Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2024-03-10
عزمت بسم الله،
الصفحة أ جاء فيها: تقديم للدكتور مصطفى بن صالح باجو يقول:
من أَجل نعم الله علينا نعمة الإسلام، ونعمة القرآن، أنزله الحق دستورا خالدا لمن رام السعادة، وابتغى حياة العز والسيادة. في هذا الدستور العظيم تشريعات إلهية واضحة المسالك، ومعالم هادية، ترشد السائر وتقيه الهلاك، هي طوق النجاة، وسر الفوز بروضات الجنات. (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ.) آل عمران 185.
وكان من تمام منة الرحمان حين اختص نبيه عليه السلام بمهمة البيان، فكلفه بذلك وشرفه قائلا: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ.) النحل 44. وتولى المصطفى بيان ما تضمنه القرآن من أحكام ومعاني وأسرار، فكانت سنتهالمطهرة مفتاحا لكنوز التنزيل، وفتاويه وأقضيته دليلا إلى سواء السبيل، وقد نصح لأمته وأوضح لها معالم الشريعة السمحاء، ثم اختاره الله إلى جواره وترك الأمة على المحجة البيضاء.
تعليق:
نعم، من أجل نعم الله على الناس نعمة القرآن العظيم، الذي أنزله الله تعالى على خاتم الأنبياء ليكون للعالمين نذيرا، يقول الله سبحانه: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1). الفرقان. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(107).الأنبياء.
السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو: هل لو اتبع المسلمون (الفرقان) وهو القرآن العظيم، كما كان الرسول عليه السلام يَتبَّعُ ما نُزِّل إليه، ولم يحد عن ذلك قيد أنملة، فنصره الله تعالى وأيده وعصمه من الذين كفروا، فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أقول هل لو اتبع المسلمون من بعده ذلك المنهج القرآني هل سيصل بهم الوضع إلى ما كانوا عليه من بعد وفاة النبي إلى يوم الناس هذا؟؟؟
وهل وضع المسلمين اليوم هم رحمة للعالمين، وخير أمة أخرجت للناس؟ أم هم اليوم نقمة للناس ولأنفسهم؟؟؟
تُرى ما هو السبب الذي جعل المسلمين على البسيطة من أفقر الناس وأذلهم، رغم وجود أعظم ثروات الأرض تحت أقدامهم، ولا ينتفع بها إلا أولياء الأمر؟؟؟. رغم وجود دستور عظيم، وتشريعات إلهية واضحة المسالك، ومعالم هادية ترشد السائر وتقيه الهلاك؟؟؟ كما تفضل بذلك الدكتور مصطفى باجو في المقدمة.
أين يكمن الخلل يا ترى؟ القرآن العظيم يتلى ليل نهار وتُرصد جوائز للحفظة في كل مكان، ويتسابق في ترتيله وتجويده الكثير من الشباب وغيرهم، ومع ذلك وضع المسلمين في بلادهم مزري ومخجل، أليس ذلك عقابا من الله تعالى لأننا هجرنا القرآن العظيم، واتبعنا السبل التي نُهينا من اتباعها بنص القرآن العظيم. وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(153). الأنعام.
قال الدكتور مصطفى باجو: وتولى المصطفى بيان ما تضمنه القرآن من أحكام ومعاني وأسرار، فكانت سنته المطهرة مفتاحا لكنوز التنزيل، وفتاويه وأقضيتُهدليلا إلى سواء السبيل. اهـ
تعليق:
هل ما ينسب إلى الرسول عليه السلام من ( سنة) كان فعلا مفتاحا لكنوز التنزيل؟ أم كان نقمة، لأن ذلك مما كتبت أيدي البشر، وأكثره كان افتراء على رسول الله لأنه يخالف ما بلّغه عن ربه، لقد تُقوِّل عليه بما لا يمكن أن يقوله عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، لأن ذلك كان مخالفا لما أُنزل إليه من ربه، فالرسول عليه السلام قد أَنذر الناس بما أُوحي إليه من ربه، ولم يتقول على الله تعالى أبدا. (قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ)(45). المؤمنون.
أما ( فتاويه وأقضيته)، فلم يكن الرسول يفتي من تلقاء نفسه لما يُسأل، بل كان يُفتي وينذر بالوحي، والدليل كلمة ( يسألونك عن... فيأتي الجواب من العليم الحكيم: قل) يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنْ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمْ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(4).المائدة. قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ(19).الأنعام. إن الرسول عليه السلام كان ينذر بالقرآن، ولم يكن يتقول على الله تعالى، لأن الله سبحانه قال: فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ*وَمَا لَا تُبْصِرُونَ*إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ*وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ*وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ*تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ*وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ*لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ*ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ*فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ*وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ*وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ.38/49. الحاقة.
خلاصة القول في نظري إن السبب الذي جعل المسلمين منذ وفاة النبي تفرقوا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم، هو متاع الحياة الدنيا وزينتها، فتقاتلوا من أجل الحكم وبذلك أو اخترع ما يسمى ( بالسنة) ليتمكنوا من خرق ما بلَّغه الرسول من ربه ( القرآن العظيم) لأنهم لم يستطيعوا خرقه، لأن الله تعالى تولى حفظه بقدرته، فبدلوا وغيروا في أحكام الله تعالى وما أنزل الله تعالى من الهدى والنور، بدلوه بما يناسب مصالحهم، ونسبوه إلى الرسول والوحي، فاتبعوا ذلك الافتراء وقدَّسوه إلى درجة أن ذلك ( يقضي على القرآن العظيم ). وما الله تعالى بغافل عما يعمل الظالمون المشركون. قال رسول الله عن الروح عن ربه:
يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ*ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ* وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ.130/132. الأنعام.
وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ*وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ*وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ*وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُفَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.120/123.هود.
الصفحة ج جاء فيها: وزاد الأمر سوءا ما رمتنا به تشريعات العصر من نظم وضعية، استوعبت مسالك الحياة، وفدت إلينا في كتب مشوقة ميسرة، وفق مناهج تربوية مؤثرة، فلوى من أبناء الإسلام إليها الأعناق، وأعرضوا عن كنوز فقههم، وتركوا شرعة ربهم وراء ظهورهم، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، وهم لا يعلمون.
تعليق:
أنا لا ألوم تشريعات العصر والنظم الوضعية التي استوعبت مسالك الحياة، بل ألوم المسلمين الأوائل الذين استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، أي أنهم هجروا القرآن العظيم الذي هو دستور حياة سعيدة في الدنيا، وفوزا كبيرا سرمدا يوم القيامة.
الكثير منا قد سار في الأرض فنظر كيف تعيش الأمم، التي أخذت من القرآن العظيم كل توصيات الله تعالى وطبقوها في بلادهم، العدل، العمل الصالح، وعمارة الأرض وغير ذلك مما جعلهم سعداء، وأسعدوا قومهم، رغم أن أكثرهم لا يؤمنون بالله والنبي الخاتم، ولقد أخبرنا الله تعالى عنهم فقال:
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ*أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ*ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ*مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ*وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ*ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ.204/209.الشعراء.
إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ*وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ*فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ*وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ*وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ.96/100.يونس.
إذن المشكل في نظري هو في هجر القرآن العظيم واتباع ما كتبت أيدي البشر ونسبوه إلى الرسول والوحي، فأوهموا السلف بأن ذلك مما شرعه الرسول في سنته، واتبع الخلف ذلك المنهج نقلا عن سلفهم وهم لا يعقلون، فكان وضع المسلمين مزريا من زمان بعيد.
الصفحة د جاء فيها: وسعى الغيورون لتدارك هذا الخلل، فأخرجوا للناس كتابا في فقه الأحكام تلائم عرف العصر وأسلوبه، وتعرض أحكام الله ميسورة، بأسلوب مشرق قريب، ومنهج واضح في التقسيم والتبويب.
تعليق:
مع الأسف لم أجد في هذا الكتاب فقه الأحكام يلائم عرف العصر وأسلوبه، قد تعرض لأحكام الله تعالى بأسلوب (مشوق) موافق للقرآن العظيم. لقد ذكر حكم الزكاة في الصفحة 11: ( الزكاة واجبة بالكتاب والسنة والإجماع). وفي الصفحة 12 جاء فيها حسب رأيي، ما يتناقض مع أحسن الحديث ( القرآن العظيم). جاء فيها: ومن السنة: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويوتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى.
أما الرسول ذو الخلق العظيم، قال رسول الله عن الروح عن ربه: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ*اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.256/257.البقرة. فهل توجد آية في القرآن العظيم تأمر الرسول بقتال مانعي الزكاة؟؟؟ وهل قاتل النبي في حياته مانعي الزكاة؟؟؟ حسب الروايات لم يفعل النبي ذلك والدليل قد منع الزكاة بعض الصحابة في عهد الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، منهم ثعلبة بن حاطب ( حسب الروايات) ولميقتله الرسول، لكنه بلّغ ما أُنزل إليه من ربه في شأنهم. يقول الله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ*فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ*فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ*أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ.75/78.التوبة.
في نفس الصفحة جاء فيها: ومن الإجماع: إقرار الصحابة أبا بكر رضي الله عنه أمر على قتال الذين امتنعوا من أداء الزكاة بعد وفاة الرسول عليه السلام فقال أبو بكر رضي الله عنه قولته المشهورة: ( والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله عليه السلام لقاتلتهم عليه).
فهل هذا هو الدين الذي يمكن أن يتمنى الناس الدخول فيه أفواجا؟
أم أن مثل هذه الروايات المتناقضة مع كتاب الله الذي جاء به الرسول مبلغا، أقول تكون مثل هذه الروايات السبب في خروج الناس من دين الله تعالى أفواجا؟؟؟
الصفحة 13 جاء فيها: متى شرعت الزكاة؟
شرعت الزكاة أول ما شرعت في مكة من غير أن يعين المال الذي تخرج منه، ولا نصابه ولا المقدار الذي يجب أن يخرج، بل ترك الله ذلك إلى إيمان كل فرد وشعوره بواجبه نحو إخوانه المسلمين.
تعليق: في نظري فإن الله تعالى لم يحدد ما تُخرج منه الزكاة ولم يحدد النصاب، وترك ذلك لكل نفس ودرجة إيمانها، لأن المتزكي إنما يتزكى لنفسه، ليجد ذلك عند الله تعالى قرضا حسنا مضاعفا، فهو في الحقيقة اختبار من الله تعالى لعباده في مادة المال، الذي يحبه الإنسان حبا جما. يقول الله سبحانه: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15)فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ(17). التغابن. وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(9). الحشر.
في نفس الصفحة 13 جاء فيها: ثم لما هاجر الرسول عليه السلام إلى المدينة أكد الله عليه وجوب الزكاة وبين مقاديرها ومصارفها ـ أي المواضع التي تصرف فيها ـ وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة.
تعليق:
حسب القرآن العظيم فإن الله تعالى لم يبين مقادير الزكاة، فلا يمكن لمخلوق أن يحدد مقادير الزكاة، ولا نصابها وأنواع ما تجب فيه الزكاة، لأن ذلك يتغير بتغير الزمان والمكان والموارد، والدليل، أن الصلاة والزكاة كانت من زمن موسى وعيسى عليهما السلام، يقول الله سبحانه: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ(83).البقرة.
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا*وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا.30/31.مريم.
وبالتَّبع فلقد فرض الله تعالى الصلاة والزكاة في القرآن العظيم على العبد من يوم بلوغه سن الحلم، إلى أن تعود نفسه إلى ربها ودون انقطاع مهما كانت الظروف، ونجد أن الله تعالى قرن الصلاة مع الزكاة. يقول الله سبحانه:وَأَقِيمُواالصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110).البقرة. ويُفهم من ذلك في نظري، أن الصلاة والزكاة عبادتان دائمتان، لا تنقطعان ما دام العبد حيا، وفرضها بصفة خاصة على نساء النبي فقال سبحانه: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.الأحزاب 33.( رغم أن الروايات تقول بأن بيوت النبي ليس فيها أكثر من قوت يومهم، وحتى أن النبي توفي ودرعه مرهونة عند يهودي من أجل 30 صاعا من الشعير، ومع ذلك أمرت نساء النبي بالزكاة. جاء في الرواية ما يلي: 2700 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ وَقَالَ يَعْلَى حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ دِرْعٌ مِنْ حَدِيدٍ وَقَالَ مُعَلًّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ وَقَالَ رَهَنَهُ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ.
صحيح البخاري - (ج 10 / ص 57) المكتبة الشاملة.)
لقد أنزل الله تعالى في القرآن العظيم لمن تُصرف الصدقات ( الزكاة) فقال سبحانه: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(60).التوبة. أما نصاب الزكاة، ودوران الحول، وأنواع ما تجب فيه الزكاة، لم يذكرها الله تعالى ولم يحددها، لأن ذلك يختلف باختلاف الأمكنة، والأزمنة، وأنواع ما تجب فيه الزكاة، فترك ذلك الله تعالى مفتوحا لكل نفس مؤمنة بالله تعالى، ولأولي الأمر، لأنه سبحانه الوحيد الذي يجزي المتصدقين. قال رسول الله عن الروح عن ربه: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(104).التوبة.
الصفحة 16 جاء فيها: قال تعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ.34/35 التوبة.
عن أبي هريرة عن النبي عليه السلام قال: من أتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مُثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه ثم يقول: "أنا كنزك أنا مالك". ثم تلا قوله تعالى: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(180).آل عمران.
*الشجاع في هذا الحديث: الذكر من الأفعى.
*أقرع: رأسه أبيض من كثرة السم.
*زبيبتان: حبتان من السم سودوان حول شدقيه.
*اللهزمتان: العظمان الناتئان في اللحيين تحت الأذنين.
تعليق:
أولا: ماذا يستفيد الطلبة من مثل هذه الرواية؟ وهم في طور التعليم، وليسوا في ميدان جمع المال.
ثانيا: هذه الرواية وردت في البخاري ثلاث مرات بأسانيد مختلفة، وبطلها أبو هريرة الأكثر حديثا عن النبي، رغم أنه لم يصاحبه إلا عامين وبضعة أشهر، وعلى الأكثر ثلاث سنوات، لأنه أسلم في السنة السابعة للهجرة، وبما أنه من أصحاب الصفة ( الفقراء) والذي قال عن نفسه أنه يصاحب النبي لشبع بطنه من شدة فقره. 5116 حدثنا عبد الرحمن بن شيبة قال أخبرني بن أبي الفديك عن بن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال ثم كنت ألزم النبي صلى الله عليه وسلم لشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير ولا يخدمني فلان ولا فلانة وألصق بطني بالحصباء وأستقرىء الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيطعمني وخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة ليس فيها شيء فنشتقها فنلعق ما فيها. البخاري ج 5 ص 2071 قرص 1300 كتاب.
ثالثا: إليكم الرواية: 1338 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزميه يعني شدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم أصحهما لا يحسبن الذين يبخلون الآية. البخاري ج 2 ص 508 قرص 1300 كتاب.
رابعا: نعود إلى أحسن الحديث لنر ما قال الله تعالى عن الذين يبخلون مما رزقهم الله تعالى من الخير، قال رسول الله عن الروح عن ربه:
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ*لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ*ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.180/182.آل عمران.
نلاحظ أن الله تعالى قال: (سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). أي سيطوقون يوم القيامة بالمال الذي بخلوا به، وليس بشجاع ولا ثعبان، في روايات أخرى. كل هذا من لهو الحديث والكذب على الرسول عليه السلام. يقول سبحانه:
فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ*فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ*أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ.76/78.التوبة.
الصفحة 17 جاء فيها: حكم مانع الزكاة: وأما استحلالا فيتركها جاحدا لها غير معترف بهاـ ولا بوجوبهاـ أصلاـ وهذا النوع يستتيبه الإمام العادل فإن لم يتب وأصر على منعها، فإن الإمام يقتله ويخلد في النار.
تعليق:
أولا: لا يجوز قتل نفس إلا بنفس، (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ...) المائدة 45.
هل الرسول عليه السلام قتل أحدا ممن بخلوا ومنعوا الزكاة؟
ثانيا: حسب الروايات لا يوجد من قاتلهم، أو قتلهم الرسول ممن منعوا الزكاة. والذي اشتهر عنه حسب الروايات دائما، أن من قاتل مانعي الزكاة هو أبو بكر الصديق، ولم يفعلها الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، قال رسول الله عن الروح عن ربه: إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ *إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ* هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ.36/38.محمد.
الصفحة 64 جاء فيها: الصوم شرعا: هو عبادة بدنية يؤديها المسلم بامتناعه عن الأكل والشرب والمباشرة ( الفعل الجنسي) وعن أي محرم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية أداء الفرض والتقرب به إلى الله تعالى.
تعليق:
لماذا تغلب على أكثر الناس الروايات الظنية، بينما لدينا كتاب فيه أحسن الحديث، الذي قال الله تعالى في شأن الصوم: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)...187 البقرة. ولم يقل سبحانه ( إلى غروب الشمس)، بل قال سبحانه :( ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ). لكن مع الأسف ما يسمى ( بالسنة) قد قضت على القرآن العظيم في كثير من الأحكام، والله المستعان. لقد جاء في كتيب، أبو طاهر إسماعيل بن موسى الجيطالي (? - 750هـ - ?-1305م) من علماء الخمسين الثانية من القرن الثامن الهجري، نشأ في مدينة جيطال في جبل نفوسة - ليبيا. فقيه، عالم بالأدب، من أعيان الإباضية.جاء فيه في نية صوم رمضان ما يلي: أُصبح فيه صائما من طلوع الفجر إلى غسق الليل. اهـ.
إنما غُير نص الآية الكريمة (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) اعتمادا على روايات بشرية ظنية مختلفة منها على سبيل المثال ما يلي:
1818 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ.
صحيح البخاري - (ج 7 / ص 54)المكتبة الشاملة.
الصفحة 74 جاء فيها: في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار: عن أبي هريرة أن رسول الله عليه السلام قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين.
تعليق:
حسب كتاب الله تعالى القرآن العظيم، فإن الله تعالى سوف يبدل الأرض والسماوات، وجيء يومئذ بجهنم، فيكون وقودها الناس والحجارة، وكذلك الجنة ما دام الله تعالى سوف يبدل الأرض غير الأرض والسماوات، لأن الله تعالى على كل شيء قدير، وأمره إذا أراد شيئا يقل له كن فيكون.
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُوَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ*وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ*سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ*لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ*هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ.48/52.إبراهيم.
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى(23).الفجر.
وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِوَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ *فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ(24).البقرة.
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6).التحريم.
أما عن الرواية التي استدل بها، فهي من لهو الحديث، ولا أساس لها من الصحة، لأنها تناقض أحسن الحديث كتابا.
الصفحة 75 جاء فيها: مفسدات الصوم:
ثانيا: الجماع: ( العمل الجنسي) ولو من غير إنزال، سواء كان في حلال أو في حرام.
تعليق:
نجد في الصحاح ما ينسب إلى الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، أنه من سنته، فهل يمكن اتباع ما يلي من السنة؟؟؟
باب المباشرة للصائموقالت عائشة رضي الله عنها يحرم عليه فرجها 1826 حدثنا سليمان بن حرب قال عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه وقال قال بن عباس مآرب حاجات قال طاوس أولي الإربة الأحمق لا حاجة له في النساء باب القبلة للصائم وقال جابر بن زيد إن نظر فأمنى يتم صومه 1827 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم ثم ضحكت. البخاري ج 2 ص 680 قرص 1300 كتاب.
318 أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال سألت عائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل هو صائم قالت كان يصنع بنا ذلك وهو يضحك. مسند الربيع ج 1 ص130 قرص 1300 كتاب. وفي الجامع الصحيح لدار الفتح للطباعة والنشر بيروت تجدون الرواية في الصفحة 82.
الصفحة 82/83 جاء فيها: عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي عليه السلام فقال: هلكت يا سول الله قال: ( وما أهلكك؟) قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: ( هل تجد ما تعتق رقبة؟) قال: لا قال: ( فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟) قال لا، ثم جلس فأرتي النبي عليه السلام بعرق فيه تمر فقال: ( تصدق بهذا) قال فهل على أفقر منا؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج عليه منا، فضحك النبي عليه السلام حتى بدت نواجذه، وقال: ( إذهب فأطعمه أهلك). ـ لأنه هلك ـ
تعليق:
هل من المؤمنين الصادقين المخلصين العبادة لله تعالى، المتبعين الرسول وما جاء به من عند ربه، هل يصدقون مثل هذه الروايات التي تضحك الحزين؟
ماذا يستفيد الطلبة من مثل هذه الروايات المفتريات على الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام؟
الصفحة 84 جاء فيها: أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله عليه السلام ( من أصبح مجنبا أصبح مفطرا) رواه الربيع.
تعليق:
من نفس كتب الروايات عن ما كان يقوم به الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، وهو من السنة، جاء في مسلم ما يلي:
1110 حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن وهو بن معمر بن حزم الأنصاري أبو طوالة أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة رضي الله عنها ثم أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب فقال يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم فقال لست مثلنا يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي 1109 حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي حدثنا أبو عاصم حدثنا بن جريج أخبرني محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار أنه ثم سأل أم سلمة رضي الله عنها عن الرجل يصبح جنبا أيصوم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا احتلام ثم يصوم .
هل نصدق ما جاء به أبو هريرة أم ما جاءت به عائشة؟؟؟
الصفحة 85 جاء فيها:الترهيب من الفطر في نهار رمضان من غير عذر: الفطر في رمضان من غير عذر شرعي كبيرة شنيعة، واجتراء على الله تعالى، وانتهاك لحرمة شهر رمضان وفاعل ذلك يلعنه الله ، وتلعنه الملائكة والناس أجمعون، حتى ولو أخفى ذلك واستتر به عن أعين الناس، وهو من الكبائر التي توجب الخلود في النار، قال تعالى: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا(23).الجن.
وعن أبي هريرة أن رسول الله عليه السلام قال: من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة، ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه. الترمذي وغيره بألفاظ مختلفة.
تعليق:
أولا: لم يرد في القرآن العظيم أن لعن الله تعالى من أفطر في نهار رمضان من غير عذر شرعي.
ثانيا: إن الذين لعنهم الله تعالى هم: الشيطان، والذين ينقمون من الذين آمنوا.
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا*إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا*لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مفروضا.116/118.النساء.
ولعن الله تعالى الذين ينقمون من الذين آمنوا بالله، وما أنزل إليهم وما أنزل من قبل. يقول الله سبحانه: قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ*قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ.59/60.المائدة.
وهناك حالات أخرى لعن الله تعالى فيها من يستحق اللعن، منهم: الذين يكتمون ما أنزل الله تعالى من البينات والهدى من بعد ما بينه سبحانه في الكتاب. قال رسول الله عن الروح عن ربه:إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ*إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ159/160.البقرة.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ(44)وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا(45)*مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا(46).النساء.
انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا*أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا*أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا. 50/52.النساء.
وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمْ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ(68).التوبة.
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا(57).الأحزب.
ومن الذين يؤذون رسول الله تعالى، أولائك الذين ينقلون روايات عن رسول الله تعالى لا أساس لها من الصحة، بل هي افتراء على الله سبحانه ورسوله، الذي لم يتقول على الله تعالى، ولا يمكن أن يخالف ما أُنزل إليه من ربه في الكتاب ( القرآن العظيم.
أما الرواية التي تذم ويُلعن فيها من يفطر في نهار رمضان بدون رخصة شرعية، فلم يرد في القرآن نص يلعنه أبدا، إنما هو افتراء على الله ورسوله، لنر التناقض الموجود في ( الصحاح) جاء فيها: 311 أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام في كل شهر ثلاثة أيام فكأنما صام الدهر كله 312 قال الربيع بن حبيب عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله من صام رمضان ثم اتبعه بستة أيام من شوال فكأنما صام الدهر كله
مسند الربيع ج 1 ص 128 قرص 1300 كتاب.
5783 ... عن عبد الله بن عمرو قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثم ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت بلى قال فلا تفعل قم ونم وصم وأفطر... وإن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فإن بكل حسنة عشر أمثالها فذلك الدهر كله.
البخاري ج 5 ص 2272 قرص 1300 كتاب.
ماذا لو وجد طالب مثل هذه الروايات، وسأل أستاذه فكيف يكون رده يا ترى؟
إن أدوات البحث اليوم متوفرة لدى الجميع، ولسنا في عهد الظلمات يُتقبل كل قول دون رد ما يتناقض مع الفطرة والعقل السليم.
الصفحة 86/87 جاء فيها: روى البخاري عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) البقرة 183. قال ابن عباس ليست منسخوة، هي للشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينا.
ثانيا: من يفطر وتجب عليه الفدية والقضاء:
الحامل والمرضع: إذا خافت الحامل على نفسها الهلاك، أو خافت أن يتضرر جنينها.
روى أبو داود عن عكرمة أن ابن عباس قال: في قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ). كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، وهما لا يطيقان الصيام أن يفطرا فيطعمان مكان كل يوم مسكينا، والحبلى والمرضع، إذا خافتا أفطرتا وأطعمتا وفي قول آخر وهو الراجح: تفطران وتقضيان من غير إطعام، ذلك أنهما يشبهان المريض فليحقان به.[1] خطأ مطبعي وهو:( فيلحقان به). والله أعلم.
تعليق:
إن كتاب الله تعالى، ( القرآن العظيم) كتاب مبين، آياته مبينات، ومفصلا، فيه آيات محكمات، وأخرى متشابهات، ليتعثر فيها الذين في قلوبهم زيغ، أما الراسخون في العلم، المؤمنون بالله تعالى حق الإيمان، يؤمنون بالكتاب كله، لأنهم يؤمنون أنه من عند الله تعالى وحده. يقول الله سبحانه: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ، وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ(7).آل عمران.
لذا فإن الآية الكريمة (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) من الآيات البينات المحكمات، ولا لبس فيها، لأن كلمة ( يطيقونه) لا تعني إلا الطاقة والاستطاعة. جاء في معجم المعاني الجامع: طاق يطوق، طق، طوقا طيقا وطاقة فهو طائق، والمفعول مطوق. طاق: حمل المسئولية، طاق الأمر: قدر عليه بمشقة. طيقان: جمع طاق. أطاق: ( فعل) أطاق يطيق، أطق، إطاقة، فهو مطيق، والمفعول مطاق. أطاق العمل الصعب: طاقه، قدر عليه، احتمله بمشقة. أطاق عملا كان فوق طاقته: تحمله، قدر عليه. حرارة لا تطاق: لا تحتمل. لم يطق صبرا: لم يستطع التحمل أكثر.
وفي القرآن العظيم نجد أن الله تعالى يقول: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ. البقرة (249). رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.(286). البقرة.
فهل بعد هاتين الآيتين يمكن أن يفهم من الآية الكريمة (يطيقونه) أنها تعني من لا يطيق الصوم؟ لأن الله تعالى بدأ الآية الكريمة بقوله سبحانه: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183). الخطاب موجه للذين آمنوا، ثم قال: أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ. قدم الله تعالى حكم من كان مريضا أو على سفر، أن يصوم في أيام أخر. ثم تطرق الله تعلى إلى غير المريض والمسافر فقال سبحانه: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(184). البقرة. (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ) أي يطيقون الصوم ، ( يستطيعون) ولا يصومون لأمر ما، فاختاروا الفدية بدل الصوم، ثم ختم الله تعالى الآية بنصيحة وهي: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ). فلو كان الأمر غير اختياري لما قال سبحانه: ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
الصفحة 89 جاء فيها: رابعا. من يجب عليهم الفطر والقضاء: على الحائض والنفساء أن يمنعا عن الصوم، وصومهما باطل وهما عاصيتان إذا صامتا، ثم عليهما قضاء أيامهما.
عن عائشةقالت: كنا نحيض على عهد رسول الله عليه السلام فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة. متفق عليه.
تعليق:
أولا: لا يوجد نص في القرآن العظيم يحرم الصلاة والصوم على الحائض، فلا يمكن لمخلوق مهما يكن، أن يحرم أو يحل ما لم يأمر به الله تعالى، ومن يقول بإشتراك البشر في التحريم أو التحليل في شرع الله تعالى، يجب أن يراجع عقيدته في الله تعالى.
ثانيا: أكثر الروايات كانت عن عائشة، إن لم أقل كلها، بمعنى روايات أحادية، وليست متواترة. والروايات الأحادية والمتواترة لا يمكن أن تقضي على القرآن العظيم أبدا.
ثالثا: حسب النص الذي جاء في الصفحة 89 (على الحائض والنفساء أن يمنعا عن الصوم، وصومهما باطل وهما عاصيتان إذا صامتا، ثم عليهما قضاء أيامهما.)
فهذا رأي من الآراء البشرية، وليس حكما ربانيا، لأن الرحمان الرحيم، رحيم بعباده ولم يجعل لعباده في الدين من حرج، أما ما جاء في الصفحة فهو قاس، لأن الحائض التي تصوم وحكم عليها أنها عاصية إذا صامت ثم عليها قضاء أيامها، بمعنى صومها الأول لم يقبله البشر منها، فعليها قضاء أيامها.
رابعا: كلنا يعلم أن السيدة خديجة بنت خويلد، زوج النبي الأولى قد عاشت معه قبل البعثة، وبعدها عشرة أعوام من أفضل ما عاشه النبي معها، لماذا لا نجد روايات عنها عن الصلاة والصوم أيام الحيض، ووجدنا الروايات الكثيرة عن عائشة، منها ما يحتمل الصواب، ومنها ما يحتمل الكذب على الله تعالى ورسوله عليه السلام.
لنر مصدر هذا الحكم البشري، وما قيل عن رواة، رواية تحريم الصلاة وقضاء الصوم.
باب وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة 335 حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن معاذة ح وحدثنا حماد عن يزيد الرشك عن معاذة ثم أن امرأة سألت عائشة فقالت أتقضي إحدانا الصلاة أيام محيضها فقالت عائشة أحرورية أنت قد كانت إحدانا تحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا تؤمر بقضاء 335 وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد قال سمعت معاذة أنها سألت عائشة أتقضي الحائض الصلاة فقالت عائشة ثم أحرورية أنت قد كن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضن أفأمرهن أن يجزين قال محمد بن جعفر تعني يقضين 335 وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عاصم عن معاذة قالت ثم سألت عائشة فقلت ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة فقالت أحرورية أنت قلت لست بحرورية ولكني أسأل قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.
مسلم ج 1 ص 265 قرص 1300 كتاب.
فمن هو أبو الربيع الزهرانيوهو ممن روى حديث قضاء الصوم وعدم قضاء الصلاة، وقد روى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. الذي قيل فيه ما يلي:
434 ق بن ماجة عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو القاسم العمري المدني نزيل بغداد روى عن أبيه وعمه عبيد الله وهشام بن عروة وسهيل بن أبي صالح وسعيد المقبري وغيرهم وعنه أبو الربيع الزهراني وسريج بن يونس وعبد العزيز الأويسي ومحمد الجرجرائي ومحمد بن مقاتل المروزي والحسن بن عرفة وغيرهم قال أبو طالب عن أحمد ليس بشيء وقد سمعت منه ومزقته وكان يقلب حديث نافع عن بن عمر يجعله عن عبد الله بن دينار وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه أحاديثه مناكير كان كذابا وقال عباس الدوري عن بن معين ضعيف وقد سمعت منه وقال مرة ليس بشيء وقال بن أبي حاتم عن أبي زرعة متروك الحديث وترك قراءة حديثه وقال أبو حاتم كان يكذب وهو متروك الحديث أضعف من أخيه القاسم وقال الجوزجاني القاسم وعبد الرحمن العمريين بنو الحديث جدا وقال أبو داود لا يكتب حديثه وكذا النسائي وزاد ليس بثقة وقال مرة متروك الحديث وقال البخاري ليس ممن يروي عنه وقال في موضع آخر ليس بالقوي يتكلمون فيه مات سنة ست وثمانين ومائة وكذا أرخه أبو مصعب الزهري وزاد في بنو له في بن ماجة حديث واحد في العيدين قلت وذكر له بن عدي حديثه عن سهيل كلم الله البحر الشامي ثم قال وهذا الحديث لا يساويه غيره وهو أفظع ما أنكر عليه ما ذكرت وعامة ما يرويه مناكير إما إسنادا وإما متنا وقال الدارقطني ضعيف متروك وقال البخاري سكتوا عنه وقال بن حبان كان يروي عن عمه ما ليس من حديثه وذاك أنه كان يهم فيقلب الإسناد ويلزق المتن بالمتن ففحش ذلك في روايته فاستحق الترك وقال الزبير بن بكار ولي القضاء للرشيد وقال نعيم الأصبهاني حدث عن أبيه وعمه وسهيل وهشام بالمناكير.
تهذيب التهذيب ج 6 ص 193 قرص 1300 كتاب.
يزيد الرشك. ممن روى حديث قضاء الصوم وعدم قضاء الصلاة.
616 ع الستة يزيد بن أبي يزيد الضبعي مولاهم أبو الأزهر البصري الدراع المعروف بالرشك روى عن خالد الأبح وعبد الله بن أنس ومطرف بن عبد الله بن الشخير وأبي زيد الأنصاري وأبي المليح الهذلي ومعاذة العدوية وعنه شعبة ومعمر وعبد الوارث بن سعيد وحماد بن زيد وجعفر بن سليمان وأبو قدامة وأبان العطار وسليم بن حيان وابن علية قال أبو طالب عن أحمد صالح الحديث روى عنه شعبة وقال بن أبي خيثمة عن بن معين ليس به بأس والرشك هو القسام وقال الدوري عن بن معين صالح صالح وقال أبو زرعة وأبو حاتم والترمذي ثقة وقال النسائي ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات وقال كان غيورا فسمي بالفارسية أرشك فقيل الرشك ويقال القسام لأنه مسح مكة قبل أيام الموسم فبلغ كذا وكذا ومسح أيام الموسم فزاد كذا وكذا وقال سعيد بن عامر عن المثنى بن سعيد بعث الحجاج يزيد الرشك لى البصرة فوجد طولها فرسخين وعرضها خمسة دوانق وقال بن الجوزي الرشك بالفارسية الكبير اللحية وروى جعفر بن سليمان الضبعي قال كنت أسمع بكاء يزيد الرشك هو يومئذ بن مائة سنة وقال بن منجويه مات سنة ثلاثين ومائة بالبصرة قلت هو قول بن حبان بنصه وفيها أرخه خليفة وابن سعد وقال كان ثقة وقال بن شاهين ضعفه بن معين وقال بن أبي خيثمة ثنا يزيد بن معين قال كان علية يضعفه وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم.
تهذيب التهذيب ج 11 ص 325 قرص 1300 كتاب.
هذه مجرد عينة عن رواة الحديث، وما قيل فيهم من جرح وتعديل متناقض، لأن ذلك كله مما كتبت أيدي البشر، فأصبح حديثهم يقضي على كتاب الله تعالى كما جاء في شرح النيل وشفاء العليل ( فقال رجل: فقراءة القرآن يا رسول الله؟ فقال: ويحك! ما قراءة القرآن بغير علم؟ وما الحج بغير علم؟ وما الجهاد بغير علم؟ أما بلغك أن السنة تقضي على القرآن؟ والقرآن لا يقضي على السنة. والقضاء التبيين والتخصيص. شرح النيل ج 5 ص 337.
الصفحة 96 جاء فيها: تلاوة القرآن والإكثار من الصدقات وفعل الخير:
عن ابن عباس قال: كان رسول الله عليه السلام أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة.رواه البخاري والنسائي.
تعليق:
رغم أن الله سبحانه على كل شيء قدير، إلا أنه حسب القرآن العظيم، لم ينزل جبريل، على رسول الله، عليهما السلام إلا مرتين، ليبلغه الرسالة، ولم يذكر الله تعالى ( غار حراء) المشهور. يقول الله سبحانه: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى*مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى*وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى*ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى*وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى*ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى*فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى*فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى*مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى*أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى*وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى*عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى*لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى.1/18 النجم. صدق الله العظيم.
أما إذا نزلنا إلى الروايات فقد نزل على الرسول جبريل عليهما السلام عدة مرات، ومنها يوم كان يحاول النبي أن يتردى من شواهق الجبال ليقتل نفسه، لما فتر الوحي عنه، جاء في البخاري ما يلي:
5333 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا.
صحيح البخاري - (ج 18 / ص 74) المكتبة الشاملة.
6467... وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ.
صحيح البخاري - (ج 21 / ص 329) المكتبة الشاملة.
هل المؤمن الصادق في إيمانه، يصدق مثل هذه الروايات المنسوبة إلى الرسول عليه السلام، والذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى؟؟؟ وقد عصمه الله تعالى في تبليغ الرسالة، كما عصمه من الناس. يقول الله سبحانه: يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67).المائدة.
الصفحة 103 جاء فيها:خامسا. صيام المرأة وزوجها حاضر: لا يجوز للمرأة أن تصوم غير رمضان وزوجها حاضر إلا بإذنه.
عن أبي هريرة أن النبي قال: ( لا تصم المرأة يوما واحدا وزوجها شاهد إلا بإذنه، إلا رمضان). أحمد، البخاري، ومسلم. وعن ابن عباس عن النبي عليه السلام، ( ومن حق الزوج على الزوجة أن لا تصوم تطوعا إلا بإذنه، فإن فعلت جاعت وعطشت، ولا يقبل منها، ولا تخرج من بيته إلا بإذنه... الطبري.
تعليق:
سؤال فرض نفسه: هل من حق الزوجة كذلك، أن لا يصوم زوجها النوافل إلا بإذنها؟
في نظري هذه روايات تخالف الآيات القرآنية، لأن الله تعالى لم يفرق بين المسلمين والمسلمات والصائمين والصائمات، فمن يعمل من الصالحات مثقال ذرة خيرا يره، سواء كان ذكرا أم أنثى.
قال رسول الله عن الروح عن ربهفي أحسن الحديث: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(35).الأحزاب.
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا(124). النساء. مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ(40).غافر.
صدق الله العظيم.إن هذه الآيات البينات تدحض ما نسب إلى الرسول من قول افتراء عليه.
الصفحة 110 جاء فيها: تعريف الحج: الحج لغة: هو القصد. يقال حججت بيت فلان إذا قصدته وأكثرت الذهاب إليه.
الحج شرعا: هو القصد إلى بيت الله الحرام لأداء المناسك المشروعة في وقت مخصوص بنية أداء الفرض، والتقرب إلى الله تعالى.[2]
الحج واجب بالكتاب والسنة والإجماع. فمن الكتاب قوله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ(97).آل عمران.
ومن السنة: عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله عليه السلام فقال: أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا. رواه مسلم.
تعليق:
الملاحظة الأولى: لماذا لم يكتف بالنص القرآني، المهيمن على السنة والإجماع وغير ذلك؟ أم أن الله تعالى صدق، ,وأكيد صدق لما قال: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ* سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ*أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ.52/54.فصلت.
قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًايَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ(52).العنكبوت.
ثانيا: إليكم الرواية كما وردت في كتاب مسلم.
باب فرض الحج مرة في العمر 1337 وحدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثم أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه. مسلم ج 2 ص 975 قرص 1300 كتاب.
الصفحة 112 جاء فيها: شروط الحج نوعان: أولا شروط صحة: لا يصح الحج إلا بها. وهي: الإسلام، العقل، ودخول زمنه.
الإسلام: لأنه شرط في كل عبادة، إذ لا تصح عبادة مشرك ولا تقبل منه لأنه ليس من أهل العبادات، وكذا اليهودي والنصراني والمجوسي. قال تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ. المائدة 27. وهؤلاء ليسوا بمتقين.
تعليق:
هل فوَّضَ الله تعالى مخلوقا ليميز بين المتقين وغير المتقين؟ وهل يمكن لمخلوق أن يميز بين المتقي، والمشرك، والكافر؟ فلا يعلم ما تخفي الصدور إلا الله تعالى العليم بما تخفي الصدور. قال رسول الله عن الروح عن ربه: الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ*وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ* يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ.17/19.غافر.
يقول الله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ*وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ*وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ*لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْوَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ*ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ*ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ*حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ*ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ*لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ*وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ*الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْوَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِ الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ.25/35.الحج.
الجواب من أحسن الحديث: وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ*وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ*وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور*وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.20/23.لقمان.
الصفحة 113 جاء فيها: زمن الحج: وهو أشهره المعلومة وهي: شوال وذو القعدة، وعشرة أيام من ذي الحجة. قال تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ. البقرة 196.
تعليق:
نعم، للحج أشهر معلومات. (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)(36). التوبة. فحسب القرآن العظيم فهي الأربعة أشهر المتتالية التي حرم الله تعالى فيها القتال، ـ وهي شوال، ذو القعدة، ذو الحجة، ومحرم. لقد حرم الله تعالى القتال فيها، خاصة عند المسجد الحرام. يقول الله سبحانه: وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ*فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ*وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ.191/193. البقرة.
الصفحة 115 جاء فيها: الإنابة في الحج: يجوز للمرأة أن تحج نيابة عن الرجل.
عن ابن عباس أن امرأة من خثعم قالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على العباد في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: ( أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه أكنت قاضية عنه؟) قالت: نعم،قال: ( فذاك ذلك) وفي رواية ( فذلك كذلك). رواه الجماعة ورواه الترمذي بإسناد صحيح عن ابن عمر.
تعليق:
أولا: بالنسبة للدَّيْن، فلا ميراث، إلا بعد تنفيذ الوصية والدين، فلا مقارنة بين أن يكون المتوفى مدينا بدين للعباد وبين العبادات والشعائر أبدا. لأن الله سبحانه يقول متحدثا عن الدَّيْن للعباد ( غير مضار) وليس عن دين الله تعالى: (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ) النساء 11. (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ...مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ...مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ. النساء 12.
أما العبادات: الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، فلا يمكن الإنابة فيها، لأن ذلك خاص بكل نفس، ويوم القيامة توفى كل نفس ما كسبت، ولا تزر وازرة وزر أخرى أبدا. قال رسول الله عن الروح عن ربه: قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(164).الأنعام.
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(281).البقرة.
فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(25).آل عمران.
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍتَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(30).آل عمران.
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(111).النحل.
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ(38).المدثر.
ألا تكفي هذه الآيات لدحض ما أورده الترمذي والجماعة؟
الصفحة 117 جاء فيها: ويجوز للذي لم يحج عن نفسه أن يحج عن غيره إذا كان هذا الغير لا يستطيع الحج بنفسه بدنيا.
تعليق:
إذا كان الإنسان لا يستطيع الحج بدنيا، فقد رفعت عنه فريضة الحج، بصريح الآية الكريمة: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ(97).آل عمران.
والاستطاعة يدخل فيها القدرة البدنية، القدرة المالية، وتيسير السبيل إلى الحج، لأن العقبة الكبيرة هي أن الحج يكون بالقرعة، وليس بالسهل الفوز بها، لأن أولي الأمر لم يفقهوا بعد، أن الحج يمكن أن يكون في الأشهر الأربعة التي حرمها الله تعالى من أجل الحج فيها، لأنهم لا يتدبرون القرآن العظيم، ولأنهم لا يحيدون عما وجدوا عليه آباءهم.
أما الذين كفروا فإن الله تعالى غني عن العالمين، لأنه ربما يحج البعض كل عام لكنه كافر بما أنزل الله تعالى ويشرك به تعالى أولياء وكتب البشر.
الصفحة 133 جاء فيها: 6 عقد النكاح: وسواء كان لنفسه كأن يعقد على امرأة أو لغيره بولاية أو وكالة.
تعليق:
حسب الروايات لقد فعلها النبي فتزوج وهو محرم، وفي رواية في مسند الربيع تزوج بخالته ميمونة.
1706 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
صحيح البخاري - (ج 6 / ص 372) المكتبة الشاملة.
519 أبو عبيدة قال بلغني عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب 520 قال الربيع قال ضمام بن السائب عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بخالته ميمونة بنت الحارث وهو محرم.
مسند الربيع ج 1 ص 209 قرص 1300 كتاب.وفي الجامع الصحيح دار الفتح للطباعة والنشر بيروت، تجدون الرواية في صفحة 140.
الصفحة 152 جاء فيها:الواجب الرابع من واجبات الحج ( في منى).
رمي جمرة العقبة بعد طلوع الشمس من اليوم العاشر الذي هو يوم النحر. عن ابن عباس قال: قال رسول الله عليه السلام لضعفة (أهله لا ترمواالجمرة حتى تطلع الشمس.
تعليق:
أولا: لقد اصدر رجال الدين السعوديون من زمان فتوى برمي جمرة العقبة في كل وقت تيسر.
ثانيا: الصالحون من العباد هم المَرْجُومُونَ، حسب القرآن العظيم، والذين يَرجُمُونَ هم الضالون المشركون. قال رسول الله عن الروح عن ربه: قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا(46).مريم.
قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ(91).هود.
قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَانُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنْ الْمَرْجُومِينَ(116).الشعراء.
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18).يس.
وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِي(20).الدخان.
إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا(20).الكهف.
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(36).آل عمران.
وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ(17).الحجر.
ثالثا: لو كان ( الرجم) من مناسك الحج لذكره الله تعالى في القرآن العظيم كما ذكر تفاصيل مناسك الحج من طواف بالبيت، وطواف بين الصفا والمروة، الوقوف بعرفات، الإفاضة إلى المشعر الحرام، نحر الهدي والحلق ثم طواف الإفاضة، وتنتهي مناسك الحج في أيام معدودات.
أخيرا بالنسبة للملاحظات التي قدمت فهي من وجهة نظري فقط، لأني سوف أقرأ ما كتبت يوم أُعطى كتابي، ونَشهد على بَعضنا البعض. (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) 3 البروج. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله تعالى بقلب سليم، فأنتم أعلم مني ما ينفع وما يضر، فإن كان هناك اختلاف في المفاهيم، فهذا من سنة الله تعالى الذي جعل الناس مختلفين ولذلك خلقهم. وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. هود 118م119.وهذا الاختلاف ليبلونا الله تعالى أينا أحسن عملا، وأرجو أن نكون جميعا ممن أحسنوا العمل وأخلصوا لله تعالى عملهم. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ. الملك.2.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.
دعوة للتبرع
تقصير الثياب: اعلم ان تقصير الثيا ب لا شأن له بالاس لام ....
نقد أهل الكتاب: لقد اعترض تَ في أكثر من موضع على ما ينشر في...
حجة: لفت نظرى إستشه ادك بالآي ة 83 و 149 عن الحجة...
أسباب النزول: رفضك للأحا ديث المسم اة ( أسباب النزو ل ) هل...
المس الشيطانى: هل المسّ موجود في القرآ ن؟ إذا نعم ماهو...
more