تعليق: ... | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: تسخير الشياطين للنبي سليمان عليه السلام | تعليق: مقال ممتاز دكتور مصطفى | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: ... | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: ... | تعليق: ربنا يبارك فى عمرك عمى العزيز وأستاذى . | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب د عثمان ، وأقول : | خبر: يونسكو: المتحف المصري علامة فارقة في مسيرة مصر التاريخية | خبر: ترامب: وجهت البنتاغون بالاستعداد لعمل عسكري محتمل ضد نيجيريا.. ما السبب؟ | خبر: منظمات حقوقية تدين استمرار حبس متضامنين مع فلسطين في مصر | خبر: في حدث تاريخي... افتتاح المتحف المصري الكبير بالقاهرة السبت | خبر: بعد سنوات من التأجيل، المتحف المصري الكبير يفتتح أبوابه لزواره أمام العالم | خبر: مجلس الأمن يصوت لصالح خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية | خبر: اتساع الاحتجاجات العمالية في مصر مع تصاعد أزمات المعيشة | خبر: هل بدأ الذكاء الاصطناعي فعلا في القضاء على الوظائف؟ | خبر: سباق محتدم بين العلماء لإنماء أسنان بشرية في المختبر.. هل من فائز؟ | خبر: حكام أفارقة في العقد التاسع.. هل يعيقون تداول السلطة؟ | خبر: مداهمات أمنية بريطانية لضبط العمالة والهجرة غير القانونية | خبر: جسر إمداد عبر حفتر.. بهذه الطريقة تمد الإمارات الدعم السريع بالأسلحة | خبر: مفوضية العون الإنساني: الدعم السريع قتلت 2000 مدني بالفاشر | خبر: بين الضغوط الخارجية وحسابات الداخل.. إعلان أبو مازن الدستوري يفتح معركة الشرعية الفلسطينية | خبر: طلاق غيّر التاريخ: كيف انفصلت كنيسة إنجلترا عن الفاتيكان؟ |
دعاء الكروان ليس عصفورًا من الشرق، لكنه عصفور في الشرق:
دعاء الكروان .. رؤية جديدة!

محمد عبد المجيد Ýí 2018-05-27


دعاء الكروان .. رؤية جديدة!

 

كيف تمكّن الدكتور طه حسين، الكاتب والفيلسوف والمصلح والمصري الإفرنجي أنْ يدخل القرية، فيبصرها وهو لا يراها، يصفها بعيون معتمة وقلبٍ مفتوح على مصراعيه؟

في قنديل أم هاشم يتحرك يحيي حقي بين الفقر والمولد والتخلف فيرسمه بريشة مغترب، وفي موسم الهجرة إلى الشمال يعيد الطيب الصالح غزوَ وطنه الأم بالتمدن، فيسقط في عبقرية التخلف المصاحب للعادات والتقاليد.

نجيب محفوظ كان عبقرية سقطت بين القصرين فجاء قصر الشوق كسكرية تُحلّي التاريخ وتجعله يسير مع ألف مئذنة، فجائزة نوبل للأدب المغرقة في المحلية مثلما كانت نادين جورديمر البيضاء التي تكتب صفحات سوداء عن عالم الأبارتهايد في جنوب أفريقيا، أما جونتر جراس صاحب ( الطبل الصفيح ) فقد كانت محليته تزخر بالصور النازية والعنصرية.

عندما يخوض الأديب لمرة يتيمة في رواية، مثل سارة للعقاد، ودعاء الكروان والحب الضائع لعاشق الضاد طه حسين يخرج العمل الفني المدهش في صورة جديدة ودقيقة وكل مشهد فيه يتحرك فوق حروف اللغة كأنه مصنوع في الذهن قبل الطبيعة.

لم يصطدم طه حسين مع الغرب في شرقه وهو يجعل تغريد الكروان دعاءً، وجعل الرواية فلسفة الصراع بين القوي والضعيف وليس بين المتمدن والمتخلف فـ ( العصفور دائما هو الغلطان) ومن يُعْتَدىَ عليه وهو ضعيف تقف الدنيا كلها في وجهه، فالسلطة والمال بين إصبعين من أصابع الحق المزيف.

دعاء الكروان رواية تشهد أن طه حسين كان يبصر أكثر مما لو كان بصيرًا، وأوصاف ومشاهد وصور القرية لا تقل إبداعا عن كبار الروائيين الذين وصفوها بعيونهم قبل أقلامهم، وأخص بالذكر ( بداية ونهاية ) لنجيب محفوظ والصراع الطبقي المذهل فيها.

طه حسين لم يفرنس دعاء الكروان كما فعل أكثر العائدين من بعثات النهضة الباريسية واللندنية، وتحدث عن أخلاقيات الحب والقرية والانتقام الضعيف كأنه يريد من أصدقائه الفرنسيين أن يشاهدوا بقلمه مسقط رأسه، تماما كما حدث مع عبقري عصر النهضة، قاسم أمين، في كُتــَـيبه الصغير ( المصريون ) وهو يردّ على الدوق داركور فيصف جسد الفلاحة وعذريتها ونهديها ومشيتها وجمالها في إطار التراث والعادات والتقاليد ليحارب بها الفكر الاستعماري البريطاني الذي خلط الأوراق فلم يفهم أهل البلاد المُستَعمرة، وقد هلهلها مالك بن نبي الجزائري المبدع في كتابه ( الصراع الفكري في البلاد المُستَعمرة)!

شاهدت اليوم ( دعاء الكروان) بعيون جديدة، ورأيت أن كل الأزمنة تقوم بتلوين الحكايات والأقاويل والأساطير والحقائق بطرق مختلفة، صعودا وهبوطا، توسعة وتضييقا، فأنت تستطيع أن تقرأ نفس العمل الأدبي عدة مرات وكأنه عدة أعمال بينها عدة عقود.

دعاء الكروان ليس عصفورًا من الشرق، لكنه عصفور في الشرق، وعبقرية طه حسين أنه اختار الأذنيّن بدلا من العينين، فلم يعُد بين صفحات الرواية كفيفـًـا؛ وربما أكثر قدرة على الإبصار الحاد من قارئيه.

لابد أن يكون الكتاب بين يديك طوال عُمرك فهو يتغير، ويتزامن، ويمنحك مرة ويمنع عنك مرات، فتقرأه حينا ويقرؤك أحايين أخرىَ.

تلك هي رؤيتي الجديدة لــ( دعاء الكروان ) فهل شطحت بعيدًا؟

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

أوسلو في 27 مايو 2018

 

اجمالي القراءات 7298

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الإثنين ٢٨ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88743]

بين شبح ( هنادي ) و الحقيقة هناك ثمة ما يقال !!


دعاء الكروان أبدع الدكتور طه حسين فيها لعمق الفكرة و نرجسية أفكاره هو شخصيا بين واقعين الأول مصري مكبل بالعادات و التقاليد البائسه و بين فرنسي متحرر يرى في العادات و التقاليد - لا سيما بين أهل الصعيد - رجعية و مصادرة لحرية المرأة .. رائع حديث آمنة مع نفسها و هي تحلل وضعية مآل أختها التي ذهبت ضحية قسوة البشر .



شكرا أستاذ محمد عبد المجيد فقد أثرت موضوع جديد في الموقع .. حفظكم الله جل و علا .



2   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الإثنين ٢٨ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88744]

رؤية مشتركة لدعاء الكروان مع سعيد علي


شكرًا جزيلا، العزيز سعيد، والحقيقة أن استعادة عمل أدبي مهم جدا أن يشترك فيه أكثر من قاريء  لأن الإبداع بعد سنوات يصبح ملكية عامة، ورؤية مشتركة.



تقبل خالص مودتي



رعاك الله



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,881,046
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway