سامر إسلامبولي Ýí 2007-05-23
كيكي نبي الدجاج
اجتمعنا مع بعض الأخوة في جلسة عامة ، ومن عادة الأخوة يتم عرض بعض الأفكار، سواء في الدين أم في السياسة أم في غيرها للنقاش والحوار .
فعرض أحد الأخوة مقولة [ إن القرآن لا يحتاج إلى غيره في الفهم والدراسة ] وأن عملية فهمه ذاتية كامنة في داخله .
اعترضت عليه وقلت : هل أفهم من كلامك أني أستطيع أن أحمل نسخة من القرآن فقط ، وأذهب إلى رأس جبل وأقعد عليه ، وأقوم بدراسة القرآن وفهمه بمعزل عن التاريخ والمجتمعات الإنسانية والعلم وتفاعل الناس!؟
قال : القرآن هو المصدر الإلهي التشريعي الوحيد ، ولم ينزل الله عز وجل وحياً آخر!
قلت : يا أخي ! ينبغي أن تفرق بين مقولة [ القرآن لا يحتاج إلى أي شيء من خارجه لدراسته وفهمه ] ومقولة [ القرآن هو مصدر الوحيد للتشريع الإلهي ]
فأنت أي القولين تقصد !؟
قال : كلاهما .
قلت : لقد ابتعدت عن الحقيقة ، وخلطت الحابل بالنابل ! وأسأت إلى دعوتك ! فالأمر ليس كذلك ، ويوجد فرق كبير بين القولين . فأنا أوافقك على قولك : [ إن القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع الإلهي ] ولكن أرفض وأتحفظ على قولك الآخر !!
قال : لماذا ؟ أليس القرآن كتاب من رب العالمين ومحفوظ من التحريف !؟
قلت : ومن أنكر ذلك !؟ لماذا تعرض أي كلام لمجرد العرض والنقاش !؟
قال : ألم يقل الله في كتابه [ ما فرطنا في الكتاب من شيء ] !؟
قلت : رجعت إلى الاعتباطية في الاستدلال ، وأضفت إليها صفة القطع والقص والوصل في مكان آخر !! هذه ليست آية ! وإنما هي جملة وجزء من آية ، وإذا أرجعتها إلى مكانها من النص تعرف ماذا يقصد الله عز وجل بكلمة ( الكتاب ) !؟
قال : ائتوني بالمصحف حتى أعرف إلى ماذا ترمي وما تقصد من قولك ؟
وفعلاً أتوه بالمصحف وفتح على سورة الأنعام آية ( 38 )
قلت : اتل بصوت عالي حتى نسمع معك !؟
فقام بتلاوة النص [ وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ]
قلت : هل دلالة كلمة ( الكتاب ) في سياق النص تدل على القرآن !؟
قال : لا !! لا تدل على القرآن .
قلت : أرأيت كيف أن الأسلوب الاعتباطي ، وأسلوب قص ولصق يوقعك في أخطاء كثيرة !
قال : ما وجه رفضك لمقولتي الثانية !؟
قلت : إن القرآن كتاب رب العالمين وقد تميز بأسلوبه ونظمه ، وبالتالي تميز بأسلوب التعامل معه ودراسته . فمن المعلوم أن مواضيع القرآن لم يتم ترتبيها تاريخياً أو علمياً وإنما توزعت المواضيع وتداخلت فيما بينها وهذا اقتضى أن يكون للقرآن نظام خاص به للتعامل معه ، ويقتضي ذلك أن ينص القرآن على نظامه في محتواه . وإذا درست القرآن بوعي تصل إلى هذا النظام وتستطيع أن تخرجه بصورة قواعد التي منها :
1- إسقاط النص على محله من الخطاب ( ربط النص بالواقع )
2- فهم النص القرآني من خلال المنظومة القرآنية كلها . ( عدم الوقوع في التعضية)
3- تقاطع المنظومات مع بعضها وعدم تناقضها .
4- انسجام منظومة القرآن مع منظومة الكون ( آفاق وأنفس ) .
وسأضرب لك مثلاً على الفهم الاعتباطي وعملية القص واللصق وعضوضة النص القرآني إلى أين ممكن أن تصل في فهمك !. انظر إلى النص القرآني الذي ذكرته أنت في بداية حديثك [ وما من دابة .... إلا أمم أمثالكم .... مافرطنا في الكتاب من شيء ] فلو أخذت هذا النص وقمت بعملية تقاطع مع نص آخر يقول : [ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ] إلى ماذا تصل بفهمك ؟
قال : من خلال الظاهر أصل إلى أن الحيوانات قد خلا فيهم نذير بما أنهم أمم أمثالنا!.
قلت : هل توافق على هذا الفهم والنتيجة !؟
قال : بصراحة ! لقد تفاجأت من هذه العملية المنطقية في تقاطع النصوص وبعيداً عن التأثر في التراث والاستغراب العقلي أستطيع أن أقول ابتداءً :
إن القرآن ذكر ذلك ، والأمر فوق مستوى العقل والفهم ، فلا أملك إلا أن أتبع القرآن وأقول ما يقول من باب الطاعة والالتزام والإيمان .
قلت : إذاً أنت ممن تؤمن بوجود النبي كيكي عليه السلام !
قال : ومن النبي كيكي هذا !؟
قلت : عجباً ألم تقل بوجوب وجود نبي أو نذير لكل أمة ، والحيوانات أمم أمثالنا ! فأمة الدجاج عندهم نبي اسمه كيكي صلى الله عليه وعلى دجاجاته !.
قال : مهلاً يا أخي !! فالأمر غيبي ولا أستطيع أن أثبت هذا النبي كيكي ولا أن أنفيه ، ألم تقرأ خطاب الله عز وجل للسماء والأرض [ ائتيا طوعاً أوكرها قالتا أتينا طائعين ] وقوله [ إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ] انظر لصفة الطاعة أو الكره للسموات والأرض ، وصفة عرض الأمانة وعملية الرفض منهم ، والشفقة التي صدرت عنهم، أليست هذه صفات عاقل ويملك إرادة حرة!! .
قلت: إنك بحاجة إلى عملية فرمته وتحديث لأنظمتك المعرفية !! والوقت لا يسمح لذلك ، وأنا منشغل بأمور أهم من ذلك !!
فإلى اللقاء يا صاحبي !. وسلم لي على النبي بطوط نبي البط !!.
هذه أول مشاركه لى بعد إنضمامى لموقع الباحثون عن الحقيقه من أهل القرأن
وأرجو أن تتسامحوا مع أخطائى النحويه واللغويه فأخوكم على قد حاله .. دبابه.
كلمه لأخى سامر .. قال رب العالمين " أمم أمثالكم " ولم يقل أمم مثلكم
مثل بقتح الميم غير مثل بكسر الميم
ببعض التدبر فى الأيات التى تضم الكلمتين ستصل للفرق بينهما فى المعنى
وعندها ستدرك الخطاء فى استدلالك بتقاطع الأيتين الكريمتين.
وتقبل وافر الإحترام.
الأخ محمود جلال:
أهلاً و مرحباً بك في أول تعليق لك بعد انضمامك لموقع أهل القرآن
أرحب بك كقارئ مثلك وليس بصفة رسمية،لأنه ببساطة ليس لي صفة رسمية
الأخ سامر لن يرد عليك...لأن الأخ سامر أخد على خاطره وقرر الإنسحاب من الموقع...هذا لأن الرياح لم تجري بما تشتهي سفنه...
من ميزات هذا الموقع الحسنة،برأيي المتواضع،إمكانية التفاعل مع مقالات كتبت لسنوات خلت،كما مع تعليقك على هذا المقال الذي كتب في سنة 2007. ما أتمناه على إدارة الموقع ،كما و سبق أن تمنيت عليهم ، عدم إلغاء أي مقال أو تعليق للإستفادة منه(معلوماتياً) أو به (بعدم ارتكاب نفس الخطأ) إلا إذا احتوى على الفاحش من القول فيقضى عليه سراعاً،ثم إعطاء بعض الكتاب فرصة الإسترسال في غيهم،إلى أن يطلب منهم الكف، فإن لم يستجيبوا،فسلام عليهم لا نبتغي الجاهلينا.
أتمنى لك قراءة ممتعة و إن شاء الله تعالى تستفيد و تفيد
دعوة للتبرع
بالتى هى أحسن: ولكن ما يقلقن ي ويقض مضجعي قلقي علي أبنائ ي ...
لا تحريف فى القرآن: سمعت الاخ داحمد صبحي منصور و ذكر الكثي ر من...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : ما هو الفرق بين الفعل ( غل/...
هم وجبريل وميكال : سؤال من الاست اذة كريمة إدريس : السل ام ...
الايمان والصالحات: انا شاب سني 23 سنة ساعات اصلي و ساعات لا المهم...
more
الاستاذ سامر هنا يرد ساخرابهذا المقال على استشهادنابقوله تعالى(مَّافَرَّطْنَافِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)
أدعوالله جل وعلا أن يحكم بينناوهو خير الحاكمين.
وأحاول بقدر المستطاع التحكم فى قلمى وهو
شديد الجموح. وأكتفى بهذه الحقائق القرآنية
1 ـ أن مصطلح( الكتاب ) يأتى فى القرآن بمعانى كثيرة سيأتى تفصيلها فى ( القاموس القرآنى)
والسياق هو الذى يحدد المراد.
والسياق هنا يؤكد أن الكتاب فى الآية الكريمة
هوالقرآن الكريم.
نفهم هذا من قراءة الآيات 34 :39 من سورة الأنعام:
( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ
وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ)أى كذبوا بالقرآن
الذى لا مبدل لكلماته
( وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ
أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء
فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى
الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) يعنى ليست هناك معجزة سوى القرآن.
(إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) أى فالذى لديه استعداد للهداية
يسمع أما الضال الميت فلا أمل فيه.
(وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ
قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)
أى طلبوا معجزة حسية متجاهلين القرآن ،
وجاء الرد فى الآية التالية :
( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) فالآية هنا تضمنت إعجازا علميا
مذكورا هنا فى القرآن ، ثم جاءت الاية التالية
لتتحدث ثانيا عمن يكذب بالقرآن، وتقول:
(وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ
مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى
صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)