صراط جهنم ليس له صحه في كتاب الله:
فرية جسر جهنم ودحضها من كتاب الله تعالى

ابو مهند باجابر Ýí 2019-05-16


فرية جسر جهنم ودحضها من القرآن

أدعى أهل التراث أن هناك جسر في جهنم يمر فوقه المؤمنون ليصلوا إلى الجنة. فمن هؤلاء المؤمنين من ينجو ومنهم من يسقط في جهنم ومنهم من تخدشه كلابيب جهنم.

عن أبي هريرة قال، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 
(فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو) 
رواه البخاري في "صحيحه" (رقم806)، ومسلم في "صحيحه" (رقم182)

وعندما نسالهم لماذا يدخل المؤمنون النار او حتى تحرقهم كلابيب النار حتى يصلوا الى الجنة؟ يقولون كي ينقوا من سيئاتهم, وهم بذلك يناقضون الآيه الصريحة " ان الحسنات يذهبن السيئات" فان المؤمنون ليس أصلا عليهم سيئات حتى ينقوا منها, بل يناقضون عشرات الآيات التي تقول أن من يدخل النار لن يخرج منها " وما هم منها بمخرجين" وسوف اطرح مقالة أخرى أفند فيها فرية الخروج من النار في وقت آخر ان شاء الله. اضف الى ذلك كله انهم يناقضون الآيات التي تقول انه عند بعث المؤمنون من قبورهم تبشرهم الملائكه بالجنان ورضوان الله ويكونوا مطمئنين وليس صراط ودعاء خائف من السقوط " اللهم سلم سلم" يقول تعالى : " لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"
"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نزلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ"

واستشهدوا بآية في كتاب الله تعالى اقتصوها من مكانها وأخرجوها من سياقها لتتفق وتتسق مع روايتهم المزعومة كذباً وافترائاً على رسوله الكريم عليه السلام وهي " وإن منكم الا واردها" ولدحض هذا الادعاء علينا أن نتدبر الآيات كاملة من أولها الى اخرها وبدون ان نقحم معاجم اللغة والتفاسير لأن القرآن الكريم يفسر بعضه وهو أحسن التفاسير " وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا"

هذه الآيات في سورة مريم من آيه ٦٨ وحتى ٧٢ وهي تصوير جزء من يوم القيامة وما سوف يحصل

١- فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68)
هذه الآية تتكلم عن حشر المجرمين والشياطين حول جهنم فهم لم يدخلوها الى الآن. يحشرون لتقوم محكمة عادلة من رب السموات والأرض رب العالمين ويعطيهم كل الحرية حتى يدافعوا عن أنفسهم وما أقترفوه في حياتهم الدنيا.
وسيقسمون بالله الايمان انهم لم يشركوا ولم يعبدوا إلا الله تعالى 
" وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)” الأنعام

" ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74)" غافر

" يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111)" النحل

وهذا المشهد يأتي تفصيله في آيات أخرى كثيرة في القرآن عن حال المجرمين والطغاة قبل دخول النار وكل مايهمنا هنا أنهم لم يدخلوا النار حتى هذه اللحظة والدليل قوله " حول جهنم " وليس داخلها او في جهنم.

٢- ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا (69)
سوف يتم أظهار عتاولة الكفر والطغاة ليفضحوا امام الخلائق ويلعنهم اللاعنون. وحتى ايضاً هذه اللحظة لم يدخلوا النار بعد فهذه كلها في أرض المحشر حول النار وهم يرون النار عيانا تحتهم وهم يظنون انهم سوف يقعوا فيها
" وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)" الكهف

٣- ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا (70)

الله وحده يعلم من هم أولى بدخول النار أولاً. وأيضاً هذه الاية تؤكد ان أصحاب النار لم يدخلوا النار حتى هذه اللحظة فهم لا زالوا حول جهنم.

٤- وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71)

وهنا قالوا ان الورود هو دخول النار والآية جدا واضحه ان أصحاب النار لم يدخلوا النار حتى هذه اللحظة فالاية التي قبلها والتي بعدها تؤكد ان أصحاب النار لم يدخلوا النار وهم لا زالوا حول جهنم فهل من المعقول ان يدخل المؤمنون النار قبل الكافرين؟ ثم هل ورود الشي يعني الدخول فيه؟ من القرآن الكريم نفهم معنى الورود وبدون مانقحم معاجم اللغة او أي كتاب آخر
يقول تعالى عن موسى عليه السلام :

"وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)" القصص

بالتأكيد ان موسى عليه السلام لم يدخل وسط الماء بل كان قريب منها وهذا معنى الورود.

" يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)" هود

فرعون هو من سيكون في مقدمة قومه يوم القيامة حتى يحضرهم إلى قرب النار والآية تتكلم عن يوم القيامة وليس عن الآخره اوانتهاء الحساب ولو كان عن دخول النار لما ذكر يوم القيامة ,ولا ذكر انه في مقدمتهم ,ففي النار لايوجد فيه من يتقدم او يتاخر .

إذا الورود هو الأقتراب من الشئ وليس الدخول فيه.

وسينادى بالشهود ويشهدوا على هؤلاء المجرمين

" فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)"

وينادى بعيسى ابن مريم عليه السلام ثم يشهد على قومه

" وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)" المائدة

يقول المسيح عليه السلام ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم, وهذا دليل آخر انهم لم يدخلوا النار او الجنة حتى هذه اللحظة.

وينادى بمحمد عليه السلام وسيقدم شكواه لله تعالى:

" وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)" الفرقان

٥- " ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)"

سينجي الله المتقين من هذا المكان ويذهبوا للجنة وسيبقى هؤلاء الظالمين في هذا المكان حتى ينتهي حسابهم ثم يلقون في النار.

اللهم احفظنا بحفظك واجمعنا ومن نحب في مستقر رحمتك يا أرحم الرحمين.

والحمد لله رب العالمين‎

 
 
 
 
اجمالي القراءات 3790

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-07-24
مقالات منشورة : 22
اجمالي القراءات : 108,509
تعليقات له : 21
تعليقات عليه : 26
بلد الميلاد : ٍSaudi Arabia
بلد الاقامة : USA