آحمد صبحي منصور Ýí 2025-01-03
الفصل الأول : ( خلق القرآن ) الأرضية التاريخية :( البداية من المأمون الى المعتصم )
الباب الأول : طوفان المنامات فى ( خلق القرآن ) كتاب ( المنامات : الكذب الشيطانى فى دين التصوف السنى ).
أولا : لمحة من كتابات المؤرخين :
تاريخ الطبرى :
قال :
1 ـ ( ثم دخلت سنة اثنتي عشرة ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث: وفيها أظهر المأمون القول بخلق القرآن )
2 ـ ( ثم دخلت سنة ثمان عشرة ومائتين . وفي هذه السنة كتب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم في امتحان القضاة والمحدثين وأمر بإشخاص جماعة منهم إليه إلى الرقة وكان ذلك أول كتاب كتب في ذلك ونسخه كتابه إليه .. )
3 ـ ( وكتب في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة ومائتين .. إلى إسحاق بن إبراهيم في إشخاص سبعة نفر منهم محمد بن سعد كاتب الواقدي وأبو مسلم مستملي يزيد بن هارون ويحيى بن معين وزهير بن حرب أبو خيثمة وإسماعيل بن داود وإسماعيل بن أبي مسعود وأحمد بن الدورقي فأشخصوا إليه فامتحنهم وسألهم عن خلق القرآن فأجابوا جميعا إن القرآن مخلوق فأشخصهم إلى مدينة السلام وأحضرهم إسحاق بن إبراهيم داره فشهر أمرهم وقولهم بحضرة الفقهاء والمشايخ من أهل الحديث فأقروا بمثل ما أجابوا به المأمون فخلى سبيلهم )
4 ـ وأعاد المأمون ضغطه على الباقين للإقرار بأن القرآن مخلوق . يقول الطبرى : ( فأجاب القوم كلهم إلى أن القرآن مخلوق إلا أربعة نفر منهم أحمد بن حنبل وسجادة والقواريري ومحمد بن نوح المضروب فأمر بهم إسحاق بن إبراهيم فشدوا في الحديد فلما كان من الغد دعا بهم جميعا يساقون في الحديد فأعاد عليهم المحنة فأجابه سجادة إلى أن القرآن مخلوق فأمر باطلاق قيده وخلى سبيله وأصر الآخرون على قولهم فلما كان من بعد الغد عاودهم أيضا فأعاد عليهم القول . فأجاب القواريري إلى أن القرآن مخلوق فأمر بإطلاق قيده وخلى سبيله وأصر أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح على قولهما ولم يرجعا فشدا جميعا في الحديد ووجها إلى طرسوس وكتب معهما كتابا بإشخاصهما ). وهم فى الطريق مات المأمون وتولى المعتصم الخلافة ، فأمر برد ابن حنبل وابن نوح الى سجن بغداد ، وفى طريق العودة مات محمد بن نوح عام 218 ، وظل ابن حنبل فى السجن وحده . ولم يلق المأمون . مات الخليفة المأمون وقد أوصى خليفته المعتصم بمتابعة الضغط فى موضوع ( خلق القرآن ) .ونلاحظ أن :
4 / 1 : ابن حنبل لم يكن من بين كبار الفقهاء وأهل الحديث فى عصر المأمون ، إذ أنه بعد (إمتحان ) ( أهل القضاء ) و ( الشهود ) العاملين فى سلك القضاء إلتفت المأمون الى أئمة الفقه والحديث فأمر نائبهأن يرسلهم اليه ، وحدّدهم بالاسم ، ولم يكن من بينهم أحمد بن حنبل ، وهم: (محمدبنسعدكاتبالواقدي، ويحيىبنمعين ، وأبوخيثمة، وأبومسلممستملييزيدبنهارون، وإسماعيلبنداود، وإسماعيلبنأبيمسعود،وأحمدبن إبراهيمالدورقي )، فجمعهم إسحاقبن إبراهيم وأرسلهم الى المأمون ، فامتحنهمبخلقالقرآنفأجابوه، فردهممنالرقةإلىبغداد . و لم يرد ذكر لأحمد بن حنبل ضمن هؤلاء الأئمة . وبعد إقرار أئمة الحديث والفقه للمأمون كتب المأمون الى نائبه بأنيحضر عوام الفقهاءوعوام أهل الحديثويخبرهمبماأجاببههؤلاءالسبعة الكبار ليسيروا على ما وافق عليه شيوخهم ، ففعل إسحاق بن ابراهيم ذلك . وجمعهم ، فأجابهطائفةوامتنعآخرون. ثم كتبالمأمونكتاباًآخرإلىإسحاقوأمرهبإحضارمنامتنعمنهم اليه . وحين علم هؤلاء إستجاب معظمهم ورجع عن قوله متبعا رأى المأمون بخلق القرأن ، ورفض آخرون . فأرسل المأمون رسالة يهاجم فيها المعاندين المعروفين للمأمون بالاسم بالاسم ويفضح المستور من شأنهم ، وهددهم بالقتل ، ولم يذكر المأمون إسم ( أحمد بن حنبل ) . فى هذه الرسالة . ثم جاء ذكره للمأمون ضمن أربعة فقط رفضوا ، وهم (أحمدابنحنبل وسجادةومحمدابننوحوالقواريري)، فأمرإسحاقبارسالهم فى الحديد الي المأمون . فأجابسجادة القواريري. وظل ابن حنبل وابن نوح على الرفض ، فأرسلهما بالقيود الى المأمون. وفى هذه المرحلة فقط يأتى ذكر ( أحمد بن حنبل فى القضية ) . ولولا رفضه ما كان له ذكر فى التاريخ .
