محمد عبد المجيد Ýí 2007-08-12
أوسلو في 16 مارس 2007
هل كانت الملائكة تستشرف المشهد العراقي وهي تقول لرب العزة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟
إذا أردت أن تختبر قوة ذكائك أو غبائك فعليك بمحاولة فهم ما يجري في العراق، والنتيجة معروفة سلفا.
كنا نظن اللبنانيين لعبة في أيدي القوى الأجنبية، وأن كل لبناني مشروع تفتيت وطن صغير مقام فوق نظام طائفي هش، أما الآن فنرى اللبنانيين حكماء السياسة مقارنة بأبناء الرافدين.
ماذا لو امتنع العراقيو;يون لمدة شهر واحد عن الحديث في الدين، أو معرفة الطائفة أو المذهب، ويتم تغيير الأسماء فيصبح عمر جعفرا، ويضحى الصدر أبا بكر، ويصلى المسلمون في بيوتهم، ويمتنع العراقيون عن حضور أي تجمع ديني أو طائفي أو خيري أو مذهبي أو زيارة مكان مقدس أو اعطاء اشارة بمعتقداته؟
إنه مجرد سؤال لا أبحث عن اجابته فأغلب الظن أن من سيخوض في الاجابه سيفصح عن هويته الدينية، وسينحاز قطعا إلى سيارة مفخخة بغض النظر عن مذهب أو طائفة المنتحر داخلها.
إذا أردت أن تتعلم كيف تجعل السياسة فنا في الغباء فعليك التسلل إلى البيت الأبيض، وحضور اجتماع قادة القطب الأوحد في المكتب البيضاوي، وهنا ستتعجب من أن موريتانيا لم ترسل جيوشها لاحتلال الولايات المتحدة الأمريكية، واجبار الساسة الأمريكيين على حضور دروس في ألف باء السياسة.
بعد قليل ربما يهمس الرئيس الأمريكي في أذن الدكتورة كوندي سائلا إياها عن موقع العراق على الخريطة، وهل هو في أفريقيا أم يطل على بحر قزوين!
لكنه يقرر ارسال مزيد من الجنود الشباب وأكثرهم لم يبلغوا العشرين من العمر، ويقنعهم أنهم يقومون بحماية كازينو لاس فيجاس عن طريق احتلال الرمادي والفالوجة.
معذرة فهذا الجندي الوسيم الذي ودعته خطيبته في مانهاتن منذ عدة أيام لا تزال طعم قبلتها في فمه، ومهمته الآن العودة سريعا إليها، فلا بأس من قتل هؤلاء المتوحشين العراقيين حتى لو احتموا في مسجد.
يسأل زميلا له في ثكنة عسكرية بعيدة تماما عن أهل البلد: ماذا نفعل هنا؟
الاجابة سيجدها زميله وهو يودعه بعد أن انفجرت دبابته في عُرض الطريق، وانتقل إلى العالم الآخر معه خمسون عراقيا ما بين مدني وشرطي.
تتسلم خطيبته متعلقاته بعد فترة وجيزة، لكن أغلب الأمريكيين لم يطرحوا على أنفسهم هذا السؤال: ماذا نفعل في العراق؟
لماذا لا يرتدي مايكل مور اليونيفورم ويحارب هؤلاء المتوحشين على شاطيء دجلة؟
مئة وخمسون ألف عسكري أمريكي يختبئون في المنطقة الخضراء، لكن الرئيس يرسل أكثر من عشرين ألفا آخرين متمنيا أن يستقبل نعوش أقل من نصفهم ليقنع أبناء شعبه أن الانتصار قادم لا محالة.
حكومة فيشي العراقية تستعد هي أيضا للهروب، وكل واحد يحلم ببيت في لندن أو برمنجهام أو شيكاجو أو ميامي، وفي هذه الحالة لن يحفل العراقي الهارب كثيرا بطائفته أو مذهبه أو هويته الشخصية، وربما يلتقي كل خصوم الأمس، ويسهروا جميعا لدى أحد الأكراد، ويبدأ حديث النوستالجي والغربة والتحسر على الوطن، ثم الاستماع لأغنية قديمة لناظم الغزالي.
هل سمعت عن عراقي عاقل؟
الهزيمة الأمريكية في فيتنام على شط العرب، أعني في العراق لا تحتاج لأكثر من أن تنظر إلى ساعة الحائط وتنتظر دوران العقرب الصغير مئة مرة أو ألفا أو عدة آلاف، لكن آخر جندى أمريكي سيقف تحية للعلم في مطار بغداد الدولي يبدو ظاهرا في الأفق.
معذرة ديك تشيني فأرباحك من بيع النفط ستقل عدة مليارات.
يسأل جورج بوش وزير دفاعه عن عدد الجنود الأمريكيين الذين تفحمت جثثهم وهم يدافعون عن امبراطورية الحرية ( مع اعتذارنا لروح مارتن لوثر كينج والهنود الحمر ) فيقول بصوت مرتفع: أقل من أربعة آلاف سيدي ، ثم يهمس قائلا: أما الرقم غير المعلن فهو ...
يذهب الرئيس الأمريكي إلى الكنيسة ليشكر الرب، ويوقد شمعة، ويتمتم بكلمات للعذراء، لكنه لا يسمع المسيح وهو يقول: أيها القتلة، ماذا كنتم تفعلون هناك؟
العراقيون منشغلون بلملمة أشلاء أبنائهم، ولكن لا مانع من مناقشة موقعة الجمل أو خلاف حدث منذ أربعة عشر قرنا، وسيأتي الوقت قبل يوم القيامة بقليل الذي يكتشف فيه السُنّة والشيعة أن كتب التاريخ ضحكت عليهم أكثر مما سخر منهم الأمريكيون بديمقراطيتهم.
الوقت متأخر فقد نُفخ في الصور، وجمعناهم فلم نغادر منهم أحدا، وعُرضوا على ربك صفاً..
المقاومة العراقية الشريفة ضد قوات الاحتلال ترفض مطاردة قوى الارهاب العفنة التي تفجر سيارات الحقد في أجساد الأبرياء. الارهابيون يختبئون خلف المقاومة. المقاومة ترفض قتال الارهابيين.
أحمد الجلبي يشتري بيتا في لندن بعيدا عن فرع بنك بترا الأردني، وكل القضاة العراقيين يتقدمون بأوراق أولادهم في مدارس خاصة بريطانية أو أمريكية. مُخرج أمريكي يستعد بعد عدة سنوات لاخراج فيلم عن هزيمة الأمريكيين في العراق. يجمع إبليس كل من في المشهد العراقي ويصفعهم على أقفيتهم، ثم يحتضنهم فردا ..فردا !
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
دعوة للتبرع
تقديس التاريخ: لا يخفى عليك ما نعيشه اليوم من ثورة فكرية ونبش...
الزنا وأشياء أخرى: الزنا بين رجل وامرأ ة محرم هو يكون بتراض ي ...
يوسف يطلب وظيفة: بتعبي رنا المعا صر يوسف الصدي ق أصبح وزير...
رهائن / رهينة : أعيش فى ولاية أمريك ية متهمة بالتع صب . ومن...
البخل كتمان المال: الله تبارك و تعالي يقول في سورة النسا ء ...
more