النفس والصدر

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-08-24


النفس والصدر

الانسان نفس أساسا والجسد مجرد ثوب .

إستكمال مقالات كتاب ( لكل نفس بشرية جسدان )

مقدمة : ( صدر ) يأتى فعلا ( صدر الأمر بكذا ) أى  (ظهر ) أو ( تقدم و أتى ) أو ( تصدر ) ومنه ( تصدرت الأنباء اليوم موضوع كذا )، و ( أتت الأخبار بكذا  )  وعليه فإن الإسم ( صدر ) فيما يخص الانسان هو جسده الذى يتصدر ويكون ظاهرا . وإذا كان الانسان ( نفس ) فى الأساس وجسده هو مجرد ثوب فإن مصطلح ( الصدر ) عن الانسان يعبر أحيانا عن الانسان نفسا وجسدا ، ويعنى أحيانا النفس التى تملك الجسد . ونعطى تفصيلا .

أولا : ( يصدر ) من الفعل ( صدر ) عن الصدر والصدور المادى

1 ـ قال جل وعلا عن موسى عليه السلام : ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴿٢٣﴾ القصص ) . والمعنى أنهما لن يتمكنا من السقى حتى يظهر لهما أن الرعاة صدروا عن البئر .

2 ـ قال جل وعلا عن يوم الحشر: ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿٦﴾ الزلزلة )  ( يصدر ) بمعنى ظهورهم آتين أو قادمين اشتاتا ومجموعات.

ثانيا : النفس هى ذات الصدور

النفس هى الكائن البرزخى غير المرئى الذى يتحكم فى الجسد الظاهر الذى يتصدر واضحا مرئيا . من هنا توصف النفس بأنها صاحبة الصدور أو ( ذات الصدور )

1 ــ فى سياق أنه جل وعلا يعلم خطرات الأنفس وسرائرها . قال جل وعلا عن نفوس البشر عموما :

1 / 1 : ( إِنَّ اللَّـهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٣٨﴾ فاطر )

1 / 2  ـ ( وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٦﴾ الحديد )

1 / 3 ـ ( يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۚوَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٤﴾ التغابن )

1 / 4  ـ ( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١٣﴾ الملك )

 

2 ـ المنافقون برعوا إخفاء ما فى نفوسهم ، وعنهم قال جل وعلا : ( هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) ﴿١١٩﴾ آل عمران ) : النفوس ( ذات الصدور ) هى التى تحب وهى التى تبغض. والله جل وعلا وحده الذى يعلم بمشاعرها حتى لو أخفاها المنافقون.

3 ـ عن الكافرين قال جل وعلا :

3 / 1 ـ ( أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٥﴾ هود ). يخفون وجوههم ، ولكن الله جل وعلا يعلم ما تخفيه ( ذات صدورهم )

3 / 2  ـ ويوم الحساب ستنفضح ما فى ( ذات الصدور ) . قال جل وعلا :

3 / 2 / 1 : ( وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ ۚ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴿٢٣﴾ لقمان )

3 / 2 / 2 : ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗوَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٧﴾ الزمر )

4 ـ عن المؤمنين قال جل وعلا :

4 / 1 : ( وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖوَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٧﴾ المائدة ) . مدى سمعهم وطاعتهم أمر غيبى يوجد فى سرائر نفوسهم أو ( ذات صدورهم ) ولا يعلمه إلا الذى يعلم السّر وأخفى.

4 / 2ـ ( إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّـهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴿٤٣﴾ الانفال ). هذا عن موقعة ( بدر ) والله جل وعلا هو وحده الذى يعلم ما فى أنفسهم أو (ذات صدورهم ) .

5 ـ مصطلح ( القلب ) فى القرآن الكريم ليس العضلة التى تضُخُّ الدماء فى شرايين الجسد ، بل هو ( النفس ). وبالتالى يأتى مصطلح ( القلب ) مرادفا للنفس ( ذات الصدور) . قال جل وعلا : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ۖ فَإِن يَشَإِ اللَّـهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ ۗ وَيَمْحُ اللَّـهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٢٤﴾ الشورى ). ( القلب ) أى النفس ( ذات الصدور ). الحديث هنا عن (قلب النبى ) أى ( نفس ) النبى )

الصدر بمعنى النفس :

نحن نرى أكابر المجرمين من المستبدين ، ونرى المجرمين العاديين من رءوس العصابات والقتلة . نرى وجوههم وأجسادهم التى ( تتصدر ) نفوسهم. نفوسهم الشريرة هى التى جعلتهم مجرمين. لا نرى نفوسهم ولكن نرى أجسادهم التى تفعل الجرائم . هنا تكون (النفس ذات الصدور ) هى أيضا  (الصدور) فى سياق ما تخفيه هذه الصدور. والجسد يغطى ويخفى النفس البرزخية التى تهيمن عليه .  

1 ـ عن علم الله جل وعلا بما تخفيه النفس ذات الصدور . قال جل وعلا :

1 / 1 : عن  صدور الكافرين : ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٧٤﴾ النمل ) ( وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٦٩﴾ القصص ).

1 / 2 : عن صدور المنافقين :

1 / 2 / 1 :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨﴾  آل عمران ) . تخفى صدورهم أى نفوسهم . بعدها قال عنهم جل وعلا : ( هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) ﴿١١٩﴾ آل عمران )

1 / 2 / 2  :  ( إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ  ) ﴿٩٠﴾ النساء ). حصرت صدورهم أى رفضت نفوسهم .

1 / 3 : عن البشر أجمعين  :

1 / 3 / 1 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّـهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّـهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚأَوَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ﴿١٠﴾ العنكبوت ) . هو جل وعلا الأعلم بما فى صدور أى نفوس العالمين ، من كل المخلوقات العاقلة المكلفة ، وليس البشر فقط.

1 / 3 / 2 : وفى نفس المعنى عن عموم المخلوقات العاقلة قال جل وعلا :  ( قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّـهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٩﴾ آل عمران ) ( ما فى صدوركم ) يعنى ( ما فى نفوسكم ) .

1 / 3 / 3 : وفى يوم القيامة سيكون إختبار السرائر ، أى ما فى النفوس من أسرار، قال جل وعلا فى هذا : ( وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴿١٠﴾ العاديات ). فمصطلح ( الصدور ) هنا مرادف لمصطلح ( النفوس ) .

2 ـ ويقول جل وعلا عن ( صدور الذين أوتوا العلم ) :(  وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴿٤٨﴾ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴿٤٩﴾ العنكبوت ). نفوس المبطلين ترتاب ، ونفوس الظالمين تجحد الحق القرآنى ، ولكن نفوس الذين أوتوا تؤمن بآيات القرآن البينات. هنا ( صدور ) بمعنى ( نفوس ) ومردف لها.

3 ـ والشيطان يوسوس للنفوس ، قال جل وعلا : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿٢﴾ إِلَـٰهِ النَّاسِ ﴿٣﴾ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿٤﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴿٥﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴿٦﴾ الناس ). ( فى صدور الناس )أى فى نفوسهم.

4 ـ الحالات النفسية من ضيق و سرورتنعكس على ملامح الوجه وحركات الجسد ، أو على ( الصدر ) الذى تتصدر به النفس للرائين. وفى هذا السياق تأتى تعبيرات القرآن الكريم :

4 / 1 : ففى القرآن الكريم شفاء للنفوس ، أى ( الصدور ) ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٧﴾ يونس )

4 / 2 : والمؤمن ينشرح صدره أى قلبه أو نفسه الى الاسلام على عكس الكافر ، قال جل وعلا : (فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّـهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ الانعام   125 )

4 / 3 : وضاق صدر موسى أى قلبه أو نفسه بتكليفه بأن يكون رسولا الى فرعون فسأل ربه جل وعلا ان يشرح صدره ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴿٢٥﴾ طه )، وان يبعث معه أخاه هارون رسولا:( وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ ﴿١٣﴾الشعراء )

4 / 4 : وكانت نفس النبى محمد تحزن من أقوال الكافرين وإتهاماتهم وطلباتهم التى تعبر عن العناد . وتكرر النهى له عن أن يحزن من هذا ، قال له ربه جل وعلا : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣﴾ الانعام )(  وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ) ﴿٦٥﴾) يونس )( فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ) ﴿٧٦﴾  يس ). وكان معظم حزنه إنهم كانوا يطلبون آية ( معجزة ) غير القرآن ، ولم يستجب لهم رب العزة جل وعلا إكتفاءا بالقرآن . لذا قال له ربه جل وعلا : ( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ ۚ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٢﴾ هود ). تعبير (ضيق الصدر) هنا أبلغ فى تصوير مشاعر الحزن . وتكرر هذا فى قوله جل وعلا : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴿٩٧﴾ الحجر). ونعيد القول أنه عندما يضيق صدر الانسان يظهر هذا على ملامح وجهه وتصرفاته. أى إن ضيق النفس تظهر على الجسد الذى تتصدر به النفس للرائين.

4 / 5 : ولهذا قال جل وعلا لخاتم الأنبياء :

4 / 5 / 1 : ألّا تتحرج نفسه ، أو يجد حرجا فى صدره من تبليغ الدعوة : ( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الاعراف )

4 / 5 / 2 : وفى النهاية شرح الله جل وعلا له صدره ورفع ذكره : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴿١﴾ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ﴿٢﴾ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ ﴿٣﴾ الشرح ).

5 ـ مصطلح القلب يأتى أيضا مرادفا للصدر فى :

5 / 1 : شرح الصدر ( اى القلب ) . قال جل وعلا :

5 / 1 / 1 :( أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّـهِ ) ﴿٢٢﴾ الزمر )

5 / 1 / 2 : ( مَن كَفَرَ بِاللَّـهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّـهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٦﴾ النحل ). الذى شرح صدره بالكفر نقيضه الذى إطمأن قلبه بالايمان . القلب هنا مرادف للصدر .

5 / 2 : وشفاء الصدور نقيضه غيظ القلوب ، قال جل وعلا : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّـهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14﴾ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ )﴿١٥﴾ التوبة )

5 / 3 : فى التعقل ، فالقلوب أى النفوس هى داخل الصدور أى الأجساد ، قال جل وعلا : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦﴾ الحج )

5 / 4 : ( ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖوَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّـهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّـهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١٥٤﴾ آل عمران ). الحديث هنا عن المنافقين الذين ( أهمتهم أنفسهم ) ، الابتلاء لما فى صدورهم والتمحيص لما فى قلوبهم. أى النفوس والصدور والقلوب مترادفات.

5 / 5 :  عن أهل الجنة يقول جل وعلا :  ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ )  ﴿٤٣﴾ الاعراف ) ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٤٧﴾ الحجر ) . الغل أى الكراهية فى الصدور ، وهى أيضا فى القلوب وهو ما جاء فى قوله جل وعلا عن المؤمنين : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿١٠﴾ الحشر ). 

اجمالي القراءات 6546

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5122
اجمالي القراءات : 57,025,171
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي