قراءة فى كتاب أحكام الأصم في الشريعة
قراءة فى كتاب أحكام الأصم في الشريعة
معدا الكتاب هما عبد الرحمن بن عبد العزيز اللاحم وعبد العزيز بن محمد الجميلي وهو يدور حول أحكام ألصم فى الإسلام ومع هذا لم يذكرا نصا من الوحى فى الموضوع ,إنما كلها آراء بشرية وقد استهلا البحث بتعريف الأصم فقالا:
"أولا تعريف الأصم:
هناك تعريفات كثيرة ومتقاربة في تعريف الأصم منها:
- الأصم: هو الفرد الذي يعاني من عجز سمعي إلى درجة (فقدان سمعي 70 ديسبل فأكثر) تحول دون اعتماده على حاسة السمع في فهم الكلام سواء باستخدام السماعات أو بدونها.
وضعيف السمع: هو الفرد الذي يعاني من فقدان سمعي إلى درجة (فقدان سمعي 35 - 69 ديسبل) يجعله يواجه صعوبة في فهم الكلام بالاعتماد على حاسة السمع فقط، سواء باستخدام السماعات أو بدونها .
- الصم: هم أولئك الذين يولدون فاقدين للسمع تماما أو الذين يفقدون السمع لدرجة تكفي لإعاقة بناء الكلام واللغة، وأيضا الأطفال الذي يفقدون السمع في مرحلة الطفولة المبكرة قبل تكوين الكلم واللغة بحيث تصبح القدرة على فهم الكلام واللغة من الأشياء المفقودة بالنسبة لهم للأغراض العلمية.
وضعاف السمع: هم أولئك الأطفال الذين تكونت لديهم مهارة الكلام والقدرة على فهم اللغة، تطورت لديهم بعد ذلك الإعاقة في السمع، مثل هؤلاء الذين يكونون على وعي بالأصوات ولديهم اتصال عادي أو قريب من العادي بعالم الأصوات الذي يعيشون "
ونجد الباحثان هنا يفرقان بين ثلاثة:
الأصم من الولادة والأصم فيما بعد وضعيف السمع ولا يمكن تسمية ضعيف السمع أصم
وتحدثنا عن علامات الصمم أو ضعف السمع فقالا:
"ثانيا: المؤشرات الدالة على وجود إعاقة سمعية:
1 - تظهر على المصاب عيوب في الكلام مع أصوات غير واضحة وغريبة والالتزام بنبرة صوت واحد عند التحدث، أو بحذف بعض الحروف.
2 - يلاحظ عليه الضعف العام في حالته خاصة في الاختبارات الشفوية.
3 - الرغبة في العزلة والبعد عن الأنشطة التي تتطلب مهارات شفوية.
4 - الشكوى من الآلام في الأذن أو صعوبة في السمع، وعدم الارتياح لوجود أصوات غريبة في الأذنين أو رنين مستمر.
5 - الحرص على الاقتراب من مصادر الصوت، ورفع صوت المذياع أو التلفاز بشكل مزعج للآخرين.
6 - يقوم بلف رأسه ويميل جانبا نحو المتكلم ليسمع أكثر.
7 - أعراض البرد المتكررة وإفرازات في الأذن وصعوبة في التنفس نتيجة للالتهابات في الأذن الوسطى أو في مجرى النفس"
ثم تعرضا لأسباب الإصابة بالصمم وضعف السمع فقالا:
"ثالثا: أسباب ضعف السمع والصمم:
1 - أسباب خلقية مثل الضيق العظمي في جهاز السمع.
2 - أسباب وراثية.
3 - إصابة الأم أثناء الحمل بمرض معدي مثل الحصبة الألمانية في الثلث الأول من الحمل.
4 - تناول الأم بعض الأدوية ذات الآثار القوية أثناء الحمل مثل الكينا والاستربيومايسين والكانامايسين.
5 - أمراض الوليد خاصة الابتسار، أو الاختناق، أو الاعتلال الدماغي بالصبغة الصفراوية نتيجة عدم تجانس فصائل الوالدين.
6 - التهاب النكفية (نكاف).
7 - الحصبة.
8 - التهاب السحايا.
9 - تناول عقاقير ضارة للسمع لعلاج الأمراض أهمها هايدرواستربتومايسين وكانايسين.
10 - التهاب الأذن الوسطى الحاد والمزمن.
11 - وجود أجسام غريبة داخل الأذن -وهذا يمكن للطبيب إزالتها ويستعيد الطفل سمعه.
12 - ثقب طبلة الأذن المزمن."
وكل ما سبق عدا التعريف لا يدخل فى ضمن أحكام ألصم فى الوحى وتعرضا لما سموه خصائص المعاق سمعيا فقالا :
"رابعا: بعض خصائص المعاقين سمعيا:
عالم الأصم عالم صامت، يغمره السكون والهدوء ما لم يمر أمام ناظري الأصم ما يلفت انتباهه، وهو عالم معافى من سماع الضجيج والصخب أيا كان مصدره، وفي الوقت نفسه فالأصم محروم من سماع صوت أمه الحنون وهي تناديه بألطف الألقاب وأعذبها، ومن سماع القرآن الكريم والتغني به، وسماع تغريد الطيور، وصوت الرعد ... بل ومن سماع الكلمات الجميلة والأساليب الرفيعة التي يخاطب بها الأباء والأمهات، ويخاطب بها الناس بعضهم بعضا، ولعل عدم سماع الأصم أساليب الكنايات والتعريض هو الذي جعلهم أكثر صراحة واختصارا أثناء أحاديثهم، وربما جعلهم أكثر حدة وأبعد عن المجاملة والتعريض. ومن المهم جدا على والدي الأصم أن يشجعا ابنهما على تقبل الإعاقة ولا يشعرانه بالتهميش أو النقص مما يلجئ الأصم إلى شيء محبب لنفسه وهو العزلة والانسحاب من مجتمع الناطقين، ومن الملاحظ على الصم عموما الاستعداد للاندماج والتفاعل مع الناطقين في عمر الطفولة، ثم يقل ذلك تدريجيا -ما لم يتدارك ببرامج مدروسة- كلما تقدم بهم العمر وأدركوا خطورة إعاقتهم، والبعد المعرفي بينهم وبين أقرانهم في العمر."
وتحدث عن تأثير الاعاقة السمعية على المعاقين فقال:
"ويختلف تأثير الإعاقة السمعية على المصاب حسب: نوع الإعاقة السمعية، وعمر الشخص عند حدوث الإعاقة، وشدة الإعاقة، وسرعة حدوث الإعاقة، والقدرات السمعية المتبقية ومدى استثمارها .. وغير ذلك من الطبيعي أن يكون لدى المعاق سمعيا تأخر لغوي كبير واختزال لكثير من المعاني المتعددة التي تدل عليها اللفظة الواحدة، ويتبع هذا التأخر اللغوي تأخر في الجانب المعرفي والتحصيلي، وقد أثبتت الدراسات أن المعاقين سمعيا يتأخرون دراسيا عن أقرانهم العاديين من ثلاث إلى خمس سنوات هذا المتوسط العام، ويتضاعف هذا التأخر مع تقدم عمر المعاق سمعيا، وقد وجد الباحث فورث 1917 م أن المتوسط العام لمستوى القراءة للتلاميذ المعاقين سمعيا لا يتجاوز الصف الثالث الابتدائي بالنسبة للعاديين، وهذا لا يعني عدم وجود بعض الأذكياء من المعاقين الذي يتجاوزون هذا المستوى، إذا أثبت الباحث نفسه أن 10% فقط من المعاقين سمعيا يستطيعون القراءة بمستوى أعلى من مستوى طالب في العاشرة، وأن فئة نادرة جدا منهم يجيدون فهم اللغة إلى حد أن يقرؤوا كتابا جامعيا. أما من حيث الأداء الذهني والعقلي لدى المعاقين سمعيا فقد أثبتت الدراسات أن ذكاء الأطفال العاديين، وأن متوسط الذكاء بين مجتمع المعاقين سمعيا يعتبر مشابها لنظيره بين أفراد المجتمع العاديين، لكن عجز المعاقين سمعيا وقصورهم اللغوي يحول دون النمو الذهني المطرد الذي يتمتع به العاديون، لارتباط كثير من الوسائل والتمرينات الذهنية على اللغة، ويشير كثير من علماء النفس إلى ارتباط القدرة العقلية بالقدرة اللغوية "
وكل ما سبق هو كلام منقول من الغرب وهو كلام لا أساس له من وحى الله
وأما ما الشريعة قهى تفرق بين نوعين من الصمم :
الأول الصمم المولود به الإنسان وهو ما يجعله غير مكلف وغير عاقل لأن وسيلة توصيل الوحى لها غير موجودة وهو يسمى أصم أبكم ومن ثم قال تعالى :
"ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شىء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم"
الثانى الصمم المحدث وهى إصابة الفرد به فى مرحلة ما من العمر وهذا الفرد إذا كان تعلم الكلام والقراءة والكتابة فقد أصبح مكلفا عاقلا يمكن إيصال الوحى له عن طريق الكتابة ومن ثم فهو لا يدخل ضمن الصم
ومن ثم فالأصم الأبكم ليس عليه أحكام فى الشرع لأن وسيلة الاتصال وهى سماع القول أى الكلام غير موجودة وهى مناط التكليف كما قال تعالى :
"ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون"
وما يجب هو محاولة تعريفهم ما ينجيهم من الخطر المادى الذى سيفهمونه بعيونهم ويشعرون به من خلال الأذى الذى قد يصابون به مثل إبعادهم عن النار أو ابعادهم عن أكل الملوثات ومثل تعويدهم على الاغتسال والوضوء ومثل تعليمهم مهنة تعتمد على الرؤية البصرية واليد
هم يفهمون من خلال العيون والأثر الجسدى الأمور المادية المحسوسة المرئية ولا يمكن لهم أن يفهموا الحلال والحرام وهذا هو معنى قوله "أينما يوجهه لا يأت بخير"
ومن ثم فما ذكره المعدان فى بقية الكتاب هم وهم منهم ومن غيرهم لأن قوله تعالى "
" صم بكم عمى فهم لا يعقلون"
ينطلق على المعنى الكفرى وعلى معنى الصمم الحقيقة فهم غير عقلاء أى غير مكلفين بشىء من الأحكام
وها هو ما ذكره المعدان من ألأحكام :
من أحكام الأصم في العقيدة والشريعة
في العقيدة:
س- هل يلزم الأصم النطق بالشهادتين؟
1 - إذا كان لا يستطيع النطق أو ينطقها نطقا محرفا غير مفهوم فلا يلزمه ذلك، لكن يلزمه أن يفهم معناها، وأن يعمل بمقتضاها من إفراد الله بالألوهية والربوبية والإيمان بأسمائه وصفاته، والإيمان برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وطاعة الله وطاعة رسوله، واجتناب ما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وإن استطاع الإشارة بهما أو كتابتهما لزمه ذلك.
2 - أما إذا كان يستطيع أن ينطق بهما نطقا مفهوما، أو ينطق منهما جملا مفهومة صحيحة المعنى فيلزمه ذلك. كأن يقول: (محمد رسول الله) أو (الله إلهي).
- الأصم كثير النسيان، وإذا سئل عن كلمة التوحيد لا يتذكرها لا كتابة ولا إشارة فهل يؤاخذ بذلك؟ وهل يلزمه أن يتعلمها في كل مرة نسيها؟
- الذي يلزمه العلم بمعناها والإيمان به. أما إذا نسي إشارتها المصطلح عليها عند الصم، أو نسي كتابتها فلا يضره ذلك ما دام يؤمن بما تدل عليه، ويلزمه إن كان نسى مدلولها أن يتعلمه، لأن الأصم إذا علم أنه مسلم وأن محمدا رسول الله، ومعنى الإسلام فالغالب أن هذا المعنى يبقى عنده ولا ينساه.
- إذا نطق الأصم بكلمة تناقض التوحيد، أو أشار بها، وهو يعلم أنها تناقض التوحيد، فهل يؤاخذ بذلك؟
- الأصم البالغ العاقل يؤاخذ بما يؤاخذ به غيره حسب علمه ومعرفته، فإذا كان يعلم أن هذه الكلمة التي نطقها أو أشار بها تناقض توحيده وإسلامه ونطقها عالما عامدا ذاكرا؛ فإنه ينتقض توحيده، ويجب عليه التوبة والإنابة.
هل يلزم الأصم اعتقاد ما يعتقده السوي في صفات الله الذاتية والفعلية؟
- لا يكلف من الإيمان بأسماء الله وصفاته إلا بما يستطيع، مثل أن يفهم أن الله يسمع كل شيء، ويرى كل شيء ويعلم كل شيء.
- إذا علم الأصم هذا الاعتقاد وجاء بما يناقضه إشارة أو كتابة، كأن يشير بأن الله لا يسمعه فهل يؤاخذ كما يؤاخذ السوي؟
إذا كان بالغا عاقلا عالما بمعنى يقوله أو يشير به عالما بخطورته العقدية ومناقضته للاعتقاد الصحيح؛ فإنه يؤاخذ بما يؤاخذ به السوي، كأن يفعل معصية مختفيا عن الناس، ويعتقد أن الله لا يراه، أو لا يعلم بمعصيته ... الخ.
عند شرح صفات الله تعالى للصم يتحرج المعلم كثيرا مخافة التجسيم، مثلا في شرح (أن الله سميع) يشير المعلم إلى السماء ثم إلى أذنه فيفهم الطالب أن الله سميع، وفي شرح ( .. فإنه يراك) يشير المعلم للسماء ثم لعينيه ثم للطالب أمامه، فيفهم الطالب أن الله يرى. لكنه يفهم مع ذلك التمثيل.
ومثل ذلك في الصفات الفعلية. كالنزول والمجيء والاستواء، لا يفهمها الطالب إلا مع شيء من التمثيل.
- أهل السنة والجماعة يثبتون الله تعالى ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء والصفات، وينفون ما نفاه الله عن نفسه ونفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تشبيه، ويثبتون المعنى الذي دلت عليه اللغة، ولا يتكلمون في الكيفية. مثلا في صفة السمع يثبتون لله هذه الصفة، ومعناها معروف في اللغة، لكنه سمع ليس كسمع المخلوقين، ولا تدركه عقولهم، فإذا أشار معلم الصم إلى أذنه أمام طلابه فإن هذا بمثابة الدلالة اللغوية، فهي في مقابل كلمة (السمع) عند الناطقين، فكما أنه يجب أن يقول أمام الناطقين: (سمعا يليق بجلاله وعظمته) فكذلك يجب أن يشير هنا أمام الصم إشارة تزيل ما يعلق بأذهانهم من فهم التشبيه، فيشير إلى أنه سمع عظيم كبير ليس كسمع المخلوقين ولا يخفي عليه أي صوت .. وهكذا في الرؤية وغيرها.
- والصفات الفعلية كالنزول والمجيء أصعب في توضيحها للطلاب الصم دون تشبيه، فإذا استطاع المعلم المتقن لإشارة الصم أن يفهم المعنى دون تشبيه وإلا فلا.
- يصعب أحيانا تفهيم الصم أن الحكمة من خلق العباد هي العبادة، فيفهم غير ذلك أو يدخل معها شيئا آخر. كان يعتقد أنه خلق للعبادة وطلب الرزق، أو العبادة والزواج. هل يؤاخذ على المعتقد؟
- تبين لهم هذه الحكمة، وأن هذه الأشياء تعين العباد على القيام بهذه الوظيفة، وتعينهم على البقاء.
- أثناء تعليم الصم للقرآن يقرأ بعضهم قراءة معوجة ومكسورة تحيل المعنى في كثير من الأحيان فهل يستمر معهم بحجة التعلم واستقامة اللسان، أو تترك القراءة؟
- يكون عند بعض الصم بقايا سمع ويستطيع مع طول التدريب أن يقيم قراءته، فهذا يستمر معه، ولا يضر تكسيره للحروف واعوجاج قراءته ما دام في مرحلة التعلم. أما الأصم صمما كليا فإن التدريب لا يغني معه شيئا، وإن قرأ بعض الكلمات أو الجمل سليمة فهذا شيء مؤقت سوف ينساه قريبا، وينبغي على المعلم أن يوجه جهده لتدريب الأصم على أشياء أخرى تفيد الطالب الأصم.
- يتم حفظ بعض السور من الأصم عن طريق الكتابة. فهل يلزم بكتابة السور كرسم المصحف أو يكتفى بأن تكون صحيحة إملائيا؟
- يكتفى أن تكون صحيحة إملائيا.
- هل يجوز لبعض المعلمين أثناء شرح معاني القرآن أن يوضح بعض الكلمات لأقصى درجة لتحمل معنى مقبولا عند الطلاب، وقد يخل ذلك بالمعاني الجزئية علما بأن الطالب يفهم المراد العام من الآية.
- توضيح كلمات وجمل القرآن هو الواجب على معلم الصم حتى يفهموا المراد، وإذا استعصت عليه بعض الكلمات والجمل كتلك التي تحمل مجازات واستعارات فيعطيهم المعنى العام للآية، لكن يجب عليه أن يتقي الله في ذلك، ويكون فاهما معنى الآية فهما صحيحا، وليراجعها في كتب التفسير.
- يكثر عند الصم الأخبار عن العبادات التي يقومون بها. فهل يؤثر هذا عليها؟
- حالهم هنا كحال الناطقين، ومرجع ذلك للنية. لكن بعلم الطالب ويدرب على عدم الإخبار عن العبادات التي ينبغي إسرارها. ويكرر عليهم معنى الإخلاص لأن الصم كثيرو النسيان.
في الطهارة والصلاة
- ما حكم التسمية عند الوضوء للأصم؟
- الراجح في حكم التسمية عند الوضوء قول الجمهور (الحنفية والمشهور عند المالكية والشافعية وأظهر الروايتين عند أحمد .. ) أنها سنة لا واجبة. وإذا كان المتوضئ أصم فإنه يسمي بقلبه. ويشير بالتسمية بأصبعه أو برأسه استحبابا
- بعض الصم يترك بعض الصلوات بحجة أنه نسى فهل يؤمر بقضائها؟
- نعم كحال غيره. لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من نام عن صلاة أو نسيها، فليصلها إذا ذكرها».
- إذا كان الأصم عاقلا وبالغا فهل يترك وليه أمره بالصلاة أو إيقاظه لصلاة الفجر بحجة أنه لا يسمع الآذان؟
- لا، بل هو مسؤول عنه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وكلكم مسئول عن رعيته».
- إذا كان ولي الأصم يأمره بالصلاة ولكنه يتكاسل عنها وأحيانا يحتج بأنه لا يعرف كيفية الصلاة فماذا يصنع معه؟
- أما التكاسل فالواجب على الولي الصبر والاجتهاد في اختيار الطريقة المثلى التي تحبب هذه العبادة للأصم كما ننصحه أن يكرر عليه معاني الآيات والأحاديث التي ترغب في الصلاة وترهب من تركها؛ لأن الأصم كثير النسيان.
- وأما عدم معرفة الصلاة فيجب على الولي تعليم الأصم الصلاة، وليبذل في ذلك جهده وطاقته ولا يمل حتى يعذر عند الله.
- هل يجوز للأصم أن يصلي في البيت ويحتج بأنه لا يسمع الأذان؟
- لا؛ لأن هناك وسائل أخرى غير السمع تبين للأصم أن وقت الصلاة قد دخل، فإن كان مع أهله فأهله يعلمونه ذلك، وإن لم يكن معه أحد فباستطاعته أن يتابع أوقات الصلوات بالساعات والتقاويم المنتشرة، ولا يكلفه ذلك شيئا.
- إذا كان الأصم مقيما مع نساء من محارمه وحدهم في البيت، هل يؤذن إذا كان ينطق بعض الجمل صحيحة أو يتركون الأذان؟
- يؤذن قدر استطاعته، كأن يقول: (الله أكبر).
- في الحالة السابقة هل تؤذن المرأة إذا كان لا ينطق أبدا؟
- إذا أرادوا إقامة جماعة هل يؤم الأصم بالنساء مع أن في النساء قارئة؟
- نعم
- هل يجوز أن تؤم الزوجة القارئة زوجها الأصم؟
- لا
إذا صلت المرأة جماعة بالنساء ومعهن أصم بعض الصلوات فهل صلاته صحيحة؟
- صلاة الأصم في هذه الحال غير صحيحة.
- وإذا كانت غير صحيحة هل يؤمر بالإعادة جميعهم أو بعضهم؟
إذا كان جاهلا فهو معذور، ولكن لا يعود لمثل هذا في المستقبل. وأما صلاة النساء فصحيحة.
- هل يقيم الصم الصلاة جماعة وحدهم؟ ومن أحق بالإمامة؟
- نعم أقدرهم على إقامة الكلمات والجمل؛ لأنه هو الأقرأ بالنسبة لهم، فإن تساووا أو لم يعلم الأقرأ فأعلمهم بأحكام الصلاة.
- إذا صلى الأصم منفردا مع قدرته على الإقتداء بالإمام فما الحكم.
- بجب على الأصم كغيره أن يصلي مع الجماعة إذا وجدهم،
وإن صلى منفردا صحت صلاته مع الإثم بتركه الجماعة
- هل تصح إمامة وصلاة الأصم بالصم مثله ومعهم الناطقين؟
- نعم إمامة الأصم تصح بمثله وبمن ليس بأصم بمثله؛ والقاعدة الفقهية أن كل من صحت صلاته صحت إمامته، ولكن مع ذلك ينبغي أن لا يكون إماما لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ? «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله» وهذا لا يقرأ. هذا ترجيح الشيخ ابن عثيمين
- إذا دخلت المسجد ووجدت جماعة تصلي فدخلت معهم في الصلاة وأثناء الصلاة علمت أن الإمام أصم هل استمر في الصلاة وتصح، أم ماذا أفعل؟
- نعم تستمر وصلاتك صحيحة.
- إذا لم أعلم أن الإمام أصم إلا بعد نهاية الصلاة هل الصلاة صحيحة أم لا؟
- الصلاة صحيحة.