4 / 2 : هذا ما نقلناه عن فتنة احمد بن حنبل مع المأمون طبقا لما جاء فى تاريخ الطبري( 8/ 631 : 645 ) . ولقد عاصر الطبرى نفوذ الحنابلة فى القرن الرابع الهجرى وكان من ضحاياهم ، ونقل روايات ما حدث لابن حنبل فى عصر المأمون بعد نصف قرن تقريبا من موت ابن حنبل . وأنهى الطبرى التأريخ حتى سنة 302 ومات الطبرى سنة 310. وقد توقف الطبرى فى موضوع خلق القرآن بموت المأمون دون أن يذكر ما حدث لابن حنبل من ضرب فى حضرة الخليفة المعتصم .
مؤرخون آخرون :
1 ـ لم يهتم المسعودى بمنهجه العقلى بفتنة أحمد بن حنبل ، ويبدو أنه لم يعتبر فتنة احمد بن حنبل خبرا مستحقا للذكر ، فلم يرد ذكر لفتنة ابن حنبل فى تاريخ المسعودى ( مروج الذهب ) والذى أرّخ فيه للدولة العباسية حتى عام 336 هجرية،أى الى خلافة المطيع لله العباسى . ومات المسعودى عام 346 .
2 ـ أما المؤرخ اليعقوبى الذى كتب تاريخه ( تاريخ اليعقوبى ) فى جزئين فقد كان الأقرب لعصر ابن حنبل من الطبرى والمسعودى . وقد خصّص اليعقوبى الجزء الثاني خاصاً بالتاريخ الإسلامي ، وأرّخ فيه حتى أيام المعتمد على الله العباسي، حوادث سنة 259هـ ـ وتوقف قبل وفاته ب(33) سنة . ولأن اليعقوبى كان الأقرب الى عصر ابن حنبل فهو الأصدق فى التأريخ له . ولكن نُفاجأ باليعقوبى يقول فى تاريخه شيئا مختلفا عما قاله الطبرى . يقول : ( وسار المأمون الى دمشق سنة 218 ، وامتحن الناس فى العدل والتوحيد ( أى رأى المعتزلة بالقول فى خلق القرآن ) وكتب فى إشخاص الفقهاء من العراق وغيرها ، وأكفر من إمتنع أن يقول القرآن مخلوق . وكتب الأ تقبل شهادته . فقال كل بذلك إلا نفرا يسيرا .) . هذا هو كل ما قاله اليعقوبى عن فتنة ابن حنبل ، دون ذكر لابن حنبل فيما حدث فى عصر المأمون . وهذا يؤكد ان ابن حنبل كان نسيا منسيا فى عصر المأمون ، ولولا تصميمه على الرفض لرأى المأمون ما عرف به أحد .
المعتصم وضرب ابن حنبل
1 ـ لم يرد فى تاريخ الطبرى ذكر لمحنة ابن حنبل وضربه بين يدى الخليفة المعتصم .
2 ـ أول من ذكر ذلك ـ حسب علمنا ـ هو اليعقوبى فى تاريخه . قال :( وامتحن المعتصم أحمد بن حنبل فى خلق القرآن ، فقال أحمد : أنا رجل علمت علما ولم أعلم فيه بهذا . فأحضر له الفقهاء ، وناظره عبد الرحمن بن اسحاق وغيره فامتنع أن يقول إن القرآن مخلوق . فضُرب عدة سياط . فقال اسحاق بن ابراهيم : ولّنى يا أمير المؤمنين مناظرته . فقال : شأنك . فقال اسحاق : هذا العلم الذى علمته نزل به عليك ملك أو علمته من الرجال ؟ قال بل علمته من الرجال . قال : شيئا بعد شىء أو جملة ؟ قال : علمته شيئا بعد شىء . قال : فبقى عليك شىء لم تعلمه ؟ قال : بقى علىّ . قال : فهذا مما لم تعلمه ، وقد علمكه أمير المؤمنين . قال : فإنى أقول بقول أمير المؤمنين فى خلق القرآن . فأشهد عليه وخلع عليه ، وأطلقه الى منزله . ) . الجديد هنا أن ابن حنبل بعد تعرضه للضرب وعجزه عن ردّ الحجة وافق المعتصم على القول بخلق القرآن ، فكوفىء بالخلع عليه وبإطلاق سراحه . وهذا يخالف ما زعمه إبن الجوزى الذى صنع مأتما فى موضوع ضرب ابن حنبل .
3 ـ فالمؤرخون الحنابلة صنعوا بعد قرون من موت ابن حنبل تاريخا مزورا لابن حنبل ، ملأوه بالأساطير والكرامات والمناقب،بل والـتأليه، وهذا ما فعله ابن الجوزى المتوفى عام 597 ، فى كتابيه:( مناقب الامام أحمد بن حنبل ) و(المنتظم ) . تأثر المؤرخ إبن الأثير فى تاريخه ( الكامل ) بالدعاية التى نشرها ابن الجوزى فى المنتظم ، وقد ذكر فى احداث عام 219 : ( وفيها أحضر المعتصم أحمد بن حنبل، وامتحنه بالقرآن، فلم يجب إلى القول بخلقه، فأمر به، فجلد جلداً عظيماً حتى غاب عقله، وتقطع جلده، وحبس مقيداً . ).
4 ـ وبإيجاز فقد كلّف الخليفة المعتصم من يجادل أحمد بن حنبل ، فجادلوه بلا فائدة .وتراّف به المعتصم وترجّاه أن يقول بخلق القرآن ، ولم تكن لابن حنبل حّجة إلا قوله الذى يكرره دائما : ( اعطونى شيئا من كتاب الله أو من سنة رسول الله ) . يطلب منهم أن يستشهدوا بآية قرآنية تقول إن القرآن مخلوق أو بحديث يقول هذا . وفى النهاية يأس المعتصم منه فأمر بجلده ، فجلدوه بحضور المعتصم 80 سوطا ، وقيل 36 سوطا . ثم أمر المعتصم بتسليمه حيا لعمه ، وأشهده على أنه معافى صحيح الأعضاء .
5 ـ بعد الافراج عنه إعتزل أحمد بن حنبل فى بيته طيلة حكم المعتصم . وتولى الواثق عام 227 ، فأحيا موضوع ( خلق القرآن ) فهرب أحمد بن حنبل ، وعاش مستخفيا خمس سنوات الى أن مات الواثق عام 232 . وتولى المتوكل بعد الواثق فانحاز لأهل السنة ، ومع ذلك أمر باستدعاء ابن حنبل للتحقيق معه فى وشاية بأنه يأوى بعض الثوار العلويين ، وثبتت براءة أحمد بن حنبل . فلم يتم التحقيق معه .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5139 |
اجمالي القراءات | : | 57,521,257 |
تعليقات له | : | 5,465 |
تعليقات عليه | : | 14,848 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الفصل الثانى : ( خلق القرآن ) الأرضية التاريخية (2 ) التطور فى عصر الخليفة الواثق
الفصل الأول : ( خلق القرآن ) الأرضية التاريخية :( البداية من المأمون الى المعتصم )
الفصل الثالث : فى مناماتهم الكاذبة عن الرسول محمد عليه السلام
الفصل الثانى : فى مناماتهم يزعمون التحكم فى الغفران الالهى ودخول الجنة
دعوة للتبرع
البقرة 260 : ( وَإِذ ْ قَالَ إِبْر َاهِي مُ رَبِّ...
سليمان وملكة سبأ : ( قَالَ تْ يَا أَيُّ هَا الْمَ لَأُ ...
سؤالان: السؤا ل الأول : هل الآية 16 من سورة الرعد...
الحقيقة الغائبة: اطلعت على كتاب المرح م الشهي د فرج فوده...
رغبة فى المشاركة: ارغب في المشا ركة بكتاب اتي في موقعك م ، فما...
more