انتبھوا يا عرب خطر إيران قادم
إن جوهر صراع الشرق الأوسط كان ولا يزال (عربي فارسي) نزال منذ فجر التاريخ لم يقدر الزمان على محوه، إنه صراع وجود، حتى وإن ڪانت الھوية الدينية لكلا المتصارعين تتجسد في الإسلام بمعناه الشامل.
في البداية عاش الفُرس أسيادً على العرب الذين كانوا تابعين لھم، حتى جاء اليوم الذي فرض فيه العرب سلطانهم على بلاد فارس بعد ظهور الإسلام، فدخل الفُرس الدين الجديد، ومع مرور الوقت صاروا مسلمين لڪن من زاوية أخرى منفصلة ذات مَدٍّ فارسي من دون أن ينتبه العرب.
إن الھويَّةُ الفارسيِّة هي التي تَحڪمُ إيران، ولم تڪن ذات يومٍ هَويِّة شِيعيِّة دينيِّة ڪما يعتقد البعض، بدليل ما تتعرض له أقليِّةُ (الأهواز) من اضطهاد في إيران، مع أنھم على نفس الدين (الإسلام)، ونفس المذهب الشيعي الحاڪم في إيران.
وللحديث عن المذهب الشيعي (الإثني عَشري) الحاڪم في (إيران) لنا وقفة تَستحقُّ النظر، والتفڪير بتمعُّنٍ.
فالأئمة عددهم (12 إمام) يبدأون بالإمام (علي ابن أبي طالب) ثم الإمام (الحسن ابن علي) رضي الله عنھما، ثم الإمام (الحسين ابن علي) ثم الإمام (زين العابدين ابن الحسين) والذي من (نسبه) نجد ثمانية أئمة آخرهم هو الإمام (محمد المھدي).
فلماذا يعود نسب الأئمة التسعة إلى الإمام (الحسين ابن علي) دون أي نسب يُذڪر للإمام (الحسن ابن علي) رضي الله عنهما ؟
إن السبب في ذلک قَلَّما يُذڪر :
وهو أن زوجة الإمام (الحُسين ابن علي) وفي ذات الوقت هي (أم) الإمام (علي زين العابدين)، ڪانت من أصولٍ فارسية.
فھي ابنةُ شَاهِ بلاد فارس اسمھا : (شھر بانويه) ابنة ڪِسرىٰ (يزدجرد ابن شھريار).
فحتى العقيدة إذاً في بلاد فارس يسيطر عليھا العِرقُ والعُنصريِّة، وليس دين الإسلام ڪما يدعون.
إن النفوذ، الفارسي يڪبُر شيئًا فشيئًا، منذ أن قامت ما تعرف بـ (الثورة الإسلامية) عام 1979، ويشتد وتدُ إيران في ڪل مرة يَستَتبُّ الحُڪم فيھا للحزب الديمُقراطي الأمريڪي، وحتى تتضح الصورة ڪاملةً .. لنعد إلى الوراء قليلًا :
لقد بدأت الثورة الإيرانية في 7 يناير 1978 وانتھت في 11 فبراير 1979، أي قُرابة عامٍ ڪامل.
وڪانت إمڪانية إخماد الثورة، واردة طيلة هذه المدة.
والحقيقة أنه ما ڪانت للثورة الإيرانية أن تنجح لولا أن أمريڪا التي ڪان يحڪمھا الحزب الديمُقراطي وقتھا برئاسة (جيمي ڪارتر) تُؤيِّدُ نجاح الثورة الإسلامية بزعامة (الخوميني) ونظام الملالي مع أنهم قد اختطفوا الثورة من صُنَّاعھا الحقيقيين وهم شباب (مجاهدي خَلق)، ذوي النزعة المدنية لا الدينية.
والحقيقة أيضاً أنه لولا الرئيس الراحل/ أنور السادات، لابتلعت إيران دول الخليج العربي منذ نھاية سبعينيّات القرن الماضي، بيدَ أن الرئيس/ السادات .. ڪان أقرب لأمريڪا وذلک بنفوذهِ إلى مؤسساتھا، وبعلاقاته الطيبة بالبيت الأبيض، وبالرئيس الأمريڪي (جيمي كارتر) وقتھا.
فڪان (السادات) حائط صَد، تمكن من منع إيران من تحقيق أحلامھا بابتلاع دول الخليج العربي، واحتلال منابع النفط، والسيطرة على أرض الحرمين الشريفين بالحجاز.
ومع أن العرب قد قاطعوا (مصر) في تلک الفترة بسبب توقيعھا اتفاقية (ڪامب ديفيد) إلا أن الرئيس (السادات) قد منع الخطر عن دول الخليج العربي، وتمڪَّن من إجھاض حلم الفرس (إيران) بحڪم أرض العرب في منطقة الخليج.
وما ڪانت استضافة (السادات) لشاهِ إيران (محمد رضا بھلوي)، إلا تعبيرًا عن رفض مصر لنوايا أمريڪا السياسية الخفية حينھا، والتي ڪانت تھدف لتصعيد الدور الإيراني في الشرق الأوسط.
ذلك لأن الرئيس الراحل/ أنور السادات ڪانت له رؤية بعيدة وثاقبة، مُذ أن اشتمَّ رائحة عودة الدولة الصفوية الجديدة.
ولأن نوايا (إيران) لم تڪن ذات يوم بشريفة، فھي لم تنتصر حتى يومنا هذا.
حتى مع تقديم (إيران) لأمريڪا، وإسرائيل ڪافة الضمانات الدالة على حسن نواياها لھما، بل وتقديم القرابين البشرية أيضًا، حيث يتضح ذلک من الرضوخ للتفتيش على منشآتھا النووية، وكذلك بتسليم أشخاص أصبحوا رقمًا في (المعادلة الشرق أوسطيّة) ، ليُقتَلوا أو يُغتالوا.
لڪن القدر كان لإيران بالمرصاد، فقد جاء على سُدَّةِ حُڪم إسرائيل، رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، والذي لم يأمن يومًا لدولةِ الفُرس (إيران)، فڪان مانع حديدي حَرَمَ إيران من التلامس الأمريڪي.
إن هدف الفُرس (إيران) هو ابتلاع دول الخليج العربي، وعلينا ألَّا ننسىٰ أن الإسم الرسمي لــ (الخليج العربي) في خريطة العالم لدى الأمم المُتحدة حتى الآن هو (الخليج الفارسي) !
لا نعلم إلى أي مدى ستصل العلاقات فيما بين أمريڪا وإيران خلال الأيام القادمة، لكن المؤڪد أن إيران هي الخطر الأڪبر على العرب.
وعلى (مصر) تحديدًا دورٌ مھم حتى وإن ڪانت بعيدةً عن منطقة الخطر، إلا أنھا مسئولة بشڪلٍ مباشر وغير مباشر عن أمن دول الخليج العربي، حتى وإن تطلب الأمر التدخل العسڪري لأجل دول مجلس التعاون الخليجي.
فلن تڪون حرب تخوضھا (مصر) ضد إيران بلا قيمة، بل إنھا في المقام الأول واجب بحڪم المڪانة، والموضع تجاه أُخوةٍ أشقاء. هذا في المقام الأول.
وفي المقام الثاني حماية للأمن القومي المصري من خلال بُعد إسترتيجي لا يمڪن التغاضي عنه.
وعلى مصر الآن أن تفتح الآفاق أمام السياسيين، والمثقفين المصريين، فعليھم يَقعُ عِبءُ التوعيةِ والتنوير، وعلى عاتقھم يقع نجاح نصف الحرب.
وعلى اللّٰه قَصدُ السبيل
شادي طلعت
#شادي_طلعت
#انتبھوا_يا_عرب_خطر_ايران_قادم
#ايران #الخليج_العربي
اجمالي القراءات
471