- رجل أصم يحسن الفاتحة وبعض السور إشارة وكتابة ووالده عامي لا يعرف الفاتحة فأيهم يكون إماما؟
- الأصم
- إشارة الأصم أثناء الصلاة مع آخر هل تبطل الصلاة مع أن الإشارة مفهومة، وإذا كانت تبطل الصلاة فهل يؤمر بالإعادة؟
- الإشارة القصيرة الخفيفة لا تبطل الصلاة كما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يرد السلام بيده. أما إذا كانت الإشارة طويلة وليس هناك حاجة ملحة فإنها تبطل الصلاة لأنها حركة كثيرة تنافي الخشوع في الصلاة، وقد تكون بمثابة الكلام للناطقين.
- إذا كان المأمومون صما وبعضهم بعيدين عن الإمام هل يلتفت البعيد إلى الإمام لتحصل المتابعة؟
- نعم. الالتفات في الصلاة للحاجة لا يبطلها.
- إذا سها الإمام فكيف ينبه المأموم الأصم الإمام؟
- إذا كان لا يستطيع نطق كلمة (سبحان الله) ولا بعضها فله أن يصفق بضرب يده على فخذه، كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم مع الذي شمت العاطس في الصلاة.
- إذا كان الصم جماعة والمكان واسع فعند إقامة الصلاة هل الأحسن أن يكونوا صفا واحدا وإن بعد بعضهم عن الإمام أو يصفوا أكثر من صف ليتمكنوا من المتابعة؟
- يصفون أكثر من صف لأن الفضيلة التي تتعلق بالعبادة أولى من الفضيلة التي تتعلق بمكان العبادة.
- إذا كان الأصم في البر أو المنزل وحده ولا يوقظه المنبه ويعلم أنه إذا نام لا يستيقظ إلا بعد خروج وقت الصلاة فهل يصلي الصلاة قبل وقتها ثم ينام أو يعذر بتأخيرها عن وقتها أم ماذا يفعل لتبرأ ذمته؟
- لا. لا يصليها قبل وقتها. فإن كان في المنزل فهناك وسائل كأن يستعين بأحد أقاربه أو جيرانه الذي يثق بهم، ويعطيه المفتاح ليوقظه إذا جاء وقت الصلاة.
- رجل معه رجلان أصمان يصلي بهم يقول إذا صليت إمامهم لا يسمعون تكبيرة الرفع من السجود فأحيانا أسجد السجدة الثانية ولم يقوما من السجدة الأولى فهل أصلي بينهم ليحسوا بالحركة أم ماذا أفعل؟
- نعم يصلي بهم وهو بينهم.
- إذا دخلت المسجد ووجدت أصما يصلي وقد ذهب بعض الصلاة فهل أقتدي به ليكون إماما لي أو أقف عن يساره لأكون إمامه. وماذا يفعل في بقية الصلاة؟
- يكون هو إمامك.
- إذا كان الأصم ينطق بعض الحروف والكلمات فهل يلزمه قراءة الفاتحة والأذكار في الصلاة؟ وهل يفرق بين المنفرد والمأموم؟
- هذه المسألة فيها خلاف كبير. وقد قال الشيخ ابن عثيمين : (القول الراجح في هذه المسألة أن الإنسان إذا كان أصما لا يستطيع أن يقول بلسانه فإنه ينوي ذلك بقلبه، ولا يحرك شفتيه ولسانه لأن ذلك عبث وحركة في الصلاة لا حاجة إليها).
- وهذا هو رأي الحنفية وجمهور الحنابلة، قالوا: (لأنه قول عجز عنه فلا يلزمه تحريك لسانه لأجله كمن عجز عن القيام؛ فإنه يسقط عنه النهوض إليه ولو كان قادرا على النهوض بل قال شيخ الإسلام: (لو قيل إن الصلاة تبطل بذلك كان أقرب) وينطق بما يستطيع من كلمات.
- إذا كان الأصم يتمتم ببعض الكلمات التي لا تفهم، ويسمعها جاره فهل يؤمر بالسكوت؟
- نعم لأن أذية المصلين ممنوعة، كما منع أكل البصل والثوم من حضور الجماعة.
- إذا كان الأصم لا ينطق أي حرف، ويعرف حروف وكلمات الفاتحة والأذكار فماذا يلزمه؟
- أن يمر معانيها على قلبه، وقد يحصل له من الخشوع في ذلك أكثر من حصوله حينما يتكلف الأصم محاولة نطق بعض الأحرف أو الكلمات.
- إذا كان الأصم لا يستحضر الفاتحة، وتكون معه مكتوبة في ورقة فهل يخرجها أثناء الصلاة ليقرأ منها؟
- نعم.
بعض الصم يعجل في صلاته، فإذا قام في صلاته يركع بسرعة، ويقول في تعليله: كأنني أنظر الفاتحة من أولها إلى أخرها، وسورة معها ثم أركع. هل فعله هذا صحيح؟
- الأصم تسقط عنه العبادات القولية كالتكبير والتسبيح وقراءة القرآن والسلام ... لكن يلزمه الإتيان بالأفعال قدر القراءة؛ لأن الأفعال أركان وواجبات مقصودة بذاتها، وقد سقط عنه فرض القراءة وبقي عليه فرض الفعل. مثلا في الوقوف يقف بقدر قراءة الفاتحة
- هل للأصم أن يبادر للجمعة، وله مثل ما لغيره؟
- نعم.
- هل للأصم أن ينشغل بالتسبيح والقراءة أثناء الخطبة؟
- نعم.
- إذا انشغل أثناء الخطبة بالإشارة مع غيره هل هذا من اللغو؟
- نعم.
- هل يجوز للصم أن يجمعوا في جزء من المسجد الجامع، ويكون معهم مترجم يترجم لهم الخطبة مباشرة؟
- نعم.
- هل يجوز أن يجتمعوا في مسجد مستقل، وتقام لهم الخطبة بالإشارة؟
- نعم.
- جماعة من الصم يصلون في مسجد ثم انطفأت الكهرباء ماذا يفعلون؟
- يستقل كل منهم ويتم صلاته منفردا.
- جماعة من الصم معهم معلمهم أقاموا صلاة الجمعة فخطبهم خطبة تكلم فيها مقرونا بالإشارة، هل فعلهم هذا صحيح؟
- نعم، وحركات الخطيب للحاجة لا تؤثر في الخطبة.
- هل يلزم الأصم التسمية عند الذبح وفي الصيد؟
- أجمع العلماء في المذاهب الأربعة حل ذبيحة العاجز عن النطق
- ويشير بالتسمية
- إذا كان لا ينطق ولا يشير وذبح فهل تؤكل ذبيحته؟
- ما دام مسلما عاقلا فنعم.
الصيام
- إذا كان الأصم لا يعلم بدخول شهر رمضان فهل له أن يتقدم الشهر بصيام يوم أو يومين احتياطيا؟
- لا. حتى يتبين له دخول الشهر، وإذا علم أنه فاته شيء من الشهر يقضيه.
- أصم يقول: إنه لا يسمع أذان الفجر فإذا انتهى من السحور خرج للصلاة ووجدها مقامة. هل يصح صومه؟ وهل يلزم بصيام الأيام التي فعل بها هكذا؟
- إذا علم طلوع الفجر أو ظن ذلك. إما عن طريق الرؤية أو النظر في التقويم، أو غير ذلك فلا يجوز له الأكل والشرب، وأما إن جهل ذلك وأكل أو شرب فصيامه صحيح. وعليه أن يحتاط ويجتهد في الأيام المقبلة.
- إذا كان الأصم بالغا عاقلا وألزمه أهله بالصيام؛ فصام معهم وأفطر معهم دون نية. هل يصح صومه؟
- يجب على وليه أن يعلمه وجوب النية وشرطيتها للعبادة، وأن الصيام لا يصح بدونها؛ لحديث عمر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما الأعمال بالنيات ... » فيوصل له عن طريق الإشارة أننا نفعل هذه العبادة التي هي الامتناع عن الفجر إلى غروب الشمس في هذا الشهر طاعة الله تعالى كما نفعل الصلاة والحج.
في الحج
- كيف يعقد الأصم الإحرام، إذا كان لا ينطق أبدا؟
- يعقد النية بقلبه، وإن لبى عنه أحد فهذا حسن تكميلا لنسكه. وأفعال الحج التي يعجز الحاج له أن ينيب عنه من يفعلها.
- إذا كان مع الأصم صاحب له فهل أن يعقد النية عنه، ويختار له أحد الأنساك؟
- يعقد النية بقلبه عن أحد الأنساك، وإن لبى عنه أحد أيضا فحسن لما تقدم.
- كيف يلبي الأصم؟
يستحب له أن يحرك بها لسانه وشفتيه إن كان يتصور حروفها أو يشير بها إشارة تدل عليها وإن لبى عنه غيره تكميلا لنسكه فهذا حسن؛ لأن أفعال الحج التي يعجز عنها الحاج له أن ينيب عنه من يفعلها
-إذا فهم الأصم الأنساك وطريقة أدائها، فهل يلزمه عقد الإحرام بلسانه، أو تكفي منه المعرفة؟
يعقد النية بقلبه، ويلبي بلسانه، وإن كان لا ينطق إلا بعض الحروف والكلمات.
إذا كان الأصم يجهل محظورات الإحرام، وفعل شيئا منها ناسيا أو متعمدا فما الحكم؟
- حكمه حكم غيره من الناطقين، الناسي والجاهل يعفى عنه والمتعمد العالم تلزمه الفدية.
- كيف يلبي الأصم؟
- يستحب له أن يحرك بها لسانه وشفتيه إن كان يتصور حروفها أو يشير بها إشارة تدل عليها. وإن لبى عنه غيره تكميلا لنسكه فهذا أحسن؛ لأن أفعال الحج التي يعجز عنها الحاج له أن ينيب عنه من يفعلها
- ما حكمه إن أصاب صيدا أو أشار إليه؟
- إن أصاب صيدا أو أشار إليه أو فعل محظورا فحكمه كحكم غيره
في النكاح والطلاق
- إذا كان مريد النكاح أصما لا يستطيع نطق صيغة النكاح ما الحكم؟
- إذا فهم العاقد والشهود إشارته؛ فإنها تقوم مقام النطق ويتم العقد إذا أشار بالإيجاب أو القبول.
- إذا كان الأصم ولي الزوجة كيف يعقد لها؟
- يعقد لابنته لإشارة إن كانت مفهومة أو بالكتاب، وإن لم تكن مفهومة إشارته ولا كتابته يزوجها ولي آخر إن وجد، وإلا قام القاضي بتزويجها.
- وإذا كان الأصم يميل للزواج لكنه لا يفهم إيجاب ولا قبول النكاح فكيف يزوج؟
- إذا ظهر منه ميل للزواج ولا يعرف إيجاب النكاح فيزوجه وليه درءا للمفسدة وتحصيلا للمصلحة.
- هل يصح عقد النكاح إذا كان أحد الشهود أصما؟
- نعم. يصح إذا فهم المراد وفهم من إشارته أنه شهد.
- إذا كان الأصم يحسن الكتابة والقراءة فهل يكتب له ذلك ويشهد عليه؟
- الشهادة لابد لها من فهم إيجاب الولي وقبول مريد الزواج، فإذا فهم الأصم كتابة وإشارة القبول والإيجاب صحت شهادته.
- هل يقع اللعان من الأصم سواء كان رجلا أو امرأة؟
- نعم. إذا فهمت الإشارة منهما.
في البيوع
- إذا كان الأصم صاحب مال هل تصح منه المعاملات المالية؟
- اتفق الفقهاء على صحة معاملات الأصم وتصرفاته المالية بالإشارة أو الكتابة.
- هل للأصم خيار البيع؟
- نعم. إذا كان عارفا بالخيار وإشارته.
- إذا ضمن الأصم هل يلزمه الضمان؟ أو يعتبر الأمر تفريطا ممن قبل ضمانه؟
- نعم. يلزمه الضمان إذا كان عارفا ما يترتب عليه، وكان له إشارة أو كتابة مفهومة.
- هل تصح هبة الأصم؟
- نعم.
- إذا أوصى الأصم فهل تنفذ وصيته؟
- نعم. إذا كتب أو أشار إشارة مفهومة، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة.
في الحدود
- إذا سرق الأصم هل يقام عليه الحد؟
- نعم. إذا كان عاقلا عالما بالتحريم.
- إذا شرب الأصم الخمر هل يقام عليه الحد؟
- حكمه كحكم غيره. إذا كان عالما بتحريمها، وشرب فإنه يقام عليه الحد. وإن كان جاهلا يعلم وإن عاد أقيم عليه الحد.
- أصم جنى عليه أصم وقطع لسانه فما الحكم؟
- في هذا الدية كاملة.
- إنسان ناطق جنى عليه آخر فأذهب قدرته على الكلام فما الحكم؟
- فيه الدية كاملة، ويقاد له من الجاني "
والأحكام التى ذكرها المعدان لا تسرى سوى على الأصم المحدث الذى أصابه الصمم بعد تعلمه الكلام والقراءة والكتابة فى الصغر وأما ألأصم الحقيقى وهو المولود بالصمم لا تسرى عليه أحكام المكلفين إلا فى مجال ما يتعلمه بنظره
وأما ضعيف السمع فهذا تسرى عليه الأحكام باسماعه عن طريق مكبرات الصوت السماعات أو الجهر عند الكلام معه جهرا قويا
ومن ثم لا يصح تزويجه ولا يصح منه عمل بالتقليد لعدم العقل
اجمالي القراءات
2369