المُهاجرون والخوف على الأطفال.

عثمان محمد علي Ýí 2024-12-02


عايش فى أوروبا وخايف على أطفالى أرجع مصر ولا أعمل إيه ؟؟
سؤال مهم يعيشه دائما الجيل الأول من المهاجرين ::
((ممكن النصيحه، انا عايش في أوروبا، والحمد لله وضعي هنا كويس جدا، اجتماعيا وماديا، وربنا قدرني اني اجمع مبلغ وأصول، ممكن اعيش بيها كويس جدا في مصر، بدون الحاجه الي العمل، ويمكن اولادي كمان من بعدي، لكن هنا التربيه علي المنهج الاسلامي شبه مستحيله، وطبعا الواقع والمجتمع والبيئه بكل تفاصيلها، يفرض نفسه علي التربيه، أولادي في سن عشر سنوات، وافكر جدا في النزول الي مصر رغم كل السلبيات ، واللي ان شاءالله ممكن ميتعرضوش ليها جميعها، لكي اربيهم علي اتباع دين ربنا جل جلاله، كما امرنا سبحانه وتعالى، قدر استطاعتي، وهم من يقرروا بعد التخرج وبداية مشوار حياتهم اذا كانوا يستمروا هناك او يعودوا لهنا مره اخري، لانهم يحملوا الجنسيتين،، هل كده تفكير صح ام خطاء، رجاءا النصيحه، مع العلم هنا وهناك، لانستطيع ان نجهر بديننا الحنيف؟؟).
===
التعقيب ::
تحياتى لحضرتك استاذ.......وشكرا على الثقة فى السؤال ,
انا شخصيا عايش فى كندا من 20 سنة وأولادى معى وحضروا من مصر فى أعمار 13-11-6 . والحمد لله رب العالمين تعلموا من كندا أفضل ما فيها (الصدق -الشجاعة -الأمانة -الإخلاص إحترام الخصوصية والإلتزام والجديةفى العمل وووووو ) ومحافظين على ديننا، وتزوج منهم إثنان (البنت الكبرى والولد ) ولم نواجه أى مشكلة من ناحية الدين هنا .فهنا كما تعلم (وكذلك فى أوروبا ) الحرية الدينية مكفولة للجميع ولا يتدخل أحد فى تدين أحد (حتى هنا منقبات وشيوخ ووووو ) فأهم شىء هو (الحرية الدينية ) ،ثم نصائحك لأولادك بأن ياخذوا من أوروبا أفضل ما فيها ، ويبتعدوا عن أسوأ ما فيها وهو (الجنس والمخدرات ) وهذا ما قلته ونصحت به أبنائى ،والحمد لله لم يقعوا فيهما ولا حتى فى السجائر ...
وهل حضرتك تفتكر لما ترجع بهم مصر لن يقعوا (لا قدر الله فى المحظور ؟؟؟) لا لا لا ... الفساد فى بلادنا أكبر بكثير ،ومنه ما هو علنى وكثير منه مُستتر لأن تدينهم تدين ظاهرى وشكلى ويُخادعون فيه الله والناس ...... بالإضافة إلى أنه وللأسف لا يوجد فى بلادنا إحترام للخصوصية فكل واحد وواحدة عايزين يدخلوا فى أدق تفاصيل حياتك وبشكل سافل وسافر وإلا يُقاطعوك ويُطاردوك بالأقاويل والعنعنات ووووو،.. بالإضافة لحياة العشوائية فى التصرفات وسوء سلوكيات الناس فى الشارع وإنعدام الضمير وغياب العدل والقانون والتلوث السمعى والبصرى والضوضاء ..فضلا عن مستوى التعليم المتدهور ،وغياب الخدمات الصحية..
وأقول لك بكل صدق حياتك بهم فى أوروبا هى إنقاذ وتربية قويمة لهم ، وأعرف كثير من الأصدقاء فعلوا مثلما تريد ورجعوا مصر فعلا ..فلم يستطع أحد منهم البقاء بأولاده فى مصر أكثر من سنة أو سنتين وعادوا بأسرع من الريح مرة أُخرى والأطفال أُصيبوا بأمراض نفسية من الفارق الكبير فى سلوكيات الناس وبين الحياة فى أوروبا ومصر .
فأنا من رأى ألا تعودوا ،ولكن ممكن أجازات الصيف ينزلوا عند أقاربهم فترة طويلة ،منها يتعودوا شوية على العادات المصرية وحياة الأُسرة الكبيرة ، ومنها يرجعوا لحياتهم الطبيعية فى أوروبا فيجمعوا قدر الإمكان بين الحُسنيين ...... وكما قلت لحضرتك المهم أن تنصحهم وتؤكد على النصيحة بإستمرار بالإبتعاد عن (المخدرات والجنس) وأن يفهموا أن المسلمين لابد أن يتمسكوا بتشريعات الإسلام فى الإيمان والعبادات والمعاملات الحسنة أينما كانوا لأنهم يتعاملون فيها مع المولى جل جلاله مُباشرة وسيُحاسبون عليها يوم القيامة وعلى أساسها ستكون الجنة أو النار والعياذ بالله .................
وأن يحترموا البلاد التى يعيشون فيها لأنها أصبحت بلادهم الحقيقية وأن يلتزموا بقوانينها وما فيها من إحترام للخصوصية ولحقوق وحرية الآخرين وأن يكونوا مواطنين أوروبيين صالحين ،وأن يهتموا بدروسهم وتعليمهم ليصلوا فيه لأعلى المراتب والشهادات فالمجال مفتوح ولا سقف ولا حد أقصى للنجاح فى أوروبا ولا فى بلاد المهجر ،وانها دول تُساعد على التفوق والنجاح فى كل المجالات لمن يريد ويعمل على أن يكون متفوقا وناجحا ...................
.ولا تنسى أخى الكريم أن القرءان الكريم طالب المُقتدرين المُستطيعين المُضطهدين فى دينهم ببلادهم بالهجرة الفورية لأى مكان فى العالم يعيشون فيه الحُرية الدينية ،وانهم لن يكون لهم عُذر يوم القيامة على عدم هجرتهم بدينهم من بلادهم المُضطهدين فيها ..,فهذا سبب أدعى وأولى أن تظل بعائلتك فى أوروبا بعد أن أكرمكم الله بالهجرة من مصر وإبتعدتم بدينكم عن الإضطهاد الدينى وقمع الحريات الدينية وقوانين إزدراء الأديان اللعينة.((إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)).....
فرأى الأخير لحضرتك ولأُسرتك ألا تعودوا لمصر إلا فى الأجازات فلا تقضى على مُستقبل أولادك ، حفظكم الله جميعا ..
==
نقول هذا وكُلنا حُزن على مصر وعلى أهلنا فيها بسبب ما فعله العسكر من قمع للحريات ومن دمار وخراب وبعدما حولوها لسجن كبير منذ إنقلاب 1952 وتولى عبدالناصر حُكمها إلى عصرنا التعيس الذى تعيشه مصر تحت حكم السيسى .... ونسأل الله أن يُفرج كرب مصر ويرزقها الخلاص والحرية من تحت وطأة حُكم العسكر الذين نزلوا بها إلى الحضيض وضيعوها وضيعوا ماضى وحاضر ومستقبل أولادها ..
اجمالي القراءات 698

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق