رسالة مفتوحة الى الاستاذة فاطمة تاباعمرانت

مهدي مالك Ýí 2020-11-03


 

رسالة مفتوحة الى الاستاذة  فاطمة تاباعمرانت

بسم الله الرحمان الرحيم                          

و الصلاة و السلام على رسولنا الاكرم صلى الله عليه و سلم . 

اما بعد ازول ن ربي على استاذتنا العزيزة علينا منذ طفولتنا بفضل شعركم العميق  و الحامل لقيمنا الامازيغية الاسلامية معا لان العقل السليم لن يصدق كلام شيوخ الوهابية التكفيري تجاه الامازيغية بشموليتها .

انني كما يعلم الجميع  شاب معاق لا استطيع المشي و لا النطق لكنني بالمقابل كاتب بكل التواضع في موقع اهل القران بامريكا منذ سنة 2016 و كتبت كتابا سميته الامازيغية و الاسلام و اسطورة الظهير البربري لكن هذه التجربة الفاشلة لم تكتب لها النجاح لاسباب عديدة منها ما هو ذاتي ربما و منها ما هو موضوعي لان ايديولوجية الظهير البربري لازالت ارضية جوهرية لحقلنا الديني الرسمي ببلادنا الان بمعنى لم يحن الوقت بعد لطرح موضوع الامازيغية و الاسلام  على النقاش العمومي خصوصا بعد تغلغل خطاب تيار الاسلام السياسي داخل مجتمعنا المسلم اصلا منذ 14 قرنا من الزمان ..

يا ايتها الاستاذة الموقرة انني اهتم بفن الروايس او تيروسا منذ سنوات من الكتابة و الاتصال عبر الانترنت بالاستاذ عصيد و بالاستاذ ولكاش منذ فترة قصيرة الخ.

لقد كتبت منذ سنة 2006 العديد من المقالات حول هذا الفن الاصيل و رموزه مثل الحاج بلعيد رحمه الله و الحاج محمد البنسير رحمه الله الخ حيث كنت اعمل في جريدة جهوية سنة 2010 بالمجان و احضر مقالي الاسبوعي حول احد اعمدة تيروسا .

بعد تلك المرحلة انشر مقالات حول هذا الفن الاصيل في الانترنت محاولة مني ابراز خصوصيات تيروسا و اسهامه الكبير في ترسيخ الدين الاسلامي كاركان و كاخلاق نبيلة الخ .

لقد ساهمت مدرستكم الفنية منذ اوائل التسعينات في تجديد الاغنية الدينية لدى فن الروايس باضافة مضامين جديدة كتعليم المراة الامازيغية خصوصا في العالم القروي عبر قصيدة جميلة صدرت سنة 1999 على ما اظنه  .

و كمحاربة الوهابية و اخواتها عبر قصيدة بابا يوبا الصادرة سنة 2006 حيث وقتها لم تستطيع تيارات الاسلام السياسي التغلغل داخل مجتمعنا بشكل قوي كما هو الحال الان مع ظهور فقهاء يخدمون بوفاء عظيم مشاريعهم التخريبية تحت شعار عريض الا و هو الاسلام و نظيفة المجتمع من مظاهر الانحلال الاخلاقي ك ان عصر الخلافة الاسلامية كان مثالي للاخلاق الاسلامية ما شاء الله على هذه الاوهام الايديولوجية .

ان قصيدة بابا يوبا بالنسبة لي هي انطلاقة حقيقية لمدرستكم الفنية في تاسيس وعي مناهض للاسلام الوهابي الذي يحرم كل تقاليدنا الامازيغية الاسلامية كاقامة المواسم الدينية و اقامة حفلات فن احواش الاصيلة منذ قرون من الزمانتحت ذرائع واهية من قبيل الاختلاط بين الرجال و النساء ك ان قصور الخلافة الاسلامية كانت مثالا للشرف و العفاف الخ من هذه الاوهام التي تصور لنا المثالية و الكمال لنؤمن بضرورة الرجوع الكلي الى ذلك الزمان الاسود على الاسلام نفسه.

لكن عامة المسلمين  هم تحت تاثير هذه التيارات المسماة بالاسلامية للاسف الشديد لانها تنحذر من الوهابية الكافرة بالحضارة و بالتطور و بالتعدد الثقافي او المذهبي داخل دائرتنا الاسلامية الكبرى بمعنى ان هذه التيارات بالمغرب تعادي الهوية الامازيغية على طول الخط.

يا ايتها الاستاذة العزيزة انني افكر بشكل او باخر في كتابة كتاب حول تيروسا و الدين الاسلامي كفكرة الان فقط حيث لم ابدا بعد في كتابته لان هذا المشروع الكبير يحتاج الى كم هائل من المعلومات حول موضوع الكتاب اي فن الروايس و الدين الاسلامي حيث ان امثال ابو عمار قد اجتهدوا منذ سنة تقريبا على اقناع العامة بان الغناء بعموم و فن الروايس بخصوص هو حرام في الدين ك ان هذا الفن لم يدافع عن الاسلام قط او لم يرشد الناس الى معرفة اركان الاسلام الحمس و في مقدمتها فريضة الحج حيث هناك عشرات من هذه القصائد الحجازية ابدعوها الروايس منذ عهد الحاج بلعيد الى الان بدون اي اعتراف من طرف المخزن عبر وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية او من طرف التيارات المسماة بالاسلامية لان ايديولوجية الظهير البربري مازالت حاكمة فعلية على حقلنا الديني الرسمي  .

انني اختم هذه الرسالة المتواضعة برجاء في لقاء قريب بيننا في اجواء الاحتفالات بحلول السنة الامازيغية القادمة اذا رفع الله هذا الوباء الخطير من طبيعة الحال .

توقيع المهدي مالك                       

اجمالي القراءات 1936

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 261
اجمالي القراءات : 1,244,962
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco