لو ان الإسلام اصبح أيديولوجية داعمة للدولة الحديثة ماذا سيحدث للمسلمين ؟

مهدي مالك Ýí 2024-07-06


 

 

لو ان الإسلام اصبح أيديولوجية داعمة للدولة الحديثة

ماذا سيحدث للمسلمين ؟

مقدمة متواضعة                                                    

منذ سقوط ما يسمى بالخلافة الإسلامية سنة 1923 فشل المسلمون في الانخراط الايجابي في خانة الدول الحديثة و المطبقة لانظمة الدمقراطية و الحداثة و حقوق الانسان كما هو الحال بالنسبة لدول الغرب المسيحي بشكل نسبي كما أقوله دائما  باعتبار ان هذه الأخيرة كانت الى عهد قريب  دول استعمارية لدول شمال افريقيا و الشرق الأوسط و مازالت الى حد الان تدعم إسرائيل في جرائمها الخطيرة في حق المدنيين بقطاع غزة و هنا لن ادافع عن إسرائيل كقوة احتلال و كيمين متطرف  مثله مثل اليمين المتطرف في أوروبا و اليمين المتطرف  عندنا أي التيارات الإسلامية المتشددة..

ان فشل المسلمين في الانخراط الإيجابي في نادي الدول المتقدمة طيلة القرن الماضي و هذا القرن راجع الى عدة أسباب جوهرية بالنسبة لي من قبيل اجهاض المبادرات الجادة للتنوير الإسلامي أواخر قرن 19 او أوائل القرن الماضي في مصر تحديدا حيث يكفي هنا ذكر أسماء من قبيل المرحوم محمد عبدو و المرحوم جمال الدين الافغاني الخ للدلالة ان المسلمين قد عرفوا كيفية استخدام عقولهم في الاجتهاد الديني منذ عهد المعتزلة في الخلافة العباسية و قبلها في المغرب حيث هناك عالم عظيم و فقيه كبير اسمه ابن رشد الخ بمعنى ان الدين الإسلامي لا يمنع الانسان من الإبحار في شتى العلوم و المعارف .

و من قبيل ظهور أولى حركات الإسلام السياسي في المشرق العربي سنة 1928 مع ولادة جماعة الاخوان المسلمين السلفية بمصر كجواب صريح على سقوط الخلافة المسماة بالاسلامية لان المسلمين ذوي النزعة السلفية قد اعتبروا وقتها ان سقوط الخلافة الإسلامية هو اعلان عن سقوط الإسلام كدين و كقيم و كشريعة و لهذه الأسباب تاسست جماعة الاخوان المسلمين في ذلك التاريخ بغية احياء الإسلام حسب التاويل السلفي أي الخلط بين الدين و الدولة بشكل سلبي للغاية من خلال استبداد الحاكم او الخليفة المطلق بصفته ظل الله في الأرض   .........

و من قبيل تأسيس المملكة العربية السعودية سنة 1932 بدعم من الغرب الكافر كما يسمى عند شيوخ الوهابية و الاخوان المسلمين حيث قامت هذه الدولة الشقيقة للمغرب بتسويق وهابيتها على انها النسخة الاصيلة في العالم ابتداء من أواخر سبعينات القرن الماضي  تحت مسمى الصحوة الإسلامية و الحاملة لشعائر دينية من قبيل الصلاة و الحج الخ من هذه الشعائر الايمانية لدى المسلمين بتفاوت درجات ايمانهم القلبي و الروحي ......

غير ان هذه الصحوة أدخلت معها الى العالم  باسره عموما و دول شمال افريقيا و الشرق الأوسط خصوصا مظاهر الاسلمة الجافة مثل صحراء شبه الجزيرة العربية أي الخالية من أي بعد انساني او حضاري او فني او مستقبلي للاسلام كرسالة سامية للعالمين كمصطلح قراني يفيد ان الرسالة الإسلامية هي أصلا موجهة للعالم باختلاف شعوبه و ثقافاتهم الاصلية الى قيام الساعة أي الله عندما انزل الإسلام على رسولنا الاكرم منذ  14 قرن كان يعلم علم اليقين انه سياتي عصرنا الراهن و ضرورياته و بينها الدولة الحديثة لان الدولة الدينية قد تجاوزها الزمان و السياق الراهن....

 و سيقول قائل  انكم في المغرب مازال يسمى ملككم بامير المؤمنين و سارد عليهم بالقول اننا نعتز بنظامنا الملكي الغابر في تاريخ وطننا الحبيب سواء قبل الإسلام و بعده  في عز حضارتنا الامازيغية الإسلامية و نعتز بامارة المؤمنين كحامية للملة و الدين و حامية لتقدم مجتمعنا نحو مسالك الديمقراطية و الحداثة و المساواة بين الرجال و النساء من خلال مدونة الاسرة الجديدة التي ستراعي مقاصد اجتهاد علماءنا الافاضل بالمجلس العلمي الأعلى و ضروريات عصرنا الراهن كما نتمناه في الحركة الامازيغية المغربية بصفة عامة .

و بمعنى اننا في المغرب نسير بخطى ثابتة نحو الدولة الحديثة لكن التاويل المسيء للدين الإسلامي و الدخيل الى بلادنا منذ 1930 في سياق يعرفه الجميع مازال يضع العراقيل تلوا العراقيل امام هذا المسار الرامي الى تحديث الدولة و المجتمع بقيادة حكيمة من الملك محمد السادس علما ان اجدادنا الامازيغيين قد استطاعوا الملائمة بين هويتهم الاصلية بمختلف تفاصيلها الثقافية و القانونية و السياسية و دينهم الإسلامي الحنيف ببعده الاعتقادي و التشريعي الخ كما شرحته في مقالاتي السابقة ..

الى صلب الموضوع او السؤال الجوهري ؟                 

لو ان الإسلام اصبح أيديولوجية داعمة للدولة الحديثة مادا سيحدث للمسلمين هو سؤال جوهري نظرا لواقعنا داخل دولنا الإسلامية بعد اكثر من 40 سنة من ما يصطلح عليه بالصحوة الإسلامية ببعدها الايماني و ببعدها الأيديولوجي الذي يهمنا في هذا الموضوع المتواضع.

ان البعد الأيديولوجي للصحوة الإسلامي قد ساهم في تاطير الوعي الجمعي لدى المسلمين نحو الماضي بنوع من المثالية و تكفير الحاضر و المستقبل معا  حيث ادا سالت احد المسلمين البسطاء الان في المغرب او في مصر الخ السؤال التالي هل انت مع رجوع دولة الخلافة المسماة بالاسلامية للحكم مجددا في دولنا الاسلامية و سيرد عليك بدون تردد بنعم و سيشرح لك أسبابه الشخصية بالقول ان نظام الخلافة الإسلامية هو مثالي من جميع النواحي الأخلاقية و الاقتصادية و السياسية ....

ثم يضيف هذا المتحدث ان نظام الخلافة الإسلامية هو عادل  ليس به أي عيب من العيوب كما اخبرنا به امام مسجدنا الفاضل في خطبة يوم الجمعة في مدينتا و ان الغرب الكافر كما يسميه هذا المتحدث يسعى الى افساد اخلاق المسلمين تحت ذريعة الديمقراطية و الحداثة و حقوق الانسان الخ من مفاهيم هذا الغرب الكافر ....

 ان الوعي الجمعي لاغلبية المسلمين قد تأثر بالوهابية و بالاخوانية طيلة اكثر من 40 سنة من التغلغل و تأسيس تيارات الإسلام السياسي داخل دولنا الإسلامية بخطاب يدور حول تقديس ما يسمى بسلف الامة الصالح أي اقصد هنا بني امية و بني  عباس و لا اقصد على الاطلاق عهد الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم و خلفاءه الراشدون لكي ان لا يسجل علي انني قلت كذا و كذا عن الرسول او عن خلفاءه الراشدون لان أصحاب الحسنات هم موجودون  في سوس العالمة و ينتظرون صدور أي تصريح مني لتصفية الحساب الثقيل مع هذا العبد  الضعيف لله.........

و هكذا عندما نتحدث عن الدولة الحديثة امام هؤلاء البسطاء فانهم يعتبرونك ملحد  او فاجر او فاسق لان الدولة الحديثة في نظرهم لن تكون إسلامية  الا بالعودة الى الخلافة الاسلامية لدى طرحت هذا السؤال الجوهري  و الخيالي ربما الا و هو لو ان الإسلام اصبح أيديولوجية داعمة للدولة الحديثة ماذا سيحدث للمسلمين  ؟

و للجواب على سؤالي الخيالي ربما لا بد من الإقرار ان الإسلام قد استغل بشكلي سلبي للغاية لبناء شرعية نظام الخلافة الإسلامية منذ العهد الاموي حيث آنذاك تم تأسيس هذه الخلافة على أسس جاهلية أي قبل الإسلام من قبيل الغزو و السبي و انتهاك حرمات الله في الديار المقدسة لهدف سياسي الا و هو تصفية خصوم بني امية التاريخيين من قبيل اسباط الرسول الاكرم عليه الصلاة و السلام و الخوارج الخ .

 

ان الخلافة الاموية كانت غارقة في بحور المجود و شرب الخمر و الدعارة في عز الظهر من خلال أسواق النخاسة حيث تعرض النساء او البناء بدون أي لباس خارجي او داخلي للبيع للرجال و للخليفة في خروج صريح عن تعاليم الإسلام القائلة بتكريم المراة حرة كانت ام عابدة وقتها غير ان الفقه القديم كان يفرق بين الحرة و العابدة و ادا كنتم لا تصدقوني فاسالوا فقيه مسجدكم..

اما دعاة تيارات الإسلام السياسي فانهم يجتهدون في إخفاء هذه الحقائق الصادمة عن عامة المسلمين حتى رجوع الخلافة الإسلامية للحكم من جديد حيث سيقولون لكم وقتها ان أسواق النخاسة هي ميراث سلفنا الصالح بكل بساطة انتهى الكلام كما قاله الأستاذ عبد الاه بنكيران .

و خلاصة القول ان الجواب على سؤالي هذا الجوهري و الخيالي ربما مازال طويل و شاق الان حيث ادا قلت شيئا اليوم فسيعتبرك انك تابع لاستاذ فولان او عالان او تابع للتنصير او للصهيونية الخ من هذه الاتهامات المجانية حيث ان هذا السؤال سيظل مفتوحا      للمقالات الأخرى  انشاء الله

توقيع المهدي مالك                                              

اجمالي القراءات 478

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 276
اجمالي القراءات : 1,370,732
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco