تعليق: ... | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: تسخير الشياطين للنبي سليمان عليه السلام | تعليق: مقال ممتاز دكتور مصطفى | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: ... | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: ... | تعليق: ربنا يبارك فى عمرك عمى العزيز وأستاذى . | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب د عثمان ، وأقول : | خبر: دعوة لدعم المركز القرآني العالمي (IQC) والتبرع له . | خبر: د. منى مينا تنتقد طرح وحدات صحية للاستثمار: خصخصة الخدمات الصحية تصرف خاطئ يزيد معاناة المرضى | خبر: انتقادات لإخراج حفل افتتاح المتحف المصري الكبير | خبر: كاتب إيطالي: هل تحقق القاعدة سابقة وتسيطر على دولة مالي؟ | خبر: يونسكو: المتحف المصري علامة فارقة في مسيرة مصر التاريخية | خبر: ترامب: وجهت البنتاغون بالاستعداد لعمل عسكري محتمل ضد نيجيريا.. ما السبب؟ | خبر: منظمات حقوقية تدين استمرار حبس متضامنين مع فلسطين في مصر | خبر: في حدث تاريخي... افتتاح المتحف المصري الكبير بالقاهرة السبت | خبر: بعد سنوات من التأجيل، المتحف المصري الكبير يفتتح أبوابه لزواره أمام العالم | خبر: مجلس الأمن يصوت لصالح خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية | خبر: اتساع الاحتجاجات العمالية في مصر مع تصاعد أزمات المعيشة | خبر: هل بدأ الذكاء الاصطناعي فعلا في القضاء على الوظائف؟ | خبر: سباق محتدم بين العلماء لإنماء أسنان بشرية في المختبر.. هل من فائز؟ | خبر: حكام أفارقة في العقد التاسع.. هل يعيقون تداول السلطة؟ | خبر: مداهمات أمنية بريطانية لضبط العمالة والهجرة غير القانونية |
خواطر:
أشياء للحياة .. وللموت أيضا

عامر سعد Ýí 2016-11-27


 

 

(1)

فى الصيف تكون للشمس فى السابعة صباحا لسعة غريبة مع أن قطرات الندى ما زالت تكلل أوراق الذرة، يمضى إلى الجدول ... للحظات يتأمل مياهه الصافية .. تنساب فى رقة، الأعشاب الخضراء فى قاعه تزداد نضارة بالماء الذى يغمرها ... الماء الذى تتخلله اشعة الشمس، عشبة خضراء صغيره تتسلل الى السطح فينساب الماء بعدها متعرجا تعرجات صغيرة لا تفسد روعة  المنظر بل تزيده جمالا ورونقا وتلهب رغبة العاطش فى أن يمس ذلك المنظر بشفتيه دون أن يفسده، يرتكز بيديه على حافة الجدول، يدنو بشفتيه من الماء ... يشرب منه ... يرفع رأسه ويأخذ نفسا عميقا ثم يدنو من الماء مرة أخرى، يشرب أكثر مما يشرب ثم يعود إلى أعواد الذرة التى جمعها..يرفعها على كتفه ويتجه ناحية المنزل.

(2)

حقول من الذرة الطويلة وترعة وبضع بيوت، بعيدا فى وسط الحقول ماكينة مياه قديمة ... فى الليل هناك يخرج شبح، رجل يزداد طوله حتى يصل إلى السماء ... هكذا ظهر لأحدهم كما ظهر لكثيرين، الرجل هو الذى يذهب إلى بيته وحده ... أعمدة النور الممتدة إلى هناك جعلت من الحكاية أسطورة وجعلت من الكل رجال.

الولد لا يعرف الخوفتنقطع الكهرباء فجأه .."هذه فرصتى"..يمضى فى الطريق الترابى بين حقول الذره ... يكاد يتحسس طريقه ... قلبه يدق يدق ... يتوغل فى وسط الحقول ... يدنو من بغيته ... للصراصير تحت الجدران القديمة صوت مهيب وشجرة السنط متجهمة كشبح يضع جناحيه على السقف المتهاوى، النسيم المتثاقل يهيج رائحة الزيت العطن وغبار من الأخشاب الناخرة ...الولد لا يعرف الخوف .. قلبه يدق يدق .. جلده يقشعر .. يمضى بخطواته الهادئة..يرفع صوته .. "لو كنت رجلا أخرج  لى، أنا هنا أنتظرك"..هو لا ينتظره ... هو يمر مرورا سريعا ما يكاد بلامس شجرة السنط حتى يولى مدبرا...خطواته الهادئة ... قلبه المختلج ... أفكاره المجنونة ... كان يؤمن بأن الشبح موجود وبأنه خائف جدا ... كان إصراره على قهر خوفه أشد.

(3)

أقدام طفل صغير تمشى فى ذلك الطريق الترابى ... تحمل جبلا عاطشا ... تلتهب الشمس وأقدام الطفل عارية يلسعها التراب الساخن فيتعثر الطفل.

•  للقلب جبل من العطش ... سيحمل الطفل ذهابا فى الطريق وإيابا بين الحقول الخضراء وسيصير الجبل ربوة يكسوها الشجر فيكبر الطفل ويشتد عوده .. يجرى على الطريق الترابى .. يخلع ملابسه.. بقفزة واحدة يكون فى قلب النهر.

•  للنهر قلب يحس به الطفل يناديه فى الطريق فى كل خطوة تلهب أقدامه.

•  يشتد لهيب الشمس فيجف النهر وتجف الشجرة ويموت القلب.

•  أقدام طفل صغير وفروع شجرة جافة ملقاة على جانب طريق ترابى.

(4)

هنا القاهرةهنا المدينة والنجومهنا الحوارى والأديمهنا تتشرد خطاك بين المعابد والملاهى والقصور...خطوة وتكون فى غزة ... عد خطاك واستيقظ من النوم ... تنام من التاسعة مساء أمس .. ترتدى ملابسك وتخرج إلى الشارع ..الشمس ملتهبة والزحام خانق ... هم لا يريدون أن يفهموا أنه من العبث أن تجد عملا بتلك الطريقة .. وما الحل؟! هل  إلا أن تضع رقبتك تحت عجلات   تلك الشاحنة الضخمة ... لتفع اﻵن ... تمهل ... هذا  إعلان مسابقة للتوظيف..بعض الصور وشهادة وطابور طويل ثم تجلس على المقهى، تشرب الشاى ودخان النرجيلة يتصاعد منك إلى الأفق، تتبعه بنظرك ..أين القلعة ..القلعة مهدومة...هذه فرصتك...ترتقى ما بقى من المأذنة وتأذن للصلاة من جديد ... اخفض بصرك وانفض ذلك الصرصار الذى يتسلق قدمك ...المقهى ملىء بالصراصير ... المقهى كله صراصير والفأر خلف الجدار ... قفزة وتكون عند الفأر ... ادخر قوتك سيأتيك الفأر بنفسه ... ستهرب من المقهى وتجرى وتجرى معك جموع الصراصير.

(5)

قل لى يافتى ... إلى متى ستعيش؟! .. إلى أن ترى الجبال تتفجر ... إلى أن يطغى البحر ويكسو الماء وجوه الخليقة..ستغرق حينها يا فتى .. ستغوص بين وجوه الخليقة .. ستتعلق بكل قشة..ستغوص معك أكوام من القش .. ستتوه بين الوجوه .. ستتعلق على جدران العمائر..ستقف أمام السيارات وهى تسير بسرعة جنونية...ستجلس وحيدا على كرسى فى خمارة..ستجرك فتاة بحبل تربطه فى خصرها ... سيتراكم قشك فى الطرقات ... تدوسه العجلات الضخمة والأحذية الثقيلة .. ستذروه الرياح  يا فتى .. حتى الطيور.. .ستدوسها السيارات عندما تنزل لتلتقط قشك لتصنع منه أعشاشها ...إلى متى ستعيش؟! .. إلى أن تتساقط من فوق العمائر... إلى أن تنهال عليك الحجارة والشتائم وبصاق السائقين، ستموت غدا يا فتى...تلملم أعواد القش وتصعد فوقها وتشعل فيها النار ... النار لا تشتعل فى الماء يافتى ... ألا ترضى بالغرق ... إلى متى كنت ستعيش؟! .. إلى أن يغيض الماء ... إلى أن تشرق الشمس ... هذه الوجوه لا تتحمل الشمس، ستتوارى منها فى المظلات والزجاج المعتموأنت ستعرى يا فتى ... ستنبذ وحيدا على الشواطئ  ... لن تنبت عليك شجرة من يقطين ... ستأكل الطيور من رأسك ... سيتفجر الدم من جسدك كله ... سيسدون أنوفهم ويضعون أصابعهم فى آذانهم عند سماع اسمك يا فتى، سأقول لك وقتها ... إلى متى كنت ستعيش؟!..  ستنظر إلى وقطرات المطر تتساقط فى عينيك وأعواد القش تتهشم بين يديك، هل تحفر وقتهاحفرة وتدفن فيها نفسك ... هل تموت يوم يعز الموت ... مت الآن يا فتى.

 

كتبت 2005

 

 

 

 

اجمالي القراءات 8801

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-29
مقالات منشورة : 10
اجمالي القراءات : 92,319
تعليقات له : 14
تعليقات عليه : 15
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt