علماء التراث والزلزال والثور
علماء التراث والزلزال والثور
أ.د.عبدالرزاق منصور على
فى البدايه نتوجه بخالص الدعاء بالشفاء لإخواننا المصابين فى زلزال تركيا وسوريا وأن يساعدهم على تجاوز هذه المحنه وأن يجعل الجنه مثوى من توفاه الله تعالى منهم.
الزلازل: تنتج عن هزة ورجة في الأرض، أو سلسلة من إهتزازات نتيجة حركة الصفائح الصخرية داخل الأرض بسبب مؤثرات جيولوجية- وهى ظاهرة كونية فيزيائية بالغة التعقيد، فهي حركات عشوائية للقشرة الأرضية على شكل إرتعاش وتحرك وتموّج عنيف، بسبب إنطلاق كميات هائلة من الطاقة من باطن الأرض، وهذه الطاقة تتولد نتيجة لإزاحة عمودية أو أفقية بين صخور الأرض عبر الصدوع التي تحدث لتعرضها المستمر للتقلصات والضغوط الكبيره.
وهى من الظواهر الطبيعيه مثل الرعد والبرق والأعاصير والفيضانات. فقد تكون شدة الزلازل ضعيفة للغاية بحيث لا يمكن رصدها إلا من خلال أجهزة حساسة، أو تكون زلازل مفاجئة وعنيفة تستمر لعدة دقائق وتسبب أكبر الكوارث فكشفت الفرق البحثية عن أقوى زلزال عرفته البشرية سجل 9.5 على مقياس ريختر ضرب تشيلي فى يوم الأحد 12 مايو 1960- وللعلم وقع أول زلزال في العالم في الصين حوالي1177 قبل الميلاد. وكما ذكر الدكتور أحمد صبحى فى بحثه (لمحة تاريخية عن الزلازل فى العصر العباسى) عن حدوث زلازل فى أماكن عديده بمنطقة الشرق الاوسط وكانت الزلازل والأوبئة والمجاعات تأتى ضمن أخبار الحروب والفتن.
-في الواقع تكمن أسباب إرتفاع نسبة الأضرار والانهيارات في المباني إلى عدم تحقيق العديد من أنماط المباني لمتطلبات الحد الأدنى من مقاومة الزلازل، بالإضافة إلى عدم وجود إدارة للكوارث والطوارئ.
وكما يوضح ويؤكد العلم والجغرافيا فإن الزلازل ليست لها أى علاقه بغضب الله تعالى على الناس كما يشيع بعض الدعاه والمشاهيرالحاصلين على الشهاده الثلاثيه فى (الجهل والغباء والتخلف) والدليل على ذلك أنهم تلامذه لأساتذتهم علماء التراث الذين وصلت علومهم وأبحاثهم للتوصل إلى أن الزلازل سببها زحزحة الأرض عن قرن الثور الذى يحمل الأرض على قرنيه لأن سيادة "الثور" عاوز يريح شويه. وتوصل باحثون اخرون من علماء التراث ورواة الأحاديث بأن الأرض محموله على حوت ، فتحرك الحوت فاضطرب ، فتزلزلت الأرض.! واو-
تأكدت عزيزى القارئ لماذا ينتشر الإلحاد هذه الأيام كالنار فى الهشيم, إن السبب هم هؤلاء التراثيين ورواة الأحاديث وتلامذتهم من الدعاه الحاليين الحاصلين على الشهاده الثلاثيه. وأذكر بعض الأمثله الموثقه فى كتب التراث الذى مازال الكثيرمنا يعتقد فيهم بل يقدسهم على الرغم من كم الجهل والخرافه التى تكتظ بهم كتب التراث بل تصل للنيل من مقام الله تعالى والتجسيم والإشراك بالله عز وجل.
1- قال الثعلبي : لما خلق الله تعالى الأرض بعث إليها ملكا من تحت العرش فدخل من تحت الأرضين السبع وأخرج إحدى يديه من المشرق والأخرى من المغرب وقبض على أطراف الأرض فلم يكن لقدميه قرار فأهبط الله تعالى ثورا من الجنة اسمه نون له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة من القرن إلى القرن خمسمائة عام فاستقر قدم ذلك الثورعلى الياقوتة الخضراء ثم خلق الله تعالى الصخرة التي قال لقمان لابنه “انها إن تك مثقال حبة فتكن في صخرة(1)-.
- وقد قال السدي في تفسيره ، عن أبي مالك - وعن أبي صالح عن ابن عباس - قال : إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء.... ، فخلق الأرض على حوت ، والحوت هو النون الذي ذكره الله في القرآن والحوت في الماء ، والماء على ظهر صفاة ، والصفاة على ظهر ملك ، والملك على صخرة ، والصخرة في الريح ، فتحرك الحوت فاضطرب ، فتزلزلت الأرض ، فأرسى عليها الجبال فقرت"(2)
- لذلك فإن الحوت والثور اللذان يحملان الأرض حسب رواية الثعلبي هما نفس الحوت والثور الذان سيأكل من كبديهما أهل الجنة حسب الأحاديث التي رواها البخاري ومسلم وأحمد
المراجع
1- بدائع الزهور فى وقائع الدهور المجلد1 -الصفحه6
2- الراوي: أبو ظبيان الجنبي – خلاصة الدرجة: معروف – المحدث: ابن تيمية – المصدر: بغية المرتاد – الصفحة أو الرقم: 289-أخرجه ابن أبي شيبة (14/101) وابن أبي حاتم – كما في تفسير ابن كثير (8/210) – والطبري في "جامع البيان" (23/140) والحاكم في "المستدرك" (2/540) ، ، عن ابن عباس . وهذا إسناد صحيح . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم
اجمالي القراءات
1872