الفؤاد و القلب و النفس و الجسد:
الفؤاد و القلب و النفس و الجسد

أسامة قفيشة Ýí 2016-04-25


  الفؤاد و القلب و النفس و الجسد

يتكون الانسان من عدة مكونات رئيسه و تشكل تلك المكونات مجتمعة انسانا متكاملا مستقلا مسؤولا عن كل ما يصدر عنه نتيجة امتلاكه لتلك المكونات التي استقل بها عن غيره و هي ( الفؤاد , القلب , النفس , الجسد ) .

الفؤاد هو نفسية الانسان و شعوره الداخلي , من مزاج و مشاعر حسيه داخلية تنعكس على حياته الاجتماعية و على تعاملاته الحياتية اليومية و كذلك على احاسيسه في الحياة الآخره , فهو مركز الاحساس للنفس البشرية .

اما القلب فهو مركز السلوك الظاهري لردة الفعل الناتجة , و هو المسؤول عنها , فحين يشعر الانسان بأية مشاعر داخلية في فؤاده اي في مشاعره و احاسيسه , فان القلب يترجم ذلك الاحساس سلوكا ظاهريا , و سمي بالقلب لانه المسؤول عن قلب المشاعر الداخليه الى سلوك ظاهري بمعنى يقلبها , فمنه تصدر جميع الاوامر للجسد .

و اما النفس فهي ما اودع في كل كائن كان لتجعله متصرفا في حدود ما اوجد او تواجد من اجله , و تختلف تلك النفس من خلق لآخر طبقا لمواصفات ذاك المخلوق , و بشكل ابسط هي الرغبة في الوجود و الدافع له , أي هو الذات لكل شيء و كينونته , و اما الذات الالهية او النفس الالهية فهي فوق كل شيء فهو جل و علا ليس كمثله شيء و هو الواجد لكل شيء و المتصرف فيما اوجد .

و أما الجسد فهو ذلك البناء الملموس بابعاده و اطرافه و اعضائه .

الفؤاد :

 قلنا ان الفؤاد هو نفسية الانسان و شعوره الداخلي , من مزاج و مشاعر حسيه داخلية تنعكس على حياته الاجتماعية و على تعاملاته الحياتية اليومية , كذلك الامر في الحياة الآخره , فهو مركز الاحساس للنفس البشرية .

و يتولد الفؤاد في تلك النفس نظرا و تأثرا بالظروف المحيطة و المؤثرات الخارجية بواسطة الوسائل الحسية او الفكرية , فينتج عنه حاله نفسية و مزاجية و سلوكا مغايرا .

هذه الحالة و الشعور الداخلي اوجده الله جل و علا و جعله وسيله كسائر الوسائل التي اوجدها في خلقنا كوسيلة السمع و البصر فقال سبحانه ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ) 78 المؤمنون  , و جعل تلك الوسيلة من وسائل الاحساس المعرفي لان المشاعر الداخلية تفضي الى العلم و المعرفة و اليقين تماما مثل السمع و البصر فقال ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) 78 النحل .

ان من اعظم المشاعر مشاعر الام تجاه ابنائها , فما بالك بام موسى عليه السلام و هي تلقي بابنها الرضيع في الماء خوفا عليه من قوم فرعون , ان تعيش تلك اللحظه ستتجمد فيها احاسيسك و لا تعد تشعر بشيء من هول ذلك الحدث و كأنك في فراغ , فلا بد لك ان تنهار ولا تستطيع ان تخفي تلك الفعله بحيث يبدو لمن حولك انك تخفي امرا ما , و ذلك لما سيعتريك من ارباك و حزن شديدين , ولكن مع ام موسى عليه السلام كان الامر مختلفا كون الله جل و علا ربط على قلبها أي تحكم بدماغها كي لا يرسل أي ردة فعل لما حدث فينكشف امرها , فقال سبحانه ( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) 10 القصص .

كذلك الامر بالنسبة للظالمين يوم القيامة يوم الحساب حين يعلمون انهم قد ظلموا انفسهم و يروا العذاب فمن شدة الشعور بالخوف و الاحساس بالندم يصابون بالذهول فيقول جل و علا عنهم ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ) 42-43 ابراهيم .

الله عز و جل ذكر قصص الانبياء السابقين و ما لاقوا من اقوامهم من ظلم و اعتداء و ترهيب و تهديد بالقتل في القرآن الكريم , و ذلك من اجل المواساة و شحذ الهمم و التخفيف عن محمد عليه السلام لما يشعر به و لما كان يلقاه من قومه من تكذيب و اذى ولما له اثر على المشاعر الداخلية و الاثر الكبير على الحالة النفسية , فكان لتلك القصص الاثر على تثبيت مشاعره الداخلية و عدم اهتزازه فقال ( وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ) 120 هود .

كذلك الامر بالنسبة للقرآن جاءت اياته متفرقه و لم يستذكرها عليه السلام مرة واحده بل على مراحل و ذلك ايضا من اجل تواصل التثبيت و التأيد و التأكيد فقال ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) 32 الفرقان .

ابراهيم عليه السلام دعا الله عز و جل ان يستميل مشاعر بعضا من الناس باللجوء و السكن في تلك المنطقة النائية التي اسكن فيها اهله , و ذلك كي تستمر الحياة فأهم عنصر لاستمرارية أي مجتمع هو التواجد البشري فقال ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) 37 ابراهيم .

ان من كفر من الانس و الجان يصنعون من اكاذيبهم و خدعهم ما يصنعون , و يزينوه و يزخرفوه كي يبدو جميلا , و حين يسمعه الذين لا يؤمنون بالآخرة تميل و تذعن له مشاعرهم و احاسيسهم فقال جل و علا ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُون ) 112-113 الانعام , ان هذا الامر يحدث اينما وجدت دعوة الحق و يتناسب تناسبا طرديا معها , فكلما أظهر الحق تقدما ازداد ذاك البهتان و الضلال .

قلنا ان وسائل الاحساس المعرفي التي تفضي الى العلم و المعرفه و اليقين هي السمع و البصر و الشعور الداخلي ( الفؤاد ) , و الانسان مسؤولا عنها كي يستدل الى الحق و يجتنب الضلال فقال سبحانه ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) 36 الاسراء .

ان انكار الخالق جل و علا و انكار التهديد الالهي بالعذاب للكافرين  يعد جهلا بالغا و اجراما بحق ما اوتي الانسان من وسائل الاحساس المعرفي التي يستدل بها الانسان لمعرفة الخالق عز و جل و ذلك بانكار كل الشواهد و الدلائل الداله قطعيا عليه بواسطة تلك الوسائل فقال سبحانه ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) 26 الاحقاف .

حين يعذب اولئك الكافرون المجرمون في نار جهنم يوم القيامة وجب عليهم المكوث في العذاب المستمر دون انقطاع و لكي يذوقوا عذاب الحريق فان الله سبحانه و تعالى اخبرنا بتبديل جلودهم كي يستمر شعورهم بالعذاب فكانت النار مطلعة على مشاعرهم و احساسهم بها كي يبدل الجلد لمن اصبح منهم لا يشعر بالحريق فقال ( الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ) 7 الهمزة .

و اما بالنسبة لرؤية جبريل من قبل محمد عليهما السلام فلم تكن تلك المشاهده بواسطة العين  الدنيوية بل كانت بواسطة الاحاسيس و المشاعر الداخلية فذلك هو الفؤاد فقال سبحانه ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ) 11 النجم .

القلب :

قلنا ان القلب هو مركز السلوك الظاهري لردة الفعل الناتجة , و هو المسؤول عنها , فحين يشعر الانسان بأية مشاعر داخلية في فؤاده اي في مشاعره و احاسيسه , فان القلب يترجم ذلك الاحساس سلوكا ظاهريا , و سمي بالقلب لانه المسؤول عن قلب المشاعر الداخليه الى سلوك ظاهري بمعنى يقلبها .

ان استجابة الانسان لامر ما و اتباعه ينطلق من تفكيره فهو ردة الفعل استجابة او رفضا لذلك الامر , فيترجم الامر الى سلوك ظاهري ايمانا به او كفرا قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) 24 الانفال .

حين يتلقى الانسان علما ما فانه يحفظ في عقله و يدون هناك , ثم يقوم الدماغ بترجمة ذاك العلم كلما دعت الحاجه له و يستذكره لأن الذاكره هي الحافظه التي يحفظ بها الدماغ كل شيئ , فقد انزل الله جل و علا القرآن جملة واحده و خزن في عقل النبي محمد عليه السلام , و كان ينطق به كلما جاءه الامر بتلاوتة على مراحل و فترات بأمر الله سبحانه  ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ) 97 البقرة . فجاء النهي للنبي عليه السلام بأن لا يتعجل بتلاوته ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) 16-17 القيامة .

كذلك الشهادة القوليه نابعه من العقل و ان كتمها الانسان و لم يدلي بها , فهو حينها آثم لما يترتب على ذلك من ظلم فقال جل و علا ( وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) 283 البقرة .

السكينة هي الراحه الفكرية و الطمأنينة , يعيشها الانسان حين يتخلى عن أفكاره المقلقة و السيئة التي تشتت العقل و تعكر صفوه , (ُهوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) 4 الفتح , و عكسها حين تنزع تلك السكينة يتولد الرعب و القلق في فكر الانسان و عقله فقال سبحانه ( سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ) 151 آل عمران , كذلك الامر في مساندة الملائكة للمؤمنين في ساحة القتال , كان الامر الالهي واضحا و محددا لهم بكيفية المساندة , فقال لهم الله جل و علا ان يضربوا فوق الاعناق و ذلك تحديدا للمكان المستهدف فالدماغ يقع فوق الاعناق أي الرقاب , و ليس المقصود ان الملائكة كانت تحمل سيوفا و تقطع بها رقاب الكافرين , ان تأثير الملائكة على عقول الكفار كان يولد الخوف و الارباك لهم و هو الهدف المطلوب كي ترتعش فرائسهم و اطرافهم و فلا يقدرون على القتال , و في المقابل كان هناك تثبيت للمؤمنين فقال جل و علا ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ) 12 الانفال .

الحقد هو الكره الشديد المتولد في العقول الظلاميه من الفكر الاسود ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ) 29 محمد , تلك العقول التي تولد الحقد هي عقول عفنه مريضه , (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) 10 البقرة , و على النقيض اصحاب التفكير السليم المؤمن المطمئن و اصحاب العقول المستنيرة فقال عنهم سبحانه (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) 89 الشعراء , و قال ( مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ) 33 ق , ليس المقصود بالقلب ذاك العضو العضلي المسؤول عن ضخ الدم , بل هو الدماغ و العقل المسؤول عن اتخاذ القرارات و تحديد المسارات , فهل اذا قمنا باجراء عمليه جراحية لنقل تلك المضخه العضلية لاتقى رجل منا و زرعناها في جسد اكفر رجل , فهل يستقيم او يهتدي ؟ حتما لا يستقيم .

حتى من اكره و اجبر تحت التهديد بالكفر , وجب عليه ان لا يكفر عمليا و لا يترجمه و يشرحه سلوكا عدوانيا و من يفعل ذلك فعليه غضب الله جل و علا فلا مبرر لسلوكه ابدا ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) 106 النحل , اما النقيض ( أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) 22 الزمر .  

الصدر في اللغة هو مقدمة كل شيء , فكانت مقدمة الانسان هي رأسه , و صدر القوم : رئيسهم , و صدر الكتاب : مقدمته , و عليم بذات الصدور : يعلم ما تخفيه عقولهم ( قلوبهم ) الموجوده في قلب رأسهم الذي يصدر عنه كل الافعال و الاقوال  , و منها تصدّر أي تقدّم , و صدر الاسلام : بدايته , لذا فأن العقل ( القلب ) متواجد في الرأس ( الصدر ) فقال عز و جل ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) 46 الحج .

كذلك الجوف فهو المكان المجوف , فالعقل موجود في جوف الرأس , و ضرب الله مثلا عن الذين يظاهرون ازواجهم و يقولون انهم امهاتهم , فكان المثل كما ان للانسان عقل واحد في رأسه فكذلك الامر لا يمكن ان يكون للمرء الا أم واحدة فقال سبحانه ( مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ) 4 الاحزاب . 

حين حاصر الاحزاب المدينة , كان ذلك الامر امتحانا و اختبارا عظيما للمسلمين كي يعلم الصادقين المؤمنين من المنافقين , و لكي يتضح الامر جليا لما في داخلهم و ينفضح امرهم و ما كانوا يخفون في عقولهم , هذا المشهد العظيم الذي و صفه الله جل و علا بالزلزال الشديد , ما كان من اولئك المنافقين الا ان بدءوا ينكشفون و يبدون ما يبطنون في عقولهم من كفر و عدم يقين بما يقوله الله جل و علا و يدعوهم اليه , فأخذوا يشككون بوعد الله عز و جل و يدعون اهل المدينة بالرجوع و العودة لبيوتهم كل ذلك كان علانية و ذلك خوفا على انفسهم من الموت و ظنا منهم انهم قادرون على الفرار منه , و كانوا قد عاهدوا الله على الثبات من قبل , و لكنهم لم يكونوا صادقين مؤمنين بل كانوا كاذبين منافقين فهذا النفاق الذي هم فيه هو مرض في عقولهم , ان اثر هذا الامتحان العظيم جعلهم ينحرفون و يبتعدون عن الوقوف بجانب رسول الله و المؤمنون الصادقون فزاغت ابصارهم أي اصبح لهم هدف آخر و هو الفرار و العوده لبيوتهم من شدة الموقف الذي هم فيه فلم يعد بامكانهم كتم ما يدور في عقولهم فانكشف امرهم لما رددته حناجرهم من اقوال تفضح ما في عقولهم فقال سبحانه ( إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ) 10 الاحزاب , ان انحراف البصر و زيغه هو اتخاذ سبيل آخر كذلك الامر للعقل و التفكير فالعقل يزيغ و ينحرف فيختار نهجا و سلوكا آخر فيبتعد عن الهدف و المراد , و هذا ما حدث لاصحاب الديانات الارضية باتباعهم لما قالوا و تركهم لما قال الله جل و علا و حرفهم و لويهم و الغاءهم لنصوص من القرآن , و جعل مصطلحاته ترسخ في عقول الناس بمفهوم آخر و كل ذلك لأجل الفتنه التي تعهد بها ابليس من قبلهم فقال سبحانه و تعالى (  هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) 7 آل عمران .

ان محل الاسلام هو السلوك و العمل اما الايمان فمحله العقل , فمن اهتدى عقله كان سلوكه مسالما و من لم يهتدي عقله كان عمله و سلوكه العدوان , فمن هنا نحكم و نقر على كل معتدي بسلوكه و افعاله انه غير مؤمن و ذلك لقوله جل و علا ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) 14 الحجرات .

العلم و اليقين مرده للعقل , فمن أيقن من البشر ذلك الحق تشابه تفكيره بمن أيقن منهم , و من كفر من البشر تشابه تفكيره بمن كفر منهم لقوله جل و علا ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) 118 البقرة , فالقلب هو العقل المفكر و ليس تلك المضخه العضلية التي تضخ الدم فكل البشر من مؤمن و كافر مضخاتهم متشابه و مثل بعضهم .

هذا بعض من تلك المقاصد التي تدل على كون القلب هو العقل و الآيات التي تتحدث و تبين هذا المفهوم كثيرة و يطول حصرها و كلها تؤدي لنفس المعنى المقصود .

النفس :

النفس هي ما اودع في كل كائن كان لتجعله متصرفا في حدود ما اوجد او تواجد من اجله , و تختلف تلك النفس من خلق لآخر طبقا لمواصفات ذاك المخلوق , و بشكل ابسط هي الرغبة في الوجود و الدافع له , أي هو الذات لكل شيء و كينونته , و اما الذات الالهية او النفس الالهية فهي فوق كل شيء فهو جل و علا ليس كمثله شيء و هو الواجد لكل شيء و المتصرف فيما اوجد .

لقد خلق الله جل و علا تلك النفس لتسكن اجسادنا ذكورا و اناثا فلا فرق بين النفس التي سكنت جسد ذكر و تلك التي سكنت جسد انثى , فكلاهما من نفس واحده .

تلك النفس هي التي تبعث الحياة في الجسد و هي التي تسيطر عليه , لها رغباتها التي تخضع بها الجسد , فقال جل و علا ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) 53 يوسف . فوجب الحذر و وجب العمل على تطهير و تزكية تلك النفس و نهيها عن الهوى السيء ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) 7-10 الشمس , و قال ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ) 40 النازعات .

فالنفس برغباتها توسوس لصاحبها ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) 16 ق .  

تتداخل النفس في الجسد لتضبطه و تجعله مستقلا بذاته مسيطرة عليه و مسؤولة عنه , وهي التي ستحاسب و تعاتب يوم الحساب بما عملت حين سكنت الجسد الدنيوي الفاني و بما اكتسبت , فقال تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) 38 المدثر , و قال ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) 15 الجاثية  .

الجسد بدون تلك النفس هو مجرد جثه لا تشعر بشيء ولا تقدر على شيء , فالنفس هي التي تقبض و هي التي ترسل و هي التي تتذوق القتل او الموت فقال جل و علا ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) 57 العنكبوت , و قال ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ) 33 الاسراء .

فالله عز و جل هو المقدر لتلك النفس وهو وحده الذي يحدد لها زمن البقاء , و هو الذي قدر لها رزقها اليومي و الكلي , فان استوفت و نالت رزقها اليومي توفاها فتعود الى برزخها , ثم يرسلها مرة اخرى الى جسدها لتستوفي ما تبقى لها من عمرها يوما بعد يوم الى ان ينتهي اجلها المقدر لها و تستوفي ما قدر لها من اجلها الكلي ثم يتوفاها و يمسكها فلا تعود لذاك الجسد فقال سبحانه ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) 42 الزمر .

و تلك النفس هي صاحبة الامر و المسؤولة عنه , و قد جعل الله جل و علا لها في حياتها الدنيوية ملائكه تحفظ و تسجل كل شيء ( إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ) 4 الطارق , ( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) 18 ق , و يوم الحساب ( وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) 21 ق , ( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) 5 الانفطار , ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) 30 آل عمران . ثم بعد ان استوفت اجلها بالدنيا , تجد ما قدمت و عملت امامها فتستوفي جزاء ما عملت اما سعادة بالنعيم و اما عذاب بالجحيم ( وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ) 70 الزمر .

في ذاك اليوم المشهود ستحل الحسرة و الندامة على النفس التي تبعت هواها فضلت و انحرفت ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) 56 الزمر , اما التي اتقت و اتبعت ما أوحى لها الله جل و علا في كتابه الكريم فهي في نعيم مقيم ( قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ) 50 سبأ , نلاحظ ان هداية تلك النفس هي بموجب اتباع ما اوحى لنا الله جل و علا في كتابه الكريم , و ضلال تلك النفس باتباع الهوى و ما اوحي لنا الشيطان من حديث آخر غير حديث الله الخالق جل و علا , فمن يقول و يدعي بالاخذ و اشراك تلك الكتب الارضية مع الكتاب السماوي ما هو الا سخرية و استهزاء بقول الله عز و جل كون كتابه ( القرآن ) شامل كامل ليس فيه نقص او تفريط فيكون من الساخرين في الدنيا و من النادمين المتحسرين يوم القيامه .

