقهية وأصولية كالشيبانى وأبى يوسف صاحبى أبى حنيفة . وجاء ( مسند أحمد )متخلفا عن هذا كله لأنه مجرد جمع لأحاديث من أفواة من صنعها ، دون اهتمام بموضوعاتها الفقهية ، أى كان مجرد ( بروفة ) أو ( مسودة ) تحتاج الى من يقوم بتقسيم هذه الأحاديث وتفريعها حسب الموضوعات ، لأن الأحاديث لم تكن أبدا هدفا فى حد ذاتها ، ولكن لأغراض موضوعية سياسية ودينية تؤسس دين السّنة وتفريعاته العقيدية والتشريعية والتاريخية والنفسيرية ..الخ .
4 ـ ومع هذا ، فقد أصبح ابن حنبل ـ رغم أنفه ـ صاحب مذهب فقهى ، وذلك طبقا للشخصية التى صنعوها له ، وطبقا لآراء كثيرة نسبوها له زورا وبهتانا بعد موته . وبعضهم كان يزعم أنه سأله كذا وكذا ، وأنه أجاب بكذ وكذا . وقد قام ( عبد القادر أحمد عطا ) بتجميع ما يخص النساء من هذه الآراء فى كتاب أسماه ( أحكام النساء ) ( للإمام أحمد بن حنبل ). وفيه تحريم النظر الى خُف المرأة ، والمرأة كلها عورة حتى ظفرها ، وكراهية الباروكة ، وكراهية كسب الماشطة وكراهية حفّ الوجه، و قتل تارك الصلاة وتكفيره واستتابته ، وقتل تارك الفرائض ومن يستحل الخمر : ( أحكام النساء 27 : 31 ، 33 : 47 ، 11 ، 16 ، 67 ـ ، 74 : 79 ) .
أخيرا
هذا الشخص ( إبن حنبل ) صيرته المنامات فيما بعد إلاها عند ( الحنابلة ).
الفصل الأول : المنامات جعلت ابن حنبل إلاها
الباب الثالث : نماذج من طوفان المنامات فى ( خلق القرآن ) كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى ).
أولا :
1 ـ ابن حنبل ينتمى الى عوام المحدثين البعيدين عن السلطان ، لذا إنحاز اليه عوام الفقهاء والمحدثين ، ونشروا عنه المنامات ، ونقلها الخطيب البغدادى ( ت 463 ) فى القرن الخامس فى موسوعته ( تاريخ بغداد ) إذ ذكر جعل ابن حنبل أفضل من أبى بكر الصديق (ما قام أحد بأمر الاسلام بعد رسول الله ( ص ) مثلما قام أحمد بن حنبل " ..ولا أبو بكر الصديق.! ) وجعله رمزا للاسلام :( من سمعتموه يذكر احمد بن حنبل بسوء فاتهموه على الاسلام ) ودعا لزيارة قبره ( كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة ، فرأيت فى المنام قائلا يقول لى : لم تركت زيارة قبر إمام الٍّسُنّة ؟ ) ( تاريخ بغداد 4 / 418 ، 420 ، 423).
2 ـ وهناك أيضا أبو بكر البيهقى ـ 458 ، فى نفس القرن الخامس . وممّا إفتراه البيهقى فى كتابه عن مناقبا إبن حنبل . يقول ( عن الحاكم، سمعت علي بن حمشاد، سمعت جعفر بن محمد بنالحسين، سمعت سلمة بن شبيب، يقول: كنا عند أحمد بن حنبل وجاءه شيخ ومعه عكازةفسلم وجلس فقال: من منكم أحمد بن حنبل ؟فقال أحمد: أنا ما حاجتك ؟ فقال: ضربت إليك من أربعمائة فرسخ أريت الخضر في المنام فقاللي: سر إلى أحمد بن حنبل وسل عنه وقل له: إنَّ ساكن العرش والملائكة راضون بماصبرت نفسك لله عز وجل.) ( وعن أبي عبد الله محمد بن خزيمة الإسكندراني، قال: لما مات أحمدبن حنبل اغتممت غماً شديداً فرأيته في المنام وهو يتبختر في مشيته فقلت له: ياأبا عبد الله ! أي مشية هذه ؟فقال: مشية الخدام في دار السلام.فقلت: ما فعل الله بك ؟فقال: أغفر لي وتوجني وألبسني نعلين من ذهب، وقال لي: يا أحمد! هذا بقولك القرآن كلامي، ثم قال لي: يا أحمد ! ادعني بتلك الدعوات التيبلغتك عن سفيان الثوري، وكنت تدعو بهن في دار الدنيا، فقلت: يا رب كل شيء بقدرتكعلى كل شيء اغفر لي كل شيء، حتى لا تسألني عن شيء.فقال لي: يا أحمد ! هذه الجنة قم فادخلها.فدخلت فإذا أنا بسفيان الثوري وله جناحان أخضران يطير بهما من نخلةإلى نخلة، ومن شجرة إلى شجرة وهو يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِالَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِحَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: 74].قال فقلت له: ما فعل بشر الحافي ؟فقال: بخ بخ، ومن مثل بشر؟ تركته بين يدي الجليل وبين يديهمائدة من الطعام والجليل مقبل عليه وهو يقول: كل يا من لم يأكل، واشرب يا من لميشرب، وانعم يا من لم ينعم. أو كما قال.) ( وقال أبو محمد بن أبي حاتم: عن محمد بن مسلم بن وارة، قال: لمامات أبو زرعة رأيته في المنام فقلت له: ما فعل الله بك ؟فقال: قال الجبار: ألحقوه بأبي عبد الله، وأبي عبد الله، وأبيعبد الله، مالك والشافعي وأحمد بن حنبل.) ( وقال أحمد بن خرّزاد الأنطاكي: رأيت في المنام كأن القيامة قدقامت، وقد برز الرب جل جلاله، لفصل القضاء، وكأن منادياً ينادي من تحت العرش:أدخلوا أبا عبد الله، وأبا عبد الله، وأبا عبد الله الجنة.قال: فقلت لملك إلى جنبي: من هؤلاء ؟فقال: مالك، والثوري، والشافعي، وأحمد بن حنبل.) ( وروى أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن أيوب المقدسي قال: رأيترسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم وهو نائم وعليه ثوب مغطى به وأحمد بن حنبلويحيى بن معين يذبان عنه.) ( وقد تقدم في ترجمة أحمد بن أبي دؤاد، عن يحيى الجلاء أنه رأى كأنأحمد بن حنبل في حلقة بالمسجد الجامع، وأحمد بن أبي داؤد في حلقة أخرى، وكأن رسولالله صلى الله عليه وسلم واقف بين الحلقتين وهو يتلو هذه الآية: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَاهَؤُلَاءِ} [الأنعام: 89] ويشير إلى حلقة ابن أبي داؤد {فَقَدْ وَكَّلْنَابِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام: 89]ويشير إلى أحمد بن حنبل وأصحابه.).
ثانيا :
جاء ابن الجوزى فى القرن السادس فنقل عنها وزاد كفرا فى كتابيه المنتظم ومناقب أحمد بن حنبل ، فقد صنع تأليها كاملا لابن حنبل فى كتاب مناقبه خصوصا فى: ( باب 91 المنامات التى رآها احمد ، باب 92 المنامات التى رؤي فيها احمد ، باب 93 المنامات التى رؤيت له ، باب 94 فضيلة مجاورة قبره ، باب 95 مجاورته.). ومنها :
1 ـ منامات فيها تزكية ابن حنبل ومدحه وتقديسه ونشر الاعتقادات الحنبلية أيضا . ومنها هذا المنام الذى يزعم صاحبه أنه ( لما مات أحمدبن حنبل اغتممت غماً شديداً فرأيته في المنام وهو يتبختر في مشيته فقلت له: ياأبا عبد الله ! أي مشية هذه ؟فقال: مشية الخدام في دار السلام.فقلت: ما فعل الله بك ؟فقال: أغفر لي وتوجني وألبسني نعلين من ذهب، وقال لي: يا أحمد! هذا بقولك القرآن كلامي،..) يعنى ان الاههم المصنوع ألبس ابن حنبل نعلين من ذهب . هذا الافتراء على رب العزة يهدف رفع مكانة ابن حنبل فوق رب العزة والترويج لمذهبهم فى رفض القول بخلق القرآن . وفى روايات أخرى لنفس المنام يزعمون أن الله جل وعلا قال لابن حنبل ( أبحتك النظر الى وجهى )أو قوله: ( وأباحنى النظر الى وجهه ) وهذا فى الاستدلال على مذهبهم فى رؤية الله جل وعلا . وهنا يصنعون الاها خاصا بهم يستخدمونه فى الدعاية لمذهبهم وفى رفع مكانة ابن حنبل .
2 ـ وفى رواية لمنام طويل يزعم صاحبه أن الله جل وعلا يحاسبه ويسأله : ماتقول فى القرآن ، فيقول : كلامك يارب العالمين فيقول من أخبرك فيقول أحمد بن حنبل ، فيُدعى ابن حنبل ويسأله الله فيقول انه روى ذلك عن فلان الراوى، فيدعى فلان الراوى الى ان يصل الأمر الى النبى ،فيقول انه عرفه من جبريل .ثم يقول جبريل صدق وصدقوا .
3 ـ ومنام عن يوم القيامة وابن حنبل يتقدم الناس ( وهو بالحُسن ما الله به عليم ).ومنام عن احمد بن حنبل ومكتوب على (قفاه ) : (فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) والآية الكريمة تخاطب خاتم النبيين فى سياق الحديث عن الكفار من أهل الكتاب : ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) البقرة ). ومنام آخر يجعلون فيه النبى يلعن خصوم ابن حنبل ، ويرسل التحية لابن حنبل . وفى منام لأحدهم يزعم فيه أن النبى أتى لباب بيته فأخذ بعضادتى الباب وأذّن وأقام الصلاة وقال : ( نجا الناجون وهلك الهالكون . فقلت : يارسول الله ، من الناجون ؟ قال : احمد بن حنبل وأصحابه.! )
4 ـ أما المنامات التى تزكّى ابن حنبل وتقدّسه فهى كثيرة ..وحقيرة .!..ولكثرتها ولحقارتها فإننا نكتفى بالاشارة لبعضها كى لا يضيق الصدر . على سبيل المثال منام عن نزول ملك من السماء ومعه سبعة تيحان ، فأول من توّجه من الدنيا احمد بن حنبل . ويستخدمون النبى فى منام يزعمون أنه قال لابن حنبل ( إذهب فأنت أمير القوم .!) وأنه قال للناس:( إتبعوه فهذا أميركم ، فاسمعوا له وأطيعوا ). أى بدلا من طاعة الله جل وعلا ورسوله الكريم فقد جعلوا الرسول نفسه يدعوهم لطاعة ابن حنبل .! . وفى منام آخر يزعم أحدهم أنه رأى النبى يمشى فى طريق وهو آخذ بيد أحمد بن حنبل وهما يمشيان بتؤدة ورفق ، وأنه حاول اللحاق بهما فلم يستطع . ثم راى فى الليلة التالية مناما مكملا ( أى منام كفيلم سينمائى عرض مستمر ) وفيه الناس مجتمعون لصلاة جامعة والمنادى ينادى على ابن حنبل ليؤم الناس فى الصلاة ، ويأتى ابن حنبل فيصلى بهم . وتكرر هذا المنام مرة أخرى بصيغة مختلفة . وفى منام رؤى بعضهم بعد وفاته فى منام فقال إنه إنتفع بالسّنة ، وسئل عن ابن حنبل فقال : ( حالت بيننا وبينه الحُجُب .! ) ، إرتقى الى مكانة الالوهية فوق البشر بحيث حالت الحُجُب بينه وبين البشر .
5 ـ ويهبط الحنابلة الى أحطّ درجات الكفر حين يزعمون أن الله جل وعلا يقول فى منام لأحدهم ( هذا أحمد بن حنبل يرد الأمة عن الضلالة...إتّبعه وإلا هلكت ) ومنام آخر للحسن الصواف يزعم : ( رأيت رب العزة فى المنام فقال لى : يا حسن من خالف ابن حنبل عُذّب ). وبالتالى فهناك سبعة منامات متفرقة جاءت بصيغ مختلفة وأسانيد مختلفة تزعم أن النبى أوصى بالاقتداء بابن حنبل والأخذ بقوله . ومنام آخر يزعم أن الناس ستتبع فى النهاية مذهب ابن حنبل .(مناقب 434 ، 436 ـ ، 442 ـ ، 453 ، 464 ، 466 ، 467 ، 468 ، 474 ، 476 ، 445 : 451 ــ ، 465 ــ ، 470 ــ ، 493 ، 496 ).
6 ـ و قام ابن الجوزى بالمزايدة على الصوفية ، فإذا كانوا يدعون الناس للتبرّك بأوليائهم فإن ابن الجوزى يزعم أن هؤلاء الأولياء المقدسين أنفسهم يذهبون لرؤية أحمد بن حنبل والتبرك به . لذا أفرد أبوابا فى كتاب المناقب لهذا الموضوع : ( باب 17 ثناء الغرباء والأولياء عليه ، باب 18 تبرك الأولياء به وزيارتهم له ( المناقب 143 : 149). وفى عصر ابن الجوزى لم تكن المملكة الوهمية للآلهة الصوفية قد إكتملت . فقد تم إكتمالها فى كتابات المتصوفة فى العصر المملوكى بعد ابن الجوزى بثلاثة قرون . وضمت آلهة بزعمهم تتحكم فى العالم على راسهم قطب الأقطاب أوالقطب الغوث من بين الأقطاب الأربعة والأبدال والأوتاد وأصحاب النوبة والقائمين بالحملات الذين يحملون اوجاع الناس . بالاضافة الى كائنات نصف الاهية خالدة لا تموت يزعمون لقاءها ورؤيتها ثم تختفى مثل الخضر والياس . دارت حول هذه المملكة الوهمية و( جبل قاف ) و( إسم الله الأعظم ) معظم كرامات وخرافات التصوف فى مرحلة إكتماله وسيطرته فى العصر المملوكى ، خصوصا فى كتابات عبد الوهاب الشعرانى الصوفى المصرى الذى عاصر نهاية العصر المملوكى وعقودا من العصر العثمانى . فى عصر ابن الجوزى فى القرن السادس الهجرى لم تكن قد إكتملت تلك المملكة الصوفية ، وقد إقتصرت على القول بالأبدال والأوتاد والخضر والياس . وقد تردد ذكرهم فى كتابات الغزالى فى الاحياء ، كما ذكر البخارى الخضر فى أحاديثه . وهو لا علاقة له مطلقا بالنبى العبد الصالح المذكور فى قصة موسى فى سورة الكهف . وفى موضوعنا عن تقديس وتأليه ابن حنبل على الطريقة الصوفية التى انتشرت بين العوام فى عصر ابن الجوزى نرى ابن الجوزى يجعل الخضر عنصرا فى تلك المنامات التى يعيد صياغتها فى تزكية ابن حنبل والهجوم على خصومه . ومنه منام تكرر خمس مرات، ويزعم الراوى فى واحد منها ان صاحبه من ( الأبدال ) وأنه رأى الخضر فسأله عن ابن حنبل فقال ( إنه صدّيق ). أما الياس فقد زعم بعضهم أنه قابله وقد غرقت سفينته بين بحرى الهند والصين فقام الياس بانقاذه من الغرق مقابل أن يبلغ سلامه الى أحمد بن حنبل وكان مع الياس الملك الموكل بجزائر البحر . وهى بالقطع خرافة تستوى العوام ، وتجعلهم يهيمون حُبا فى ابن حنبل . ( الياس ( مناقب 143 ) الخضر( باب 16 ثناء الخضر عليه )، ( مناقب 144 ـ 473 ـ ، 478 ـ ) . ثم إسناد كرامات لابن حنبل : منها أنه أصدر قرارا للنمل من دخول بيته فإمتنع النمل من دخول بيته !. وسال الدم من منخرى حفيده فأصدر قرارا آخر فانقطع الدم من منخار حفيده .! ووضعوا القلم الذى كان يكتب به فى نخلة عقيم فحملت النخلة .! واستغاثت به عجوز مقعدة مشلولة فقامت تمشى .وإشتكى آخر وكان يئن من الألم فشفاه ابن حنبل . ولم يبق إلّا أن يفتتح عيادة طبية . وأخمد حريقا هائلا شبّ فى دار صالح بن احمد بن حنبل فأتى عليها كلها سوى ثوب كان لابن حنبل كان ابنه يتبرك بالصلاة فيه . وأخمد حريقا أتى على دار قاضى القضاة إلا كتابا كان فيه شىء بخط ابن حنبل ، يعنى كان يعمل أيضا فى المطافىء فى أوقات الفراغ ويجعل الحريق يأتى على كل شىء ما عدا ما يخصّه. ويزعم ابن الجوزى أنه غرقت بغداد كلها فى عام 554 فغرقت داره وكتبه ما عدا مجلد فيه ورقتان بخط ابن حنبل .!. ( مناقب 295 ، 296 ، 297 ، 434 ).
الفصل الثانى : إبن الجوزى وتشويه سيرة الخليفة الواثق أعظم خليفة عباسى
الباب الثالث : نماذج من طوفان المنامات فى ( خلق القرآن ) كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى )
أولا :
قالوا عنه : ( توفي الواثق بسامراء يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة ، وكانت خلافته خمس سنين وسبعة اشهر وخمسة أيام ) . وتولى الخلافة فى ربيع الأول 227 .وإغتاله أخوه ولى عهده وتولى مكانه باسم ( المتوكل ) عام 232 .
حسب علمنا فإن أعظم الخلفاء العباسيين هوالشاب ( هارون الواثق بالله ابن المعتصم ) . لماذا ؟،
1 ـ الواثق لم يتعرض لأصحب الرأى . لا يدخل فيهم أحمد بن نصر الخزاعى ، والذى أعدّ العُدة للثورة علي الدولة . قبله كان معتادا قتل المسالمين من أصحاب الرأى ، ونعطى أمثلة :
1 / 1 : في سنة133 قتل داود بن علي العباسى كل الأمويين الذين كانوا يعيشون بمكة والمدينة بعيدا عن الفتن .
1 / 2 : فى فتنة محمد النفس الزكية عام 145 ضرب المنصور حفيد عثمان بن عفان ( محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان ) ألف سوط ( المسعودى 2 / 226 ). ولم يكن ضالعا فى الفتنة .
1/ 3 : غضب أبو جعفر المنصور على الكاتب عبد الله بن المقفع فأمر الوالى بقتله عام 144 . وكان هذا الوالى خصما لابن المقفع ، فقتله شرّ قتلة :( فأمر بتنُّور فسجر حتى إذا حمي ، أمر أن تقطّع أعضاؤه فكلما قطعوا عضوًا قال: ألقوه في النار. فيلقونه وهو ينظر إليه ، حتى أتى على جميع جسده، ثم أطبق التنور ... واختفى أثره ) المنتظم 8 / 57 : 58 ).
1 / 4 : فى سنة 141 خطب المنصور فى مدينة الرقة بسوريا ، وكان فيها طاعون ثم إنقشع ، فقال المنصور فى خطبته : (: احمدوا الله يا أهل الشام فقد رفع عنكم بولايتنا الطاعون). فقال منصور بن جعونة :( الله أكرم من أن يجمعك علينا والطاعون. ) فقتله المنصور بسبب هذه الكلمة . ( المنتظم 8 / 29 ) .
1 / 5 : المأمون المشهور بالحلم والعفو : قتل الوزير الفضل بن سهل بالسم عام 202 ، وعين عليا بن موسى الرضا وليا للعهد ثم قتله عام 203 ، وقتل ابن عائشة أحد أمراء البيت العباسى وصلبه عام 209 . وقتل عشرة ممن إعتنقوا المانوية ( تاريخ المسعودى 2 / 329 : 332 / 333 ) .
1 / 6 : وأحرق المعتصم غناما المرتد ( الطبرى 9 / 103 ) .
1 / 7 : ضرب المتوكل عام 241 عيسى بن ابى جعفر الف سوط .( الطبرى 9 / 201 ).
1 / 8 ـ ثم ضحايا الاتهام بالزندقة فى عهد الخليفة المهدى ، ومنهم الشاعر ابن عبد القدوس والشاعر الضرير بشار بن برد وقد مات تحت ضرب السياط عام 167 وقد جاوز التسعين من عمره ..
2 ـ قضى الخلفاء قبله أوقاتهم مع الجوارى والشعراء ، أما الواثق فقد كان يقضى وقته فى جلسات علمية مع العلماء الحقيقيين ، يناقشهم فى منهج العلمى التجريبى سابقا لعصره ، ومتبعا لما جاء فى القرآن الكريم فى البحث التجريبى بالنظر والسير فى الأرض ( العنكبوت 19 :20 ، يونس 101 ، يوسف 105).هذا المنهج العلمى التجريبى إكتشفته أوربا مؤخرا ، ودخلت به وبالعالم عصر التكنولوجيا .
3 ـ نتخيل أن الواثق نجح فى تثبيت المنهج التجريبى العلمى ليصبح أساسا للعلم !. كان تاريخ العالم سيختلف . المفجع حقا ليس فقط فى حديث ( من رأى منكم منكرا فليغيره ) وهودستور الارهاب حتى الآن ، ولكن أيضا أن البديل هو جعل الجهل دينا . نقصد صناعة الأحاديث والمنامات واساطير العلم اللدنى . والمفجع أكثر أن هذا الجهل الدينى لا يزال سائدا ، حيث تجد رسالات دكتوراة وفتاوى فى الفساء والضراط ونكاح البهيمة . وبينما يتأهب العالم لعصر الذكاء الصناعى وإستعمار القمر فالمنتظر من الفقهاء الأفاضل أن يختلفوا فى حكم الاستنجاء فوق سطح القمر.. آه يا بقر..!
ثانيا :
1 ـ مع ذلك كان من حُمق الخليفة الواثق فى قتله ابن نصر وصلب جسده فى مكان وتعليق راسه فى مكان آخر . الحُمق هنا ليس فى القتل والصلب ، فقد كان مُعتادا قتل الخصوم الثائرين وقطع رءوسهم والطواف بها ، من قتل الحسين الى مصعب بن الزبير ..والخليفة محمد الأمين حين هزمه أخوه المأمون قطعوا رأسه وطافوا بها . حُمق الواثق إنه لم يجعل إتهام إبن نصر الخزاعى بالخروج على الدولة ، وهوالسبب الحقيقى ، بل جعل الاتهام هو موضوع خلافى فى خلق القرآن . أعطى للعوام من الفقهاء والمحدثين الفرصة للدعاية السوداء ضده ، وفى تمجيد إبن نصر الخزاعى .
2 ـ وقد ذكر ابن الجوزى هذه الحكايات المصنوعة فى مناقب ابن حنبل ص 399 400 ، وذكر بعضها فى المنتظم بإسناد وعنعنة، يقول :
2 / 1 : ( أخبرنا عبد الرحمن القزاز قال: أخبرنا الخطيب أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا إبراهيم بن هبة الله الجرباذوقاني أخبرنا معمر بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرني أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني إجازة قال: حدثني علي بن محمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن خلف ) ثم يأتى موضوع الحكاية قال الراوى : ( كان أحمد بن نصر خلّي ( أى خليلى وصاحبى ) فلما قتل في المحنة ، وصُلب رأسه ، أُخبرت أن الرأس يقرأ القرآن ، فمضيت فبتّ بقرب من الرأس مشرفًا عليه . وكان عنده رجالة وفرسان يحفظونه . فلما هدأت العيون سمعت الرأس يقرأ: {آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} الآية . فاقشعر جلدي . ثم رأيته بعد ذلك في المنام وعليه السندس والإستبرق وعلى رأسه تاج، فقلت: ما فعل الله بك يا أخي ؟ قال: " غفر لي وأدخلني الجنة إلا أني كنت مغمومًا ثلاثة أيام " فقلت: ولم ؟ قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بي ، فلما بلغ خشبتي حوّل وجهه عني. فقلت له بعد ذلك: يا رسول الله قُتلت على الحق أم على الباطل ؟ قال: أنت على الحق . ولكن قتلك رجل من أهل بيتي فإذا بلغت إليك أستحي منك . ) . يعنى جعلوا الرسول يستحى من أحمد بن نصر .!
2 / 2 : وفى رواية أخرى جعلوا رأس أحمد بن نصر تدور نحو القبلة ، فكلفوا رجلا يعيدها كل مرة خلاف القبلة : ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا الخطيب قال: قرأت على أبي بكر البرقاني عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت أبا بكر المطوعي قال: لما جيء برأس أحمد بن نصر صلبوه على الجسر فكانت الريح تديره قبل القبلة فأقعدوا له رجلًا معه قصبة أو رمح فكان إذا دار نحو القبلة أداره إلى خلاف القبلة . ).
3 ـ وأدّت هذه الدعاية أُكلها . ففى خلافة المتوكل أنزلوا رأسه وجمعوه بجسده ودفنوه عام 237 . ولكن الرأس المصلوب أصبح مقدسا وصاروا يتبركون به بأعدادكبيرة . وخشى المتوكل من أن يتحول هذا الرأس الى مصدر تهديد لسلطانه ، مع أنه صار حنبليا ، إلا إنه خشى من عواقب وجود الرأس عامل تذكير بقتل ابن نصر يكون دافعا للإنتقام والثورة على الدولة العباسية ، فأمر بإنزال الرأس ودفنها ، فرفض العوام . تقول الرواية فى تاريخ الطبرى فى أحداث عام 237 : ( وفيها أمر المتوكل في يوم الفطر منها بإنزال جتة أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي ، ودفعه إلى أوليائه. ) ( ذكر أن المتوكل لما أمر بدفع جثته إلى أوليائه لدفنه فعل ذلك فدفع إليهم . وقد كان المتوكل لما أفضت إليه الخلافة نهى عن الجدال في القرآن وغيره. ونفذت كتبه بذلك إلى الآفاق .وهمّ بإنزال أحمد بن نصر عن خشبته ، فاجتمع الغوغاء والرعاع إلى موضع تلك الخشبة ، وكثروا ، وتكلموا . فبلغ ذلك المتوكل ، فوجه إليهم نصر بن الليث ، فأخذ منهم نحوا من عشرين رجلا فضربهم وحبسهم . وترك إنزال أحمد بن نصر من خشبته لما بلغه من تكثير العامة في أمره . وبقي الذين أخذوا بسببه في الحبس حينا. ثم أطلقوا . ) وبعدها تم دفن جثة ابن نصر . وجاءت الأخبار ( بخبر العامة وما كان من اجتماعها وتمسحها بالجنازة ، جنازة أحمد بن نصر وبخشبة رأسه . ) ( فأمر المتوكل بالكتاب إلى محمد بن عبد الله بن طاهر بمنع العامة من الاجتماع والحركة في مثل هذا وشبهه. ) .
ثالثا :
1 ـ ذكر المسعودى فى ( مروج الذهب ) أن الخليفة المتوكل كان له أربعة آلاف سرية ( أى عشيقة محظية مملوكة ) وطئهن كلهن ) ( تاريخ المسعودى 2 / 418 ) . هذا مع اشتهاره بتفضيل إثنتين من جواريه أولهما ( قبيحة ) اجمل نساء عصرها ـ وهى أم ابنه الخليفة المعتز ـ و ( محبوبة ) المغنية. وابن الجوزى فى تاريخه ( المنتظم ) ذكر انه كان فى دار الخليفة المتوكل أربعة آلاف فراش ، وكانت عنده نوبة للفرّاشين فى ترتيب لقائه بكل منهن . ( المنتظم 11 / وفيات 232 ). أما الخليفة الواثق فلا نتصور لديه وقت للجوارى بمثل ما كان لسابقية أو اللاحقين .
2 ـ إبن الجوزى لم يقدح فى المتوكل إنهماكه فى الجنس وإدمانه للخمر ـ بل صنع فى مناقبه منامات . وليس هذا غريبا ، ولكن الأغرب أنه يفترى قصة يجعل فيها موت الواثق بسبب جنسى . يقول : ( وقد روي في سبب موته خبر طريف: أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري حدثنا أبو يعقوب الحافظ أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسن الرازي حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن معاوية الرازي حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: سمعت مسعر بن محمد بن وهب يحدث أبي عن المتوكل قال: كان الواثق يحب النساء وكثرة الجماع ، فوجه يومًا إلى ميخائيل الطبيب فدعا به فدخل عليه وهو نائم في مشرفة له وعليه قطيفة خز ، فوقف بين يديه . فقال: " يا ميخائيل أبغني دواء للباه "( أى الجنس ) فقال: " يا أمير المؤمنين بدنك فلا تهده بالجماع فإن كثرة الجماع تهد البدن ولا سيما إذا تكلف الرجل ذلك فاتق الله في بدنك وأبق عليك فليس لك من بدنك عوض " فقال له: " لا بد منه " . ثم رفع القطيفة عنه فإذا بين فخذيه وصيفة قد ضمها إليه ذكر من جمالها وهيئتها أمرًا عجيبًا فقال: " من يصبر عن مثل هذه " قال: " فإن كان ولا بد فعليك بلحم السبع وأمر أن يؤخذ لك منه رطل فيغلى سبع غليات بخل خمر عتيق فإذا جلست على شرابك أمرت أن يضرب لك منه ثلاثة دراهم فانتقلت به على شرابك في ثلاث ليال فإنك تجد فيه بغيتك واتق الله في نفسك ولا تسرف فيها ولا تجاوز ما أمرتك به ". فلهى عنه أيامًا فبينا هو ذات ليلة جالس قال: " عليّ بلحم السبع الساعة " فأخرج له سبع من الجب وذبح من ساعته ، وأمر فكبب له منه ، ثم أمر فأغلي له منه بالخل، ثم قدم له منه ، فأخذ يتنقل منه على شرابه ،وأتت عليه الأيام والليالي فسقى بطنه . فجمع له الأطباء فأجمع رأيهم على أنه لا دواء له إلا أن يسجر تنور بحطب الزيتون ويسخن حتى يمتلئ جمرًا فإذا امتلأ كسح ما في جوفه فألقي على ظهره وحشي جوفه بالرطبة، ويقعد فيه ثلاث ساعات من النهار ، فإذا استسقى ماء لم يسق ، فإذا مضت ثلاث ساعات كوامل أخرج وأجلس جلسة مقتضبة على نحو ما أمروا به ، فإذا أصابه الروح وجد لذلك وجعًا شديدًا وطلب أن يرد إلى التنور .فترك على تلك الحال ولا يرد إلى تلك التنور حتى تمضي ساعات من النهار فإنه إذا مضت ساعات من النهار جرى ذلك الماء وخرج من مخارج البول وإن سقي ماء أو رد إلى التنور كان تلفه فيه .فأمر بتنور فسجر بحطب الزيتون حتى امتلأ جمرًا أخرج ما فيه وجعل على ظهره ثم حشي بالرطبة وعري وأجلس فيه فأقبل يصيح ويستغيث ويقول: أحرقتموني اسقوني ماء وقد وكل به من يمنعه الماء ولا يدعه أن يقوم من موضعه الذي أقعد فيه ولا يحرك فسقط بدنه كله وصار فيه مفاجات مثل أكبر البطيخ وأعظمه ، فترك على حالته حتى مضت له ثلاث ساعات من النهار ، ثم أخرج وقد كاد يحترق أو يقول القائل في رأي العين قد احترق ، فأجلسه الأطباء فلما وجد روح الهواء اشتد به الوجع والألم ، وأقبل يصيح ويخور خوران الثور ويقول: " ردوني إلى التنور فإني إن لم أرد مت " فاجتمع نساؤه وخواصه لما رأوا ما به من شدة الألم والوجع وكثرة الصياح فرجوا أن يكون فرجه في أن يرد إلى التنور فردوه إلى التنور ، فلما وجد مس النار سكن صياحه وتقطرت النفاخات التي كانت خرجت ببدنه وخمدت وبرد في جوف التنور فأخرج من التنور وقد احترق وصار أسود كالفحم فلم تمض ساعة حتى قضى .) فيلم رُعب هائل .!
