مرض الفصام الديني:
مشروع للنقاش

زهير قوطرش Ýí 2007-09-10




مشروع للنقاش .
مرض الفصام الديني( الانسان السليم والمريض في نفس الوقت)
قد يتسائل البعض عن معنى هذا العنوان،ويستحضر الذاكرة،ويبدا بالتفكير المجرد ، كيف يمكن أن يكون الانسان السليم والمعافى مريضاً في نفس الوقت.. كما سيفكر البعض ، فكرت أنا ولسنوات طويلة وذلك عندما بدأت رحلتي في الكشف عن الانسان ، هذا المخلوق الذي كرمه رب العالمين عز وجل ،وسخر له ما في السموات والأرض، بعد أن وهبه نفخة أو نفحة الروح التي بها اكتملت إنسانيته ،وعلمه الاسماء كلها ، لتبدا رحلته في هذا &Ccededil;لعالم ،رحلة الكشف عن الافاق والانفس . هذا الانسان الذي عاش حياته البدائية معتمداً على قواه العضلية لتأمين استمراريته في الحياة ،ومارس القليل من التجارب التي دفعته الحاجة إليها ، بحيث بدأت تتولد لديه المعارف البدائية والتي تراكمت بدورها مع مرور الزمن وبفعل الزمن الى أن بدأ الانسان باستخدام الامكانيات العقلية ليطور ويبني ويكتشف ما في الأرض والسماء من أشياء مسخرة له... استخدمها في بناء وتطوير الحياة الانسانية كما أرادها الله عز وجل في مشروعه الرباني الذي من أجله خلق هذا المخلوق ، الذي يختلف في صفاته وامكانياته عن بقية المخلوقات.وهبه الحرية والاختيار ،وهذه الصفة جعلته يكتسب علومه ومعارفه خلال مسيرة حياته ، وكانت الحرية التي في الحقيقة هي ظاهرة وليست شيئاً . هي الاساس والمحرك للابداع الانساني ( مع كل أسف فقدناها في عالمنا الاسلامي) وحتى يكون الانسان حراً لابد أن يكون مخيراً بين ضدين ، أي أن يكون لديه مجالاً للنفي والاثبات، أي بلغة العصر لابد من وجود الفكر والفكر المضاد ، وبلغة قناة الجزيرة الرأي والرأي الأخر. الايمان والكفر. ولعبت هذه الحرية في مسيرة المعرفة الانسانية الصاعدة والنسبية والمتجهة نحو المطلق دورا هاما ، بحيث شكلت معرفة تراكمت كماً وكيفاً في كل نواحي الحياة الانسانية. وكانت كلما ازدادت معارفه بالمقدرات ، ترقى الانسان وخفت عنده صفة الجبرية . وازدادت معرفته بقوانين الطبيعة والاجتماع والاقتصاد وغيرها.
هذا الانسان هو في الحقية مادة وروح. إن تصرفات الانسان الخارجية هي مرآة تدل على حالة الروح أو النفس. وهذا ما نلاحظه عند البعض من الناس وهم كثر مع كل اسف .متذمرين، مزاجيين،أرائهم فيها تضارب ، يحاولون التهرب من كل شيئ بمنطق قاصر وتبريري ، عقيدتهم وراثية ،وعباداتهم إن وجدت هي بحكم العادة ، إن قرأ كتابه لا يتدبر فيه، بل لتمرير الاجزاء وإقناع النفس بأنه فعل شيئا وكأنه مجبر عليه ،محكوم بعقل لا يريد أن يفكر فيه ، يترك للأخرين حرية أن يفكروا عنه. معتد بثقافته السطحية والمتخلفة. لايرى من الآلوان إلا الابيض والاسود ، تتحكم فيه الأفكار الشيطانية ، من طبيعته العنف في بيته وحتى في مجتمعه.هذا الانسان لو حللنا نفسيته لوجدنا أنه مصاب بداء الفصام .ونستطيع تسميته عند المسلمين بداء الفصام الديني. وهو التناقض الذي اصيب به مابين النص ،والمورث ،والواقع.
كيف هذا؟ الصحة النفسية كما أكد بعض علماء النفس هي الاساس ، وهي التي في الكثير من الاحيان سبب صحة أو مرض الجسد ،والديانات كلها جاءت بالدرجة الاولى للهداية ومعالجة الامراض النفسية الانسانية. والصحة النفسية لا تاتي إلا بالابداع.... ليس الابداع في العمل، ولكن بمساعدة الأخرين لتحسين ظروف معيشتهم ومساعدتهم على تجاوز ألامهم ومصائبهم والأهم من ذلك تغير ثقافتهم الظلامية التي أثقلت عليهم حياتهم، هذه المساعدة المبنية على الوعي ، أي أساعد عن وعي وأعرف لماذا أساعد؟ ألم يقل عيسى عليه السلام (أعملوا على صحة أرواحكم ،والله هو طبيبكم)، الجسم حتى يكون قوياً لابد له من جهاز مناعة قوية ، لأنه إذا فقد المناعة يموت فوراً.والصحة النفسية لديها مناعة ،ومناعتها في ممارستها الابداع في عمل الخير، في عباداتها ،في فهمها الواعي لدينها ،في تدبر قرآنها أو كتابها كما قال عز وجل ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للعالمين) وقوله عز وجل (قل هو للذين أمنوا هدى وشفاء) ، وإيمانها المطلق بعدالته وعنايته. هذه هي أدوية تقوية المناعة عند النفس الانسانية. و التي تجعلها تتحدى الصعاب ،وتتحدى الألم ،وتتحدى المصائب.وتعطينا السعادة ،والسعادة ليست بتحقيق الاهداف الدنيوية ،أو المكاسب الدنيوية ، هذه المكاسب تحقق لنا السرور الآني فقط . أما السعادة هي في القناعة بأن الله عز وجل وهب الحياة التي نشكره عليها دائما ،لأنها هي القيمة الحقيقة التي تصنع السعادة .فلا سعادة حقيقة بدون إيمان حقيقي وراسخ. من كل هذه المقدمة أحببت أن أصل الى قضية هامة ألا وهي موضوع المرض النفسي عند اغلب أفراد الامة الاسلامية الذي يسميه علماء أو أطباء علم النفس بالازدواجية أو أنفصام الشخصية ،وهذه الازدواجية عند افراد الامة الاسلامية كانت ومازالت السبب في الخلط الثقافي مابين ما جاء في كتاب الله عز وجل من ايات بينات تدعوا الانسان الى الايمان الحقيقي الواعي ، وتدفعه لاقتحام مجال الافاق والانفس، وبين تراث تواكلي حال بينه وبين استخدام عقله ومقدراته ليكون حاملاً لرسالة التوحيد من جهة وشاهدا على الناس من جهة أخرى. ولهذا السبب نحن امام مشاهد غريبة في عالمنا الاسلامي وسلوكيات غير متزنة ،وكيف لا !!!!! نقرأ في كتابنا أننا مكلفون ببناء ايماننا على دراسة الكون ،ومع ذلك نعيش ونحن محجوبون عن الكون ونواميسه وقواه. نتهم غيرنا من الامم بأن رسالتها مادية محدودة قوامها الباطل والهوى.... ونرى بأم أعيننا أن هذه الامم يسابقون الريح نشاطاً وعزماً. يدعي علماؤنا بأننا الامة الوحيدة التي أعزها الله بكتابه، والواقع الذي يقرأه المسلم ويراه على أرض الواقع ،أن عزنا في الدنيا ما هو إلا من المساعدات التي يقدمها لنا أولئك الذين اتهمناهم بالشرك والكفر. وعزنا بكتابنا تحول الى ذل ، لاعتمادنا على لهو الحديث الموحى من رب العالمين كما يدعون . والذي بدونه لايمكننا أن نفهم كتابنا ، ندعي أن ديننا دين الرحمة والعدل ،ونرى على امتداد العالم الاسلامي افكاراً وهابية وغيرها تدعوا الى القتل العشوائي حتى بين المسلمين الابرياء ، معتمدة على الاحاديث الناسخة لآيات القرآن أيات الرحمة والعدل والقسط . نتهم الامم الأخرى بانها فرقت دينها الى مذاهب وشيع ، ...... ونرى على أرض الواقع أننا أكثر الامم فرقة وتمزقاً حتى وصل الى حد الاقتتال والتصفية البدنية،والتصفية النفسية. كل هذه الامور السابق ذكرها ، جعلت من هذه الامة ، أمة مريضة بمرض الانفصام الديني والازدواجية الثقافية.وصار الانسان المسلم معافى في بدنه نسبياً ، ولكنه عليل النفس والروح، حتى ولو تظاهر بعكس ذلك فأفعاله وتصرفاته الخارجية كما ذكرت هي مرآة لهذا المرض الخبيث.
كيف نعالج هذا المرض.
مع كل أسف قد يقول البعض من مثقفي هذه الامة ،أن السبب هو في الابتعاد عن الدين، أو العلة في الدين ، أو في الابتعاد عن القرآن ، أو في دمج الدين بالسلطة السياسية ، أو السبب المؤامرة الخارجية التي تريد بالمسلمين أن يبقوا على تخلفهم ومرضهم النفسي هذا.
كل هذه المقولات هي من نوع المنطق التبريري ، لايمت الى الواقع والحل بصلة. سأدع كل المبررات ، لكي أركز على الحل المطروح من قبل أهل القرآن ، ألا وهو العودة الى كتاب الله كمنهج وحيد ، والذي في حال تدبره سوف تتغير ثقافة الامة الاسلامية وسنكون في الطليعة. لأنه كتاب هداية وفيه من الدوافع التي تحفز الإنسان على الكشف في الافاق والأنفس ، وهنا يكمن الحل!!!!!! الى حد ما هذا فيه شيء من الصحة لكن ، فهم القرآن بشكل مجرد بدون الاستفادة من العلوم الأخرى والمعارف الانسانية التي هي نتاج تجارب وعمل مضني وتراكم معرفي ، نكون بذلك واهمين جداً. فالعلاقة مابين القرآن وبقية العلوم الكونية علاقة جدلية لا انفصام فيها على الاطلاق. لكن المشكل
مع كل أسف ، في أن القرآن أصبح صعب فهمه على المثقفين ، فكيف والحال عند الاميين الذين بلغت نسبتهم بين المسلمين بحدود 60% . كم التقيت بخريجي الجامعات من المسلمين والذين أكدوا لي أنهم حتى ولو قرأوا القرآن فأنهم في الحقيقة لايستطيعون فهم مقاصده ،وتفسير أياته ،كون تفسير مقاصد الايات بحاجة الى شروح مقاربة تأخذ بعين الاعتبار اسباب النزول وتاريخة النص.وإن قرأوه فأنهم يقرأونه من اجل التعبد ،وتحصيل الثواب.وإن عادوا الى التفاسير القديمة اصطدموا بلهو الحديث ،والتاسخ والمنسوخ ،ألخ.....
ما العمل:
صحيح ما جاء في قول الله عز وجل بانه، أي القرآن شفاء للمؤمنين... لكن هذا الشفاء لن يتحقق إلا بعد أن يفهم المؤمنون كتابهم كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام ، بالعمل المضني والمستمر لشرح مااستطاع شرحه للناس ، وتطبيق ذلك على الواقع العملي. فهل نستطيع نحن اهل القرآن القيام بهذه المهمة الصعبة والسهلة في ايصالها الآن الى كل مسلم من خلال الامكانيات المتاحة لنا. نعم نحن بحاجة الى فهم جديد للقرآن ،حسب متطلبات العصر ، لايكفي أن نتهم السلف ومشايخ الحسبة في أنهم ضللوا الامة ، علينا ان نضع منهجا حديدا لتغير البنية الثقافية القرآنية ،وذلك من خلال شرح القران وتفسيره ،بلغة سهلة يستطيع معها أي مستوى من المستويات الثقافية المختلفة أدراك مقاصد الايات . وكيفية ترجمتها على أرض الواقع بغض النظر عن التراث الموروث.بدون ذلك سنبقى ندور في حلفة مفرغة من الاتهامات المتبادلة.والحقيقة التي يجب أن لاتغيب عنا ،أن اهل القرآن السلف ، كانوا عبارة عن مبادرات فردية ، غير مؤسسة على نهج جمعي، وذلك لعدم توفر الامكانيات.اما اليوم فالانترنيت هو المؤسسة الجامعة ، البعيدة عن الحزبية والتحزب، من خلالها يستطيع المثقف بحرية إيصال المعلومة ، بدون خوف أو وجل، وكما طرح بعض الأخوة جزاهم الله خيراً فتح باب أسموه لهو الحديث، فأنني اقترح أيضاً مقابل ذلك فتح باب للمختصين من اهل القرآن أسمه التفسير المبسط أو الشرح المبسط لكتاب الله، أنا أعلم إن هذه التجربة سوف تثير زوبعة كبيرة من قبل المؤسسة الدينية، لكن لابد منها إذا كنا صادقين في توجهاتنا ، وهذا هو أقصر الطرق لتغير ثقافة المجتمع. هذه رؤية فقط أترك لكم أيضاً العمل على اضافة الاراء البناءة ، ولنبدأ بمنهجية واضحة المعالم وهذا هو الطريق الاسلم . وشكراً.

اجمالي القراءات 13129

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (11)
1   تعليق بواسطة   هاني الدمشقي     في   الإثنين ١٠ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[10820]

الفكرة جيدة-1

الأخ زهير المحترم :
الموضوع الذي طرحته في مقالتك حول تفسير وشرح القرآن ( بلغة سهلة يستطيع معها أي مستوى من المستويات الثقافية المختلفة أدراك مقاصد الايات . وكيفية ترجمتها على أرض الواقع بغض النظر عن التراث الموروث ) هو موضوع عظيم ومهم وهو ليس بجديد كما قلت , ولكن هل تتوقع أن يتقبل الناس هذا التفسير والشرح بعيدا عن كتب السلف وتفاسير الأولين ؟ لا أعتقد ذلك . والسبب أن العامة والخاصة من الناس لمجرد أن لا يكون لك مرجعية لأي موضوع تطرحه من كتب التراث فسيكون مصير ما كتبت وطرحت الرفض دون حتى تحمل عناء القراءة . والأمثلة على ذلك كثيرة . فالدكتور محمد الشحرور ( دكتور بالهندسة المدنية ) تم تكفيره لمجرد أنه اعتمد على شرح بعض الآيات من القرآن الكريم دون الإعتماد على أي مرجعية من كتب الحديث والتفاسير السابقة . وقد تكلمت مع العديد العديد من الأصحاب والأقارب عن وجهة نظرهم ورأيهم بما كتب , وكان الجواب لأكثرهم إن لم أقل كلهم , أنه خارج عن الملة وكافر . وعندما تسألهم وبأي فقرة لمستم كفره وخروجه عن الملة ؟ فيكون الجواب لأنه لم يعتمد على الأحاديث النبوية ولأنه أنكر حجاب المرأة . وتسأله وهل قرأت أنت الكتاب ؟ فيكون الجواب لا ؟ وكيف تحكم على كتاب لم تقرأه ؟ فيقول سألت الشيخ عنه فقال لاتقرأه لأن كاتبه قد كفر !! وقد تمت محاربة الكتاب من عامة الناس لمجرد أن الفكرة التي تم تداولها هو تكفير صاحب الكتاب !!!
يتبع ...

2   تعليق بواسطة   هاني الدمشقي     في   الإثنين ١٠ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[10821]

الفكرة جيدة-2

وانظر في موقعنا بالجدل الدائر بين المتحاورين عن موضوع الحجاب والخمار . والطرفان متفقان على أن الخمار هو ما يوضع على الرأس . حيث أن النساء عبر جميع العصور إلا في القرن الماضي , كانت تضع لباس ما على رأسها وهو ماتلمسه من الصور في المتاحف لنساء القرون القديمة وفي الأفلام التي تصور حقبة ما من التاريخ القديم . فالآية الكريمة التي أمرت بضرب الخمار على الجيب . المقصود بالستر هو الجيب وليس الشعر لأن الله لا يأمر بتغطية ما هو مغطى أصلا بحسب العرف والعادات أيامها . والمعنى أن المرأة إن كان خمارها على رأسها أو سقط عن رأسها إلى كتفيها أو كان بجانبها مثلا , عليها أن تغطي جيبها عند قدوم الغريب عنها , ولو كان المقصود هو الشعر لأكدت الآية على أن تضرب المرأة الخمار من على الرأس أو الشعر إلى الجيب . والله لا يستحيي من الحق , ولكن المسألة هي بتغطية الجيوب . ولو اقتنع الطرف الآخر بوجهة نظرك فسيظل يجادلك بإنكار ذلك لأنه سيشعر أنه خرج عن كتب التراث التي لها هالة قدسية لا يمكن تجاوزها . ثم انظر إلى مؤلفات الدكتور أحمد صبحي منصور وهو شيخ أزهري حاصل على دكتورا وليس بمهندس ولا صيدلي كما استهزء البعض بأحد الكتاب . ومع ذلك تمت مهاجمته وإنكار كتاباته لأنه اعتمد على كتاب الله وحده دون كتب التراث . وأخيرا ما حصل معي حين كتبت تعليقا على كتابة مقالة للأخ مراد الخولي أبين فيها عدد أصحاب الكهف أنهم سبعة وثامنهم كلبهم . وقد قرأها أحد أصحابي وقال لي : من أين استنتجت هذا ؟ فقلت له من الأيات التي ذكرتها . فقال وهل رجعت إلى أحد كتب التفسير أو إلى أحد الشيوخ ؟ فقلت لا فالآية تشرح نفسها بنفسها بمجرد أن تتدبر في الحوار بين أصحاب الكهف . فقال لا هذا خطأ عليك الرجوع إلى أحد الكتب أو الشيوخ للتأكد من التفسير قبل أن تنشر ذلك حسب رأيك أنت !!!! واستنكر علي استنتاجي . مع أن المسألة لم تدخل في أمور التشريع أو الحدود أو المحرمات . فالمسألة يا أخي الكريم هو انك ستصطدم بإنكار المبدأ لعدم الرجوع إلى المراجع والتفاسير السابقة أو حتى الإجتهاد برأي يخالف ما سبق من تفاسير معتمدة لدى الناس

3   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الإثنين ١٠ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[10826]

تعليق بسيط

الأخ هاني حياك الله.
أحب أن أذكر لك قصة طريفة. بعد صدور كتاب محمد شحرور الاول، قامت الدنيا ولم تقعد في دمشق، وصار خطباء المساجد يحذرون من قراءة كتبه، وانساق الجمع في العقل الجمعي التضليلي، دون ان يقرأو ، ومتى قرأوا؟!!!!
قرأت الكتاب وأنا في الغربة ، رايت فيه الكثير من الافكار وألاجابات على الاسئلة التي كانت تحيرني.ووجدت بعض الافكار التي لا يمكنني الموافقة عليها دون براهين ودراسات أكثر عمقاً.المهم زارني أحد الاصدقاء المثقفين دينياً.ويعتبر من المتنورين. أول شيء سالني عنه هل قرأت كتاب الزنديق محمد شحرور؟ قلت له لا من هذا محمد شحرور؟. بدايسب ويلعن الى درجة كنت قد تصورته شيطانا على وجه الأرض. مع العلم أنني اعرف الدكتور محمد من خلال العمل المشترك معه ومع زملائه في المكتب الهندسي.كذبت عليه لغرض سامي والله.في اليوم الثاني ، أحضرت كتاب شحرور بعد ان نزعت الغلاف ولم اترك أي أثر يدل على أنه كتاب شحرور.وكعادته سالني هل لديك كتاب كالعادة كي أقرأه مساء. يالطبع ناولته كتاب شحرور ، سألني عن الغلاف ،أخبرته أنني هكذا استعرته من زميلي. في اليوم الثاني جاءني والدهشة على محياه ،وهويردد ما هذا الفكر النير، صدقني لم أنم ، هذه تصورات جديدة ونحن بأمس الحاجة لها.

4   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الإثنين ١٠ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[10827]

تعليق بسيط

وفراً سالني من هومؤلف هذا الكتاب . قلت له القرضاوي. وفورا وبدون تردد أجابني كنت دائماً أقول أن هذا الانسان ستخرج منه هذه الافكار النيرة. ضحكت كثيراً، وقلت له ياعزيزي ،الكتاب الذي قرأته للزنديق محمد شحرور. لا اريد ان أخبرك كيف تغير شكل ولون وجهه، وهو يردد لكن قالوا لي غير ذلك .هل هذا معقول. قلت له معقول وألف معقول، لأنك حكمت عليه بدون أن تقرأ كتابه ياعزيزي. ومع ذلك لن تقتنع بما كتب ، بعد لأنك واقع في الضلال الجمعي ولا يمكنك التحرر منه.
لكن يا أخي هاني الوضع الآن تغير وسوف يتغير. لايمكن للضلال الجمعي والرؤية الابائية أن تستمر، الحرية بدأت من خلال سرعة إيصال المعلومة، صدقني كل شيء سوف يتغير. على سبيل المثال. مثلاً بعض الفقهاء في الغرب اباحوا للمسلم أن يعمل في محلات بيع الخمور ، وبيع لحم الخنزير، وأفتى المجلس الاوربي للافتاء والبحوث بجواز الاقتراض من البنوك الربوية ، وأن يتزوج الرجل المرأة التي عاشرها قبل الزواج، وأن تتحلل المرأة الحديثة العهد بالاسلام من خمارها. ولم يجز للزوج أن يمنع زوجته المسلمة من زيارة والديها الغير مسلمين.وأباح بقاء المرأة التي أسلمت في عصمة زوجها المسلم.وأفتى نصر فريدواصل مفتي الديار المصرية بأن للمراة المسلمة في الغرب أن تخلع حجابه.... وهناك الكثير ... فقد صار لزاما على التفكير الديني أن يعيد النظر في فتاوي القرن السابع. ولهذا فأن أي تفسير حديد سيواجه مقاومة لكن الزمن في صالح التجديد مع الحفاظ على اثوابت.

5   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الإثنين ١٠ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[10829]

تعليق بسيط

اسف لبعض الاخطاء المطبعية تحدث مع كل إنسان.
أحب أن أضيف أن فتوى خلع الحجاب للمراة المسلمة في اوربا للأخ نصر .... إذا تعرضت الأخت المسلمة للأذى.. هل نستطيع المطابقة. ألم يفرض الحجاب في عصر النبوة أيضاً لعلة الأذى !!!!!!

6   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الأربعاء ١٢ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[10889]

الأخ الفاضل / زهير قوطرش

أوافقك الرأي فيما قلت ، ولكن سؤالي هوكيف يتم هذا التفسير وقد قلت في نهاية مقالتك : ولنبدأ بمنهجية واضحة المعالم وهذا هو الطريق الاسلم .
فما هى هذه المنهجية ، وكيف نخرج من الفرقة والاختلاف الذي أشرت إليهما ، إنني ياسيدي حينما كتبت عن هذه الأشياء ، وبعد مناقشة البعض منها لم يستكمل الحوار وتم تجاهل ما أقول هنا على موقعنا " أهل القرآن " فياليت قومي يعلمون . وأنافي انتظار تعليقك عن ماقلت لإستكمال الحوار .
وفي النهاية أشكرك ، وكل عام وحضراتكم جميعا بخير

7   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الخميس ١٣ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[10929]

كل عام وأنتم بخير

الأخ هاني والأخ احمد. رمضان كريم اعاده الله علينا جميعا، وعلى الامة الاسلامية والعربية والعالم كله وقد حل السلام والمحبة بين الناس ،وفي طليعتهم امة الاسلام.
من تجربتنا في هذه البلاد ،عندما قمنا بترجمة معاني القرآن الكريم الى اللغة السلوفاكية ، اصطدمنا، بالمورث ،من الناسخ والمنسوخ واسباب النزول المختلفة ، الاحاديث التي نسخت ايات قرآنية وما شابه ذلك . لكن بعد انجاز هذا المشروع تبين لنا أننا نعيش في عصر يختلف بامكانياته عن عصر السلف. وحاولنا بكثير من الجهد الوصول الى منهجية، نستطيع معها تقديم القرآن للمتلقي بحيث لايغرق في مشاكل اللغة السلوفاكية ،وتفسير الكلمات. وطالما الغاية ايصال القصد من الاية أو السورة ، فبعد ترجمته الحرفية التي أرى أنها غير قادرة على ايصال المعنى المطلوب ،وحتى لقراء القرآن باللغة العربية..
لهذا قررنااعتماد مبدأ تقسيم القرآن الى مواضيع اساسية بعد ترجمته الحرفية.
القصص القرآني .العبادات. الايات المكية التي نزلت في مكة. المعاملات. القتال والجهاد...الخ بعد ذلك نقوم بتفسير موضوعي لهذه المواضيع. اي كما فعل الشيخ الغزالي رحمه الله ولم ينجز العمل الى النهاية.
هذا التفسير الموضوعي يعطي القارئ كما يقال لب الموضوع، او المقاصد الرئيسية. ومن ثم يمكن التوسع وذلك بحصر المواضيع المتعددة ضمن الوضوع الرئيس والواحد وتفسيرها بشكل موضوعي.واقصد بالشكل الموضوعي التفسير العام والشامل بدون الخوض في تفسير الكلمات .
اما القرآن بشكله الحالي ، سيبقى مرجعية ثابتة لاتغير فيها ،ويستطيع المسلم العادي قرائته للتعبد ، لكن بعد أن يكون قد استوعب المبادئ الاساسية والعامة فيه . وفي هذا الشرح الموضوعي يمكن لأهل القرآن وضع ارائهم وتبيان المقاصد الاساسية في كتابنا العزيز والله اعلم

8   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الخميس ١٣ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[10934]


أنت تحدثت عن محور واحد للمنهج وهو تفصيل الآيات ، ولكن حينما نقوم بعمل بحثي جاد لابد أن نقوم أولا بعمل مفاهيم إجرائية، بمعنى تحديد المعنى المراد من الموضوع تحديدا دقيقا والذي يتمثل في العنوان " تحديد المفاهيم " والسؤال هنا عن كيفية تحديد مفاهيم " معاني ألفاظ القرآن " أما المحور الثالث فيتمثل في الظروف والأعراف وعنصري الزمان والمكان ولمن يوجه الخطاب .
وأرجو مراجعة موضوع لي على الموقع بعنوان " نسق معرفي جديد للفكر الإسلامي "
وفي النهاية تقبل مني كل التحية والإحترام ، وكل عام وحضراتكم جميعا بخير .

9   تعليق بواسطة   إبراهيم إبراهيم     في   الجمعة ٢٨ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[11410]

هذا سبيلي

السلام عليكم ورحمة منه وبركات
الأخ الكريم زهير لقد قرأت عدد من مقالاتك ولم يساعدني الوقت ولا المزاج على التعليق عليها ولا أقصد عدم أهميتها ولكن بعد قراءة هذا المقال وبعض المقالات الأخرى على هذا الموقع في أيام شهر رمضان لفت انتباهي هذا المقال وكون عنوانه عن الفصام الديني ( الشيزوفرينيا )
و بعد ما قرأت المقالة ررت الكتابة وأنا لا أشارك إلا في تعليقات بسيطة لا غير إلا أنني لاحظت في آخر المقالات التي قرأتها أن هناك شحنة من الأفكار الغير المركزة في كل المقالات والتعليقات التي وردة على هذا الموقع في هذا الشهر ولا أدري إن كنت قد قرأتها أنت أم لا وقد قمت بالتعليق على مقالة الأخ شريف هادي (عادات وتقاليد رمضانية ) وسألته إن كان شهر رمضان قد أثر على المشاركين أم لا ولم أرى منه ردا على كل حال أمامنا مقالتك وهي بعنوان مشروع للنقاش ودعنا نرى إن كنت مستعدا للنقاش أم لا فالإنسان أفكاره لا تنجلي إلا بالنقاش والحوار مع الآخرين استطرادا على الموضوع فلقد كنت قد نوهت للأستاذ عثمان محمد علي عن الحاجة لطبيب نفسي لمعالجة بعض الحالات عند بعض كتاب هذا الموقع والعقد النفسية التي تظهر من خلال تحليل كتاباتهم وطريقة إجاباتهم على التعليقات ولكنه --------
والحاجة للطبيب النفسي لم تعد في المجتمعات الغربية شيء مثير للقلق بل أصبحت زيارته كما هي زيارة طبيب الأسنان للفحص الدوري إلا أنها في مجتمعاتنا مرعبه وإن نصحت أحدا بمراجعة طبيب نفسي يعتبرها نوع من الإهانة
ولا تأخذ نقدي على محمل ما سبق من كلامي بل خذه من محمل الرغبة في دفع هذا الموقع وتبادل الأفكار لما يحب ويرضى عنه رب العالمين
إن المثل الشعبي يعرف بأنه الفلسفة الشعبية والفكر الباطني التي تعمل المجتمعات به وأحد أمثالنا الشعبية يقول (خير الكلام ما قل ودل ) ولا تؤاخذني إن قلت لك أنك قد أطلت وتشعبت وأصبت ما أصاب الآخرين من تشتت فمقالة أحدهم بعنوان والتعليقات والنقاش بشيء آخر فإطالة الشرح يضيع الفكرة
ودون مناقشة ما طال وصلت إلى أننا بحاجة إلى فهم جديد للقرآن وأنه لا يكفي أن نتهم السلف بأنهم ضللوا الأمة ويجب أن نضع طريقة جديدة مبسطة لفهم النص القرآني وأن السلف من أهل القرآن كانوا أصحاب مبادرات فردية غير مؤسسة على نهج جمعي لعدم توفر الإمكانيات
وعبرت عن إعجابك بباب لهو الحديث وتقترح فتح باب التفسير المبسط للقرآن فهل تتصور أن هناك من سيدلي بدلوه في هذا الباب
أخي الكريم زهير يجب أن تعلم أن السلف من أهل القرآن لم يكونوا من أصحاب المبادرات الفردية ولكن كانوا عمالقة في زمنهم وأبسط مثال عليهم (جماعة العروة الوثقى ) وعلى ما يظهر أنك لم تطلع على فكرهم وأعمالهم كما هو حال الكثيرين من الموجودين على هذا الموقع كما أن هناك من هم غير المسلمين قد كتبوا في هذا الموضوع وتمت محاربتهم أما باب لهو الحديث فهو باب يزيد الأمر سوء بيننا وبين مجتمعاتنا التي نرغب في دعوتها للتمسك بكتاب الله وقد اعترضت عليه وتم حذف أحد تعليقاتي متذرعين بمخالفتها لشروط الكتابة على هذا الموقع ولم يتنبهوا لمخالفتهم لنص القرآن لقوله تعالى :
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }الأنعام112
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
وما عليك إلا أن تتابع تعليقاتي لتكون فكرة عن الموضوع وما حدث

10   تعليق بواسطة   إبراهيم إبراهيم     في   الجمعة ٢٨ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[11411]

تابع هذا سبيلي

أما الأخ هاني فقد لاحظ وبشكل عفوي المشكلة بأن كل الحوار الذي يدور في هذا الموقع ينتهي بالعودة للموروث التاريخي وأذكره بقوله تعالى :
{لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }البقرة272
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ{21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ{22}الغاشية
أما الأخ أحمد فأرى أنك صاحب عقل متنور فما نوهت عنه في تعليقك هام جدا فتحديد معاني كلمات القرآن الكريم هو أهم شيء يمكن أن يعمل به بشكل مبدئي لأني لاحظت من خلال تعليقاتي والردود عليها أن كل من يكتب في هذا الموقع لا يوجد عندهم مفهوم واضح لمعاني الكلمات القرآنية فكلهم يفهمون هذه الكلمات بشكل ضبابي معتمدين على ما فهموه من السلف وخاصة الكلمات التي تدخل في التشريع أو المحرمات مع العلم أن الدكتور أحمد صبحي منصور قد فح باب القاموس القرآني فلماذا لا يتم دفع هذا الأستاذ لمتابعة هذا العمل أو مساعدته على تحديد الكلمات التي هي أهم بالنسبة لغيرها تبعا للظروف وللمواضيع المطروحة وأن لا يكون تفسيرها بشكل ضبابي ولقد علقت على موضوعين في هذا الباب ولم أسمع منه ردا
فهل تعتقد يا أخ زهير أن هناك من يستطيع أن يؤازرك في هذا العمل من الناس الموجودين على هذا الموقع
مع كل التمنيات لكم بالتوفيق

11   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الإثنين ٠١ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[11502]

الأستاذ / إبراهيم إبراهيم

لقد قرأت تعليقك ، وسعدت به كثيرا ليس لأن به مدح لي ولكن لأني وجدت من يقيم وجهتي ، وأتمنى أن تتم ما بدأت وتنتقل لتقييم ما كتبت ، لأني أعتقد في وجود إفادة كبيرة لذلك ، عسى أن تكون هذه هى البداية الحقيقية للإصلاح لقد قرأت تعليقك ، وسعدت به كثيرا ليس لأن به مدح لي ولكن لأني وجدت من يقيم وجهتي ، وأتمنى أن تتم ما بدأت وتنتقل لتقييم ما كتبت ، لأني أعتقد في وجود إفادة كبيرة لذلك ، وكل عام وحضرتك بكل الخير ، وشكرا .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-25
مقالات منشورة : 275
اجمالي القراءات : 5,716,896
تعليقات له : 1,199
تعليقات عليه : 1,466
بلد الميلاد : syria
بلد الاقامة : slovakia