لطائف قرآنية (14)

 الحديث عن  المنطقة المدارية

تقع المنطقة المدارية بين مداري السرطان في الشمال ومدار الجدي في الجنوب، ويتوسطها تماما خط الاستواء.

بالنسبة للنقط ( المدن ) التي تقع على شمال خط الاستواء، فيحدث أن تتعامد الشمس على كل نقطة (مدينة) يومين في العام مرة أثناء تحركها صعودا - بدءا من خط الاستواء - للوصول إلى النقطة المدارية العليا عند مدار السرطان، والأخرى عند هبوطها في طريقها إلى خط الاستواء، أما تلك المدن التي تقع بين خط الاستواء وبين مدار الجدي فمثلها مثل المدن في المنطقة المدارية العليا، حيث تتعامد الشمس على كل مدينة منها مرتين، مرة أثناء هبوطها إلى النقطة المدارية الدنيا وصولا إلى مدار الجدي، وعند صعودها في رحلتها إلى خط الاستواء.

مكة تقع في المنطقة المدارية العليا أي شمال خط الاستواء، وتتعامد الشمس فوقها تماما في يومين محددين وهما ( 16 فبراير & 28 مايو )، وهذا يعني أن الظلال في هذين اليومين في كل المدن الأخرى والتي تقع في شمال المنطقة المدارية، إنما تتجه عكس اتجاه الكعبة، ولتحديد القبلة لأي مسجد جديد يتم الانتظار إلى أحد هذين اليومين، وبوضع شاخص طولي في ساحة متسعة في أي مدينة من مدن المنطقة المدارية العليا، وقت زوال الظل في مدينة مكة، أي عند آذان الظهر فيها، فسوف يكون هناك بالطبع ظل للشاخص في المدينة الأخرى، وسوف يسقط ظل الشاخص على الأرض، وبعكس اتجاه الظل يتحدد اتجاه القبلة بدقة عالية، دون الاضطرار إلى استخدام بوصلة مغناطيسية أو أقمارا صناعية، أو دارات كهربائية.

الطريف في الموضوع أن لمدينة مكة، مدينة توأم يقال لها قطب مكة أو نظير القبلة أو ظهير مكة، أي المدينة التي تقع على نصف الكرة الأرضية الأخر أي هو النصف المقابل للنصف التي تقع فيه مكة، وهو أيضا يقع في المنطقة المدارية، وكما هي خواص المنطقة المدارية فإنه يحدث أن تتعامد الشمس على هذه المدينة التوأم في يومين محددين آخرين وهما (16 يناير & 29 نوفمبر ) ، وفي هذين اليومين وفي وقت الزوال يكون اتجاه ظل الأشياء إنما يتجه إلى الكعبة، وبذلك يكون هناك أربعة أيام يمكننا فيه تحديد اتجاه القبلة بدقة يومان يكون تحديد القبلة بعكس ظل الأشياء، ويومان يكون تحديد القبلة في نفس اتجاه ظل الأشياء.

م / محمد ع. ع. خليفة