الفصل الثالث : المنامات فى مناقب الخليفة المتوكل ( المتوكل لا يزال بيننا )!!
الباب الثالث : نماذج من طوفان المنامات فى ( خلق القرآن ) كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى )
مقدمة :
كان المتوكل أسوا خلفاء بنى العباس ـ وربما يكون الأسوأ فيهم . وكان الواثق أعظمهم . المتوكل إغتال أخاه الواثق ماديا ، فمات فى ريعان شبابه . الحنابلة إغتالوا الواثق معنويا بدعايتهم السوداء ، فمن يذكره ـ وهم قليلون ـ فى الأغلب يتأثرون بالدعاية الحنبلية ضده . الواثق ــ هذا الخليفة العظيم والمجهول والمظلوم ـ هو الدليل على أن الحنابلة هم فعلا أولياء الشيطان . كانوا ولا يزالون . ولا يزال دينهم الحنبلى ينشر الفتن ويسفك الدماء ويأخذ بتلاليب المحمديين الى الوراء .
أولا :
المنامات الحنبلية فى مدح المتوكل . ننقلها عن ابن الجوزى فى ( المنتظم )
1ـ رفعته الدعاية السّنية الحنبلية الى منزلة أبى بكر وعمر بن عبد العزيز . فقال بعضهم : ( الخلفاء ثلاثة أبو بكر الصديق ، قاتل أهل الردة حتى استجابوا . وعمر بن عبد العزيز رد مظالم بني أمية . والمتوكل محا البدع وأظهر السنة. ). ( محا البدعة ) يعنى قضى على المعتزلة وإستأصلهم كما فعل أبو بكر مع حركة الردة .!!
2 ـ وروى علي الجهم قال:( وجه إلي أمير المؤمنين المتوكل ، فأتيته فقال لي: " يا علي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقمت إليه فقال لي: تقوم إلي وأنت خليفة. " فقلت له: أبشر يا أمير المؤمنين أما قيامك إليه فقيامك بالسنة، وقد عدك من الخلفاء ، فسُرّ بذلك . ). الكذب واضح فى صياغة هذه الرواية ، ولكن المُراد منها إعتراف النبى فى المنام بالمتوكل خليفة .
3 ـ وكان المتوكل ( يقوم الليل ) شاربا للخمر متهتكا مع جوارية ( ثلاثة آلاف جارية ) وقد قتلوه وهو يمارس معصية الشراب. ومع هذا تجرّد الحنابلة للدفاع عنه بأكاذيب من نوعية أن ماء زمزم قد غارت حزنا على قتل المتوكل ليلة قتل المتوكل : ( .. أخبرني بعض الزمازمة الذين يحفظون زمزم قال: غارت زمزم ليلة من الليالي .فأرخناها ، فجاءنا الخبر أنها الليلة التي قتل فيها المتوكل . ). يعنى أن زمزم جاءها الخبر بمقتل المتوكل فعرفته قبل أن يعرفه أهل مكة ، فحزنت ورفضت نبع الماء ، فتحيّر الشخص المجهول القائم على حراستها ، وكتب تاريخ الليلة التى غار فيها ماء زمزم ، ثم إتضح ـ يا عينى ـ أنها الليلة التى قتلوا فيها المتوكل وهو قائم ( يشرب ) فى المحراب .!
4 ـ وتأتى هذه الرواية الطريفة بعد مقتل المتوكل ، فأحدهم رآه فى المنام جالسا فى النور فتساءل مندهشا : اانت المتوكل ؟ قال: نعم أنا المتوكل. نقرأ الرواية بسندها : ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ قال: أخبرنا الأزهري قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد العكبري حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد النيسابوري قال: حدثنا سعيد بن عثمان الحناط قال: حدثنا علي بن إسماعيل قال: رأيت جعفر المتوكل في النوم وهو في النور جالس، قلت: المتوكل ؟ فقال: المتوكل .! قلت: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي . قلت: بماذا ؟ قال: بقليل من السنة أحييتها . ). أى غفر الله جل وعلا للمتوكل كل الكبائر التى ارتكبها من قتل وسلب للأموال وتعذيب لأنه ( أحيا قليلا من السّنة ) وبالتالى فهى دعوة موجهة الى الخلفاء الآخرين اللاحقين لإحياء المتبقى من السّنة ليحصلوا على الغفران مهما إرتكبوا من جرائم وآثام . وبين السطور نفهم نفسية واضعى هذا المنام ، وهى أن السّنة ماتت ثم أحيا المتوكل ( بعضها ) ولا تزال تنتظر المزيد من الإحياء والإنعاش على أيدى الخلفاء اللاحقين ، وهذا يعنى ان السّنة دين قابل للتوسع والامتداد وسيظل دائما بلا إكتمال وبلا تمام لأنه ( دين ملّاكى ) يملكه أصحابه . والمطلوب من الخلفاء تأييد قادة هذا الدين الملّاكى كى يستمر ويتوغّل وينتشر فى الفضاء .. شأن أى وباء .!
5 ـ وعلى نفس النمط تأتى هذه الرؤيا الدرامية الحزينة : ( قال أبو عبد الله: ثم رأيت المتوكل بعدها بأشهر كأنه بين يدي الله تعالى فقلت له: ما فعل بك ربك ؟ قال: غفر لي . قلت: بماذا ؟ قال: بقليل من السنة تمسكت بها . قلت: فما تصنع ها هنا ؟ قال: أنتظر ابني محمدًا أخاصمه إلى الله الحليم العظيم الكريم .) . يعنى ينتظر قتل ابنه الذى قتله ، وهو محمد الذى تلقب بالمنتصر . وواضح أن وضع هذا الحديث تم بعد قتل المنتصر ، الذى مات بالسّم سريعا بعد قتله لأبيه . أى إن المتوكل لم ينتظر طويلا ( بين يدى الله تعالى ) بزعمهم .!
6 ـ ولأن الشعر كان فائق التأثير فإن بعض المنامات صيغ فيها شعر يرثى المتوكل ومقتله الذى ( ضجّ له أهل السماوات وبكاه جميع الانس والجان) حسب زعمهم . تقول الرواية : ( أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا محمد بن يوسف بن حمدان الهمذاني قال: حدثنا أبو علي الحسن بن يزيد الدقاق قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الحارثي حدثنا عمر بن عبد الله الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن العلاء قال: قال لي عمرو بن شيبان الحلبي: رأيت في الليلة التي قتل فيها المتوكل في النوم حين أخذت مضجعي ، كأن آتيًا أتاني ، فقال لي:
يا نائم الليل في أقطار جثماني أفض دموعك يا عمرو بن شيبان
أما ترى الفتية الأرجاس ما فعلت بالهاشمي وبالفتح بن خاقان
وافى إلى الله مظلومًا فضج له أهل السموات من مثنى ووحدان
وسوف تأتيكم أخرى مسومة توقعوها لها شأن من الشان
فابكوا على جعفر وابكوا خليفتكم فقد بكاه جميع الإنس والجان
قال: فأصبحت وإذا الناس يقولون إن جعفرًا قد قتل في هذه الليلة . )
7 ـ قال ميمون: فحدثني سعيد الصغير قال: كان المتوكل قد رأى في منامه كأن سكرًا سليمانيا قد نزل عليه من السماء مكتوب عليه: جعفر المتوكل على الله . ( المنتظم 11 / 358 : 359 ).
أخيرا
1 ـ بعد موت المتوكل تسلّط الحنابلة على الشارع العراقى بدستورهم ( من رأى منكم منكرا فليغيره ) . تضخمت أعدادهم من القادة والرعاع ، وقد منحهم دينهم الملّاكى حرية التدخل فى حياة الناس ، ووصل نفوذهم وتسلطهم الى ترويع الخلفاء أنفسهم . ولم ينج من أذاهم الشيعة والصوفية وأهل الكتاب وبقايا المعتزلة .
2 ـ ظهر التصوف منافسا للدين الحنبلى ، وتمّ إدماج الدينين تحت مسمى ( التصوف السُنى ) للإتّحاد ضد الشيعة ، وهذا بجهود صلاح الدين الأيوبى الذى أسقط الدولة الفاطمية وحاربها فكريا ودينيا بالتصوف السنى ، ثم ظهر الغزالى وقام بتقعيد الدين الجديد ( التصوف السنى ) فى كتابه ( إحياء علوم الدين ). والواقع إنه جعل دين السُنّة فى خدمة دين التصوف . وبدأ القول بالشريعة والحقيقة ، فالشريعة هى تأدية العبادات بالدين السُنّى ، مع التسليم بالحقيقة وهى عقائد التصوف فى تقديس أوليائه والاعتقاد فى كراماتهم وتصريفهم وعلمهم اللدنى . عاش إبن الجوزى هذا فى القرن السادس ، وتأثّر به فى تخريفاته فى المنامات وفى تقديس إبن حنبل . هذا مع إنتقادة للصوفية فى كتابه ( تلبيس إبليس ). الأحوال الساسية هى التى شجعت أن يحتل التصوف مكان الحنبلية ، فالحكام الجدد فى المنطقة لم يعودوا يقبلون التدخل الحنبلى فى الحكم ، وكان الصوفية هم الكهنة المثاليون لهم ، يرقصون لهم مؤيدين ، ويعيشون فى بيوت عبادة لهم من الخوانق والأربطة والزوايا ، أقامها لهم الحكام الظلمة تكفيرا عن مظالمهم وإعتقادا فى أولئك الصوفية وشفاعاتهم . شيوخ التصوف يتغلغلون بين العوام يركبونهم باسم الدين ، والحكام يركبون شيوخ التصوف .
3 ـ تسيد التصوف فى العصرالمملوكى ، وإستبدل دستور الحنابلة ( من رأى منكم منكرا فليغيره ) الى دستور ( عدم الاعتراض ) ، واصبحت المنامات تزعم رؤية النبى محمد عليه السلام فى اليقظة ، والكلام مع الله جل وعلا مباشرة ( حدثنى قلبى عن ربى ) . إستمر هذا حتى العصرالعثمانى . وحين غزا نابليون مصر كان الأزهر هو الحصن الدينى الباقى للتصوف السنى . تجمع شيوخ الأزهر فى داخله يتلون صحيح البخارى و( دلائل الخيرات ) لهزيمة نابليون . إقتحم جنود نابليون الأزهر راكبين خيولهم ، وما أغنى عن شيوخ الأزهر دينهم الغبى .
4 ـ الوالى محمد على كان له مشروع لجعل مصر مكان الدولة العثمانية ، فأسّس جيشا ومدارس وارسل بعثات لأوربا وترسانة بحرية ، وحارب الدولة العثمانية وكاد أن يقضى عليها لولا تدخل إنجلترا التى رأت الخطر فى طموحه . والوالى محمد على هو الذى أسقط الدولة السعودية الأولى ودمّر عاصمتها ( الدرعية ) عام 1818 وأرسل الأميرالسعودى للأستانة ليلقى حتفه .
5 ـ تم إحياء الحنبلية من مرقدها تحت إسم الوهابية . وبها قامت الدولة السعودية الأولى ، ثم سقطت ، ثم أُعيد قيامها ثم سقطت . ثم أعاد تأسيسها عبد العزيز آل سعود عن طريق جنوده من شباب الأعراب الذين نشّأهم على تعاليم الحنبلية الوهابية . كانوا يحترفون السلب والنهب والقتل ، فأصبح هذا كله واجبا شرعيا تحت مسمى الجهاد . وشرحنا هذا كله فى كتب أهمها عن ( المعارضة السعودية فى القرن العشرين ). والمستفاد منه أن الوهابية الحنبلية تعطى شرعية الخروج على الحاكم ـ مهما كان حنبليا ـ وتعطى الشرعية للحاكم أن يظلم كيف شاء ، لأنه ( ولى الأمر ) . والإخوان الذين ربّاهم عبد العزيز هم الذين أسّسوا له ملكه ، ثم ثاروا عليه ، وانتصر عليهم فى معركة السبلة ( 1929 : 1930 ) ، وحكم منفردا ، ثم أعطى مملكته إسم أُسرتها عام 1932 . وفى وقت معاناته من الأخوان البدو الأعراب المشاكسين أسّس فى مصر مراكز للوهابية ، وانتهت بالاخوان المسلمين . ونجح الاخوان المسلمون فى مساعدة الانقلاب العسكرى عام 1952 ، ثم إختلفوا مع عبد الناصر . ولا يزالون فى صراع مع العسكر ، وضاعت مصر بين العسكر والإخوان . والحنبلية الوهابية فيها السلفيون الحنابلة خدم العسكر ، وفيها الإخوان الطامعين فى الوصول للحكم ، ولهم تنظيماتهم العلنية والسرية فى مصر وخارجها ، وتحت أسماء متعددة :التكفير والهجرة ، حماس ، الناجون من النار ، القاعدة ، داعش ، جبهة النُصرة ..الخ . عمّ خطرهم العالم كله ، وحيث يوجدون تسيل الدماء. عاصر هذا ظهور البترول فأصبح لعنة . يقتلون بعضهم بعضا بايراداته ، وتنتعش مصانع السلاح ، ويتضخم الإقتصاد الغربى القائم على هذه الحرب ، وهم يقولون : هم يريدون قتل بعضهم فلنساعدهم فى قتل بعضهم .
أى إن الخليفة المتوكل العباسى لا يزال بيننا ، بينما يقبع فى غياهب النسيان الخليفة الواثق.!
6 ـ ظهر أهل القرآن ردّ فعل إيجابيا لانصاف الاسلام العظيم مما ألصقته به الوهابية من تهم الارهاب والتطرف والتزمت والتّخلف . ومشينا فى طريق الألغام ضد المستبد وخصومه الوهابيين . وفى العادة فهم خصوم ولكن يتحدون ضدنا . معهم آلاف الجامعات والمراكز والمنابر الاعلامية وبلايين الأموال وآلاف الدعاة وآلاف السجون ومراكز الحجز والإعتقال . وليس معنا إلا كتاب الله ، ندعو به ونتمسك . والله جل وعلا سيحكم بيننا وبينهم يوم الدين . قال جل وعلا : ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24) الحج ).
ودائما : صدق الله العظيم .!
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
التعليقات
حمد حمد
حفظكم الله جل وعلا وبارك بعمرك وعلمك دكتور أحمد المحترم، لازال اعداء القرآن العظيم يتربصون لنا ولاتنسى هجومهم على هذا الموقع المبارك الذي زلزلهم وفضح دجلهم وعدائهم لله جل وعلا ولرسوله عليه السلام عندما اخترقوا الموقع عن طريق تهكيره وكادوا ان يدمروه لولا لطف الله جل وعلا وجهود القائمين عليه واسترجاعه وهم بامكانيات لاتذكر،ولا زالوا الحنابلة في مناماتهم في تلميع اسيادهم عندما اقلب بن سلمان واستلم ولاية العهد رأينا العجب من مشايخ السلفيه من أمثال المعيقلي والمقامسي في رؤياهم وتوسمهم خيرا لهذا المعتوه الذي في بداية عهده قتل بريئاً بإرسال عصابه اجراميه وسميه بعدها بلقب المنشار. ولازالوا يلقبونه بعد ذلك بحامي الإسلام وحامي الحرمين وبلاد المسلمين واي مسلمين.
أحمد صبحى منصور
شكرا جزيلا استاذ حمد ، وجزاك الله جل وعلا خيرا، وأقول :
كل شعب يستحق حكامه .
سعيد على : و من هنا تكمن أهمية دراسة التاريخ بعقل نظيف.
حفظكم الله جل و علا و أعانكم على تجلية حقائق الدين العظيم من خلال رسالة الله البينة القران الكريم .. ملاحظة : الحنبلية الوهابية أعتقد أنها ( لا ) تعطي شرعية الخروج على الحاكم .
العقل العربي بسبب الفقه أصبح عقلاً خاملاً و إذا ما نشط اتهم بالزندقة و الخروج عن نمط الخمول لذا عندما ظهرتم حفظكم الله بذرتم بذور التنشيط في تربة سامة و لكن أنظر للطبيعة فهناك أزهاراً ضعيفة ( و ليست أشجاراً ذات جذوع راسية وقوية ) تشق الصخور القاسية منتصرة زاهية رغم كل القسوة و الخمول. !
أحمد صبحى منصور
جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول ::
الاحوان النجديون الذين أقاموا لعبد العزيز ملكه ثاروا عليه وأيدهم شيوخ وهابيون حنابلة . كل وجميع الحركات الثائرة على الحكم والتى خرجت من عباءة الاخوان المسلمين يقف خلفها شيوخ وهابيون حنابلة ، ليس اولهم حسن البنا وليس آخرهم القرضاوى . الوهابية تعطى شرعية لولى الأمر المستبد كما تعطى نفس الشرعية للثورة عليه . الوهابية الحنبلية دين ملاكى يملكه أصحابه .
الفصل الرابع : اثر المنامات الحنبلية فى إغتيال المعتزلة معنويا ثم ماديا
الباب الثالث : نماذج من طوفان المنامات فى ( خلق القرآن ) كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى )
أولا
وكما تخصص الحنابلة فى صناعة منامات فى تزكية أنفسهم فقد إستعملوا نفس الصناعة فى الاغتيال المعنوى لخصومهم . وكان المعتزلة أكثر ضحاياهم بسبب موضوع خلق القرآن ، ومنهم :
بشر المريسى ت 218 :
1 ـ ركزوا على تشويهه لأنه كان من أهل الفقه والحديث ثم ( أرتد ) أو تركهم ليصبح من كبار المعتزلة فى عهده ، ولأنه هو الذى بدأ بموضوع ( خلق القرآن ) فى خلافة الرشيد ، وكان أكثر من ألّف فيه ، ثم إعتنق المأمون رأيه ، وقرّبه منه ، فكانت محنة أهل الحديث والفقهاء فإعتبروه المحرّض على محنتهم.
2 ـ ونبدأ بالشخصية التاريخية لبشر المريسى. فقد بدأ بشر حياته فقيها ومن أهل الحديث ، ولكنه أخذ الفقه عن أبى يوسف صاحب أبى حنيفة ، المشهور بالرأى ، شأن المذهب الحنفى فى بدايته . وبالتالى تأثر بهذا الاتجاه العقلى حتى إنه بعد أن روى الحديث عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة ترك الفقه والحديث بالكامل وصار معتزليا . قال ابن النديم عنه : ( كان ديّنا ورعا متكلما )، أى موصوف بالتديّن والورع ، بل بالغ فى ورعه وتحرّزه من الشبهات حتى يُحكون عنه مبالغات : ( بلغ من ورعه أنه كان لا يطأ أهله ليلا مخافة الشبهة، و لا يتزوج إلا من هي أصغر منه بعشر سنين مخافة أن تكون رضيعته (أي إشتركت معه في الرضاعة).
3 ـ بشر المريسى هو الذى بدأ القول بخلق القرآن منذ أيام الرشيد ،و ظل يدعو إلى ذلك نحواً من أربعين سنة، و يؤلف في ذلك الكتب إلى خلافة المأمون الذى إقتنع بخلق القرآن فأصبح بشر المريسى من المقربين لدى المأمون . ولقد كتب المريسى الكثير من المؤلفات ، ذكر منها ابن النديم فى الفهرست : كتاب فى التوحيد ، وكتاب الارجاء ، والرد على الخوارج وكتاب الاستطاعة ، والرد على الرافضة فى الإمامة ، وكتاب كفر المشبهة ، وكتاب المعرفة ، وكتاب الوعيد . وضاعت هذه الكتب بسبب سيطرة الحنابلة ، وبقى منها ما حفظته كتب الأدب والعقائد .
4 ـ ولذا تطرفوا فى كراهية بشر المريسى ، وقاموا بنشر الأكاذيب عنه ، ومنها كتاب الدارمى ( الرد على بشر المريسى ). أو ( نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد ). والدارمى الذى نقصده هو عثمان بن سعيد السجستانى المشهور بالتعصب للحنبلية ، وصاحب ( المسند الكبير ) ( مسند الدرامى) . وقد توفى عام 280 . ولا نقصد الدارمى الآخر ( الدارمي السمرقندي) المتوفى عام 255 صاحب التفسير و الجامع الصحيح .
5 ـ ونتوقف مع بعض ما قاله ابن الجوزى عن بشر المريسى فى المنتظم ( ج 11ص 31 ـ وفيات 218 ) :
5 / 1 ـ ( كان شيخًا فقيرًا فقيهًا ، دميم النظر، وسخ الثياب ، يشبه اليهود ) ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال:أخبرنا الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين قال: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم يقول: مررت في الطريق فإذا بشر المريسي والناس عليه مجتمعون فمر يهودي فأنا سمعته يقول: لا يفسد عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة يعني: أن أباه يهوديًا . ) . كالعادة فهم يتهمون خصومهم بأنهم يهود الأصل . بينما يتسترون على أنفسهم وقادتهم ، وهم من أصول مجوسية ، أو من ذرية أهل الكتاب من اليهود والنصارى . ولا عيب فى أن تكون من أى ذرية ، ولا شأن لأحد بمن كان أبوه . المهم هو ماذا يفعله هو .
5 / 2 ـ ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح يقول: سمعت أبا سليمان داود بن الحسين يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: دخل حميد الطوسي على أمير المؤمنين وعنده بشر المريسي فقال حميد: يا أمير المؤمنين .هذا سيد الفقهاء .! هذا قد رفع عذاب القبر ومسألة منكر ونكير والميزان والصراط . انظر : هل يقدر أن يرفع الموت ؟ ثم نظر إلى بشر وقال: لو رفعت الموت كنت سيد الفقهاء حقًا ). أى إنهم يتندرون عليه . والكذب واضح هنا . فلم يقولوا من هو أمير المؤمنين هذا . والمفهوم أنه المأمون . ولايمكن أن يكون هو المأمون ، فهو خصمهم ، وقد كان المأمون صديقا لبشر ، ويستحيل أن يتجرأ أحدهم فيقول هذا فى حضرة المأمون . ثم إن بشر المريسى ترك الفقهاء وأهل الحديث واصبح من قادة المعتزلة الذين ينكرون أساطير الفقهاء ، فكيف يقال له (هذا سيد الفقهاء )، ( كنت سيد الفقهاء حقًا ) .؟
5 / 3 ـ ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: أخبرنا الحسين بن علي بن الحسين الأسدي حدثنا الفضل بن يوسف بن يعقوب بن القضباني حدثنا محمد بن يوسف العباسي قال: وحدثني محمد بن علي بن ظبيان القاضي قال: قال لي بشر المريسي: القول في القرآن قول من خالفني أنه غير مخلوق .قلت: فارجع عنه قال: أرجع عنه وقد قلته منذ أربعين سنة ووضعت فيه الكتب واحتججت فيه بالحجج . ) لأنه كان من قبل فقيها ومن أهل الحديث فقد إفتروا إنه كان من قبل لا يؤمن بخلق القرآن . ولكنه إختار القول بخلق القرآن وكتب فيه المؤلفات ولا يريد أن يرجع عما كتبه . هنا يكذبون على خصمهم ويفترون عليه ما لم يقل .
5 / 4 ـ هنا رواية عن مجهول جعلوه ثقة :( حدثنا الثقة من أصحابنا قال: لما مات بشر المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم السنة أحد إلا عبيد الشونيزي . فلما رجع من جنازة المريسي لاموه فقال: أنظروني حتى أخبركم : ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في هذه . قمت في الصف فقلت: اللهم إن عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون .! اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابًا لم تعذبه أحدًا من العالمين !.اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة .! اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة اللهم ولا تشفع فيه أحدًا من خلقك يوم القيامة . قال: فسكتوا عنه وضحكوا . ). نقموا عليه أنه لا يؤمن بأساطيرهم مثل رؤية الله جل وعلا وعذاب القبر وشفاعة النبى التى تؤثر فى الميزان ، فقرووا حرمانه من الاستفادة من هذه الأساطير.
5 / 5 ـ ( الحسن بن عمرو المروزي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: جاء موت هذا الذي يقال له المريسي وأنا في السوق فلولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود . والحمد لله الذي أماته هكذا .) . مات بشر موتة عادية شأن معظم البشر، ولكنهم يتشفّون فى موته . فكيف إذا مات مقتولا مصلوبا مثل زعيمهم أحمد بن نصر الخزاعى ؟ لقد سبكوا أساطير الكرامات والمنامات عن جثة ابن نصر وعندما مات بشر المريسى موتة عادية تشفوا فيه .
5 / 6 ـ ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري حدثنا محمد بن علي بن سويد حدثنا عثمان بن إسماعيل السكري قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن الدورقي يقول: مات رجل من جيراننا شاب فرأيته في النوم وقد شاب فقلت له: ما قصتك قال: دفن بشر في مقبرتنا فزفرت جهنم زفرة شاب منها كل من في المقبرة ) .والطريف أن نفس المنام روى فى ترجمة زبيدة ت 216 ( ام الخليفة الأمين ) ، يقول ابن الجوزى : (أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثني الحسين بن محمد الخلال قال: وجدت بخط أبي الفتح القواس حدثنا صدقة ابن هبيرة الموصلي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الواسطي قال: قال عبد الله بن المبارك الزمن: رأيت زبيدة في المنام فقلت: ما فعل الله بك فقالت: غفر لي بأول معول ضرب في طريق مكة قلت: فما هذه الصفرة في وجهك قالت: دفن بين ظهرانينا رجل يقال له بشر المريسي زفرت جهنم عليه زفرة اقشعر لها جسدي فهذه الصفرة من تلك الزفرة ). ( المنتظم 10 / 278 ). المفهوم ان بنى العباس كانت لهم مقابر خاصة ـ وفيها تم دفن ام الرشيد الخيزران . وكان لأهل بغداد مقابرهم العامة. فهل دفنوا بشر المريسى مرتين فى مقبرتين مختلفتين ؟ أم دفنوه على مرتين ؟. ونفهم من القرآن الكريم أن جهنم لم تُخلق بعده ، سيتم خلقها يوم القيامة ليكون وقودها الناس والحجارة . فما هى هذه الجهنم التى خلقوها فى هذه الدنيا خصيصا ليعاقبوا بها أعداءهم ؟ إنه دينهم الملاكى الذى صنعوه يملكونه ، وصنعوا الاههم الخاص ونبيهم الخاص وجنتهم ونارهم ، ويستغلون كل هذه المصنوعات لمصلحتهم .
أبو الهذيل العلاف
1 ـ وكان أبو الهذيل العلاف المتوفى عام 235 شيخ المعتزلة فى عصره ، وأحد أذكياء العالم فى وقته كما يظهر من كتبه ومناظراته. يقول عنه ابن النديم فى الفهرست :( كان شيخ البصريّين في الاعتزال و من أكبر علمائهم وهو صاحب المقالات في مذهبهم و مجالس و مناظرات. نقل ابن المرتضى عن صاحب المصابيح أنّه كان نسيج وحده وعالم دهره ولم يتقدّمه أحد من الموافقين ولا من المخالفين.) وقالوا عنه: ( ومناظراته مع المجوس والثنويّة و غيرهم طويلة ممدودة وكان يقطع الخصم بأقلّ كلام. يقال إنّه أسلم على يده زيادة على 3000 رجل)
2 ـ وبينما إحتفل ابن الجوزى بالجهلة والكذابين من أهل الحديث ومزاعمهم برؤية الله جل وعلا فإنه يتحامل على أبى الهذيل العلاف ، يقول فى ترجمته : ( وكان شيخ المعتزلة ومصنف الكتب في مذاهبهم ...وكان فاسقًا في باب الدين.).( المنتظم 11 / 234 )
احمد بن أبى داود ت 240 ( المنتظم 11 / 275 )
ابن الجوزى يقول عنه :
1 ـ ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا الحسين بن عثمان الشيرازي قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الحسين القاضي قال: حدثني الحسن بن منصور قال: حدثنا الحسن بن ثواب قال: سألت أحمد بن حنبل عمن يقول القرآن المجيد مخلوق قال: كافر . قلت: فابن أبي دؤاد قال: كافر بالله العظيم . ).
2 ـ وعندما اصيب ابن أبى داود بالفالج ( الشلل النصفى ) تشفّى فيه الحنابلة حسب هذه الرواية : ( سمعت عبد العزيز بن علي المكي يقول: دخلت على ابن أبي دؤاد وهو مفلوج فقلت: إني لم آتك عائدًا وإنما جئتك لأحمد الله على أنه سجنك في جلدك . ). وبعد موته سبكوا هذا المنام : ( أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران المعدل قال: حدثنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن موسى بن الفيرزان ابن أخي معروف الكرخي قال: رأيت في المنام كأني وأخًا لي نمر على نهر عيسى على الشط فبينما نحن نمشي إذ امرأة تقول: ما تدري ما حدث الليلة أهلك الله ابن أبي دؤاد فقلت لها: وما كان سبب هلاكه قالت: أغضب الله فغضب الله عليه من فوق سبع سموات . ).
بين الجاحظ والبخارى
عاش البخارى ت 256 فى عصر الجاحظ ت :255 .
1 ـ قرأت معظم كتب الجاحظ ورسائله وهى بالعشرات ، وأراه أعظم كاتب فى العصر العباسى . تميز الجاحظ باسلوب سهل مباشر ورائع فى التحليل ، وبلمحة ساخرة ، مع تنوع كتاباته فى الأدب والشعروالأحوال الاجتماعية . وفى كل ما كتب ينسب آراءه لنفسه ، لا يصنع لها إسنادا للرسول أو لله جل وعلا ، أى لا يجعلها دينا أرضيا شيطانيا كما فعل أرباب الديانات الأرضية ومنهم البخارى .
