هل أمرنا الله بإرتكاب المعاصى ؟؟

عثمان محمد علي Ýí 2024-09-05


 

هل أمرنا الله بإرتكاب المعاصى ؟؟

 

 

 

 

 

حديث ملعون يقول بان الله أمرنا ان نرتكب معاصى لنستغفره.

==

السلام عليكم أستاذ عثمان علي

هل يمكن لو تفضلت أن تجيبني على سؤالي التالي:هناك حديث مفترى على رسولنا محمد عليه افضل الصلاة.(عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لهمْ) رواه مسلم في صحيحه .
فكيف يمكنك أن تجيب عليه من خلال القرآن الكريم؟؟

و شكرا لك مسبقا.

==

التعقيب .

وعليكم السلام أستاذ .....

كما تعلم حضرتك أن كل الروايات والأحاديث مفتراة على الله جل جلاله وعلى رسوله عليه السلام ،ومن يؤمن بها فقد أشرك برب العزة جل جلاله وبدينه ولو مات على هذا فهو في الآخرة من الخاسرين .
أما عن الرد على هذه الرواية وهذا الحديث الملعون تحديدا فأقول :

لو نظرنا للرواية وفندناها بشكل مباشر فسنجد أنها تدعو لمعصية المولى جل جلاله كفريضة من الفرائض ،ثم نستغفر من المعاصى ، وإن لم نفعل معاصى لنستغفرالله منها لذهب الله بنا وأهلكنا وأماتنا وجاء بقوم غيرنا يُطيعون الله في أن يعصونه ثم يستغفروه ليغفر لهم !!!!!!!!!!

 بالذمة وبالعقل وبالمنطق هل هذا كلام معقول ،وهل هذا منطق ؟؟

أما عن الرد عليها بأدلة قرءانية فالقرءان الكريم يقول لنا في آيات  كثيرة منها مثلا أن الله كره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ففي قوله جل جلاله (وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّٰشِدُونَ (7) فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ) (8الحجرات) فالقرءان الكريم يقول لنا أن الله حبب إلينا الإيمان والطاعة،وكره لنا الكفروالفسوق والعصيان ،اى كره إلينا كل أنواع المعاصى لأن نتيجتها هى الخسران يوم القيامة

ثم في آية أُخرى يقول جل جلاله ((۞إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا وَقَدۡ جَعَلۡتُمُ ٱللَّهَ عَلَيۡكُمۡ كَفِيلًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ) (91النحل ).  فالآية الكريمة تُخبرنا أن المولى جل جلاله نهانا عن إرتكاب الفحشاء والمنكر والبغى ،اى الإبتعاد عن الذنوب قدر إستطاعتنا ،فكيف يأمرنا أو يطلب منا أن نرتكب ذنوبا لنستغفره عنها ؟؟؟

وفى آية أخرى يقول رب العزة جل جلاله (وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ )(104آل عمران )   

    وفى آية أخرى في صورة عامة شاملة يقول سبحانه وتعالى (كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ )(109 آل عمران) ففي الآيتين السابقتين يأمرنا رب العزة جل جلاله بالأمر بالمعروف والنهى عن المُنكر ،فكيف ينهانا عن المُنكر في القرءان ويطالبنا بإرتكابه في رواية أبى هريرة ؟؟؟

وآيات كثيرة وكثيرة تتحدث عن أوامر الله جل جلاله لنا بإتباع هديه وصراطه المستقيم وتشريعاته (إهدنا الصراط المستقيم ) . ولنعلم جميعاأنه لا يوجد حرفا واحدا في القرءان الكريم يُطالبنا بالمعصية وإرتكاب ذنوب.

 أما عن آيات الرحمة والتوبة إلى الله ومغفرة الله للعصاة والمذنبين يوم القيامة. فهذا موضوع آخر ،ونُجمله فى آيات عن  – التوبة – والمغفرة .

((إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا (17) وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا) (18 النساء) فباب التوبة  من الذنوب والمعاصى والضلال مفتوح ولكن بشروط ذكرتها الأيات ،واهمها أنها ألا تكون توبة ونحن على فراش الموت ومتأكدون من وفاتنا قريبا .

وهذه آيات أُخرى تفتح لنا باب الرحمة والمغفرة وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله وغفرانه مهما إرتكبنا من ذنوب بشرط أننا عزمنا العزم والتوكل على الله بتوبة صادقة مما إرتكبناه من كبائر وذنوب وعاصى ، فجاءت في قوله تعالى ((۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفۡسٞ يَٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ (56) أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ (57) أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَٰتِي فَكَذَّبۡتَ بِهَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ )(59الزمر).

وقوله سُبحانه وتعالى (يَٰبَنِيَّ ٱذۡهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيۡـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ) (87يوسف).

أما الذنوب التي لا يغفرها الله فهي الكفر والشرك لو مات صاحبها وهو كافرومُشرك بالله حتى لوكان يعتقد أنه مؤمنا بالله وتاب من معاصيه وذنوبه ولكنه ظل على إشراكه بالله خلقا من خلقه مثل إيمانه بشفاعة النبى عليه السلام يوم القيامة أو أن أحدا من أولياء الصوفية سينفعه أو يضره في الدنيا أو الآخرة  وما شابه وما شابه ،أوأشرك كُتبا مع كتاب الله القرءان الكريم  في دين الله ككتب البخارى والشافعى ووو فلن يغفر الله له ((إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا) ( النساء 48 )
==

الغريب أنهم يتناسون أن المولى جل جلاله عاتب ونهى الأنبياء أنفسهم عن الوقوع في المعاصى ،فنهى نوح وإبراهيم ومحمد عليهم السلام من الوقوع في المعاصى بعد دعوة نوح لإبنه ليركب معهم في السفينة ، وبعد أن دعى إبراهيم عليه السلام لأبيه ، وبعد أن إستغفرالنبى عليه السلام للمنافقين ، وأمور أُخرى ، وعاقب يونس عليه السلام بعد أن ذهب مُغاضبا وغاضبا بأن إلتقمه الحوت .وأن المولى جل جلاله أهلك الأُمم السابقة بذنوبهم . فالمولى جل جلاله حذّر الإنسانية كُلها من إتباع خطوات الشيطان ومن الوقوع في الذنوب والكبائر والمعاصى ،وأرسل لهم رسلا برسالات الهُدى والنور ليعيشوا بها في طاعة الله وتأمرهم بالمعروف والعدل والقيام بالحق ،وتنهاهم عن المنكر والكفر والفسوق والعصيان والطغيان والبغى والظلم والإعتداء.

فكيف لأبى هريرة وغيره من رواة الأحاديث والمؤمنين بها أن يفتروا على الله جل جلاله بمثل هذه الروايات ويقولون أن الله فرض على الناس أن يعصوه ليستغفروه وإن لم يفعلوا لأهلكهم وذهب بهم وجاء بخلق غيرهم يعصونه ؟؟؟

لا أملك إلا أن أقول صدق الله العظيم الذى يأمرنا بالمعروف وينهانا عن المُنكر وحبب إلينا الإيمان وكره غلينا الكفر والفسوق والعصيان .ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين على أبى هريرة ومسلم وأتباعهم ممن يفترون الكذب على الله جل جلاله ورسوله عليه السلام ورسالته القرءان الكريم .وأن هذه الرواية هى دليل جديد على عداء الرواة والمحدثين ومن يؤمنون برواياتهم للإسلام والقرءان عداءا حقيقيا حتى لو تظاهرو ا بالإسلام وحُبهم للنبى عليه السلام ولو قرأوا القرءان الف مرة .

اجمالي القراءات 583

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق