متى يتحرر العقل العربي!؟
متى يتحرر العقل العربي!؟
تعلمون أحبتي جيدا, إن تحرير العقل ( الفكر الإنساني ) هو ضرورة قصوى ليبين من خلاله آدمية وإنسانية هذا الإنسان, وأعتقد جازما إن العقل والفكر الإنساني هو وجه التكريم الإلهي الرباني لهذا الإنسان بالمقارنة مع بقية خلق الله جميعا. عندما يُقمع هذا العقل, يتحول الإنسان مباشرة إلى بهيمة خرساء, لا تفقه ولا تميز بين الخبيث والطيب والحلال والحرام والإيمان والكُفر والإنسان والحيوان ويتحول الناس إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف, وهذا ما يميز واقعنا العربي والمدعي للإسلام.. للأسف الشديد!!!
حرصت جميع الأنظمة القمعية الدكتاتورية البطشية ( أنظمة الوراثة والأُسر الحاكمة ) ومؤسساتهم الدينية المذهبية السُنية والشيعية ومشرعيهم وكهنوتهم غير الشرعيين, منذ أكثر من 1200 عام, والتي قامت على أديان أرضية وضعية مذهبية ملكية فُرضت على الناس بالقمع والبطش والحديد والنار والجيش والشرطة والملاحقات والسجون والتعذيب!! حرصت هذه الأنظمة ومؤسساتهم الدينية على ضرورة تغييب العقل, ليتحول الإنسان إلى بهيمة!! ولتحقيق ذلك, فإن أول خطوة قاموا بها هي تغييب وقمع العقل, كمصدر للفكر والوعي والفقه والتدبُر والإختلاف والإختيار!! وهذه تجدها واضحة تماما حينما قاموا بتحريف ( مع سبق الإصرار والترصُد ) تفسيرات القرآن الكريم؟؟ وتجد أخطرها وأبشعها تحريفا!! هو تحويل النبي محمد ( عليه السلام ) من رسول رحمة للعالمين ولكافة الناس بشيرا ونذيرا ( أُمَي ) حرفوا تفسيرها ليكون جاهلا للقراءة والكتابة!!! وأخذوا من القرآن الكريم قوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) وفرضوا على الناس أن يكون قدوتهم الحسنة نبي جاهل للقراءة والكتابة!! وإن من يقرأ أو يكتب فهو كافر؟؟؟ ومكروا مكرا كبارا وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال, وبدأ الإنهيار والإنحطاط الحضاري والإنساني منذ لحظة قمع العقل البشري والفكر الإنساني, ولضرورة أن نعلم إنه لا تقوم الأمم والحضارات إلا بالقلم ( العلم والوعي والفكر الإنساني )
أنا أعتقد يقينا إنه على عاتقنا تقع مهمة ومسؤولية إستنهاض وعي هذه الأمة المُستضعفة في الأرض ضد من طعنوا في ديننا ( ممالك وأسر حاكمة ) وأئمة وكهنوت الكُفر والشقاق والإرهاب والنفاق, ولضرورة إيقاظ الأمة من سباتها العميق وبكل الوسائل والطرق الممكنة, وإلى متى سنظل كالأنعام بل أضل سبيلا!! ويجب أن تتكاثف كل جهود المفكرين والعُقلاء والمثقفين.. كما لا يجب أن نعطي هذه الأنظمة الدكتاتورية الباطلة الفاشية القمعية غير الشرعية ومشرعيهم, الفرصة لأكثر مما وصلنا إليه من حضيض وأسفل السافلين بين الأمم, للأسف الشديد.
وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) التوبة
اجمالي القراءات
1208