قرأت ( صحيح البخارى ) وكتبت عنه كثيرا ، وكنت أول من إنتقده ، وكان هذا عام 1977 . فارق هائل بين الجاحظ والبخارى . الجاحظ لا يعرف قدره وتميزه إلّا المتخصصون فى التراث ، أما البخارى فهو الإله المقدس عند مواشى المحمديين التى تسير على قدمين فقط . كان أحد جامعى القمامة وأحد منتجيها ، ولم يكن معروفا فى وقته ، ولكن سيطرة العوام وجهل العوام ما لبث أن رفع جامع القمامة هذا بعد موته الى درجة التأليه . ولا يستحى ابن الجوزى من المبالغة فى مناقب البخارى فى وفيات عام 256 .
2 ـ من ذكاء الجاحظ أن إبتعد عن موضوع خلق القرآن ، فنجا من منامات الحنابلة ، وإن لم ينج من نقمة إبن الجوزى ، فعنه يقول فى وفيات 255 : ( أبو عثمان الجاحظ البصري كان جده أسود جمالًا وكان من متكلمي المعتزلة وهو تلميذ أبي إسحاق النظام والناس يعجبون بتصانيفه زائدًا في الحد وليس الأمر كذلك بل له جيد ورديء .) أى يعتبره مسئولا عن كون جده أسود جمّالا . ويعترف بأن الناس حتى عصر ابن الجوزى معجبون بكتابات الجاحظ كلها ، وهو يرى ان منها الجيد والردى. فماذا لو سلّط الجاحظ قلمه الساحر الساخر فى أكاذيب ومنامات الحنابلة ؟ ما كان له أن يفعل وقد كان الحنبلة بجيوشهم من العوام متحكمين فى العراق .
أخيرا :
من الاغتيال المعنوى بالمنامات الى الإبادة الجماعية للمعتزلة فى خلافة ( القادر بالله العباسى )
1 ـ تولى الخلافة عام 381 . وفيه راجت إشاعات الحنابلة عن المعتزلة بحيث أصبح تكفيرهم من أسس الدين السائد.
2 ـ وفي عام 408، يقول ابن الجوزى تحت عنوان : ( استتاب القادر المبتدعة): ( استتاب القادر بالله أمير المؤمنين فقهاء المعتزلة الحنفية، فأظهروا الرجوع ، وتبرأوا من الاعتزال . ثم نهاهم عن الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام .وأخذ خطوطهم بذلك ، وأنهم متى خالفوه حلّ بهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم.). وتم التطبيق فقام ولاته بقتل وصلب ولعن المعتزلة وسائر خصوم الحنبلية من الأحناف السنيين والشيعة وسائر طوائفهم فى خراسان وغيرها ، وامتد ذلك الى طردهم من بلادهم .
3 ـ وفى عام 409 : اصدر القادر بالله العباسى منشورا رسميا بقتل من يقول بأن القرآن مخلوق . وشهد عام 420 أرسال جيش لإبادة المغتزلة وغيرهم من خصوم الحنبلية .، وشهد نفس العام 420 حربا فكرية بمنشورات وأجتماعات رسمية فى تحريم وتجريم المعتزلة وغيرهم لاستئصالهم فى العراق . ومات الخليفة القادر عام 422 وتولى بعده إبنه الخليفة القائم ابن الخليفة القادر، الذى اصدر عام 433 منشورا رسميا بصياغة دين الدولة العباسية وقتها إشتهر باسم ( الإعتقاد القادرى ) . يقول ابن الجوزى : ( ومن قال أنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الاستتابة منه . ).
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
خاتمة كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى )
الحنابلة وابن الجوزى هم الأشدُّ كفرا
أولا : ابن الجوزى كذّاب أشر
نماذج من كذبه :
فى شدة الكفر
في كتابه عن مناقب ابن حنبل صنع روايات منامية كثيرة فى تقديس قبره والتوسل به ، ومنها :
1 ـ ( أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، قال: أنبأنا أحمد بن الحسن بن البنا.وأنبأنا أحمد بن الحسن، قال: أخبرنا أبي، قال: قال لي الشيخ أبو طاهر ميمون: يا بني، رأيت رجلاً بجامع الرصافة في شهر ربيع الآخر من سنة ست وستين وأربع مئة، فسألته، فقال: قد جئت من ست مئة فرسخ. فقلت: في أي حاجة؟ قال: رأيت وأنا ببلدي في ليلة جمعة، كأني في صحراء، أو في فضاء عظيم، والخلق قيام، وأبواب السماء قد فتحت، وملائكة تنزل من السماء تلبس أقواماً ثياباً خضراً، وتطير بهم في الهواء. فقلت: من هؤلاء الذين قد اختصوا بهذا؟ فقالوا لي: هؤلاء الذين يزورون أحمد بن حنبل، فانتبهت ولم ألبث أن أصلحت أمري، وجئت إلى هذا البلد وزرته دَفعات، وأنا عائد إلى بلدي إن شاء الله.)
2 ـ ( أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ، قال: أخبرنا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، قال: حدثت عن أبي الحسن علي بن محمد بن فورك ، قال: سمعت أبا بكر محمد بن القاسم العدل، قال: سمعت أبا بكر بن ابرويه يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه أحمد بن حنبل، فقلت: يا رسول الله، من هذا؟ قال: هذا أحمد بن حنبل ولي الله وولي رسول الله، يا أبا بكر، إن الله عز وجل ينظر كل يوم سبعين ألف نظرة في تربة أحمد بن حنبل، ومن يزوره يغفر الله له. قال: فانتبهت، فاغتسلت وصليت ركعتين شكراً لله عز وجل، وخلعت ثيابي، فتصدقت بها على الفقراء، وحججت فزرت قبر أحمد بن حنبل، وأقمت عنده أسبوعًا . ).
فى إختراع الإسناد :
فى حوادث 256 . يقول ابن الجوزى : ( قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن وهب بن منبه قال: وروى أبو بكر الصولي قال: حدثني أحمد بن يزيد المهلبي قال: حدثني أبي قال: كنا مرة بين يدي المعتمد فجعل يخفق نعاسًا وقال: لا يبرحن أحد . ثم نام مقدار نصف ساعة وانتبه فقال: أحضروني من الحبس رجلًا يعرف بمنصور الحمال فأحضر فقال: منذ كم أنت محبوس فقال: منذ ثلاث سنين .قال: فأصدقني عن خبرك قال: أنا رجل من أهل الموصل كان لي جمل أحمل عليه وأعود بكراه على عائلتي فضاق بالموصل المكسب فقلت: أخرج إلى سامراء فإن العمل فيها كثير فخرجت فلما قربت منها إذا جماعة من الجند قد ظفروا بقوم يقطعون الطريق قد كتب صاحب البريد بعددهم وكانوا عشرة فأعطاهم واحد من العشرة مالًا على أن يطلقوه فأطلقوه وأخذوني مكانه وأخذوا جملي فسألتهم بالله فقال المعتمد: أحضروني خمسمائة دينار فجاءوا بها .فقال: ادفعوها إليه قال: فأخذها وأجرى عليه ثلاثين دينارًا في كل شهر وقال: اجعلوا أمر جمالنا إليه ثم أقبل علينا وقال: رأيت الساعة النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا أحمد وجه الساعة إلى الحبس فأخرج منصور الجمال وأحسن إليه فإنه مظلوم ففعلت ما رأيتم ثم نام من وقته فانصرفنا . ) ( أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي عن أبيه قال حدثني أبو محمد الصلحي قال: حدثنا أبو علي الكاتب الأترحي قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمدان قال: انصرف جلساء المعتمد على الله ليلة عنه وانصرفت إلى حجرة مرسومة لي في الدار اختص بها فلما انتصف الليل وأنا نائم إذا أنا بالخدم يدقون باب حجرتي ويوقظونني بشدة فانزعجت أجب أمير المؤمنين .فأجبت وأنا مذعور وقلت: إنا لله بلاء تجدد فلما صرت بحضرته قائمًا لم يستجلسني وقال: يا غلام صاحب الشرطة الساعة قمت فزعًا فحضر فقال له: في حبسك رجل يقال له فلان بن فلان الجمال.فقال له: نعم . قال: أحضره فحضر .فقال له المعتمد: بأي شيء تعرف قال: أنا فلان بن فلان الجمال .قال: منذ كم حبست قال: منذ كذا وكذا .قال: في أي شيء قال: مظلوم . قال: فاشرح لي قصتك .قال: أنا رجل من أهل الجبل وكان يتقلدنا فلان بن فلان إلى الأمير فأستدعى إلى الحضرة يسخر جمالي فتظلمت إليه فلم ينفع فخرجت أمشي وراء الجمال إلى أن قربنا من حلوان فسل الأكراد منها جملًا محملًا فضربني مقارع كثيرة وقيدني فقلت: ما ذنبي قال: أنت سرقت جملك وأخذت ما كان عليه . فقلت: غلمانك يعلمون أن الأكراد سلوه فقال: الأكراد ما جاءوا إلا بمواطأتك ثم أمر بي فحملت على بعض الجمال مقيدًا فلما وردت هذا البلد طرحني في الحبس وملك الجمال فقال: يا فلان فحضر بعض الخدم فقال: امض الساعة إلى الأمير فلان واقعد على دماغه ولا تبرح أو يرد جمال هذا عليه أو قيمتها على ما يقوله الجمال وادفع ذلك إليه وقال للخادم: ادفع إلى هذا الجمال كذا وكذا دينارًا أو كسوة وأدخله الحمام وأطعمه واسقه ثم قال لصاحب الشرطة: لا تعرض له .ثم قال له: في حبسك فلان بن فلان الحداد قال: هاته فأحضره فقال: ما قصتك قال: أنا رجل حبست ظلمًا منذ كذا وكذا سنة .قال: وما كان سبب حبسك فقص قصة طويلة .فقال لصاحب الشرطة: خل عنه وقال للخادم: خذه فغير من حاله وأطعمه واسقه وأدخله الحمام واكسه وادفع إليه كذا وكذا دينارًا .وقال للشرطي: انصرف ثم رفع رأسه وقال: الحمد لله الذي وفقني لهذا الفعل يا ابن حمدان .فقلت: كيف تكلف أمير المؤمنين النظر في هذا الأمر بنفسه في مثل هذا الوقت وانزعج من نومه فقال: ويحك جاءني رجل الساعة في النوم صفته كيت وكيت فقال: في حبسك رجلان مظلومان يقال لأحدهما فلان بن فلان الجمال والآخر فلان بن فلان الحداد فأطلقهما وأنصفهما من خصومهما وأحسن إليهما . فانتبهت مذعورًا ولعنت إبليس وصليت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحولت إلى الجانب الآخر وقمت فرأيت الشخص بعينه فقال لي: ويلك آمرك أن تطلق رجلين محبوسين مظلومين من حبسك طال حبسهما وأن تنصفهما من خصومهما ولا تفعل وترجع إلى نومك لقد هممت أن أفعل بك .قال: وكاد يمد يده إلي . فقلت: يا هذا ارفق بي وقل لي من أنت . قال: أنا محمد رسول الله قال: فكأني قد قبلت يده وقلت: يا رسول الله ما عرفتك . ولو كنت عرفتك ما تجاسرت على مخالفتك .قال: فقم فعجل في أمرهما الساعة كما أمرتك .فانتبهت فاستدعيتك لتشاهد ما يجري وطلبت صاحب الشرطة فجرى ما رأيت .فدعوت له وعظمت في نفسه ما جرى وقلت: هذه عناية من رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمي المؤمنين ومنة من الله عليه فليشكر الله .فقال: امض فقد أزعجتك فمضيت إلى حجرتي .)
وأقول :
1 ـ عايش الطبرى مقتل الخليفة المهتدى وتولية الخليفة المعتمد ، وذكر فى تاريخه تفصيلات كثيرة ، ليس منها على الإطلاق هذه القصة التى إفتراها ابن الجوزى فى تاريخ المنتظم . ومن مساوئه أنه كان يختلق أحداثا ماضية ويجعل لها إسنادا . ومنها هذا المنام .
2 ـ ( وهب بن منبه ) الذى جعله ابن الجوزى راوايا هنا ـ عاش ومات فى العصر الأموى عام 114 ، فهل خرج من قبره ليروى هذا الفيلم عن عصر الخليفة المعتمد العباسى ؟
3 ـ إبن حنبل مات عام 241 ، وابن الجوزى يجعله روايا هنا عن منام زعم انه حدث عام 256 . فهل أخذ ابن حنيل أجازة من القبر ليروى هذه الحادثة ؟
فى الدفاع عن الشاذكونى ت 234 المشهور بالكذب فى الأحاديث
قال عنه ابن الجوزى عنه فى المنتظم : ( قد طعن في الشاذكوني رحمه الله جماعة من العلماء ونسبوه إلى الكذب وقلة الدين فذهبت بتخليطه بركات علمه . فقال أحمد بن حنبل: قد جالس الشاذكوني حماد بن زيد وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع فما نفعه الله بواحد منهم .وقال يحيى: كان الشاذكوني يكذب ويضع الحديث وقد جربت عليه الكذب . وقال البخاري: هو عندي أضعف من كل ضعيف وقال النسائي: ليس بثقة ) بعدها يفترى أن الله جل وعلا عفر له . يقول : ( أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال: سمعت أبا القاسم يوسف بن الحسن الزنجاني يقول: سمعت أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا الحسين بن قانع يقول: سمعت إسماعيل بن طاهر البلخي يقول: رأيت سليمان الشاذكوني في النوم فقلت: ما فعل الله بك يا أبا أيوب فقال: غفر الله لي .)
فى الدفاع عن أبى نواس ت 159 أشهر شاعر ماجن
قال : ( أخبرنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أخبرنا علي بن محمد المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد أخبرنا أحمد بن البراء أخبرنا عمر بن مدرك حدّثني محمد بن يحيى عن محمد بن نافع قال: كان أبو نواس لي صديقًا فوقعت بيني وبينه هجرة في آخر عمره ثم بلغني وفاته فتضاعف علي الحُزن فبينا أنا بين النائم واليقظان إذا أنا به فقلت: أبو نواس قال: ...قال: نعم . قلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي بأبيات قلتها هي تحت ثني وسادتي . ).
فى الدفاع عن القاضى يحيى بن أكثم ت 243 ، وهو أشهر من كان يمارس الشذوذ الجنسى
قال :
1 ـ ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن سليمان المعدل قال: أخبرنا أبو الفضل الزهري قال: حدثنا أحمد بن محمد الزعفراني قال: حدثنا أبو العباس بن واصل قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال: رأى جار لنا يحيى بن أكثم بعد موته في منامه فقال له: ما فعل الله بك فقال: وقفت بين يديه فقال لي سوءة لك يا شيخ فقلت: يا رب إن رسولك صلى الله عليه وسلم قال: " إنك لتستحي من أبناء الثمانين أن تعذبهم " وأنا ابن ثمانين أسير الله في الأرض فقال لي: صدق رسولي قد عفوت عنك .)
2 ـ ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد قال: حدثنا عمر بن سعد بن سنان قال: حدثنا محمد بن سلم الخواص قال: رأيت يحيى بن أكثم القاضي في المنام فقلت له: ما فعل الله بك فقال لي: وقفني بين يديه وقال لي: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقنك بالنار فأخذني ما يأخذ العبد بيد يدي مولاه فلما أفقت قال لي: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقنك بالنار فلما أفقت قلت: يا رب ما هكذا حدثت عنك فقال الله تعالى: وما حدثت عني - وهو أعلم بذلك - قلت: حدثني عبد الرزاق بن همام حدثنا معمر بن راشد عن ابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك عن نبيك صلى الله عليه وسلم عن جبريل عنك يا عظيم أنك قلت: " ما شاب لي عبد في الإسلام شيبة إلا استحييت منه أن أعذبه بالنار " . فقال الله عز وجل: صدق عبد الرزاق وصدق معمر وصدق الزهري وصدق أنس وصدق نبيي وصدق جبريل وأنا قلت ذلك انطلقوا به إلى الجنة . ) الملعون ابن الجوزى يجعل رب العزة جل وعلا يتراجع عن قوله ويبدله ويزعم ان رب العزة جل وعلا يستحى من تعذيب مدمن للشذوذ لأنه تجاوز الثمانين . وهى دعوة لأن تشيع هذه الفاحشة .
فى الهجوم على الشاعر الزاهد أبى العلاء المعرى ت 449
إعتزل فى بيته وسمّى نفسه رهين المحبسين : البيت والعمى . يقول عنه ابن الجوزى ( بقي خمسًا وأربعين سنة لا يأكل اللحم ولا البيض ولا اللبن ويحرم إيلام الحيوان ويقتصر علـى مـا تنبـت الـأرض ويلبـس خشـن الثياب ويظهر دوام الصوم . ) ثم لا يلبث أن يهاجمه، يقول : ( وكان ظاهر أمره يدل أنـه يميل إلى مذهب البراهمة فإنهم لا يرون ذبح الحيوان ويجحدون الرسل وقد رماه جماعة من أهل العلم بالزندقة والإلحاد ) . ثم يفترى مناما : ( قال ابن الصابىء: ولما مات المعري رأى بعض الناس في منامه كأن أفعيين على عاتقي رجل ضرير تدليا إلى صدره ثم رفعا رأسيهما فهما ينهشان من لحمه وهو يستغيث فقـال: مـن هذا. فقيل: المعري الملحد. ).
أخيرا : إبن الجوزى أشدُّ كذبا من مُسيلمة الكذّاب
1 ـ ليس فى الاسلام إكراه على تأدية العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج ..الخ . وليس فى الاسلام إكراه على التبرع للمجهود الحربى .( التوبة 53 : 54 ).
2 ـ ( أبو بكر ) ( الزنديق ) هو الذى فرض على العرب أن يدفعوا له إتاوة باسم الزكاة . وكان هذا سبب حرب ( الردة ) ، وكان أشهر الرافضين هو مسيلمة الكذّاب . وقد تم التأريخ له أو تشويه سُمعته بعد موته بقرون . ولكن إلتصق به لقب ( الكذّاب ) .
3 ـ نسأل ضمير القارىء : على فرض أن مسيلمة زعم النبوة ـ مع إيمانه بنبوة محمد عليه السلام ــ فمن هو الأكثر كذبا : مسيلمة أم إبن الجوزى وصانعى الأحاديث والمنامات ؟
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
التعليقات
حمد حمد
مسيلمه ثائر ضد الظلم
جزاك الله جل وعلا خير الجزاء بالدنيا والاخره دكتورنا المحترم ، لاشك إنّ ضمائرنا تبريء مسيلمه مما كتب عنه في كتب شياطين الإنس الذين افتروا على الله الكذب وعلى رسوله ، عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فما بالك بمسيلمة هذا الثائر الذي رفض أن يبايع أكابر المنافقين من الخلفاء الفاسقين ابو بكر. كل كتبك وأبحاثك هي شهاده وشاهده على ارتكبوه من ظلم واعتداء على دين الإسلام
أحمد صبحى منصور
شكرا جزيلا استاذ حمد ، وجزاك الله جل وعلا خيرا، وأقول :
من أسف ان تقديس الخلفاءالفاسقين بدءا من ابى بكر هو الذى لا يزال سائدا . فمن حاربوهم دفاعا عن انفسهم واوطانهم تكفلت كتب التاريخ بتشويههم . ومن حق أولئك الناس الذين تم الاعتداءعليهم أن يردوا الاعتداء بمثله لو استطاعوا . وقد استطاعوا وحاربوا وانهزموا . ولم يرحمهم المؤرخون فجعلوهم كفارا.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5147 |
اجمالي القراءات | : | 57,712,028 |
تعليقات له | : | 5,469 |
تعليقات عليه | : | 14,854 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى ) : الكتاب كاملا
خاتمة كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى ) الحنابلة وابن الجوزى هم الأشدُّ كفرا
الفصل الرابع : اثر المنامات الحنبلية فى إغتيال المعتزلة معنويا ثم ماديا
الفصل الثالث : المنامات فى مناقب الخليفة المتوكل ( المتوكل لا يزال بيننا )!!
الفصل الثانى : إبن الجوزى وتشويه سيرة الخليفة الواثق أعظم خليفة عباسى
دعوة للتبرع
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : أتفق معك فيما ذكرته فى فتوى...
يستفزونك: ( وَإِن كَادُ وا لَيَس ْتَفِ زُّون َكَ ...
ست البيت: عندنا فى مصر نقول عن الزوج ة ( ست البيت ) .. هل هذا...
الراسخون فى العلم: ما تفسير قول الله تعالى ( وما يعلم تفسير ه إلا...
الخمر والنسخ: لدي سؤال وحقيق ة لا اعرف هل هذا هو المكا ن ...
more