الفرق بين التشريع في الدين والفتوى.
الفرق بين التشريع في الدين والفتوى.
هُناك خلط عند بعض الإخوة الكرام بين التشريع في الدين والفتوى وصل بهم إلى تحريمهما معا ،وجعل الفتوى نوعا من الإشراك بالله مُستشهدا بأيات (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ,,,,,, ) و((ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن.....)). بأن الفتوى لا تكون إلا من الله جل جلاله .
==
التعقيب ::
لابد أن نُفرق بين (التشريع ) و(الفتوى ) وما بينهما من (إجتهاد وتدبر وفهم ) .
فالتشريع في الدين هو ملك لله جل جلاله وحده سبحانه وتعالى لا يُشاركه فيه أحد من خلقه حتى لو كان النبى محمد بن عبدالله عليه السلام نفسه .وما قاله الفقهاء والمُحدثين وأصحاب التفاسير وأضافوه للدين بما لم يأذن به الله جل جلاله ولم يُنزله في قرءانه العظيم مثل (كتب لهو الحديث والروايات) و ( صلوات السنن قبل وبعد الصلاة –وصيام أيام من شوال ورجم إبليس وطواف العُرى في الحج وووو والحجاب والنقاب ووووو ) لهو شرك بالله جل جلاله ولن يغفره سبحانه وتعالى لهم ولا لمن يؤمن به وحسابهم عند الله عسير .
==
نأتى للبحث والإجتهاد والتدبر وفهم حقائق القرءان ودراسته وإستخلاص نتائج هذ الإجتهاد ، فهوفريضة إسلامية على كُل مُسلم قدر إستطاعته،والمجال فيه مفتوح للجميع،ولا إحتكار فيه لأحد ويُسقط مقولة وإدعاء من يسمون أنفسهم (برجال الدين ) وذلك تطبيقا لقوله سبحانه وتعالى على سبيل المثال لا الحصر ( ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مُدكر).
==
بداية نقول أن الأيات القرءانية العظيمة التى إستشهدوا بها هى آيات تشريع ،ولذلك جاءت الإجابة من الولى جل جلاله صاحب الحق الأوحد فى التشريع .
ثم نأتى (للفتوى ) وهى مرحلة ما بعد الإجتهاد والتدبر ودراسة القرءان وفهم موضوعاته وحقائقه وتشريعاته .وهى تدخل ضمن مشروع (التبليغ – أي تبليغ حقائق القرءان وعدم كتمانها ، ونشرها والدعوة إليها سلميا لإصلاح المُسلمين بها ) .وهى عادة ما تكون في صورة (إجابة على أسئلة مُتعلقة بالدين وما فيه من تشريعات) أو على صورة (نشر نتيجة البحث والإجتهادعلى شكل أبحاث ومقالات أوفيديوهات أو حوارات ومناظرات تليفزيونية أو ندوات و دروس علمية في المساجد التي لا يُذكر فيها إلا الله وحده جل جلاله وليست في مساجد الضرارالمُنتشرة ...
وهنا الفتوى لا تكون تشريعا ،ولكن تكون تعبيرا بشريا عما فهمه الدارس والباحث والمُجتهد والمُتدبر من حقائق وتشريعات في القرءان العظيم .ثم التواصى فيها بالحق بين الباحثين (وهو ما نُسميه بالمناقشة والتعقيبات )مشروع ومطلوب .تطبيقا لقوله سبحانه وتعالى ( وتواصوا بالحق ) .والمؤمن الحقيقى لا يستكبر المؤمن أن يأخذ بالتواصى ويُعدّل من أفكاره ومعلوماته السابقة لوكانت خاطئة وتستحق التعديل أوأن يُضيف إليها ما تعلمه من زميل وصديق ومتحدث آخر كان أكثر منه علما في إجتهاده وتدبره للقرءان العظيم ..
ومن هُنا فالفتوى ليست إشراكا بالله جل جلاله كما يتوهم البعض وإنما هي طريقة من طرق الدعوة للحق القرءانى وتبليغه للناس .
اجمالي القراءات
3100