تلك النفس الخاطئة تأتي لتجادل يوم الحق كما كانت تجادل في الدنيا ( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) 111 النحل , فلا ينفعها شيء و لا يشفع لها شفيع ( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) 19 الانفطار , (  وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ) 123 البقرة .

و قال سبحانه ( يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ) 105 هود .

الجسد :

الجسد هو ذاك البناء الملموس بأبعاده و أطرافه و أعضائه , فهو الهيكل المادي الذي تسكن فيه النفس فتبعث فيه الحياة .

الجسد بدون تلك النفس لا يقوى على شيء فلا يضر و لا ينفع ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ) 148 الاعراف .

كل الاجساد البشرية الدنيوية تخضع لقانون واحد و هو الفناء بما فيهم الانبياء عليهم السلام , فالجسد اذا ما سكنت فيه النفس احتاج للشراب و الطعام كي لا يهلك , فان فارقته تلك النفس فانه الى فناء و زوال فقال جل و علا ( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ) 8 الانبياء .

من كل ما ورد نستنتج ان الفؤاد هو الشعور و الاحساس بكل العوارض المحيطه , من حقائق ملموسه و من افتراضات فكرية و قد يشمل ذلك الرؤى و الالهام  و كل الامور المستوحاه .

و المقصود بالقلب ليس ذاك العضو الجسدي و العضلة الا ارادية او تلك المضخة المسؤوله عن ضخ الدم في جميع انحاء الجسد , بل هو الدماغ ( المكلف ) الذي يرسل الاوامر لكل اعضاء الجسد , و به تعقل الامور و تترجم سلوكا و تصرفا من قول و عمل و ردة فعل .

و اما النفس فهي ما سكن الجسد لتكوين ذاته و كينونته , و الجسد هو الهيكل المادي بكل ملامحه و اعضائه و ابعاده و هو الجسم لكل شيء كان و تجسد او تجسم .

اعتذر لكم عن الاطاله و ذلك كون المواضيع الاربعه مرتبطه ببعضها فهي وحدة كامله متكامله يكمل بعضها بعضا.

سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا

سبحانك اني كنت من الظالمين

اجمالي القراءات 8402

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   شكري السافي     في   الأربعاء ٢٧ - أبريل - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81319]

احسنت يا اسامة


صديقي اسامة العزيز الموضوع رائع بكل المقاييس ولكن احس انه لا يزال محتاجا إلى بعض التدقيق والتناسق 



فمثلا عليك ان تبين تعريفك للقلب هل هو العقل الموجود في مخ الانسان ام انه افعال الانسان النابعة من احاسيسه ومشاعره



كذالك الجسد و عقد مقارنة بينه وبين البدن(اليوم ننجيك ببدنك) ثم ان العجل سمي جسدا له خوار فهل اضافة الصوت جعلته جسدا وليس تمثالا كالذي تعمله الشياطين لسليمان 



يعني بعض المراجعات وعقد مقارنات تجعل من التعريفات أقوى في دلالاتها وتقرب الفهم اكثر



ولكن اعود فاقول صدقا ان المواضيع التي تكتبها رائعة ومنعرجا مريح للتخلص من مفاهيم التراث العفنة



دمت طيبا اخي اسامة قفيشة 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-04-09
مقالات منشورة : 196
اجمالي القراءات : 1,415,388
تعليقات له : 223
تعليقات عليه : 421
بلد الميلاد : فلسطين
بلد الاقامة : فلسطين